About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 468
الشيخ : ماذا تلاحظ حينما تقول هنا لا فرق و هناك تقول يوجد فرق , انظر الآن كيف الإنسان العجل يقع فيما لا يحبّه ما الفرق بين هذا و هذا ؟
أو كلامي ليس واضحا ؟ أين هذا الّذي كان يوشوش ؟ شو رأيك فهمت سؤالي ؟
السائل : أنا فاهم سؤالك يا شيخ .
الشيخ : شو جوابك ؟
السائل : نفس الإستعانة نفس أكل الرّبا , المعصية واحدة .
الشيخ : يعني , لا ليس هذا السّؤال . السّؤال أنّه هل هناك فرق في هذه المعصية بين بلد يعيش أهله بين علماء و بلد آخر قلّ فيه العلماء كما يريد أن يقول صاحبنا الجزائري , هل هناك فرق ؟
السائل : لا يوجد فرق .
الشيخ : هو ما ظهر له بعد . لماذا لم يظهر لك ؟
سائل آخر : لا لا يوجد فرق يا شيخ .
الشيخ : لكن أنت فرّقت .
سائل آخر : لا ما فرّقت يعني هل نجعل ... .
الشيخ : أنت نسيت ما قلت , قلت مستدركا عليّ لكن هناك فرق يا شيخ . أنت قلت هذا .
سائل آخر : نرجو من فضيلتكم يعني تفسير هذا الفرق لكن يتبيّن لنا الحقّ .
الشيخ : معليس لكن أنا لا أعترض بما تقول , ليس هناك فرق بارك الله فيك , الفرق يتصوّر بالنّسبة لشخص يعلم أنّه هذا حرام و لا شخص لا يعلم أنّه حرام هذا فرق معترف به, يعني مثلا هذا أخونا الّذي أنعم الله عليه بالإسلام إبراهيم هذا لاعتبار أنّه حديث عهد بالإسلام و كان لمّا كان في ضلاله القديم يشرب الخمر و ربّما لا أقول عنه بالذّات و ربّما غيره و ليس بعيدا أسلم و لا يزال يشرب الخمر ممكن هذا أم لا ؟
سائل آخر : ممكن
الشيخ : و يشرب الخمر و هو لا يدري أنّه محرّم , ممكن هذا أم لا ؟
سائل آخر : ممكن .
الشيخ : لكن هذا في بلاد الإسلام موش ممكن . هذا الفرق موجود أمّا أنا أقول الآن الرّبا حرام سواء كان ربا سعوديّا أو كان أردنيّا أو سوريّا أو جزائريّا , هل هناك فرق ؟
سائل آخر : لا يوجد فرق .
الشيخ : اسمح لي , هل كلّ هؤلاء في كلّ هذه البلاد سواء من حيث القول فيهم إنّهم كفّار كلّهم مرتدّون عن الإسلام لأنّهم يستحلّون ما حرّم الله
أو كلّهم مسلون و إن كانوا يستحلّون ما حرّم الله أم قد يكون بعضهم كفّارا مرتدّين عن الدّين و بعضهم لا يزالون مسلمين ماذا ترى في هذا التّقسيم العادل ؟ أراك ضعت عنّي .
الحلبي : رفع الرّاية البيضاء شيخنا .
الشيخ : يبدو أنّه ضاع .
سائل آخر : يا شيخ أنا أقصد في كلامي هذا أولى للحكّام يعني معروف آل سعود أو الكويتيّين أو المصريّين أو أيّ حاكم سواء الجزائريّين فنحن يا شيخ هل نعلم أنّ هؤلاء ظاهرهم يوالون أعداء الله و لا يتبرّؤون منهم فهل هذه و أنا أريد جواب دقيق جدّا فهل هذه ردّة أمن لا ؟
الشيخ : ما جوابك بالنّسبة للذّين يأكلون الرّبا و هم يعلمون تحريمه ؟ ما جوابك الّذي أنت مطمئنّا له ؟
سائل آخر : يمكن أن يأكل الرّبا و هو ليس معتقدا .
سائل آخر : إذا كان مستحلاّ ... .
الشيخ : أحسنت .
سائل آخر : اي نعم معروف هذا ... .
الشيخ : احفظ , لا يظهر أنّ هذا المعروف يصبح في كثير من الأحيان مجهولا و الآن هذا هو الواقع احفظ هذه الكلمة ما قولك في الّذين يأكلون الرّبا هل هم كفّار ؟
سائل آخر : إذا كانوا مستحلّين لهذا فهم كفّار خارجين عن الملّة و إن لم يكونوا مستحلّين ... .
الشيخ : و إذا قلت هذا الكلام في أولئك الحكّام الّذين يوالون أعداء الله تكون مخطئا ؟
سائل آخر : لا لا أكون مخطئا .
الشيخ : فهو أنا هذا . إذا التقينا ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : ليس الموالاة في حدّ ذاته كفرا . كفر ردّة و لكنّه معصية كبيرة فمن استحلّها بقلبه كالّذي استحلّ الرّبا بقلبه كلاهما ارتدّ عن الإسلام و من لم يستحلّ بقلبه هذه المعصية و تلك فلا يزال في دائرة الإسلام و أذكّرك بما فعل حاطب بن أبي بلتعة تذكر حديثه ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : هل كفر ؟
سائل آخر : لا ما كفر .
الشيخ : لم مع أنّه والى المشركين و في قضيّة خطيرة جدّا .
سائل آخر : أخبر عن أمور المسلمين ... .
الشيخ : أمور المسلمين و عليهم سيّد المرسلين
سائل آخر : و لكن ... .
الشيخ : و لكن للإستدراك أنت تستدرك على ماذا ؟ لا يوجد شيء يستدرك عليه أنا الآن أسألك أليس هذا قد والى المشركين ؟ إذا ما كفر أليس كذلك ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : إذا ليس كلّ موالاة كفر ردّة . واضح إلى هنا ؟
سائل آخر : واضح .
الشيخ : ... هو الّذي اقترن بالإستحلال بالقلب و آنفا أنت قلت نحن ليس لنا أن نشقّ عن قلوبهم لنا الظّاهر طيّب , أنا أسألك الآن هذا الظّاهر الّذي أنت تركن إليه في مسألة الموالاة المحرّمة إسلاميّا ما هو هو أنّهم عصوا ربّ العالمين (( و من يتولّهم منكم فإنّه منهم )) هذا هو الظّاهر لكن هذا الظّاهر اتّفقنا على أنّه محرّم لكن ماهو الظّاهر الّذي دلّك على أنّه هذا الإستحلال ظاهري هو استحلال باطني أيضا ؟ عندك دليل على هذا ؟
سائل آخر : عندي ظاهرهم يا شيخ أنا أظنّ أنّ الباطن قد يوافق الظّاهر , نتكلّم مع الشّيخ لكي نتعلّم هذه فرصة لعلّها لا تتاح لنا مرّة أخرى .
الشيخ : أنا أذكّرك مرّة أخرى بأن لا تكون من المقدقدين لأنّ هذه قد قد تقابل بقد مثلها أليس كذلك ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : إذا ارفع كلمة قد و أجب عن سؤالي . هؤلاء الّذين والوا المشركين ظاهرهم أنّه خالفوا نصّ القرآن الكريم هذا لا يوجد في إشكال لكن كيف توصّلت أو تريد أن تتوصّل لباطنهم و تقول أنّ هؤلاء استحلّوا موالاة الكفّار بقلوبهم هل لك سبيل إلى ذلك أن تكشف على ما في قلوبهم ؟
سائل آخر : ليس لي سبيل .
الشيخ : إذا تبقى عند الظّاهر .
سائل آخر : نبقى عند الظّاهر .
الشيخ : ما هو الظّاهر ؟ أنّهم خالفوا نصّ القرآن الكريم . و هذا ليس موضع خلاف .
السائل : يا شيخ أريد أن تشرح لي قضيّة مثلا البخاري الله أعلم بوّب باب الرّدّة عندما قاتل مانعي الزّكاة , يعني كيف تفسّر هذا يا شيخ ؟ بحكم أنّهم تركوا الزّكاة قاتلهم أبو بكر الصّديق و سمّيت حرب الرّدّة .
الشيخ : التّفسير بارك الله فيك أنت ستجيبني عنه كيف تفسّر قتل الزّاني المحصن ؟ مالكم لا تنطقون ؟ كيف تفسّر يا أخي ؟
سائل آخر : حدّا .
الشيخ : إذا الّذي يمنع الصّلاة يقاتل , يمنع الزّكاة يقاتل , يمنع الصّيام يقاتل المهمّ لا تربط بين المقاتلة و بين الكفر لا تلازم بين مقاتلة قوم و بين كونهم مرتدّين و أكبر شيء عندك مشكلة السّاعة (( و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله )) قاتلوا الّتي تبغي لأنّها كفرت ؟ لأنّها بغت .
السائل : و لكن ... .
الشيخ : و لكن احذفها من قاموسك . (( فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله )) مقاتلة طائفة من المسلمين لا نستلزم من مجرّد المقاتلة أنّ هؤلاء المسلمين كفّار مرتدّين مخلّدين في النّار يوم القيامة لا نستلزم هذا . الآن قاتل أبو بكر أولئك النّاس الّذين امتنعوا من الزّكاة هذه المقاتلة لا تعني أنّه قاتلهم على أساس أنّهم مرتدّين عن دينهم بمجرّد امتناعهم من أداء الزّكاة . الآن ألا تعلم أنّ هناك أغنياء كثيرون أصحاب ملايين مملينة إذا صحّ التّعبير لا يؤدّون زكاتها ؟ هل تقول هؤلاء كفّار مرتدّون عن دينهم ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذا لو كان الآن دولة مسلمة ستؤيّد دولة الخلافة الرّاشدة و أوّلها أبو بكر الصّديق أي سيقاتل هؤلاء الممتنعين عن أداء الزّكاة . إذا اجمع الآن في ذهنك يقاتلون لأنّهم امتنعوا من الزّكاة و لا يقاتلون على أنّهم مرتدّون عن دينهم لأنّك ما حكمت أنّ تارك الزّكاة مرتدّ عن دينه . فإذا لا تلازم لمقاتلة الخليفة لقوم أنّهم قتلوا لأنّهم مرتدّون و إنّما أعود لأقول قد يكونون مرتدّين و قد لا يكونون أنا لا أقول قد واحدة أقول اثنتين , قد يكونون مرتدّين و قد لا يكونون مرتدّين و أتبعها بقد ثالثة قد يكون بعضهم مرتدّا و بعضهم غير مرتدّ و هذا موجود في العالم كلّه . الّذي نقول قد يكون مرتدّا أي استحلّ منع الزّكاة و هذا يروى عن بعضهم أنّه يحتجّ بقوله تعالى (( خذ من أموالهم )) الخطاب موجّه للرّسول , الآن الرّسول راح . فإذا نحن لا ندفع الزّكاة و ليس علينا زكاة فهذا يكون مرتدّا عن دينه أمّا الآخرون فلا .
