معالم العلاقة مع غير المسلمين في حالتي الضعف والخوف: المرحلة المكية نموذجا

إن علاقة المسلمين بغيرهم خلال المرحلة المكية، والتي وسمتها بمرحلة الخوف والضعف، كانت علاقة حرب استئصالية، وعلاقة اضطهاد، وإيذاء، وتعذيب... حيث يمكن تصور هذه العلاقة على أنها، كانت من جانب واحد، قوي، امتلك القوة والسلطة والزعامة، وبذلك سلط مشركو قريش جام غضبهم، على فئة من المسلمين المستضعفين، الذين اعتنقوا الدعوة الجديدة، حيث أن كفار مكة لم يألوا جهدا، ولم يذخروا وسعا في وأد الدعوة الوليدة، في مهدها، كما كانوا يفعلون بإناثهم في الجاهلية. ولكن بالرغم من كل ذلك، فقد استطاع الرسول عليه السلام، بصبره، وحكمته، وأناته، وبعد نظره، أن يحافظ على بيضة الإسلام سليمة، وأن يبقى على حياة السابقين، الأولين من الصحابة، وأن يؤسس نواة مجتمع مسلم، وسط بيئة تعمها الجاهلية ويلفها الظلام والظلم من جميع الجهات. وبذلك رسم عليه السلام خلال مقامه في مكة، صورة واضحة المعالم في كيفية التعامل مع غير المسلمين في حالتي الضعف والخوف، حتى تكون قدوة لكل مسلم، عاش مضطهدا، خائفا على نفسه، ودينه في كل زمان ومكان. ويمكن أن نحدد معالم علاقة المسلمين بغيرهم خلال فترة الخوف والضعف، ومن خلال استقراء أحداث السيرة في مكة في عدة مباحث.

معالم العلاقة مع غير المسلمين في حالتي الضعف والخوف: المرحلة المكية نموذجا

تحميل

عن الكتاب