عن المقال

المؤلف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

التاريخ :

Mon, Sep 15 2014

التصنيف :

فتوى

تحميل

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 078

الشيخ : ... في اعتقادي في فكرة لطبع أيضا هذه ؛ لأنه حينما شرعت وانتهيت من سنن ابن ماجة ، كل حديث أعطيته مرتبته فسيطبع من ابن ماجة الصحيح على حده .

الطالب : كما حصل بالترغيب .

الشيخ : كما حصل في الترغيب أحسنت ؛ ثم في هناك أمل كبير أن يطبع أيضا ضعيف ابن ماجة على حده ؛ أما الأول في ناس متعهدين لهذا ، صحيح في ناس متعهدون لهذا ؛ أما الضعيف فليس هناك متعهد لطبعه ، لكن هو جاهز ومتهيئ لذلك .

الطالب : ...مركز السنة ...

الشيخ : لا ما جاءنا ...

 

الحلبي : في فتوى لبعض العلماء ، في فتوى لبعض إخواننا طلاب العلم هل يجوز للطالب الجامعي إذا كان يدرس في الخارج وخشي على نفسه الوقوع في المعصية يجوز له الزواج بجواز شرعي بمهر وعقد وأن يضمر طلاقها في نفسه بعد فترة من الزمن ثم يطلقها ؟ .

الشيخ : ما سلم علينا الأخ حينما دخل أو نحن ما سمعنا سلامك ، آه مستدرك .

الطالب : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الرسول عليه الصلاة والسلام ـ بارك الله فيك ـ أظنك تعلم هذا الحديث وهو قوله عليه السلام: ( إذا دخل أحدكم المجلس فليسلم وإذا خرج فليسلم فليست الأولى بأحق من الأخرى ) . يعني الحقيقة أن هناك وظائف وأوراد كثيرة أهملها جماهير المسلمين لأسباب كثيرة أهمها اليوم الجهل بالسنة الثابتة عن الرسول عليه السلام ، في عندنا مثل في سوريا إذا أرادوا أن يصفوا إنسانا بانه حريصا إما على المادة وإما على الخير بقولوا " فلان مثل المنشار على الطالع وعلى النازل " الطالع والنازل ... كمان انا عندكم هكذا ، جميل جدا ؛ الشاهد: تعرفون إن بعض الطرقيين الذين يكثرون من ذكر الله عزوجل لكن على خلاف السنة تجدهم يأخذون السبحة حتى في يوم الجمعة والخطيب يخطب ، هذا ملاحظ ؛ لكن هذا ما يذكر الله ولا يقوم بواجب الاستماع للخطيب ؛ فهو ضيع هذه وهذه ؛ هم يفعلون هذا بزعمهم أن لا يضيعوا وقتهم سدى ، دائما مشغولين بذكر الله عزوجل ؛ أما أنا بشخصيا فأرى أنما جاءنا من الأذكار والأوراد لو أن المسلم أولا أحاط بها علما ثم حاول أن يطبقها ثانيا لما استطاع إلى ذلك سبيلا لكثرة هذه الألفاظ والأوراد ؛ من ذلك ، هذه الناحية تدخل المجلس تقول السلام عليكم ، تخرج تقول السلام عليكم ، ...على الطالع وعلى النازل مثل المنشار ؛ ثم لا يخفاكم قوله عليه السلام: ( السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم ) . أفشوه بينكم كما لا يخفى على الجميع أن إلقاء السلام شيء وإفشاء السلام شيء آخر ، وتجاوبا من رجل إن لم يكن أحرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على السنة وعلى العبادة فهو بلاشك من أحرصهم ألا وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال مولاه نافع كان يقول لي عبد الله هيا بنا إلى السوق ، قال وأنا أعلم أن ليس له حاجة في السوق لكن يريد إن ما لقي رجلا أن يقول له " السلام عليكم ، السلام عليكم " هذا ذكر بدل الإنسان ما يقول الله الله الله ، وهذا كلام لا لغة ولا شرعا مشروع ، بقول السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم .

الطالب : التعريف والا التنكير ؟.

الشيخ : لا ، المشهور بالتعريف ويجوز التنكير أيضا ، الشاهد فمن المناسبات التي جاءت في شرعنا الإكثار من الربح الأخروي وهو إفشاء السلام ، وهذا واضح في حديث في سنن أبي داود ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مجلس لما دخل رجل قال: السلام عليكم قال عشر ، دخل ثاني فقال: السلام عليكم ورحمة الله قال: عشرون ، دخل ثالث فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال ثلاثون ؛ قال سائل هناك قلت يا رسول الله عشر ثم عشرون ثم ثلاثون ؟ قال لما دخل فلان قال السلام عليكم فله عشر حسنات ، لما دخل الثاني وقال السلام عليكم ورحمة الله له عشرون حسنة ، ولما دخل الثالث قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثلاثون حسنة )  فلماذا أحدنا لا يبتهل هذه الفرصة ، فإذا دخل المجلس فيقول السلام عليكم وإذا خرج من المجلس يقول السلام عليكم .

الطالب : نحن مفرطون...

الشيخ : الله يعلمنا ويذكرنا ، هات سؤالك .

 

الطالب : السبحة هذه هل يجوز التسبيح بها أم لا ؟ .

الشيخ : نحن طبعا لنا كلمات حول هذه المسألة نشرت في أكثر من كتاب والذي أذكره الآن سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة هناك كنت خرجت حديثا بلفظ ( نعم المذكر السبحة ). وخرجته هناك من مسند الفردوس للديلمي  وبينت ضعفه من حيث إسناده ثم وضعه من حيث متنه من وجوه كثيرة منها أن لفظة السبحة في اللغة العربية هي تعطي النافلة الصلاة ؛ أما الوسيلة الآلة هذه ، هذه لا تعرف في اللغة العربية ؛ فهي دخيلة في اللغة العربية بمعنى الآلة التي يسبح بها ؛ فالذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغنينا عن استعمال السبحة بل واستعمال العد بالحصى كما روي عن بعض المتقدمين ونحن دائما .

