About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 467
أبو ليلى : هذا شيخنا كان فرنسيّا و أسلم .
الشيخ : ما شاء الله .
أبو ليلى : منذ سنة و نصف .
الشيخ : نهنّيك بإسلامك . كان فرنسيّا و لغة .
أبو ليلى : وكلّ شيء .
الحلبي : لحدّ الآن ما يحكي .
الشيخ : و الآن ؟
الحلبي : ما يحكي إلاّ كلمة الجهاد في سبيل الله فقط.
أبو ليلى : عنده خبرة عسكريّة رائعة جدّا خاض عدة حروب ... .
الجندي : بالفرنسية
السائل : هو حديث عهد بالإسلام يسأل عن قبل اعتناقه للإسلام هل يعني المعاصي الّتي اقترفها هل تغفر له أم لا ؟
الشيخ : نعم تغفر له و الإسلام يقول الرّسول ( الإسلام يجبّ ما قبله ) ترجم له .
المترجم : بالفرنسية
الجندي : بالفرنسية
السائل : هو يسأل عن نفسه هل يذهب إلى الجهاد في بغداد أم يبدأ بتعلّم الدّين يعني بحكم أنّه حديث عهد بالإسلام ؟
الشيخ : قبل جوابي على هذا السّؤال الثّاني أريد أن أبشّره بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان يقول ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين ) و ذكر منهم من هؤلاء الثّلاثة ( رجل من أهل الكتاب أسلم فله أجره مرّتين )
المترجم : بالفرنسية
الشيخ : قل له هذه جملة معترضة مبشّرة و أنا ما أجبته عن سؤاله .
سائل آخر : كلمتين ثلاثة و أخونا يترجم له فقط ... .
الشيخ : فيما يأتي
السائل : ... .
الشيخ : لا ما أظنّ أنّ هذا يحتاج لأنّ الجواب مختصر جدّا . لكن بالنّسبة لما يأتي يمكن أن يرد اقتراحك .
السائل : لأنّ البلاغة هذه كلمة نبشّرك هذه ... .
سائل آخر : فضيلة الشّيخ ..
الشيخ : اصبر يا أخي بارك الله فيك , هو الدّور لي الآن أنا ما أجبت السّائل .
السائل : الأخ يريد جوابا واضحا في قضيّة مثلا الجهاد .
الشيخ : هو أنا أجبت بعد !
السائل : لا يا شيخ لا
سائل آخر : ترجمه ... تفضل يا شيخ
الشيخ : نحن ننصحه و ليس وحده ننصح المسلمين القدامى في إسلامهم أبا عن جدّ كما يقال بأن يعنوا بتعلّم الدّين تعلّما صحيحا على المنهج الّذي لابدّ أنّكم سمعتم عنه من قبل و كرّرناه آنفا على مسامعكم , الآن أخذا بنصيحة من خطب هناك ترجم له هذه الجملة حتّى ما يطول المشوار
المترجم : بالفرنسية
الشيخ : هذا أوّلا و ثانيا لا ننصحه هو و لا غيره ممّن أشرنا إليهم آنفا بأن يذهبوا للجهاد هناك كأفراد و إنّما ننصح الحكومات الإسلاميّة كلّها الّتي عرفت الخطر الدّاهم المحيط ليس فقط بالشّعب العراقي بل بالشّعوب العربيّة بل و الإسلاميّة كلّها بسبب توجّه دول الكفر الصّليبيّة و من معها من الدّول الإسلاميّة لتحطيم الشّعب العراقي يجب أن يكون مناصرة العراق ليس بالأفراد كمثله هو و إنّما بالحكومات الإسلاميّة الّتي يجب عليها أن تنطلق لمناصرة الشّعب العراقي على تلك الدّول الظّالمة الباغية .
المترجم : بالفرنسية
الشيخ : يرحمك الله
المترجم : و لكن يا شيخ هل يوجد دولة إسلاميّة الآن ؟
الشيخ : خلاص انتهيت أنت من التّرجمة ؟
المترجم : لا فقط أنا بودّي أتعلّم يا شيخ .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله ظننت أنّك اختزلت في التّرجمة .
المترجم : أنا ما أتقنها جيّدا يا شيخ.
الشيخ : طيّب سنشدّ عضدك بأخيك .
سائل آخر : الأخ هذا فرنسي دولته لن ترسله لكي يجاهد في العراق , هو الآن يطلب هل ترى لا يجوز له أن يذهب إلى الجهاد في سبيل الله في العراق هذا فرض عليه هو كفرد فرنسي .
السائل : دولته أرسلت جنودا للحلفاء و هو مسلم في فرنسا مع أيّ دولة ... تحت راية فرنسا ضدّ العراقيّين فأين يتوجّه ؟
الشيخ : إذا الدّولة الجزائريّة توجّهت يتوجّه معها .
السائل : أنا مثلا مصري بلدي برايتها بحكّامها هناك جمعتهم هناك في الصّفّ المتحالف ضدّ العراق . ما موقفي أنا ؟
الشيخ : موقفك موقفي أنا
السائل : ... حالي
الشيخ : ما موقفي أنا ؟
السائل : موقفك شيخنا يكفيك التّحريض و الحثّ
الشيخ : لا ما يكفّي .
