عن المقال

المؤلف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

التاريخ :

Mon, Sep 15 2014

التصنيف :

فتوى

تحميل

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 014

وفي يده السيجارة أي مدىً تؤثر هذه النصيحة أنّ نصيحته لا تغادر المقعد الذي يقعد عليه فاتقوا الله عبد الله لا يصيبنكم قول الله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تعلمون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ))، وهذه مصيبة المسلمين اليوم دعاتهم علماءهم إلا من رحم ربك وقليلا ما هم إنهم لا يتخلقون بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بأخلاق صحابته رضي الله عنهم ، يريد أحدهم أن يقفز من الأرض إلى القمة قفزة واحدة في العلم يتلقون العلم من غير عمل ، يتلقون العلم من غير تربية، يظنون العلم انما هو جمع للمعلومات، الكمبيوتر اليوم آلة صماء إذا شحنتها بمعلومات ، تجمع لديك أكثر من عالم وأكثر من شيخ من شيوخ الإسلام، العبرة أيها الإخوة المؤمنون بالخلق، العبرة بالتقوى، كما قال تعالى (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) فهل نكون أيها الإخوة ، أن نكون خير خلف لخير سلف ، هل نتبع منهاج العلماء العاملين، من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، هل نتبعهم في أخلاقهم في سلوكهم ، في فضلهم في اعمالهم ، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لذلك، والكلام والنصح في هذا كثير وكثير جدا ، وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين أقم الصلاة .

" الكلام السابق لأحد طلبة العلم في خطبة جمعة بحضور الشيخ " .

الشيخ : إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :

 كلمتي الآن حول حديثين اثنين جاء ذكرهما في خطبة أخينا أبي أنس جزاه الله عليها خيرا ، وتوضيحا لنقطة أخرى تطرق إليها ناصحا للأحزاب الإسلامية والجماعات الإسلامية أن يجتمعوا ويتوحدوا وقد أصاب ووفق في ذلك ، ولكن الأمر يحتاج لشيء من التوضيح ، أما الحديثان المشار إليهما ، فهو أولهما الحديث الصحيح ، ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) لفظة المرصوص لا أصل لها في الحديث ، الحديث الوارد في الصحيحين وكتب السنة كلها هو دون لفظة مرصوص ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )، فهذا وجب التنبيه عليه ، لسببين اثنين ، السبب الأول أن هو يعز علينا جميعا بطبيعة الحال أن يقع في مثل هذا الخطأ  أحد من  إخواننا والشيء الآخر أن هذا الخطأ عام سار لجميع طلاب العلم وكتاب العلم إلا من عصم الله ، وقليل ما هم ، الحديث الآخر ، فهو حديث على شهرته في كتب السيرة لا إسناد صحيح له يذكر ألا وهو قصة اذهبوا فأنتم الطلقاء، هذا الحديث في الواقع جميل ، تطيب ، تميل له النفس وذلك مما ليس بعيدا عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يكفيه فخرا أن الله تعالى أثنى عليه وسجل ذلك من كتابه إلى أبد الدهر ، وذلك قوله عز وجل (( وإنك لعلى خلق عظيم  )) فمهما روي منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق في مكارم أخلاقه ،فذلك قل من جل ، ولكن هذا شيء ، وأن يقال على النبي صلى الله عليه وسلم مالم يصح فذاك شيء آخر ، فمثلا هناك حديث في كتاب الشفا للقاضي عياض، بأن رجلا تواعد مع النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظره في مكان سمياه ، فانتظر ثلاث ليال، أو ثلاثة أيام ، لم يحضر الرسول ذلك المكان ، حتى جاء فقال له شققت عليّ أنا منذ ثلاثة أيام بانتظارك هذا فاعتذر له بعذر ، فهذا ليس غريبا عن خلقه عليه السلام وعن شمائله الكريمة ، لكن هو كذك لا يصح إسناده ، فلا يجوز أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم مالم يثبت من الحديث سواء كان هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم أو من فعله أو من تقريره كل هذا وذاك داخل في مسمى الحديث النبوي ولذلك فهذا الحديث ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) لا يصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ،لأنه لم يأت له ذكر إلا في سيرة ابن إسحاق ، التي اختصرها ابن هشام والتي لا  وجود لها اليوم إلا هذا المختصر _ سيرة ابن هشام - فهذا الحديث إسناده في سيرة ابن هشام المستقاة من سيرة ابن إسحاق معضل ليس له سند متصل فإن ذكرت هذه القصة ، وهذه المنقبة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، كراوية فتذكر مقرونة ببيان وضعها وكما قلت لكم ذلك قليل من مكارم وشمائل الرسول عليه السلام ، لكن الأمر له علاقة بالرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فلا ينبغي أن يروى عنه صلى الله عليه وسلم إلا ما صحت نسبته إليه ،

أما التعليق على دعوة الحق التي جاءت في كلام الأخ أبي أنس من دعوة الأحزاب أو الجماعات الإسلامية إلى الاجتماع والتلاقي ، فهذا كما يقال أمر لا ينبغي أن يختلف فيه اثنان ولا أن ينتطح فيه كبشان أو عنزان ، لكن الأمر المهم بهذه المناسبة أن تذكر الرابطة الجامعة التي يجب أن يخضع لها جميع الأحزاب والجماعات الإسلامية، من ذلك قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ))، فمن الواجب حينما ندعو إلى الاتحاد وإلى نبذ الافتراق والشقاق أن نقيد ذلك بأن نتلاقى جميعا على مذهب واحد لا اختلاف فيه ألا وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللذان الكتاب والسنة ربط رسولنا صلوات الله وسلامه بهما سعادة الدنيا والآخرة ، والاهتداء لما فيه حياة الأمة الإسلامية في الحديث المعروف، ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض )، هذا ما أردت أن أبينه بمناسبة الخطبة التي سمعتموها ، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها جميعا .

بقيت هناك مسألة طلب مني بيانها قبيل الصلاة ، كيف نتمكن من معرفة سمت القبلة حينما نكون في العراء أو في الصحراء ليس هناك مسجد وجد في ذلك المكان ، وقد يكون وجد المسجد وتكون قبلته منحرفة عن بيت الله الحرام ، فما هي الطرق وما هي الوسائل ؟ تعلمون جميعا ما يعرف اليوم بالبوصلة وتعرف في زمن الأتراك حتى في البلاد العربية بالقبلة ناما اسم أجنبي طبعا عن العربية وهو مترجم دال على القبلة ، قبل أن تُعرف هذه الآلة ، كيف كان يعرف المسلمون الأولون ، وهم مسافرون ما بين مكة والمدينة والطرق المتعرجة بهم ولا شك، وما بين المدينة وتبوك في مثلا غزوة تبوك ، كيف كانوا يعرفون تجاه القبلة في تلك الصحارى والأرض القفر، ذلك يمكن بسهولة لمن كانت له عناية بأن يتعرف على وسائل الاهتداء لمعرفة القبلة ، مما لا شك فيه ذلك يختلف باختلاف مواقع البلاد التي نحن نكون فيها ، فمثلا خروجهم من المدينة إلى تبوك من الواضح لدى هؤلاء الناس جميعا أنهم خرجوا شمالا ، لكن لما ذهب الدعاة الإسلاميون إلى اليمين مثلا، كمعاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري فهم يذهبون جنوبا فيختلف حينئذ في معرفة القبلة بين الذي توجه شمالا وبين الذي توجه جنوبا ، كما أنه يختلف الأمر بين الذي ذهب شرقا وبين الذي ذهب غربا ، ومعنى هذا أن المسلم يجب أن يعرف بفطرته أو بعلمه الجهات الأربعة يجب أن نعرف الشرق والغرب والشمال والجنوب، وهذا ليس من علم الجغرافيا أو علم الفلك الذي ينبغي أن يتعلمه المسلم كما يتعلم سائر العلوم النظرية ، هذه معرفة الجهات أمر فطري يشترك في معرفته القارئ والأمي لأنه يرى الشمس تشرق من هنا هنا وتغرب من ها هنا وحينما تشرق يراها تميل إلى الجنوب وليست تميل إلى الشمال، ثم يراها أنّ ميلانها إلى الجنوب يختلف باختلاف الفصول فهو مثلا في الصيف .. كما نحن في زمننا في وقتنا في يومنا هذا، نكاد نرى الشمس فوق رأسنا في