العنب إعجاز بين غذاء وشفاء



العنب إعجاز، بين غذاء وشفاء
من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة تركيا 1432هـ - 2011م
الأستاذة الدكتورة / ميساء محمد الراوي
قسم الأحياء – كلية العلوم التطبيقية للبنات – جامعة أم القرى
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ..... وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يمتن على عباده بالنعم التي أسبغها عليهم ، ومنها أنواع الغذاء
قال تعالى: (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب) سورة النحل:11.
وقال جل وعلا : ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ) النحل : 67 .
تبحث الدول عبر وسائل متعددة لزيادة إنتاجها الزراعي منها استخدام الهرمونات النباتية المتميزة باحتوائها على حمض الجبريليك الذي يحرض على استطالة الخلايا النباتية وتكوين الثمار اللابذرية. وقد أجريت دراسات بحثية بغرض استخدام هرمون حمض الجبريلك النباتي على الحيوانات وقد وجد أنه يزيد من خصوبتها فيعمل على زيادة عدد الحيوانات المنوية الحية مع زيادة حركتها وتركيزها في السائل المنوي ونقص عدد الحيوانات المنوية الميتة كما يعمل على مضاعفة الدورة الشبقية في إناث الفئران. من ناحية أخرى فقد استنتج العلماء أن لهذا الهرمون تأثير على التمثيل الغذائي في الخلايا الحيوانية ويمكنه إحداث تغيرات مرضية.
وعلى الجانب الآخر أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن مستخلص بذر العنب ومستخلص قشر العنب الأحمرِ سيدخلان قريباً في صناعة الدواء المستخدم في علاج أمراض السرطان بأنواعه والوقاية منه حيث وجد أن أي منهما يقتل خلايا سرطان الدم البيضاء (اللوكيميا) بنسبة تصل إلي 76% خلال  24 ساعة ولا يؤثر على الخلايا السليمة. وقد سجل من نتائج الأبحاث العلمية أن لبذر العنب وما تحتويه من عناصر فعالة تأثير في سلامة وصحة الجلد. وذكر العلماء أن مستخلص بذر العنب يحتوي على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة القوية والفعالة وله دور وقائي في منع تكون الجلطات الدموية عن طريق تثبيط تكوين الصفائح الدموية كما يخفض من استجابة الخلايا الالتهابية المتزايدة في مريض الجلطة الدموية.
صممت الدراسة الحالية لمعرفة التأثير المضاد لمستخلص بذر العنب على التأثير السام لحمض الجبريلك على أنسجة  الكبد والكلى في الجرذان كما يلي: تم استخدام 18 من ذكور الجرذان البيضاء (Rattus rattus) البالغة قسمت إلى 3 مجموعات، المجموعة الأولى كمجموعة ضابطه والمجموعة الثانية عوملت بالهرمون النباتي حمض الجبريلك بتركيز75ملجم/ليتر/كجم من وزن الجسم مذاباً في ماء الشرب. المجموعة الثالثة معاملة بالهرمون النباتي كما في المجموعة الثانية ثم أعطيت مستخلص بذر العنب بجرعة 100ملجم/كجم من وزن الجسم بواسطة الأنبوبة المعوية يومياً. استمرت التجربة لمدة شهرين ثم قتلت الحيوانات وشرحت وجمعت عينات الكبد والكلي وسجلت النتائج. أوضح فحص قطاعات كبد الجرذان المعاملة بالهرمون النباتي تمدداً بالوريد المركزي مع تحلل للخلايا المبطنة لجداره ، كذلك بدت الخلايا المحيطة به تعاني من الموت الخلوي مع زيادة عدد خلايا كبفر. لوحظ ارتشاح واضح للخلايا اللمفية في المنطقة البابية إشارة إلى وجود التهاب. أوضح فحص قطاعات كبد الجرذان المعالجة بمستخلص بذور العنب تحسناً ملحوظاً على المستوى الخلوي والنسيجي حيث أظهر الفحص النسيجي استعادة الأوردة المركزية لأحجامها الطبيعية وظهر المظهر الطبيعي لأشرطة الخلايا الكبدية كذلك ظهر تحسن ملحوظ في المنطقة البابية حيث انخفض ارتشاح الخلايا اللمفية بشكل واضح وظهرت الشرايين والأوردة البابية بصورة أقرب للطبيعية.
أوضح الفحص النسيجي بالمجهر الضوئي لقطاعات كلي الجرذان في المجموعة المعاملة بالهرمون النباتي تغيراً مرضياً في الوحدات الكلوية فلوحظ ضمور شديد في الكبة وتحلل واضح في خلايا الأنيبيبات البولية المحيطة بها حيث فقدت معظم خلاياها وبعضها الآخر لوحظ بها مراحل من الموت الخلوي. أوضح الفحص النسيجي بالمجهر الضوئي لقطاعات كلي الجرذان في المجموعة المعالجة بمستخلص بذور العنب تحسناً ملحوظاً على المستوى الخلوي والنسيجي فلم يلاحظ تشوهات في أشكال وتركيب الكبات كذلك لوحظ احتفاظ محفظة بومان بالتركيب الطبيعي لجدارها كذلك فإنّ بعض الأنيبيبات الكلوية قد استعادت التركيب الطبيعي لها. وبهذه النتائج لكل من نسيجي الكبد والكلى يتضح التأثير العلاجي الفعال لمستخلص بذر العنب وحمايته لتلك الأنسجة من التأثير السمي الممرض للهرمون النباتي.