الشيخ : المهمّ سواء كنت أنت في دولة هي مع الكفر أو دولة هي على الكفر فالجواب أنت و هو قد أخذه من باب أولى و في ظنّي و لا مؤاخذة أنّ سؤالك بالتّعبير النّحوي لا محلّ له من الإعراب لأنّك تذكر جيّدا أنّني قلت في الجواب إنّه لا هو و لا المسلمون الّذين هم مسلمون أبا عن جد نأمرهم أوّلا ليتوجّهوا لطلب العلم و ثانيا لا نأمرهم بأن يذهبوا أفرادا إلى هناك . فإذا أنت أخذت الجواب باعتبارك أنّك لو كنت من الدّول الّتي ما تحالفت مع الكفر مع ذلك نقول لا تجاهد انفرادا لأنّ هذا له محاذير كبيرة جدّا بمعنى في سبيل القيام بواجب سيضيّع واجبات هذا الفرد أمّا إذا ذهب مع الدّولة باستعدادتها الّتي تتناسب مع المصيبة القائمة هناك فيمكن أن يجاهد و أن يتحقّق النّصر الّذي ننشده للشّعب العراقي و ليس للنّظام العراقي و لا لحزب البعث و لا لشخص صدّام و إنّما يجب على المسلمين أن تكون نظرتهم عميقة و عميقة جدّا و هي أن ننظر ماذا وراء عاقبة انتصار الكفّار على الشّعب العراقي و على العكس ماذا وراء انتصار الشّعب العراقي على الكفّار تعود المسألة إلى قاعدة ذكرتها آنفا بمناسبة ما أنّ المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلّهما شرّا فالآن يتوهّم كثير من المسلمين بأنّ مناصرة الكافرين على الشّعب العراقي أخفّ خطرا من مناصرة الشّعب العراقي على الكافرين و من معهم من المتحالفين الأمر ليس كذلك و بخاصّة بعد أن كشفوا عن نابهم هؤلاء الكفّار و أظهروا نواياهم السّيّئة و أنّهم يريدون التّنظيم الجديد للشّرق الأوسط و يعنون بذلك إعادة تقسيم البلاد العربيّة الإسلاميّة تحت وصاية و رعاية إمّا الدّولة الأمريكيّة وحدها أو مع بعض الدّول القويّة الأخرى كفرنسا و غيرها و قريبا سمعنا من بعض الإذاعات أنّ فرنسا الآن تفكّر أنّ لها يدا في موضوع الدّخول في التّنظيم يعني كما قسموا الشّامّ إلى دويلات دولة أردنيّة و دولة سوريّة و دولة لبنانيّة , جعلوا في الدّولة الأولى البريطان و في الأخرى الفرنسيس إلى آخره هذا التّنظيم نفسه سيفرض الآن لا سمح الله لو انتصر الكفّار على الشّعب العراقي . نعكس الآن و هذه مصيبة بلا شكّ يعني لا يمكن لمسلم أن يرضى بها حتّى هذه الدّول الّتي تورّطت و استعانت بالكافر الّذي هو أقوى منها و هذا لا يقوله مسلم على وجه الأرض مطلقا لأنّ الّذين قالوا بجواز الاستعانة بالكافر وضعوا له قيودا و لذلك قلت لكم آنفا لا تنقلوا كلامي مطلقا أنا وضعت له قيدا كذلك هذا من فقه الفقهاء حينما قال قائلهم بجواز الاستعانة بالكفّار قالوا إذا كانت القوّة للمسلمين و كان المستعان بهم تحت سيطرة المسلمين أمّا الوضع الآن فعلى خلاف من ذلك تماما و لذلك أنا قلت و لا أزال أقول ما الّذي ينقذ الآن الدّول أو الدّولة السّعوديّة بخاصّة بعد أن احتلّتها البريطان و الأمريكان أيضا باختيار من الحكومة السّعوديّة لو أرادت أن تستعصي بهذه الدّولة لا أحد يستطيع لأنّها أعني الحكومة السّعوديّة لم تستطع أن تقف على حدودها تجاه حدود العراق و قد عرفت بطريقة أو بأخرى و منها الظّنّ أنّ الدّولة العراقيّة ستهاجمها لن تستطع أن تقف أمامها فتستطيع أن تخرج من عقر دارها الدّولة الأمريكيّة و فيها قوّتها لذلك نحن ننظر الآن لإحدى العاقبتين و أحلاهما مرّ لكنّنا ماذا نفعل نختار الأمرّ أو ما دونه مرّا ؟ هكذا يجب المسلم أن يعالج الأمور فالآن لا شكّ و لا ريب أنّه إن انتصر الأمريكان على الشّعب العراقي تغيّرت خارطة البلاد العربيّة و صارت كلّها تحت يد اليهود و تحت استعمارها و هو استعمار أمريكي أمّا العكس لو فرضنا أنّ العراق انتصرت و ذلك ما نرجوه على الأمريكان و عاد الأمريكان و البريطان معهم خزايا ندامى مهزومين مقهورين ما الّذي نخشاه على الدّول العربيّة الإسلاميّة الّذي يخشى هو أنّه ينتشر حزب البعث في البلاد العربيّة هذا يخشى و لكن أيّهما أضرّ بالشّعوب الإسلاميّة أن تصبح البلاد مستعمرة يهوديّة أو ينتشر فيها هذا الحزب البعثي الّذي لا يمكن أن يستقيم أو أن تقوم له قائمة في البلاد العربيّة كلّها هذا من جهة . من جهة أخرى و هذه نقطة أرجو أن تنتبهوا لها الدّول الكافرة هي تمثّل شعوبها فشعوبها معها في مقاتلتها للمسلمين أمّا حزب البعث في العراق لا يمثّل الشّعب العراقي كحزب البعث عندنا في سوريّة لا يمثّل الشّعب السّوري و لذلك فلا ينبغي أن نتصوّر أنّه لو انتصر العراق ثمّ مدّ خرطومه و ذيوله إلى البلاد العربيّة الأخرى ليس معنى ذلك أنّ حزب البعث هو الّذي سيسيطر لأنّ حزب البعث لا يمثّل هذا الشّعب الّذي استطاع بأن يتغلّب على الكفّار كلّهم لا هذا قد يكون برهة من الزّمن ثمّ لابدّ أن يقضى على أيّ حزب سواء كان بعثيّا أو كان شيوعيّا و الواقع أكبر دليل بخلاف لو ما كانت السّيطرة للدّول الحاكمة الكافرة هذه فمعنى ذلك أنّ الشّعوب الكافرة هي الّتي استولت على البلاد المسلمة بخلاف لو ما انتصر الشّعب العراقي على الكفّار هؤلاء فليس معنى ذلك أنّ حزب البعث هو الّذي سيسيطر و إنّما قد يسيطر ثمّ هناك شيء أيضا يجب ملاحظته لو أنّ العراق انتصر و ذلك ما نرجوه حتّى تعود إليه قوّته السّابقة أنا في اعتقادي أنّ حزب البعث سيقضى عليه قبل أن يعود إلى قوّته السّابقة لأنّهم الآن كما تسمعون و ليس معنى ذلك أنّنا نصدّق كلّ ما نسمع سواء كان من هؤلاء أو من أولئك و إنّما يبدو أنّ هناك شيء من تمام الصّحوة الّتي كنّا نسمعها قبل هذه الفتنة لحقت بعض الرّؤوس إمّا كرها و إمّا استسلاما و طاعة و المصائب من فوائدها أنّها توقظ النّائمين من سباتهم العميق . لعلّي أطلت كثيرا في هذه الكلمة لكن لعلّ فيها فائدة إن شاء الله . لعلّك تترجم له بعض الشيء من الّذي سمعته و لو باختصار باسم الله.
