عن المقال

المؤلف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

التاريخ :

Mon, Sep 15 2014

التصنيف :

فتوى

تحميل

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 051

الشيخ : نحن وقتنا ضيق ، نعم . تفضل .

السائل : هل يجوز دفع رشوة لموظفي الجوازات ، عندنا في الجزائر موظفي الشرطة والجوازات ، لا يعطون الجوازات للشباب الملتزم إلا بعد دفع رشوة ، فهل يجوز دفع رشوة لهم ؟

الشيخ : يجوز ، بل يجب ، لأن هذا ليس رشوة بالمعنى الشرعي ، لأن الرشوة هو إعطاء مال لإبطال حق ، أو إحقاق باطل ، أما اعطاء مال للحصول على الحق المهضوم ، فهذا ليس برشوة ، بالنسبة إلى المظلوم ، أما الظالم ، فهو ظالم سواء أخذ رشوة ، أو لم يأخذ ، إنما المسألة تختلف بين ذنب ، بين ذنب مضاعف ، يعني وهو ظالم هذا ذنب ، وحينما يأخذ رشوة ، فهو ذنب آخر ، أما الدافع لها ، فلا إثم عليه ، لأنه يبتغي من وراء ذلك الوصول إلى حقه المهضوم، فإذًا يجب أن نحفظ الرشوة ما هي ؟ لأن مثل هذا السؤال يتكرر بصور عديدة ، فإذا عرفنا أن الرشوة ، هو مال يعطى لإبطال حق ، أو إحقاق باطل ، حينئذ نعرف الجواب عن كثير من المسائل ، التي يبتلى بها المسلم اليوم كهذه القضية .

السائل : لو نسي أحد التسمية في أول الوضوء ماذا يجب عليه ؟ .

الشيخ :  لا شيء ، (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

السائل : أستاذنا، يوجد الآن في الساحة الإسلامية عشرات من الجماعات ، و كلها تزعم أنها سترجع الخلافة الإسلامية ، أو ستسترجع الخلافة الإسلامية ، فيعني ماذا على المسلم أن يفعل ، أن يعمل من الصالحات ، ويؤمن بالله عز وجل كما (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ )) كيف التفاصيل بعد أن نلتزم ، هل تكون هناك فئة معينة يستشارون ثم يؤمرون أحدًا أو ... ؟

الشيخ : الإمارة العامة ، هي الخلافة ، والخلافة لا تقبل التجزئة ، فإذا كان المقصود بالإمارة هو تنظيم أمور جماعة ، لتسهيل الوصول إلى فهم الشرع أولًا : فهمًا صحيحًا ، ثم العمل به ، فهذا لا مانع من تعدد الأمراء ، بشرط واحد ، أن لا يكون بين هؤلاء عداوة وبغضاء ، وإلا فيكون الأمر من الفرقة المنهي عنها في الكتاب وفي السنة ، أما أن يبايع شخص ، باسم الأمير العام من طائفة من الناس ، فهذا في اعتقادي من محدثات الأمور ، ولذلك فلا يجوز أن ننصب أمراء بمعنى الولاية العامة ، ولم يبايع من عامة المسلمين ، وإنما من طائفة حزبيين ، وفي هذه الحالة ، حينما تتكاثر الجماعات والأحزاب ، فلا ينبغي للمسلم أن يتحزب لطائفة منها ، دون أخرى ، لأن هذا التحزب هو عين التفرق ، المنهي عنه شرعَا ، وإنما عليه أن يأخذ من كل جماعة خير ما عندهم ، ولا يتعصب لطائفة منهم ، على الطوائف أخرى .

السائل : تحريك الأصبع في التشهد في الصلاة الرباعية ، يعني يظل يدعوا المأموم إلى أن ينتهي من دعائه أم يستمر حتى يقوم الإمام .

الشيخ  : حتى إيش الإمام يفعل ؟

السائل : حتى الإمام يقوم للركعة الثالثة ، أم حتى ينتهي المأموم من دعائه والإمام لم يقم للركعة الثالثة ؟

الشيخ : أولًا يدور في ذهني ما السر من سؤالك بالتشهد الأول ، ما الفرق بين التشهد ا لأول ، والتشهد الثاني ، في خصوص سؤالك حتى أعرف الجواب؟

السائل : قد يكون المأموم يدعوا ، وينتهي من دعائه قبل أن يقوم الإمام إلى الركعة الثالثة ، وهكذا في التشهد الثاني .

الشيخ : آه .

السائل : يعني هل يوقف أصبعه ، وينتهي من دعائه ، أو يواصل ؟

الشيخ : فإذاً ظهر الآن ، أن ذكرك للتشهد الأول لم يكن مقصودًا ، لأنه الآن ذكرت التشهد الآخر أيضًا ، فإذًا المقصود من كلامك باختصار حسب ما فهمت ، مصلي في التشهد ، أي تشهد كان ، ينتهي من تشهده ودعاءه ، قبل أن يقوم الإمام في التشهد الأول أو قبل أن يسلم في التشهد الأخير ، فهل يستمر في التحريك أم لا ؟ هذا سؤالك ؟ الجواب لا يستمر ، لأن حديث وائل بن حجر قال في الحديث المعروف في السنن ، لما وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وجاء إلى ذكر التشهد ، ذكر أنه : ( رآه صلى الله عليه وسلم ، قد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى ، وكفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وحلق بالوسطى والإبهام ، ورفع السبابة ) وقال - وهنا الشاهد - ( فرأيته ، يحركها يدعوا بها )، فإذًا التحريك مقرون بالدعاء ، في الصورة التي أنت سألت عنها ، انتهى المقتدي من الدعاء وصمت ، فإذًا انتهى التحريك ، لأن التحريك مقرون مع الدعاء ، لكن أنا بذكر لماذا ينتهي المقتدي من الدعاء وهو مجال لما يحفظ ، ولما لا يحفظ من الدعاء ، فليستمر في الدعاء حتى ينهض الإمام أو حتى يسلم ، وحينذاك ما في حاجة لمثل هذا السؤال ، لأن الدعاء يستمر والتحريك يستمر.

 

السائل : بالنسبة لتحريك الأصبع يا شيخ ، الناس بتستعمله هكذا ، و ناس هكذا ، السنة كيف تكون ؟

الشيخ :  لا هو أكثر الناس يأخذون القضايا بدون تفقه ، الذي ثبت في السنة هو رفع الإصبع وتوجيهها إلى القبلة ، وليس إلى الأرض ، وإنما إلى القبلة ، ثم هنا قولان : إما أن ينصبها نصبًا يوجهها هكذا إلى القبلة دون تحريك وإما أن يحركها ، ولا شك بالنسبة للفقه الذي يسمى اليوم بالفقه المقارن ، أن التحريك هو الأرجح لأن الأحاديث التي وردت في رفع السبابة في التشهد ، قسمان : قسم أثبتت الرفع ، وقسم أثبت التحريك مع الرفع ، فالتحريك حكم زائد ينبغي أن يضاف إلى المزيد عليه ، فهو يرفع ، وهو يحرك ، هذا أولًا: يجب أن نعرفه ، ثانيا : التحريك ، يخطيء فيه بعضهم ، كما يخطئون حينما يرمون بإصبعهم إلى الأرض ، فالسنة كما قلنا إلى القبلة ، فهؤلاء الذين يحركون إصبعهم يزيدون على التحريك أمرًا لم يرد إطلاقًا في السنة ، ألا وهو الخفض والرفع يفعلون هكذا ، هذا خفض ، ورفع ، هذا ليس له أصل ، إنما الثابت فقط التحريك ، ونحن نعلم من دقة العرب في لغتهم أنهم لو رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يحرك إصبعه يرفعها ويخفضها ، كانوا قالوا لنا كما قالوا في رفع اليدين ، كان يرفع ويخفض لكن ما قالوا في تحريك الإصبع إلا رأيته يحركها فأقل شيء يتحقق به التحريك فهذا هو المطلوب ، أما أن يبادر المصلي فيرفع ويخفض ، فهذا شيء لم يرد ، أخذت جواب سؤالك إن شاء الله وزيادة يعني .

السائل : ...

الشيخ : هو هذا التحليق أولًا ثم الرفع إلى القبلة ثانيًا ، ثم هكذا .

السائل : هل يوجد رواية أنه كان يحركها بشدة ؟

الشيخ :  ليس هناك رواية أبدًا لا بشدة ولا بغير شدة ، لا يوجد مثل هذه الرواية ، لا يوجد . لا يوجد إلا ما سمعتموه آنفًا ( فرأيته يحركها يدعوا بها ) ، لكن ذكرت أنا في الحاشية أو في التعليق على صفة الصلاة ، رواية عن الإمام أحمد يرفعها شديدا ، فهذا قول للإمام أحمد وليس حديثًا ، انتبهت يا أخانا إلى السائل فاتك الجواب ، فنقول أن هذا أثر عن الإمام أحمد أنه يرفعها شديدًا ، وليس حديثًا مرفوعًا إلى الرسول عليه السلام

 

السائل : هل ثبت يا شيخنا أن في كل حركة حسنة ؟

الشيخ :  لا . هذا ورد في الرفع ، لكن عموم الأدلة تؤيد ذلك ، لأن كل عمل يفعله المسلم يكتب له عشر حسنات لا أقل ، فلما جاء النص في رفع اليدين عشر حسنات كل رفع ، كذلك تحريك الإصبع نرجو أن يكون له هذا الأجر .

السائل : إن شاء الله .

السائل : بالنسبة للجماعات الإسلامية وأهل السنة واختلافاتها هل هي اختلافاتهم بالنسبة للأحاديث أو غير ذلك ؟

الشيخ : عفوًا حتى استطيع الجواب ، ماذا تعني بأهل السنة قديمًا ؟

السائل : يعني قديمًا وحديثًا الموجودين الآن . 

