عن الفتوى

التاريخ :

Mon, Oct 27 2014
:السؤال

لم يرد حديث فيه لعن من شبه الإنسان بالحيوان

السؤال: سمعت من أحد أصدقائي هذا الحديث : ( لعن الله مَن شبَّه الإنسان بالحيوان ) وأريد أن أتأكد هل هو صحيح أم لا ، شكرا لكل العاملين في هذا الموقع .
الإجابة:
الإجابة:
الجواب : الحمد لله لا نعلم لهذا الحديث أصلا في كتب السنة ، ولم نقف على من ينقله أو يرويه أو يستشهد به من أهل العلم ، فلا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يثبت أصله وسنده . وأما معناه ومضمونه فيحتمل أمرين : يحتمل النهي عن تشبيه الإنسان بالحيوان ، ولو على وجه ضرب الأمثال الحقة ، أو المعاني الصحيحة : فهذا حينئذ معنى باطل ، فقد ورد في القرآن الكريم بعض الأمثال التي ضربها الله عز وجل لمزيد من البيان والهدى للناس ، وذلك كقوله عز وجل : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الأعراف/175-176. وقوله سبحانه وتعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الجمعة/5. ويحتمل النهي عن سب المسلم ، والتحذير من تشبيهه بالحيوان على وجه التنقص والأذية ، فهذا معنى حق ، جاء ما يشهد له في السنة الصحيحة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) رواه البخاري (48) ومسلم (64)، وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله: " لا تقل لصاحبك يا حمار ، يا كلب ، يا خنزير ، فيقول لك يوم القيامة : أتراني خلقت كلبا أو حمارا أو خنزيرا " انتهى. "مصنف ابن أبي شيبة" (5/282). وقال إبراهيم النخعي رحمه الله : " كانوا يقولون : إذا قال الرجل للرجل : يا حمار ، يا كلب ، يا خنزير ، قال الله له يوم القيامة : أتراني خلقت كلبا أو حمارا أو خنزيرا " انتهى. " مصنف ابن أبي شيبة " (5/283) قال الإمام النووي رحمه الله : " من الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه : يا حمار ، يا تيس ، يا كلب ، ونحو ذلك ، فهذا قبيح لوجهين : أحدهما : أنه كذب . والآخر : أنه إيذاء " انتهى. " الأذكار " (ص/365) والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب