About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 487

السائل : الحديث الذي ورد في الصحيح صفة الأمراء الذين يدنون الأشرار ويبعدون الأخيار أنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لهم عريفا أو جابيا أو شرطيا , طيب الحكام الذين هذه صفاتهم الّذين هم في عصرهم هذا هل النهي هنا يحرم علينا هذه الوظائف بعينها أم عمومها أي وظيفة معهم ؟

الشيخ : هي ومثيلاتها ولا أقول هي وغيرها لأنه من الواضح جدا أن هذا النهي سببه أن هؤلاء الحكام لا يتبنون نظام الإسلام كمنهج ونظام ولكن لا ينبغي أن يقال هي وكل الوظائف في هذه الدولة ذلك لأننا نعلم أن هناك بعض الوظائف ليس من الضروري أن يكون الموظف فيها معينا للحاكم بغير ما أنزل الله ولنأخذ أبسط مثال المؤذن والإمام وخادم المسجد ونحو ذلك فهذه الوظائف لا يمكن أن نتصور فيها تأييدا للنظام الفاسد الذي جاء النهي عن تلك الوظائف تخصيصا بالذكر لها لأن في ذلك إعانة للنظام الذي يحكم بغير ما أنزل الله أما كالمثال الذي ذكرته آنفا وكمثل تعليم الأطفال تلاوة القرآن وشريعة الإسلام ومبادئها فلا يمكن أن نلحقها بهذه الوظائف التي جاء النهي فيها في الحديث الذي سألت عنه آنفا .

السائل : ... لا أحفظ العبارة عن ابن تيمية أن مثل بعض هذه الوظائف كالجابي مثلا هذه إذا كان يتولى هذه الأمور الفسقة يعني كأنه يريد على أن أهل الصلاح أن يتولوها ولا يدعوها لأهل الفساد؟

الشيخ : إن كان قال هذا ابن تيمية فنحن لا نتبعه ولا نرى رأيه لأنّ الأمر كما قال عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) وهذا الباب إذا فتح معنى ذلك أن يتولى المسلمون الصالحون كل الوظائف حتى هذه الوظائف التي جاء النهي الصريح فيها بدعوى أن هذا الشر أقل من ذلك الشر ، ولذلك (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) هذا هو الجواب .

السائل : إذا لا نستطيع أن نقول إن هناك موازنة بين مصلحة ... ؟

الشيخ : نعم ، ترجيح المصلحة والمفسدة هو الأخذ بأخف الضررين هذا فيما يتعلق بالمكلف الذي لا بد له أن يقع في أحدهما أما الشر سيقع بأن يتوظف مثلا هذا الفاسق لهذه الوظيفة التي لا تجوز شرعا فإذا تولاها الصالح يكون شره أقل من ذلك هذا صحيح لكن لماذا هو يهلك نفسه في سبيل  الإنقاذ لغيره من بعض الأضرار ؟ فإذا القاعدة المسلم بها ولا شية فيها إطلاقا أن المسملم إذا وقع بين شرين اختار أيسرهما فيما يتعلق بذاته لا بالمقابلة بينه وبين غيره ، لا . وهذا باب يعني خطير جدا ، وطالما انحرف فيه كثير من طلاب العلم ولا أريد أن أقول من الدعاة إلى الإسلام يعني مثلا نحن نعلم اليوم أن العالم الإسلامي بحاجة إلى بعض العلوم التي تعتبر من فروض الكفاية إذا قام بها البعض سقط عن الباقين من ذلك مثلا أننا بحاجة إلى ممرضات وإلى طبيبات يعالجن نسائنا وبناتنا و أخواتنا ونحو ذلك ولكن طريق الوصول إلى تحقيق هذا الفرض الكفائي محاط بمخالفات شرعية كما لا يخفى على الجميع يعني الممرضة فضلا عن الطبيبة حتى تتخرج طبيبة لا بد أن تمر في طرق مشوكة كثيرة ولا بد من أن تخالط الأطباء والطلاب الذين يدرسون الطب معها و و إلى آخره ولذلك فبعض الناس يرون أنه ما فيه مانع أن نسمح لنسائنا و  بناتنا وأخواتنا أن يطلبن مثل هذا العلم لأنه أمر لا بد منه كما ذكرنا آنفا فأنا جوابي ليكن كبش الفداء غيرنا ولا يكن كبش الفداء بناتنا ونسائنا عرفت كيف الموضوع ؟ بمعنى نتصور كما هو الواقع مع الأسف ليس في هذا العهد بل وفي أطهر العهود فيها ناس ليسوا يتقون الله عز وجل  تمام التقوى في العهود الأولى فضلا عن القرون المتأخرة هذه فنحن نعلم أنّ في شبابنا وشابتنا اليوم من لا يهتم بالحرام و بالحلال على حد قول ذلك المبتلى بشرب الدخان لما سمع أن في المسألتين قولين ناس بيقولوا حرام وناس بيقولوا حلال فهو يقول إن كان حلالا شربنا وإن كان حراما حرقناه يلاقي له مخرجا اعتمادا على هذه الأقوال فلابد أن يوجد في كل مجتمع وبخاصة هذا المجتمع الذي نحياه اليوم ناس من الشباب والشابات والفتيان والفتيات لا يتّقون الله عز وجل على الأقل حق التقوى فهذا الجنس هو الذي سيعرض نفسه ليكون كبش الفداء إذا نحن نحافظ على أنفسنا كشباب ونحافظ على نسائنا كشابات وفتيات ما هنّ يكنّ كبش الفداء لأنه مش معقول كل من فرد من أفراد النساء لازم يكون طبيبة ولا كل فرد من أفراد الشباب بيكون طبيبا الأقل من هذا الجمع هو اللي بيدوا يكون طبيب أو طبيبة حينئذ يتقدم من لا يبالي بالحلال و الحرام كما قلنا وستخرج نساء طبيبات مسلمات ما هن كافرات لكن تقواهم يعني بقدر بعد ذلك يأتي جيل تخرّج طبيبات مسلمات صالحات على أيدي تلك الطبيبات اللاتي تخرجن التخريج الأول بهذا يمكن المسلم أن ينقذ نفسه من أن يوقعها هي أو من يلوذ به من النساء أو الشباب فيما حرم الله عز وجل بحجة أن المصلحة تقتضي ذلك فسنقول أن هذه المصلحة ممكن أن تحقق على أيدي أجناس أخرى من الشباب و الشابات واضح الجواب ؟ هذا كمثال ينفذ بنا إلى أننا إذا فتحنا باب أنه يكون عندنا طبيبات مسلمات خير من طبيبات كافرات أو فاسقات سنقول لهؤلاء سيتعرضن للفتنة ولذلك نحن نسدّ هذا الباب عن الصالحات من المؤمنين و المؤمنات هذا أنا أعتقد أن المخرج يكون هكذا إن شاء الله .

السائل : كلام طيب جزاك الله خيرا ، بالتفصيل أنا ذكرت كلامك أنا قال لي بعض الإخوة كان يعمل شرطي ؟

الشيخ : شرطي !

السائل : شرطي ، فلما سمع نهي الرسول عليه الصلاة و السّلام إذا كان فيه فساد في جماعة من الأمم أنه ما يكون قائم على هذا العمل قال ولكن يعني لي أعمال خير أعملها ، لكن في مرة من المرات وجدت نفسي ما أستطيع أعمل خير , قلت كيف ؟ قال وضعوني عشان أتصيّد الناس اللي هم يتابعوا الحشيش والمهرّبات ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : حطوه مراقب ويراقب أناس من عشان حشيشة حتّى يمسكهم فقال أنا مضطر وأني أتفاعل معهم وأكون واحد منهم وإذا ما فعلت هذا مش أتحصل على المطلوب .

الشيخ : هذه مشكلة .

السائل : قال وفعلا وقعت أنا في الشيء المحظور .

الشيخ : في المخالفة .

السائل :  في المخالفة قال بعدها  عملت ... .

الشيخ : أبو ليلى كما قلنا في الأمس القريب عسّلك الله ... .

السائل : فخرج من العمل هذا وفعلا قال فيه مخالفات كثيرة كنا نضطر إليها .

الشيخ : لا بد من هذا .

السائل : ومن هذا الباب سبحان الله يعني ... .

الشيخ : ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) . هذا لحديث مهم جدا .

الشيخ : منذ أسبوع تقريبا أتيح لي أن أرى في التلفاز تمثيلية , التمثيلية هذه طبعا بتعرض على الناس بالمجد الإسلامي الغابر وقوتهم وانتصارهم على الكفار فالتمثيلية تستدعي رجالا حليقين لكن يتلحوا على طريقة اللوردات ... .

الحلبي : لحى مستعارة .