الطالب : في الآلات يضغطها دائما بأرقام .

الشيخ : هذه البدعة الأخيرة ، الله أكبر صحيح ، فالعقد بالأنامل أمر الرسول عليه السلام بذلك وقال: ( فإنهن مسئولات ومستنطقات يوم القيامة ). (( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )) .. والخلاصة لا هدى ولا هدي بعد هدى وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وكثير من الناس في هذه المناسبة يستريحون الى القول بجواز السبحة قال لأنها تساعد المسبح بها على العد بدقة ؛ نحن نقول كما جاء في الحديث الصحيح ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ) . فلو كان هناك في الشرع وسيلة لعد الذكر وإحصائه خير عند الله تبارك وتعالى من العد بالأنامل كان ما ينسى ربنا (( وما كان ربك نسيا )).. أن يشرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم تلك الوسيلة ، هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى أنني ألمس الحكمة السلفية التي تقول " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة " وهذا روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكن السند ضعيف ؛ فأنا ألمس لمس اليد هذه الحقيقة ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ، الذين احتاجوا إلى استعمال السبحة ما هو إلا لأنهم اخترعوا قبل استعمالهم السبحة أعدادا ضخمة فعلا لا يمكن احصاؤها بالأنامل ، الأذكار في شيء يسموها ألفية وأربع آلاف وقل هو الله أحد كذا ؛ كيف هذا سوف يحصيه إلا بالحصى أو بالسبحة التي تنوب عنها ؛ لكن الشرع لا يوجد فيه مثل هذا العدد الضخم .

الطالب : ممكن نصلي ؟ .

الشيخ : نعم بسم الله ، ويكفي بارك الله فيك نريد أن نستريح شويه - كح كح - يعني الجواب ما ترى لا ما تسمع .

 

الآن الشيخ يتكلم باللغة الألبانية مع أناس يوغسلاف وألبان في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 طالب الألباني يسأل باللغة الألبانية والشيخ الألباني يرد عليه باللغة الألبانية .

بسم الله ؛ العلم من الدين ، ( بلغوا عني ولو آية )... (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيمة بلجام من نار )... . دائرة السؤال واسعة جدا لكن دائرة الجواب ضيقة لأنه كما قال تعالى: (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا  )) ... لكن الجواب مفهوم لا مجال ... الله اعلم

أبو ليلى : لو يحكوا أستاذي أولا سؤال باللغة يلي بتكلم فيها ثانيا بالعربي ويكون أستاذي باللغة تلك حتى السؤال لو سمعوه إخواننا العرب يعني طبعا ممكن يكون مثلا نفس السؤال مسئول لكن انشوف شو في تساؤلات إخواننا .

الشيخ : هذا اقتراح جيد لكن ليس وقته وهذا يحتاج إلى فراغ وجلسات وهذا لا يتاح لنا ونحن كما تعلم إننا سوف نسافر اليوم إلى الأردن إن شاء الله ، لذلك اقتراحك الآن يؤجل .

 الشيخ يجيب الآن باللغة الألبانية .

 