الظهيرة بينما في الشتاء نرى الشمس مائلة إلى الجنوب ، هذه أمور من تنظيم الله عز وجل بحكمته البالغة لهذه الكواكب من أجل فائدة البشر ، كما قال تعالى (( وخلق لكم ما في الأرض جميعا ))، فمن فائدة الشمس أننا نستدل بها على جهة القبلة في أي مكان كنا لكن كما قلت آنفا، فيه فرق بين أن نكون نحن بالنسبة للقبلة للكعبة شمالها وبين أن نكون جنوبها نحن الآن في واقعنا اليوم هنا في شمال الكعبة لكي نعرف القبلة حيثما كنا يجب أن نحدد جهة الشرق وجهة الغرب، وهذا أمر سهل حينما تكون الشمس طالعة فإذا أردنا أن نعرف جهة الكعبة حينما تدركنا صلاة الظهر مثلا أو الجمعة ، فقبل كل شيء نحدد إذا جهة المشرق والمغرب نضع يدنا الشمال إلى جهة الشرق، فتكون يدنا اليمنى إلى جهة الغرب، ويكون أمامنا الجنوب، هنا الآن في شيء من الدقة، الجغرافيون يقسمون الأرض إلى خطوط وهمية ذهنية لكن يبنون عليها حقائق علمية مهمة منها ما يهمنا الآن الخطوط التي يسمونها بخطوط الطول وهي متصلة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي ، هذه الخطوط عليها بلاد الدنيا كلها، نفترض الآن أن الخط الوهمي المستقيم من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي ، يمر خط من الخطوط بلا شك في المسجد الحرام في مكة ، فالذين يقعون في هذا الخط شمالا وجنوبه الذي هم شمال بيت الله الحرام يستقبلون الكعبة مباشرة دون أن ينحرفوا يمينا أويسارا ، لأن المفروض الآن أن البلد التي نحن فيها هي بنفس خط الطول الذي تقع فيه أو يقع فيه المسجد الحرام أو مكة وعلى العكس من كان جنوب مكة فهو الآن يستقبل الشمال لأنه مكة أو الكعبة شمالية هذا أمر واضح لكن الفرق الآن أن هذا خط الطول الذي اخيله لكم يمشي أمامي ومن خلفي ، لكن قد تكون الكعبة بالنسبة لبعض البلاد، يمينا أو يسارا ، هنا يحتاج الأمر إلى شيء مما يتعلق بعلم الجغرافيا، يعني بأن تعرف بلدك في أي خط واقعا، أنا أضرب لكم مثلا الآن واضح جدا ، نحن هنا في عمان والعراق بالنسبة إلينا يقع شرقينا ، مثلا مصر يقع بالنسبة إلينا غرب جنوب أو جنوب غربي ، أو غرب جنوبي تعابير ليست محدودة ، إذا لو فرضنا الآن بالنسبة إلينا الكعبة بالنسبة إلينا في العراق نستقبل ماذا ؟ الشرق ، الكعبة في مصر نستقبل ماذا الجنوب الغربي وهكذا، الآن تصوروا أنفسكم أنتم في مصر ، مصر بالنسبة للقبلة ، القبلة تقع بالنسبة إليهم شرقا، مثل جدة تماما من لم يذهب منكم إلى مصر فقد ذهب لابد إلى جدة إن شاء الله ، فجدة ، الذين يصلون ويستقبلون المسجد الحرام يستقبلون الشمس تماما يستقبلون الشرق، فإذا الدنيا هكذا كل بلادها تحيط بالكعبة كدائرة ولذلك ، فالذي يريد أن يحدد جهة الكعبة لا بد أن يحدد موقعه هو هل هو شمال الكعبة أم جنوبها ، ثم إذا كان شمالها كما نحن ، هل هي شمال تمام على خط الطول أم منحرف ، عشر درجات عشرين درجة ثلاثين درجة، إذا عرف هذا الفارق من حيث خطوط الطول سهل عليه بعد ذلك ، أن يعرف جهة القبلة.

