عن المقال

المؤلف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

التاريخ :

Tue, Sep 16 2014

التصنيف :

فتوى

تحميل

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 100

الشيخ : أو يوصيه ، هو لا يجب أنه هو مسلم ولا يقول بإسلامه ، لكن هو يريد أن يقول : هو مؤمن ولا يقول بإسلامه السائل : يعني المسلم المؤمن... الشيخ : يجب أن نفرق لفهم الموضوع جيدًا بين الإيمان وبين الإسلام . الإيمان يتعلق بما وقر في القلب ، الإسلام يتعلق بالجوارح الإيمان يتعلق بالعقيدة الإسلام يتعلق بالعمل . ممكن أن أتصور مؤمنًا حقيقةً ولكنه لا يعمل بإسلامه ، لكن هذا إيمانه ناقص وضعيف ويخشي عليه أن ينهار في أدني مناسبة أو بأدنى فتنة يفتن فيها هذه المؤمن غير المسلم ، أي غير العامل بإسلامه . فالمؤمن عقيدةً يفترض فيه أن يكون مصدقا لكل ما جاء به الإسلام ، الإسلام مثلاً جاء بالصلاة ، جاء بالزكاة ، (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )) ، جاء بالصيام جاء بالحج إلى آخره . فحينما يقول السائل : هو مؤمن فينبغي أن يستعمل مؤمن بكل ما جاء في الشرع ، بالنسبة للأمور وغيرها . لكن مع ذلك هو لا يعمل بها أي هو لا يقوم بالإسلام ، فهذا الإسلام جاء بأركان فإذا ما تركها كان إيمانه ناقصًا لكن ليس معدومًا ، وهو لو مات على هذه الحال وهو مؤمن حقيقةً فهذا ينجيه يوم القيامة من الخلود في النار لأن النار يوم القيامة ناران : نار أبدية ونارٌ وقتية ، إذا صح التعبير النار الأبدية هي جزاء  الكافرين المعاندين الذي بلغتهم الدعوة وأقيمت عليهم الحجة ثم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم . أما النار الوتية فهي نار العصاة من المؤمنين وكل واحد منهم له نسبة من العذاب تتناسب مع إخلاله بالإسلام عملاً أو غفلة . أعني أن هناك فرائض يجب أن يقوم فأخل بها ، هناك محرمات يجب أن يتنزه عنها ولا يعملها فعمل بها . فلكلٍ من هؤلاء حظه من العذاب في الآخرة ثم تنجيه شهادته بلا إله إلا الله ، إيمانه بأن محمدٌ رسول الله كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال لا إله إلا الله نفعته يومًا من دهره ) . فمن كان مؤمنًا حقًا وعلم كلمة حقًا يعني لا يرتاب ولا يشك في كل ما جاء به الإسلام ، فمثل هذا ا لكلام الذي فصلناه آنفًا حول العذاب ، من كان يؤمن أن هناك عذاب في النار حتى لأهل التوحيد . بسبب ذنوبهم ومعاصيهم فهو كأنه يكرس نفسه أنه يدخل هذه النار ويصبر على نارها ولا يصبر على نار مخالفته لهوى النفس لأنه ربنا يقول : صل . هو ما يصلى ، نفسه تقول : لا تصلى وهو يطيعها وهو يعلم في الآخرة عذاب . إذًا يترك نفسه تسوقه إلى  النار وقانع بمجرد هذا الإيمان الذي لم ير أثره على جوارحه وعلى بدنه . خلاصة القول العقيدة والإيمان والتوحيد إذا كان صحيحًا في قلب المؤمن فهو ناج من  الخلود في العذاب الأبدي وهو ليس كالكافرين . لكن هذا لا يعني أنه لا يعذب مطلقًا لأنه هناك أمور جاء بها الشرع أمرًا أو نهيًا فيجب على المسلم أن يقوم بها وإلا لقي ما يستحق من العذاب ، هذا عندنا من الجواب . 
السائل : ... سؤال متعلق بما قبله الشيخ : تفضل السائل : نزول الله - عزَّ وجلّ - عندما ينزل إلى السماء الدنيا يقول هنا : هل يصح القول : بأننا لا نثبت ولا ننفي أن ليس فوق الله شيء.. ، يعني أنه طالما ما ورد فيه شيء لا نثبت ولا ننفي هل يصح قول هذا القائل ؟ الشيخ : كيف ما ورد شيء هو له صفة الفوقية وهذه صفة أزليه دائمة ، فلا نستطيع أن ننفيها في أي لحظة من اللحظات ، فلا يقال هنا : ما ورد . السائل : ما ورد في النزول ، يعني المحتج به محتج أنه في النزول ما ورد إذا كان فوقه شيء أو ما فوق شيء ؟ الشيخ : هو هذا الجواب نحن عندنا علم سابق أن الله - عزَّ وجلّ - له صفة الفوقية هذا العلم اللي ثابت في أذهان الناس ، ما جاء شيء فيه فيما يتعلق بحال نزوله ، فنحن على  الثابت فيه عن الله - عزَّ وجلّ - واضح ؟ 
السائل : إذا وجد في المسجد فرش مكتوب عليها اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهل يجوز الصلاة عليها بالعلم أنه يمكن وضع القدم عليها ؟ الشيخ : الصلاة صحيحة لكن طبعًا أولًا فرش المسجد بهذا ما ينبغي ولا يجوز ، لكن إذا داس الإنسان عليها فيه إهانة للاسم الكريم وهذا لا يجوز ، أما عن الصلاة فالصلاة صحيحة . 
السائل : ما رأيك في كتاب " الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة " لسليم الهلالي ؟ الشيخ : الكتاب تصفحته فوجدته شابًا ناشئًا على الخط السلفي لكن معلوماته ليس قوية ، ففيه بعض الأوهام لكن كأمور أساسية ما وجدت فيه خلاف . 
السائل : هل يجوز صرف الزكاة للمسلم العاصي المحتاج للمال ؟ الشيخ : إذا كان المقصود بذلك جلبه نحو الخير نحو الصلاة نحو ...، فلا بأس وإلا فغيره أولى بذلك منه . السائل : والشيعة ؟الشيخ : والشيعة ...
السائل : ما حكم الاستمناء في الإسلام ؟ الشيخ : الاستمناء حرام بنص القرآن : (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )) ، أي الباغون الظالمون ، وبالطبع كل واحد يعلم أن الاستمناء ليس زواجًا ولا تسريًا . 
السائل : ما حكم استعمال بعض البطانيات علمًا أنه مرسوم عليها صورة بعض الحيوانات ؟ الشيخ : لا يجوز ...روح ، ولا يجوز إدخالها إلى بيوت المسلمين ، لكن اللي اشتري شيءٍ منها ، وكان في تغييرها إتلافًا بالثوب استعمل الثوب إلى أن يبلى وصفها ثم لا يعيدها مرة أخرى السائل : إذا كان هديةالشيخ : نفس القضية إذا كان باستطاعته أن يرد الهدية وينصح المهدي يكون طيب . 
السائل : ما حكم الصلاة في المصلي داخل البيت ، هل يصل فيه ويؤدي تحية المسجد كما هو في المسجد ؟ الشيخ : يعني مصليات تتخذ في البيوت أوفي الدوائر ؟ السائل : نعم . الشيخ : طبعًا هذا ليس مسجدًا فليس له تحية مسجد . 
السائل : سمعت أن أوقات الصلاة الأصل فيها ثلاثة ، عند الفجر ومن الظهر إلى قبيل المغرب ومن المغرب إلى آخر الليل ، ولكن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد فصل أنه من الأفضل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في الأوقات المعروفة . وأنه تجوز الصلاة في ثلاث أوقات في اليوم فقط كما يفعل الشيعة... ؟ الشيخ : قال تعالى : (( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ))، هذه الآية هي التي أشار إليها السائل أنها تضمنت أوقات ثلاثة . دلوك الشمس أي زوالها وميلها عن وسط السماء ، إلى غسق الليل دخول الله لصلاة المغرب ، وقرآن الفجر صلاة  الفجر ، هذه ثلاثة أوقات الوقت الأول يعني قيد بدلوك الشمس يدخل فيه صلاة الظهر والعصر . ولذلك جاز الجمع بينهما في السفر قطعًا في أحاديث كثيرة وفي حالة الحضر للضرورة ، غسق الليل ظلام الليل دخل فيه صلاة المغرب وصلاة العشاء ، لذلك أيضًا ثبت الجمع بينهما في حالة السفر إطلاقًا وفي الحضر لمصلحة راجحة . وقرآن  الفجر هذا صلاة الفجر هذه ثلاثة مواقيت لكن كما أشار بذلك السائل قد ثبت عن  النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسنة المتواترة ( أن جبريل - عليه السلام - نزل عليه وعلمه مواقيت الصلاة في يومين اثنين . في أول يوم صلى له صلاة الفجر في الغلس ، اليوم الثاني صلى له صلاة الفجر مع الإسفار وقتها كادت الشمس تطلع . وصلى في اليوم الأول الظهر عند ميلان الشمس عن وسط السماء ، وفي اليوم الثاني صلى له الظهر عندما صار ظل الشيء مثله ، ويكاد يدخل وقت العصر . صلاة العصر صلاها في اليوم الأول بعد أن خرج وقت الظهر ، في اليوم الثاني صلى العصر قبل اصفرار الشمس . في اليوم  الأول صلى المغرب بعد غروب الشمس ، اليوم الثاني صلى المغرب عند قبيل غروب الشفق الأحمر . في اليوم الأول صلى العشاء بعد دخول وقت المغرب ، واليوم الآخر كان صلى العشاء في منتصف الليل وقال له : الوقت بين هذين ) . لذلك استمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصلى بالمسلمين في مسجده خمس صلوات في خمس أوقات ، ولكنه ( قد صلى ذات يومٍ بالناس جميعًا صلاة  الظهر والعصر في المدينة ، بدون خوف ولا سفر ولا مطر ) صلى الظهر والعصر جمعًا وصلى العشاء مع المغرب جمعًا روى ذلك ابن عباس لأصحابه التابعين . قالوا : " له يا أبا العباس ماذا أراد بذلك " ؟ قال : " أراد ألا يحرج أمته " ، أي لما جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهم بالمدينة وليس هناك مطر ولا سفر ولا خوف من الأعذار التي تبيح الجمع . إذًا قيل له لماذا فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك ؟ قال : " أراد ألا يحرج أمته " ، فيجوز المسلم دفعًا للحرج أن يجمع بين الصلاتين في حالة الحضر لكن بشرط أن تكون عادته أن يفصل في الصلوات وأن يؤدي كل صلاة من الصلوات الخمس في وقتها المعروف في السنة . هكذا ينبغي أن نفعل نفرق حيث فرق الرسل فنصلى كل صلاة في وقتها ونجمع حيث جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترخيصًا أو رفعًا للحرج . 
السائل : ...يقول بعض التابعين كان يرى إجازة جمع الصلوات وعندي رسالة في إبطال أدلة الجمع سماها " تشنيف السمع في إبطال أدلة الجمع " ؟ الشيخ : ما ذا نفعل إذا كان  الحديث في هذا صريح وهو في الجواز وهناك من ذهب الى جواز الجمع فنحن لا يهمنا ... 
السائل : ما هو الضابط في مسألة الحرج ؟ الشيخ : الله فصل الحرج ؟ السائل : لا . الشيخ : أنت تقول : لا ، أنا اقول لك الله فصل الحرج تقول لا ما معنى لا . أنا بسالك لماذا لا تجاوبني لماذا لا تجاوبني ؟ والا...السائل : ما هو الحرج ؟ الشيخ : الحرج هو الذي يجده الإنسان في نفسه ما في استطاعتي أن آتيك بشيء أكثر مما جاء في القرآن (( ومَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ))  انتم عرب ونحن ألبان، نحن نتعلم منكم ما هو الحرج ؟(( ومَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ))  هو  الشيء الذي إذا وقع فيه الإنسان وجد فيه حرجا يجد حرج يجد فيه ثقلاً ماذا أقولك لك أكثر من هذا . السائل : لماذا قام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجمع في المدينة لدرجة ابن عباس لما سألوه لماذا ؟ قال : " أراد ألا يحرج أمته " ، هل ذكر أن الرسول صاحب ... هذه لم يشرع في نفسه لماذا جمع وهو بالمدينة ؟ الشيخ : لو كان شرع ذلك بقوله لنقله لنا الذي نقل إلينا فعله وهو عبد الله بن عباس ، لكنه هو ما قال : أنه قام الرسول بجمع الصلاة وفعلتم كذلك ، لكن في كثير من الأحيان  كما يقول العلماء لسان الحال أنطق من لسان المقال . لسان الحال هذا من يدريه هو الذي يشاهده ، ولذلك يقال في الأمثلة الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، بل هذا قد جاء حديثًا صحيحًا عن الرسول وهو من الأمثلة النبوية فابن عباس شاهد هذا الجمع ولم سئل ماذا أراد الرسول بذلك ؟ قال : " أراد ألا يحرج أمته " فما نقل قولًا عن الرسول ولكن نقل ما شاهده وذكر ما فهم هو من غاية الرسول من هذا الحادث ، هو دفع الحرج عن أمته . 
السائل : ما صحة هذا الأثر أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان له خاتم في صورة ذبابة كما بدت ؟ الشيخ : ما عندي علم بهذا . 
السائل : وما حكم دخول المسلمين في مجالس الأمة. الشيخ : الأمم المسلمة ولا الأمم القائمة ؟ السائل : الأمم القائمة   . الشيخ : الأمم المسلمة ينبغي لا يكون فيها إلا الناس الصالحون لأن هذا المجلس مجلس ... ، فيكون فيه نخبة الأمة دينًا ورأيًا وعلمًا ، أما اليوم اختلط الحابل بالنابل مع الأسف الشديد ، هذه المجالس والبرلمانات هذه كلها أساليب أجنبية . ويوم تقوم الدولة المسلمة وعسى أن يكون ذلك قريبًا تتغير كل هذه الأمور فلا يبقى هناك مجالس تسمى بالبرلمانات ولها نظام  انتخابات ، وتشترى الأصوات بالفلوس والدراهم والدنانير كل هذا يصبح نسيًا منسيًا . سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنكر على أبي موسى الأشعري لأنه اتخذ له كاتبًا نصرانيا كأي موظف ، قال : ألم تجد في المسلمين من يغنيك عنه ؟ . 
السائل : نريدك يا شيخ أن تنصحنا نصيحة في الدراسة... لعل الله سبحانه وتعالى يهدينا بها... ؟ الشيخ : ...والله ما أدري بماذا أنصحكم لأنه نفسي بحاجة إلى من ينصحها ، لكن إذا كان لابد من أقدم لكم نصيحة فأنا أنصحكم ونفسي أولًا بتقوى  الله ، ثم ببعض ما يتفرع من تقوى الله تبارك وتعالى . لذلك أولًا أن تطلبوا العلم خالصًا لوجه الله ، لا تريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا ولا منصبًا ولا وظيفة ، ولا تصدر المجالس ، وإنما هو للوصول إلى  الدرجة التي خصها الله للعلماء حين قال : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) . وثانيًا : الابتعاد عن المزالق التي يقع فيها بعض طلاب العلم التي منها أنه سرعان ما يسيطر عليهم العجب والغرور فينطلق أحدهم إلى أن يركب رأسه وأن يكفي نفسه بل غيره مما بدا له دون أن يستعين بأهل العلم خاصة من السلف الصالح الذين مضوا وخلفوا لنا هذا التراث النير لنستعين به على قضاء هذه الظلمات  التي تراكمت على مر العصور فعشناها في ظلام دامس الاستعانة بأقوال السلف وآرائهم يساعدنا على تبديد هذه الظلمات حينما نرجع إلى فهم الكتاب والسنة والسنة الصحيحة . لأني عشت في زمنٍ أدركت أمرين متناقضين : الأمر الأول : حيث كان المسلمون جميعًا : شيوخًا وطلابًا عامةً وخاصة يعيشون في بؤرة التقليد واتباعهم ليس فقط للمذاهب بل للآباء والأجداد ، عشت هذا الزمن ونحن ندعو إلى الرجوع إلى كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحن هنا وهناك في مختلف البلاد الإسلامية هم دائما وابدا أفراد هم غرباء الذين وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحاديث المعروفة التي منها : ( إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) . جاء في بعض الروايات أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل من هم الغرباء ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( هم ناسٌ قليلون صالحون في ناسٍ كثيرين ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) . وفي رواية أخرى : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) ، عشنا ذاك الزمن ثم بدأنا يتبين الأثر الطيب لدعوة الدعاة الغرباء المصلين بين صفوف شباب المسلمين . ورأينا هذا الشباب يستقيم على  الجادة في كثير من البلاد الإسلامية ويحرص على تمسك الكتاب والسنة حيثما صحت عنده ولكن ما طال فرحنا بهذه الصحوة التي لمسناها في السنوات الآخرة حتى فوجئنا بانقلاب وقع في بعض هؤلاء الشباب في بعض البلاد كاد أن يقضى على آثار هذه الصحوة الطيبة وما سبب ذلك ؟ وهنا العبرة والنصيحة . إما لأنه أصابهم العجب وأصابهم الغرور بسبب ما تبين لهم أنهم أصبحوا على شيء من العلم الصحيح ليس فقط بين جمهرة الشباب المسلم الضائع ، بل حتى بين كثير من شيوخ العلم . حيث شعروا بأنهم تفوقوا بهذه الصحوة على أهل المشيخة والعلم المنتشرين في العالم الإسلامي فما شكروا الله - عزَّ وجلّ - حيث وفقهم إلى هذا العلم الصحيح بل اغتروا واشتدوا .  وظنوا أنهم على علم فأخذوا يصدرون الفتاوى الفجة الغير قائمة على  التفقه في الكتاب والسنة ، بل هي إنما آراء غير ناضجة ظهرت لهم أنها هي العلم المأخوذ من الكتاب والسنة . فضلوا وأضلوا كثيرًا ، وليس يخفى عليكم مشاهد من آثار وجود جماعة في بعض البلاد الإسلامية أخذوا يصرحون بتكفير كل الجماعات المسلمة ، بفلسفات لا مجال الآن للخوض فيها . ونحن نقول الآن كلمة من باب النصيحة والتذكير ، لذلك أنصح إخواننا أهل السنة وأهل الحديث في كل بلاد الإسلام أن يصبروا على طلب العلم وأن لا يغتروا بما جنوا من علم . إنما يتابعون الطريق ولا يعتمدون على مجرد أفهامهم أو ما يسمونه باجتهادهم ، وأنا سمعت الكثير من إخواننا لماذا ؟ يقولك بكل بساطة بكل لا مبالاة لكن أجهدت أنا ، طيب على ماذا اعتمدت من العلم ؟ ما هي الأحاديث التي لجأ إليها ؟ ما هي المفاهيم التي فهمتها؟ ، من العلماء الذين استعنت بهم على فهم هذه الأفهام التي تصرح بها ؟ لا شيء سوى هو بدا له هذا الفهم فهو الصواب ، هذا سببه في اعتقاده هو العجب والغرور ، لذلك أجد في العالم الإسلام اليوم ظاهرة غريبة جدًا ظهرت في بعض المؤلفات ، فأصبح من كان عدوًا للحديث يؤلف في علم الحديث ، لماذا ؟ ليقال : إنه ألف في علم الحديث . ولو رجعت إلى هذا الذي كتبه في علم الحديث لوجدته عبارة عن نقول لملمها وجمعها من هنا وهناك وألف منه كتابًا . هذا ما الباعث عليه ؟ حب الظهور ، وصدق من قال : حب الظهور يقطع الظهور .لذلك أنصح إخواننا .  أولًا : كما قلت : بتقوى الله - عزَّ وجلّ - . ثانيًا : الاستمرار في طلب العلم . وثالثا : أن يبتعدوا عن كل خلق ليس إسلامًا ومن ذلك ألا يغتروا بما أوتوا من علم وألا يغلبهم العجب وأن ينصحوا  الناس بالتي هي أحسن ويبتعدوا عن الأساليب القاسية والشديدة . لأننا جمعيًا نعتقد أن  الله - عزَّ وجلّ - حين قال : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل : 125] ، إنما ذلك لأن الحق في نفسه ثقيل على الناس ، ثقيل على النفوس البشرية ، ولذلك هي تستنكف عن قبولها إلا ما شاء الله فإذا انضم إلى ثقل الحق على النفس البشرية فعذر آخر وثقلٍ آخر وهو القسوة في الدعوة كان ذلك تنفيرًا للناس عن الدعوة بدلًا من أن ندعوهم إليها . وقد تعلمون جميعًا قول  الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن منكم لمنفرين إن منكم لمنفرين إن منكم لمنفرين ) ، وختامًا أسأل الله - عزَّ وجلّ - ألا يجعل منا منفرين وإنما أن يجعلنا حكماء عاملين بالكتاب والسنة ونستغفر الله جميعًا والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته . 
السائل : لماذا أمرهم باعادة الصلاة هل كانت هناك فرجة ولم يشرع بالصلاة ؟ الشيخ : في عندك حديث؟السائل : ...الشيخ : انا ما سألتك عن رأيك في عندك حديث ؟ يعني أنا وأنت طرفان أنت تروى  الحديث وأنا طالبتك برواية الحديث لكن الآن أريد أن أطبق الحديث ونحكمه على الأحاديث الأخرى هذه هو المجال الآن فهل عندكم من حيث الرواية شيء أكثر من هذا الذي رويته ؟ السائل : لا . الشيخ : إذًا ماذا تريد بينه لي ؟ السائل : أنت كتبت في كتاب كامل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أقصد في الرواية الأخرى أمر الصحابي بإعادة صلاته ؟ الشيخ : صحيح..... ؟ السائل : ماذا عندك  علة في ذلك ؟ الشيخ : ما في عندنا علة في ذلك عندنا حكم في ذلك ، أين العلة من أين نأتي بها ؟ السائل : نحن قلنا : أن الإنسان يعني عدم وجود فرحة وعدم استطاعة أن يصلى وراء الإمام فيصلى منفردا فأصبح الصحابي هنا إما أن يكون هناك فرجة ولم يدخلها ، أو كان باستطاعته أن يقف إلى جانب الإمام ولم يفعل وبذلك أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعادة صلاته . الشيخ : أنت عند شيء نص أنه كان هناك في مجال أو ما في مجال ؟ السائل : لا . الشيخ : طيب إذًا نحن نتفقه ما عندنا إلا أعد صلاتك لمن صلى وراء الصف وحده ، ما في عندنا إلا هكذا . فأنت الآن تسألني عن العلة أقول ما فهمت من الحديث حاجة منصوص عليها ، الآن نحن نريد أن نتفقه ، الآن خلينا نتفقه ونترك ما سبق ، ..الآن نفترض أنه في فرجة ، وهو ما سدها هذا أولًا يكون آثما ، لأننا مأمورون نحن بسد الفرج ، حينئذٍ الحديث واضح جدًا أنما كان الأمر لأن هذا الرجل قصر ، الآن نفترض العكس تمامًا . أنه لم يكن هناك فرجة ومع ذلك قال له - صلى الله عليه وسلم - : ( أعد صلاتك ) ، لماذا يأمره بإعادة الصلاة ؟ هنا  التفقه لأنه ما عندنا علة منصوصة إنه كان في فرجة وإلا ما كان في فرجه . وعلى ما نعالج الموضوع نحن على كلٍ من الافتراضين ، افترضنا أنه في فرجه وعرفنا الجواب ، والمسألة ماشية طبيعية كما هي الآن نفترض أنه لا فرجة هنا ، ثم نبني على الفرضية أن الرسول قال له : ( أعد صلاتك ) . لماذا أمره بإعادة الصلاة ؟ هل هناك تفصيل ؟ طيب فإذا كان المسلم أمر بركن من أركان الصلاة وما قام به لأنه غير مستطيع قد شرحنا هذا أن هذا صلاته صحيحة . فنحن الآن نفترض أن قول الرسول : ( أعد صلاتك ) و ( لا صلاة لمن صلى خلف الصف ) ، من شروط الصلاة أن يصلى الإنسان في الصف وليس لوحده ، هذا القول : ( أعد صلاتك ) يعطينا أكثر من هذا ؟ إذا كان الأمر كذلك فما الفرق بين هذا الذي يدخل المسجد ولا يستطيع أن ينضم للصف الذي بين يديه ولا أن يلتحق بالإمام ؟ ما الفرق بينه وبين الذي لا يستطيع أن يصلى من قيام من حيث عدم وجود المناط المكلف وهو الاستطاعة ؟ هل هناك فرق ، لذلك قلنا : من باب التفقه نقول : أن هذا الذي دخل المسجد عليه أن يعمل المستطاع . أولًا : أن ينضم إلى  الصف ، إن استعطت ذلك . ثانيًا : إن لم يستطع يلتحق بالإمام ، ما استطاع ماذا يفعل ؟ يقال له : انظر إلى  الناس وهم يصلون ما في هذا الإسلام حكم كهذا أبدًا . إنما يقال : اتق الله ما استطعت كما هي القاعدة ، ولهذا نحن لا شك أن أعدل الأقوال هو هذا التفصيل ، أما أن يقال : أن الصلاة خلف الصف ولو وجد فرجة ، الصلاة صحيحة ولكن مخل بالأمر أو بالصواب هذا خلاف الأحاديث الصحيحة . أما أن يقال : على  العكس من هذا تمامًا تبقى قائمًا هكذا حتى يسلم الإمام أو يكاد أن يسلم . هذا له ليس له من السند من الفقه إطلاقًا ، فإما أن يقال : صل ما استطعت أو يقال : ما تصلى وهذا لا يقوله فقيه أبدًا . السائل : ما يجوز شد واحد من الصف ؟ الشيخ : هذا السؤال جيد ، لو صح حديث أبي يعلي  الذي في الأمر بمن جاء إلى المسجد ووجد الصف ممتلئًا قال له : ( استلل رجلاً بين يديك ) لو صح هذه الحديث كانت حلت المشكلة ، وما كنا بحاجة إلى مثل هذا البيان من التفصيل ، لكن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة ولا يستند له حكمٌ شرعي . هذا من حيث إسناده ، لكن يبقى عليه مشكلة ، ماذا صنعنا نحن حينما جررنا الرجل ، صلحنا صلاتنا بزعمنا وكدنا حتى نكون دقيقين أن نفسد صلاة من بين أيدينا ، في سبيل إصلاح صلاتنا نحن أخللنا صلاة من بين أيدينا ، ما هو الإخلال ؟ أوجدنا فرجة هذه الفرجة إن لم يسدها من عن يمينها ويسارها حل بينهما شيطان ، كما هو مصرح في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وإذا افترضنا أن الفرجة سدت ، لكن تبقي الفرجة يمين أو يسار ولابد يعني فعلى كل حال فقد أوجدنا خللاً في الصف لماذا ؟ لنتدارك بهذا الخلل خللاً . لا يا أخي اترك الصف الأول بدون خلل ونحن نتقى الله ما استطعنا ولا نوجد خلل في الصف الذي بين أيدينا . 
السائل : ... المسجد يصلى فيه رجلان فقط ... ؟الشيخ : ابدأ السؤال من جديدالسائل : ... الشيخ : ... المسجد يصلى فيه رجلان فقط هذه مسألة أخرى المسألة السابقة كان فيها صفوف الآن أنت تسأل وأظن أني فهمت سؤالك ، أنه رجلان يصليان في المسجد ، الإمام وبجانبه مأتمين به ، ودخل رجل ثالث أليس هذا سؤالك . هذا جوابه في السنة يأتي هذا الرجل إن كان فقيها فيقف وراء الإمام ، وإن كان غافلاً جاهلاً يقف عن يسار الإمام فإن كان الإمام فقيهًا أتي بالسنة ، عمل له هكذا وجعله خلفه ، وإن كان مثلهم ...السنة والله أعلم . السائل : الأخ يقصد والله اعلم جماعة أخرى ...  ؟ الشيخ : أنتم لا تفرضوا آراءكم على السائل أنت سألت وأخذت الجواب هنا هذا هو السؤال لذاك الجواب فهمته السائل : نعمالشيخ :... كما قلنا : الإمام بجانبه عن يمينه مصلى دخل الرجل الثاني الثالث يقف وراء الإمام ، حتى ما يعمل حركة كثيرة ، ففيما يقتدي هذا الثالث الطارئ يقف وراء الإمام من كان على يمين الإمام إما أن يحس بذلك فيتأخر هو بدوره ويصفان وراء الإمام ، وإن كان لا يحس فيحسن لمن دخل أن ينبهه فينضم إلى الإمام فهنا ربما كما قلت : في ذهنك ...اختبار... لكن في فرق كبير جدًا ، هنا للإصلاح هناك للإفساد ، هنا الإصلاح حققنا الصف باثنين ، هناك في سبيل اثنين لأن يصفا أوجدنا خلالًا في الصف الذي عن يمينه فاختلفت  الصورة التي تسأل عنها عن الصورة السابقة . 
السائل : رجل يمتلك سيارة جديدة ثمنها ثمانية عشرة ألف دينار أو ريال ، أراد مبادلة سيارته بسيارة أخرى يمتلكها آخر قيمتها عشرة آلف دينار مثلاً لأنها قديمة ومستعملة ، فاتفقا على أن يتم التبادل ويدفع الرجل الثاني ثمانية آلف قيمة فرق جودة السيارة الجديدة بين السيارتين فهل يجوز هذا ؟ الشيخ : لا أرى في ذلك مانع لأن السيارة ليست من الأنواع الستة الربويات ، فهنا يريد استبدال سيارة بسيارة ولو ما يدفعوا شيء فكيف إذا كان التفاوت موجود بين السيارتين ، فلا شيء في ذلك . 

السائل : ما حكم تربية طيور الزينة ووضعها في الأقفاص ؟ الشيخ : الأصل في ذلك أنه مباح بشرط ألا يلهي صاحبه عن العناية بأهل بيته ، كما يعتني بالطيور ...لا تفرض رأيك على الشيخالسائل : يقول فضيلة الشيخ ناصر الدين حفظه الله أيام كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تبوك هل كان يجمع بين الصلاتين ، وقد وجدنا الإخوان إذا لبثوا في بلد أثناء السفر يجمعون فهل يفعلون الصواب ؟ الشيخ : السؤال مفهوم لكن فيه إطالة بدون فائدة لأن بيت القصيد من السؤال هو الفصل الأخير منه ، أما إذا سأل هل جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما كان نازلا  في تبوك ، كان جاء الجواب مثلاً لا أدري كما هو الواقع لأنه لم يرد أو كنا فرضنا أنه ما جمع فهل ذلك يمنع من الجمع فيما كان مثلا في حادثة أخرى ، طبعًا لا يجمع إذًا لماذا حددت السؤال بالجمع في غزوة تبوك ؟ لقد جاء في موطأ الإمام مالك وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر وربما أنا أقول الآن ... ربما كان ذلك في سفر تبوك ، ولا يهمنا الآن من الناحية الفقهية إن كانت الواقعة في تبوك أو في غير تبوك وإنما كان ذلك في سفر . فيقول راوي الحديث وهو معاذ بن جبل - رضي الله عنه - ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حان وقت الظهر خرج يعني من حجرته فأمر بالأذان وصلى وجمع بين الظهر والعصر ثم دخل ولما صار وقت  المغرب خرج أيضًا فأذن وأقام وصلى المغرب والعشاء أيضًا جمعًا ) فقد ثبت الجمع إذًا بالنسبة للمسافر وهو نازل أما هو ماشي منطلق فيه خلاف لكن أهل الحديث يثبت جواز الجمع أيضًا حتى في حالة نزول المسافر في مرحلة من مراحله السفرية ، بعد ذلك لا ينبغي الشك بجواز مثل هذا الجمع . غيره
السائل : للأخ سؤال هل يصح الاستدلال بحديث أبي - رضي الله عنه - بعدم مراجعة الإمام للمأموم إذا ما أخطأ في موضع معين في القراءة ، فالحديث يقول : ( حتى بلغ سبعة أحرف ) ، ثم قال : ( ليس منا إلا كافٍ شاف إن قلت : سمعيًا عليمًا وإن قلت : عزيزًا حكيمًا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ) ؟ الشيخ : يقصد مراجعة المأموم للإمام . السائل : في عدم مراجعة الإمام للمأموم . الشيخ : لعله حصل قلب هذا من القلب في بعض الأحاديث مطلوب يعني مراجعة المأموم للإمام هو يقصد الفتح للإمام . الظاهر يقصد مراجعة المأموم للإمام أي أن يفتح عليه ، ما هو السؤال ؟ السائل : إذا ما أخطأ في موضع معين في القراءة ، فالحديث يقول : ( حتى بلغ سبعة أحرف  ، ثم قال : ليس منها إلا كافٍ كاف )الشيخ : كاف شافالسائل : ( كاف شاف إن قلت : سمعيًا عليمًا وإن قلت : عزيزًا حكيمًا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ) ؟ الشيخ : المفهوم من السؤال بعد تصحيح القلب ، يعنى أنك تقدم المقتدي المأموم ، وتأخر الإمام ويقصد السائل أنه إذا أخطأ الإمام في أثناء تلاوته للقرآن فكان خطؤه غير مغير لمعنى الآية . لم يجعل آية رحمة مكان آية عذاب فما جعل مكان سميعًا بصيرًا ، مكان عليمًا سميعًا ونحو ذلك ، ففي هذه الحالة يفتح عليه أو لا يفتح عليه ؟ الجواب إنه إذا كان القراءة هذه التي قرأها الإمام قراءة من القراءات الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فبطبيعة الحال لا يفتح . أما إن كان وهنًا وخطئًا فيفتح ويرده ، هذا الذي نراه والله أعلم . السائل : لعل هناك شيطان يوسوس لهذا الإنسان فنريد أن نعلم كيف نوسوس لهذا الشيطان الموسوس به ؟ الشيخ : هذا سؤال استهبال 
السائل : هل يجوز أن يأخذ الابن من الأب من الأموال إذا علم الابن أن الأب قد كسب هذا المال من الربا ؟ الشيخ : إذا كان السؤال المقصود فيه  أن يأخذ ما ليس بحاجة إليه فقولًا واحدًا لا يجوز له ذلك ، أما إن كان الولد يعيش مع أبيه وتحت رعايته وتحت كنفه ، فهو يأكل من مال أبيه الذي يكسبه بطريق حرام يجوز له أخذه إذا وضع نصب عينيه هذه أن يتخلص من هذا المال في أقرب وقتٍ يتيسر له ، أي من باب الضرورة حياته تحت كنف أبيه جاز وإلا فلا . السائل : ... الشيطانالشيخ : نسأل الله أن يحفظنا من شياطين الانس والجن 
السائل : آباؤنا واجدادنا من الذين لم يدرسوا التوحيد ولم يعرفوه هل يكونون من أهل الفترة ؟ الشيخ : السؤال فيه تفصيل وبيان ، هو يقصد من قبلهم ، لأنه في كثير من الناس يعرفون التوحيد ، ولم يدرسوه وهم غير مشركين ، لأنه والعرب أمة أمية بنص القرآن الكريم . فهم لم يدرسوا التوحيد لكنهم بلغوهم من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخيرًا ومن قبله أنبياء كإبراهيم وإسماعيل قبلهم عليهم السلام . المهم ما يهمنا الآباء والأجداد اللي يهمنا القاعدة ،  كل من لم تبلغه دعوة فهو من أهل الفترة ، سواء كان قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو بعد بعثته المهم أن تقوم الحجة عليه . وأنا أعتقد أن كثيرين من الناس اليوم أهل فترة أكثر في  عقر بلاد إسلامية ، لأن الذين  يفترض فيهم أن يبلغوا الدعوة هم بحاجة أن يبلغوا الدعوة . 
السائل : أعمل في الجيش ويجب على أن أرتدي الزي العسكري ، الذي يوجد به شعار هذا الشعار عبارة عن سيف محاط به نقاط بعدة نجوم السؤال هل يجوز أن أصلي في هذا الزي علمًا بهذا شعار علما بأنه مصدر رزقي  ؟ الشيخ : أولًا ينبغي أن ننظر إلى هذا العمل أو هذا الطريق في اكتساب الرزق ، أقول : لا شك أن هذا الطريق مع وجود هذه الأمور التي أقل ما يقال فيها : أن فيها الكراهة لأن المسلم لا ينبغي أن يحمل في ثيابه صورة محرمة لاسيما إذا جعلها تاج رأسه . فقبل كل شيء يجب ان نفكر هل هذا السبب أو هذه الوسيلة مشروعة وعذرا له ... أم لا ؟ الذي أراه أن المسلم إذا كان مخيرًا فلا ينبغي أن يتخذ هذا السبيل سببًا لاكتساب رزقه ، لأن أرض الله واسعة وبإمكانه أن يطرق وأن يسلك سبيل أخرى في الحصول على الزرق . لاسيما وقد وعد الله - عزَّ وجلّ - من يتقيه أن يمده بعون خاص من عنده ، كما قال الله - عزَّ وجلّ - : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )) . هذا الذي يجب أن يفصل فيه قبل كل شيء ، وهذا هو الجواب فيما أعتقد وأدين إلى الله به إلا في حالةٍ واحدة . إذا كان هذا الرجل يغلب على ظنه أنه يستطيع في مثل وظيفته أو مركزه في الجيش أن يفيد المسلمين هناك فائدة علمية تربوية لا يستطيع أي شخصًا آخر أن يقوم به أو لا يمكن أن يقال بجواز بقائه في هذه الوظيفة من باب تغليب المصلحة الراجحة على المفسدة التي هي دونها . لكن في هذه الحالة ينبغي أن يتخذ كل سبب حينما يكون من الصلاة وينهض لئلا يصلى بشيءٍ من هذه الثياب التي على بدنه . حتى لا يصلي ومعه الصورة على الأقل القبعة هذه يمكن أن يلقيها جانبًا وأن يصلى إما حاسر الرأس وذلك أخف ضررًا  ومخالفةً أو أن يستر رأسه بأس شيء إن تسير له هذا هو الجواب . 
السائل : نعلم أنه الله الظاهر فلا فوقه شيء ، وجاء في حديث النزول أن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فهل نفهم من حديث النزول أن الله ليس فوقه شيء عندما ينزل إلى السماء الدنيا ؟ الشيخ : قطعًا هذا هو الفهم أي إن نزول ربنا إلى السماء الدنيا يجب ألا ننسى القاعدة التي تحدثنا عنها آنفًا وهي أنه تبارك وتعالى (( ليس كمثله شيء )) . فلا يجوز للمسلم أن يتصور حينما يقرأ أو يسمع هذا الحديث المتضمن للنزول الإلهي أن نزوله تبارك وتعالى كنزول أي إنسان . يعني الآن هؤلاء الطلبة ينزلون وحينما نزلوا من غرفة الدرس إلى المسجد إلى الطريق فرغ مكان الدرس منهم . فلا ينبغي أن نتصور أن الله - عزَّ وجلّ - حينما ينزل إلى السماء الدنيا أن نزلوه كنزول هؤلاء الناس ، لأنه هذا تشبيه والتشبيه كله باطل  أولًا . وثانيًا : الإنسان ينزل لعجزه ولضعفه من أن يتمكن من الإتيان بكل أعماله ورغباته وهو لا يزال في مكانه أو على عرشه . فهو لضعفه ينزل من عرشه حتى يدخل بيت الخلاء قضاء الحاجة الحمَّام ، هذا كله دليل ضعفه وعجزه . أما ربنا تبارك وتعالى الذي له كل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقص فلا يجوز أن نتصور أن نزوله من فوق المخلوقات كلها إلى السماء الدنيا أنه أصبح الآن ضمن مخلوقاته . وأن بعض مخلوقاته صارت فوقه حاشا الله - عزَّ وجلّ - ولذلك فنزوله ليس كنزول البشر ونحن لنا أمثلة مما خلق الله - عزَّ وجلّ - في الدنيا ممكن أن يقرب بها هذه الصفة الإلهية تقريبًا . وإلا فليس كمثله شيء ، الشمس هذه كما تعلمون ما أدري كم يقول علماء الفلك بيننا وبينها كذا من مسافات بالسنين الضوئية ، مع ذلك فهي تمد بنورها ويتخلل نورها كل هذه المسافات الشاسعة حتى يدخل الأرض التي نحن لنا مصالح بهذه الأشعة التي تمدنا هي بها . ومع ذلك الشمس لا تزال في عالي سمائها وقد نزلت بأشعتها إلى هذه المسافات وإلى الأرض أخيرًا . هذا مثال تقريبي كذلك القمر لكن ربنا - عزَّ وجلّ - ليس كمثله شيء ، هذا الاستشكال هو في الواقع كإنسان لا يؤمن بالله - عزَّ وجلّ - و عظمته وإحاطته الكون بعلمه ، يقول : كيف ربنا في لحظة واحدة ؟يفهم على هذه اللغات من هذه اللغات المتنوعة من المئات ، إن لم نقل إنها بالألوف المؤلفة من البشر ثم كيف يفهم على الحيوانات ؟ ويحقق رغبات هذه المجموعة كلها هذا لا يقال إلا بالنسبة للمخلوق العادي ، أما بالنسبة لرب العالمين الذي من صفاته أنه على كلٍ شيءٍ قدير فلا يرد هذا الخاطر أبدًا بقلب مسلم . كذلك فليكن موقفنا دائمًا أبدًا بالنسبة لكل صفات الله - عزَّ وجلّ - أنها لا تشبه صفةً من صفات عباد الله مطلقًا وصدق الله إذ يقول : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) . 