الشيخ : هذه المسألة فيها دقة من حيث عرض المشكلة التي أنت عرضتها بالنسبة لذلك ثم نفس المسألة كمسألة فقهية علمية ، هل يجوز أو لا يجوز ما فيها صعوبة... لكن لاشك أبدا أن ما يعرف اليوم بالاحتفال بالمولد النبوي أنه لا أصل له في الإسلام لاشك في هذا ولا ريب أبدا ؛ ولفهم هذه المسألة فهما جيدا يجب على طالب العلم أن يعرف أن الله عزوجل كما قال في قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )).. الشاهد (( اليوم أكملت لكم )) . الإسلام كمل بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم والعبادات التي يريد المسلم أن يتقرب بها إلى الله زلفى ختم أمرها وانتهى عددها فلا يمكن أن يزاد عليها ولا حرف واحد ؛ من أجل ذلك جاءت آثار عن السلف الصالح تبين أهمية هذه النعمة التي هي إكمال الإسلام وإنهاؤه فقد جاء في صحيح البخاري أن حبرا من أحبار اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم كان أميرا للمؤمنين فقال يا أمير المؤمنين : " آية في كتاب الله لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا ، آية في كتاب الله يا أمير المؤمنين لو علينا نزلت نحن معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا " ؛ قال: " ما هي ؟ " قال (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))  قال عمر " الله أكبر لقد نزلت هذه الآية في يوم جمعة وفي عرفة  " يعني عيد على عيد يعني هو يقول لليهودي الذي خطر في باله قول واقع لأن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على عرفة بحجة الوداع ؛ ماذا نفهم من كلام اليهودي هذا وإصرار أمير المؤمنين له على ما قال ؟ نفهم أن هذا اليهودي يقدر هذه النعمة العظيمة التي امتن الله بها على عباده حيث أتم الإسلام ولم يبق مجالا لأي شخص مهما سما وعلا أن يزيد في الإسلام شيئا كما وقع مع اليهود والنصارى ؛ فأنتم تعلمون لاشك أن النصرانية وكذلك اليهودية ليس لها ثبات وليس لها قرار ، في كل سنة أو سنتين يزاد فيها وينقص ؛ يعني مثلا كنا نرى الراهبات وهذا معروف عندكم الحجاب كأنه حجاب إسلامي تماما ، وإذا بالبابا يصدر تشريعا جديدا بأنه لا بأس للراهبة أن تحسر وتكشف عن شيء من مقدمة رأسها لأنه هو يعتقد أنه وكيل الله في الأرض كما جاء في إنجيلهم المزعوم أن الله عزوجل قال لأحد أنبيائه في الأرض " ما تعقده في الأرض يكون معقودا في السماء " " ما تعقد ما تربطه في الأرض يكون معقودا من السماء وما تحله في الأرض يكون حلالا في السماء " يعني الذي يحرم من البابا يصبح حراما في السماء يعني حكم الله ، والذي يصير حلالا برأيه هو يصبح حلالا في السماء ؛ ومن هنا تغير دين النصارى وتغير دين اليهود ؛ الله عزوجل لما أنزل هذه الآية فهم ذاك اليهودي أن هذه نعمة كبيرة جدا ، ليس هناك مجال للزيادة والنقص (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) . ثم جاءت الأحاديث تؤكد معنى هذه الآية وكذلك الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم ؛ فمن الأحاديث المشهورة ولابد أنكم قرأتم شيئا منها أو سمعتموها على الأقل حديث العرباض بن سارية قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله أوصنا ، قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولى عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) . الشاهد هنا ( وإياكم ومحدثات الأمور  فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ). وفي الحديث الآخر حديث جابر بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يوم الجمعة أو غير يوم الجمعة يقول: ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) . كذلك حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ومسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ) . من أحدث في أمرنا هذا أي في ديننا هذا ( ما ليس منه فهو رد ) . أي مردود ؛ أما الآثار من الصحابة فكثيرة وكثيرة جدا من أبرزها وأوضحها وأصحها إسنادا قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم بالأمر العتيق " يعني الإسلام الذي ختم بالآية السابقة ؛ ومن هذه الآثار قول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ؛ إذا استحضرنا هذه النصوص من كتاب الله وحديث رسول الله وآثار الصحابة الكرام ننتقل الآن إلى ناحية فكرية نظرية نقول: مهما كان المسلمون الذين جاءوا في القرون المتأخرة صالحين ومتعبدين ومتقربين إلى الله عزوجل فلن يكونوا أبدا كأصحابه عليه السلام في الرغبة في الازدياد من الطاعة والعبادة لله تعالى أبدا ، لاسيما وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال في حديث معروف أيضا في الصحيح ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أقوم الليل وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ). هذه نقطة مهمة جدا لطالب العلم أن يعرف ما ينطوي من تحتها ؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني ؛ أريد أن ألفت النظر هنا إن السنة إذا جاء ذكرها في مثل هذا الحديث فمعناها ليس كالمعنى الفقهي الاصطلاحي ، في الفقه في فرض وفي سنة وفي مستحب وفي مندوب ، لا يقصد هذا المعنى في إذا ما جاءت لفظة السنة في حديث الرسول عليه السلام كهذا الحديث السابق ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) . إذا ما المقصود بالسنة هنا ؟ المقصود هو الطريق والمنهج الذي سار عليه الرسول عليه السلام ؛ فمن أعرض عنه فليس من أمته صلى الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) . لا يعني مثلا إذا لم يصل مثلا سنة الظهر أو سنة العصر لا ، ليس هذا ؛ وبالمناسبة أذكر في كتب فقه الأتراك المتأخرين توجد أحاديث كثيرة جدا لا أصل لها في كتب السنة ، منها مثلا حديث ( من ترك سنتي لم تنله شفاعتي ) . هذا حديث لا أصل له إطلاقا ولو صح فليس المقصود به سنة الظهر والعصر والسنة القبلية والبعدية ، وإنما المقصود بالخط الذي سار عليه الرسول عليه السلام ؛ فمن أعرض عن هذا الخط فقد ضل ضلالا بعيدا ؛ وقد جاء في حديث يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما مع أصحابه فخط على الأرض خطا مستقيما ثم قرأ قوله تعالى: (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) .. ثم قال عليه السلام ( هذا صراط الله وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعوا الناس إليه ) " يعني هذا الخط المستقيم هو الشرع الإسلامي ؛ لكن هناك حول هذا الخط فروع خطوط قصيرة حول هذا الخط المستقيم ، هذا هو الخط المستقيم وهكذا وعلى رأس كل خط منها شيطان يقول للسائرين على الدرب المستقيم أين تذهبون هذا خط طويل لا ينتهى تعال إلى هنا انظر هذا الخط هذا يوصلك ؛ كذلك يضل الشيطان بني الإنسان ، لإيهامه بأن الطريق الذي يوصل إلى الله هو هذه الطرق وليس هذا الطريق المستقيم ؛ فيقول الرسول عليه السلام هذا هو الطريق الذي يوصل المسلم إلى الله تبارك وتعالى ؛ فالبدعة التي حدثت بعد الرسول عليه السلام هي من هذه الطرق ، والله عزوجل حذر المسلمين عنها فقال (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )).. لذلك والموضوع الاحتفال بالمولد النبوي ، متى حدث هذا الاحتفال ؟ حدث بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . فلو كان الاحتفال بالمولد النبوي هذا لو كان الاحتفال بالمولد النبوي هذا الاحتفال لو كان خيرا لسبقونا إليه يعني هؤلاء القرون في الصحابة والتابعين وأتباعهم هم أعبد وأشد رغبة في طاعة الله وفي التقرب إلى الله وفي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لكن هؤلاء ما يعرفون شيئا اسمه الاحتفال بالمولد النبوي ؛ فإذا لا يمكن ويستحيل عقلا وشرعا أن يكون مثل هذا الاحتفال قربة يتقرب بها المسلم إلى الله وأهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية ما يعرفون شيئا من ذلك ، هذا أمر مستحيل ؛ وكما يقول أهل العلم " لو كان خيرا لسبقونا إليه " لكن أنا أريد أقول شيئا ربما لا يتاح لكم أن تسمعوه وهو في الوقت الذي نقول لا احتفال بالمولد النبوي وأعني هذا الاحتفال ، نحن نقول هناك احتفال مشروع وهناك احتفال غير مشروع ، وهناك فرق كبير بين هذا الاحتفال المشروع وذاك الاحتفال الغير مشروع وهو الاحتفال الغير مشروع بكل سنة مرة واحدة أما الاحتفال المشروع ففي كل أسبوع ، في كل أسبوع ؛ من أين جئنا بهذا ؟ من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين قال ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي الوحي فيه ) . ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي الوحي فيه ، هذا جواب كما يقول أهل العلم على أسلوب حكيم ، كان يستطيع أن يقول للسائل هذا يستحب الصوم في هذا اليوم ؛ لكن أعطاه الحكم وعلته ، أعطاه الحكم والعلة ، العلة يقول الرسول عليه السلام في يوم الاثنين ربي خلقني فيه وأنزل علي القرآن والوحي فيه فينبغي أن تصوموا هذا اليوم كما جاء في الحديث الآخر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن سبب صيامهم في هذا اليوم قالوا هذا يوم نجا الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكرا لله ) . اليهود صاموا يوم عاشوراء لأن الله عزوجل أنجى موسى وقومه من فرعون وجنده ، قال عليه السلام وهنا الشاهد: ( فنحن أحق بموسى منكم ) . فصامه وأمر بصيامه شكرا لله أن أنقذ الله موسى من فرعون وجنده ؛ فإذا نحن المسلمين شكرا لله عزوجل على أن وهبنا محمدا صلى الله عليه وسلم وأولده في يوم الاثنين وأنزل عليه النبوة والوحي في يوم الاثنين فينبغي أن نحتفل بهذا اليوم ، ليس في السنة مرة واحدة بل في كل أسبوع في الشهر أربع مرات ؛ نحن نعلم أن كثيرا من المسلمين اليوم يصومون الحمد لله يوم الاثنين ويوم الخميس لكن أكثرهم لا يعلمون الحكمة من صوم يوم الاثنين ؛ فانظر الآن كم بعد المسلمون من هدي نبيهم يحتفلون احتفالا لا أصل له في كل سنة مرة وينسون الاحتفال المشروع في كل أسبوع مرة ؛ إذا نحن لا نقول لا احتفال بميلاد الرسول مطلقا وإنما نقول هناك احتفالان احتفال مشروع وهو صوم يوم الاثنين واحتفال غير مشروع وهو هذا الاحتفال الذي يستغل في كثير من الأحيان سياسيا ودعائيا وإلى آخره ؛ الاحتفال يوم الاثنين تبقى ذكرى المحتفل به في قلب المحتفل يعني يبقى يذكر الرسول دائما ؛ أما الذي يحتفل بالسنة مرة ويوزعوا حلويات وسكر ونحو ذلك فهذه كما يقال كرغوة صابون أو كالزبد على وجه البحر (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) .. إذا عرفت هذه الحقيقة ندخل في صلب الجواب عن سؤالك ، لا نعتقد نحن جواز استغلال الحوادث المبتدعة التي لم تكن ... إذا كان للإنسان هدف لأمر ما يريد أن يصل إليه فهو لا ينظر إلى الوسيلة سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة ، مادام هذه الوسيلة تحقق تلك الغاية فهذه الوسيلة مشروعة ومباحة ، فطلبك للغاية تبرر لك ارتكاب الوسيلة وهي ولو كانت محرمة ، لكن هذا ليس من الإسلام في شيء يعني في بيت شعر في اللغة العربية يبدوا أني لا أستطيع استحضاره إلا الجملة المشهود بها وهو " ليتها لم تزني ولم تتصدقي " يمكن سمعتم من بعض المغنيات من النساء في مصر وغيرها تغني في الليلة الواحدة تأخذ كذا ألف دينار أو شابه ذلك ثم تتصدق ؛ فهنا قال العربي " ليتها لم تزني ولم تتصدقي " ؛ فزناها في سبيل أن تجني ثمار هذا الزنا وتجمع أموالا كثيرة ثم تتصدق بذلك فتبني مستشفى أو مسجد ؛ هذا كله لا يفيدها شيئا إطلاقا ؛ لأن الغاية لا تبرر الوسيلة هذه قاعدة اسلامية معروفة بخلاف الكفار ، الكفار مثلا كما ترون اليوم يقتلون الأبرياء والنساء في سبيل استحلال الأرض هذا معنى قولهم تبرر الوسيلة ؛ أما هذا ليس من الإسلام في شيء إطلاقا ؛ فإذا كنا على علم بأن هذا الاحتفال المعروف اليوم عند المسلمين هو غير مشروع فلا يجوز في اعتقادي أن نتخذ ذلك وسيلة لاصطياد واستجلاب الشباب الشارد عن الدين الذين لا يأتون المساجد ولا يحضرون درس الدين وحلقات الدين ؛ فلعلي أجبتك عن سؤالك وإن كان بقي شيء فذكرني به إن شاء الله . .

الطالب : في عندنا سؤال أهم من هذا وأحرم من هذا السؤال ، قد انتشر عندنا كما تعرفون بالنسبة للربا عندنا طبعا في مسلمين طيبين يحمل مالا كثيرا يعني لا يترك المال في البيت لابد وأن يرسله للبنك وطبعا عندنا كل البنوك يدفع الربا فما بال الإنسان الذي يأخذ الربا ويدفع ...المال للدولة ويسمى

الطالب : ضريبة

الشيخ : ضريبة 

الطالب : ويدفع للدولة ما يسمى ضريبة هذا إجبار لكل من عنده مال لازم يدفع للدولة ويدفع أيضا للذي يسقي المزرعة بحجة الماء والماء من عند الله وهو يدفع فما رأيك بالرجل الذي يأخذ هذا الربا ويدفع هذا المكان لأن الدولة تأخذ ذلك ؟ .

الشيخ : يعني الضرائب موجودة في كل البلاد ، فأنت تتكلم عن الضرائب أنا فهمت سؤالك ؛ والقضية من الناحية الشرعية واضحة جدا لكننا في زمن انتشر فيه الفساد والتكالب على الدنيا وحطامها وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه المشاكل وهذه المصائب في حديث المعروف ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) . فالتعامل بالربا هو من الأمور المحرمة قطعيا في الإسلام والتي ليس فيها خلاف تعلمون جميعا أن هناك مسائل اختلف فيها الفقهاء ، هذا يقول يجوز وهذا يقول لا يجوز ؛ أما موضوع الربا فهذا والحمد لله ليس فيه اختلاف بين علماء المسلمين أنه من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه أنه قال: ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) . ولعلكم تعلمون أن كون الشيء من الكبائر من المعاصي الكبيرة عند الله له على ذلك علامات من هذه العلامات اللعن ، إذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء فيكون هذا الشيء محرما تحريما كبيرا ، فيكون من الكبائر من ذلك الربا ؛ فإذا كان هناك أغنياء فلا يجوز لهم أن يودعوا أموالهم في البنوك لأنه سيكون عونا لأهل البنوك على إقامتها وعلى إحيائها ولعلكم تعلمون جميعا أن رأس مال البنوك هو هذه الأموال التي يودعه الأغنياء فيها ، لو لا ذلك لم تقم قائمة البنوك ؛ فإذا على المسلم أن يستحضر هذه الحقيقة التي يدل عليها القرآن ثم السنة ، القرآن يقول: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) .. فالغني الذي يودع ماله في البنك فهو متعاون مع البنك ، فهو متعاون على الإثم والعدوان ؛ وحينذاك يلحقه اللعن الذي جاء ذكره في الحديث السابق ( لعن الله آكل الربا وموكله )...  آكل الربا هو البنك ، موكله هو الغني الذي يودع ماله البنك فكلاهما ملعون بنص الحديث الشريف فعلى ذلك لايجوز للمسلم الغني أن يتخذ لنفسه عذرا ليودع ماله في البنك بزعم وبدعوى أنه لا يستطيع أن يحتفظ بماله في مكان من أرضه أو من داره لأنه قد يتسلط اللصوص عليه ؛ في هذه المناسبة الواقع إن المسلمين بحاجة إلى أن يقوا إيمانهم لأن إيمان المسلم حينما يكون قويا لا يستطيع الشيطان أن يتسرب إلى قلبه فيوسوس إليه بالشر ومخالفة الشرع ؛ أظنكم معي حينما أقول إن المسلمين اليوم لا يلتفتون إطلاقا إلى الأسباب الشرعية ؛ هناك الأسباب نوعان: أسباب شرعية ، وأسباب مادية ؛ المسلمون اليوم يهتمون بالأسباب المادية كل الاهتمام وهم والكفار في ذلك سواء ؛ فالإسلام لا ينهى عن الاهتمام بالأسباب المادية ، إذا كانت شرعية جائزة ؛ لكن الإسلام يهتم بالأسباب المعنوية الروحية ، مثلا نضرب مثلا واحدا تقريبا إلى ما أقول ، الرجل إذا أراد أن يعيش في صحة وفي عمر مديد طويل فبماذا يتمكن ، ما هي الأسباب التي يتمكن بها أن ينال هذه الحياة الطويلة وهذه الصحة الرغيدة ؟ لاشك سيكون الجواب بالمحافظة على صحته أن يكون طعامه وشرابه نظيفا بعيدا عن الجراثيم والمكروبات وأن يكون منزله صحي ، إلى آخره ؛ هذه أسباب مادية ، طبعا الإسلام لا يحاربها ؛ لكن هناك أسبابا لا يتنبه المسلمون لها هي من غير هذا النوع ، أضرب  الآن لكم مثالا وهو قوله تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .. هذا المعنى ليس له علاقة بالأسباب المادية ، هذا علاقته بالإيمان والقلب ؛ فإذا كان هناك رجل غريب ولنقول أنه مليونير ، أين يذهب بهذه الأموال ؟ الحل المادي الذي لا يستند إلى الحل الشرعي يضعه في البنك ، أولا يحفظه وثانيا يغذيه وينميه ويقويه ، هذه معالجة مادية ؛ لكن المسلم ينبغي أن يفترق عن الكافر في عقيدته وفي سلوكه في حياته ؛ هل يظن المسلم بربه تبارك وتعالى إذا كان غنيا ويخرج زكاة ماله سنويا ثم هو بالإضافة إلى ذلك طيلة السنة يتصدق على الفقراء والمساكين على من يجاوره وعلى من هو بعيدا عنه هل يعتقد المسلم أنه إذا فعل ذلك يخسر ماله وهو يعلم أن الله يقول: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )).. إن اعتقد ذلك فهو ليس مسلما ، وإن اعتقد أن الله يحفظ له ماله إذن لماذا يعلق أمله في حفظ المال في البنك المحرم ولا يعقد أمله بالله عزوجل الذي قال: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )).. نحن في الحقيقة المسلمون اليوم بحاجة إلى تقوية الإيمان ؛ أذكر لكم بعض الأمثلة ليتبين لكم أهمية الإيمان القوي وكيف يأتي بالعجائب التي لا تخطر على بال إنسان ، جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( جاء رجل ممن قبلكم إلى غني فقال له أقرضني مئة دينار قال هات الكفيل قال الله الكفيل قال هات الشهيد الذي يشهد قال الله شهيد ). تتأملون كيف يكون هذا الجواب ، ممكن نقول هذا الجواب يعني جواب رجل درويش ، درويش يقول الله الكفيل ، أيش هذا الكلام لأنه نحن بدنا كفيل بيننا نحن حتى إذا لم يف بما وعد نأخذ من الكفيل ، هو يقول ( الله الكفيل أنا ما عندي كفيل الله الكفيل ؛ طيب هات الشهيد ، قال الله الشهيد ) دروشة ما بعدها دروشة ؛ الغني يبدوا أنه طيب القلب كالفقير هذا المستقرض  ( فينقده مئة دينار ، يعطيه مئة دينار ويأخذها وينطلق بها ضاربا في البحر ؛ وقد تواعد مع المقرض ليوم معين ، إذا حضر ذلك اليوم يعود إليه المئة دينار ؛ انصرف المدين يعمل في البحر بالمئة دينار ؛ لما جاء اليوم الموعود بالوفاء وجد نفسه بعيدا عن البلدة التي فيها المقرض المحسن ، فهو لا يستطيع أن يوفيه حسب الوفاء بالوعد ، ماذا فعل ؟ هنا الشاهد: جاء بخشبة فنقرها فحفرها ودك فيها مئة دينار أحمر ثم دكها وحبسها بطريقة محكمة ثم جاء إلى ساحل البحر قال: اللهم أنت كنت الكفيل وأنت كنت الشهيد ورمى الخشبة التي فيها المئة دينار إلى البحر ) دروشة ، دروشة ؛ لكن هنا في إيمان ؛ ( الله عزوجل أمر الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة إلى البلدة التي فيها الغني الذي أقرض هذا الفقير ؛ الغني خرج في اليوم وفي الساعة الموعودة ليتلقي المدين ليأخذ منه المئة دينار ، انتظر فلم ير أحدا وإذا به يرى الخشبة تتقاذفها الأمواج ، تلعب بها الأمواج أمامه فمد يده إليها وإذا بها ثقيلة فالذهب ثقيل كما تعلمون ؛ فذهب إلى الدار وكسرها فإذا المئة دينار تنهر منها )  غريب ( ثم جاء المدين الفقير سلم على المحسن إليه واعتذر عن تأخره بسبب انشغاله بتجارته ثم نقده مئة دينار ، تجاهل ذلك الأمر كله لأنه يعلم أن هذا فوق العقل ، خشبة تلقى في البحر من أين تصل هذه الخشبة ليد الغني ؟ هذا غير طبيعي غير معتاد ؛ فهو تجاهل الأمر ونقده مئة دينار ) ؛ الغني يبدوا أنه صالح كالفقير وإن الطيور على أشكالها تقع ، هكذا يقولون قديما ؛ ( لما شاف مئة دينار أخرى أمامه لم يسعه إلا أن يحدثه بما وقع له أنه خرج اليوم الموعود ليتلقاه فما وجد إلا هذه الخشبة فلما كسرها وجد بها مئة دينار ؛ قال والله هذا أنا فعلته لأني أنا متواعد معك أن أحضر في اليوم وعرفت أنني سوف لا أستطيع وأخالف الوعد فأخذت خشبة ودكيت بها المئة دينار وأرسلتها بطريق غير طبيعي قلت اللهم أنت الكفيل وأنت الشهيد ؛ فقال الغني قد وفى الله عنك ، فبارك الله في مالك وأعاد إليه المئة دينار ) هو دفع مئة دينار بطريق الخشبة ودفع مئة دينار من يده إلى يد الغني ، فالغني بإخلاصه وإيمانه الصادق كان باستطاعته أن يتجاهل قصة الخشبة ومن الذي سيشهد عليه أنه أخذ خشبة من البحر وفيها مئة دينار ؟ لا أحد ؛ لكن هذا متقي لله وذاك متقي لله ؛ انظروا كيف سخر الله البحر لهذا المتقي لله عزوجل فحفظ له ماله ؛ هذه قصة من حديث رسول الله ليس من الإسرائيليات التي امتلأت بها كتب التفسير ؛ القصة الأخرى وهي في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: ( بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض  . يمشي في فلاة من الأرض ) يعني أرض صحراء ليس فيها ساكن ( إذ سمع هذا الرجل الذي يمشي سمع صوتا من السحاب من فوق اسق أرض فلان ) . الملك يقول للسحاب اسقي ارض فلان ، يسمه بالاسم ؛ ( هذا الإنسان مشى على وجه الأرض يسمع هذا الصوت العجيب من السماء كان السحاب يمشي هكذا وإذا به يتجه هكذا ويمشي هو مع السحاب مدة إلى أن وصل إلى حديقة بستان ، فيرى السحاب يلقي مشحونه من الماء على هذه الحديقة ) ، ما حول الحديقة لا مطر ، المطر كله في الحديقة ( أطل وإذا به يرى صاحب الحديقة يعمل بها بالمنكاش فسلم عليه السلام عليك يا فلان فقال وعليك السلام ، أراك رجلا غريبا فما الذي أدراك باسمي ؟ قال أنا كنت أمشي في الصحراء فسمعت صوتا من السحاب يقول السحاب اسق أرض فلان ؛ فأنا مشيت مع السحاب حتى وصلت إليك فعرفت بأنك أنت المقصود بها ، فبما نلت هذه الكرامة من الله تبارك وتعالى ؟ قال والله أنا عبد ضعيف حقير لا أعلم أني استحق هذه الكرامة من الله لكن أنا عندي هذه الحديقة أزرعها ثم أحصدها ثم أجعل حصيدها ثلاثا ثلاث أثلاث ، ثلث لنفسي وعيالي ، وثلث أعيده إلى أرضي ، وثلث أتصدق به على من حولي ؛ قال فهو هذا لهذا استحققت هذه النعمة من الله تبارك وتعالى ) ؛ الشاهد من هذين الحديثين الصحيحين إن المؤمن إذا اتقى الله تبارك وتعالى فهو سيعيش محفوظا في ذمة الله تبارك وتعالى ولا يخشى على نفسه ما يخشاه الآخرون الذين لا يؤمنون إلا بالمادة ؛ ما الذي يحفظ مال هذا الغني ؟ هو البنك فقط علما كم وكم من بنوك أفلست ، لابد سمعتم بهذا ؛ فإذن الاحتمال الذي يخشاه الغني أن يقع في ماله إذا ما احتفظ به بمكان ما ممكن أن يقع أيضا في المال ولو كان في البنك 