الشيخ : صعب شوية الجواب على هذا السؤال ، إلا بعد التمهيد ، أقول قديمًا معروف عند العلماء والفقهاء ، أن أهل السنة ثلاثة مذاهب ، وكل هذه المذاهب تنتمي إلى السنة بغض النظر عن صوابها وخطئها ، لكن البحث من حيث الانتماء فهذه المذاهب هي ثلاثة في العقيدة، وأربعة في الفروع ، فالمذاهب الثلاثة المتعلقة بالعقيدة هي مذهب أهل الحديث ، وهو الذي نتبناه ولا نرضى به بديلا ، والمذهب الثاني مذهب الماتريدية ، والمذهب الثالث الأشعرية ، أو الأشاعرة ، أما فيما يتعلق بالمسائل الفقهية ، فكلكم يعرف أن المذاهب أربعة ، طبعًا من أهل السنة ، المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي ، اليوم يختلف بعض الاختلاف هذا التفصيل ، فليس هناك الآن طائفة ، تنتمي إلى السنة بالمعنى العام انتماء ثم تبنيًا ، إلا المعروفين بأسماء متعددة وكلها تنتهي إلى العمل بالحديث والسنة ، ففي الهند الباكستان ، يقال أهل الحديث مثلًا ، في مصر يقال أنصار السنة ، في سوريا وهنا الأردن يقال السلفيون ، فهؤلاء ينتمون صراحة إلى السنة ، ولا يتبنون مذهبا من هذه المذاهب بالذات لعلمهم بأن في كل مذهب من السنة ومن الحديث ما لا يوجد في المذاهب الأخرى ، فإذا هم انتموا إلى مذهب واحد فقد يفوتهم شيء من الخير الموجود في المذاهب الأخرى ، اللهم إلا فيما يتعلق بالعقيدة ، فهم يتمسكون بمذهب أهل الحديث وأهل السنة ، وعلى رأسهم الإمام أحمد رحمه الله ، لأن أهل الحديث فيما يتعلق بالعقيدة يفهمون الكتاب والسنة ، على منهج السلف الصالح ، خلافًا للمذاهب الأخرى مما ذكرناه آنفًا كالماتريدية والأشعرية فهم لا يتبنون هذا الأسلوب ، أو هذا المنهج ، في فهم الكتاب وفي السنة ، أي لا يقولون لا انتماء ولا تبنيًا ، نحن على منهج السلف الصالح في فهم الآيات وفي فهم الأحاديث ، بل قد قال بعضهم كلمة كنا نتمنى أن لا يقولها ، وهي كلمة المشهورة ، مسلمة عندهم لا شية فيها ، ومع الأسف ، حيث قالوا: " مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم "، فهذا التفصيل بالنسبة لليوم لا تنطبق ، لماذا ؟ لأنك لو أخذت المسالة من الناحية الأولى الناحية العلمية ، أي ما يتعلق في العقيدة ، فأنت نادرًا ما تجد من يقول لك أنا أشعري ، أو أنا ماتريدي ، ما تجد من يقول هذا ، لماذا؟ لأنه مع الأسف الشديد ، لم تعد العقيدة تدرس دراسة جامعة في المدارس ، بل في الجامعات إلا نتف متفرقة ، وإذا درست ففي الغالب يختلف ذلك باختلاف البلاد التي توجد فيها تلك الجامعات مثلًا في المغرب ، المغرب كله ، ابتداءً من ليبيا مثلًا ، وانتهاءً بالمغرب ، فهم يدرسون العقيدة الأشعرية ، كذلك مثلًا في مصر ، بينما في البلاد التركية ، وكثير من بلاد الأعاجم قديما يدرسون المذهب الماتريدي ، لكن اليوم ، ضاعت هذه التخصصات ، للسبب الذي ذكرته آنفًا ، كما أنه ضاع ، أن يقول واحد من عامة الناس أنا حنفي أو شافعي أو مالكي أو حنبلي إلا ما ندر جدًا ، لماذا لأنه أيضًا لم يعد الفقه يدرس في الجامعات ، كما كان الفقه يدرس قديمًا في الحلقات العلمية في المساجد ، و إنما أيضًا ، كما نشاهد الآن لا الدكتور متخرج ومعه شهادة في الشريعة ، لكن هو لم يدرس إلا مسائل قليلة متفرقة