وإذا تحددت عنده جهة القبلة ، سهل عليه بعد ذلك معرفة دخول وقت الصلوات ، صلاة الظهر صلاة العصر ، لأنك إذا لم تحدد جهة القبلة ، لا تستطيع أن تعرف وقت الظهر مثلا، لأن وقت الظهر كما هو معروف في كتب الفقه هو إذا زالت الشمس عن وسط السماء لكن وسط السماء زوال الشمس يختلف باختلاف المواطن التي أنت فيها زوال الشمس وأنت في اليمن غير زوال الشمس وأنت في مصر وأنت في العراق وأنت ها هنا ، فهنا عندما تزول الشمس يجب أن تكون قد راقبت طلوع الشمس وارتفاعها، حينما تلاحظ ارتفاع الشمس ، تلاحظ أن ظل الشيء يتناقص، ويتناقص ويتناقص ، أظن أنتم معي في هذا التخيل ، أما الظواهر الأخرى قد تكون خافية على البعض ، فحينما يظل هذا الظل ظل هذا الشاخص يتناقص ويتناقص فاذا رأيت وقف تناقصه ولو للحظات فهذا ما يعرف عند الفقهاء بوقت الكراهة أي قبل الزوال ، فلا يجوز في هذه اللحظة الصلاة لأنها وقت تسعر فيه جهنم كما جاء في الحديث ، فإذا رأيت هذا الظل قد بدأ يطول فهذا معنى دخول وقت الظهر ، لكنك إذا لم تحدد الجهة في المشرق والمغرب ما تعرف أن هذا وقت الطول هو هذا  وقت الزوال أم ليس كذلك، هذا وقت الظهر نعرفه بعد أن استمر ظل الشيء يتقاصر ويتقاصر حتى يقف لا نراه طال ولا قصر، هذا وقت كراهة الصلاة، فإذا طال قليلا حينذاك دخل وقت الظهر وخرجنا عن وقت الكراهة أما وقت العصر، حينما وقف ظل الفيء عن التقاصر وعن التفاوت ، هذا الوقوف هذا الظل واقف يعرف عن الفقهاء بفيء الزوال، فيء الزوال هذا ، يجب أن نستحضر حقيقة طبيعية أنه يطول ويقصر ، قلنا آنفا أن الشمس الآن تكاد تكون على رأسنا عموديا وبذلك يكون الظل قصيرا جدا،ولهذا أو هذا الظل ظل الزوال الذي هو فيء الزوال عند الفقهاء ، لا يرى في خط الاستواء  لأنه العمود ، العصا التي واقفة عموديا، في وسط خط الاستواء يظل الظل يتقاصر ويتقاصر حتى يركب نفسه ، يعني لا يبقى لهذا ظل ، إذا ظهر قليلا معناه صار وقت الظهر أي زالت الشمس عن وقت إيش ؟ عن وقت الكراهة، ودخل وقت الظهر هذا في خط الاستواء أما الخطان  اللذان هما حولا خط الاستواء ماذا يسمونهم ؟ الجدي والسرطان هذان يطولا... هذا الزوال ويختلف طوله باختلاف الفصول كما قلنا الآن، كون هذا الشاخص الذي نتخيله الآن قصير لكن في الشتاء لما تميل الشمس إلى نحو الجنوب يبقى هذا الطول طويلا فإذا أردنا  أن نعرف وقت العصر _ وقت العصر كما جاء في الأحاديث ( إذا صار ظل الشيء مثله ) مع فيء الزوال ، ظل الشيء مثله مع فيء الزوال

السائل : مثليه .

الشيخ : لا مثليه هذا مذهب لا نراه ، المثلان هذا مذهب أبي حنيفة وخالفه أصحابه، الشاهد النص الحديث وقت العصر إذا صار ظل الشيء مثله زائد فيء الزوال ، ما معنى هذا الكلام ، نفترض الآن عندنا شاخص طوله متر ، نصبناه لنعرف وقت الظهر فتتبعنا ظله فإذا هو يقصر يقصريقصر إلى أن يقف عند طول الظل تقريبا عشر سم ، بعد العشرة سم طال ربع سم ، معناه صار وقت الظهر ، الآن نحن بخط في بالنا أنه طول فيء الزوال كم؟ عشر سم ، هذا الشاخص لما نراه ضرب الظل الشرق متر زائد 10 سم ، معناه صار وقت العصر ، في مذهب آخر أشار إليه الأستاذ هنا وهو إذا صار ظل الشيء مثليه يعين مترين زائد 10 سم .

السائل : عشرون سم .

الشيخ : لا مثيله لا يتضاعف مترين زائد عشرة سم صار وقت العصر عند أبي حنيفة رحمه الله ومن تبعه ويسميه هذا العصر الثاني ، لكن الذي جاءت به الأحاديث هو ما في إلا عصر واحد وهو إذا صار ظل شيء مثله زائد فيء الزوال ، فيء الزوال في وقت الشتاء يصير متر ، فأصبح في ذلك الوقت تريد تخط مترا زائد متر...صار وقت العصر؟ فهذه قضايا يجب على طلاب العلم على الأقل يعرفونها حتى يستدلوا بها على جهة القبلة وثانيا على التعرف على وقت الظهر والعصر ، أما بقية الأوقات فهي أسهل بلا شك لأنكم تعرفون الفجر وقته عندما يمتد الليل من جهة الشرق ممتدة من الشمال إلى الجنوب هذا يراه كل إنسان ، وأما وقت المغرب عند غروب الشمس وهذا يعرفه البدوي مثل الحضري ، لكن الذي يختلفون فيه .