المترجم : بالفرنسية
الجندي : بالفرنسية
المترجم : يا شيخ يقول لك علما بأنّ أراضي المسلمين أرض واحدة و علما بأنّ مثلا في العراق أصبح جهاد في سبيل الله و يقول نحن كمسلمين لماذا مثلا عندما نذهب إلى السّفارات بغداد لا يقبلون أنّنا ندخل الى بغداد و نحن مسلمون هم يطلبون مثلا جوازات و نحن نعلم أنّ في الدّول الإسلاميّة لا يوجد حدود ؟ فما هو جوابكم فضيلة الشّيخ .
الشيخ : بارك الله فيك هذا ..
سائل آخر : علما بأنّ الدّولة الجزائريّة لا تسمح له بالجهاد ولا تسمح لنا بالذهاب للجهاد يغلب على الظن ... .
الشيخ : لأنّه من المؤسف أنّ الدّول العربيّة حتّى العراق كانت إلى عهد قريب محكومة بالدّول الأجنبيّة مفهوم هذا الكلام ؟ و الدّول الإسلاميّة اليوم من حيث حكمها بالإسلام و تطبيقها لأحكام الإسلام تختلف قربا و بعدا من الإسلام و يؤسفنا أن نقول الحقيقة أنّ أبعد الحكومات الإسلاميّة عن الإسلام هي العراق و هذا ما يحمل كثير من النّاس أن ينحازوا حتّى هذه السّاعة الّتي وجدوا الجحيم ينصبّ على الشّعب العراقي لا يزالون ينظرون إلى الشّعب العراقي بأنّه شعب بعيد عن الإسلام و بخاصّة حينما يتذكّرون حزب العبث و لذلك فلا غرابة في هذا الّذي ترجمته عن الرّجل أنّهم لا يسمحون . كلّ الدّول العربيّة الآن هي لا تحكم برأيها فضلا عن أن تحكم بدينها و إنّما تراعي مصالحها الماديّة فذهابه هو فضلا عن عامّة أفراد المسلمين المتحمّسين لا يفيد شيئا الآن لماذا ؟ لأنّه حتّى الآن تعلمون أنّ الجيش العراقي ما أثبت وجوده على وجه الأرض صحيح أم لا ؟ يعني هذا الّذي يتحدّثون به كلّ الدّول المتحاربة أنّه القتال البرّي بعد ما بدأ و يتحزّرون و يتظنّون إلى آخره . فعامّة أفراد المسلمين لو أتيح لهم الذّهاب إلى هناك ماذا يستطيعون أن يفعلوا ؟ الجهاد الآن البشري ما بدأ بعد , و إنّما الجهاد القائم أو لنقل القتال القائم الآن هو قتال سلاحي مادّي فقط و لذلك كما سمعنا و الله أعلم أنّ السّفارات هذه لا تقبل هؤلاء الأفراد لماذا ؟ لأنّهم أعني الجيش العراقي الآن لا يريد أشخاصا بل يريد طعامهم , يريد سلاحهم , يريد مالهم ليستعين بذلك على قتال الأعداء أمّا كأشخاص فهم متوفّرون لديهم و بطريقة منظّمة و ممرّنة و و إلى آخره . أنها في اعتقادي مع أنّي لست عسكريّا و أرجو أن تترجم له هذه الملاحظة من شخص شرعي فقط أنا أتصوّر أنّ هؤلاء لو ذهبوا إلى العراق سيكونون ثقلا على الحكومة العراقيّة و الجيش العراقي لأنّه لازم يؤمنّوا لهم المأوى اللاّئم بهم و السّلاح الّذي يمكّنهم بمهاجمة أعدائهم و الطّعام و الشّراب بينما نحن نمدّهم بالطّعام و الشّراب من عندنا إذن سنكون ثقلا عليهم أمّا يوم تبدأ المعركة البريّة يمكن أنّ الشّعب العراقي حينئذ .أو الحكومة العراقيّة تتطلّب مساعدة بدنيّة من المسلمين يومئذ لكلّ حادث حديث . تفضّل .
