عن الفتوى

التاريخ :

Sun, Oct 26 2014
:السؤال

حديث موضوع في إهداء ثواب الصدقة عن الميت إليه على طبق من نور .

السؤال: ما صحة هذا الحديث إذا دعيتم للميت دخل عليه الملك ومعه طبق من نور فيقول : هذه هدية لك من أخيك فلان / من قريبك فلان، فيفرح بها ؟.
الإجابة:
الإجابة:
الجواب : الحمد لله هذا حديث موضوع ، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6504) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَسْلَمَ الصَّدَفِيُّ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنْكَدِرِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الشَّامِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَيِّتٌ فَيَتَصَدَّقُونَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، إِلَّا أَهْدَاهَا إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى طَبَقٍ مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ يَقِفُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَيَقُولُ: يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ الْعَمِيقِ ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَيْكَ أَهْلُكَ فَاقْبَلْهَا . فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ ، فَيَفُرَحُ بِهَا وَيَسْتَبْشِرُ ، وَيَحْزَنُ جِيرَانُهُ الَّذِينَ لَا يُهْدَى إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ ) وقال الطبراني عقبه : " لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ " وقال الهيثمي رحمه الله : " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ قَالَ عَنْهُ الْأَزْدِيُّ: كَذَّابٌ " . انتهى من "مجمع الزوائد" (3/ 139) . وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (486) وقال : " موضوع ... آفة الحديث من أبي محمد الشامي ، قال الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرا ، قال الأزدي : كذاب . وكذا في " اللسان " ، وكأنهما أرادا بالحديث المنكر هذا " انتهى . فلا تجوز نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا روايته عنه إلا لبيان حاله ، والترهيب من روايته ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) . قال النووي رحمه الله : " فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى . وفي الباب حديث آخر بلفظ : ( ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ أو صديق ، فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها ، وإن الله عز وجل ليُدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال ، وإن هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار ) . ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (799) وقال " منكر جدا " انتهى . أما الحديث بلفظ : ( إذا دعوتم للميت دخل عليه الملك ومعه طبق من نور ... ) فلم نقف له على أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وسواء كان بهذا اللفظ أو باللفظ الأول ، فلا تجوز نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه ، كما لا يجوز أن يُذكر ولو غير منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أمر البرزخ من أمور الغيب ، ولا يجوز الخوض فيها بغير علم . والله أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب