فوائد من دروس فقه السيرة

فوائد من: دروس فقه السيرة 

• لماذا ندرس السيرة؟
1. لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يتحقق الإقتداء إلا بمعرفة السيرة.

2. لأنَّ معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته وصفاته مما يسأل عنه العبد، فإنّه يسأل في قبره عن نبيه.

3. لأنّا لا نستطيع فهم القرآن بالشكل المطلوب دون نفهم سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.


• ما الذي يتحقق لنا إذا درسنا سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
1. الامتثال لأمر الله تعالى بالاقتداء بنبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.

2. تحقق محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

3. معرفة أخلاق النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وهي مما ينبغي على المسلمين عموماً والدعاة خصوصاً الاتصاف بها.


• لماذا اختار الله مكة والمدينة منطلقاً للرسالة؟
1. لصفاء عقول وقلوب أهل مكة وبعدهم عن الفلسفات والأفكار المنتشرة في بيئات أخرى.

2. لاتصاف أهلها بالصدق والوضوح والتضحية والشجاعة والكرم.

والله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته ومن يصطفي لحملها.


 

 

فوائد من: دروس فقه السيرة

 

الشيخ أ. د. محمد بن عبدالله السحيم

فوائد من: دروس فقه السيرة

 

الدّرس الأول

  • ·   لماذا ندرس السيرة؟ 
  1. لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يتحقق الإقتداء إلا بمعرفة السيرة.
  2. لأنَّ معرفة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وصفاته مما يسأل عنه العبد، فإنّه يسأل في قبره عن نبيه.
  3. لأنّا لا نستطيع فهم القرآن بالشكل المطلوب دون نفهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • ·   ما الذي يتحقق لنا إذا درسنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟ 
  1. الامتثال لأمر الله تعالى بالاقتداء بنبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.
  2. تحقق محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
  3. معرفة أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهي مما ينبغي على المسلمين عموماً والدعاة خصوصاً الاتصاف بها.
  • ·   لماذا اختار الله مكة والمدينة منطلقاً للرسالة؟ 
  1. لصفاء عقول وقلوب أهل مكة وبعدهم عن الفلسفات والأفكار المنتشرة في بيئات أخرى.
  2. لاتصاف أهلها بالصدق والوضوح والتضحية والشجاعة والكرم.

والله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته ومن يصطفي لحملها.

  • نسب النبي صلى الله عليه وسلم: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قُصَىّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان‏.‏ وأما نسبه صلى الله عليه وسلم بعد عدنان فمختلف فيه ولا ينبغي تكلفه إذ لو كان فيه فائدة لبينه لنا صلى الله عليه وسلم.
  • النبي صلى الله عليه وسلم خيار من خيار، ولذا يقول عليه الصلاة والسلام: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ » رواه مسلم.
  • انتقال الرسالة من نسب إسحاق u إلى نسب إسماعيل u آية من آيات الله حيث اختار ختم الرسالات في العرب، والله تعالى يقول: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
  • ·   لم كانت الرسالة في قريش، القبيلة العظيمة ذات شأن؟  
  1. لأنّه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم من قبيلة ضعيفة ربما ظُن خروجه ثورةً على الأوضاع البائسة لقبيلته كما كان خروج مارتن لوثر ثورة على فساد الكنيسة.
  2. لأن الرسالة والدعوة بحاجة لقبيلة تنصرها وتعاضدها.
  3. لأن القبيلة إذا قبلت الرسالة قبلها من سواهم.
  • ولد النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي وقعت فيه حادثة الفيل، وهي حادثة حقيقيّة بتفاصيلها التي ثبتت، ولا يلتفت لمن تأول الطير الأبابيل بالجراثيم ونحوها.
  • دروس مستفادة من حادثة الفيل:
  1. أنّ نصر الله لقريش الوثنية على أبرهة النصراني وجيشه إرهاصٌ على أن النصرانيّة قد ولّى أمرها وأنّ قبيلة قريش بدأ يظهر لها شأن.
  2. أنّه ينبغي للمسلم إذا رأى تكالب الأعداء على الإسلام أن لا يقلق على الدين بل يقلق على المسلمين وأما الدين فمنصور وقد تكفل الله بحفظه. أفيكون في قلب عبدالمطلب حين قال (أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه) من الثقة بنصر الله فوق ما يكون في قلب موحدٍ اليوم أن الله ناصر دينه وحافظ شرعه؟!
  3. أنَّ من أراد مكة بسوء فإنَّ الله قاصمه وحام بيته.
  • بعد حادثة الفيل بشهر ونصف تقريباً ولد النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وفي يوم سابعه عق جده عنه وسمّاه محمداً لأنه أراد أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء.
  • مات عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم وهو حمل فلم يره.
  • عند البحث عن تاريخ مولده النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي التوقف إذ لم تكن قريش إذ ذاك تهتم بالتوثيق والتأريخ بالأيام بل كانت تؤرخ بالحوداث.
  • في شهر مولده صلى الله عليه وسلم قولان: في ربيع الأول وفي رمضان.
  • في تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم على القول بأنه في ربيع الأول سبعة أقوال.
  • يقيناً: أن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الإثنين، وبعثته يوم الإثنين، ووفاته يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول.
  • كان أول من احتفل بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هم العبيديون في مصر ثم استمرت هذه البدعة وزيد فيها أغان وقصائد فيها أبيات من الكفر الصراح.
  • لم يكن الصحابة يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم، ولم يكن شيئاً من الدين مرتبطاً بمولده عليه الصلاة والسلام.
  • كل شيء من أمور الدين بينه النبي صلى الله عليه وسلم بل كان الصحابة يسألون عن دقائق الأمور كسؤال أبي هريرة t عن سكوته بين التكبير وقراءة الفاتحة.
  • لم يحتفل التابعون بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، والخير في اتباع من سلف.
  • بعد ولادته صلى الله عليه وسلم أرضعته أمه أياماً ثم أرضعته أم أيمن بركة الحبشية ثم أُرسل إلى بادية بني سعد جرياً على عادة العرب إذ ذاك طلباً لنقاء الطبيعة وصفاء هوائها.
  • في قصة أخذ حليمة السعدية له ظهور شيء من بركته صلى الله عليه وسلم عليها وعلى أسرتها.
  • تحدث العلماء عن الفأل الحسن في أسماء النسوة اللاتي كان لهن اتصال به صلى الله عليه وسلم، فأمه (آمنة) ومرضعته (حليمة السعديّة) وقابلته أم (أيمن) (بركة).. بل وردت رواية عن أبي لهب أنه رؤي في النار فسئل عن حاله فقال: بشر حال إلا شربة سُقيتها ببشارة مولاتي ثويبة لي لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم وإرضاعها له. فإذا كان هذا الكافر قد سقي بشربة أو شربتين أرضعتهما مولاته النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن سار على سيرته واتبع سنته ودأب على النهل من معينه طوال حياته!
  • بعد سنتين من أخذ حليمة له كانت حادثة شق الصدر. وهذه الحادثة وأمثالها يجب على المسلم تقبلها كما هي دون زيادة أو نقص فحقائق الوحي لا تقاس بالعقول.
  • شهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو في السادسة من عمره وفاة أمه حين كانت بالأبواء (تبعد عن المدينة 25 كم) تزور قبر والد النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع مع بركة أم أيمن إلى مكّة. وبعد غزوة الحديبية زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه وتأثر وبكى وأبكى وأخبر أنه استأذن ربه أن يزور قبر أمه ويستغفر له فأذن له في الزيارة ومنعه من الاستغفار.
  • بعد وفاة أمه صلى الله عليه وسلم كفله جده عبدالمطلب سنتين ثم توفي فكفله عمه أبو طالب حتى توفي عام تسع للبعثة.
  • في هذه الفترة وقبل مبعثه عليه الصلاة والسلام حصلت حادثة سفرهِ للشام ولقائِه الراهب بحيرا، وفيها من الفوائد:
  1. أن أهل الكتاب مذ ذاك وإلى يومنا هذا يعلمون صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لكن يصرفهم عنه أمور الدنيا.
  2. كم في كتاب الله تعالى من الآيات المبينة لكون أهل الكتاب يعرفون صدق الدين.
  3. مع التحريف الكبير إلا أنّه لا يزال في التوراة والإنجيل من دلائل وبشارات بهذا الدين القويم.
  4. لا يجوز الاطلاع على التوراة والإنجيل إلا لمن احتاج من طلبة العلم وكان على ثقة من دينه.
  • في هذه الفترة شهد النبي صلى الله عليه وسلم حلف الفضول بدار عبدالله بن جدعان، ويؤخذ منه:
  1. وجوب نصرة المظلوم ولو كان كافراً.
  2. أن هذه الأمة أمة العدل لا الظلم والجور والإرهاب.
  • تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها وعمره 25 وعمرها 40 فكانت نعم الزوجة وكانت أول من آمن به من النساء وبشرها جبريل u ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب.
  • كان للنبي صلى الله عليه وسلم شرف فض نزاع القبائل فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه لما أعادوا بناءها حين تهدمت فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا هذا الصادق هذا الأمين رضينا به حكماً فحل الإشكال بحنكته، ويستفاد منه: أنَّ على الداعية -حتى تقبل دعوته- أن يكون مختلطاً بالناس يعرفون سجاياه وأخلاقه.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يحتقر الأصنام ولا يمسها للتبرك بل كان ينهى عن ذلك، ولم يكن يهم بأمور الجاهلية من الفسق والخنا والأمور المشينة، وكان متصفاً بالصدق، ولم يكن في نسله سفاح، ولذا لم يجد أعداؤه فيه مطعناً بعد ذلك.
  • همّ u يوماً قبل البعثة أن يرى احتفالاً لقريش فعصمه الله تعالى عن سماع الغناء فأخذه النوم، وتكرر ذلك ثانية فعصم أيضاً، وفي هذا دلالة على بشريته صلى الله عليه وسلم وأنه كان مختاراً مصطفى للرسالة.

 

 

الدّرس الثاني

  • حبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخلوة فكان يخلو في غار حراء أياماً يتحنث ويتعبد ويدعو ربّه.
  • اختلفت أقوال أهل السير عن عبادته صلى الله عليه وسلم إذ ذاك، وليس هناك دليل مرجح لقول على غيره.
  • للخلوة والتفرغ للعبادة فوائد جنيّة يحصل عليها العبد المؤمن.
  • في هذه الأثناء كان أهل الكتاب يقرؤون فيما بقي عندهم قرب مبعثه صلى الله عليه وسلم، وكذا كان أهل السحر والكهانة والتنجيم يتحدثون عن قرب هذا الأمر.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم حينذاك يرى الرؤيا فتكون كفلق الصبح، واستمر ذلك ستة أشهر.
  • ثم نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء يوم الإثنين لثمان من ربيع الأول سنة 41 من عام الفيل، وقيل في شهر رمضان، وجمع بينهما أنَّ البداية في ربيع الأول وأول الوحي يقظة في رمضان.
  • كان ورقة بن نوفل من أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبه وأخبر أن له جنتين، والحديث صححه الألباني.
  • صور الوحي: تمثل الملك بصورة آدمي- أن يقذف الملك الوحي في روع النبي صلى الله عليه وسلم- أن يكون مثل صلصلة الجرس وهو أشقه عليه- أن يكلمه الله من وراء حجاب كما في ليلة الإسراء والمعراج.
  • أهمية الوحي:
  1. أنَّ البشر خلقوا للعبادة ولا سبيل لمعرفة كنه العبادة إلا بالوحي.
  2. أنَّ الإنسان تحيط به تساؤلات كثيرة لا يمكن أن يجد لها جواباً شافياً إلا عن طريق الوحي كالسؤال عن المبدأ والمعاد.
  3. أنَّه لا بد للناس من أنظمة يعمل بموجبها في الحلال والحرام والأحكام.
  • دروس مستفادة من قصة بداية الوحي:
  1. أنَّ ديننا هو دين العلم إذ أول كلمة فيه "إقرأ".
  2. أنَّ أول سور القرآن بدئت بإقرأ وختمت بالسجود، وكذا ينبغي للعبد أن يبدأ بالعلم ثم التعبد.
  3. أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًّا ثم أتى بهذا الدين المعجز.
  4. أنَّ صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
  • بعد ذاك فتر الوحي زمناً لتسكن نفس النبي صلى الله عليه وسلم ثم تتشوف له ثانية، وليُعلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بشر ليس له من أمر الوحي شيء، وليُعلم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم حين نقرأ سورة الضحى.
  • ثم نزلت سورة المدثر وفيها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإنذار. فبدأ بعشيرته الأقربين فآمنت خديجة ثم آمن أبو بكر وعلي وزيد رضي الله عنهم أجمعين.
  • نشط الصديق t في الدعوة فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وياله من فوز عظيم، وهم عثمان والزبير وسعد وعبدالرحمن وطلحة.
  • بقيت الدعوة سريَّة ثلاث سنين، وقد ابتدأت كذلك لأجل أن تصنع قاعدة فلا توأد في مهدها، ولو كانت جهرية منذ البدء لتخندق الملأ ضدها.
  • دروس من قصص السابقين إلى الإسلام:
  1. أنَّ أول من آمن بالإسلام وناصره وأيده ودافع عنه امرأة (خديجة) وأول شهيدة امرأة (سمية) فكيف يقال إنَّ الإسلام انتقص من مكانة المرأة.
  2. أنَّ على المرأة أن تقتدي بهذا فتكون داعية إلى الجنة لا داعية إلى النار كحمالة الحطب.
  • بعد ثلاث سنين من الدعوة السرية بدأ الجهر بالدعوة فكان التوحيد أول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
  • عذب المسلمون عذاباً شديداً كخبّاب وعمّار وآله.
