عن المقال

المؤلف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

التاريخ :

Mon, Sep 15 2014

التصنيف :

فتوى

تحميل

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 073

(( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله  ))  يصرحون بأن الخالق واحد لا شريك له ؛ وهذه آية من آيات كثيرة تحكي عنهم إيمانهم بأن الخالق واحد ؛ إذا ما هو كفرهم ؟ قال الله في الآية الأخرى: (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ... ))   فإذا هم غايتهم الله ، وحينما اتخذوا الآلهة من دون الله جعلوه وسيلة توصلهم وتقربهم إلى الله تبارك وتعالى ؛ فمن الجهل الفاحش المقيت أن المسلمين يظنون أن الرسول عليه السلام كان الخلاف بينه وبين المشركين أنهم كانوا ينكرون وجود الله ، لا أبدا وإنما كانوا ينكرون ألوهية الله ليست ربوبية الله ، لا ، يؤمنون بالوحدانية ؛ بس أرجوك لا تستعجل شويه ؛ لأن التوحيد عند أهل العلم ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية ؛ توحيد الألوهية ، وبعضهم يعبر توحيد العبادة وهذا أوضح بالنسبة لعامة الناس ؛ النوع الأول: توحيد الربوبية ؛ ثاني: توحيد العبادة ؛ توحيد الأسماء والصفات  .  .

 

الطالب : نعيد السؤال....مسجد فيه مصلين معتادين من أهل المنطقة ومصلين مارين مرور وقت الصلاة ؛ في وقت الإقامة تأخر الإمام الراتب لما يطلع فأقام الصلاة وأم فيهم أحدهم والناس أهل المسجد أهل المنطقة انتظروا الإمام الراتب والناس يصلون ؛ ولما جاء الإمام الراتب أقيمت صلاة ثانية وصلوا جماعتين في المسجد في نفس الوقت يعني يمكن مسبوقين بركعة أو ركعتين  . 

الشيخ : الجواب أن صلاة الجماعة الأولى هي صحيحة ، لا يقال بأنها باطلة لكنها جماعة آثمة من ناحية أخرى ؛ لأنها افتاتت واعتدت على حق الإمام ؛ لكن الإمام بدوره أخطأ حينما كان عليه أن يصبر حتى تنصرف هذه الجماعة وهي حاملة أوزارها ويقوم هو بجماعته المشروعة ؛ أما يضارب الجماعة الأولى بحجة أنها معتدية فهو هو يعتدي عليها وهي جماعة قائمة ؛ فهذا يجوز لكن على مذهب أبي نواس الذي قال " وداوني بالتي كانت هي الداء " يضحك الشيخ رحمه الله

الطالب : طيب على نفس الموضوع الأولى يا شيخ أن يأتم بالجماعة الأولى أم ينتظر ؟  . 

الشيخ : لا ، لأن هذه الجماعة معتدية فلا يأتم بها  .

 

الطالب : طيب أستاذي سمعنا في بعض كتاباتك أو لا أدري ...  . 

الشيخ : صحح عبارتك ، لا يقال أحد ، أحد كتاباتك ، كتاباتك مؤنث ، والأصل تقول إحدى كتاباتك .

الطالب : أنا لست بنحوي

الشيخ : أنت عربي . بضحك الشيخ رحمه الله  . 

الطالب : في مثل هذا المجلس تطرق إلى علم التوحيد ، فدعموا كلامهم بكلام قلته أخطأ أنت شيخ فلان ابن تيمية في مسألة كذا كذا ؛ فهل أنت قلت في هذه المسألة حقيقة ؟  . 

الشيخ : ليش نحن ابن تيمية متخذينه نبي .

الطالب : ليس نبيا ...

الشيخ : هو عالم من العلماء يخطئ ويصيب ، ممكن كيف لا ، ممكن  . 

الطالب : وهل تعتقد أن ابن تيمية قال في هذه المسألة ... ؟  . 

الشيخ : حدد ما هي ؟ أنت الآن تطلق  . 

الطالب : فناء الجنة و النار ، هل تعتقد أن ابن تيمية قال  هذه المسألة ؟

الشيخ : بعتقد

الطالب : في أي كتاباتك  . 

الشيخ : أنا عندي مقدمة تبلغ خمسين صفحة وزيادة ، شرحت هذا الموضوع ونقلت كلام ابن تيمية ؛ شيء من المطبوع وشيء من المخطوط ؛ وكلام ابن القيم تلميذه صريح في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح "  . 

الطالب : ابن قيم الجوزية يقول في شرح القصيدة النونية وهذه معروفة يقول " من يقول بفناء الجنة والنار فقد كفر وأنقل هذا القول عن شيخنا ابن تيمية "  . 

الشيخ : كيف ؟ هذا ممكن يكون برهة من الزمان وأنا لمحت لهذا الكلام ، ابن القيم له كلام في كتابه " الوابل الصيب في الكلم الطيب " يقول وأنا نقلت هذا الكلام هناك وبينت أن هذا كان في مرحلة من دراسته يقول ابن القيم في كتاب هذا الوابل الصيب في الكلم الطيب إن النار ناران: نار تفني وهي نار الموحدين ؛ ونار تبقى وهي نار الكافرين ؛ فقلت أنا حينئذ لعل هذا الذي قاله وهو آخر دراسته ونضجه العلمي ؛ بحث طويل في هذا يعني ألممت في زعمي واعتقادي بالموضوع من كل نواحيه ، وبعدين ما بهمني الشخص بهمني من قد يقول بهذا القول يعني ، ولا يوجد من يقول به - تفضلوا يا سيدي - يعني ضرس ودرس ما يجتمعوا ، يضحك الشيخ رحمه الله . 

الطالب : ... لابن تيمية كتب وبعد زمن توفي ابن تيمية أخذت هذه الكتب ما وجد تلاعب إلا في هذه العقيدة ...  

الشيخ : يعني يقال هذا تلاعب في كتبه إذا فتح الباب لا يسد في ابن تيمية وفي غيره

 

( إذا دخل أحدكم المجلس فليسلم وإذا خرج فليسلم فليست الأولى بأحق من الأخرى  إذا دخل أحدكم المجلس فيسلم وإذا خرج فليسلم فليست الأولى بأحق من الأخرى ) .  فأنت الآن دخلت المجلس ، وهذا من معاني قوله عليه السلام في الحديث المعروف الصحيح ( والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم ) .  على الطالع وعلى النازل مثل المنشار ، على الطالع النازل ؛ السلام عليكم عشر ، ورحمة الله عشرون ، وبركاته ثلاثون ؛ فضل كبير من الله ؛ دخل رجل مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فسلم قائلا: " السلام عليكم " فقال: ( عشر ) ، جاء رجل ثاني فقال: " السلام عليكم ورحمة الله " قال: ( عشرون )، جاء ثالث قال: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " قال: ( ثلاثون )؛ قالوا :" يا رسول الله دخل الرجل الأول قلت عشر ، الثاني عشرون ، الثالث ثلاثون " قال: ( الأول السلام عليكم كتب له عشر ، الثاني زاد فزاد الله له قال عشرون ، الثالث أتمها قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فله ثلاثون ) هذا  . 

الطالب : قال وعليكم السلام .... 

الشيخ : أيوه ، هنا تأتي الآية المعروفة (( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) .  إذا قال المسلم السلام عليكم فرد وعليكم السلام ، له عشر ؛ قال السلام عليكم ورحمة الله له عشرون ؛ لكن النكتة إذا قال المسلم قولا كتب له ثلاثون فماذا يكون الرد ؟ هذه مسألة فيها خلاف بين العلماء ، منهم من يقول أيش الفرق بين هذه وتلك ؟  . 

الطالب : هذه ناعمة وخشنة  . 

الشيخ : أيوه ، هذه ناعمة والله نحن بنحب الناعمين .

( يضحك الطلبة والشيخ ، على ما يبدوا في حلويات كنانه تقدم للشيخ والطلبة )

الطالب : شيخنا تطرقنا لهذا الحديث في سؤال صغير ( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها ) .  والحديث الثاني ...  . 

الشيخ : ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، وكل بدعة ضلالة )

الطالب : هل نعتبر هذين الحديثين متضادين أم ماذا ؟  . 

الشيخ : حاشا  . 

الطالب : وهما يتطرقان لهذا ... هنا في التحية زيادة أكثر من هذا. 

الشيخ : أنت على كل حال مبين عليك ناويها  . 

الطالب : نحن أرجوا ... البدعة أصلها أيش ؟ هذا المهم ، البدعة أليست شيء في العبادة ...   

الشيخ : صاحبك عم يتعب حاله كثير  . 

الطالب : والله أنا بدي بس أفهم  . 

الشيخ : أنا ما نفيت أنه بده يفهم ، أنا أؤكد أنه بده يفهم ؛ بس في فهم بدون تعب ، في فهم بتعب  . 

الطالب : بأيده بأن البدعة كهيئة شيء حسن  . 

الشيخ : أنت يا أبا مصطفى ما كنت معي أنا عم أسأله سؤال وهو لا يجيبني ، هو بتعب حاله ؛ أنا بسألك من سن معناها من ابتدع ؟ قل نعم ، قل لا ، قل ما شئت يعني يلي تفهمه من الحديث شو هو ؟  . 

الطالب : نفس المعنى  . 

الشيخ : لس بقول نفس المعنى ، يا أخي بسألك ما هو المعنى ؟  . 

الطالب : أنت بتسألني هل نفس البدعة أم لا ، أقول نعم نفس المعنى من سن سنة حسنة كمن ابتدع يعني نفس المعنى  . 

الشيخ : سبحان الله ! صدقت إنه عم يتعب حاله ، شوف كم حكى أنا عم أقول له ، أنا بسألك شو بتفهم من الحديث من سن بمعنى من ابتدع ؟ وبقول لك قل نعم أو قل لا  . 

الطالب : آه بفهم آه  . 

الشيخ : شفت شلون متى أعطيت جواب ، بدنا ونش حتى نسحب الجواب ، ريح صاحبك لما بسألك وهذا أسلوب في البحث من شان ، توفر وقتك وتوفر وقت غيرك ؛ من سن تفهم أنت بمعنى من ابتدع ؛ طيب من هنا جاء سؤالك السابق لكن أنا ما حبيت أبني جواب إلا بعد أن استوثق من صحة فهمي لك ؛ فإذا كنت تفهم من سن بمعنى من ابتدع بنقول لك ما أنت أول سارر غره القمر ، مش أنت أول واحد بتفسر هذا الحديث النبوي بهذا التفسير الخاطئ ، لماذا ؟ أنا الآن أذكر لك المناسبة التي قيل فيها الحديث ، طبعا القائل هو الرسول عليه السلام ؛ لأن البحث في الحديث ؛ وهيئ نفسك منذ هذه الساعة حتى لا تتفاجأ ؛ لأني أريد منك أن تفهم جيدا ، هيئ نفسك لتجيب عن سؤال بسيط لكن ما يكون الجواب على الطريقة السابقة ، أيوه ، رأسا الجواب كذا ؛ ما هو السؤال ؟ القصة يلي رايح أحكيها لك مش من عندي من صحيح مسلم ؛ بسألك سؤال قل لي البدعة في هذه القصة أين هي بتقول لي هنا أو بتقول لي لم أرى بدعة ؛ مفهوم هذا الشيء ؟  . 

الطالب : نعم  . 

الشيخ : طيب ، روى الإمام مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : " كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر ؛ فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمعر وجهه ثم خطب ، - تمعر يعني تغير ملامح وجهه أسفا وحزنا كانوا فقراء - ثم قال عليه السلام (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لو لا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين  )) " . هذه آية معروفة ؛ ثم قال عليه السلام: ( تصدق رجل بدرهمه بديناره بصاع بره بصاع شعيره ).  فقام رجل من الحاضرين وانطلق إلى داره ليعود وقد حمل في طرف ثوبه ما تيسر له من الصدقة ووضعه أمام الرسول عليه السلام ؛ فلما رأى الصحابة الآخرون ما فعل صاحبهم قام كل منهم وانطلق إلى داره ليعود أيضا بما تيسر له من الصدقة ؛ فاجتمع أمام الرسول عليه السلام كأمثال الجبال الصغيرة من الصدقة ؛ فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تنور وجهه كأنه مذهبة وقال: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء ) . السؤال أرني البدعة ؟  . 

الطالب : لا يوجد بدعة  . 

الشيخ : إذا فهمك خطأ ، فهمك بمن سن بمعنى من ابتدع خطأ ؛ لأنه مستحيل أنا أقول وأنا بطبيعة الحال ما بجوز الإنسان أن ينكر أصله أنا ألباني ، صحيح بتكلم اللغة العربية وهذا من فضل الله عليّ ؛ لكن أنا ألباني ، فهذا الألباني يستحيي أن يقول بمناسبة كهذه المناسبة تشهد أنت وكل من يسمع الحديث أنه ما في بدعة فيقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة كيف هذا ولم يكن هناك بدعة ، إذا فسرت الحديث ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) .  لأنه ما في تعارض ؛ وضح لك . وسأزيده توضيحا  . 

الطالب : وضح لي الإجابة تماما  . 

الشيخ : لا توصي ، حريص أنا قلت لك أنا رايح أوضح لك  لكن الكلام اللي حكيته واضح لديك ؟  .  الطالب : نعم  . 

الشيخ : وسأزيده توضيحا أقول الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث بمناسبة الصدقة والصدقة ليست بدعة بل في تلك المناسبة ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الآية (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم )) .  ثم أكد معنى الآية بأمره ( تصدق رجل بدرهمه بديناره  ) .  إلى آخر الحديث ؛ فإذن لم يقع في تلك المناسبة بدعة إطلاقا وإنما هناك صدقة والصدقة منها فرض ومنها سنة ؛ إذا شو معنى من سن ؟ معنى من سن لغة ودلالة من الحديث والمناسبة: من فتح طريقا ، من فتح طريقا إلى سنة حسنة ؛ وهذا الذي وقع ، الرجل الأول هو أول من انطلق إلى الدار ليأتي بالصدقة فتبعه الآخرون ، فكتب له أجر صدقته وصدقة الآخرين لأنه هو الذي حرك الخير ، هو الذي فتح الباب ؛ فقال عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) .  أي هذا الرجل الأول له أجره وأجركم أنتم جميعا ؛ لكن أجركم محفوظ لا ينقص منه شيء ؛ فإذا معنى الحديث واضح جدا ، من سن في الإسلام أي من فتح طريقا في الإسلام ، طريقا حسنا معروفا شرعا ، مش أنا بقول هذه حسنة وأنت بتقول سيئة أو بالعكس ؛ حينئذ يكون الحديث في واد وكل بدعة ضلالة في واد آخر ؛ فيبقى الحديث كل بدعة على عمومه وشموله وليس فيه تخصيص كما يظن الظانون توهما منهم أن هذا الحديث من سن معناه من ابتدع بينما هذا خطأ فاحش جدا ، خطأ فاحش جدا أن ينسب إلى الرسول عليه السلام أنه قال بمناسبة فتح باب الصدقة المشروعة بنص القرآن والسنة من ابتدع في الإسلام ، حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنا أستحيي أن أقول هذا  ، أنا نشأت الباني يا أبا مصطفى أستحيي هذا ، ما بالك برسول الله صلى الله عليه وسلم ... افصح من نطق بالضاد ، سبحان الله  !. 

الطالب : الصحابي .... 

الشيخ : أبدا  . 

الطالب : السنة السيئة ما أراد بها البدعة ...  . 

الشيخ : أينعم ، طيب عندكم شيء آخر أم مللتم الظاهر ؟  . 

