عن المقال

المؤلف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

التاريخ :

Thu, Sep 18 2014

التصنيف :

فتوى

تحميل

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 291

الشيخ : ... لكن قبل ذلك ذكرتني بشيء ، ولا بأس من أن نجعل كجملة معترضة في حديثنا السابق حينما قلت إننا نجتمع ونختلف حلقة ، الحقيقة أن الاجتماع حتى في الأجساد له تأثير جيد في الاجتماع بالقلوب يكون الاجتماع قلبا وقالبا ؛ لأن الأمر كما يقول بعض أهل العلم إن الظاهر عنوان الباطن ، وإلى هذه الحقيقة أشار النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال في الحديث الصحيح في البخاري وغيره من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه )، الشاهد فيما يأتي ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )، ومما لاشك فيه أن المجتمع مؤلف من أفراد فهذا المجتمع ينبغي أن يكون كما جاء في الحديث الصحيح أيضا ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ، وإذا كان المجتمع الإسلامي مجتمعا واحدا مؤلف من مجموعة من الأفراد وكان هؤلاء الأفراد يعنون بإصلاح بواطنهم كما يعنون بإصلاح ظواهرهم فسيكون في نتيجة الأمر المجتمع صالحا ظاهرا وباطنا ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )، فإذا كما يجب إصلاح الظاهر يجب أيضا إصلاح الباطن وكل من الإصلاحين يساعد في الإصلاح الآخر ، هذا كما يشبه ، ما أدري الأستاذ عدنان يمكن يذكرني ، ما كان بعض العلماء يفكرون مما يسمونه بالحركة الدائمة ، شو يا أبو محمد الحركة الدائمة هل أوجدوها أم بعد ؟

عدنان : ولا يمكن يوجدوها على أن الطبيعة تقوم على أن الحركة الدائمة ليس لها وجود .

الشيخ : يعني يمكن يكون في حد زعمي أنا كالجاذبية هي هذا افترضوها لحل مشاكل نظرية يعني ، لكن هذه حقيقة شرعية ، الله عزوجل الذي خلق الإنسان وسوّى خلقه وأوحى إلى نبيه عليه السلام أن يخبرنا بهذه الحقيقة " إذا صلح القلب صلح الجسد وإذا صلح الجسد صلح القلب " فإذا ما في تجاوب بين الجسد وبين المضغة إفسادا وإصلاحا ، إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك لاشك ولاريب، الإسلام عني عن كل العناية بإصلاح الظواهر لأن هذا الإصلاح يؤدي إلى إصلاح البواطن ، من ذلك وهنا بيت القصيد بالنسبة لهذه الجملة المعترضة وهي غير طبيعية مثل هذه الجملة تكون بهذا الطول وتكون محاضرة ، لكن لعل فيها فائدة ، المقصود من هذا الكلام كله حديث واحد بالإضافة إلى ما سبق من الأحاديث النبوية الطيبة حديث أبي ثعلبة الخشني قال : ( كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونزلنا منزلا فيها الصحراء " فيها دشور كما يقول أهل بعض البدو " تفرقنا في المنازل فسافرنا ذات يوم وتفرقنا فقال عليه الصلاة والسلام ( إنما تفرقكم في هذه الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) تفرق مادي جسدي ، قال أبو ثعلبة فكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلا انضم بعضها إلى بعض حتى لوجلسنا إلى بساط لوسعنا ؛ فإذا الانضمام الظاهري يؤثر في الانضمام القلبي وهذه حقيقة شرعية ربما يعبر عنها بعض علماء الكلام أو الفلسفة في آخر الزمان بأنها فلسفة شرعية وهي حقيقة شرعية ارتباط الظاهر بالباطن ، وهذا له أمثلة كثيرة وكثيرة جدا لكن يكفي الإطالة السابقة في هذه الجملة المعترضة لنعود إلى ما كنا في صدده .