  • أساليب المشركين في الصد عن الدعوة كثيرة فمنها: السّخرية- استخدام القوة في التعذيب والإيذاء الذي نال حتى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع السلا عليه وأُخذ بتلابيبه حتى كاد يحتنق.
  • يستفاد من ذلك:
  1. أنَّ هذا الدين الذي تتعبد الله به الآن في أمن ودعة لم يصلك إلا على مهج الأوائل وأرواحهم وجراحاتهم وعذاباتهم.
  2. أنَّ هذه نعمة يجب شكرها (تعبدك الله في أمن وراحة).
  3. فضل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في حمل هذا الدين.
  4. أنَّ الله تعالى كان قادرا على حماية نبيه والصحابة ولكن الله ابتلاهم ليرفع درجاتهم.
  5. أنَّ هذا البلاء الذي يصب على المسلمين اليوم في مثل سوريا وبورما وإفريقيا الوسطى وغيرها ربما زعزع نفوس أناس فجرهم إلى الإلحاد حين يصب الشيطان في نفوسهم أنه لو كان الدين حقًّا لنصر الله أتباعه ولم يتركهم عرضة للبلاء والتعذيب والتقتيل.
  6. أنَّ على العبد أن لا ييأس من نصر الله.
  • اختار النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم لاجتماع المؤمنين، وفيه فوائد:
  1. أهمية تواصل المسلمين مع بعضهم حتى لا يضيعوا في سيل المجتمعات الجارف.
  2. أن على الداعية أن يتعاهد المدعوين.
  3. أهمية المحاضن التربوية.
  • أساليب المشركين المعاصرين اليوم: السخرية والاستهزاء عبر المقالات والأفلام والمسلسلات وباقي الوسائل الإعلاميّة- استخدام القوة كالإبادة في سوريا وبورما وإفريقيا الوسطى- استخدام القوة النظامية كتشريع منع الحجاب ومنع الأذان والمساجد والمآذن- الاتهامات الباطلة كالاتهام بالإرهاب والإقصاء واحتقار المرأة- منع وصول أي دعم مالي لأي مرفق من مرافق المسلمين واتهام من يقوم بذلك بأنه داعم للإرهاب.
  • كما انتصر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمس سينتصر أتباعه اليوم بحول الله تعالى.
  • لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تعذيب المشركين لأتباعه أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة شفقة بهم إذ كان هو في منعة وكان عمّه ينصره، فخرج اثنا عشر رجلاً وامرأة وبقوا قرابة 6 أشهر فسمعوا أن هناك تحولاً إيجابيًّا في موقف المشركين فرجعوا إلى مكة ولما عرفوا حقيقة الأمر أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة ثانية فهاجر 83 رجلاً و18 امرأة.
  • أرسلت قريش إلى النجاشي عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة في قصة مشهورة وفيها فوائد:
  1. حكمة النجاشي حين لم يكتف بالسماع من الطرف القرشي بل طلب المسلمين ليسمع ردهم.
  2. أنَّ النجاشي لم يكن مثلثاً بل كان موحدًّا.
  3. أنَّ العداوة بين قريش والصحابة لم تكن شخصية بل عداوة لأجل الدين.
  4. تضحية الصحابة بأوطانهم حفاظاً على الدين، ويوجد من الناس اليوم من يهاجر لبلاد الكفر طلباً لمزيد رفاهية ومال.
  5. على المرء أن يجادل الكفار بألفاظ القرآن ما أمكن كما فعل جعفر t في رده.
  6. أنَّ التوحيد أول ما ينبغي أن يهتم به الداعية.
  7. أنَّ النجاشي أسلم ولما مات نعاه النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليه صلاة الغائب.
  • قيل إنَّ من أسباب رجعة المهاجرين الأولين للحبشة: قصة الغرانيق، وهي قصة باطلة سنداً ومتناً وعقلاً ولغةً إذ لم تكن العرب تسمي الأصنام غرانيق، وبعضهم يحتج بآية الحج وهي مدنية بينما الحادثة كانت سنة خمس للبعثة.