 

الطالب : طبعا معروف كتاب الله وسنة رسول الله لا نقاش فيها والمذاهب الأربعة لتوضيح بعض الإشكالات أو تفسير ما ورد في السنة ؛ فهل نحن كمسلمين ملزمين باتباع مذهب معين أم نعتمد على أي شيء يقع بين أيدينا أو نأخذ ما يناسبنا من هذه المذاهب ؟  . 

الشيخ : أنت يا أستاذ واضح من أحاديثك إنك بتأكد دائما على مسألة وبتكرر عليها من أجل أن ترسخ بالأذهان جيدا وإلا سبق أن قلت نحن لا نرى التدين بالتقليد وإن كان التقليد قد يجب على كثير من العلماء حينما يجهلون الحكم الشرعي ؛ فالأئمة الأربعة خدموا الإسلام وفسروا القرآن وبينوا الأحكام المستنبطة من الكتاب والسنة ، هذا أمر لا إشكال فيه وهو مما لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان أو كبشان ؛ لكن الذي ينبغي أن يكون راسخا في الأذهان هو أن اجتهادات الأئمة فيها الخطأ وفيها الصواب ، وأن تميز الخطأ من الصواب هو من وظيفة العلماء وليس من وظيفة عامة الناس ؛ ولعلي كنت ذكرت في بعض الجلسات وأنت حاضر فيها يمكن ، قلت إن الله تبارك وتعالى جعل المجتمع الإسلامي من حيث علمه وجهله قسمين كما في قوله عزوجل : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .  فقسم أهل ذكر ، وقسم لا يعلمون ؛ فأوجب على كل من القسمين واجبا غير واجب على الآخر ، أوجب على من لا علم عنده أن يسأل أهل العلم ، وأوجب على أهل العلم أن يبينوه ولا يكتموه على الناس ؛ فالسائلون الواجب عليهم أن يسألوا أهل العلم ما عين لهم شخصا بعينه ما قال مثلا اسألوا أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي ، وإنما قال: (( فاسألوا أهل الذكر )) .  فكان الأصحاب إذا وقعت لهم مسألة ما بعرفوا الحكم فيها لقوا أبا بكر سألوه ، لقوا عمر سألوه ، ابن مسعود سألوه ، إلى آخره ، ما فيهم واحد يقول أنا بكري ما اؤمن إلا بعلم أبي بكر وآخر عثماني ما في شيء من هذا أبدا وإنما أهل الذكر من كان عندهم من أهل الذكر سألوه فيكون الواقع تارة بسألوا أبا بكر تارة عمر تارة ابن مسعود وتارة ابن عمر ، إلى آخره ؛ وهكذا ينبغي أن تمش الخطة لأن

" وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف "

لما صارت القضية حزبية مذهبية صار كل ناس يتحزب لإمام ويتعصب له فنتج من ذلك مفسدتان أحدهما من ثمرة الأولى ؛ المفسدة الأولى: أنه خسر علم الأئمة الآخرين فهو لا يعترف عليهم ولا يستفيد منهم ولأنه متمسك بهذا الإمام ، وخذ على الناس الآخرين كل واحد له إمامه فلا يستفيدون من الأئمة الآخرين علما أن الأئمة كما قلنا ونقول دائما ربنا عزوجل ما حصر علمه وفضله في أربع أئمة في هذا العالم الإسلامي يلي يعد الملايين إذا لم نقل البلايين ؛ فهناك مش بس أربعة أربعين وأربعمائة وأربع آلاف ، وعد ما شئت ؛ فحينما يتمسك إنسان بمذهب لإمام من هذه الأئمة خسر جهود الأئمة الآخرين وعلومهم وأحاديثهم فلا يستفيد منهم شيئا ، هذه أول خسارة ؛ الخسارة الثانية اللي هي ثمرة الأولى كما قلنا هو أنه ستقع الحزبية العمياء التي تقع بين الناس اللادينيين القوميين الشيوعيين وإلى آخره ، يقع مثل هذا النزاع والخلاف بين المتدينين بالتقليد ؛ هذا يقول إمامي أبو حنيفة أعلم وهو الإمام الأعظم ، أنت إمامك الشافعي هو أصغر وهذا ليس بأعظم ، بعكس الشافعي القضية وبقول الإمام الأعظم هو الشافعي ؛ وهذا كله وقع مش خيال ، مش شيء نظري فهناك من ألف كتابا والكتاب موجود اليوم ومطبوع عدة طبعات عنوانه " المذهب الحق " يثبت فيه أن المذهب الشافعي هو المذهب الحق ؛ ويروي هناك رواية أنا أعتقد أنها خيالية وإن كانت واقعية ، فيكون الملك يلي هو سبب الحكاية يكون واحد أخرق أحمق وبخاصة إنه كان شيعيا لأن الحكاية ماذا تقول ؟ هناك في دولة للفاطميين في مصر ، بعض العلماء من أهل السنة استطاع أن يؤثر في الحاكم ، طبعا كان فاطميا شيعيا واقتنع الرجل بأن ذاك المذهب فاسد وإنه لازم يتمسك بمذهب من مذاهب أهل السنة ؛ فلما اقتنع هذه القناعة الأولى سأل بأي مذهب لازم أكون أنا متمسك به بعد أن تركت مذهب التشيع ، قالوا له في مذاهب أربعة فاختار منها ما شئت ، وكما يقولون اليوم وقولهم غير الحق بطبيعة الحال وكلهم من رسول الله ملتمس لا يفرقون بين ما أخذوه من آية وحديث أو أخذوه اجتهادا واستنباطا ، وهذا معرض للصواب والخطأ ؛ فقال هذا الملك احضروا لي رجلين من علماء المذهب الحنفي والشافعي ، وخل كل واحد منهم يصلي أمامي الصلاة حسب مذهبه وأنا بعدين أختار ؛ زعم في هذا الكتاب أن احضروا عالمين ، العالم الحنفي جاء وقد تدرع ولبس جلد كلب مذكى مقلوبا والذباب عليه من جميع الأطراف ؛ هذا يشير إلى رأي في المذهب الحنفي أنه إذا ذبح الكلب وقال بسم الله طهر ؛ فإذا هو ذبح كلب على هذه الطريقة وسلخه وحط الجلد على بدنه وأحرم ما بقول كبر لأنه لسه ما كبر ، لما جاء يكبر ما قال باللغة العربية " الله أكبر " كما هو السنة بل الأمر قال باللغة التركية مثلا " كانضيويك " أو بالألباني " زوت يمه " ، ما قال الله أكبر ؛ يشير بهذا أنه يجوز في المذهب الحنفي أن يدخل في الصلاة بأي جملة فيها تعظيم لله ولو كانت غير عربية ؛ المذهب الشافعي وغيره لا يجيز هذا ؛ يريد أن يقرأ (( مدهامتان )) .  وركع ما قرأ الفاتحة ؛ لأنه يصح عندهم حتى لو آية قصيرة ، وفي قول آخر لازم آية طويلة ، ركوع لسه ما ركع حتى رفع رأسه ، ما قال شيء ؛ الخلاصة قصة باختصار أخذوا من المذهب الحنفي أسوء صلاة يجيزونها ؛ والنكتة أن الأحناف يقولون يجب الخروج من الصلاة بصنعه ، فبدل من أن يقول السلام عليكم ، سب جاره صحت الصلاة ، سبه يعني شتمه ؛ لماذا ؟ لأنه خرج بصنعه ؛ القصة موهيك ، بدل أن يسلم ولا مؤاخذة ضرط لأنه هذا بجوز في المذهب الحنفي ؛ شوفوا ذاك الشافعي كيف صلى ، لبس ثياب نظيفة وتعطر ووقف بكل أدب وخشوع ، والله أكبر ، وجهت وجهي ، قرأ الفاتحة وقرأ سورة ، وإلى آخره ، اطمئن وركع يعني صلاة كاملة ؛ لما تعرض صلاتان لمذهبين أمام أي أحمق كان من سيختار المذهب الأول ، يلي بجوز الصلاة بجلد كلب مذكى ولا بقرأ وإنما آية مختصرة جدا ولا يذكر الله في الركوع والسجود وبعدين ختامها زفت ؛ من بطبق الصلاة هذه على تلك ؟ لا أحد ؛ فمن يومها صار هذا الرجل شافعي المذهب ؛ كيف يطبع مثل هذه القصة في كتاب تحت عنوان " المذهب الحق " وينشر ويطبع في مصر ، هذا كله كمثال ، والأمثلة أكثر بكثير جدا ما فعل التدين بالتمذهب بالمسلمين ؛ أنا يكفي حتى اليوم موجود النص في كتب الأحناف منها كتاب " البحر الرائق شرح كنز الدقائق " سؤال هل يجوز لحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ قال لا ؛ لماذا ؟ لأن الشافعية يشكون في إيمانهم ، وهذا بحث طويل في الحقيقة له علاقة بعلم الكلام ؛ الشافعي إذا قيل له هل أنت مؤمن ؟ بقول إن شاء الله ؛ الحنفي إذا قلت له نفس الكلام بقول أنا مؤمن حقا ؛ يلي يقول أنا مؤمن حقا يشك في إيمان يلي يقول أنا مؤمن إن شاء الله ، والسبب مختلفين في تعريف الإيمان ، هل يدخل في مسمى الإيمان العمل الصالح أم لا يدخل ، قيل وقيل ؛ فالأحناف يقولون الإيمان شيء والعمل الصالح شيء آخر ؛ الشوافع يقولون لا ، العمل الصالح من الإيمان ؛ وهذا بلاشك هو الصحيح الذي يدل عليه نصوص الكتاب والسنة ؛ بتفرع من هذا الخلاف يلي يعتقد أن الإيمان ليس له علاقة بالعمل الصالح ، لما بتسأله عما في قلبه وهو بعرف أنه مؤمن ولذلك يجزم أنه مؤمن حقا بس هذا بناء على تعريفه للإيمان يلي ما بدخل في مسماه العمل الصالح ؛ ذاك الثاني الشافعي وأنا معهم في هذه المسألة بقول أنا مؤمن إن شاء الله ؛ لماذا ؟ لأن مفهوم الإيمان عنده أوسع ، يدخل في الإيمان الأعمال الصالحة ، وهذا صريح القرآن (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون )) .  .  إلى آخر الآيات المعروفة ؛ فلما بقول المسلم الفاهم لعقيدته حقا أنا مؤمن حقا معناه أنه خاشع وهو عن اللغو معرض وهو كذا كذا ؛ من بقدر يشهد عن نفسه هذه الشهادة ؟ لا أحد ؛ لكن يلي بقول إن الإيمان هو التصديق فقط بالقلب والإقرار باللسان ؛ وين هذا ؟ بقول أنا مؤمن حقا بل بعضهم قال إيماني كإيمان جبريل عليه السلام ؛ من هذا الخلاف جاء الفتوى السابقة جواب لسؤال من سأل هل يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ بقول لك لا ؛ لماذا ؟ لأنها الشافعية بتقول أنا مؤمن إن شاء الله ، فهي تشك بإيمانها ، وهي لا تشك بإيمانها بتشك في الإيمان بمفهوم العمل الصالح مش بالإيمان بمفهوم الحنفية ؛ وراح زمن يعمل الأحناف يمكن خمسين سنة ما يتزوج الحنفي بالشافعية إلى أن جاء رجل معروف عند الأحناف وله كتاب اليوم من التفاسير ، تفسير أبي السعود ؛ هذا أبو سعود من شهرته بالإفتاء سمي بمفتي الثقلين ؛ لأنهم بزعموا أن الجن كان يأتي إليه ويستفتوه فيفتيهم ، جاء دور هذا العالم الفاضل فسأل نفس السؤال السابق هل يجوز للحنفي أن يتزوج الشافعية ؟ شوفوا الجواب الأحسن أو الأسوأ هذا أم ذاك ، قال يجوز تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب ؛ شو رأيكم ؟ هذا سببه هو التحزب المذهبي ، كل مين ماسك المذهب هذا هو دين الله ؛ لذلك بعض البلاد الإسلامية ما بتعرفوا على شيء اسمه غير المذهب الحنفي ومنها بلادنا نحن ، وتحت منها استنبول كلها تركيا ، ما بعرفوا فقط إلا مذهب أبي حنيفة لا عقيدة ولا فقها ؛ في المذاهب الأخرى في حاشية ابن عابدين " إذا سئلنا عن مذهبنا قلنا إن مذهبنا حق يحتمل الخطأ وإذا سئلنا عن مذهب غيرنا قلنا خطأ يحتمل الصواب "  تفضل  . 