 

الشيخ : قلت بأن الرجل الذي يشار إليه بالبنان فهو في الحقيقة على خطر ، ما هو الخطر الذي قد يتعرض له ، والإشارة إليه كما قلنا قبل أن يأتي سائر إخواننا هو صالح ، هو عالم ، هو مصلح يفيد الأمة ، ولإفادته بنوع من هذه الفوائد أو غيرها أشير إليه بالبنان وهو من أجل ذلك على خطر ، لماذا ؟ لأنه معرض ليفسد عمله الصالح بأن لا يبتغي بذلك وجه الله تبارك وتعالى ، وبقدر ما هو في خطر بقدر ما هو في أجر بالغ كبير جدا فيما لو ثبت وحفظ نفسه من أن يفسد عمله بأن يحب الظهور وأن يحب الكلام من الناس بأن يقولوا فلان كذا وكذا ، فبذلك يفسد عمله وإلا كان له حسنات تزن جبال الدنيا وتفوقها كثرة ووزنا ؛ أما الخشية التي أشرت إليها آنفا فيكفي في ذلك قول ربنا تبارك وتعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ، والإخلاص في العبادة تستوجب أن لا يقصد بذلك شيئا من أمور الدنيا أو حطامها ، وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أول من تسعر بهم النار يوم القيمة ثلاثة عالم ومجاهد وغني ) هنا تمكن خطورة المشهور بشيء من هذه الأوساط الطيبة العلم والإنفاق في سبيل الله والجهاد كذلك في سبيل الله ، مع ذلك الخطورة تتجلى لنا في هذا الحديث الصحيح ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : عالم ، ومجاهد ، وغني، يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له أي عبدي ماذا فعلت فيما علمت ؟ يقول يا رب نشتره بين الناس في سبيلك فيقال له كذبت إنما فعلت ذلك ليقول الناس فلان عالم وقد قيل ) وقد قيل أي إن الذي ابتغيته من وراء عملك وبثك ونشرك إياه بين الناس قد حصلته ، وهو الظهور والإشارة إليه بالبنان كما يقولون عندنا في بلاد الشام وفي سوريا بصورة خاصة " فلان العالم مثل الصحن الصيني من أين ترنه بجاوب "، ما شاء الله ، في هذا العالم تمكن الخطورة لأنه يخشى قد يكون هو في بادئ أمره قصد العلم لوجه ربه ولكن بسبب تحدث الناس عنه فقد تميل به نفسه إلى حب الظهور ، وقديما قال بعض الصوفية " حب الظهور يقطع الظهور " وأنا أقول بعض الصوفية لأنه ليس كل ما يقوله الصوفية هو خلاف الشريعة الإسلامية بل فيها ما هو موافق لها وفيها ما هو مخالف لها ؛ لأن الصوفية كمذهب من المذاهب أو طريقة من الطرق لم تنزل من السماء وحيا من الله على شيخ الطريقة وإنما هو رأي واجتهاد وسعي منه إلى إصلاح الناس بطريقة أو بأخرى ، فهذه الكلمة فيها من الحكمة ما شاء الله " حب الظهور يقطع الظهور " معنى مجازي وجميل وجميل جدا ، لذلك أول من ذكرهم الرسول عليه السلام هو العالم لأن مركزه حساس وخطر جدا أن تميل به الأهواء والشهوات وأخطرها ليس حب المال فقط وإنما كمان حب الظهور والجاه والمنزلة ونحو ذلك ... لما قال هذا الرجل ما قال ليقال له وقيل له كذبت ، إنما فعلت ذلك ليقول الناس فلان عالم وقد قيل ، وقد قيل له أو عنه ، ( خذوا به إلى النار ) والعياذ بالله ؛ من هو ؟ هو العالم ، المفروض أن يكون كما قال الله عزوجل في الآية الكريمة (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وإذا هذا العالم يصبح بعلمه في الدركات من النار والعياذ بالله ، قال في الحديث ( ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا فعلت بما أنعمت عليك من قوة فيقول يا رب قاتلت في سبيلك فيقال - والعياذ بالله - له كذبت إنما جاهدت ليقول الناس فلان بطل ، فلان شجاع وقد قيل - أيضا في حق هذا الرجل الثاني إنه فعلا شجاع وهو الذي رمى إليه شجاعته - فقيل ، خذوا به إلى النار )؛ ولذلك نقف هنا قليلا عند هذا الحديث أن المسلم المجاهد حقا هو الذي لا يبتغي بجهاده كالعالم حقا كلاهما لا يبتغي بعلمه جزاء ولا شكورا إنما كل منهم يجاهد في سبيل الله ، هذا بعلمه وهذا بشجاعته وقوته وبطولته ، فإذا ما انحرف بهم القصد والنية كان عاقبتهم أسوء من عاقبة الجاهل ، لذلك جاء في بعض الآثار وليس في بعض الأحاديث المرفوعة وإنما في بعض الآثار عن السلف الصالح وهو فيما أذكر أبو الدرداء رضي الله عنه قال " ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات " طبعا التسبيع هنا هو للتكثير وليس للتحديد ؛ لكن المقصود ويل للجاهل مرة لأنه قد يكون معذورا ، وويل للعالم سبع مرات لأنه يكون على خطر ؛ نعود إلى تمام الحديث ( ثم يؤتى بالغني فيقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال ؟ فيقول يا رب أنفقته في سبيلك ، فيقال له كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار )، ولذلك قال عليه السلام، انتهى الحديث إلى هنا ، عطفا عليه أقول قال عليه السلام في الحديث الصحيح المتفق عليه بين علماء المسلمين والذي قال فيه بعض العلماء إنه ثلث الدين ، ثلث الإسلام قائم على هذا الحديث المشهور : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )، فإنما الأعمال بالنيات ؛ أعود إلى أول الكلام فمن كان صالحا ويشار إليه بالبنان فهو على خطر من هذه الحيثية أنه لا يشار عادة لإنسان بالبنان إلا بعد أن ظهر ، وهذا الظهور قد يقسم الظهور ويكسرها بسبب أن يغلب عليه حب الدنيا وأن يغلب عليه كراهية الموت فحينئذ يفسد عمله كله وعلى العكس من ذلك ، فإذا ثبت بعد أن نبت وظهر ولم يتأثر بثناء الناس عليه وبظهوره بينهم فإن له أجرا لا يحصيه أكبر كمبيوتر معروف اليوم في الدنيا ، ذلك لقوله عليه السلام : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ) ذلك لأن العالم حينما يدل الناس على الخير فكما جاء في الحديث في صحيح مسلم أيضا : ( الدال على الخير كفاعله ) وفي الحديث الآخر : ( من دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء )، فتصوروا معي كم يكون أجر هذا الإنسان الداعي إلى الله المخلص في دعوته إلى الله ، لا يحصيها إلا الله عز وجل عددا ؛ ومن هنا قال العلماء إن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو أكثر الأنبياء والرسل أجرا وثوابا لأنه هو الذي كان سبب هداية الأمة ، هداية الأمة والأمة في لغة العلماء تنقسم إلى قسمين : أمة دعوة ، وأمة إجابة ؛ فكل من جاء بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم داخل في أمة الدعوة ، فمن استجاب لدعوة الرسول عليه السلام دخل في القسم الثاني وهو أمة الإجابة أي أجاب الرسول عليه السلام وخضع له ؛ فتصوروا منذ بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بدعوته للناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإلى تفصيل هذه الكلمة الطيبة علما وتطبيقا عملا ، تصوروا كم وكم جاء من بعده من الملايين الملايين حسنات هؤلاء ربما يكون الواحد منهم له حسنات كالجبال ، كل هذه الحسنات من كل هؤلاء الأفراد تكتب في صحيفة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ومن هنا يظهر أهمية العالم العامل بعلمه والمخلص في دعوته إلى الله إلى كتاب الله وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولكنّ هذا العالم كما يشترط فيه أن يكون عاملا في علمه وأن لا يكون قوالا ليس فعالا ؛ كذلك يشترط فيه أن يكون علمه مستقا فقط من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مع الإخلاص الذي أشرت إليه آنفا ؛ ولهذا قال الله عز وجل في كتابه (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ))، على بصيرة أنا ، ليس الرسول فقط بل ومن اتبعه عليه الصلاة والسلام ، ولا تكون البصيرة إلا كما قال الل تعال أيضا في القرآن الكريم (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ))، فقد قال العلماء علماء التفسير في هذه الآية أنها دلت على أن النجاة عند الله عز وجل إنما يكون بشرطين اثنين : أن يكون عمله صالحا ، وأن يكون لوجه الله خالصا ؛ أما أن يكون عمله صالحا فواضح في الآية ؛ أما أن يكون لوجه الله خالصا فهو قوله تعالى في آخرها : (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) لأن الشرك ليس كما يظن بعض الناس أن تقول إن مع الله خالقا آخر وليس أيضا الشرك فقط أن تعتقد أن فلانا من الأولياء أو الصالحين يستحق شيئا من الخضوع والعبادة من دون الله عز وجل ، ليس هذا وذاك فقط هو الشرك بل أيضا أن تقصد بعمل صالح تقوم به بينك وبين الله ، إنما تقصد به غير وجه الله تبارك وتعالى كما سبق إلى ذكره آنفا وأضيف إلى ذلك أخيرا لأني أخشى أن أكون قد أطلت عليكم ، ليكون الحديث بعد ذلك بيننا سجالا ألا وهو قوله عليه السلام : ( بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والمجد والتمكين في الأرض ومن عمل منهم عملا للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب )، نسأل الله عزوجل أن يجعل عملنا خالصا وأن يجعله لوجه الله خالصا وأن لا يشّرك أحدا في عملنا هذا الصالح وإنما لوجه الله تبارك وتعالى ؛ هذا ما عنّ في الخاطر الكليل ذكره بتلك المناسبة مناسبة الإشارة بالبنان والشهرة بين الأنام والحمد لله رب العالمين ؛ والآن مدونا بمددكم .