السائل : خصوصيّة للأخ إبراهيم أنّه لديه خبرة عسكريّة حيث أنّه مارس ثلاثة عشر سنة في الجيش الفرنسي ما فيه خصوصيّة له ؟
الشيخ : هذه الخصوصيّة يجب أن تدرس بينه و بين المسؤولين هناك في العراق رأيت , يجب هو أن يدرس هو الموضوع مع المسؤولين هناك فإن وجدا أنّهم بحاجة إلى مثله أخذوه بكلّ وسيلة ممكنة أمّا هو يطرح نفسه لا .
الحلبي : شيخنا حدّثنا بعض الإخوة العراقيّين من الطّلاّب في بعض البلاد قالوا نحن ذهبنا إلى السّفارات العراقيّة في بلادنا يعني في البلد الّذي نحن في فيه قلنا لهم إذا أنتم بحاجة لنا ؟ قالوا لا نحن لسنا بحاجة لكم الآن .
المترجم : نترجم له الآن ؟
الشيخ : تفضّل .
المترجم : بالفرنسية .
السائل : ... ما هو حكم القيام ببعض العمليّات في بعض الدّول الأوروبيّة و الأمريكيّة المحاربة للإسلام يعني من اغتيالات لبعض الشّخصيّات البارزة أو القيام بتفجير بعض المصالح . فما هو حكم ضرب مصالحهم في البلاد العربيّة ؟
الشيخ : أنا سئلت هذا السّؤال مرارا و تكرارا و جوابي كالتّالي , أوّلا هناك فرق في هذه العمليّات بين أن تكون من فرد يعيش في دولة إسلاميّة و هذه الدّولة لا تسمح بالقيام بمثل هذه التّخريبات حينئذ نقول لا يجوز . لأنّ سياسة الدّولة العامّة أن لا تعادي تلك الدّولة الّتي يراد تخريب أو القضاء على بعض مصالحها . فحينئذ إذا ما تولّى الأفراد القيام بمثل تلك التّخريبات يمكن أن يصدق عليه المثل الّذي يقول " كمثل من يبني قصرا و يهدم مصرا " لأنّ السّياسة العامّة للدّولة لا يمكن أن يتبنّاها فرد أو أن ينفّذها فردا و لو من زاوية معيّنة لأنّ هذا الفرد لا نستطيع أن نتصوّر أنّه باستطاعته أن يعرف فلنقل المثل العربي " كيف تؤكل الكتف " واضح؟ هذا إذا كان نفس الدّولة المسلمة الّتي هو يعيش فيها و ينصاع لأحكامها ما لم تكن طبعا مخالفة لكتاب الله و ما لم يكن مضطرّا على المخالفة . أمّا إذا كان خارج البلد هو يعيش في بلاد أجنبيّة من الدّول المحاربة حينئذ نقول له أن يفعل ذلك إذا غلب على ظنّه تغلّب المصلحة على المفسدة واضح هذا الكلام والا يحتاج إلى تفصيل ؟
السائل : بالنّسبة إليّ واضح .
الشيخ : اه كويس فإذن هذا سؤالك وإلا سؤاله هو؟
السائل : هذا سؤالي .
الشيخ : اذنه هات غيره .
السائل : في سؤال آخر ما هو واجب المسلمين اتّجاه حكّامهم إذا ظهر من هؤلاء الحكّام أمور مخالفة للشّرع مثل تحكيم غير شرع الله و إباحة الزّنا و الرّبا و الخمر و موالاة الكفّار و البراءة من المسلمين إلى آخره ؟
الشيخ : أمّا ما هو حكم المسلمين تجاه هؤلاء الحكّام فهو كما نقول نحن مبدئيّا لا شيء . مبدئيّا لا يجب عليهم شيء تجاههم لكن يجب عليهم كلّ شيء تجاههم و كيف هذا ؟ لا يجب عليهم تجاههم شيء آنيّا لكن يجب عليهم مستقبليّا كلّ شيء و ذلك لا يتحقّق إلاّ بما نسمّيه نحن " بالتّصفية و التّربية " و ذلك بأن يعنى المسلمون الّذين حقيقة يريدون أن يتّخذوا موقفا إسلاميّا تجاه هؤلاء الحكّام الّذين لا يحكمون بما أنزل الله هؤلاء يجب عليهم أن يعيدوا في أنفسهم سيرة سلفهم الصّالح و بخاصّة السّلف الأوّل الّذين كان عليهم نبيّنا صلوات الله و سلامه عليه . نحن نقول لابدّ من التّصفية و التّربية بين يدي ذلك لماذا ؟ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم الّذي بعث في مكّة لم يصنع شيئا من معاداة الكفّار و من أن يتّخذ تجاههم موقفا عدائيّا حربيّا و إنّما اتّخذ تجاههم موقفا دعويّا كما يقولون اليوم من حيث الدّعوة إلى لا إله إلاّ الله , إلى عبادة الله وحده لا شريك له . و استمرّ كما تعملون على ذلك ثلاثة عشر سنة و هو في مكّة ثمّ هاجر و القصّة معروفة لدى المسلمين جميعا في هذه السّنوات العشر زائد ثلاث سنين لم تكن وظيفة الرّسول عليه السّلام سوى الدّعوة أي تعليم من استجاب لدعوته ما يلزمهم من أن يتعرّفوا على أحكام دينهم الّتي كانت تنزل تترى واحدة بعد أخرى . و كان و لا شكّ عليه الصّلاة و السّلام يعنى بتعليم أصحابه و تربيتهم على هذا الإسلام المصفّى و لذلك لمّا ابتلوا و عذّبوا صبروا صبرا عظيما جدّا حتّى أذن لهم من ربّهم تبارك و تعالى