الطالب : هناك بالنسبة للأتراك على المذهب الحنفي في مجلة الأحكام العدلية يلي وضعت عند الأتراك هو لا تزال تطبق في بعض البلاد العربية في الشرح للعلامة علي حيدر تبعها بقول :" الأحكام لا تؤخذ من المذهب الحنفي لوحده وإنما أخذت معظمها من المذهب الحنفي وبعض المذاهب الأخرى التي كان يستحسن من المذاهب الأخرى الحنبلي والشافعي والمالكي " يعني معظمها من المذهب الحنفي لكن ما كانوا ضد المذاهب الأخرى يعني أخذوا ... التشريع ...  . 

الشيخ : علمت شيئا و فاتتك أشياء ، أنت تتكلم عن المجلة أحكام المجلة أحكام العقود ، النكاح والطلاق ونحو ذلك ...  . 

الطالب : المعاملات  . 

الشيخ : المعاملات أحسنت بالتعبير ، المعاملات أنا أعرف عن هذا عن المجلة هذه ؛ لكن هل الإسلام هو معاملات فقط ؟ طبعا لا ، هم اضطروا أن يأخذوا بعض الأحكام من المذاهب الأخرى رغم أنفهم ؛ لكن في عبادتهم في صلاتهم في صيامهم في حجهم في كل شيء فهم أحناف بالمئة مئة ، أنا أعرف هذه الحقيقة وأنا قلت في أول الجلسة إن بعض الفقهاء لما تكلمنا عن الطلاق بلفظة ثلاث - ويرحمك الله - قلنا من قبل عشرين سنة اضطروا أن يتركوا الفتوى بأن الطلاق بلفظة ثلاث ثلاث ؛ لأنهم لاحظوا أن هذا يجيب بلايا ومشاكل بين الأزواج ؛ فتبنوا مذهب ابن تيمية مش مذهب من المذاهب الأربعة ، المذاهب الأربعة مجمعة على أن الرجل إذا قال لزوجته أنت طالق ثلاثا بانت منه بينونة كبرى ؛ وهكذا كان العمل قرون طويلة ؛ في العصر الحاضر والأخير هذا تبنوا رأي ابن تيمية اللي كان يجاهد في سبيل الله ويقنع العلماء وإفتاء عامة الناس بأن هذه تعتبر طلقة واحدة ، وله كلام قوي جدا ، يقول من يقول لزوجته أنت طالق ثلاثا مثل الرجل له حق على آخر ثلاث دنانير مثلا ، يقول له هذا الرجل اللي عليه الحق خذ هذه ثلاث دنانير لكن الواقع بقدمه دينار واحد ، العمل واحد اللفظ ثلاثة بقول خذ هذه ثلاثة دنانير شو أعطاه ؟ أعطاه دينار واحد عمليا دينار لفظا ثلاثة ؛ والمثال لعله أوضح: بدل ما يقول سبحان الله سبحان الله يطول شوية ويستعجل سبحان الله ثلاث وثلاثين ، شو سجل له ؟ سجل له مرة واحدة ، ثلاث وثلاثين هذا لغو من الكلام ؛ فقول المطلق أنت طالق ثلاثا ، هذا لغو شرعا ، لماذا ؟ ذكرنا لكم سابقا (( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) .  .  أي في كل طلقة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ؛ المهم بارك الله فيك المجلة أخذت بعض الأحكام اضطرارا مش إيمانا كما فعلوا في الزمن الأخير أخذوا بفتوى ابن تيمية اضطرارا لحل مشاكل الأزواج يلي بطلقوا بكلمة واحدة روحي طالقة ، كل ما حللك شيخ حرمك شيخ ، إلى آخره من الجهالات هذه ؛ أنا أعرف بعض القضاة في المحاكم الشرعية عندنا في دمشق كان أنا بعاديني لأني أفتي بالسنة وهو في المحكمة الشرعية يفتي بأن الطلاق الثلاث يعتبر ثلاثا وأنا أفتي بناء على السنة ، كان يعاديني بعد مرة رجع وأخذ بالفتوى اللي كنا نحكي فيها ، لماذا ؟ هل لأن إيمانهم أن هذه هي السنة ؟ لا ، بل لحل مشاكل الناس ؛ فالمجلة يلي عم تتفضل فيها أخذوا بعض الأحكام اضطرارا مش إيمانا بأن هذا هو الصواب ؛ ولذلك نحن نريد من المسلمين ...  . 

الطالب : استحسانا  . 

الشيخ : نعم  . 

الطالب : الاستحسان  . 

الشيخ : هو هذا الاستحسان كمان ؛ شو محله من الإعراب عند الفقهاء ؛ الإمام الشافعي يقول : " من استحسن فقد شرع " ؛ يضربها ضرب هذه القاعدة الموجودة عند الحنفية ، يقول: (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) .  الخلاصة يا أستاذ إن التدين بالتمذهب كان مصيبة على المسلمين ، ولعلكم تعرفون أن في المسجد الأموي عندنا في دمشق في أربعة محاريب ، وهذه آثار التمذهب ، يصلي الإمام الحنفي في زمن الأتراك كان هو الأول ؛ في زمن رئيس الجمهورية السورية الشيخ تاج الحسيني يلي هو والد الشيخ بدر الدين أمر أن يتقدم الشافعي لأنه مذهبه شافعي ؛ هذه عصبيات ؛ أنا أدركت لما كان الإمام حنفيا في رمضان يكون هو الإمام في الوتر وأكثر الناس يصلون خلفه ، ناس شافعية يعملون صفا لهم وحدهم ؛ المسجد كبير كما تعلمون ؛ في الوقت اللي يصلي الإمام الحنفي قام الشافعي يصلي الوتر في نفس الوقت انقلبت القضية في زمن الشيخ تاج ، صار الإمام الأول الشافعي وهو بالتالي كان يصلي الوتر ، كل الناس معه إلا القليل المتعصبين للمذهب الحنفي بدهم يسووا إمام ، الله يقول في صريح القرآن: (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) .  لذلك نحن ندعوا أن يكون هدف المسلم دائما وأبدا إتباع الكتاب والسنة إن كان عالما فرأسا يأخذ بالكتاب والسنة وإن كان غير عالم يسأل أهل العلم كما في الآية السابقة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .  دون أن يتعصب لشخص سواء من الأحياء أو من الأموات ؛ هكذا كان سلفنا الصالح وهكذا نحن نمشي على ممشاهم ؛ وقديما قالوا

" وكل خير في اتباع من سلف      وكل شر في ابتداع من خلف " وكل الهدى يأتينا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين ؛ وتسمحون لي بالانصراف 

 

أبو ليلى : شيخنا ( من تعلم لغة القوم أمن شرهم ) .  هل الحديث صحيح ؟  . 

الشيخ : ما له أصل

أبو ليلى : في أستاذي هذا السؤال أنا كنت رتبته ووزعت يعني على طريقة الورقة هذه ، رياض هو يكون عمته وفاق وعمه في نفس الوقت توفيق ، طبعا أمه والدة توفيق ووفاق بتكون جدة رياض بترضع رياض طبعا الرضعات المشبعات ؛ فتأتي بنت لتوفيق اسمها علياء ، هذه علياء شو بتكون بالنسبة لرياض ؟ فرياض يريد الزواج منها  . 

الشيخ : البنت بتكون بنت توفيق ؟  . 

أبو ليلى : أينعم البنت بتكون بنت توفيق  . 

الشيخ : والجدة بتكون جدة رياض ؟  . 

أبو ليلى : الجدة بتكون جدة رياض  . 

الشيخ : وبتكون الجدة بالنسبة لتوفيق شو بتكون ؟  . 

أبو ليلى : بتكون أمه  . 

الشيخ : أم توفيق  . 

أبو ليلى : أم توفيق  . 

الشيخ : لا يجوز أن يتزوجها  . 

أبو ليلى : لأنه يكون عمها ؟  . 

الشيخ : نعم  . 

أبو ليلى : جزاك الله خير  . 

الشيخ : وإياك  .

 

أبو ليلى : أستاذنا طبعا أنا كنت سألتك سابقا بخصوص الخياطين وهؤلاء ـ جزاهم الله خيرا ـ يعني عندنا في بعض إخواننا الخياطين حابين أن ... جديد بدهم يعرفوا الحلال والحرام بخصوص صنعتهم هذه وخصوصا هم خياطين للنساء ؛ فواحد يسأل هل يجوز للخياط أن يعمل أزياء مثل فستان وتنورة وبلوزة الستاتي ،  ومعروف هذه الأيام كيف تكون الموديلات الموجودة  . 

