العصرانيون ومفهوم تجديد الدين عرض ونقد

في بداية كتابه "العصرانيون ومفهوم تجديد الدين عرض ونقد" أشار المؤلف إلى أن المدرسة العصرانية امتداد للمدرسة الاعتزالية القديمة، في أصولها ومناهجها، وأفكارها ومواقفها، ولذلك فهي بحاجة إلى دراستها وتقييمها، وبيان خطورتها على الأمة لأفكارها الشاذة وأطروحاتها الغربية.

وبيَّن أن المتأمل لواقع الأمة اليوم يجد أن المعتزلة نشطت في السنوات الأخيرة نشاطاً ملحوظا على ثلاثة محاور متساندة:

المحور الأول: من خلال الفرق القديمة التي لا تزال قائمة إلى اليوم، كالزيدية..

المحور الثاني: من خلال الفرق الحديثة، كحزب التحرير، وجماعة الترابي في السودان.

المحور الثالث: من خلال الاتجاهات العقلانية والعصرانية والحداثية وغيرها، وتوجد هذه الاتجاهات لدى كثير من المفكرين والأدباء والمثقفين.

والعصرانية العقلانية مدرسة وحركة تجديدية قديمة في ثوب جديد، أُلبس لباس العصرانية كذبا وزورا، تدعو إلى تطويع الدين وإخضاعه إلى إفرازات الحضارة الغربية الحديثة.

وقد أشار المؤلف إلى أن من الأخطار الأخرى لهذه المدرسة تأثر كثير من رموز الحركات الإسلامية المعاصرة بها، وذلك بحسن ظن وغفلة من بعضهم، مما يجعل كشف شبهاتهم والرد عليها، بمثابة الرد عليهم جميعاً.

ولذلك رأى المؤلف ضرورة الإسهام في تجلية هذا الأمر، وبيان مفهوم التجديد عند السلف، وشروطه، وضوابطه، ومناقشة بعض المفاهيم الخاطئة في ذلك، وهو التجديد عند العقلانيين والعصرانيين.

وبعد عرضة للمقصود بالعصرانية، ناقش المؤلف المقصود بالتجديد في الدين عند المعتدلين من العلماء، ثم المراد به عن أصحاب الفكر العصراني العقلاني.

فبين أن التجديد في الدين يعني إحياء وإظهار ما اندرس من علم الكتاب والسنة، ونشر العلم ونصر لأهله، وقمع البدعة وأهلها، ونقل العلم من جيل إلى جيل، صافيا نقيا، والعودة بالمسلمين إلى ما كانوا عليه على وفق منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعية ومن بعدهم.

ثم عرض المؤلف لأهم الشروط والضوابط الواجب توافرها في المجدد، ومنها:

- العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة وفق منهج وفهم السلف الصالح.

- أن يكون المجدد عالما بعلوم الشريعة المختلفة، جامعا من كل علم بقدر.

- أن يكون ناصرا للسنة وأهلها قامعا للبدعة وأهلها.

- أن يشهد له أهل العلم والفضل بأنه أهل لذلك.

- أن يكون ذا تأثير في أواسط الأمة في إحياء ما اندرس من معالم الدين.