بالهجرة الأولى إلى الحبشة مرّتين كما هو معلوم ثمّ بالهجرة الأخيرة إلى المدينة المنوّرة ثمّ بدأ الرّسول عليه السّلام هناك يضع النّواة لإقامة الدّولة المسلمة الآن أنتم إذا نظرتم إلى العالم الإسلامي كلاّ أو نظرتم إليه جزءا في بعض البلاد فسوف لا تجدون شعبا يصدق عليه بأنّه تعلّم تعلّما إسلاميّا صحيحا زائد تربّى على هذا الإسلام الصّحيح هذا لا وجود له و لذلك فنحن نعتقد جازمين أنّ أيّ تحرّك حزبي أو تكتّل سياسي لا يكون على هذا الأساس أي لا يعيد إلى أذهان المتحرّكين ما فعله إذا صحّ هذا التّعبير لأنّي أوّل مرّة أقوله سيّد المتحرّكين و هو الرّسول عليه الصّلاة و السّلام إلى هؤلاء الّذين يتحرّكون بأحزاب كثيرة و متعدّدة المناهج إذا لم يسلكوا مسلك الرّسول عليه السّلام الّذي ينحصر في أساسين اثنين أو ركيزتين عظيمتين التّصفية و التّربية فلا فائدة من هذه التّكتّلات و من هذه الحزبيّات إطلاقا مذكّرا أقول هذا مذكّرا بأنّ هناك فرقا كبيرا جدّا بين المسلمين اليوم من حيث ما يجب عليهم تحقيقه من التّصفية و بين المسلمين الأوّلين , المسلمون الأوّلون لم يكونوا بحاجة إلى تصفية لأنّ الوحي كان ينزل عليهم صفوا غير مشوب بأيّ شيء دخيل على الإسلام و هذا أمر بدهي ظاهر جدّا أمّا اليوم فأنتم تعلمون أنّ الإسلام صدق فيهم قوله عليه السّلام وأكثر في الحديث المعروف ( و ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة ) إلى آخر الحديث . الآن هل المسلمون الّذين يريدون أن يتحرّكوا هل هم يتحرّكون على أساس من التّصفية و التّربية ؟ في ظنّي لا . لأنّ هذه التّصفية تحتاج إلى زمن طويل و مديد كم من السّنين احتاج ضدّ التّصفية تعلمون ماذا أعني بضدّ التّصفية يعني كم مضى على الإسلام و يدخل فيه ما ليس من الإسلام سنين كثيرة و كثيرة جدّا , خاصّة بعد القرون الثّلاثة المشهود لها بالخيريّة إذن فكما نعلم دائما و أبدا إذا كان التّخريب يحتاج إلى جهد و تعب و البناء يحتاج إلى تعب أكثر و إذا كان التّخريب الّذي يقترن به تعب هو أسهل من التّعمير فإذن التّعمير أصعب و يأخذ زمنا . إذن نحن الآن لا يوجد لدينا ذاك الإسلام الّذي كان في عهده عليه السّلام الّذي عبّر عن جزء منه حينما قال عليه السّلام في حقّ عبد الله ابن مسعود ( من أراد أن يقرأ القرآن غضّا طريّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) فهل الإسلام اليوم غضّ طريّ ؟ الإسلام ككلّ هل هو غضّ طريّ كما أنزل ؟ لا . فهناك اختلاف في العقائد و اختلاف في الأحكام و اختلاف في السّلوك و أوضح شيء قضيّة الأحاديث الضّعيفة و الموضوعة الّتي يعرفها الأطفال الصّغار أنّ السّنّة ليست مصفّاة كما كانت يوم كان الرّسول عليه السّلام يلقّنها أصحابه . إذن فنحن بحاجة إلى هاتين الرّكيزتين " التّصفية و التّربية " و على هذا نحن ندندن و لذلك قلنا ما قلنا آنفا هو و كلّ أفراد المسلمين نأمرهم بأن يتعلّموا الإسلام و أن يستعينوا بقدر إمكانهم على أن يفهموه كما أنزل و أن يربّوا أنفسهم تربية ما يكون تعلّمهم للعلم كما يقولون للعلم فقط و إنّما يكون و للعمل أيضا (( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ثمّ تردّون إلى عالم الغيب و الشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون )) . نعم .
السائل : حتّى يا شيخ لو رأينا من هؤلاء الحكّام كفرا بواح حتى يا شيخ مثلا لو رأينا منهم كفرا بواحا ؟
الشيخ : عفوا حتّى تفعل ماذا ؟
السائل : لا . ماذا نفعل إذا رأينا منهم كفرا بواحا
الشيخ : الجواب ما سمعت .
السائل : ما سمعته .
الشيخ : ما سمعت آنفا منّي .
السائل : حتّى و لو أخرجنا من ديارنا .
الشيخ : الله أكبر ! الرّسول أخرج من دياره . سبحان الله ! لا اسمع نحن أوسع ممّن قد يظنّ البعض نحن نقول الكلام الّذي ندين الله به لكن خلينا نتوسّع قليلا . ماذا بإمكاننا أن نفعل إذا ما رأينا كفرا بواحا ؟ ماذا بإمكاننا و نحن لم نحقّق الرّكيزتين السّابقتين ؟ ماشي السّؤال واضح ؟
السائل : واضح نعم .
الشيخ : طيّب . الجواب ما هو ؟
السائل : الجواب أن تكون عدّة يا شيخ . عدّة علميّة , عدّة حربيّة ..