السائل : شيخ سؤال أخير كيف تكون إقامة الحجّة على الحكّام , يعني تعريف الحجّة و كيفيّة إقامة الحجّة و من يقيمها ؟
الشيخ : يقيمها أوّلا أهل العلم , و ثانيا يقيمها بكتاب الله و حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و عمل السّلف الصّالح و ما أدري أنت قلت ثالثا ما هو الثالث ؟
السائل : تعريف الحجّة ؟
الشيخ : كما قال بن القيّم رحمه الله : العلم قال قال رسوله قال الصّحابة ليس بالتّمويه***ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرّسول و بين رأي فقيه ... إلى آخره فالحجّة هو قال الله قال رسول الله ليس شيئا آخر .
السائل : نسأل عن الكيفيّة . تكون بطريقة مباشرة أم غير مباشرة ؟
الشيخ : المباشرة ما هي ضروريّة لأنّ الرّسول عليه السّلام لمّا دعا ملوك الكفر إلى الإسلام ما دعاهم مباشرة أرسل إليهم خطابا و أحيانا أرسل إليهم رسولا من طرفه عليه السّلام فليس من الضّروري أن تكون الحجّة قائمة مباشرة و إنّما بالواسطة و بخاصّة أنّه الآن لو اتّصلنا مع الّذي نريد أن نقيم الحجّة عليه حتّى لو اتّصلنا به مباشرة فالحجّة منّا إليه نقدّم ما قال الله و ما قال رسول الله و بين الرّسول عليه السّلام الّذي بلّغنا شريعة الله أربعة عشر قرنا فإذا يوجد وسائط هنا في تبليغ الحجّة حتّى لو اتّصلنا مباشرة بالّذي نريد أن نقيم عليه الحجّة فالمهمّ تبليغ الحجّة إليه إمّا بواسطة شخص يذهب إليه كما جاء في الحديث الصّحيح ( أفضل الجهاد كلمة حقّ تقال أمام سلطان جائر ) لكن هذا لو أرسل إليه خطاب و بيّنت له المسألة بأدلّـتها من الكتاب و السّنّة فقد أقيمت عليه الحجّة .
الحلبي : في البحث شيخنا ظهرت لي أثناء مناقشات التّكفير في مسألة مانع الزّكاة فأحبّ أن أعرضها لأرى رأيكم فيها .
الشيخ : تفضّل .
الحلبي : شيخنا في نفس الحديث لمّا أنكر عمر رضي الله عنه على أبي بكر قال أبو بكر كلمة تدلّ على أنّه ما قاتلهم من أجل منع الزّكاة بعينها و إنّما من أجل تواطئهم على المنع فقال " و الله لو منعوني عناقا أو عقالا كانوا يؤدّونه لرسول الله لقاتلتهم عليه " و هذا العناق أو العقال منعه لا يكفّر فضلا عن أن يكون من أركان الإسلام المتروكة أو كذا , هذا أوّلا . ثانيا النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام يقول في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه ( و من منعها فإنّا آخذوها و شطر ماله ) فلم يقل كفره أو قتله أو شيء من هذا فدلّ أنّ مقاتلته رضي الله عنه لهم إنّما هو لتواطئهم على منعها و مقاتلتهم عليها و خاصّة في ظروف الرّدّة و حرب الرّدّة و ما شابه ذلك .
الشيخ : أحسنت جزاك الله خير .
الحلبي : بارك الله فيك .
السائل : أوّل سؤال يعني مثلا نحن في الجزائر عندنا أضرحة في العاصمة بالضّبط عندنا أضرحة و في هذه الأضرحة أناس يتبرّكون بالأموات هل هؤلاء مشركون أم لا ؟ و ثانيا ما هي نصيحتك للشّباب الجزائري الّذي يريد أن يجاهد في سبيل الله ؟
الشيخ : تقصد الجهاد في سبيل الله يعني قتال الكفّار ؟
السائل : قتال الكفّار نعم .
الشيخ : أمّا هذا فقد سبق الجواب عنه .
السائل : نصيحة عامّة يا شيخ بما تنصح الشّباب الجزائري ؟
الشيخ : ننصحهم بالتّصفية و التّربية انتهى هذا الموضوع . سؤالك الأوّل يبيّن لنا أو يؤكّد لي أنا شخصيّا على الأقلّ أنّه لا سبيل إلاّ بالتّصفية و التّربية أنا الآن أسأل هل لمّا بعث الرّسول عليه السّلام كان هناك من يعبد الأصنام و يعبد الأموات و القبور أم لا ؟ لاشكّ كان موجودا طيبّ بعدما انقضى العهد المكّي هل بقي في المسلمين الّذين قالوا لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله من يستعين بالموتى من دون الله ؟ موش واضح سؤالي يبدو ؟
سائل آخر : لم يبق .
الشيخ : لم يبق , طيّب الآن الشّعب الجزائري شعب مسلم كيف بقي الكثيرون إن لم نقل أكثرهم و لا أعني الطّعن في الشّعب الجزائري لأنّ الشّعب السّوري مثله و المصري مثله إلى آخره لكن كيف بقي هذا الّذي تسأل عنه هل هو شرك أم لا كيف بقي هذا في المجتمع الإسلامي ؟
سائل آخر : ربّما يعود ذلك للإعلام . مثل التّليفزيون و الرّاديو .
