رسالة إلى نصراني

رسالة إلى نصراني

رسالة إلى نصراني

محمد مرعي

 

 

أنظـر إلي الإسلام قبل أن تنظر إلي المسلمين ..
ينفعـك الإسلام .. ولا يضـرك فعل المسلميـن
فأخطـاء الأشخـاص و الأتبـاع في التطبيق و الفهـم
لا تعنـي بـالضـرورة خطـأ النظـريـة (أو الديـن ذاتـه).
لا تـغـرَّك ..
قـوة الغـرب النصراني و غنـاه و سيـادتـه في العـالـم الآن
فمنـذ متي كـان العُـلـو في الدنيـا دليلاً علي صحة العقيـدة و الديــن؟!
كـل الديـانـات السمـاويـة و غيـر السمـاويـة مـا جـاءت إلا و الكفـر سـائـد و طـاغي و مُـهيـمِـن ..
والـمــؤمنـون قـلـة مستضعفة خـائفـة ..
من منـا ينسي مـا فعـل فرعون باليهـود؟.. و مـا فعـل الرومـان بالمسيحيين الأوائل؟ .. و مـا فعـل المشـركون بالمسلميـن؟
ألم يُعذبـوهم؟! ألم يُنكـِّـلوا بهـم؟!
و رغـم هـذا انتصـر المؤمنـون في كل مرة و كانت لهـم الغـلـبـة و اليـد العُـليـا في النهـايـة.

إن كـانت النصرانية ليست الديـن الذي ارتضـاه الله لنـا
أفستغني عنـَّـا كثـرة نقـود المبشـريـن و عطـايـاهم من عذاب الله شيئـًـا؟!
أم الذي سيُغني عنـا هو اعتنـاق الديـن الذي اختـاره لنـا.  مهما حرمنا ذلك من متـاع الدنيـا الفاني.
 
سيحدثك المبشـرون بكلام طيب و يخبرونك بأمـور لا يُنكرهـا عقلك.
فهـل تجد دين في العـالم إلا و في مجمله: يـأمـر بمعروف و ينهي عن منكر؟
ستجد حتي البوذيـة أو الهندوسيـة أو غيرهـا يحض بصفـة عـامة علي مكارم الأخلاق.. و يُنـَفـِّـر من الرذائـل.
فهـل دلَّ و أوجب خيـرُ هذه الديانات أو تلك العقائد علي صحتـهـا جميعـًـا أو صحة أحدها؟! قطعـًـا لا ..
فالله اختـار لنـا ديـنـًـا واحدًا للوصـول إليـه .. نتعرف عليه بعقولنـا و بهدايـة من الله من قبل و من بعد ..
نهتدي إلي الديـن الصحيح المتكـامل المتجانس في الدنيـا و الآخـرة .. و الذي نستدل عليه في بعض الأحيان بمعجـزات لا يستطيعها بشر.

أنظـر إلي دول الغرب .. أوروبـا و أمريـكـا .. كم نسبة من يذهب منهم إلي الكنيسة؟
بـل قل إن شئت كم منهم ما يزال يعتقد في النصرانية أصلاً و لم يترك الديـن بالكليـة و يتحول إلي الإلحـاد؟
و ستجدغـالبيـة من يتنصـَّـر في العـالم يُـعـانون من ضغط الجـوع .. و بؤس الفقـر ..و ألم المرض ..
يتنصـَّـر ليعيـش
علي النقيـض تجـد معدلات و أعداد من يتحول إلي الإسلام في العـالم في ازديـاد .. خـاصـةً دول العـالم الأول ..
فمثلاً ستجد الإسلام هو أسرع الديـانـات انتشـارًا في بريطـانيـا منذ أمد بعيـد و حتي الآن
و باعتراف مجمع الكنـائس (لا ... المسـاجـد) الأمريكية (American Churches Council):
[ الإسلام هـو أسرع الديـانـات انتشـارًا في العـالم. ]

طبعـًـا ليس هذا لعُـلـو شأن المسلمين في العـالم الآن .. أو نقود دعـاتهـم .. أو كثرة عطـايـاهم.
وإنمـا لمتـانـة العقيدة الإسلاميـة و تجـانس أحكامها و إرضـائهـا للفطـرة السليمة و توازن تعاليمه و اعتدالها
بلا غلو للروح علي حساب الجسد أو العكس ..
فمثلاً سنجد الإسلام يأمـر بالصلاة و الصيـام و في الوقت ذاتـه يُرغـِّـب في الزواج و الإنجـاب .. بل و يُثيبُ علي ذلك. ولا يقف الإسلام أبدًا ضد الفطرة و الغريزة و لكن يُهذِّبهـما و يُقنِّـنـهمـا. ولا يدعو إلي رهبنة و مثالية لا يُطيقهـا البشر .. ألم يتزوج الأنبياء و هم قدوتنـا و أكـابرنـا؟! .. أنحن أعلم أم الله الذي جبل فطراتنـا علي الغرائز و أرسل لنـا الدين لتهذيبهـا لا لاستأصالها و بترهـا؟ فلو أن الله أراد أن يخلقنا كالملائكة .. لفعـل .. لكن لا راد لحكمه أو قضائـه ..

أخي الكـريـم: هل رأيت من قبل فـاتحـًـا منتصرًا يدخـل يترك دينه و يدخــل في ديـن المهزوم منه .. الـمُـمـتـثـِـل لجبروته ..
التتـار غزوا العـالم الإسلامي و غيره من البلاد و ذبحـوا الملايين في القرن الثالث عشر الميلادي و امتلكوا زمـام الأمور من الصين إلي بولندا .. ومع ذلك دخلوا في الإسلام أفواجـًـا .. في بـادرة غير مسبوقـة في التـاريخ.
فمنذ متي يعتنق المنتصـِـر ديـن المهزوم؟! مع أن العكس هو الأقرب للمنطق و الفهم  ..

لمـاذا نبتغي تعريفك بالإسلام .. ؟!
لننقـل إليك النـور الذي وصلنـا
[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ] (آل عمران 110)
[ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ ...] (النحـل 125)
و حتي لا تأثم أمة الإسلام كلهـا بتقصيرهـا
في دعوتك و تبليغ الإسلام إليك بصورته الصحيحة كما وصلتنـا .. فتفوز بنعمة الهداية و نفوز نحن بالأجـر و الثـواب من الله.
أخي الكريـم .. أختي الكريمة: إذا ثبت لديك و من الكتـاب المقدس ذاته أن:
- الكتـاب المقدس: ليس هـو كلمة الله و لا من وحيـه بل هـو من تأليف البشـر.
- العقيدة النصرانية تتمحور علي تقاليد الكنيسة و معتقدات رجال الديـن .. وكلاهما عُـرضـة للخطـأ و التنـاقض.
- الكتـاب المقدس: مُـكـدَّس بمئـات الآلاف من التنـاقضـات في الترجمات و أصل المخطوطـات و يُعـارض بعضـه بعضـًـا .. و هذا يدل علي أن مصـادره متعددة .. و لو كان خـالصًـا من عند الله وحده لتنـاسق و مـا اختلفت آيـاته مع بعضـها البعض.
- الكتـاب المقدَّس: يحتوي علي فقرات كثيرة بهـا توصيفـات إبـاحية و زنـا محـارم .. والتي يصعب (إن لم يكن محـالاً) أن يُتـعَـبَّـد بهـا .. أو تـُـقـرأ علي الملأ .. لمـا في ذلك من إثـارة للشهوات وإطلاق للغرائز و التي من المفترض أن كتـاب الله المقدس يعمل علي تقنينها و تهذيبهـا.
- الكتـاب المقدس: يصف الله بصفـات لا تليق بجلاله: و يجسده و كأنه بشر (ينـوحُ - يُـولول - يندم - يُصـارع البشر بل و يُهزم - ..) لدرجة أنه – جل و علا- يوصف بالخروف ذو السبعة القرون.
- الكتـاب المقدس:  يطعـن في عصمة الأنبيـاء و يصمهم بارتكـاب أحط الخطـايـا و أخسهـا (لوط يُجـامع ابنتيه و يُنجب منهـمـا - داود يزني بزوجة جاره الجندي المخلص (أوريـا) أثنـاء انشغـال الزوج في الحـرب و تحبل من داود فيتخلص من (أوريـا) و يتسبب في قتله - هـارون يصنع العجل لبني إسرائيل ليعبدوه - سليمان يشرك بالله و يعبد الأصنـام)
إذا ثبت لديك كل ذلك ..
فهل ستستمر علي اعتقـادك و إيمانك بأن النصرانية هي دين الله و الكتـاب المقدس هو كلام الله؟!