الشيخ : و هذا الّذي ندندن حوله , لكن ماذا أجبتني ماذا نفعل يعني تجاه هؤلاء الكفّار الّذين رأينا منهم كفرا صراحا . ماذا نفعل ؟ هل عندنا غير أن نعيد التّاريخ الأوّل ؟ ماذا فعل الرّسول عليه السّلام حينما رأى الأصنام على ظهر الكعبة ؟ ماذا فعل ؟ هل حطّمها ؟
السائل : و لكن تبرّأ منها يا شيخ .
الشيخ : ما أجبتني .
السائل : ما حطّمها و لكن تبرّأ منها .
الشيخ : فإذن التبرؤ كيف كان ؟
السائل : كان باللّسان .
الشيخ : طيّب هذا الّذي نقوله . أراك تنهزم بسرعة اثبت .
السائل : يعني في حديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان يرفع السّكين في الطّور المكّي و يقول لمشركي قريش ( جئتكم بالذّبح ) .
الشيخ : كان يرفع السّكّين
السائل : يعني السيف
الشيخ : يعني هذه حاشية من عندكم أمّا قوله ( جئتكم بالذّبح ) فهذا صحيح أمّا أنّه بالسّكين يرفعها فهذه حاشية من عندكم أو ممّن أسمعكم ذلك .
الحلبي : و في الطّور المكّي يقول .
السائل : في الطور المكي
الشيخ : ما ادري الآن أنت تذكرنا
السائل : جئتكم بالذبح
الشيخ : معليش معليش نحن نعرف هذا الحديث لكن الآن التّساؤل هل هو في الطّور المكّي أو المدني ؟ و سواء كان هذا أو هذا فذلك لا يعني فسبحان الله ! أنا أحمد الله عزّ و جلّ أنّ الّذي يحيى و يعيش مع السّنّة يتأثّر بها , أنا قلت لكم آنفا كلمة أنسيتها لعلّه بعض الإخوان يذكّرني إيّاها بالنّسبة لما يتعلّق بالدّولة قلت
الحلبي : رجل ملة لا رجل دولة
الشيخ : لا قبل قلت كلمة أنّه يعني نحارب الدّولة أو لا نحاربها ؟ نحاربها و لا نحاربها , تذكّرتم هذه الكلمة ؟
الحلبي : نعم .
الشيخ : آه فقولي نحاربها هو الذّبح لكن ليس هو الذّبح المستعجل الّذي يتبادر إلى الذّهن , هو الذّبح الآجل يعني نحن نتهيّأ للقضاء على هذه الطّواغيت أمّا الآن فنحن لا نستطيع أن نعمل شيئا . كثيرا ما أقول لابدّ أنّه وصلكم شيء من رشاش من كانوا يسمّون قديما بجماعة التّكفير و الهجرة و الآن يسمّون بالمجاهدين أو الجهاد لابدّ بلغكم شيء من دعوتهم .
السائل : هذا الّذي يقال الآن ... .
الشيخ : أنا أعرف هذا فهؤلاء يرفعون صوتهم عاليا في محاربة الحكّام الّذين يحكمون بغير ما أنزل الله أليس كذلك ؟ طيّب , هؤلاء لا نتكلّم عن مقاصدهم و طواياهم هذا علمه عند ربّي لكنّي أقول هؤلاء أطفال مغرّر بهم أنا أقول لهؤلاء قاتلوهم هاهم أمامكم في كلّ بلاد الإسلام هل يستطيعون أن يعملوا شيئا ؟! نعم عملوا شيئا و ما عملوا شيئا أنا أكرّر هذه النّغمة المتعارضة عملوا شيئا و ما عملوا شيئا . عملوا شيئا أهلكوا ناسا كثيرين في سبيل إقامة الحكم بالإسلام و ما عملوا كلّكم يذكر ما وقع في المسجد الحرام , فتنة المسجد الحرام ثمّ فتنة مصر و فتنة سوريّة فماذا كانت العاقبة ؟ رجعت الدّعوة القهقرى ما شاء الله من سّنين ذلك لأنّهم يبتلون بالاستعجال بالأمور و هناك حكمة تقول " من استعجل الشّيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " فهؤلاء الآن يرفعون أصواتهم عالية و يفرّقون بين الجماعات الإسلاميّة بأنّ هؤلاء لا يقاتلون هؤلاء الحكّام , طيّب أهم يقاتلون ؟ هم لا يفعلون شيئا سوى أن يزيدوا في الفرقة فرقة و أن يزيدوا في المسلمين ضعفا و إلاّ فهم لا يستطيعون أن يقاتلوا هؤلاء الحكّام و هم مستعدّون بكلّ سلاح مادّي و أولئك الّذين يزعمون بأنّه يجب علينا أن نقاتل هؤلاء لأنّنا كفرا بواحا ثمّ لا يفعلون شيئا لماذا ؟ لأنّهم ما استعدّوا كما قال تعالى (( و لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة )) فإذن نحن نتّخذ العدّة و هي على الرّكيزتين السّابقتين ذكرا لابدّ من التّصفية و التّربية و هؤلاء الّذين ينتمون الآن إلى الجهاد هم الحقيقة ليس فيهم شيخ أوّلا أعني بالشّيخ لغة ليس فيهم شيخ مسنّ يعني جرّب الأمور و عرف أوضاع النّاس و الشّعوب و طبائعهم و أخلاقهم إلى آخره فضلا على أن يكون فيهم شيخ لغة و علما كلّهم من الأحداث الّذين جاء ذكرهم في بعض أحاديث الخوارج الأوّلين ( حدثاء الأحلام ) و لذلك فلا ينبغي أن نغترّ بمثل هذه الاستعمالات للقضاء على الحكم بغير ما أنزل الله لإقامة الحكم بما أنزل الله لأنّ الأمر لا يكون بمجرّد هذه العواطف الجامحة الّتي لا حدود لها و ما أحسن ما قيل
" أوردها سعد و سعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " غيره .