الشيخ : لا هذا خطأ . الإعلام لم يكن له ذكر حينما بنيت المساجد على القبور لكن نريد أن نأخذ عبر بارك الله فيك .
السائل : نعم .
الشيخ : نريد إذا تبنّينا رأيا أو فكرا أو عقيدة أن نكون على بصيرة فنحن نقول الشّعب المسلم في أيّ بلد لا ينهض أبدا و لا يستطيع أن يقيم دولة الإسلام في أرضه إلاّ بالعلم الصّحيح و هذا الّذي نسمّيه بالتّصفية و ليس فقط بهذا العلم بل و بالتّربية عليه فالشّعب الجزائري مثل الشّعب السّوري مثل الشّعوب الأخرى لا يزالون يعيشون مسلمين اسما و مشركين فعلا إذا كيف يمكن القضاء على هذا الشّرك ؟ هو بمثل ما فعل الرّسول عليه السّلام كيف فعل ؟ بالدّعوة (( و ثيابك فطهّر و الرّجز فاهجر )) و أعود لأؤكّدّ أنّنا اليوم عندنا مشاكل كبيرة جدّا لم تكن في العهد الأوّل قلت لكم آنفا مشكلة موجودة اليوم لم تكن في السّابق كان العلم يومئذ صافيا غضّا طريّا اليوم خليط شيء صحيح و شيء ضعيف و شيء باطل إلى آخره إذا فيجب إجراء عمليّة التّصفية من الّذي يجري عمليّة التّصفية ؟ هذا كلّه من تفاصيل المحاضرة الّتي كنت ألقيتها تحت هاتين الكلمتين " التّصفية و التّربية " من الّذي يقوم بالتّصفية ؟ لا شكّ أنّهم أهل العلم في اعتقادكم هل يلحق مليون مسلم عالم واحد على الكتاب و السّنّة ؟ فإذا يا جماعة نهوج و نثور نقيم دولة الإسلام و نحن بعد كدعاة ما عرفنا ما هو الإسلام فضلا أن نقعّد لهذا الإسلام ونؤسّس له بأفراد يستجيبون لهذا الإسلام و لذلك فلا بدّ من التّصفية و التّربية و لذلك نحن لا نقرّ أبدا أيّ تكتّل يقوم على أساس التّكتّل و التّجمّع هكذا غثاء كغثاء السّيل و إنّما على التّصفية و على التّربية هؤلاء الّذين يمكن يوما ما أن يحقّقوا ما ينشده كلّ المسلمين الّذين يعيشون على بصيرة و الّذين يعيشون على غير بصيرة كلّهم متّفقون و الحمد لله على ضرورة إقامة الدّولة المسلمة وأنا أعتقد أنّه لو أقيمت الدّولة المسلمة حقّا لوجد من هؤلاء المسلمين أنفسهم من يحاربها و هذه كلمة خطيرة جدّا فما رأيكم ؟ لكن أخونا الجزائري ليس معي فيما يبدو .
السائل : جزاك الله بخير و أطال الله في عمرك بما يفيد الإسلام و المسلمين .
السائل : بسم الله و الصّلاة و السّلام على رسول الله أمّا بعد شيخ هل هناك مانع شرعي إذا قامت الحرب البريّة هل من المانع أن يحتلّ العراق مدينة من المدن السّعوديّة فإنّ في بغداد قد قالوا قد زاد الطّين بلّة باستحلاله مدينة الخفجة فهل في ذلك ... .
الشيخ : قد زاد إيش ؟
السائل : الطّين بلّة .
الشيخ : من ؟
السائل : العراق عند استحلاله ... .
أبو ليلى : لمّا العراق شيخنا أخذ الخفجة , فلم يأخذها فهذا زاد الطّين بلّة كما يقولون .
الشيخ : هو العراق نحن ذكرنا أكثر من مرّة بأنّه يعتبر باغيا لجرّد احتلاله للكويت و لذلك احتلاله غير الكويت حكمه حكم احتلاله للكويت أي الإحتلال الأوّل لا يجوز و ما يتلوه من احتلال إن أمكنه ذلك فلا يجوز و حسبه أن يدافع عن أرضه و أن يحول بين أرضه و بين اعتداء غيره عليه حتّى الكويت ما يجوز أنّه يدافع عنه لأنّه هذه ليست أرضه واضح إلى هنا ؟
السائل : نعم .
السائل : هل يجوز التّبرّع بالدّمّ أو بغيره للجيش العراقي ؟ فإنّ بعض إخواننا في العراق يمنع هذا و يقول إنّهم كفّار و لا يجوز التّبرّع لهم و مساندتهم.
الشيخ : هنا قضيّتان إحداهما داخلة فيما كنّا تحدّثنا عنه أيضا أكثر من مرّة نحن موقفنا بعد أن تبيّن من هجمة الكفّار و من معهم من الدّول العربيّة على العراق تبيّن من هذه الهجمة أنّ المقصود ليس هو إعادة الكويت إلى أصحابه و إنّما المقصود تحطيم الجيش العراقي و بالتّالي الشّعب العراقي لمّا تبيّن هذا قلنا يجب على المسلمين أن يكونوا عونا للشّعب العراقي و ليس عونا للحزب البعثي أو لرئيس حزب البعث واضح إلى هنا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيّب , يتفرّع على هذا الجواب الجواب عن سؤالك و عن مثله يتكرّر مثلا هل يجوز إعانة الشّعب العراقي بكلّ معونة كالأموال و الطّعام و الشّراب و نحو ذلك و من ذلك ما سألت عنه آنفا . فبناءا على المساعدة العامّة الّتي كنّا و لا نزال نقول بها يتفرّع الجواب عن الإعانات الفرعيّة كسؤالك أنت عن الدّمّ واضح ؟
السائل : واضح .
