عن الفتوى

التاريخ :

Sat, Oct 25 2014
:السؤال

حديث (كل أمرٍ لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر)ا

السؤال : هل يمكنك أن تصحح لي الروايات التالية مع ذكر التخريج والتحقيق لهذه الأحاديث ، وأرجو أيضا أن تذكروا رأي أقدم المحدثين ورأي الشيخ الألباني ، وإذا كان لديكم حديث مشابه لهذه الأحاديث أرجو أن تفيدوني به . ابن حبان روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) . وروى أحمد قائلا : ( كل أمر لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) . ويروي الدارقطني عن أبي هريرة : ( كل أمر لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) . وروى ابن حجر في فتح الباري والسيوطي في الدر المنثور : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ) .
الإجابة:
الإجابة:
الجواب : الحمد لله الحديث المقصود في السؤال هو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ : أَقْطَعُ -) وقد روي الحديث بألفاظ أخرى نحو هذا . رواه الإمام أحمد في " المسند " (14/329) طبعة مؤسسة الرسالة ، وآخرون كثيرون من أصحاب السنن والمسانيد . وفيه علتان : العلة الأولى : ضعف قرة بن عبد الرحمن ، قال أحمد بن حنبل : منكر الحديث جدا . وقال يحيى بن معين : ضعيف الحديث . وقال أبو زرعة : الأحاديث التى يرويها مناكير . انظر: "تهذيب التهذيب" (8/373) . العلة الثانية : أنه قد رجح بعض أهل العلم أن الصواب فيه : عن الزهري مرسلا ، ـ والمرسل من أقسام الحديث الضعيف ـ . فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (495 ، 497) عن الزهري ، قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكره . قال الدارقطني رحمه الله : " والصحيح عن الزهري المرسل " انتهى. " العلل " (8/30) . وضعفه الزيلعي في " تخريج الكشاف " (1/24) ، وضعفه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " (1/29-32)، كما ضعفه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة . وقد حَسَّن الحديث أو صححه جماعة من العلماء ، فقد حسنه النووي وابن حجر ، وصححه ابن دقيق العبد وابن الملقن . وسئل عنه الشيخ ابن باز رحمه الله فقال : "جاء هذا الحديث من طريقين أو أكثر عند ابن حبان وغيره ، وقد ضعفه بعض أهل العلم ، والأقرب أنه من باب الحسن لغيره" انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (25/135) . والحديث معناه مقبول ومعمول به ، فقد افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة ، وافتتح سليمان عليه السلام كتابه إلى ملكة سبأ بالبسملة ، قال تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) النمل/30 ، وافتتح النبي صلى الله عليه وسلم كتابه إلى هرقل بالبسملة ، وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه بحمد الله والثناء عليه . وقد ذهب أكثر الفقهاء إلى مشروعية البسملة واستحبابها عند الأمور المهمة . جاء في الموسوعة الفقهية (8/92) : "اتفق أكثر الفقهاء على أن التسمية مشروعة لكل أمر ذي بال ، عبادة أو غيرها" انتهى . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب