عن المقال

المؤلف :

معاذ عليان

التاريخ :

Tue, Oct 25 2016

التصنيف :

التعريف بالإسلام

تحميل

زميلي المسيحي نُحبّ لك الخير


مطوية:

زميلي المسيحي نحب لك الخير
مُعاذ عِليان

 


بسم الإله الواحد ...
زميلي المسيحي: نُحِبُّ لك الخير!
فالمُسلم يُحِبُّ للجميع الخير حقًّا، وهذه وليست مُجاملة، إذ لا وُجُود للمُجاملات على حساب الدِّين! ولكنَّها حقيقة واضحة في القُرآن الكريم والسُّنَّة النَّبوية الشَّريفة!
اللهُ تعالى وصَّانا بغير المُسلم، فكُلّ مَن يحترم ديننا، ولا يطعن فيه، أو يُحاربنا من أجله، له في شريعة المُسلمين البِرّ والقِسْط والعَدْل.
قال تعالى: ▬لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ♂ [الممتحنة 8]
وأهل التَّفسير أقرُّوا بأنَّ الآية لكُلِّ مِلَّةٍ، ولكُلِّ دينٍ، وفي نهاية الآية نجد قوله تعالى: ▬إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ♂، فمَن برَّهُم، وأقْسَط إليهم، أصبح مِن الذين يُحبُّهم الله عزَّ وجلَّ.
والنبي محمد ﷺ وصَّانا بشكلٍ خاصٍّ بنصارى مصر، فقال عن فتح مصر: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا» (صحيح مُسلم)
فهذا هو ديننا ...
وهذا ما وصَّانا به اللهُ عزَّ وجلَّ، ورسوله ﷺ.
نصيحة ... هل المسيح ♠ هو ابن الله؟!
حُبّنا للخير ليس معناه أن نُخفي عليكم ما نعلمه من الحقّ، بل إنَّ حُبّنا للخير يُحتِّم علينا أن نقوم بتبليغ هذا الحقّ للعالمين.
نحن كمُسلمين نؤمن أنَّ عقيدة النَّصارى الخاصَّة بأنَّ المسيح ♠ هو الله، أو حتى ابن الله، عقيدة ما أنزل اللهُ بها من سُلطان، فالله عزَّ وجلَّ لا يحتاج للوَلَد، فهو الأحد، الصَّمد.
للعِلْم، البُنُوَّة المذكورة في القُرآن الكريم، والتي نفاها اللهُ عزَّ وجلَّ عن نفسه، ليست ولادة جسدية أو جنسية، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ نفى عن نفسه «جِنْس» أو «فِعْل الولادة» بشكل مُطلَق، سواء كانت هذه الولادة روحية أو جسدية أو غيرها.
قال تعالى: ▬قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ♂ [سورة الإخلاص]
نحن نَعْلَم يقيناً أنَّ النَّصارى ينسبون لله عزَّ وجلَّ صِفة الولادة، فإنَّ «قانون الإيمان المسيحي» يُصرِّح بهذا، فنجد فيه الآتي: «نؤمن برَبٍّ واحدٍ: يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كلّ الدُّهُور، نُور مِن نُور، إله حقّ مِن إله حقّ، مولود غير مخلوق».
النَّصارى يقولون إنَّ كلّ مَن لا يؤمن بـ «قانون الإيمان المسيحي» لا يُعتبر مسيحياً! وهكذا نجد في هذا القانون عبارات: «ابن الله المولود مِن الآب»، «إله حقّ مِن إله حقّ»، أي أنَّ المسيح المولود من الآب: إله، والآب أيضاً إله! = الآب والابن إلهين!
أهذا هو التَّوحيد؟!
لاحظ أنَّ «الكتاب المُقدَّس» نفسه يحتوي على نُصُوص كثيرة تُبيِّن هذه التَّعدُّدية الحقيقية، وأنَّهم اثنان!
اقرأ معي هذا النَّصّ جيِّداً: «قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ» (المزامير 110)
النَّصّ يذكر ربَّا يُخاطب ربًّا آخر! الأوَّل يقول للثاني أنَّه سيضع أعداءه تحت قدميه! بمعني أنَّ الثاني إله ضعيف!
عقائد وثنية!
هذا الإيمان تأثَّر قطعاً بالنُّصُوص المُقدَّسة التي تمّ تغييرها وتحريفها أثناء تداول النَّصّ وانتقاله بين النَّاس، بالإضافة إلى أنَّ الغالبية العُظمى من آباء الكنيسة الأوائل كانوا من أُصُول وثنية، وهكذا تغيَّر الحقّ الذي جاء به المسيح ♠.
على سبيل المثال: قدِّيس النَّصارى الشَّهير، «يُوستينوس الشَّهيد»، قال الآتي: «عندما نؤكِّد أنَّ الكلمة، مُعلِّمنا، يسوع المسيح، الذي هو المولود الأول لله، ولم تكُن هذه الولادة نتيجة لعلاقة جنسية، وأنَّه صُلِب ومات، وقام من الأموات، وصعد إلى السَّماء، فإنَّنا في ذلك لا ندَّعي شيئاً جديداً أو مُختلفاً عمَّا تقولونه عن المدعوِّين: أبناء زيوس» (الدِّفاع الأوَّل، ف21)
وهذا اعتراف واضح وصريح بأنَّ العقائد المسيحية الأساسية لا تختلف عن العقائد الوثنية!
تغيير في النُّصُوص!
لا شكَّ أنَّ كلّ كُتُب العقيدة المسيحية تتكلَّم عن الثالوث، وعندما يتمّ ذكر الثالوث، غالباً ما تجد اقتباساً لنصّ التَّعميد من «إنجيل متَّى» 28/19، أو لنصّ «رسالة يوحنا الأولى» 5/7.
أوَّلاً، وباختصار شديد، نجد أنَّ نصّ التَّعميد في «إنجيل متَّى» يحكي أنَّ المسيح ♠ أمر تلاميذه بأنَّ يُعمِّدوا «باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس»، وهذا النَّصّ لم يقُله المسيح ♠ قطعاً ولا شكّ، كما اعترف بذلك الكثير من العُلماء المسيحيين، لأنَّنا نجد في سِفْر «أعمال الرُّسُل» حالات تعميد كثيرة، ولكن لا نجد أبداً أنَّ التَّعميد كان «باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس»! (أعمال الرُّسُل 2/38، 8/14-16، 10/44-48، 19/1-5)
المُطران «كيرلُّس سليم بسترس» يقول: «يُرجِّح مُفسِّرو الكتاب المُقدَّس أنّ هذه الوصية، التي وضعها الإنجيل على لسان يسوع، ليست من يسوع نفسه.» (اللَّاهوت المسيحي والإنسان المُعاصر، 2/48)
    ثانياً، بخُصُوص نصّ (1يوحنا5/7)، فإنَّ هذا النَّصّ عبارة عن إضافة مُتأخِّرة جداً لنصّ العهد الجديد اليوناني (القرن 15م)، وهذا باعتراف الغالبية العُظمى من العُلماء المسيحيين، ولهذا نجد أنَّ هذا النَّصّ غير موجود في الغالبية العُظمى من ترجمات الكتاب المُقدَّس. (راجع كتاب «البيان شُبهات ورُدُود» لمعاذ عليان)
هل تُريد مِنِّي إخفاء كلّ هذه الحقائق؟!
التَّحريف في فَهْم النُّصُوص!
المُشكلة لم تقف عند تحريف النُّصُوص، ولكنَّها امتدَّت إلى تحريف المعاني، أو طريقة فَهْم وتفسير النُّصُوص!
مِن أبرز النُّصُوص التي يُساء فهمها، النَّص الوارد في «إنجيل يوحنا» (10/30): «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
النَّصارى يفهمون هذا النَّصّ على أنَّ الوِحْدة المقصودة هي وِحدة الجوهر، أي أنَّ الآب والابن واحدٌ في الجوهر!
وبِغَضّ النَّظَر عَن أنَّ هذا المفهوم «الثَّالُوثِي» عَن وِحْدَة الجوهر ستؤدِّي حتماً ولا شكّ إلى الاعتقاد بإلهين، وليس إلهاً واحداً، إلَّا أنَّنا نجد أنَّ المسيح ♠ نفسه يتحدَّث عَن وِحْدَة مُشابهة مع تلاميذه!
نجد في «إنجيل يوحنا» (17/21-22): «لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً ... لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ»
فالمسيح ♠ هُنا يتحدَّث عن التَّلاميذ، ويقول للآب: «لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ»، وهُنا نسأل: هل التَّلاميذ واحد في الجوهر بالفَهْم المسيحي، كما يقولون عن الآب والابن؟!
لو فَهْم النَّصارى هذه النُّصُوص الخاصَّة بالتَّلاميذ كما فهموها في وحدة الآب والابن لأصبح التلاميذ آلهة!
قِف مع نفسك وقلبك لدقائق ولو قليلة، مُتذلِّلاً بين يَدَيّ الله، سائلاً إيَّاه بصدقٍ وإخلاصٍ أنْ يُرشدك للحقّ!