الإسلام لا يأمر بشيء يتعـارض مع العقـل
لن تجد في كل تشريعـات الإسلام .. علي كثرة تفاصيلها الـمُـرشـِدة لطرق الخيـر..
ما يتعـارض مع العقـل حتي ما نجهل علته و سببه .. و لا تجدهـا تتعـارض مع المنطق .. 
 فـهـل يمنع جهلُـنـا في وقت مـا بسبب تشريع بعض أوامـر الله العليـم بكـل شيء .. بمـا كـان و بمـا سيكون .. أن لله حكمـة و إرادة يبتغيـهـا من تشريعه إياها يعلم الله فائدتها و نفعها لنـا و إن جهلناها نحن؟!
مثــال للتوضيح:
إن الطفل الصغيـر ربمـا مدَّ يده إلي مروحة و هي تدور أو مصدر للكهربـاء أو أي خطـر آخـر .. فينهـاه أبوه أن يفعـل .. و الطفل لا يعلم سبب المنع .. فحـال الطفـل كحـالنـا يتعجَّـب و يجهـل من نهـي أبيه له و لو شرح الأب له لن يفهم مـا هو أكبر من عقله وقتهـا.. وعندمـا يكبر و يعقل .. ربما فهم ما استعصي عليه فهمه في الصِّغـر.

مُـحـال أن نجـد الله في الإسلام يأمرنـا بمـا يتنـافي مع العقـل و الفضيـلة و الأخلاق و ..الخ
فلا نجـد الله يأمرنـا كمـا بالكتـاب المقدس في (العدد 31 : 17- 18) موسي و جيشه بـ قتل الأطفـال و النسـاء (الثيبات اللواتي سبق لهن الزواج و استحياء العذاري واستبقائهن للجيش!):
[ 17 فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال . و كل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها. 18 لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات ] (العدد 31 : 17- 18)

و لا تجد الله في الإسلام يأمر كمـا في (التثنية 13 : 6 - 10) بفضح و تشهير و رجم من حـاول إغواء و فتنة أحـد عن دينه و لو سرًّا:
[ 6. و إذا أغواك سرًّا أخوك ابن أمك أو ابنك او ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلاً نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك 7.من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من إقصاء الأرض الى أقصائها 8.فلا ترض منه و لا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره
9.بل قتلاً تقتله.يدك تكون عليه أولاً لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيرا. 10.ترجمه بالحجارة حتى يموت.لأنه التمس أن يطوّحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية.] (التثنية 13 : 6 - 10)
نـاهيك عن فضح الشخص لخطـايـاه و كبـائره التي اقترفهـا أمام القسيس للاعتراف! .. يستره الله و يفضح نفسه؟!

أمـا الإسلام فعلي العكـس: فالإسلام يـأمر بالستر و العفـو فضلاً عن عدم إيذاء المخطئ و رجمه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه و سلم قَالَ :
[ لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] رواه مسلم
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم:
[ أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلا الْحُدُودَ ] (سنن أبي داود) (أي اغفروا لذوي المروءات و المكانة زلاتهم)
و عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى ، عَنْ أَبِيهِ ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم:
[ إِنَّ اللَّهَ (عز و جل) سِتِّيرٌ ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَ بِشَيْءٍ ] (سنن النسائي الصغري)
[وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ] (فصِّلت 34)

- ولا نجد الله في الإسلام يُخبرنـا بأخطـاء علمية كالكـتـاب المقدس:

فالكتاب المقدس يزعم أن الأرض ليست كروية بل مربعة:
[1 وَ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لاَ تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ عَلَى الْبَحْرِ، وَلاَ عَلَى شَجَرَةٍ مَا. ]  )رؤيا يوحنا  7: 1 (
[2  و أنت يا ابن آدم فهكذا قال السيد الرب لأرض إسرائيل.نهاية.قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربع.]
)حزقيـال  7: 2( 
[ 8 وَ يَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَ مَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ ] )رؤيا يوحنا 20:  8(

و الكتاب المقدس يزعم أن النظر للشمس مفيد للعينين:
[ 7 اَلنُّورُ حُلْوٌ، وَ خَيْرٌ لِلْعَيْنَيْنِ أَنْ تَنْظُرَا الشَّمْسَ ].  ( الجامعة 11 :7 )

- و لا نجد الله في الإسلام يتنبـأ بنبوءات خـاطئـة كالكتـاب المقدس:

مثل نهاية الزمان و تساقط النجوم ومجيء المسيح علي الأرض ثابتة يكون قبل انقضاء الجيل الذي عاصر المسيح ..  و هذا لم يحدث رغم مرور حوالي ألفي سنة علي رحيل المعاصر للمسيح:
[  29 و للوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوؤه و النجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. 30 و حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. و حينئذ تنوحُ جميع قبائل الأرض و يُبصرون ابن الإنسان آتيًـا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. 31 فيُرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من اقصاء السموات الى إقصائها.] )متى 24 : 29 - 31)

[ 29 و للوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس و القمر لا يعطي ضؤه و النجوم تسقط من السماء و قوات السموات تتزعزع. ] ) متى 24 : 29)
[ 34 الحق أقول لكم لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا كله ]) متى 24 : 34)
لقد مات كل النـاس الـمُعـاصـريـن للمسيح .. بل و مضت عشرات الأجيال من بعده و لم نشـاهد نجمة واحدة تسقط من السماء .. كمـا أخبرتنـا الآيـتـان السابقتـان.







 

الله ربُّ السمـاوات و الأرض ..
خلقهمـا بقدرته و علمه و حكمته من غيـر وصبٍ و لا نصب و لم يعيَـا أو يتعب بخلقهن:
[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ] (ق 38)
 
و نجد النقيض لوصف الله بعد قيامه بنفس الحدث في الكتـاب المقدس في (التكويـن 2 : 2 - 3) و (الخروج 31 : 17) وأن الله تعب بعد خلقه للسماوات و الأرض فاستراح في اليوم السابع و تنفس و ارتـاح.
[2  و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. 3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا ] (التكويـن 2 : 2 - 3)
[17  هو بيني و بين بني إسرائيل علامة إلى الأبد.لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض و في اليوم السابع استراح وتنفس ] (الخروج 31 : 17)
فـأيهمـا تختـار؟ ليكون وصفـًـا لإلهك الذي تعبده؟ .. القرآن الكريـم أم الكتـاب المقدس؟

الله واحـد أحد ..
لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوًا أحـد و لن يكون أبدًا .. ليس كمثله شيء و لا يستطيع إدراكه عقل بشـر ..
وكيف تـُـدركه العقـول؟ إن كـان الكون "المخـلـوق" بيد الله .. لا نعرف أوله من آخره .. و لا نستطيع تخيل اتساعه .. فكيف بخـالق الكـون؟!

الله خلقنـا لنعبده .. وهـو لا يحتـاج لعبـادتنـا ..
[ و مـا خلقت الجـن و الإنس إلا ليعبدون . مـا أريـد منهم من رزق و مـا أريـد أن يُـطعمـون ] (الذاريـات 56-57)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): [ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ](رواه الترمذي)

الله لا تنفعه طـاعـة .. و لا تضره معصيـة.
فعَنِ النَّبِيِّ (ص) فِيمَا رَوَى، عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، أَنَّهُ قَالَ:
[وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ] (لقمان 12)
[.. يَا عِبَادِي : إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي، فَتَضُرُّونِي وَ لَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي : لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي : لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ..] (رواه مسلم)