الشيخ : أي نعم لحى مستعارة , تستدعي ناس يقوموا بدور من يعبد الصّليب ومن يسجد للقسّيس و إلى ملك النصارى وإلى آخره ، من يقوم بهذه الأدوار ؟ مسلمين ، من أين جاء هذا ؟ بحيث فيها مصلحة فيها عرض عظمة الإسلام الغابر على المسلمين اليوم حتى يتحمّسوا ويعودوا إلى مجدهم الماضي لكن في طريق العودة هذه سيعرضون أنفسهم لمثل هذه المشاكل التي هي إن لم تكن الكفر الاعتقادي فهو على الأقل الكفر العملي وهو السجود لغير الله باسم التمثيلية وهكذا الحقيقة هذا الزمن هو الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) ، سئل عليه الصلاة و السلام كما ورد في ثلاث روايات يبدو ثلاث مرات لكن روايتان اثنتان منها ثابثتان على طريقة أهل الحديث والرواية الثالثة فيها ضعف الرواية الأولى قيل يا رسول الله من هؤلاء الغرباء ؟ قال ( ناس صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) و الرواية الثانية وهي أيضا صحيحة كالأولى ( الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) هؤلاء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي هم الغرباء في زعمي في الغرباء ، هم الغرباء في الغرباء لأن الغرباء الأولين هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصهم أكثر ممن يطيعهم ... .

الشيخ : ... لكن هؤلاء الناس الصالحون كما ترون أيضا السنة فيهم قد ضاعت وأصبحت عباداتهم تقاليد لا يعرفون ما هو الصحيح مما ليس بصحيح والشيء بالشيء يذكر للعبرة والموعظة آنفا صلينا المغرب أمر الإمام بتسوية الصف بس أمر كمان نضطر نقول مع الأسف عادي وتقليد أما أن يهتم بتسوية الصفوف كما كان الرسول عليه السلام وكما كان الخلفاء الراشدون أنت تقدم وأنت تأخر وأنت اقترب وسد الفرجة ما فيه شيء من هذا حتى ولو في المسجد الحرام ولا في المسجد النبوي ما فيه غير كلمة استووا واستتوا بينما الرسول كان يقول  ( لتسونّ صفوفكم أو لا يخالفن الله بين وجوهكم ) ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من حسن الصلاة ) أو ( من تمام الصلاة ) وكان عليه السلام يسوي الصف كما تسوى القداح اليوم هذه السنة ميتة ، الشاهد هو جزاه الله خير ذكر بتسوية الصفوف فأنا نظرت على من يميني فوجدت رجل كهل أفندي بالتعبير التركي القديم لابس لباس جاكيت وبنطلون سحبته هكذا من البنطلون قلت له إذا بتريد سد الفرجة قال لي توكل على الله ... وأنا بقول لإخوانا تعلمت أشياء في هذا البلاد من جملتها أن توكل على الله معناها اسكت أي نعم !

الحلبي : زي كلمة صل على النبي أحيانا .

الشيخ : آه ، قال لي توكل على الله قلت له توكل الله واتبع سنة رسول الله ، ما حرك ساكنا تم حيث هو شو السبب لأن الإسلام صار غريبا ما عادوا الناس اللي هم مصلون ما عادوا يعرفوا السنة فبيظنوا أنه أنا إذا قلت له اقترب أنه أنا غريب يعني ما بيدو يخلي فسحة يتنفس يتبحبح ، فهذا الحديث الثاني حديث عظيم جدا ( الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي )

الشيخ : أما الحديث الثالث وفي سنده ضعف وهو من أبي إسحاق السبيعي الذي كان اختلط وكان يدلّس لما سئل عليه السلام في هذا الحديث الضعيف عن الغرباء قال ( هم النّزّاع من القبائل ) وهذا معنى واقعي أيضا النزاع من القبائل هم الذين ينزعون ويهاجرون من بلدهم إلى بلد آخر لماذا ؟ ليتمكنوا فيه من التمسك بدينهم فلذلك الحياة اليوم التي يأمرنا الله تبارك وتعالى بها وهو التمسك بأحكام دينه صعبة جدا كما جاء في الحديث الآخر أنه ( يأتي زمان على أمتي المتمسك فيه على دينه كالقابض على الجمر ) ... .