السائل : عفوا غروب الشمس حدثنا عنه ، غروب الشمس كيف يعرفه الحضري والبدوي لكن مدى الاختلاف الحاصل عندنا في رمضان لا يخفى على اثنين .

الشيخ : هذا سببه الإعراض عن إثبات الأوقات الشرعية في الأدلة الشرعية ، وسببه الوحيد " الكسل " و التنبلة " بالتعبير الشامي ، " الكسل " و" التنبلة " والركون إلى الدعة ، لأنه الآن المؤذنون الذين دعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا ، فقال : (اللهم اغفر للمؤذنين ) نعم ، هؤلاء أصبحوا كسائر الموظفين في الدولة لا فارق بينهم أبدا ، لا فارق بين هذا المؤذن وبين أي موظف في أي دائرة من الدوائر لأنه في عمله الروتيني ، فهو ما أذن إذا رأى الشمس قد غربت وإنما يؤذن على المفكرة ، والمفكرة قد ثبت لدينا أنها غير صالحة لأنها وضعت في بلاد ثم نقلت إلى بلاد أخرى وإن ما بال الأذان اليوم في مثل عمان يؤذن للمغرب بعد غروب الشمس التي نحن نراها في الجبل ، جبل هملان ، نرى الشمس قد غربت بأعيننا ، والمؤذنين بعد غروب الشمس ونحن في الجبل بعشر دقائق ماذا نقول عمن في الوادي في وسط عمان ، هؤلاء تغرب الشمس عنهم قبلنا بعشر دقائق أخرى، مع ذلك تجد مؤذنين يؤذنون في المسجد الحسين الكبير مع أعلى مسجد هنا وأعلى مسجد يؤذن بعد غروب الشمس بعشر دقائق ، السبب أننا أهملنا تطبيق الأحكام الشرعية ، وبالتالي يأتي الاختلاف في وقت العشاء وقت العشاء كما جاء في الأحاديث الصحيحة عند غروب الشفق الأحمر ، ونحن نرى أيضا بأم أعيننا غروب الشفق الأحمر قبل مضي ساعة من غروب الشمس، فإنهم يؤذنون بعد غروب الشمس بنحو ساعة وثلث تقريبا أي نعم فمعرفة هذه الأوقات وأدلتها الشرعية أمر مهم جدا حتى لا يقع الإنسان في مخالفة قد تؤدي أحيانا إلى إبطال العبادة ، مثلا الذين يؤذنون الفجر قبل طلوع الفجر الصادق على الأقل بعشرين دقيقة ، فقد يصلون وان كنا والحمد لله قد لاحظنا بعض التعديلات في بعض المساجد ، لا يدخلون في صلاة الفجر إلا بعد طلوع الفجر الصادق تماما ، نسمع نحن الإقامة في الدار وبالكاد نرى الفجر طلع أو ما طلع . الإقامة، معنى ذلك أنهم صلوا السنة قبل وقتها يقينا خاصة الناس المتعبدين الذين يحضروا المسجد مبكرين ، مجرد ما هو يسمع الأذان يكون في المسجد فمعناه أنهم يصلون السنة  قبل وقتها، حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، نحن حريصون أن نكون أن ندعو لأوقات صحيحة لكن لماذا  تكون نافلتهم صحيحة كالفريضة ؟ يحتاج إلى مراقبة، لكن هذه المراقبة يجب على الدولة أن تراقب الأمر ثم تفرض على الموظفين عندها كالمؤذنين والأئمة أن يؤذنوا على الأذان الشرعي ، وهذا معناه أن ما يصلح لعمان مدينة عمان في وسطها لا يصلح لمن في أعلاها لأنه كل منطقة لها شروقها وغروبها ولها فجرها ولها مغربها وعشائها وهكذا ، فهذا هو السبب في كون الناس اليوم يختلفون فيأذان المغرب متى؟ لأنهم لا يراقبون الوسيلة الشرعية التي جعلها الله وسيلة لمعرفة الأوقات الشرعية ، سواء من الفجر أو غيرها مثل المغرب نعم .

