إشارات التباين البشري في القرآن الكريم
إشارات التباين البشري في القرآن الكريم
من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ - 2006م
أ.د مبارك محمد علي مجذوب
وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالسودان
ملخص البحث
مدخلنا لهذا البحث هو ما لمسناه من آيات القران الكريم الدالة على التباين في المخلوقات جميعها وبصفة خاصة في البشر وربطنا ذلك بنتائج الأبحاث الجزيئية التي تبدّى من خلالها الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.
وجاء في تباين البشر "
ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين
"الروم 22، ستركز الورقة على التباين الخفي في البشر والذي لا يظهر إلا عند التأمل والبحث وهو ما جاء في تقديره سبحانه وتعالى لخلق الإنسان منذ أن كان نطفة "
قتل الإنسان ما أكفره من أي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره
" عبس 17-19 ، فمن باب هذا التقدير ندخل إلى البرمجة الجينية التي أودعها الله في هذه النطفة لتحدد من بعد الصفات المميزة لكل فرد من البشر وبهذا يختلف كل فرد عن الآخر "
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا
"مريم الاية 95 ، فلو توافق جماعة في صفة من الصفات لابد من فارق بين كل واحد منهم وبين الآخر ظاهراً كان هذا الاختلاف أو خفياً يظهر عند التأمل.
هـذا الإختـلاف الذي يميـز كل فـرد في هـذه الدنيـا عن الآخـر لابـد أن يكـون في السلالـة التي خلـق منها الإنسـان ابتـداءً وهـو آدم عليـه السـلام ، قـال صلـي الله عليـه وسلـم "
إن الله خلـق آدم من قبضـة قبضهـا من جميـع الأرض فجـاء بنوا آدم علي قـدر الأرض فجـاء منهـم الأحمـر والأبيـض والأسـود وبيـن ذلك ، والخبيـث والطيب وبيـن ذلك
" أخرجـه أحمـد وأبـو داود والترمـذي وقـال حسـن صحيـح وهـذا الحديث يفسـر قولـه تعالـي
ولقـد خلقنـا الإنسـان مـن سلالـة مـن طيـن
المؤمنون – 12 ،وذكـر أبن كثيـر أن هـذا الإنسـان هـو آدم عليـه السـلام .