 

 

الدّرس الثّالث

  • أكرم الله تعالى المؤمنين في هذه الفترة بثلاثة أمور: إسلام حمزة t وإسلام عمر t وحادثة الإسراء والمعراج.
  • إسلام حمزة كان نتيجة رد فعل (حميّة) حين آذى أبو جهل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فعلاه بالقوس وشجه شجة منكرة وقال إني على دينه فما أنت فاعل.
  • يستفاد من ذلك أنه على العبد إن شككه الشيطان في نيته في عمله الصالح أن يدافع الشيطان ويجاهد نفسه حتى يخلص لوجه الله الكريم.
  • من مقاصد الدعوة إغاضة الكفار وشفاء صدور المؤمنين.
  • حصل للمسلمين منعة بعد إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، وذلك لحكمة منه تعالى وإلا فالله قادر على حماية دينه وإن لم يسلم الرجلان.
  • يشرع الدعاء بإسلام من يظن فيه نصرة لهذا الدين.
  • لا تستبعد حصول الهداية لأحد فالقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء.
  • بعد ذلك شعر كفار قريش بخطورة الدين الجديد فكان حصار الشعب فكتب النضر بن الحارث وثيقة المحاصرة وعلقوها في جوف الكعبة، فحوصر بنو هاشم في الشعب ثلاث سنين لا يكلمون ولا يعاملون ببيع أو تجارة ولا يزوجون، فعانى النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين والذين معهم من الكفار حمية، ثم نقضت المقاطعة، وفي هذه القصة فوائد منها:
  1. أن الله أراد بحكمته أن يبين أنَّ الابتلاء سنة ربّانيّة، فلو شاء الله لم يبتل نبيه والمؤمنون يوماً.
  2. أنه لا يزال في الكفار من الرموز من يمكن استمالتهم والاستفادة من روح العدالة عندهم.
  3. لو طبقت المقاطعة اليوم مع الكفار فيما لا يحتاجه المسلمون لآتت أكلاً.
  • دروس من قصة موت أبي طالب:
  1. أن الهداية بيد الله تعالى وحده.
  2. أن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لو طبقت بحق لدانت بها للمسلمين الأمم.
  3. إذا كان موسى u وهو من أولي العزم احتاج للتذكير بأهمية كلمة التوحيد فغيره من باب أولى.
  4. فهم أبو جهل من كلمة (لا إله إلا الله) أنه لا يعبد إلا الله، واليوم بعض المسلمين يغفل عن هذا الفهم فترى مظاهر الشرك في كثير من بلاد المسلمين.
  5. أثر جليس السوء، وأثر العادات.
  6. أن العمل مهما كان كثيراً حسناً خيِّراً ليس ينفع ما لم يكن صاحبه مؤمناً.
  • لما توفي أبو طالب تحمل أبو لهب فترةً مهمة الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم تراجع عن حمايته لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه مع قومه –أي في النار، وفيه درس عظيم: أنه لا مداهنة في الدين؛ من اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها.
  • ثم توفيت خديجة رضي الله عنها في رمضان فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وسمي العام عام الحزن.
  • بعد ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل ليحموه وينصروا دعوته.
  • دروس من عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل:
  1. ستجد من أمثال أبي لهب وزوجه كثيراً حملوا على عواتقهم مهام الصد عن دين الله.
  2. تنويع الداعية لأساليبه في الدعوة. إن أغلق أمامك باب افتح أبواباً، كن كالماء إن سد أمامه سرباً وجد مسارب.
  • ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشياً على قدميه (تبعد ثمانين كيلاً) فعرض على أهلها الإسلام ولبث فيها عشرة أيام فلم يقبلوا دعوته وردوه ردًّا قبيحاً وأغروا به سفهاءهم يرمونه بالحجارة. وهناك في بستان لقي الغلام النصراني عدّاساً.
  • وفي تلك الحادثة قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الدعاء العجيب: "اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك".
  • وفيها أرسل الله تعالى إليه نفراً من الجن استمعوا القرآن وآمنوا، وفي ذلك تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جوار المطعم بن عدي وكان مشركاً، وقد حفظ له هذا الجميل فأخبر يوم بدر أنّ المطعم لو كان حيًّا ثم سأله إطلاق الأسرى لاستجاب له، وهذا وفاء من النبي صلى الله عليه وسلم.
  • ثم حدثت واقعة الإسراء والمعراج، وهي متواترة تواتراً معنويًّا، وقد وقعت بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه، يقظةً لا مناماً، في السنة العاشرة للبعثة.

 

 

الدّرس الرّابع

  • جاءت حادثة الإسراء والمعراج بعد حوادث محزنة للنبي صلى الله عليه وسلم كوفاة عمه ووفاة زوجه خديجة، وبعد رفض أهل الطائف دعوته، وإغلاق مكة أبوابها في وجهه فلم يدخلها إلا بجوار.
  • حادثة الإسراء والمعراج من أكثر حوادث السيرة رواية في كتب الحديث فقد رواها البخاريُّ عن 6 من الصحابة في 20 موضعاً من كتابه الصحيح، ورواها مسلمٌ عن 7 من الصحابة في 18 موضعاً. لكن هذه الروايات جاءت فيها التفاصيل متفرقة فيكون لها حكم التواتر.
  • ذكر الله تعالى في كتابه الكريم هذه الحادثة في سورتي الإسراء والنجم.
  • في سورة الإسراء جاء الاستفتاح بالتسبيح للدلالة على عظمة هذه الحادثة، وفي ذات الوقت كونها هينة على قدرة الله تعالى الذي هو على كل شيء قدير.
  • رأى النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى آدم u وفي الثانية يحيى وعيسى ابنا الخالة عليهما السلام وفي الثالثة يوسف u  وفي الرابعة إدريس u  وفي الخامسة هارون u  وفي السادسة موسى u  وفي السابعة إبراهيم u متكئاً على البيت المعمور، ثم رأى سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة عجيبة، ثم فرضت عليه الصلوات الخمس بتكليم الله تعالى له من وراء حجاب.
  • بعد أن تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم السماء السابعة رفع إلى مستوىً سمع معه صرير الأقلام، ثم دخل الجنة، وبلغ سدرة المنتهى.
  • مجمل أحداث الإسراء والمعراج: شق صدره صلى الله عليه وسلم- ركوبه البراق- ذهابه لبيت المقدس- صلاته هناك ركعتين- عروجه إلى السماء- سماعه كلام الله تعالى- رؤيته الأنبياء- رؤيته سدرة المنتهى- دخوله الجنة.
  • عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وبعث الله له الأنبياء كلهم فصلى بهم، وفي ذلك دورس، منها:
  1. التسلية العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم إذ صار إماماً لكل الأنبياء وفتحت له أبواب السماء.
  2. أن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ناسخة لما سبقها من الشرائع.
  3. إمامة النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء في الدنيا وفي الآخرة.
  4. وجوب تعظيم ما عظمه الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم عُظم بهذه الحادثة وغيرها، والصلاة كذلك لها تعظيم إذ لم تشرع إلا في السماء.
  5. علو الله تعالى على خلقه، فهو تعالى بائن عن خلقه عال عليهم.
  6. أنَّ ابتلاء الله تعالى ليس علامة على غضبه على العبد بل قد يكون لرفع الدرجات في الجنان.
  7. كون الإسراء كان من مكة إلى بيت المقدس دليل عظيم على مكانة هذا البيت عند الأنبياء وعند المسلمين، فالمسجد الأقصى مكان عظيم مقدر.
  8. لما تنكب اليهود عن الدين عاقبهم الله بنقل الرسالة منهم إلى ذرية إسماعيل u. ولا تزال هناك نصوص في كتب أهل الكتاب دالة على ذلك.
  9. تزكية النبي صلى الله عليه وسلم في عقله وقلبه وبصره إذ المسافة التي قطعها في ليلة كانت مقدار خمسين ألف سنة، وهذا من تثبيت الله تعالى له.
  • لا تزال رموز هذه الحادثة موجودة في كتب أهل الكتاب إلى يومنا هذا، وممن بين ذلك إبراهيم خليل أحمد في كتابه "محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن"، وعبدالأحد داوود في كتابه " محمد صلى الله عليه وسلم".
  • عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من ليلته إلى مكة أخبر أهلها فكذبوه وطلبوا منه وصف بيت المقدس فرفع له فرآه ووصفه لهم بكل دقة وأخبرهم بعير لهم قادمة من الشام لكن ما زادهم ذلك إلا كفراً وضلالاً.
  • الآيات لا تزيد المعرض إلا نفوراً.
  • تاريخ حادثة الإسراء والمعراج غير محدد بدقة، والاحتفال بذلك بدعة لم يشرعها الله تعالى ولا نبيه صلى الله عليه وسلم.
  • واصل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك دعوته لوفود العرب والقبائل، وكان ممن لقي: الشاعر سويد بن صامت الذي كان معه حكمة لقمان كما يقول فعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم فاستحسنها ثم قال "لكن الذي معي أحسن منه" فعرض عليه القرآن فقبله وعاد إلى الأوس والخزرج وأخبرهم لكن ما لبث أن نشبت حرب بعاث فمات فيها، وقد ذكر الأنصار أنه مات مسلماً.
  • ولقي: الطفيل بن عمرو الدوسي من قبيلة دوس (قريب الباحة اليوم) الذي حاول كفار قريش صرفه عن الاستماع للنبي صلى الله عليه وسلم لكن شاء الله هدايته فأسلم. وفي قصته بيانٌ لأثر الدعاية المغرضة في الصد عن سبيل الله تعالى، وهذا ما تلمسه في بعض دول الغرب إذْ سبق تهيئتهم لعدم الاستماع لرسالة الإسلام.
  • منهج النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته: تلاوة الآيات وبيان التوحيد.
  • هناك شبهة عند البعض مفادها: كيف أدعو الكافر بآيات القرآن وهو مكذب بالقرآن؟ وهذا الأمر غير صحيح إذ في كتاب الله تعالى من البراهين العقليّة ما هو مقنع في غاية الإقناع، وأما قول بعضهم إن القرآن خطاب وعظي عاطفي فقط؛ فهو إفك وافتراء مبين، بل القرآن مليئ بالحجج.
  • بعض الناس قريب من الإسلام والاستجابة كسويد والطفيل.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن مكان آمن ينطلق منه للدعوة، وهكذا ينبغي للداعية أن ينوع أساليبه الدعوية وأن يبحث عن طريق إذا أغلق عليه طريق وأن ينتقل من مؤسسة أو بلد إلى غيرها.
  • في العام 11 من البعثة لقي النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر من أهل المدينة فعرض عليهم الإسلام فقبلوه، وفي العام التالي عاد هؤلاء الستة مع ستة آخرين فبايعوه عند العقبة بيعة النساء (بيعة العقبة الأولى) وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير t، ولم يأت العام التالي إلا وقد انتشر الإسلام في كل بيوت المدينة، ثم عاد مصعب إلى مكة يبلغ النبي الكريم بهذا النجاح العظيم.
  • وفي سنة 13 للبعثة جاء 72 رجلاً وامرأتان وتواعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة أواسط أيام التشريق فاجتمعوا وعاهدوا النبي الكريم على الإيواء والنصرة (بيعة العقبة الثانية)، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس شاهداً (وكان على الكفر) فعرضوا عليه الانتقال إلى المدينة فقبل واختار منهم 12 نقيباً.
  • عاهد النبي صلى الله عليه وسلم المرأتين كلاماً، ويؤخذ منه أن المسلم لا يصافح أجنبية لا بحائل ولا بدونه مسلمة كانت أو مشركة.
  • أهل البيعتين كان لهم الشرف العظيم بذلك.
  • دروس مما سبق:
  1. أن تدبير الله ولطفه بعباده أمر لا يخطر على بال.
  2. أن على الداعية ألا يقف في مكان بل يتنقل وينوع أساليبه.
  3. فضل الأنصار.
  4. أن الله تعالى إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه.
  5. أن الله تعالى قد يؤخر الأمور لحكمة يعلمها سبحانه، وكل شيء عنده بقدر فقد خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان قادراً على خلقها بكن.
  6. تواطؤ الكفار على المسلمين في كل زمان ومكان.
  7. تضييق الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين مما ألجأهم إلى الهجرة.
  8. كان الأنصار يتمنون أن يكون انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سبباً للألفة بينهم واستتباب الأمن.
  9. أنَّ تطبيق الشريعة سبيلُ استتباب الأمن على النفوس والأموال والأعراض.

 

 

الدّرس الخامس

  • الهجرة هي مفارقة بلد الكفر إلى بلد الإسلام.
  • سبب الهجرة إلى المدينة: تضييق الكفار- وجود بيئة صالحة للدعوة- مخافة الفتنة على دينهم.
  • من المهاجرين الأوائل: أبو سلمة وزوجه أم سلمة- صهيب الرومي- عمر بن الخطاب- عيّاش (رضي الله عنهم أجمعين) ثم تكاثر الصحابة المهاجرون.
  • اجتمع الملأ من قريش في دار الندوة للتشاور في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وحضر الاجتماع إبليس في صورة شيخ نجدي، فاقترح أبو جهل أن تنتدب كل قبيلة شابًّا (المجموع عشرون شابًّا) حتى يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ويتفرق دمه بين القبائل فتقبل أسرته الديّة، فنزل جبريل يخبر النبي الكريم باتفاق الكفار فلم ينم ليلته تلك في بيته بل انتدب عليًّا t.
  • اختار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر t صاحباً في الهجرة.
  • رتب النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة ترتيباً يتوافق مع ما أمرنا به من الأخذ بالأسباب ومن ذلك:
  1. اتخاذ عبدالله بن أرقد (وليس أرقط) خريتاً عالماً بالطريق للمدينة.
  2. اختيار الغار جنوب مكة لا شمالها.
  3. أمر عبدالله بن أبي بكر أن يبيت معهم في الغار ليلاً فإذا كان السحر انسل إلى أندية قريش يتلمس الأخبار.
  4. أمر عامر بن فهيرة خادم أبي بكر أن يريح غنمه قريباً منهم كل ليلة لتعفي الآثار وليشربوا من لبنها.
  5. البقاء في الغار 3 أيام تعمية على القوم.
  • أرسل الكفار قصاص الأثر وأعلنوا عن جائزة عظيمة مقدارها مائة من الإبل.
  • قصة الشجرة التي نبتت على فم الغار، وكون الصديق كانت تلسعه الحيات وتتقاطر دموعه على النبي صلى الله عليه وسلم، وكون الصديق كان يوصي من له حاجة أن يلجأ لذلك الغار؛ كل ذلك مما لا يصح.
  • بعد الأيام الثلاثة أخذ الدليل بالركب الميمون على طريق الساحل (خلاف الطريق المعتاد)، ومروا ببني مدلج فرآهم بعض القوم فعمى عليهم سراقة ليأخذ الجائزة وحده ثم اتبع الركب فلحقهم لكن ساخت أقدام فرسه إلى الركبتين مرتين فنادى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الأمان ثم كتب له كتاباً فيه أنه يلبس سواري كسرى.
  • سراقةُ t أولَّ النهار للنبي صلى الله عليه وسلم طالباً وآخره له حارساً.
  • وفي الطريق مر النبي صلى الله عليه وسلم والصديق بخيمة أم معبد وكانت معجزة له حين حفل ضرع الشاة باللبن.
  • وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب فعرض عليه الإسلام فأسلم، وأسلم بإسلامه 80 بيتاً.
  • وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في عير قافلين من الشام فكسوه والصديق ثياباً.
  • كانت الأنصار لما علمت بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم تخرج كل يوم تنتظره إلى أن تشتد الرمضاء.
  • وصل النبي إلى ديار بني عوف بن مالك ثم انتقل من الغد إلى قباء ثم سار إلى المدينة.
  • في محفل استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ظهرت ملحمة حب الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • وكان كل ما مر ببيت دعوه إليه فكان يقول "دعوها فإنها مأمورة" أي النّاقة.
  • استقرت الناقة في موضع المسجد النبوي. ثم أخذ أبو أيوب الأنصاري رحل النبي صلى الله عليه وسلم فكان كلما عرض عليه رجل الضيافة قال: "الرجل مع متاعه".
  • في رفض أبي أيوب أن يمشي على سطح تحته رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على إجلاله للنبي الكريم، ويؤخذ منه وجوب إجلال سنة النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.
  • هذا اليوم العظيم المهيب الجليل (يوم الهجرة)كان فتحاً في حياة المسلمين ولذلك اختاره الفاروق الملهم مبدأ للتاريخ الهجري لأنه يوم أعز الله تعالى فيه الإسلام.
  • ومن ذلك يؤخذ أن المسلم عليه أن لا يتابع الكفار في تأريخهم أو مواعيد إجازاتهم.
  • بدأ النبي صلى الله عليه وسلم ببناء مسجده الشريف، وكان الموضع لغلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة فاشتراه بعشرة دنانير من مال أبي بكر، فكل من صلى في هذا المكان إلى يوم القيامة فلأبي بكر مثل أجره.
  • يؤخذ من ذلك:

1. إجلال الكبير إذا قدم سواء كان كبيراً في السن أو العلم أو المكانة.

2. حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "دعوها فإنها مأمورة" ولم يكن يعتذر صراحة.

3. فضل أبي أيوب الأنصاري t حيث سكن عنده النبي صلى الله عليه وسلم أياماً.

4. المسارعة ببناء المسجد.

5. أن دور المسجد عظيم إذ ينبغي أن يكون منطلقاً للعمل الدعوي.

6. لا انفصام في الإسلام بين الوحي وبين الحياة إذ كان المسجد يمثل للصحابة موئل الوحي.

7. فضيلة علي t إذ اختاره الله لافتداء النبي صلى الله عليه وسلم والنوم في فراشه.

8. فضيلة الصديق t حين اختاره الله لصحبة نبيه في الهجرة، وفضيلته حين كان يفتدي النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة حين كان يمشي خلفه إذا ذكر الطلب ويمشي خلفه إذا ذكر السبق، وفضيلته حين كان ينفق على الدعوة.

9. التاريخ لم ينصف الصديق t إذ كان رجلاً غيّر مجرى التاريخ بجمعه القرآن وبدئه الفتوحات وتثبيته الصحابة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وإنفاقه على الدعوة.

10. أنَّ محبة الصديق من دين الله فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.

  • ثم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار. وكانت أعظم مثل في الأخوة الإيمانيّة. وقد أثنى الله على الفريقين في سورة الحشر.
  • بعض المؤرخين يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد معاهدة بين الأوس والخزرج ثم بعد بدر عقد معاهدة بين المسلمين واليهود، والروايات في ذلك لعلها بمجموعها تصل حد الحسن لغيره.
  • تضمنت بنود المعاهدة: عدم الاعتداء- منع الظلم- عدم إيواء الظالم- أنَّ الجميع حرب على من قصد المدينة- الاشتراك في النفقة على الحروب المدافعة عن المدينة- أن لا يكون اليهود مع المسلمين ضد قريش ولا مع قريش ضد المسلمين.

 

_______________________________________

وكتبه/ أبو عامر

محمد بن موسى المجممي

19 – 5- 1435 هـ

_______________________________________