الشيخ : هؤلاء من الإخوان وغيرهم يجب أن يتفقهوا في الدين ، من ذلك أن يعلموا أن الإعانة على المعصية معصية ؛ هذه التنورة هم المفروض فيهم أن يكونوا يعرفوا أكثر منى ؛ وأنا الشيخ المزعوم أنه هل هذه الألبسة من الفساتين والتنورات هذه عندما تلبسها أغلبية النساء بتكون لابسة شيء شرعي أم شيء مخالف للشرع ؛ يلي أنا بقول وهم أعرف إنه ما بكونوا لابسين لبس شرعي ؛ لأنه أحسن الأحوال أنه الواحدة تلبس التنورة القصيرة البالغة للركبتين أمام بنات جنسها من النساء والبنات فمن باب أولى لا يجوز لهن أن يلبسن ذلك أمام أولاد عمها أولاد خالها ، من المحارم ؛ فليس من السهل واحد مثلي واحد مثلي أن يحكم كل فستان يفصله الخياط فلان هو فيه إعانة على معصية أم ليس فيه إعانة على معصية ، هذا بالنسبة صعب لي لكن هم لازم يعرفوا الفساتين هذه رايحة تلبسها المرأة التي فصل على بدنها فقط أمام زوجها فقط لأنه أمام زوجها إن شاء الله بتقعد متعرية كما خلقها الله ؛ لكن لا ، في الغالب هذه الألبسة ليس من أجل الزوج وإنما من أجل أن تظهر المرأة أمام النساء مثيلاتها في أبها زينة ؛ فعلى ذلك على هذه القاعدة يجب الجماعة أن يقيسوا من هذه الأمور ؛ فالفستان بالشكل الفلاني مثلا مخصر قصير للركبتين هذا مبين أنه لا يجوز ؛ فستان طويل فضفاض واسع فهو جائز وفي حدود أن لا تخرج به إلى الشارع إذا كان الفستان مزخرف مزين ؛ ولذلك المسألة لا يمكن إعطاء تفاصيل ؛ لأنه أنا لست بخبير للفساتين اللي هم رايحين يفصلوها ؛ لكنهم يأخذوا القاعدة ويمشوا عليها ؛ الإعانة على المعصية معصية ، فالفستان اللي هم بدهم يفصلوا إذا كان بعرفوا أن هذا فيه إعانة على المعصية فتفصيلهم معصية ؛ والسلام  . 

أبو ليلى : طيب أستاذنا في بعض المحلات الآن أو بعض الشركات اللي فيها خياطة في الآن بشتغلوا البالطوا المعروف الآن بالجلباب ؛ لكن في عندهم أولا من يكون من الكفار ومنهم من المسلمين عندهم من النساء الكاسيات العاريات في هذه الشركة ؛ فهل يجوز له أن يعمل مع هؤلاء طبعا هم يختصوا بعمل هذا البالطوا يلي معروف الآن بالجلباب  . 

الشيخ : يعني هذا من لباس النساء ؟  . 

أبو ليلى : هذا من لباس النساء  . 

الشيخ : وليس لباسا شرعيا  . 

أبو ليلى : نعم  . 

الشيخ : فيطبق الكلام السابق  . 

أبو ليلى : عمله عندهم أستاذي لو كان مثلا عملا بده يطبقه ؛ لكن الآن السؤال هل يجوز له أن يعمل عند هؤلاء الناس ؟  . 

الشيخ : أخذت الجواب ، هل هو يعين على المعصية أم لا ؟ أنت بسألك هل هو يعين على المعصية أم لا ؟  .  أبو ليلى : إذا العمل يلي بده يشتغل فيه لا يعين على معصية ؛ لكن الناس في الداخل مهتمين بالمعاصي مش يعملهم مش يشغلهم  . 

الشيخ : شلون ما يعين ما بدهم يفصلوا جلابيب ؟  . 

أبو ليلى : أينعم جلابيب بدهم يفصلوا  . 

الشيخ : هذه الجلابيب شرعية ؟  . 

أبو ليلى : الغالب الآن أن جلابيب السوق كلها ضيقة  . 

الشيخ : أعطيتك الجواب ، كل من يعين على المعصية فهو في معصية ؛ أما عملهم إذا كان الجو موبوءا  فيه اختلاط بين الشباب والشابات فواضح لا يجوز حتى لو كان الذي يريدوا أن يفصلوه شرعي  . 

أبو ليلى : هل نستطيع أن نأخذ من خلال جوابك هذا حتى أصحاب المحال التجارية يلي بتشتري هذه الفساتين المعرقة والملونة كذلك عليهم إثم كبير أستاذي في بيع هذه الألبسة ؟  . 

الشيخ : كل ما أعان على معصية فهو معصية ، ما عندنا غير هيك   .

 

استووا وتراصوا .  أقيمت الصلاة .

الشيخ : اللهم رب هذه الدعوة التامة ...

تراصوا بالمناكب والأقدام ، لا تدعوا فرجات للشيطان ؛ الله أكبر

  يؤم الشيخ المسلمين ؛ يقرأ الفاتحة : (( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ، من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ... )).  الله أكبر ؛ سبحان ربي العظيم وبحمده .

 يقرأ في الركعة الثانية  (( ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ، لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ، فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد  )) .