فيما يتعلق بالفقه ، لأن الطريقة السابقة ، التي كانت أنفع و أثمر طريقة الحلقات ، لم تعد الآن موجودة على الأسف في المساجد، إذًا لم يبق في الميدان الموجود اليوم ، إلا من ينتمي إلى السنة صراحة ومنهجًا سواًء في العقيدة أو الفقه ، أما المذاهب القديمة ، فهي كما ذكرت آنفًا ، ثلاثة في العقيدة ، أهل الحديث ، والماتريديون والأشعريون ، والفقه كما تعلمون اليوم ، هذه المذاهب كلها بلا شك ، لا يوجد مذهب منها يتبرأ من السنة أو من العمل بالحديث ، وهذه نقطة في الواقع يجب الانتباه لها ، إذا تصورنا إنسانًا مسلمًا يقول أنا لا أعمل بالحديث فهذا خرج من جماعة المسلمين ، لأن الحديث ، هو الذي به يستطيع العالم أن يفهم كلام الله تبارك تعالى ، ولذلك أكد هذا المعنى عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يرد علي الحوض ) ، فلا يوجد مسلم يقول : أنا لا آخذ بالحديث ، لكن يوجد مسلمون من الألوف المؤلفة ، بل وبالملايين من يفعلون ذلك عملا وليس اعتقادًا ، وقد يجدون لهم من الأعذار ما يكون عذرًا عند الله عز وجل ، وما لا يكون ، فمثلًا كثير من المتخرجين من كليات الشريعة ، لا يتجاوبون مع الدعوة السلفية التي تدعو جميع المسلمين ، للعمل بما ثبت في السنة ، وعدم الالتزام مذهب معين ، لأن ذلك ما أمر به القرآن والسنة أولًا ، ثم ما أمرت به الأئمة ، أئمة الفقه ثانيًا ، فلماذا لا يقفون هذا الموقف مع الجمهور الداعي إلى العمل بالكتاب والسنة ، بقولوا نحن ما عندنا قدرة وما عندنا طاقة ، هذه تحتاج إلى علم بالكتاب والسنة ، وعلم أصول الحديث ، وعلم بأصول الفقه إلى آخره ، و طبعًا هذا بحث طويل ، ولنا عليه أجوبة كثيرة ، لكن القصد الآن أن نقول أن الموجود في الساحة الآن لا توجد ناس صريحين يدعون للعمل بالكتاب والسنة، إلا الذين ينتمون للعمل بالحديث والسنة ، أما الآخرون فكل منهم قانع بما درس ، أو بما لم يدرس ، إن كان درس الماتريدية فهو ماتريدي ، وهذا يغلب على الأتراك ، يعني متعصبين تمام التعصب ، للماتريدية في العقيدة وللحنفية في الفروع ، أما جماهير الناس فكما يقولون عندنا في سوريا هات إيدك وامشي : مش عارف هو حنفي أو شافعي ، ولذلك تجد كثير من أئمة المساجد من ناحية بشوفوا يصلي كأنه شافعي ، من ناحية ثانية بتشوفوا حنفي ، إيش هو ؟ كما يقولون أيضًا عندنا هو حنفشعي  يعني مطعم كثير من هنا ومن هنا، يعني مش واضح جدًا ، ترى الإمام يرفع يديه ويحرص على القنوت في صلاة الفجر ، كأنه من الواجبات لكنه لا يتورك في الصلاة ، في التشهد دائمًا يفترش ، يفترش ، مع أنه هذا مذهب الإمام الشافعي أولًا ، ومما حض عليه بصورة خاصة الإمام النووي في كتابه العظيم المجموع المهذب . نبه على أنه يجب الاعتناء بهذه الجلسة، التورك هذه ولعله أيضًا أنه يجب ضم إليها جلسة الاستراحة، وهذه أيضا لا يفعلونها ، فما تدري هذا حنفي لأنه ما بيتورك ، وما بيجلس جلسة الاستراحة لكن اقتنع أن رفع اليدين سنة فهو بيرفع ، أو على العكس من ذلك ، هو شافعي ، فيرفع تقليدًا لمذهبه، لكن ما بيتورك ولا يجلس جلسة الاستراحة تبعًا للناس ، ما أدري إن كنت أجبتك عما سألت لكن إذا كان هناك أشياء بحاجة إلى استيضاح ما في عندي مانع .