الشيخ : يبقى الشّيء الثّاني و هو في اعتقادي لا يجوز تعميم القول بأنّ الجيش العراقي جيش كافر لأنّ هذا فيه طورة بالغة جدّا بل أنا أقول بل قد قلت ذلك أكثر من مرّة لا يجوز إطلاق القول على حزب البعث بأنّه مشكّل من أفراد يعدّون المئات أو الألوف كلّ فرد منهم كافر , لا يجوز أن يقال هذا . إلاّ إذا تبيّن أنّ أي فرد من هؤلاء الأفراد قلّوا أو كثروا يتبنّون البعث عقيدة ضدّ الإسلام حينذاك من تبنّى هذه العقيدة يكون كافرا من الرّئيس إلى المرؤوس أمّا إطلاق القول بأنّه حزب البعث كلّه كافر فضلا عن جيش العراق كافر هذا لا يجوز إسلاميّا و على ذلك إذا كان لا يجوز أن يقال بأنّه الجيش العراقي جيش كافر يبقى الجواب أنّه ليس فقط يجوز تقديم الدّم للجيش بل هو واجب على أنّ هناك فتوى من عندي على سؤال هل يجوز تقديم الدّمّ للكافر الّذي يسمّونه المواطن فكان الجواب بأنّه يجوز من باب الإعانة و لكن سواء كانت الإعانة لهذا الكافر أو حتّى للمسلم فينبغي أن يقيّد ذلك برأي الطّبيب لأنّه ليس كلّ مسلم عنده استعداد أن يتطوّع بكمّيّة من الدّمّ لأنّه هذا التّطوّع قد يضرّه قد يصير عنده نقص دم فإذا لابدّ أن يكون هذا التّطوّع بإشراف طبيب مسلم فإذا كان بدنه يساعده على التّطوّع فهو جائز حتّى للكافر المواطن و بالتّعبير الشّرعي الكافر الذّمّي لأنّه كلمة مواطن هذه كلمة دخيلة في اللّغة الشّرعيّة الإسلاميّة لأنّها تصبغ على الكافر و المسلم صبغة واحدة لا فرق بين المسلم و الكافر في الحقوق و هذا مع الأسف يقوله بعض الكتّاب الإسلاميّين و بعض المحاضرين بل يروون ذلك عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أنّه قال في حقّ أهل الذّمّة ( لهم ما لنا و عليهم ما علينا ) و هذا حديث لا أصل له و لذلك من هذا الحديث الّذي لا أصل له بعوامل أخرى أكثرها أجنبيّة سرى استعمال كلمة المواطن على ألسنة المسلمين اليوم مع أنّ هذه التّسوية تتنافى مع الشّريعة و حسبنا قول ربّنا (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) فهذا جواب سؤالك الثّاني .
السائل : يقول بعض الإخوة لا يوجد في المسلمين إلاّ سلفيّا أو خلفيّا , إمّا أن تكون سلفيّا فغير ذلك فأنت خلفيّ . يعني مسلم عادي لا يجوز . فأفيدونا ؟
الشيخ : وضّح لأنّ الكلمة هذه أخشى أن تعطي معنى ربّما أكثر ممّا أنت تريده هل يعني هذا القائل أنّه من كان سلفي فهو المسلم و من ليس سلفيّا فهو كافر ؟
السائل : ليس بمسلم خلفيّا .
الشيخ : أجب أنت عن سؤالي , هل يعني و هذا الّذي خشيته فتحفظّت هل يعني أنّ من كان سلفيّا فهو المسلم و من لم يكن سلفيّا فليس بمسلم بل هو كافر ؟
السائل : الله أعلم .
الشيخ : كيف الله أعلم , أنت سائل ! أنا أريد أن أجيبك .
السائل : بأنّه لا يوجد إلاّ سلفي فغير السّلفي فهو خلفيّ ليس بمسلم هكذا يطلق .
الشيخ : رجعت لكلامي الّذي خفت منه .
الحلبي : كلمة هذه غير مسلم الله أعلم من زيادته .