السائل : يقول ما حكم الجاهلية قبل الإسلام يقصد أهل الفترة ؟ الشيخ : أهل الجاهلية ما قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هم شأنهم كشأن المسلمين اليوم ، أي  من بلغته الدعوة فقد أقيمت عليه الحجة من لا فلا . ونحن نعلم من روايات صحيحة في البخاري أن الكثير من المشركين قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ماتوا وهم مع ذلك قد أخبر الرسول بأنه يعذبون . وما ذلك إلا لأنهم قد بلغتهم الدعوة من إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام ، ومن ذلك فهم كانوا على إرثٍ مما ورثوه من دين إبراهيم ، فكانوا يحجون ويطوفون ويعتمرون وذلك لأنهم لم يكونوا كما يزعم كثيرون اليوم من أهل الفترة . لأنهم لو كانوا من أهل الفترة لم يعذبوا كما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - . السائل : أهل الجاهلية يعذبون مع أن التوراة محرفة فكيف يعذبوا في القبر ؟ الشيخ : نحن أجبنا بجواب أظن لو تأملت فيه ما احتجت إلى مثل هذا السؤال ، بدك تطول بالك علي شوية أنا قلت : من بلغته الدعوة من المسلمين اليوم والكفار المشركين قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد أقيمت عليه الحجة ومن لم تبلغه الدعوة فلم تقم عليه الحجة ، في لك  اعتراض على هذا الجواب ؟السائل : لاالشيخ : طيب هذا الذي قلته  والحقيقة  ... كنا مسلمين ربما ولا أقول هذا مفتخرا لا تسمع هذا الكلام من غيري أنا أقول شأن من كانوا بالجاهلية شأن المسلمين اليوم ، من بلغته الدعوة من هؤلاء وهؤلاء فقد أقيمت عليه الحجة . لماذا ينطبق هذا على المسلمين ؟ لأن المسلمين اليوم كثير منهم ما بلغتهم الدعوة ، أعني الدعوة كما نزلت على الرسول - صلى الله عليه وسلم - . اليوم  الدعوة الإسلامية أصابها في أذهان كثير من الناس من التحريف ما أصاب اليهودي والنصارى في كتبهم . كذلك اليهود والنصارى إذا كانوا عارفين بما كان عليه عيسى عليه السلام وموسى من التوحيد ، ثم هم يخالفون ويتبعون القسيسين و الرهبان فهم طبعًا معذبون لأنهم يعلمون حقيقة . أما إذا كان لم تبلغهم الحقيقة فلا يعذبون أبدًا إن كانوا قديمًا أو حديثًا ، لأن ربنا يقول : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) . وحينما يقول : (( حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ، هنا شيئان يجب أن نلاحظهما : الشيء الأول : أن المقصود ببعث الرسول ليس شخص الرسول فقط ، بل إما شخص الرسول أو دعوته ، (( حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ، يعني مثلا  التابعون اللي جاءوا بعد الصحابة ، الصحابة جاءهم الرسول وبلغهم . أما التابعون ما جاءهم الرسول ، لكن جاءتهم الدعوة لذلك فمعنى الآية السابقة (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ، بشخصه أو بدعوته  أقول هذا حتى لا يحتج إنسان اليوم يقول : أنه ما جاءنا الرسول . لا نحن جاءتنا دعوة الرسول ، هذا الشيء الأول الذي ينبغي أن يلاحظه المسلم حينما يطرق سمعه العلم .... الشيء الثاني : أن الدعوة حينما تبلغ جماعةً أو أمة ويراد لذلك أنه قد أقيمت عليهم الحجة يجب أن نلاحظ أن الدعوة بلغتهم سليمة من التغيير والتزييف ، فهمتم كيف ؟ وإلا إذا أمة جاءتهم الدعوة محرفة مغيرة ومبدلة فهؤلاء ما بلغتهم الدعوة التي جاء بها الرسول عليه السلام هذه دعوة أخرى . لذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا أدخله الله النار ) . فهنا يقول : ( يسمع بي ) ، يا ترى على حقيقة واقعه أم على الحقيقة التي يصفها به أعداؤه ، مثلاً اليوم أوربيون النمسا المانيا غيرها القسيسون والرهبان هناك ماذا يلقنون الأمة  الغربية عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟ خلاف واقعه يقولوا : هذا الرجل كان يحب النساء ويتزوج ما يشتهي ويحرم أتباعه من أن يزوج بالواحدة كما تزوج هو . طبعًا هذا وصف خلاف حكم الرسول عليه السلام ، المقابل للواقع هذا ينبغي أن نلاحظ أن الذي سمع عن الرسول حقيقته فذلك مثل أن يقال : ولد يتيمًا ، ترعرع ونشأ يتيمًا أميًا لا يقرأ ولا يكتب ، وعاش بعيدًا عن كل رذائل القوم . فلا هو سجد لصنم ولا سرق ولا زنا ...الخ ، وبعد ذلك فجأةً نزل عليه شيء اسمه الوحي اسمه جبريل إلى آخر القصة ، ثم دعا الناس وإذا الناس يصير فيهم حركة نشاط دعوة ، يصير فيهم خلاف يصير في قتال يصير في الأخير ينتصر ويؤسس دولة ، وينتشر النور الذي جاء به يشمل العالم كله . هذا الشيء لو حكي كما وقع لآمن الناس به جميعًا ، لكن دعاة السوء دعاة  الباطل دائمًا يصفون أن الرجل الصالح بخلاف واقعه حسدًا وبغيًا من عند أنفسهم . فالذي ..اليهودي والنصرانى الذي سمع حقيقة محمد- صلى الله عليه وسلم - هذه ثم لم يؤمن بلا شك دخل النار لكن هو سمع خلاف هذه الحقائق رجل مثلاً كما قلنا : يحب النساء ، رجل يعبد الحجر حجارة الكعبة هكذا ...فهو اذا لم يؤمن فلم يعلم الحق ابدا ، وربنا يوم القيامة لا يقول له : كفرت ، لماذا ؟ لأنه لم يسمع به - صلى الله عليه وسلم - بحقيقته كما هو ، وهذا من  يذكرنا بحديث آخر يسيء بعض الناس فهمه ولو في مجال آخر لكن هناك أشياء أحاديث تفسر بعضها بعضًا ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من رآني في المنام فقد رآني حقًا ) . من رآني ترى رآني كما قلت : وإلا بصفة أخرى ؟ لا يراه كما كان - صلى الله عليه وسلم - لا بصفة أخرى ...- ابدأ من هنا ثم أدر هكذا - من رآني في المنام لو أن رجلاً ادعى أمس رأيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المنام ، خير إن شاء الله ، كيف رأيته صفه لي ؟ يقول : رأيت رجلا طويلا شايب لحيته نورٌ بيضاء كذا ، قل له : كذبت ، أنا شفته بالنوم ، قل له : ما شفته الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصف في شمائله من رواية أنس لأنه لم يشب ببيضاء يعني ما شاب ، كيف أن  تقول : شفته لحيته بيضاء ويطلع منها نور هذا كذب . ها ما رأي الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا رأي شخصًا هيأ الشيطان له في النوم أن هذا هو الرسول ، أو شاف شخصًا آخر يقول : رأيت الرسول يمشي في الطريق ، كيف رأيته يمشي ؟ رأيته يمشي الهوينا ، نقول له : كذبت ، كان الرسول يمشي أقوى قوة الرجال ، وقد وصف أنه كان إذا مشي ( فكأنما كان ينصب من صبب ) ، الصبب لا أدري ماذا تقولون قسطل انبوب تبع الآبار الارتوازية الأنبوب الذي يتدفق منه الماء ، كيف يخرج محصور لما يخرج بكل قوة . هكذا شبه الصحابة الرسول حينما كان يمشي فكأنما ينصب من صبب ، يمشي بقوة ، حتى وصف ايضا ( أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مشي مشينا معه ونجهد أنفسنا لندركه ولا ندركه ) . هذه شمائله عليه السلام ، فمن يراه يمشي مشية المتصوف المتمسكن ، نقول له : ما رأيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا بحث طويل الشاهد كما قال هنا : ( من رآني في المنام ) ، يجب أن يراه على حقيقته كذلك هناك لما قال : ( ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ) .