السائل : بكمل سؤالي أو استوضح ...

الشيخ : اسمح لي خلي هو يترك الفرصة لغيره

السائل : جزاك الله خيرًا  عن نفس الموضوع ، الاختلاف في الفروع أم في الأصول ؟

الشيخ : كلاهما .

السائل : في الأصول مثل إيش يعني الخلافات ؟

الشيخ : نأخذ المذاهب الثلاثة هذه أصول أم فروع ؟ المذاهب الثلاثة أصول أم فروع ؟ مالكم لا تنطقون ؟

السائل  : أصول .

الشيخ : هذه أصول ، ما هي فروع لأنها تبحث في العقيدة فقط ، أس الأصول كلها الإيمان ، لأنه بدون إيمان ما ينفع الإنسان ، كما هو مقطوع به عند جميع المسلمين ، فما رأيكم إذا كان العلماء اختلفوا في هذا الأس ، و هذا الأصل ألا وهو الإيمان ، اختلفوا فيه ، هل الإيمان قول وعمل أو اعتقاد وعمل و يتبع العمل طبعًا القول أم هو اعتقاد وليس العمل من الإيمان ، مذهبان ،أهل الحديث والأشاعرة يقولون قولة الحق في اعتقادنا الإيمان اعتقاد وعمل ، ولذلك لا تأتي آية وتذكر الإيمان إلا وتذكر معه العمل الصالح ، (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) ، الماتريدية يقولون الإيمان هو الاعتقاد فقط ،وليس العمل الصالح من الإيمان ، هذا اختلاف في أصل الشريعة ، وهو الإيمان تفرع من هذا الاختلاف خلاف آخر ، هل يزيد الإيمان وينقص ، أم لا يزيد ولا ينقص ، قولان مثل السابقين من يقول بأن الإيمان اعتقاد وعمل يقول يزيد وينقص ، زيادته الطاعة ونقصانه المعصية ، من يقول بأن الإيمان اعتقاد وليس يدخل فيه العمل الصالح يقول لا يزيد و لا ينقص ، الآن وصلنا في هذه القضية الهامة إلى انه يوجد اختلافان أو يوجد مذهبان في العقيدة في الفهم ، لكن تفرع من هذا الاختلاف ، اختلاف فقهي ، لا يزال مسطورًا في بطون الكتب ، وهو هل يجوز لمن يعتقد أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص ، أن يتزوج امرأة ، تعتقد بأن الإيمان يزيد وينقص ، أم لا يجوز ؟ صدرت فتوى بأنه لا يجوز لماذا ؟ هم الآن بطبقوا مذهبهم ، يقولون الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص ، إذا سُئل أحدهم هل أنت مؤمن ؟ يقول أنا مؤمن إن شاء الله ، والذين يقولون لا يزيد ولا ينقص ، إذا قيل لهم هل أنت مؤمن ؟ يقول أنا مؤمن حقًا ، هذا الذي يقول أنا مؤمن حقًا ، يقول أنا لا أتزوج امرأة تشك في إيمانها ، تقول أنا مؤمنة إن شاء الله ، هكذا صدرت فتوى وعمل بها أصحاب هذا الرأي عشرات السنين ، إلى أن جاء احد كبار علمائهم ، ولعل بعض الحاضرين ، يعرفون تفسير مطبوع هذا التفسير ، تفسير أبي السعود مفتي الثقلين ، هذا من كبار علماء الأحناف أجاب وقد سٌئل هل يجوز لحنفي ، أن يتزوج بشافعية ، قال يجوز تنزيلًا لها منزلة أهل الكتاب ،  وهذا معناه مع الأسف معناه خطير ، لا يجوز العكس ، يجوز للحنفي باعتباره رجل ، أن يتزوج شافعية باعتبارها امرأة مثلها مثل الكتابية ، لكن الكتابي يجوز لها أن يتزوج مسلمة ؟ لا ، إذًا لا يجوز للشافعي الذي يشك في إيمانه بزعمهم ، أن يتزوج حنفية ، وهذا كله مكتوب في الكتب ، وإن شئتم سميت لكم بعض أسمائها ، هذا يا جماعة موجود ، وخلاف كما ترون ، في الأصول ، في أس الأصول ثم هناك مسائل كثيرة وكثيرة جدًا ، ليس من السهل على عامة الناس أن يدركوها كهذه المسالة ، انتم تعلمون أن الخلاف القديم الذي أثاره المعتزلة ، خاصة في زمن دولة المأمون العباسي حول القرآن هل هو كلام الله ، أم ليس بكلام الله ؟ فأهل السنة كلهم يقولون ، القرآن كلام الله ، المعتزلة يقولوا لا ، هذا القرآن كلام الله ، لكن كلام الله مخلوق ، يعني ليس هو بكلام الله عز وجل ، هنا الآن تظهر الدقة في الموضوع لأن مذاهب السنة الثلاثة الآن ، بلتقوا لفظًا ، ويختلفون معنى ، أهل الحديث بقولوا ، كلام الله صفة من صفات الله ، ويستحيل أن يكون مخلوقًا ، وهو كلام مسموع ، تسمعه الملائكة وتسمعه الرسل ، لأن الله يقول مثلًا ، الذي قال في حق موسى ، وكلم الله موسى تكليمًا ، قال له لما كلمه تكليمًا : (( فاستمع لما يوحى ، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) ، فإنه قال له استمع ، أي كلام الله مسموع ، ويعبر عنه علماء الحديث أهل السنة حقًا ، بأن كلام الله أحرف ، وهذا ما صرح به عليه الصلاة والسلام ، في الحديث الصحيح : ( من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول ألف لام ميم حرف بل ألف حرف ولام حرف ، ميم حرف ) ، فكلام الله عند أهل الحديث مسموع ، عند المصطفين الأخيار ، وله أحرف ، أما عند المذهبين الآخرين من أهل السنة ، فكلام الله عندهم ليس بحرف ولا هو بمسموع ، ويعبرون عن هذا النفي بعبارة مثبتة في زعمهم ، كلام الله نفسي ، ويقولون بالكلام النفسي ، أي الكلام النفسي في تعبيرهم ، تمامًا كالعلم الإلهي ، أي لا هو يسمع ، ولا هو يرى ، ولا أي شيء ، هنا اشتد النزاع بين أهل الحديث ، وبين الأشاعرة والماتريدية لأن هؤلاء لما بقولوا كلام الله غير مخلوق ، يعنون الكلام النفسي ، يعني يعنون ما يشبه العلم الإلهي ، المستقر في الذات الإلهية المستقر في ذات الله تبارك وتعالى ، لا يعنون ما يعنون أهل الحديث وما يعنيه القرآن ، لو أراد الإنسان يستحضر الآيات ، لربما بلغت المئات التي فيها مخاطبة الله عز وجل لبعض خلقه (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ  )). (( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )).

قال قال ، شو هذا كلام ؟ عند أهل الحديث عرفتم ، يعني ربنا بيخاطب آدم بيخاطب الملائكة ، بيخاطب إبليس ، في لحظة معينة ، وإذ هذه ظرفية باللغة العربية ، في ظرف معين قال ربنا للملائكة : اسجدوا لأدم ، أما الذين يقولون بالكلام النفسي ، ولا يقولون بالكلام اللفظي ، فهؤلاء يقولون ومن عجب ما يقولون ، ربنا لما قال لموسى : (( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ))

منذ الأزل وربنا يقول (( وما تلك بيمينك يا موسى )) ، فهذا خلاف الحقيقة يؤدي إلى إنكار معجزة القرآن ، لأن المعتزلة يقولون صراحة هذا مخلوق ، الأشاعرة والماتريدية مع أهل الحديث ، لفظًا ، مع المعتزلة عقيدة ، لأن المعتزلة ما بينكروا العلم الإلهي ، اللي قائم في ذات الله عز وجل ، وشبيه ما اختلقوه من الاسم الإيش ؟ الكلام النفسي ، فخلاف الواقع يعني مع الأسف ، على عكس ما تسمعون تمامًا ، من بعض المحاضرين والدكاترة المعاصرين ، إن الخلاف يا أخي في الفروع وليس في الأصول ، هذا في الواقع ، كما قلنا من قبل ، إذا ما قلنا تضليل ، فهو جهل عميق بالشريعة بالكتاب والسنة ، وواقع المذاهب الإسلامية الموجودة اليوم ، ترى هل هذا في الأصول أم في الفروع ؟ قول أئمة الفقه : إذا صح الحديث فهو مذهبي ، هذا أصول ولا فروع ؟

السائل : أصول .

الشيخ  : هات اليوم ملايين المسلمين ما بيوافقوا معك عل هذا الأصل ، بل قال قائلهم : " وواجب تقليد حبر منهم " من الأربعة هؤلاء ، فأنت ما يجوز لك أن تتبع السنة ، من هنا ومن هنا ومن هنا ، بل لازم تكون حنفي قح أو مالكي قح ، أو شافعي قح ، أو حنبلي قح ، كيف هذا ولم تكن هذه المذهبية الضيقة قبل الأئمة الأربعة ، وكان هناك من قبل عشرات بل مئات بل ألوف الأئمة ، وعلى رأس الأئمة الخلفاء الأربعة ، فهل كان في زمانهم بكريين ، عمريين عثمانيين علويين ، لم يكن شيء من ذلك ، الخلاف مع الأسف ما هو في الفروع بس ، مع السلامة ، الانحراف عن أصول من الشريعة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، ذلك خير وأحسن تأويلا )) ، خذ الآن من شئت من الأئمة ، لا أعني أئمة المساجد ، لأن دول غالبهم ، طبعًا الأرض مسكونة ، غالبهم لا فقه عندهم ، وضيفة مثل عدة ، وظائف في الدوائر هذه ، ما أعني هؤلاء ، بل أعني الكبار ، اللي بيقولوا علماء و دكاترة والى آخره ، فتجدهم كل مين على مذهب ، هذا حنفي وهذا شافعي ، ادعهم للتحاكم إلى الكتاب والسنة ما في تجاوب إذًا وين الخلاف اللي الفروع ، الخلاف في الأصول ، بل في أصول الأصول .

السائل : يعني أولى له الإنسان يتبع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتعصب لأي مذهب من المذاهب .

الشيخ : آه طبعًا ، بس هنا كمان في ملاحظة مهمة ، سبحان الله سنة الله في خلقه ، إفراط وتفريط ، إفراط وتفريط ، خلافًا لقوله تعالى : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )).

استمرار جمود المسلمين عامتهم وخاصتهم إلا أفراد قليلين ، طيلة هذه القرون المديدة ، على التمذهب ، هذا أوجد ردة فعل ، ردة الفعل هذه ابتداءً كانت جيدة وهو الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ، أي نعم الكتاب والسنة دون التعصب لإمام من أئمة المسلمين لكن هذا الرجوع الآن بسبب ، إنه ليس له ضوابط وقواعد جماعية ، أعطى ردة فعل ، عكسية تمامًا فصار رجل لا يعرف من الفقه شيئا بيقرأ حديث أو بيسمع حديث صار هو بقى من الضروري يسلط فهمه والأصح أن نقول جهله في هذا الحديث ويتبنى منه حكم ويمشي في زعمه أنه من السهل بمكان أن كل إنسان يعمل مجتهد و الأمر ليس كذلك ولأمر ما نحن نقول دائمًا وأبدًا كما قال علماؤنا من قبل :

" وكل خير في اتباع من سلف        وكل شر في ابتداع من خلف ".

ترى السلف الأول القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية الصحابة والتابعون لهم وأتباعهم هل كانوا كلهم علماء بالكتاب والسنة ؟ لا ، أقلهم من الصحابي كان هم العلماء وجمهورهم لم يكونوا علماء ، هذا الواقع ربنا عز وجل  وضع له منهاجا في قوله تعالى : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) .