الشيخ : أنا خائف , شوف يا أخي المسلم كما قال عليه الصّلاة و السّلام في الحديث الصّحيح و أرجو أن لا يصرفنا تحمّسنا نحن السّلفيّين للدّعوة الإسلاميّة الحقّ أن لا يصرفنا ذلك إلى الوقوع فيما وقعت فيه الخوارج قديما و حديثا من القول بأنّه من كان سلفيّا فهو مسلم و إلاّ فهو الكافر أرجو أن لا نقع في هذه المصيبة الّتي وقع فيها الخوارج قديما و حديثا لأنّها تنافي الشّريعة الّتي قالت بلسان نبيّها صلّى الله عليه و سلّم ( أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله و أنّ محمّدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا منّي دمائهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على الله ) فكلّ من قال لا إله إلاّ الله فهو مسلم و لا يجوز تكفيره إلاّ بشيء صريح ممّا هو داخل في باب نكار ما هو معلوم من الدّين بالضّرورة هذا أوّلا . و ثانيا بعد تبليغه الحجّة و ليس هكذا التّكفير على عماها فنحن نعلم اليوم وجود طوائف كثيرة جدّا و كلّهم يشهدون معنا أن لا إله إلاّ الله و أنّ محمّدا رسول الله و يصلّون صلاتنا و يستقبلون قبلتنا و يصومون صيامنا و يحجّون بيت ربّنا إلى آخره و مع ذلك فهم يختلفون عنّا في قليل أو كثير ليس فقط في الأحكام الّتي تسمّى الأحكام الفرعيّة بل و في كثير من العقائد الفكريّة و مع ذلك لا يجوز لنا أن نكفّرهم و إنّما أوّلا كخطوة أولى نكتفي بأن نقول إنّهم في ضلال مبين لكن الضّلال درجات , ثانيا من أقيمت الحجّة عليه من طرف رجل عالم بالكتاب و السّنّة ثمّ أصرّ هو بينه و بين ربّه على المكابرة و على جحد الحقيقة الّتي تبيّنت له فهذا هو الكافر لأنّ الكافر يتضمّن معناه لغة و شرعا يتضمّن معنى ستر الحقّ بعد ظهوره و لهذا جاء في القرآن آية (( و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم )) فمن تبيّنت له حقيقة من حقائق الشّريعة ثمّ كابر و أنكر فهذا هو الكافر و نحن كأفراد لا نستطيع أن نحكم بأنّه زيد من النّاس هذا كافر إلاّ إذا أعلن بلسانه صراحة كأن يقول هذا الّذي تقوله حقّ لكن أنا لا أؤمن به هذا لا يكون كافرا , نأخذ مثلا بعض المسائل الخلافيّة المعروفة قديما و حديثا بعض الأشاعرة الّذين ينكرون علوّ الله على خلقه تعرف لا بدّ هذه المسألة ؟ هؤلاء بلا شكّ هم ضالّون في قولهم هذا و إنكارهم لعلوّ الله على خلقه لكن لو أتيتهم بالآيات و الأحاديث هم يسلّمون بها و لكن يقولون أنتم تفهمونها على وجه و نحن نفهمها على وجه و هكذا قل على الّذين ينكرون رؤية الله في الآخرة و المعتزلة الذّين ينكرون هذه الرّؤية و ينكرون أنّ كلّ شيء بقدر كلّ هؤلاء لا ينكرون نصوصا مقطوع ثبوتها ليس فقط عند غيرهم و إنّما عندهم ليست مقطوع بثبوتها فهؤلاء لم يكن من عقيدة السّلف الصّالح تكفيرهم و إنّما كانوا يضلّلونهم و يكفّرون من تبيّن عناده و إصراره على إنكار الحقّ فإذا عرفنا هذه الحقيقة فنحن لا نستطيع أن نقول من كان سلفيّا فهو المسلم أمّا الخلفي فليس بمسلم لا . لكنّنا نقول أوّلا هؤلاء الخلف منهم من لا يعرف إيش السّلف و إيش الخلف يعني ذهنه خالي و الدّعوة لم تبلغه كما بلغت نحن السّلفيّين كما بلغتنا و أنا يبدو لي أنّ هناك يعني في بعض البلاد الإسلاميّة حماس للدّعوة السّلفيّة حماس عاطفي غير علمي و لذلك فينبغي أن نكبح جماح نفوسنا و لا نتوسّع في إطلاق كلمة الكفر على غيرنا و إنّما نحن في قرارة نفوسنا نحمد الله عزّ و جلّ أن هدانا لهذا الحقّ الّذي اختلف فيه النّاس ثمّ يكون موقفنا بالنّسبة للآخرين موقف المشفقين كالطّبيب العارف بمرض المريض فهو يشفق عليه لمرضه و يحاول أن ينقذه منه بكلّ وسيلة يستطيعها , موش نجعلها مسألة حرب و قتال لأنّ هؤلاء مسلمون إخوان لنا و هم مرضى فعلينا أن نعينهم على مرضهم و نقدّم لهم ما به يشفون من أمراضهم .
السائل : نرجو من فضيلتكم توجيه نصيحة لإخواننا السّلفيّين في العراق حول طريقة التّعامل مع الآخرين من النّاس سواء المخالفين أو غيرهم .
الشيخ : أظنّ أخذت الجواب سلفا .
السائل : جزاك الله خير يا شيخ و يسلمّك عليك الشّيخ محمود و يقرؤك السّلام و يودّ أن يراك .
الشيخ : عليك و عليه السّلام و رحمة الله و بركاته و أنت بدوري سلّم عليه و على كلّ من يسأل عنّا
السائل : هو يودّ أن يراك .
الشيخ : إن شاء الله ربّنا يجمعنا و العراق حرّ أوّلا ثمّ قد تاب من ضلاله و عاد إلى ربّه بعد هذه المحنة الّتي ابتلي بها و كانت سببا لكثير من ابتلاء الدّول الإسلاميّة الأخرى و في مقدّمتها السّعوديّة و من انضمّ إليها .
السائل : الحكومات الّتي تحكم البلدان الإسلاميّة أكثرها أتت بصورة غير شرعيّة بصورة انقلابات أو المستعمر هو الّذي أوجدها , سمعنا بعض فتاويكم أنّه لا يجوز مخالفتها و لابدّ من الإستئذان منها , فنسأل عن الحكومة الشّرعيّة التّي يجب علينا طاعتها و لا نخالفها ؟
الشيخ : هي الّتي تعلن الحكم بالإسلام و تطبّق ما تعلن فعلا .
السائل : و إذا لم , إذا ما طبّقت و لا أعلنت الإسلام ؟
الشيخ : طيّب , نشوف إيش إذا لم . نخرج عليها نقول لك لا . فبدّنا نشوف إيش في .
السائل : يعني كإعانة إخوان لنا مسلمين هذه الحكومات قد لا تأذن لنا بإعانتهم فهل يجب علينا أن نطيعهم ؟
الشيخ : خلّي مثالك واقعي يا أخي . تعين إخوانك المسلمين , مثلا العراقيّين ؟
السائل : مثلا العراقيّين .
الشيخ : طيّب , السّؤال يعني ليس واضحا لأنّ الجواب لا تسمح . لكن أنت تريد أن تقول لا تسمح بإعانة ... .
السائل : ماليّة مثلا .
الشيخ : و أيضا هذا مسموح به .
الحلبي : يحكي عن بعض بلاد الخليج بحكم وجود ... .
الشيخ : أي نعم , هذه تدخل في قاعدة إذا ترتّب من وراء هذه الإعانة مفسدة أكبر من المصلحة الّتي يريد الشّخص أن يقوم بها فتنقلب المصلحة إلى مفسدة و إلاّ فهو واجب القيام بهذه المصلحة واضح الجواب ؟
السائل : واضح .
السائل : شيخ تذكّرت الأخ الجزائري الّذي قبل هذا بأنّه على مستوى الأفراد إنّه الأفضل أنّه يذهب إلى أفغانستان ما يروح لبغداد بسبب أنّ الدّولة ما تسمح له أو يخرج عن طاعة الدّولة ... فأنا بالنّسبة لي في بغداد يحقّ لي أن ألتحق بهم أنا و إخواني ؟
الشيخ : كيف لا .
السائل : يعني يجوز هذا ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : نحن لمّا نقول بالنّسبة للجزائر و غيرها ما يخرجوا لأنّه إذا خرجوا راح يعملوا خصام و نزاع بينهم و بين الدّولة و تنضرب الدّعوة عرفت كيف؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذا نلاحظه في بعض الظّروف و الأحوال
الحلبي : شيخنا أشار إلى هذا مع أخونا عبد الرّحمن و الآثار المترتّبة على هذا .
الشيخ : اي نعم .
الشيخ : كيف حالكم ؟
السائل : الحمد لله .
الشيخ : ذكر لنا أوّل ما جلس بأنّه سمع من أحد الجزائريّين الّذين اتّصلوا بي و سألوني عن الذّهاب إلى العراق من أجل الجهاد و أنا كما تعلمون أنتم ننصح الدّول الإسلاميّة أن تكون عونا للشّعب العراقي على الكفّار المحاربين لهم و من كان معهم من المتحالفين معهم هذا رأينا دائما و أبدا و لعلّ هذا كان من جملة ما ذكرنا للشّيخ علي لأنّه كان قد زارنا هنا و لو بأوقات ضيّقة بسبب ظروفه المتعلّقة بسفره فقلنا له نحن لا نرى شرعيّة ذهاب الأفراد من المسلمين المتحمّسين إلى العراق لأنّ ذلك لا يفيد الجيش العراقي قوّة و إنّما قد يلقي على كواهلهم تكاليف و أعباء هم في حاجة إلى من يخفّفها عنهم و ليس إلى من يزيدهم ثقلا على ثقل فكان هذا جوابي للسّائل فذكر هذا السّائل لأخونا هذا ما سمع منّي و كان في النّقل شيء من التّغيير الّذي لابدّ منه فبيّنّا للأخ هذا أنّ رأينا كان و لا يزال أنّه يجب على الدّول الإسلاميّة أن يعينوا الجيش العراقي في سبيل المحافظة على الشّعب العراقي و ليس تأييدا للحزب البعثي أو لرئيسه ثمّ قال أحد الجالسين الآن يمكن يتكلّم صدّام فعلا السّاعة 11 أعادوا كلامه الّذي فيه التّصريح بانسحاب الجيش العراقي من الكويت و كنت أريد أن أتكلّم معهم فالآن إذا ذهبتم إلى هناك ماذا تستطيعون أن تفعلوا ؟ أنا في اعتقادي و في اعتقاد كثيرين من أنّ الجيش العراقي يعدّ الملايين ربّما يكون مجهّز للقتال مليونين فأنتم إذا ذهبتم كأفراد ماذا يكون تأثيركم لصالح الجيش العراقي ما أظنّ أنّ ذلك يغني شيئا بل كما قد تعلمون أنّ الشّعوب الإسلاميّة و بخاصّة هنا فهم يرسلون الإمدادات المتعلّقة بالطّعام و بالشّراب إلى الجيش العراقي و لعلّكم على علم بذلك فأنا قلت لصاحبنا الّذي أشرت أنت إليه آنفا . إذا خرجتم من الجزائر هل تخرجون و معكم طعامكم و شرابكم و أسلحتكم و و إلى آخر ما يلزم المجاهدين أم ستكونون كلاّ على الشّعب العراقي و الجيش العراقي كان هذا قبل هذا الإعلان الّذي سمعتموه من صدّام فالآن هل تعتقدون أنّكم تكونون عونا للجيش العراقي و هو سيدافع عن بلده العراق و قد انسحب من الكويت هل تعتقدون بأنّكم تكونون عونا له أنا قلت يجب على الحكومات الإسلاميّة و قلت لكثير من الّذين سألوا إن كان الجيش الجزائري خرج بعدده و عدّته بسلاحه الجوّي و البرّي حاميا لجيشه إلى أن يصل إلى العراق فهذا هو الواجب أمّا كأفراد فذلك ممّا لا يسمن و لا يغني من جوع و الآن مع الأسف قد فجئنا بإعلان صدّام أمره للجيش العراقي بالإنسحاب من الكويت فكيف تتصوّرون أنّكم إذا ذهبتم كنتم عونا للجيش العراقي و هو ليس بحاجة إلى عدد و إنّما هو بحاجة إلى عدّة فتفضّل ماذا عندك ؟
السائل : شيخ فيما يخص أنّنا سنأتي بسلاح و نأتي بشيء كثير من الجزائر نحن في الجزائر لا نملك شيء ... .