السائل :... يلاحظ القمر يخرج بدرا من كل شهر من جهة الشرق ...في طريقة الساعة ...

الألباني : ...بدليل أن اثني عشرة اليوم تساوي إحدى عشر أمس .

الشيخ : وبعد هذا الإحدى عشر الثابتة تختلف باختلاف الفصول أيضا ، لأنه تعرف أن الظهر ليس دائما يؤذن له الساعة الحادية عشر ونصف ، في التوقيت القديم وإنما يتأخر أحيانا يصير اثني عشر إلا ثلث ، صح ، هذا ليس ثابتا ولذلك فقضية الساعة ...، لكن الأشياء التي ذكرتها ، أشياء علمية وجميلة جدا .

السائل:....عادة لو وجهت عقرب الساعات ...

الشيخ :والذي ما عرف

السائل: ولو وضعت عقرب الساعات في جهة هكذا فالزاوية المحصورة بين عقرب الساعات وبين الخط الواصل بين الساعة الثانية عشر وخط الزاوية يكون اتجاه للأمام يسير إلى الجنوب باتجاه خط الخلف .

الشيخ : ولو اختلفت الساعة ؟

السائل: هذا تقريبي لو اختلفت من الثانية عشر يكون ستة درجات ...

الشيخ : هذا كلام سليم مفهوم .

السائل: هذا عسكريا طبقناه بأنفسنا .

الشيخ : الآن طبق هنا حتى نفهمها .

السائل: تعال هنا .

الشيخ : الساعة صغيرة ، يقولون فيه ظاهرة في عموم الشجر أنها تميل بالنسبة لمنطقتنا هذه العربية إلى الشرق لأن هوانا الاكثر غربي ، فلما تنبت الأشجار والأشتال يكون الهوى يضربها ويميل فيها للشرق ، لذلك الإنسان إذا جهل الجهة وما في الشمس وما فيه أي علامة ، ينظر إلى الغالب من الشجر المائل فهو جهة الشرق، وما يقابله الغرب فهنا حينئذ يضع يده اليسار إلى الشرق ويده اليمين إلى جهة الغرب ، فقد عرف الجنوب .. نعم . هو هذه طبيعة حكمه نعم .

السائل: نسمع من بعض الإخوة إذا أذن الفجر ونحن في السفر ، فيقول هناك ربع ساعة بعد هذا الأذان يأتي الأذان الثاني  فهل هذا صحيح .

الشيخ : قبل كل شيء هل تعني أنت بالأذان الأذان الشرعي أم الأذان الواقعي ؟

السائل: الأذان الشرعي الذي مثلا الآن أذان عمان يقول أن هذا الأذان لا يدل على الفجر الصادق .

الشيخ : هذا الكلام جواب ماذا . عافاك الله منه أنت سألت سؤالا أنا حتى أتمكن من الجواب الصحيح عليه أريد أن أفهم منك لما تذكر الأذان هل تعني الأذان الشرعي أن تعني الأذان الواقع اليوم .

السائل: الأذان الواقعي الذي هو في المساجد الآن يعني غير شرعي .

الشيخ : هذا انتهى الكلام فيه وقلنا إن الأذان اليوم يؤذنون على الأقل قبل الوقت بثلث ساعة ، هذا تكلمنا عنه، أحيانا في فرق نصف ساعة ، أنا في الجبل في عمان أراه بعيني الفجر كل يوم كل يوم أراه ، فأنا أستطيع أن أبدأ السحور بأذان الفجر هنا ، رأيت ، لأنه معي وقت ثلث ساعة أحيانا وأحيانا نصف ساعة وبعد ذلك أرى الفجر ، فلذلك إن كنت تعني فيما تنقله عن بعض الإخوة هو الأذان القائم اليوم فهذا أذان غير شرعي ، لكن خذ ما هو أهم من ذلك ، إذا كان المسلم يتسحر وبدأ طعامه قبل طلوع الفجر بدقائق ثم رأى الفجر بأم عينه أو سمع الأذان الشرعي ، وهو الذي يؤذن بأن يرى الفجر بأم عينه ، فله أن يظل يأكل حتى يقضي حاجته من طعامه وشرابه ، هذا وهو يرى بأم عينه أقول ليس بعينه بأم عينه ، يرى الفجر قد سطع وهو لم يأخذ حاجته من الطعام والشراب يجوز له أن يستمر لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على وجه فلا يضعه حتى يأخذ أو يقضي حاجته منه ) ، لا تذكرنا بالظاهرية .