الله خلقنـا ليختبرنـا و يبتلينـا ..و يري .. أنؤمن أم نكفر؟ أنشكر أم نسخط؟ أنصبر أم نجزع؟ ...؟
[تبارك الذي بيده الملكُ و هو علي كل شيءٍ قديـر . الذي خلق الموت و الحيـاة ليَـبْـلُـوَكم أيكم أحسن عملاً و هو العزيز الغفـور] (الملك 1-2)

يرسـل الشرائع و المنــاهج عبر العصور و الأمـاكن المختلفة .. تختلف مع بعضهـا في التفـاصيل و الفروع .. و كلٌّ يُحاسب بشريعته .. لكن مُحال أن تختلف في الأصول و العقائـد ..لأن المصدر واحـد و هـو الله الواحــــــد الأحــــــد.
[.. لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهَاجًا وَ لَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ لَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم..] (المائدة 48)
تحـل الخمـر و السجود لبشر في أزمــان ثم تحـرم ... تـُـحـرَّم الغنــائم علي اليهـود و نبي الله يوشع بن نون ثم تَحِـل للمسلمين بعـد ذلك .. يتزوج داود و سليمان عليهمـا السلام عشرات الزوجـات و لا يتزوج يحيي عليه السلام من زوجة واحدة (رغم قدرته علي الزواج فهو السيد الحصور . فالأنبيـاء أكمـل البشـر عقلاً و خِـلقـةً) ..
قال تعالي:[.. أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَ سَيِّدًا وَ حَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ] (آل عمران 39)

الله أرسـل لنـا رسلاً .. لنهتدي إليـه .. و لِـيُـقـيـمَ عليـنــا الحـجـة ..
ثم يُحسـابنـا أيـنـا يُـؤمـن فيُنعِـم عليه و أينـا يُكفـُـر فيُعـاقبه و ينتـقم منـه ..
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَ الْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا] (النسـاء 136)

الله أيـَّـدَ رسـلَـه بمعجزات لنهتدي إليـه و نعلم صدقهـم .. فـنُـؤمـن برسـالاتهم و نتبع الديـن الذي ارتضـاه لنـا ألا و هو الإسلام: [ إن الديـن عند الله الإسلام ] (آل عمران 19)
و هذا الإسلام .. بالكيفية التي يُريـدهـا الله .. لنفوز بجنته و ننجـو من عذابه برحمته و ليس بعدله ..
فنحـن لا نستحق الجنـة .. و لا حتي محمد (ص) إلا يتغمده الله برحمته
فأعمـالنـا مهمـا بلغ صلاحهـا و كمُّهـا و جودتُهـا .. لا تُـسـاوي نعيم الجنـة و لا حتي شُكـر بعض النعم التي أنعمهـا الله علينـا في الدنيـا (كـ البصـر)
و نحن الذيـن نحتـاج أن نعبـد الله لتكـون بـرهـانـًـا منـا عن طـاعتنـا لله ..
و سببـًــا في رضـا الله علينـا .. فيُدخلنـا الجنـة بكرمه و ليس استحقـاقـًـا و لا مكـافأة لأعمـالنـا كمـا ذكـرنـا آنفـًـا.

و لأن الله من صفـاته الحكمـة .. فهو يختـار لنـا علي مدار الأزمـان و الأجيـال و الأماكن المختلفة شرائع و منـاهـج توصلنـا إلي الأمـان في الآخـرة .. و تصلُـح لنـا دنيـانـا ..
فنحـن باتبـاعنـا الإسلام نـرجـو الجنـة في الآخـرة و تستقيم لنـا الحيـاة و تنتظم دنيـانـا و ترتقي أمتنـا ..
 فالإسلام وضـع لنـا القواعـد في: الزواج – الطـلاق – التجـارة – المواريث – المعـاملات – الحروب - ..
و غيـر ذلك من تطبيقات الحيـاة .. نقلاً بسندٍ صحيحٍ موثوقـًـا به (يتقبله المنهج العلمي الذي يحترم العقـل)
عن الرسـول (ص) سواء من (قرآن أو أحـاديث) .. فالرسول (ص) هو مصدرنـا الأول في التشريع:
[... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ..  ] (الحَشـر 7)