فالسلف الأول كانوا يعرفون مقدار علمهم ، أي يعرفون نفوسهم ، وأنهم ليسوا من أهل العلم حينئذ إذا احتاجوا إلى معرفة مسألة ما سألوا لأنهم يقرأون في القرءان أو يسمعون على الأقل قول الله عز وجل  : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) .

فربنا في هذه الآية جعل المجتمع الإسلامي قسمين : أهل ذكر وأهل جهل وأوجب على كل من القسمين واجبا خلاف الواجب الآخر ، فأوجب على من لا علم عنده أن يسأل أهل العلم ، وأوجب على أهل العلم أن يجيبوا ، وأكد ذلك الرسول عليه ا لسلام في حديث مشهور : ( من سأل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) الآن المجتمع مع الأسف ما هو مجتمع إسلامي من جوانب كثيرة وكثيرة جدا لكن أخطرها من الزواية الإسلامية ما هي إسلامية أيضا ، يعني من زاوية الخلاص من التقليد و الذي ران على القلوب المئات من السنين فبزعم الخلاص وقعنا في مشكلة معاكسة وهي أن يفتي كل الإنسان بنفسه نفسه بل وربما غيره ، بغير علم ،فهو ربما لا يحسن تلاوة آية كما هي مقروءة أو مكتوبة في القرءان الكريم فضلا عن الحديث النبوي ومع ذلك هو يخل بتطبيق هذه الآية (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) ، ومن أسباب ذلك فساد القلوب وركوب الغرور في نفوس الناس والعجب فأصبح طالب العلم إن كان طالب علم ، بمجرد أن يشعر بأن عنده شيء من العلم صار المرء لسان حاله كما يقولون عندنا في سوريا يا أرض اشتدي ما حد عليكِ قدي ، وهو لا يكاد يفهم من العلم إلا الشيء القليل جدا ، فهؤلاء في واد والمتزمتون الجامدون على التقليد المذهب بل المذاهب في واد آخر والحق وسط بين ذلك ، وهو تحكيم فعلي للآية السابقة (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )).

ويقولون في الأحاديث التي تذكر كحديث لا أصل له لكن هو حكمة ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) فأكثر الناس اليوم لا يعرفون أنفسهم لأنهم ركبهم العجب والغرور ، الله أكبر حديث يقول : ( ثلاث مهلكات ايش هن ؟ وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، الشح المطاع و هوى متبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه ) هذا داء من الادواء التي نحن مصابون بهذا الزمان .

السائل : هذا حديث .

الشيخ : نعم حديث صحيح لكن ( دع خويصة نفسك  ثلاث مهلكات ) أي نعم الأسئلة انتهت خلينا نقوم نصلي ، شو استفدنا منك ؟ نحن أكلنا وشبعنا وانتهينا .

 

السائل : سؤال الأخ هنا أن من الجامعات الإسلامية الحالية لا تدرس العقيدة إلا عقيدة الأشاعرة إلا جامعتين ، الجامعات عفوا بالنسبة لناحية الدول العربية السعودية وفي قطر ، أما مثلا الجامعة الأردنية وجامعة الكويت وكذا إلى آخره ، فلا تدرس العقيدة الصحيحة ، فهل هذا صحيح ؟

الشيخ : أي طبعا هذا صحيح وهذا ما ألمحنا إليه آنفا .

السائل : بالتحديد حتى الإنسان يدرك كثير كما تفضلت أن الدكاترة في علم الفقه وفي علم كذا وفي كذا فيخرج على التلفزيون وفي المجلات ، لو عرفنا مصادر هؤلاء ومصادر علمهم إن شاء الله نتحرز من فتاويهم أو نقول بهم كذا وكذا ، فلو سمحت يعني تعقب على ذلك .

الشيخ : على كل حال هذا الذي ألمحت إليه هو الواقع وأنا أشرت إلى شيء منه آنفا لما قلت في المغرب بطوله من شرقه إلى غربه تدرس العقيدة الأشعرية ، لأنه هناك تلازم واقعي كل مالكي فقها فهو أشعري عقيدة ، كذلك كل شافعي فقها فهو أيضا أشعري عقيدة كذلك كل حنبلي إلا القليل فهو أيضا عقيدة أشعري إلا نوادر خاصة العصر الحاضر ، وهذا بلا شك يعود الفضل فيه إلى الإمام محمد بن عبد ا لوهاب والذين جاءوا من بعدهم والذي يصرحون بالدعوة إلى العمل بالكتاب والسنة كالشيخ  ابن باز وأمثاله ، لكن المذاهب الثلاثة ، خاصة المالكية والشافعية ، فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا في العقيدة إلا أشاعرة وكل حنفي لزاما أن يكون ماتريديا ، لا يمكن إلا هكذا .

السائل : لزاما ؟ 

الشيخ : أه فلا تجد مثلا حنفي أشعري أو شافعي ماتريدي ، هذا مستحيل كواقع لكن إذا رجعت إلى أهل السنة حقا وأهل الحديث ، ستجد كثيرين منهم عاشوا في جو حنفي فروعا وأصولا لكن حينما هداهم الله للأصول حقا لم يبقوا أحناف لا في الأصول ولا في الفروع ، وإنما أخذ الحق حيثما كان ، فمصر يغلب عليها التمذهب بالمذهب الشافعي فهناك تدرس عقيدة الأشعرية ، وقلت آنفا الأتراك ما يعرفون إلا المذهب الماتريدي ، الحنابلة يختلفون حنابلة بلاد نجد يختلفون تماما عن الحنابلة في بلاد أخرى مثلا نحن في سوريا ، عندنا حنابلة في بعض البلاد الشرقية عن دمشق ، كدمير ورحيبة و دير عطية ونحو ذلك ، هؤلاء في الفروع حنابلة وفي العقيدة أشاعرة ، هؤلاء أصابهم ما أصاب الأشاعرة أي تركوا مذهب إمامهم الأول إمام السنة الإمام أحمد وتأثروا بالمذهب ، مذهب الشاعرة ، والآن لا أقول بالمذهب الأشعري لأني قلت آنفا ، هؤلاء أصابهم أي حنابلة سوريا وأمثالهم ما أصاب الأشاعرة ، الأشاعرة ينتمون إلى أبي الحسن الأشعري ، لكن أبو الحسن الأشعري ، رجع عن أشعريته واتبع مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وله كتاب هام جدا مطبوع عدة مرات اسمه الإبانة في أصول الديانة ، مذهبه هناك على مذهب أهل الحديث ، مذهب الإمام أحمد ليت الأشاعرة يعملون بهذا الكتاب في كل بلاد الإسلام إن كان في مثلا مصر أو هنا ، لأن ألاحظ أيضا هنا ، يغلب عليهم من ناحية الفروع التمذهب بالمذهب الشافعي ، والكثير منهم لا يعرفون العقيدة الماتريدية بغض النظر عن صوابها أو خطئها ، بقدر ما يعرفون المذهب الأشعري فالدراسة في الجامعات في هذه البلاد هي في الحقيقة من ناحية الفروع إما جمودا على مذهب معين ، أو على طريقة ما قلناه نقلا على الاصطلاح السوري حنفشعي ، أو ما يسمى بالاصطلاح الفقهي بالتلفيق ، فهناك تقليد وهناك تلفيق ، التقليد هو إتباع إمام معين وهذا طبعا لا يجوز ، بينما التقليد لابد منه ، قلنا نحن آنفا في التعليق على قوله تعالى : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))، إن عامة الناس بدهم يسألوا أهل الذكر لكن أهل الذكر فيهم الخير والبركة مش زيد وبكر وانتهى الأمر لا ، كل ما عنّ بفرد من أفراد المسلمين أن يسأل عن مسألة ما لازم يتعصب لشخص معين وإنما يسأل من يعتقد أنه من أهل العلم ، فحينئذ وجب عليه اتباعه ، لأنه (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) .من أجل العمل بقولهم أم من أجل مخالفتهم ، طبعا العمل بقولهم فالدراسة الآن التي تسمى بالدراسة الجامعية هي على طريقة التلفيق ، ويسمونه على قاعدة الحديث الصحيح ، ( يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها ) ، سبحان الله هذا الوصف تعدى أمورا كثيرا جدا ، فالرسول عليه السلام تكلم بهذا الكلام في خصوص الخمر ، لكن نحن نجد أن هذا الوصف يسمونها بغير اسمها يتعلق بأمور كثيرة وكثيرة جدا مثلا يسمون بعض البيوع الربوية بيع ، أو يسمونه مرابحة أو من هذا الأسماء الخفيفة واللطيفة و التي لا تنبيئ من يسمعها عن ما تتضمنه من انحراف عن الشريعة أما تسمية الرقص و التصوير الفنون الجميلة ، هذا كلكم يعلم ذلك ، الآن يدرس الفقه باسم الفقه المقارن ، هذا عظيم جدا لو كان في مقارنة لكن الحقيقة هو التلفيق بعينه لأن الذي يقع أن الدكتور المختص بالشريعة يقرر المسالة على وجوه الاختلاف الموجودة في المذاهب يخلص الشهادة هذا ، شو صار دكتور ، طيب هذا الدكتور هل اللي بيتلقنه هو اللي بده يلقنه لغيره ، وهكذا فليس هناك علم يدرس باسم الفقه المقارن الفقه المقارن ، أن يقال مثلا ، مثلا مسألة يبتلى بها الناس كثيرا وتكثر الأسئلة حولها ، لشدة البلوى بها كما يقول الفقهاء وهي أن الرجل مثلا مس امرأة قصداً أو عفواً ، انتقض وضوءه أم لا ؟ الدكتور اللي بيدرس الفقه المقارن بيقول لك في المسالة ثلاثة أقوال : القول الأول أن مس المرأة لا ينقض مطلقا سواء كان بشهوة أو من غير شهوة ، القول الثاني ينقض مطلقا سواء كان بشهوة أو بغير شهوة ، القول الثالث إن كان بشهوة نقض وإلا فلا ، فهو ما عنده استطاعة يعمل مراجحة .

السائل : يعني يقول هذه الأقوال ويقف .

الشيخ : بس لا ما يقف ولكن يزيد المبلة طين والطنبور نغمة ، بقول يا جماعة هؤلاء علماء وكل واحد .