الشيخ : ولهذا فما ينبغي نحن الغرباء أن نهتمّ بإصلاح المجتمع الفاسد نبدأ بالرأس يعني بالحاكم هذا خطأ فاحش جدّا ولا بمن يلوذ به من الموظفين والمستخدمين لديه وإنما نبدأ بأنفسنا ثم بمن يلوذ بنا كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر صحيح وإن كان في غير هذه المناسبة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في النّفقة ( إبدأ بنفسك ثم بمن تعول ) أي الأقربون الأولى بالمعروف ، وإن كان كثير من الناس بهذه المناسبة يتوهّمون أنّ هذه آية الأقربون الأولى بالمعروف هذه ليست آية هذه حكمة ومعناها صحيح من مثل هذا الحديث ونحو ذلك ، (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) بينما هو بعث نذيرا للناس أجمعين من كان في زمانه ومن سيأتي من بعده ولكنه خص الأقربين بالذكر لأنهم أولى بالعناية بهدايتهم و إرشادهم و إخراجهم من ضلالهم هكذا يكون الأمر .

الحلبي : شيخنا مثل المسألة التي ذكرتها قبل قليل مسألة هؤلاء الذين يمثلون ويسجدون وكذا طيب يذكر علماء التوحيد هنا تتميم للبحث أنه لا فرق في الكفر بين الهازل والمازح والضاحك فهذه القاعدة على إطلاقها ثم هل تنطبق في هذه الصورة أم هناك موانع عن تطبيقها ؟

الشيخ : لا . أنا ما أعتقد أن هذه الصورة تنطبق على هذا الحكم لأنه هؤلاء ينطبق عليهم وإن كان هذا ليس بالسهل أيضا (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا )) هم يظنون أنهم يخدمون الإسلام بهذا ثم قد يقع ذنبهم و مسؤوليتهم على من يرخص لهم  بمثل هذه الأعمال من الذين يتبنّون عملا واعتقادا قاعدة كافرة ما أظنّ مسلما يجرأ على أن يبوح وعن أن يصرّح بأنها قاعدة إسلامية ألا وهي قولهم " الغاية تبرر الوسيلة " فأعود لأقول لا أتصور مسلما يجرأ ليقول هذه قاعدة إسلامية بل أسمع كثيرا يقولون هذه قاعدة أوربية غربية قاعدة الذين وصفهم الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) هم الكفّار , فما أعتقد أن مسلما يستطيع أن يبوح وأن يصرح أنّ هذه قاعدة إسلامية لا . ولكن مع الأسف هذه القاعدة الآن ينطلق منها كثير من الإسلاميين فيستبيحون ما كان محرما بنفس المعنى " الغاية تبرر الوسيلة " لكنهم  لا يصرحون بذلك طالما رأينا قديما وحديثا أما قديما فكان العلماء المحققون ينكرون الاحتفال بما يسمّونه بالمولد النبوي وكانوا ينقدون هذه الاحتفالات من نواحي شتى بعضهما جذرية أصلية وبعضها عارض أما الجذرية والأصلية هو أن هذا الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحوادث بل من المحدثات التي لم تكن في القرون الأولى الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهذا وحده يكفي لمنع المسلمين من أن يحدثوا في الدين ما لم يكن في القرون الأولى إعمالا بمثل قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار  ) إلى غير ذلك من الأحاديث التي تحض المسلم على أن يتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه سلفنا الصّالح الأوّل من هذا جانب الجذري كانوا ينكرون العلماء المحقّقون الاحتفال بالمولد النبوي ثمّ كانوا ينقدون وينكرون هذا الاحتفال بالأمور العارضة كانوا ينكرون اختلاط النساء بالرجال وهذا أمر متفق عليه بين العلماء حتى بعض كتب التاريخ تتحدث عن أمور فواحش ومنكرات كانت تقع بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف بسبب هذا الاختلاط فنجد كأن التاريخ يعيد نفسه فبدأت بعض المهرجانات تظهر وتختلط فيها النساء مش النساء العجائز لا النساء الفتيات والمثقفات والمتعلمات وربما يكونوا  من الجامعيات هم يعلمون أن الاختلاط هذا ممنوع لكن لا الغاية تبرر الوسيلة لكن نحن نريد أن نظهر للناس أن المسلمين أحياء غير أموات لكن هنا يقال كما قيل قديما :

" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "

 ولذلك فالانطلاق من هذه القاعدة خطيرة جدا جدا تجعل المسلمين يصيبهم ما أصاب الأولين من اليهود والنصارى حيث غيروا دينهم وبدلوا أحكام دينهم لكن الله عز وجل قد وعدنا بما لم يعد به من كان قبلنا بمثل قوله عز وجل (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) وحفظ القرآن الكريم يكون بحفظ سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها هي التي تفصل الأحكام المجملة التي جاءت  في القرآن الكريم ولا يمكن الاستغناء بالقرآن فقط عن السنة الصحيحة لأن الله عزّ وجل هو الذي يقول في القرآن الكريم (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ))  (( وأنزلنا إليك الذكر )) أي القرآن (( لتبين )) يا رسول الله أي لتوضح (( للناس )) بسنتك ما ذكر في القرآن  (( ما نزل إليهم )) ، إذا الرجوع إلى السنة والتمسك بها هو النجاة في كل زمان وفي كل مكان كما شهد بذلك عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث منه الحديث المشهور والمعروف لديكم جميعا ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) ، فإذا السنة السّنّة والغربة الغربة في الغربة ... تفضل يا أخي .