فالشريعة الإسلامية التي بين أيدينـا غنيـة بكم هـائـل من الأحكـام الشرعيـة الـمُـجملة أو الـمُفصلة في شتي أمـور الحيـاة .. و فهم و رأي أي عالم (أو رجـل ديـن) الشخصي مهمـا بلغت نباهتـه لا نـأخـذ به طـالمـا عـارض نصًّـا صحيحًـا صريحـًـا للرسول (ص) .. و لا قيمة لفهمه طـالمـا لم يستند رأيه لنص صحيح منسوب يقينـًـا لرسول (ص) أو قرآن خـاص نزل في هذه المسألة تحديدًا ..

و هذا عكس مـا تقـوم به الكنيسـة .. مثـال ذلك: الكتـاب المقدس يذكر أن بعض حواريي المسيح كانت لهم زوجـات و مع ذلك تُـحـرِّم الكنيسة زواج رجـالهـا .. أولو كان الزواج حرامـًـا أكـان سيرضـاه المسيح لحوارييه و هو حيٌّ بين ظهرانيهم أو لا يخبرهم بنهيه عن هذه المسألة؟ أ بولس و الأساقفة أعلم بالتشريـع أم المسيح نفسه ؟!

الإسلام ديـن تطبيقي عملي يُـوازن بين الروح و الجسـد .. يـأمر و ينهـي بمـا نطيق عكس النصرانية الـمُـغرقة في المثـاليـة التي تغفـل الجـانب البشري الدنيوي .. فضـلاً عن أن الكتـاب المقدس:

- نصوصه عـامـة مُـجمَـلـة: تترك مسـاحـات شـاسعـة لرؤي و أفهـام رجـال الديـن الشخصيـة لتخصيص كلام و أفعـال المسيح العـامة الفضفـاضة التي لا نخرج منها بتشريع ينظم أمور معيشتنـا في الدنيـا .. و الرأي و الفهم و الاجتهـاد عُـرضـة للخطـأ
ولو كـان الوحي يتصل برجال الكنيسة و أهل الحل و العقد لما اختلفوا في مسألة واحدة .. ولكننـا وجدنـا الاختلاف ربما يكون في أهم الأصـول و هو الكتـاب المقدس ذاته .. يظل ملايين النصـاري يقطعوا بعصمة الكتـاب المقدس 15 قرنـًـا حتي يأتي مارتن لوثر و يحذف سبعة أسفار كـاملة من الكتـاب المقدس و يري أنها مدسوسة .. و يتبعه في هذا مئـات الملايين إلي يومنا هذا.

أمـا في الإسلام .. نقبل بالاجتهـاد و التـأويل المبني علي القيـاس و الاستنتاج  من فهم نصوص ثابتة عن الرسول (ص) أو القرآن غير مباشرة في الفروع (عند تعذر العثور علي نص صريح في مسألة فرعيـة معينة)
أمـا الأصـول و العقيـدة فالإسلام قد شملهـا بنصوص قطعيـة صريحة لا تحتمل التأويـل.
- يحتوي علي أفعال و أقوال قليلة للمسيح: قيـاسًـا برسـائل بولس فنجد بولس يشرع برأيه في أكثر من نصف العهد الجديد .. وهو لم يرَ المسيح في حياته و لو مرة.

- لا تستند نصوصه (سواء المنسوبة للمسيح أو لغيره) إلي التوثيق التـاريخي العلمي المنهجي: لأن سنده منقطع (علي الأقل في القرنين الأوليين) و رواته مجـاهيـل لا نعرفهم حتي ندرس ترجمـات رواته و أحوالهم (صدقهم – عقيدتهم صحيحة أم باطلة - ..) ..
بمعني آخر لدينـا الآن ترجمات للكتاب المقدس تأخذ المعني من المخطوطـات (الـ 24 ألف) الأصلية
وهذه الترجمـات غير معصومة من الخطـأ و بها أخطـاء حتي في نفس النسخة الواحدة .. مثال لأحد أخطاء الترجمة:
- الملك اخزيـا ملِك أورشليـم: تجده تولي الـمُلك و عمره 22 سنة و مرة أخري تجده و هو 42 سنة:
[ 26 كان اخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في اورشليم.واسم امه عثليا بنت عمري ملك اسرائيل.] (الملوك الثاني 8 : 26)
[2  كان اخزيا ابن اثنتين و أربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم و اسم أمه عثليا بنت عمري.]
(أخبـار الأيـام الثـانية 22 : 2)