 

ثم أنا أتعجب من هذا المنطق أن هذا الغني وين يذهب بماله ؟ يا أخي هل هو هذا الغني يرفع راية ويضعها على رأس داره ومكتوب عليها بالقلم العريض هنا أموال كثيرة بالملايين فتعالوا أيها السراق واللصوص وهو موضوع في المكان الفلاني ، ما أحد يفعل هذا ؛ فإذا لماذا يتخذ هؤلاء الناس عذرا أنه يخشى على ماله أن يسرق ؛ فهل هو يعلن عن ماله أين هو ؟ لكن هذا مما يسول الشيطان ويوسوس لبني الإنسان انك أنت إذا وضعت مالك في مكان ما تتسلط عليه اللصوص ، فأودعه في البنك ، هذا يقال عذر أقبح من ذنب  المسلم إذا اتخذ سببا ماديا للمحافظة على ماله وانضم إلى ذلك إيمانه بالله عزوجل ربه فسيعيش مرتاح البال مطمئن القلب بخلاف هؤلاء الكفار وأشباههم من المسلمين ضعيفي الإيمان الذين قلدوا الكفار والذين قال الله في حقهم: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) .. فالمسلم لما تأتيه الآية (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .. هذا شأنه ؛ شأن الكافر الذي لا يؤمن بهذه الآية لا إيمان قلبي ولا إيمان فعلي ، المسلم قد يؤمن أن هذا كلام الله وهو حق لكن لا يتجاوب معه ولا يتفاعل معه ؛ فإذا ما الذي استفاد من هذا الإيمان ؟لم يستفد منه شيئا ؛ لذلك على المسلم أن يتخذ الأسباب الجائزة شرعا ثم يتوكل على رب الأرباب ؛ وليس من هذا القبيل أبدا أن الغني يودع ماله في البنك لنقول بعد ذلك ماذا يفعل بهذه الفوائد التي يسمونها بغير اسمها ؛ ويجب أن تنتبهوا لهذه الحقيقة ، الربا يسمونها فائدة ، هذه التسمية حرام لأنها تغير من حقيقة الحكم الشرعي ، فائدة كلمة ناعمة توحي إلى الإنسان أن هذا الربح الذي جاءه بطريق الربا من البنك فائدة ؛ لكن هو ربا ، والربا كما يقول الرسول عليه السلام: ( عاقبة الربا إلى قل ). عاقبة الربا إلى قل يعني بدل أن ينموا ويزداد فهو يقل وينقص عكس ما تراه من هؤلاء الناس ؛ لذلك لا يجوز للمسلم أن يودع ماله في البنك لأي سبب من الأسباب ؛ لأنه كما قلنا " الغاية لا تبرر الوسيلة " وكما قال الشاعر العربي القديم:

" أوردها سعد وسعد مشتمل   ما هكذا يا سعد تورد الإبل "

على المسلم أن يتقي الله عزوجل في ماله وأن يتخذ الأسباب الشرعية المحافظة عليه ويتوكل على الله ربه تبارك وتعالى ؛ حينئذ سيستغني عن البنك بأصله وفصله ثم لا يرد السؤال الذي أوردته أنت في أول سؤالك أنه هل يجوز له أن يأخذ  هذه الربويات التي يسمونها بالفوائد ويدفعها ضرائب للحكومة ؟ الذي يفعل هذا يخطئ مرتين ، الخطأ الأول أنه يبرر لنفسه أن يودع ماله ليأخذ منه الربا ؛ والخطأ الثاني أن يدفع المحرم بمحرم ؛ الضرائب هذه مكوس في اللغة العربية ، مكوس وليس هناك في الإسلام مكوس ؛ فهو يدفع الحرام بالحرام وهذا لا يجوز في الإسلام ؛ لذلك نحن لا نستطيع أبدا أن نبرر أولا للمسلم مهما كانت أحواله وظروفه أن يودع ماله في البنك ليأخذ الربا عليه ثم أن يصرف هذا الربا في دفع الفرائض التي فرضت عليه ظلما وهي الضرائب ؛ فلا يجوز لا هذا ولا هذا في دين الإسلام ؛ فعلى كل مسلم أن يتقي الله عزوجل وأن يحافظ على ماله بالسنن المشروعة ليست إلا . نعم .

الطالب : جزاك الله خيرا نحن نعرف أن الله عزوجل ...والحمد لله  هذه الضرائب التي نحن ندفع من أموالنا فما بالنا نحن نترك المال وندفع لهم في دولتنا ... كثيرا ليس مثل هنا بعدين حصل شيء جديد الإنسان إذا أراد أن يبني بيت يأخذون ضرائب لهذا السبب يأخذون تقريبا كما يساوي هذا البيت ، نحن ندفع هذا من أموالنا وإلا يجوز أن ...

الشيخ : أنت مكانك راوح يعني أنت ما خرجت عن سؤالك السابق ، وهذا تكرار معناه أن نعيد الجواب السابق ، وهذا تكرار ما تحته فائدة ؛ نعم ، يعني أليس جواب سؤالك أن ندفع الشر بالشر ؟ في أكثر من هذا ؟ ندفع الشر بالشر هذا مخالف للإسلام يا أخي .

الطالب : هم يفعلون الشر ، فالشر بالشر .

الشيخ : لذلك قلت لك آنفا

" أوردها سعد وسعد مشتمل  ما هكذا يا سعد تورد الإبل "

يعني نحن لا يجوز لنا أن ندفع الشر بالشر إنما أدفع بالتي هي أحسن (( ادفع بالتي هي أحسن .. هذا نص القرآن الكريم ، وإلا عاد كلامي السابق ؛ نحن إذا فعلنا هذا أولا أقررنا التعامل مع البنوك ، أحللنا الربا والله قد حرمه ؛ ثانيا هذا الظلم الذي يلحقنا من بعض الحكام ندفعه بهذا الظلم الذي نحن نرتكبه مختارين غير مضطرين ، لا يجوز هذا أبدا بل على المسلم أن يراقب الله تبارك وتعالى و أن يؤمن به حق الإيمان وهذا الظلم يا أخي ليس عندكم فقط ، في كثير من البلاد حتى بلاد الكفر ولعلكم سمعتم أن في بريطانيا مثلا الضرائب تبلغ إلى ثمانين في المائة أو تسعين ، طيب هذا ليس عندكم فقط حتى في البلاد الراقية زعموا كبريطانيا وهم كفار فيدفعون لأنهم يعيشون في اطمئنان ، وإلى آخره 

 

 

لكن نحن ولا أقول نحن كمسلمين وهذا تعبير خطأ أذكركم به لا يجوز أن أقول كمسلم نحن كمسلمين وإنما تقول - وعليكم السلام ، الحمد لله

الطالب : كيف حالك

 الشيخ : بخير كيف حالك ؟ يا الله يا كريم ، أهلا وسهلا عساك طيب

الطالب : كيف الأولاد

الشيخ : نحمده ونشكره  الحمد لله على ذلك الفضل من الله سبحانه وتعالى .

 نحن دائما ندعوا الله عزوجل بما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نقول اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا ، نسأل الله عزوجل أن يجعل ذلك سبيلا لطاعته حتى نتمكن بالقيام ببعض الواجبات علينا ، كيف حالكم ... الشيخ سعد هو بخير والآن هو بسوريا ...

الطالب : هو الآن في الأردن كلمني من شويه وهو يسلم عليكم .

الشيخ : علمني أنه راح إلى سوريا .

الطالب : ما ادري والله الحقيقة أنا ما جئت الا البارحة وكنت في سفر ... .

الشيخ : الحمد لله على السلامة .

الطالب : الله يحفظكم عاد كلمني اليوم ويسلم عليكم .

الشيخ : وعليك وعليه السلام وبركاته ، طيب أخوكم ابراهيم كيف ؟ .

الطالب : يسلم عليكم .

الشيخ : طيب إن شاء الله .

الطالب : كان ابراهيم أرسل للشيخ الحقيقة نسيتها بس معي ... جزاك الله خير .

الشيخ : وإياك .

الشيخ : يعني الشيخ سعد ؟ .

الطالب : نعم كلمني إن شاء الله باقي مدة نستضيفك فيها ؟ .

الشيخ : بارك الله فيكم اليوم عازمين على السفر إن شاء الله ، أي والله .

الطالب : متى قدمتم ؟ .

الشيخ : قدمنا قبل يومين يعني اتصل بي أمس أخ لي شقيق مقيم في سوريا لا يزال ويدعى بأبي جعفر المنصور ومنذ خرجت من سوريا لم يتح لنا اللقاء ... في بعض المسائل اهتبالا للفرصة في هذا اللقاء وأسأ الله أن يبارك فيهم جميعا وأن يجعلهم دعاة هدى ونور

الطالب : اللهم آمين

 الشيخ : الحقيقة تلك البلاد بحاجة إلى دعاة يتلقون الإسلام بمفهومه الصحيح لأن البلاد كتركيا وما فوقها من ألبانيا من يوغسلافيا ، ما وصلها أهل التوحيد والإسلام المصفى من كل بدعة فإن شاء الله هؤلاء يكونون نواة لهذه الدعوة الطيبة .

الطالب : لأن والحمد لله روح العصر معهم

الشيخ : نعم يساعدهم

 الطالب : فالناس ما عاد يهتمون بما كان يهتم به في العصور الأولى ، التعلق بالخرافات أو التعلق خاصة فيها كانوا الأصل معهم وحب الناس للبحث والمناقشة وحب الناس ... كل هذه عوامل مساعدة .

الشيخ : ربنا عزوجل يوفقهم إن شاء الله ؛  وأهم الشيء أن يخلصوا في العلم لله عزوجل حتى يكون الله معكم إن شاء الله .

الطالب : ودي أجلس وأستمتع لكن ... ماشي والله...

الشيخ : لا تحلف يا شيخ الله يبارك فيك . اهلا مرحبا سلمك الله

الطالب : أستودع الله دينك وأمانتك ، ومتى نتوقع عودتك ؟ .

الشيخ : والله لابد أن نتأخر هناك أسبوع لأنه هناك لي ابنتان إحداهما في مكة والأخرى في جدة فنزورهما ثم نعود إلى هنا إن شاء الله .

الطالب : إن شاء الله نلتقيكم وأنا ساكن هنا فما عرفت أنكم هنا .

الشيخ : هل هو هذا الطابق اللي فوق هذا ؟ .

الطالب : الطابق الخامس ... رقم خمس وخمسين .

الشيخ : خمسة وخمسين .

الطالب : فبعد العشاء واحد من الإخوان جاءنا وقال الشيخ موجود فجئنا فقالوا إن الشيخ قد ذهب بعد العشاء إلى مكان فقلنا إن شاء الله نلتقي معكم .

الشيخ : أنتم تجلسون عادة بعد العشاء أم تبكرون في النوم من أجل صلاة الفجر .

الطالب : نبكر أستغفر الله .

الشيخ : طيب متى يحسن أن نراكم ؟ .

الطالب : أنتم قلتم ستعودون بعد أسبوع .

الشيخ : أينعم إن شاء الله .

الطالب : فإن شاء الله نزوركم على كل حال .

الشيخ : لابد أن نزوركم على كل حال .

الطالب : الله يكرمكم .

الشيخ : أهلا وسهلا .

الطالب : من بيتي للحرم .

الشيخ : الحمد لله نعم العمل .

أبو ليلى : الأخ صالح مش هيك ؟ .

الشيخ : أينعم .

أبو ليلى : أي خدمة من الشيخ سعد ؟ أنا مع الشيخ .

الطالب : ما شاء الله .

أبو ليلى : يعني عندما نعود ... .

الطالب : ونحن إن شاء الله نراكم بأمان الله .

الشيخ : شرفتم .

الطالب : أصلح الله لكم أعمالكم والسلام عليكم .