السائل : أحد الناس يسأل ويقول نسمع كثيرا عن الوهابية ونسمع أنهم يكرهون الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟

الشيخ : الله أكبر .

السائل : ولا يزورون قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول بعض المشايخ إن الرسول تنبأ عنهم حينما قال عليه السلام : ( نجد قرن الشيطان ) فما هو جوابكم على هذا الكلام ؟

الشيخ : الحقيقة إن هذا السؤال مع الأسف الشديد راسخ أثره في كثير من المسلمين والوازع عليه قديما هي السياسة ؛ لكن هذه السياسة قد مضى زمنها وانقضى لأنها كانت سياسة من دولة الأتراك ، ولا أطيل في هذا إنما هي لفتة نظر فقط ، كانت سياسة من دولة الأتراك يوم خرج رجل من أهل العلم والإصلاح وهو المسمى بمحمد ابن عبد الوهاب في بعض البلاد النجدية يدعو من حوله إلى الإخلاص الذي أشرنا إليه آنفا في عبادة الله وحده ولا يشرك معه غيره ؛ ومن ذلك مثلا مما هو لا يزال مع الأسف الشديد آثاره لا تزال قائمة في بعض البلاد الإسلامية خلافا لذلك الإقليم الذي خرج فيه ذلك المصلح محمد بن عبد الوهاب ، هذا الإقليم إلى الآن والحمد لله لا يوجد فيه نوع من الشرك بينما ذلك يوجد في كثير من البلاد الإسلامية  المصرية الأردنية السورية فضلا عن البلاد الأعجمية ، فضلا عن إيران وما خبر الخميني ووفاته ، والإعلان عن اتخاذ قبره كعبة يحج إليها الإيرانيون ما ذلك الخبر عنكم ببعيد ؛ هذا الرجل لما خرج ودعا إلى عبادة الله عز وجل وحده اتفق لحكمة يريدها الله عزوجل أنه كان هناك أمير من أمراء نجد وهو سعود جد العائلة القائمة الآن ، فتعاون الشيخ مع الأمير تعاون العلم مع السيف ، وأخذوا ينشرون التوحيد دعوة التوحيد في بلاد نجد ، فيدعون الناس تارة وهذا هو الأصل تارة بالكلام وتارة بالسنان ، من أجاب بالكلام فهذا هو المطلوب وإلا لم يأت إلا بالقوة ؛ فانتشرت هذه الدعوة حتى وصلت إلى بعض البلاد الأخرى علما أن البلاد النجدية وسائر البلاد الإسلامية التي حولها من العراق والأردن من من إلى آخره كانت كلها محكومة بحكم الأتراك ، الخلافة المتوارثة ؛ فلما بدأ اسم هذا الرجل بعلمه وذلك الأمير بإدارته ينتشر وينتشر خشي الأتراك أن تظهر هناك في العالم الإسلامي دولة تناهض دولة الأتراك ، فأرادوا أن يقضوا عليها وهي لا تزال في عقر دارها بإشاعة الإشاعات الباطلة عنهم والكاذبة والمفتراة مما جاء في السؤال أو غير ذلك مما هو نسمعه كثيرا وكثيرا ؛ فأنا قلت آنفا أن السبب الأساسي سياسي وهذا هو ؛ لكن السياسة هذه قضي عليها ، ولسنا الآن في بحث تاريخي لكن السبب الآخر هو جهل الناس ، جهل الناس بحقيقة هذه الدعوة ، وهذا الجهل يذكرني بقصة كنت قرأتها في بعض المجلات أن رجلين وهما يتناقشان في الطريق حول دعوة محمد بن عبد الوهاب التي يسمونها بالوهابية ، لو كان الناس يفكرون فيما به يتكلمون لكانت هذه النسبة وحدها مذكرة لهم بخطأهم فيما يقولون لأن لفظة الوهابية إذا أردنا أن ننظر إلى اشتقاتها وإلى أي شيء كانت نسبتها ، الوهابية نسبة للوهاب ، ومن هو الوهاب ؟ هو الله تبارك وتعالى ؛ إذا النسبة إلى الوهابية هذا أمر يشرف ولا يسقط ؛ لكن قام كما يقولون عندنا في سوريا في أذهانهم شيء رهيب مثل البعبع ، شيء مخيف جدا ، الوهابية زعموا أنه ما يعتقدون بالرسول ، ما يؤمنون إلا بالله ؛ ذكرني هذا البحث بأولئك الاثنين وهما يتناقشان ... ويدعي الجاهل أن هؤلاء ما يعتقدون إلا بالله وبس أما محمد رسول الله ما بعتقدوه ، ما بقولوا إلا لا إله إلا الله ، في عندنا في الشام تكملة القصة باعتبارها قصة شامية لازم نرويها لكم باللغة الشامية ، بقولوا درن مرة سيارة القنصل أو السفير السعودي في ذاك البلد وإذا العلم تبع السيارة يرفرف بصورة واضحة " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله "  يا جماعة اتقوا الله كيف بتقولون في هؤلاء الناس ما يؤمنون إلا بالله وعلمهم هو العلم الوحيد في الدنيا يلي يكتب عليه إشارة التوحيد الذي قال عليه السلام فيها ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحاسبهم على الله )، كيف تقولون إن هؤلاء الجماعة ويتفتروا عليهم وهذا علمهم المرفوع ينبئ عما في صدورهم من الإيمان ، هذا شيء والشيء الأكبر والأهم هذا علم ممكن أن يقال علم مزور يعني دعاية مغرضة إلى آخره ، لكن ما بالهم حتى اليوم يحجون كل يوم بأمان واطمئنان لم يكن ذلك يحظون به في زمن الأتراك الذين أشاعوا عنهم تلك الفرية الكاذبة ، أنتم تعلمون في كثير من السنين بالنسبة لآباءنا فضلا عن أجدادنا كان لابد أن يصاحب كل قافلة حجاج من أي بلد جماعة مقاتلة مستعدون للمحافظة على هذه القافلة من الحجاج ممن ؟ من قطاع الطرق ، يا سبحان الله هذا الشيء مضى وانقضى ، في أي سياسة ؟ بالسياسة التي يسمونها بالسياسة الوهابية حتى هذه الساعة ؛ فإذا فرضنا أن هذا العلم الذي يلوح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمدا رسول الله ، زور وبهتان ألا ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤمن كما يؤذن في كل البلاد ، اللهم إلا الزيادة التي تذكر في البلاد الأخرى في مقدمة الأذان وفي مؤخرة الأذان فلا يقال هناك اتباعا منهم للسنة لا إنكارا لكون الرسول عليه السلام هو رسول الإسلام ورسول الأنام جميعا في كل زمان وفي كل مكان وإنما اتباعا للسلف وكما قيل " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف "، فإلى الآن يجج الناس ويسمعون هذا الأذان بالشهادة لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ثم يصلون صلاتنا ويذكرون الرسول عليه السلام كلما ذكر يصلون عليه ربما أكثر من أولئك الناس الذين يقولون عنهم هؤلاء وهابية ما بيحبوا الرسول ولا يصلوا على الرسول ؛ يا جماعة اتقوا الله هذه فرية يبطلها واقع هؤلاء الجماعة بحيث لا يمكن أن يقال هؤلاء في بلادهم يداهنون الساكنين خارج بلادهم إنما هذا نابع من قلوبهم الإيمان بلا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والسير على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدون زيادة ، ولا أقول دون نقص لأن هذا النقص بطبيعة الإنسان لا يستطيع الإنسان أن ينهض لكن من حيث العقيدة دون زيادة ودون نقصان ، من حيث العبادة دون زيادة ، قد يكون هناك نقصان مثلا بعضهم قد لا يقوم الليل والناس نيام ، هذا نقص ؛ لكن هذا نقص لا يخدش في عقيدته ، لا يخدش في إسلامه ؛ فهذه الكلمة حتى اليوم فيها اتهام للجماعة بما هم بريئين منه كما يقال " براءة الذئب من دم ابن يعقوب " و حسبنا يا أبا يحيى .

الشيخ : ... (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من الشركين )) فقد ذكرنا مع هذه الآية الآية الأخرى التي تقول (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) وأشرنا إلى أن هذه الآية الثانية تعطينا شرطين اثنين ، أن يكون العمل صالحا ، ولا يكون كذلك إلا إذا كان موافقا للسنة ؛ و الشرط الثاني أن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى ؛ دار الكلام مع شيء من البسط والشرح حول هذين الشرطين ؛ ولكن ما يتعلق بالآية الأولى وهي قوله تعالى : (( هل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) علقت أنا على قوله تعالى آمرا نبيه عليه السلام أن يقول : (( هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ))، ولكن قبل هذا التعليق هناك تعليق آخر يجول في نفسي ، كل تال لهذه الآية الكريمة ويقف التالي الذي يريد أن يتحقق بهذا الأمر الإلهي أن يكون على بصيرة من دينه اتباعا لأمر ربه لنبيه صلى الله عليه وسلم يجب عليه أن يقف طويلا وطويلا جدا عند هذه الكلمة الطيبة المباركة (( سبيلي ))، حيث يعلم كل مسلم أوتي شيئا من الفقه والفهم في اللغة العربية أن السبيل هذا اللفظ المذكور في الآية هو مفرد وليس جمعا أي إن الله عزوجل قال : (( قل هذه سبيلي )) ولم يقل قل هذه سبلي ، فلحكمة ما قال ربنا سبيلي ولم يقل سبلي ، ذلك لأن الطريق المؤدي إلى الله تبارك وتعالى في كل زمان وفي كل مكان وفي كل مصر وقطر إنما هو سبيل واحد ، وهذا ما وضحه نبينا صلى الله عليه وسلم كما هو شأنه في كل شيء ، يكون أصله مذكورا في الكتاب فتأتي السنة لتشرح ذلك ولتبينه ، فقال عليه السلام يوما لأصحابه وهو جالس على الأرض من تواضعه ومن حوله كثير من أصحابه فخط لهم على الأرض خطا ، ثم خط من حوله خطوطا قصيرة ثم تلا وهو يمر بأصبعه الشريفة على الخط الطويل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) لقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية الثانية (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) يشرح قوله السابق (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله )) لذلك يقول علماء التفسير وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن سار مسيره كابن قيم الجوزية وابن دمشق ابن كثير صاحب التفسير المعروف بتفسير ابن كثير كلهم يقولون يجب على كل باحث وعالم أن يفسر القرآن بالقرآن ، ثم بالسنة التي هي أيضا وحي من الله تبارك وتعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الصحيح عنه من قوله : ( لا يقعدن أحدكم متكئا على أريكته يقول هذا كتاب الله ما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ) ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ، المثل هي سنة الرسول عليه السلام ، ولذلك قال من أشرنا إليهم من بعض أهل العلم آنفا بأنه ينبغي تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة لأنها أيضا من وحي الرحمن على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال : (( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) فإذا هناك وحيان : وحي متلو ألا وهو القرآن ، ووحي متعبد به لفهم القرآن ؛ فالآية السابقة حينما خط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الخط المستقيم الطويل تلا (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) أي ولو طال عليكم الأمر فامشوا في هذا الطريق المستقيم ولو طال عليكم ؛ لأن الأمر كما قال عليه السلام في صحيح البخاري ومسلم ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) المكاره هو السير في هذا الطريق المستقيم ، طويل متى سنصل ؟ أنت المهم أنك تمشي ولو أول خطوة فلو مت فيها فأنت يقينا من أهل الجنة كما جاء أيضا في الحديث الصحيح أن رجلا من الأعراب وذلك في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء إليه وآمن به ، قال له أريت إن أنا جاهدت وقاتلت معك في سبيل الله ومت أدخل الجنة ؟ قال ( نعم ) ، فما كان منه إلا أن خاض المعركة وما خرج منها إلا شهيدا ، ولم يصل لله صلاة ؛ لماذا ؟ لأنه أخذ الخط المستقيم ومشى فيه ولو خطوة أولى ؛ فليس من المهم على السائر في هذا الطريق المستقيم الطويل أن يصل إلى نهايته ولكن أن يمشي ولو خطوة أو أكثر من ذلك حسب ما ربنا عز وجل ييسر له ويموت على ذلك ؛ ويعجبني بهذه المناسبة بيت الشعر الذي يروى عن امرؤ القيس الجاهلي الذي يقول وأنا لست بشاعر ولا أحفظ الشعر جيدا ، ولذلك أستسلم سلفا فأقول لمن يحفظ الشعر ، فإذا وجدني قد أخطأت فليعينني وليمدني بمدده ، فماذا قال امرؤ القيس ؟ قال :

" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** ، وأيقن أن لاحقاني بقيصرا " ، شوفتوا شلون أني أطلب المدد منكم ... .

فقلت له " لا تبكي عينك إنما نحاول *** ...  "؛ شوف الجاهلي لكنه عاقل ؛

" لا تبكي عينك إنما نحاول ***  ملكا أو نموت فنعذرا "

 إذا فالمهم في المسلم أن يأخذ الخط المستقيم ويموت عليه ؛ ولذلك أقول هذا الكلام إن بعض الناس يستطيلون السير على المنهج الإسلامي ، متى يا أخي ؟ بعضهم يستعجل مثلا لإقامة الدولة المسلمة ، وهذا أمر واجب ولابد منه ، ولكن إقامة الدولة المسلمة تعجبني في هذه المناسبة يا شيخ علي أنت وعلي كلاكما ما شاء الله ، إن الطيور على أشكالها تقع ، أي نعم يعجبني بهذه المناسبة كلمة لبعض الدعاة المعاصرين ، قال هذا الداعية المعاصر كلمة في منتهى الحكمة وأعتقد أنه لو كان هناك وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو كان هناك مثل عمر الذي قال عنه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ( لقد كان فيمن قبلكم محدثون ) أي ملهمون ، فإن يكن في أمتي فعمر ؛ فإذا لو كان هناك نبي لقلت إن هذا الكلام الذي سوف يسمعونه هذا وحي من الله ، لكن على الأقل أن يقال إنه إلهام من الله تبارك وتعالى ؛ ماذا قال هذا الداعية ؟ طبعا هو حسن البنا رحمه الله ، قال " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم " إذا السعي لإقامة الدولة المسلمة كما يقولون عندنا في دمشق " بدها هز أكتاف " " بدها هز أكتاف " ، والشيء بالشيء يذكر وليتحملنا بعض إخواننا المستعجلين لما قد يكون في نفوسهم من سؤال أو أسئلة هناك حديث من المبشرات ألا وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : كنا في مجلس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله سائل أي المدينتين نفتحها أولا آقسطنطينية أم رومية ؟ ـ رومية أي روما عاصمة الطليان إيطاليا ـ أي المدينتين نفتحها أولا ؟ آقسطنطينية أم رومية ؟ هذا السؤال يوحي إلينا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد بشر المسلمين بأنهم سيفتحون كلتا المدينتين قسطنطينية ورومية ؛ لكن ما كان بيّن لهم إلى تلك الساعة أيها تفتح أولا فجاء السؤال ، فقال عليه الصلاة والسلام (  قسطنطينية ) ، الجواب قسطنطينية أولا ؛ وهذا الحديث من أعلام نبوته عليه السلام الغيبية ، ما يدريه أن هذه المدينة العظيمة وهي عاصمة الروم يومئذ كما هي الآن إيطاليا وفي خصوص عاصمة روما ، هي أيش ؟ عاصمة النصارى ، ولذلك مركز البابا هناك كما تعلمون ؛ فما الذي أدرى الرسول عليه السلام بأن قسطنطينية وهي في يد الكفار المشركين الروم تفتح أولا ؟ ذلك من وحي الله تبارك وتعالى ؛ فإذا هذه بشارة عظيمة فتحت القسطنطينية فلم يبق على المسلمين إلا أن يفتحوا روما وسيكون ذلك يقينا لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما قلنا آنفا (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) لكني كنت أقول وهنا الشاهد فتح مدينة عاصمة كروما في هذا الزمان ، لا يمكن أن تفتح من المسلمين في آخر الزمان وهم كما نراهم متفرقين شذر مذر ، طرقا ومذاهب وأحزابا وهم يقرأون القرآن الكريم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) وأنتم ترون الآن إقليم من أقاليم المسلمين وهي أفغانستان مضى عليها عشر سنوات ولم يستطيع المسلمون أن يقضوا على الحاكم الكافر في بلادهم الذي أحلتها رغم أنوفهم ؛ لماذا ؟ لأن الأفغانيين يقاتلون لوحدهم ، والمسلمون يتفرجون عليهم كأنه لا يجب عليهم أن يمدوا إخوانهم بالأشخاص وبالأموال وبالسلاح وبكل شيء ، فكيف يستطيع المسلمون أن يفتحوا عاصمة كروما وأنا أقول إن المسلمين هكذا كنت أقول هناك في وضعهم الحاضر لا يستطيعون أن يفتحوا قرية عندنا كدوما فكيف يستطيعون أن يفتحوا روما وهم لا يستطيعون أن يفتحوا قرية كدوما ؛ إذا فيجب علينا أن نقف متفكرين جدا في هذا الحديث (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) هذا واقع المسلمين اليوم ، فقد تفرقوا منذ قرون طويلة إلى طرق كثيرة ، وهذه الطرق من حكمة الرسول عليه السلام وأنا في الحقيقة معجب بشيء ما أحد يعني فكر فيه أو ربما فكر ولكن ما عبر عنه وهو أن الرسول عليه السلام رسام ماهر لكنه إنما يرسم ما يجوز وليس ما يحرم لأنه حرم التصوير لذوات الأرواح ولكنه هنا صور الخط المستقيم والخطوط الأخرى المعاكسة له فصور الخط المستقيم خطا طويلا وصور حوله ليس خطوطا طويلة ، وهذه المهارة في الرسم وإنما هي خطوط قصيرة لماذا ؟ لحكمة بينها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تمام الحديث لما تلا بعد أن صور هذه الصورة الرائعة وقرأ عليها الآية قال هذا صراط الله ، وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ؛ أيش معنى هذا الكلام ؟ في هنا كلام يتلفظ به لسان الرسول عليه السلام ، لكن هناك كلام لم يتلفظ به وإنما رسمه لأصحابه على الأرض وهي أن هذا الطرق قصيرة مغرية للسائرين على الدرب الطويل  ، فإن على كل رأس طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان ، كأنه يقول للسالكين على الصراط الطويل ... أين رايحين متى ستصلوا شوفوا ما أقرب هذا الطريق فإليّ إلىّ ؛ ولذلك تجد ليس فقط الضالين الشاردين الخارجين عن دائرة الإسلام بل وبعض المسلمين أنفسهم انغشوا بنصيحة الشيطان والشيطان ما عمره نصح مسلما لا في قديم الزمان ولا في ... .