و لهذا يقول علمـاء النصرانية: العبرة و العصمة للمخطوطات الأصلية لا التراجم نحن نأخذ المعاني من المخطوطات لا الألفاظ
(رغم أن هذه الترجمات هي الكتب التي بين أيدي النصاري يتعبدون بها الآن لا المخطوطـات .. و رغم أن المخطوطـات مكتوبة باللغات اليونانية و العبرية و السامرية مع أن المسيح ما عرف غير الآرامية التي تكلمها المسيح)
و حتي هذا الادعاء لا ينفي خطـأ المخطوطة في رواية عمر الملك (اخزيا) وقت جلوسه علي العرش .. و لو سلمنا أنه خطأ ترجمة و المخطوطات سليمة .. فلماذا ترك رجال الدين هذا الخطأ (و غيره) و هم يعلمون أنه خطـأ.
و حتي هذه (أي المخطوطـات الأصلية) لا نعرف من كتب ماذا .. إنها عبارة عن مخطوطات يُعثر عليها .. كتابُها مجهولون .. حتي أننا لا نعرف ما إذا كان كاتب المخطوطة: شيطانـًـا أم ملاكـًـا! جاهلاً أم عالمـًـا! سكيرًا كان أم تقيًّـا! إنه إنسان مجهول لا عاصم له من كل عوامل الضعف البشري من نسيانٍ أو خطأ أو حتي تعـمُّـد التحريف.
فضلاً عن أن المسيح لم يترك كتابـًـا مقدًّسـا .. عهده الجديد يتكون من 27 سفرًا .. إنه مؤلف مستحدث من أقوام أتوا بعده بعشرات أو مئات السنوات




الله علي عرشه استوي فوق سبع سمـاوات .. يسمع دعـاءنـا  و استغفـارنـا ..
و يقبـل توبتنا بغير وسـاطـة من قسيس .. ولا مـال ندفعه إلي كنيسة أو غيرهـا.. بل يأمرنـا بالتوبة و الندم سرًّا عن الذنب و كتمانه عن الآخرين مع عدم الرجـوع إلي هذا الذنب مجددًّا .. فغفران الذنب أمرٌ خـاص بين العبـد و ربـه .. لا يتدخـَّـل فيه بشر



الله يُـكـافئ من عمل صـالحًـا .. و يُعـاقب أو يغفـر للمذنب:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) :
[مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، وَمَنْ وَعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَارِ]
(مسند أبي يعلي الموصلي [(3267)- [3316] )

الله رحيـم: و رحمته تسبق غضبه:
قال رسول الله (ص):[ لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي ] (متفق عليه)

عفـو الله ومغفرته يشمـل كل الذنـوب (إلا الشرك) طـالمـا كـان ذلك قبل غرغرة الموت:
[ .. قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ] (الأعراف 156)
[إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا] (النسـاء 48)
قال رسول الله (ص) في الحديث القدسي عن رب العزة:
[ وعزتي و جلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني] (رواه الألباني – صحيح الجـامع 1650)
بل إن كرم الله و جوده يتجـاوز هذا الحد .. و يُحوِّل سيئـات التـائب السابقة إلي حسنات:
[أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها ، فهل لذلك من توبة؟
قال : فهل أسلمت ؟ قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .. قال : تفعل الخيرات ، وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..قال : وغدراتي وفجراتي ؟. قال: نعم.. قال : الله أكبر ..فما زال يُكبر حتى توارى]
(رواه الألباني - صحيح الترغيب)