السائل : ما هي ضوابط تعريف بلاد الإسلام و بلاد الكفر ؟ و كيف تصير بلاد إسلام بلاد كفر و العكس ؟
الشيخ : نعم , هذه مسألة بلا شكّ عالجها الفقهاء المتقدّمون و اختلفوا كما هو شأنهم في كثير من المسائل و لم يستطيعوا أن يضعوا جوابا حاسما للخلاف يمكن الاطمئنان إليه و الاعتماد عليه فأنا أقول أيّ إقليم يغلب عليه المسلمون و لو كان حكّامهم لا يحكمون بما أنزل الله كلاّ أو بعضا فذلك لا يضرّ و لا يخرج ذلك الشّعب عن كونه شعبا مسلما و لا يجوز مقاتلته فيما لو كان هناك دولة إسلاميّة لأنّهم إذا دعوا إلى الإسلام فسوف يستجيبون له و ينقلبون تماما مع ذلك الدّاعي المسلم على الحكومة الّتي تحكم فيه بغير ما أنزل الله فإذن نحن لا نجعل الشّعب المسلم بسبب حكم حكّامهم بغير ما أنزل الله أنّها أرض غير إسلاميّة و أنّه يجوز مقاتلتهم و فرض الأحكام الّتي تترتّب على دار الحرب و ليس على دار السّلم هذا الّذي نعتقده و ندين الله به و الله أعلم لأنّني قلت تحدّثوا قديما في هذه المسألة و ما ذكروا دليلا حاسما للموضوع لكنّنا نحن نعلم الآن أنّه حدّثوا ما شئتم عن أيّ بلد فالشّعب الجزائري شعب مسلم , الشّعب السّوري شعب مسلم , الشّعب الأردني كذلك و قيسوا على ذلك إلى آخره لكن القوانين الّتي تطبّق عليهم الكثير منها أو أكثرها هي ليست إسلاميّة لذلك لا نجعل هذه الشّعوب غير مسلمة تماما كما قلت آنفا , حزب البعث في سوريّة لا يجعل المسلمين بعثيّين , حزب البعث في العراق لا يجعل العراقيّين غير مسلمين و لذلك نفرّق نحن بين الحاكم و بين المحكومين و حينما نقول يجب مناصرة الشّعب العراقي فذلك لا يعني مطلقا أنّه ليس أن نقول فذلك لا يعني أنّه يجب مناصرة الحزب البعثي أو مناصرة رئيس حزب البعث بل ذلك لا يعني أنّه يجوز مناصرته لكن الشّعب هو الّذي يجب مناصرته .
السائل : يا شيخ السّؤال يعني بالضّبط ليس هكذا نحن نريد أن نعرف و أنا شخصيّا قرأت أنّ ابن القيّم رحمه الله رجّح قول الجمهور على أنّ الدّار الّتي تعلوها إن كان صحيحا تعلوها أحكام إسلاميّة فهي دار إسلام و قد استدلّوا بخيبر عندما ... أهل خيبر أهلها كلّهم أهل ذمّة و عندما النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أمّر عليها صحابيّا فأصبحت دار إسلام لأنّها تعلوها أحكام إسلاميّة , أمّا الدّار الّتي تجري عليها نحن نعلم أنّ الأحكام الّتي تجري الآن هي اشتراكيّة أو قوانين وضعيّة فالدّار الّتي تجري عليها الأحكام الوضعيّة هل هي دار إسلام أم دار كفر بغضّ البصر عن الشّعوب ؟ و زيادة على هذا سئل ابن تيميّة و أنت أعلم منّي في هذا في قرية ماريدان عندما كانت دار إسلام فسئل فقال هي ليست بالمنزلتان فنرجو توضيح هذه المسألة .
الشيخ : أنا أظنّ أجبت عن هذا في ما سبق آنفا و لابدّ فيما يبدو من الإعادة , ماذا يترتّب من الأحكام حينما نقول هذه دار حرب و نقول هذه دار إسلام ؟ هذه دار حرب ما الّذي يترتّب عليها من الأحكام ؟ أليس أوّل ذلك مقاتلتها ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيّب , أنا تعرّضت للجواب عن هذا الإشكال أو هذا السّؤال لمّا قلت لو كان هناك دولة مسلمة تطبّق شريعة الله فهل تقاتل الشّعب الجزائري أو السّوري ؟ قل لي بناء على ما ذكرت من النّقل عن ابن القيّم و ابن تيميّة .
السائل : أعد يا شيخ بارك الله فيك .
الشيخ : قلت آنفا و أعيد ما قلته آنفا فأقول إذا كان فرضنا أنّه يوجد أو سيوجد يوما ما و هذا لابدّ منه دولة تحكم بما أنزل الله هل هذه الدّولة هي ستقاتل الشّعب السّوري و يصل إلى كلّ الشّعوب الأخرى الّتي على البحر المتوسّط و منها الجزائر و منها ليبيا و ما أدراك ما ليبيا و تونس و ما أدراك ما تونس هل هذه الشّعوب هي إسلاميّة أم غير إسلاميّة ؟ الجواب إسلاميّة . هل هذه الدّول تحكم بما أنزل الله ؟ الجواب لا . فإذن هذه الدّولة الّتي افترضناها أنّها ستكون تحكم بما أنزل الله تقاتل هذه الشّعوب المسلمة ؟
السائل : و لكن يا شيخ ..