الشيخ : أنا أعرف هذا و لذلك نصحت الجزائريّين و في شخص الشّيخ علي أنّ الدّولة إذا لم تتجاوب مع هذا الواجب فالأفراد لا يفيدون شيئا إلاّ أطبّاء و ممرّضين فهذا واضح النّفع فيهم إن شاء الله أمّا للجهاد للقتال أنتم الآن ما شاء الله ستّة أفراد هل تمرّنتم على القتال بالوسائل الحربيّة الحديثة كلّكم ؟ أنا أسأل الأخ هنا ابتداءا باليمين ما هو تمرّنك ؟
سائل آخر : الحمد لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله تمرّنت يا شيخ في الحماية المدنيّة في الإنقاذ و أنارجل من رجال المطافئ .
الشيخ : حسن , أنت .
سائل آخر : السّلام عليكم .
الشيخ : و عليكم السّلام .
سائل آخر : أنا في الحماية المدنيّة و سائق شاحنة و رافعة .
الشيخ : و أنت .
سائل آخر : أنا ميكانيكي و سائق للشّاحنات .
الشيخ : و أنت ؟
سائل آخر : أنا متخصّص في كهرباء السّيّارات و طبّاخ عندما قال الأخ علي بلحاج ليس الجهاد أن تذهب و تحمل السّلاح فقد يحتاجون للّذي يطبخ في وسط المدينة أو تخرج إلى القتال فحببنا هذا الشّيء أن نساعد إخواننا في الله الشّعب العراقي هذه هي نيّتنا .
الشيخ : و أنت ؟
سائل آخر : أنا مختصّ في سياقة الشّاحنات يعني شاحنات كبيرة .
الشيخ : طيّب .
سائل آخر : بسم الرّحمن الرّحيم , متخصّص في المياه .
الشيخ : في المياه ؟
سائل آخر : تصليح مجاري المياه .
الشيخ : ماذا تعني في المياه ؟
سائل آخر : تصليح قناة المياه و سائق لكلّ الشّاحنات .
الشيخ : طيّب و بقيّة إخوانكم هكذا ؟
السائل : نعم يا شيخ كلّهم أتوا بوصيّة من الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ أكثرهم أطبّاء متخصّصين في الحماية المدنيّة و شاركوا في الخدمة الوطنيّة .
الشيخ : نعم .
سائل آخر : شيخ قلت قبل قليل أنّنا جئنا يعني فرادى و لم نأتي جماعة و لكن ليس هذا هو يا شيخ لقد جئنا مع هيئة و هي الجبهة الإسلاميّة للإتقاذ و هي في رأيي تمثّل تقريبا حكومة في الجزائر .
الشيخ : لا ما تمثّل حكومة .
سائل آخر : الحكومة هي شكليّة فقط .
الشيخ : لا تبالغ في الواقع , الحكومة ما يمثّلها من كان من الحكومة و ليس من كان من الشّعب الّذي يعارض الحكومة أنّها لاتحكم بما أنزل الله و أنتم تعلمون هذه الحقيقة و لاشكّ لكن أنا أقول و أكرّر ما سمعتموه آنفا نحن نقول الدّول لأنّها عندها من الإستعداد للجهاد و القتال أكثر من الأفراد أكثر من الأحزاب لأنّ الأحزاب في كلّ الحكومات الإسلاميّة مع الأسف الشّديد لا يسمح لها بأن تكون متسلّحة و مستعدّة للقتال أليس كذلك ؟ فإذا كون الحزب الفلاني هو جماعة و كتلة لا يحقّق الهدف الّذي أنا أدندن حوله و أتكلّم فيه نحن نريد الدّول كلّ دولة عندها من سلاح جوّي أو برّي أو أسلحة متعدّدة الأنواع و الأشكال إلى آخره فأنتم الآن يعني حسب ما شرحتم و وصفتم يدخل فيما أنا أراه مناسبا أنّ ذهابكم إلى هناك يفيد لأنّ الإعانة و الطّبابة و التّمريض و ما شابه ذلك بلا شكّ الجيش العراقي الآن أحوج ما يكون إلى مثل هذه المساعدة أمّا لمباشرة القتال فهذا لم يكن من قبل من رأيي لأنّ الأفراد هؤلاء ليس عندهم من الأسلحة و من القوّة الّتي تتناسب مع شراسة الحرب المضروبة على الشّعب العراقي فإذا كان الأفراد الّذين خرجوا من الجزائر في مثل هذه الإختصاصات فهذا شيء طيّب و أنا يعني قلته للشّيخ علي أمّا مباشرة القتال فنحن لا نرى أن يكون ذلك من أفراد و إنّما من الحكومات و مع الأسف كما ترون الحكومات منطوية على نفسها و ليس لها من المساعدة للشّعب العراقي أو الجيش العراقي سوى الكلام و التّحميس و نحو ذلك و لكن مع هذا مع معرفة أنّكم يعني ذووا اختصاصات مختلفة فأرى أن تتّصلوا مع الشّيخ علي هاتفيّا لابدّ أنّ عليكم مسؤول كرئيس .