الشيخ : تفضل .

السائل : هل السنة كل ما أصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

الشيخ : السنة بارك الله فيك .

السائل : في الجهاد ... ؟

الشيخ : بس بد أنت طول بالك علي شوي السنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام قول يصدر من الرسول عليه السلام وفعل وتقرير عمل يقع من إنسان فيراه عليه الصلاة والسلام ثم يقره فهذا الإقرار صار منه عليه السلام سنة .

السائل : حتى لو كان سكوتا ؟

الشيخ : هو هذا المقصود بارك الله فيك ، الإقرار رأى شيئا وسكت عنه وأقره ، لأن الرسول عليه السلام ليس كأمثالنا نرى المنكر فاشيا ونسكت ، أننا نهتم بمصالحنا الشخصية أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي اصطفاه ربه من بين الناس وخاطبه بقوله (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) ، إذا السنة تنقسم الآن ثلاث أقسام قول وفعل وتقرير . قوله صلى الله عليه وسلم شريعة عامة لا يجوز للمسلم أن يعطل شيئا منها إلا إذا كان قوله نفسه يدل على أنه ليس بالأمر اللازم للمسلمين أن يفعلوه لكنه هو يحض على فعله فلا يجوز مع ذلك لمسلم أن ينكره ما دام أن الرسول عليه السلام قد شرعه عن الله عز وجل بقوله وأنا أضرب مثلا بسيطا يوضح هذا الذي أقوله الآن أنّه قول صدر من الرسول من جهة لك أن لا تفعله لأنه ما أمرك به أمر إيجاب لكن من جهة أخرى لا يجوز لك أن تنكره لأنه صدر من النبي المعصوم مثاله ( بين كل أذانين صلاة لمن شاء , لمن شاء ) كراهية أن يتخذها الناس سنة ، وهذا إشارة إلى السنن القبلية التي قبل الفرائض الخمس وهي تنقسم إلى سنة مؤكدة وسنة مستحبة ولسنا الآن بهذا التفصيل ولكن أريد أن ألفت النظر كمثال أن قوله عليه السلام ( بين كل أذانين صلاة ) تشريع يجيز للمسلم أن يصلي مثلا ركعتين قبل إقامة صلاة المغرب يجيز ذلك لأنه قال لك ( لمن شاء ) ولكن لا يفرض ذلك عليك و بناء على هذا لا يجوز لمسلم أن يقول لا يا أخي ما فيه سنة قبل المغرب وقد قال الرسول ( بين كل أذانين صلاة لمن شاء لمن شاء ) لماذا قال لمن شاء ؟ خشية أن يفهم بعض الناس من هذ التعبير النبوي بين كل أذانين صلاة أن هذا حتما لازم لابد منه لا . أتبع الحديث بقوله ( لمن شاء ) وبين الصحابي لما قال الرسول لمن شاء قال كراهية أن يتخذها الناس سنة هذا قوله صلى الله عليه وسلم أقل قول له يفيد الجواز وفوقه المندوب و المستحب إلى آخره ، فأنت لك الخيرة إذا لم يكن أمرا لازما أن تفعله أو أن لا تفعله ولكن لا يجوز لك أن تنكره ومثالنا آنفا ذكرنا الناس اليوم لا يصفّون كما كان الرسول عليه السلام يحضّ الناس أن يتراصوا بأقدامهم ومناكبهم ليس لهم الخيرة أن لا يفعلوا ذلك لأنه أكد ذلك عليهم بقوله ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) فقال أنس بن مالك وقال النعمان بن بشير " فكنا إذا قمنا إلى الصلاة ألصق أحدنا كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه " ... .

الشيخ : ... نأتي للسنة التالية الفعلية هنا في تقسيم ثان السنة الفعلية تنقسم عند العلماء المحققين إلى قسمين اثنين سنة تعبدية وسنة عادية ، السنة التعبدية إذا فعلتها أثبت عليها وإذا تركتها لم تعاقب عليها أما السنة العادية فسواء عليك أفعلت أم تركت ، مثال السنة التعبدية كل العبادات ما فيه حاجة للشرح . أما السنة العادية ولعل هذه التسمية تكون غريبة على بعض الأذهان

السائل : سنة الزوائد نفسها .

الشيخ : سنة الزوائد أحسنت ، فمثلا الرسول صلى الله عليه وسلم كان له شعر تارة يبلغ شحمتي الأذنين تارة رؤوس المنكبين فلو أحب الإنسان أن يربي شعره فله ذلك ، لكن لا يجوز له أن يتقرب إلى الله بهذا لأنه سنة تركية وعادية وبخاصة أن الرسول عليه السلام قال في الحديث نرجع إلى القسم الأول القولي ،قال ( احلقوه كله أو اتركوه كله ) لما دخل عليه الصلاة والسلام مكة فاتحا دخلها وله أربع غدائر أربع ضفائر وهذه العادة لا تزال موجودة في بعض البوادي العربية فما فيه مانع أن يفعل المسلم ذلك كما أنه ما فيه مانع أن لا يفعل لأنها ليست سنة تعبدية وإنما هي سنة عادية أي عادة العرب كانت هكذا والرسول عليه السلام ما جاء ليحطم كل العادات وإنما جاء ليقوّم بعض العادات السيئة هذه كانت دعوته عليه السلام .كذلك مثلا جاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعلان لهما قبالان " القبال هو السير يعني أشبه شيء صندل شاروخ ... صندل أربع أصابع ببيت والإبهام في بيت هذا معنى كان لرسول الله نعلان لهما قبالان ، فإذا واحد لبس صندل له أو لكل منها قبال واحد لا يقال خالف السنة لماذا لأن هذه سنة عادة وليست سنة عبادة أو لبس الحذاء أو البوط أو أي نعل آخر ما يقال خالف السّنّة ،و على ذلك فقس ... .

الشيخ : ومن المهم وأنا الآن أدع الكلام لك من المهم أضرب مثلا معينا :كثير من الناس من الخاصة فضلا عن العامة يتوهمون أن العمامة سنة عبادة وليست كذلك العمامة تماما كالقلنسوة قد تكون القلنسوة لاطية ما أدري محوكة هذه مخيطة ما بتلطف شو لابس أنت هذه قلنسوة مش مهم تكون هيك ولا تكون هيك تكون أقصر تكون أطول ناس بيلبسوا إلى عهد قريب ما يسمى في بلاد الشام وغير الشام بالطربوش تعرفون الطربوش الأحمر هذا إلى آخره , ناس يضعون العمامة الحطة بدون عقال وناس بيضعوا عقال هذه كلها عادات لا يقال هذا أصاب السنة وهذا خالف السنة لماذا ؟ لأن هذه من سنن العادة وليست من سنن العبادة بمعنى أن الرسول عليه السلام  كان يتعمم لكن العمامة كانت قبل بعثة الرسول عليه السلام هذه عادة عربية فما فيه مانع أن المسلم يتعطاها ولكن لا يحشرها في زمرة العبادة فهذه العمامة التي تطورت في زمن الأتراك وصارت كما ينقل عن محمد عبده " عمامة كالبرج وجبة كالخرج " هذا ليس من الإسلام في شيء أبدا ولهذا يجب إذا تكلمنا على السنة الفعلية أن نذكر أنها تنقسم إلى قسمين سنة عبادة فهذه إذا فعلها المسلم يثاب عليها وسنة عادة فسواء فعل أو ترك الآن تفضل ما عندك .

السائل : سمعنا أو قرأنا عن علماء و مشائخ في جامعة دمشق تابعنا هذا الموضوع فيه نقاش مع الطلاب ... ما هو الحد الفاصل يعني فيه خلاف بين ما قرأناها في جامعة دمشق وما بين كتبكم أو بعض مذاهبكم أو اجتهادتكم الحد الفصل ما بين سنة الزوائد والسنة التبعية حدّ يعني خيط لم نستطع أن نمسك طرفه ؟

الشيخ : أنا ذكرت لك أوّل الخيط آنفا قلت لك أنّ بعض هذه السنن التي نقول إنها سنن عادة كانت في الجاهلية قبل بعثة الرسول عليه السلام ... .

السائل : على سيل المثال ... .

الشيخ : لو سمحت , كانت في الجاهليّة من قبل بعثة الرّسول عليه السّلام فهو أقرهم عليها منها هذه العمامة منها النعال اللي تحدثنا عنها فهذه مادامت كانت معروفة من قبل من عادات العرب في الجاهلية وهم كما تعلمون وثنيون لا دين عندهم فأقرهم الرسول عليه السلام على ذلك فصارت جائزة الفعل والرسول بالتالي بحكم المحيط الذي كان يعيشه كان أيضا يلبس ما يلبس الناس ولا يتميز عليهم بشيء آخر لكن سأعيطك الآن مميزا آخر غير الشيء الذي فعله العرب من قبل ثم فعلوه في زمن الإسلام والرسول عليه السلام أقرهم على ذلك فكان هذا من الأمور العادية التي لا تتدخل الشريعة فيها أفعلها المسملم أم تركها ؟ ولكن إذا جاء حديث من أقواله عليه الصلاة والسلام يحبّذ شيئا من تلك العادات والتقاليد التي كان العرب عليها قبل البعثة المحمدية حينئذ هذا القول يرفع من شأن تلك العادة ويدخلها في سنن العبادة ويخرجها عن سنن العادة مثلا قوله عليه الصلاة والسلام ( خير ثيابكم البياض فألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم ) إذا اللباس البياض خرج عن كونه من سنن العادة ودخل في سنن العبادة هذا هو الإيجاب إن جاء شيء كان العرب يفعلونه والرسول أقره عليه فهو سنن العادة وإذا حبذا الرسول عليه السلام شيئا من ذلك انتقل من سنة العادة إلى سنة العبادة فهذا هو الفاصل الذي تسأل عنه ولعله واضح !

السائل : اللحية .

الشيخ : أي نعم .

السائل : ... .

الشيخ : هو كذلك وجماعتكم ماذا قررت ؟

السائل : جماعتنا أوّلا هم لم يطلقوها ... .

الشيخ : لا بس شوف فيه كلمة تقال " خذ ما يقول ودع ما يفعل " .

الحلبي : ... الأقوال ومطلق الأفعال .

الشيخ : أيوه ، يعني أنت بتعرف هلا العصمة ليس لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنضرب مثالا الآن هل يوجد مسلم أستاذ في الجامعة أو بغير الجامعة يقول يجوز للنساء المسلمات أن يتبرجن لا لا عفوا اسمح لي أرجوا أن يكون جوابك في حدود سؤالي ؟

السائل : طيب تفضل .

الشيخ : هل يوجد عالم سواء كان دكتورا أو كان شيخا يعرف الإسلام يقول يجوز للمرأة المسلمة أن تتبرج ؟

السائل : لا يقول ، لا يجوز أن يقول .

الشيخ : لا يا أستاذ الله يهديك سؤالي يوجد أو لا يوجد هل يوجد من يقول بجواز تبرج المسلمة  .

السائل : لا يوجد .

الشيخ : لا يوجد هذا هو الجواب لكن الآن أسألك ألا يوجد نساء كثيرا متبرجات لبعض المشايخ والدكاترة ؟

السائل : يوجد دول .

الشيخ : هاه شايف شلون إذا نأخذ من قولهم وندع من فعلهم فهذا مثلا اللي بيدرسنا مثلا قوله تعالى  من المفسرين في العصر الحاضر دكتور أو غير دكتور (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن )) لكن امرأته ما تتجلبب شو نسوي احنا ؟ نأخذ من قوله وندع من فعله ... .

الشيخ : نعود الآن سألتني عن اللحية وذكرت وأصبت أنّنا نحن نقول بالفرضية فدكاترتكم في الجامعة شو بيقولوا ؟ أنت حولتني إلى فعلهم حولتني إلى قولهم لأن البحث الآن قولي مش أنا ملتحي وأنت ما لك ملتحي ، (( كل نفس بما كسبت رهينة )) شو بيقولوا الدكاترة اليوم ؟

السائل : يا أخي الكريم نعم أنا سمعت بس بدي أقول أنا حاولت أحلل الأدلة هم يعني الحقيقة التي ذكرت عن اللحية فيه كتيّب لكم وفيه كتيب للشيخ محمد الحامد رحمه الله وأنت تعرفه .

الشيخ : رحمه الله  .

السائل : نعم الأدلة التي ذكرت منك يعني علم الأصول شويّ حاولت أن أتبحر به قليلا أدلة معظهما عقلية والدليل العقلي كما يقول علماء الأصول هو ظني في دلالته ، فالخطأ أو الخلاف بيني وبينك أنا لست في مستواك يعني إنما كل مسألة فقهية مطروحة للنقاش الأدلة كما يقول علماء الأصول أن الأدلة العقلية لا تقوى على الفرضية ، أولا نعرف نتفق على هذه القاعدة الأصولية أم لا نتفق ؟  

الشيخ : شوف يا أستاذ أبو إيش من يقولوا لك .