الشيخ : لا لا عفوا أنت لا يخفاك قولك و لكن للاستدراك على ماذا تستدرك ؟ ما قلت شيئا لتستدرك عليه أنت فأنت أجب على سؤالي .
السائل : سأجيب عن السّؤال ..
الشيخ : تفضّل .
السائل : يا شيخ نحن الآن عقيدة أهل السّنّة و الجماعة أنّهم يحكمون بالظّاهر .
الشيخ : ما أجبتني . يا شيخ قل نعم أو قل لا ثمّ اشرح ما شئت .
السائل : قلت لا يا شيخ بطبيعة الحال لا يقاتلون الشّعوب الإسلاميّة .
الشيخ : لكن هذا هو لوازم القول الّذي نقلته آنفا و لذلك أنا أحرص أن يكون جوابا مختصرا حتّى ما ندخل في متاهات نحن في غنى عنها . فمادام تقول الآن أنّ هذه الدّولة الّتي تحكم بما أنزل الله لا تقاتل هذه الشّعوب المسلمة إذن كيف ينطبق عليها ذلك التّعريف و التّعريف صادق فيها أليس كذلك ؟ التّعريف الّذي نقلته صادق منطبق على هذه الشّعوب لأنّ الّذين عليهم من الحكّام لا يحكمون بشريعة الإسلام إذن كيف نوافق صار فيه ناقض و منقوض , صار فيه ليل و نهار , صار فيه حقّ و باطل فلابدّ من التّفريق بينهما . أنا أعتقد التّفريق هو ما قلت لك آنفا .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : يا شيخ فيما يخصّ قضيّة الاستعانة بالمشركين و موالاة المشركين هل هذه تعدّ ردّة أم لا ؟
الشيخ : الجواب في ظنّي أنّ السّائل يعتقد معي أنّ الكفر ينقسم إلى قسمين باعتبار ما : كفر اعتقادي و كفر عملي . أليس كذلك ؟ أنت معنا في هذا التّقسيم أو ما عندك فكرة واضحة حوله ؟
السائل : عندي فكرة في هذه القضيّة .
الشيخ : حسن جدّا و من تمام الفكرة أنّ أيّ عمل يقترن به نيّة فإذا أردنا أن نقول جوابا عن سؤالك موالاة الكفّار هل هو كفر ردّة ؟ يجب أن نطبّق التّعريف السّابق الكفر كفران , كفر قلبي و كفر عملي فسؤالك إمّا أن يتعلّق بما يتعلّق بالقلب سلبا أو إيجابا فيعطى له الحكم أي إذا كان الموالي للكفّار يفعل ذلك معتقدا جواز ذلك فمعلوم أنّ هذا لا يجوز شرعا باتّفاق العلماء فهذا هو الرّدّة بتمامها و إذا كان إنّما يفعل ما يفعل من الموالاة كما يفعل العصاة كلّهم من استحلالهم عمليّا لمّا حرّم الله و مع ذلك ما يخرجهم العلماء من دائرة الإسلام إلاّ إذا ظهر من أحدهم أنّه لا يستحلّ ما يفعله من المحرّمات عمليّا فقط بل و قلبيّا أيضا فحينئذ نقول هذا ارتدّ عن دينه لعلّي أجبتك عن سؤالك ؟
السائل : فقط تعريف هذا يا شيخ كيف نعرفه بحكم أنّنا نحن لا نعلم الغيب نحن نحكم بالظّاهر كيف نعرفه يا شيخ ؟
الشيخ : حسنا بنفس الطّريق الّذي ستعرف كيف نحكم على هذا الّذي يأكل الرّبا , هل عمله كفر ردّة أو كفر عمل ؟ كيف تعرف ؟
... يا شيخ ... .
سامع أنا وشوشة ما أدري وسوسة فيه هكذا شيء ؟
سائل آخر : وشوشة أنا أقول له لازم تذهب و تبلغهم ..
السائل : يعني إقامة الحجّة و البيّنة ؟ أو ألا ترى يا شيخ أنّ هؤلاء بحكم أنّهم يعيشون مثلا في بلد مسلمين و لا أقصد يعني هؤلاء الّذين تحالفوا بعضهم مع بعض , ألا تقصد أنّهم يعيشون بين أيدي علماء و بين بلدة مسلمة كيف تقام عليهم الحجّة و هم يعني ... .
الشيخ : هذه مشكلة ما زالت الوشوشة قائمة ؟, يعني إذا كان بعض الأفراد يعيشون في مجتمع فيه علماء هل معنى ذلك أنّ هذا المجتمع لا يعصي الله ؟
السائل : يعصي الله يا شيخ . و لكن هنا تختلف هذه ليست معصية .
الشيخ : ما كان بحثنا تختلف أو لا تختلف نحن يجب أن نمشي إلى توضيح الأمور ليس بطريق القفز لأنّ هذا لا يفيد لأنّ الّذي يقفز بسرعة يهوي بسرعة . هل هناك في ذاك المجتمع الّذي ابتلي مع الأسف بموالاة الكفّار قبل هذا الابتلاء كان هناك من يتعامل بالرّبا ؟كانت هناك بنوك تتعامل بالربا
السائل : نعم .
الشيخ : هل كان الفرق بين هؤلاء الّذين يأكلون الرّبا و يطعمون الرّبا في تلك البلاد فرق بينهم و بين البلاد هذه الأخرى من حيث الحكم الشّرعي لماذا ؟ ماذا تلاحظ حينما هنا تقول لا فرق و هناك تقول يوجد فرق انظر الآن كيف الإنسان العجل يقع فيما لا يحبّه ما الفرق بين هذا و هذا أو ليس واضحا كلامي ؟ ليس واضحا أين هذا الّذي كان عم يوشوش ؟