الله يُحـاسبـنـا بنوايـانـا .. فعلينـا الأخذ بالأسبـاب التي نقدر عليهـا:
[ إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى] (رواه البخـاري)
الله كريـم .. جواد:
من يعمل حسنة تكتب عشر أمثـالهـا (إلي سبعمائة ضعف و أكثر) .. و من يفعل سيئة تُكتب له سيئة واحدة .. بل من هـمَّ بحسنة (و كان صادق النية) و لم يفعلها تكتب حسنة واحدة ..
و من هـمَّ بسيئة .. ثم رأي بإرادته ألا يفعل .. تكتب حسنة (لأنه جاهد نفسه و هزم شيطانه):
[من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون] (الأنعـام 160)

[إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ
فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً
فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ
وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً
فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً] (رواه البخاري و مسلم)

وأخيـرًا .. و في الختـام ..

أخي الكريـم .. أختي الكريمة: أيُـعقـل أن ترجع منزلك و تنـام قرير العين؟
بعد أن و قفت علي الأدلة التي سيقت إليك و وجدتها تحترم عقلك و تتمـاشي مع فطرتك.
كأنك لم تسمع ما هدم ركـائز و أعمدة الدين الذي تعتنقه ..
أو علي الأقل ثارت بداخلك شبهـات لا تملك لها إجـابات مـقٌنعة.
أليس هذا دينك؟ .. مطيتك إلي النجـاة في الآخرة ؟ أضعفُ الإيمـان أن تقوم و تهرع إلي أقرب عالم نصراني تثق في علمه  لتسأله عن الإجـابـات .. و سيُجيبك حتـمـًـا .. و لن يقول لك لا أعرف .. فإن وجدت في بعضها إجـابـات مبـاشرة و عقلانية تحترم التفكير السليم .. اءتنـا و اعرض علينـا الإجـابـات لتنـاقشـنـا فيهـا .. فإن فـنـَّـدنـا لك ردود عالمك أيضـًـا .. فهـل ستظـل علي مـا أنت عليه؟! هل ستنتظر حتي تموت فتعلم الحقيقة؟! ..
هل ستقـامر بمصيرك يوم القيـامة و.. و لكنك وقتها لا تملك سوي الندم ..

قـال رسول الله (ص): [والذي نفسي محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار. ] (رواه مسلم (240 –153))



اعلم ..        أخي الكريـم .. أختي الكريمة: من اليوم .. مـا عـدت تـُـعـذر بجهلك عن الإسلام

من هـذا اليـوم لن تُـعـذَر بالجهـل .. و لن تستطيع أن تقول: [يوم القيـامة (عندما تعلم حقيقة الأشيـاء و الأمور) يا رب لم أكن مسلمـًـا في الدنيـا لأنني مـا سمعت عن الإسلام و لا علمت مـا هـو] ..
هـا قد سمعت منـَّـا و علمت بأمـر الإسلام .. فحذار أن يمـر عليك ما عرضنـاه من نـور مرور الكـرام ..
فـكـِّـر في الأمـر ألف مرة ..فإنمـا هو أحـد أمريـن إمـا إسلام أو نصرانية .. وأيـًّـا كـان منهـما صوابًـا أو خطـأ ..
فسيكون أحدهمـا طريق النـار و العذاب أبد الآبديـن .. هذه مقـامرة لا تستطيع تحمـل عاقبتـهـا؟!.

لا كهنـوت في الإسلام .. و اسأل مـا شئت عن الإسلام .. فلا خصوصية لأحد .. هذا إن كـان بقي في قلبك شك ..

و استعن بمن يفوقك علمـًـا بالنصرانية ليرد الشبهـات التي وصلتك و استقرت بداخلك .. مهمـا حاولت تجـاهـلـهـا (أيمكن أن ينسي واحدٌ منـا أمـرًا يُغيِّـر مصيره الأبدي من النقيض إلي النقيض) .. و لتنظر إذا كـان هنـاك مخـلـوق علي وجـه الأرض يستطيع أن يُجمِّـل النصرانية و يُداوي ما بها من قروح و جروح و تنـاقض.

قال تعالي: [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ] (النسـاء 171)






 

رسالة إلى نصراني

تحميل

عن الكتاب

المؤلف :

محمد مرعي

الناشر :

www.islamland.com

التصنيف :

مقارنة الأديان