السائل: بالنسبة لظاهر الآية .

سائل آخر : أين موجود هذا الحديث ؟

الشيخ : طولوا بالكم في سنن أبي داود ومسند أحمد ، نعم بالنسبة لهذه تفضل .

السائل :  (( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ))، كيف نوفق بين هذا وذاك .

الشيخ : لا ما كان هذا هو السؤال .

السائل : لا هذا الذي أريد .

الشيخ : لا اسمح لي شوية أنت بدأت هذا كلامك هذا في الشراب ومعنى هذا أنك تقر بالشراب لكن لا تقر الطعام أليس هذا معنى الكلام ؟

السائل : قد

الشيخ : لا القدقدة هذه تأتي مع المجادلة أما في نفسك ما فيه قد .

السائل : طيب نعم .

الشيخ : أما تعني الذي ما في حرج عليه .

السائل : هذا أعني .

الشيخ : فهذا هو ولذلك قلت لك أنت تذكرنا بالظاهرية فعدت لتقول كيف نوفق ، معناه نقضن مابنيتكأنك تريد أن تقول الآن بارك الله فيك كيف نوفق بين هذا الشيء الذي نؤمن به من جواز الشراب من الإناء الذي في يدي ولو تبينا الفجر ، لكن لا أظن أنك تريد هذا .

السائل : نعم لا أريد هذا .

الشيخ : لذلك أنا أقول  ريح حالك اسحب كلامك ، اسحب كلامك الأول .

السائل : اعتبره مسحوبا .

الشيخ : لا لماذا أعتبره مسحوبا أنت اعتبره مسحوبا ، لكن اسحبه أنت حتى أقول والله انسحب ، طول بالك الله يهديك خليه براحته حتى يكون تماما يقضي ما في نفسه ، لأنه بذلك تتبين الحقائق والأشياء ، أما تفرض عليه رأيا هو ما انشرح له هذا خطأ أو هو ليس مطمئنا يمشي عليه خطأ ، إذا لنبحث نحن الآن الآية تتناقض مع الحديث ولو تمسكنا بظاهره ، أنا أفهم الآية على ضوء السنة وهذا من فضائل السنة (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض ... ))  إلى آخر الآية ... وعليكم السلام ...

سائل آخر : بناء على حاجة لغوية ، الواقع عندما نقول " حتى " هي انتهاء الغاية ، ولكن تدخل عندما نقول حتى تلك الشجرة فالشجرة داخلة في الأمر داخلة فيه .

الشيخ : وقد لا تدخل فتكون الغاية في المغيى.

السائل : نعم ، فمن هذا القبيل فقد أحملها على المعنى الذي تفضلت به .

الشيخ : " قد " دعنا منها .

السائل : يعني وجدت لها مخرجا في هذا الطريق من حيث اللغة ، عندما أقول حتى انتهاء الغاية تدخل في المغيى والله أعلم .

الشيخ : طيب حينئذ الحديث يعارض الآية أم لا .

السائل : لا يعارض في هذا المعنى .

الشيخ : ذلك ما نبغي تفضل ماذا تريد أن تقول... .

سائل آخر : الآية عامة والحديث خاص .

الشيخ : نعم .

السائل : شيخ فيه واحد عنده مسألة وهي متى يخرج المسلم من الإسلام ويريد تفصيلا ؟

الشيخ : تفصيل تفصيل

السائل : في المسألة، وقد سمع كلام أخينا ولكن ما اقتنع أو لم ينشرح صدره لهذا الكلام .

الشيخ : نعم ، يريد يعرف متى يخرج المسلم من الإسلام يعني متى يكفر .

السائل : أي نعم متى يكفر .

سائل آخر : هل تنعاه بالكفر ؟

الشيخ : المسلم يخرج من إسلامه إذا أنكر شيئا منه كان دخل فيه ، مفهوم هذا الكلام ؟ إذا أنكر إذا جحد شيئا يتبناه في إسلامه وفي دينه وهو يعرف ذلك فأنكره بقلبه وليس بلسانه فهو مرتد عن دينه ولو كان في حكم إسلامي ، يقتل لأنه ارتد عن دينه ، أما إذا لم يخرج ذلك عن عقيدته ، وإنما قال ذلك جهلا بدينه أو قاله مضطرا أو خوفا أو نحو ذلك فهو لا يكفر به ، الخلاصة يرتد عن الدين إذا جحد شيئا منه وهو عالم به ، لكن إذا أنكر شيئا هو لا يعرفه أنه من الإسلام ،فأنكره فلا يكفر إلا بعد أن يبين له أن هذا الإسلام جاء به ، فأصر على إنكاره فهو الذي يحكم عليه بكفره وردته ، تطلق منه زوجته وإذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين ، يعني تترتب عليه أحكام أهل الردة ، أما الشيء الذي ينكره ويكفر بإنكاره إياه ، فهو ما يسميه أو يعبر عنه العلماء الفقهاء إذا كان معلوما من الدين بالضرورة ... ما معنى هذا الكلام أكثر الناس اليوم ما يعرفون أن شرب الدخان حرام ، لكن كل المسلمين حتى النصارى يعرفون عن الإسلام أن شرب الخمر حرام في الإسلام، فإذا مسلم ما قال الخمر ليس بحرام ، هذا يرتد عن دينه لماذا، لأنه لا يتصور أنه يجهل أن دينه الذي يعتقده ويؤمن به ، لا يتصور فيه أنه يجهل أن الإسلام يحرمه، بل هو يقينا يعلم أن الخمر حرام لكن هو أبى هذا الحكم في الإسلام، ففي مثل إنكاره لهذا الحكم يكفر، هذا يسميه الفقهاء " معلوم من الدين بالضرورة " ، بمعنى كون المسلم مسلما يعلم هذا الحكم ، بينما هناك أحكام فيه دقة متناهية ما يعرفها إلا أهل العلم بل ربما خواص أهل العلم ، لكن شرب الدخان كونه حراما ، المسلمون كلهم يعرفون أنه حرام مثل الخمر ؟ الجواب لا ، فلو قال الدخان أنا أريد أشربه وهو ليس بحرام ، هنا لا يكفر ، لأنه ما أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة ، ومن صفات المعلوم من الدين بالضرورة أنه يكون مذكورا إما في القرآن أو في السنة المتواترة ، المتلقاة عند جميع علماء المسلمين بالقبول ، فإذا أنكر حكما مختلفا فيه فلا يكفر به إنما يخطأ إذا كان مخالفا للدليل، هذا ما عندي جوابا عن ذاك السؤال ولعله وضح عندك وزال الإشكال أم فيه بعد غموض .

السائل : لو أقمنا عليه الحجة والدليل هل نصلي خلفه أو نقول أنه قد كفر .

الشيخ : أين الذي يريد أن يقيم عليه الدليل زيد بكر عمرو أم أهل العلم .

السائل : ... الأحاديث

الشيخ : الأحاديث لا تحكي ، إذا كان أهل العلم وأهل العلم بالكتاب والسنة أتوا بهذا الرجل وبينوا له أنك أنت تخالف صريح القرآن وتخالف صريح السنة وتخالف إجماع المسلمين لأنه هذا العالم قد يبين له الحجة والدليل فعلا ، لكن ما هو هذا الأمي الذي أنكر هذا الشيء علماء كبار أنكروا هذا الشيء الذي يقيم الدليل على أساسه ، فما يكفي إقامة الدليل بالنسبة لوجهة نظر العالم وإنما بالنسبة للرجل نظر أن كل علماء المسلمين متفقون معه على هذا ومع ذلك ظل راكبه رأسه ومتبع هواه فهذا يكفر وإلا فلا سبيل إلى تكفيره ،  ماذا تريد أن تقول .

السائل : وإن كان الجهل بحيث يجهل الأحاديث والآيات ما هو الحكم ؟

الشيخ : هو البحث في هذا وإلا البحث في ماذا فيمن يعرف ؟

السائل : فيمن لا يعرف .

سائل آخر : ينتج عن هذا البحث أن الرجل إذا أنكر حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو لا يعتقد صحة هذا الحديث ما حكمه .

الشيخ : حكم أهو يصلي .

السائل : نعم يصلي .

الشيخ : فهو مسلم لكن يعود البحث السابق هذا طبعا هو أنكر حديثا ونفترض أن هذا الحديث صحيح ، فإن كان متبعا لهواه فهو ضال وإن كان متبعا لرجل أفتاه فهو رجل غير ضال فيكون وزره على من أفتاه .

السائل : أما نكفره .

الشيخ : أبدا أعوذ بالله .