السائل : أبو معاذ .

الشيخ : أبو معاذ أعاذنا الله وإياك من الهوى .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : أولا بريد ألفت نظرك وأنا مستعد أمشي معك وأجاوبك على سؤالك بس أيضا أرجوا أن تتنبه أنك أنت حدت عما سألت حيدة أخرى ، هل لاحظت هذا أم لا ؟

السائل : معنا إمام مسجد يا شيخ إن شاء الله إن كان في المسجد أو هو هنا .

الشيخ : وإذا عزمت فتوكل على الله .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : بس أنت انتبه سؤالي مش إليك سؤالي عن الدكاترة ماذا يقولون في اللحية ؟ فأنت ما أجبتني .

السائل : احنا لا قيمة لقولهم عفوا يا شيخ أنا ما أجبتك نه إذا سمعنا نقيضه منك واقتنعنا به فلا قيمة لقولهم لأنهم قد يكونون على عدة اجتهادات متناقضة .

الشيخ : لكن أريد أن أفهم يا أستاذ نريد أن نسمع ماذا يقولون ؟

السائل : في جامعة دمشق لم ... إليها إلا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي إلى السنة التبعيّة أما إلى درجة الفرض لم يرفعها أحد من دكاترة جامعة دمشق .

الشيخ : أيضا حدت .

السائل : إذا ... للسؤال .

الشيخ : إذا ما لك رأي تجاوب أنت حر أنا بقول لك .

السائل : أنت قلت ماذا يقولون ؟

الشيخ : بينما أنت تقول قال فلان .

السائل : أنت تسألني عن دكاترة جامعة دمشق الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رفعها إلى درجة السنة التبعيّة .

الشيخ : والدكاترة الآخرين ؟

السائل : والباقون الشيخ مصطفى الزرقا أعتقد رفعها إلى درجة السنة التبعية أما بقيتهم فإلى السنة العادية .

الشيخ : ماذا تعني بالسنة التبعية ؟

السائل : هي السنة أقل من سنة المؤكدة حسب تعاليمهم أو حسب فهمهم .

الشيخ : كويس أنت لك رأي بقى من هذه الأراء أم لك رأي غير هذه الآراء ؟

السائل : أنا من الأدلة الّتي أوردتها في كتيبك مع التي أوردها الشيخ محمد الحامد لم تقوى إلى درجة الفريضيّة كما هو رأيي المتواضع جدا .

الشيخ : معليش بارك الله فيك أنت ما أعطيتني رأيك شو رأيك من هذه الآراء توافق شيئا منها أو لك رأي يخرج عن كلها  ؟

السائل : أنا ليس لي رأي لكنني أريد أن أعرف صحة الرأي وصحة الرأي نحن نأخذ الحكم الشرعي من الدليل .

الشيخ : هذا ما في شك فيه .

السائل : الأدلة التي وردت أنا أقول لك وقد أكون مخطئا هي لم تقو إلى درجة الفرض لأنها معظمها عقلية تقول تغيير لخلقة الإنسان أو لطبيعة الخلق اللي خلق الله الإنسان .

الشيخ : نحن نخالفك تمام المخالفة أن تسمي هذه الأدلة أدلة عقلية ولذلك فأرجو منك أن تعدني إذا ذهبت مع الإمام لتصلي مع الجماعة .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : أن ترجع حتى نتم هذا البحث المهم شو رأيك ؟

السائل : إن شاء الله تعالى والله يا أخي هو نحن نسأل لنفهم و الله و حتى نتّبع .

الشيخ : ونحن شو نريد غير هيك .

السائل : ... أنا لم أقرأ كتابك إلا لما كنت طالبا في جامعة دمشق قبل خمسة وعشرين عاما .

الشيخ : كلنا ذلك الرجل بارك الله فيك يا أبا معاذ ، كلنا نحرص أن نفهم لكن بركة العلم هو نضحه هو تحريكه بالمذاكرة ولذلك فأنا أتمنى أن تعود إلينا

السائل : إن شاء الله حتى السؤال يا أخي الكريم السني قد يكون متبعيك وأنا أقولها بحق قد يكون متبعيك لا يفهمون حقيقة ما تريد من كلمة السنة

الشيخ : والله أنت بس قلبت علينا الدائرة كنت بيني وبينك حشرتنا مع الدكاترة كنت بني وبينك حشرتنا مع إخواننا فخلينا احنا هلا وأنت نتفاهم إن شاء الله .

السائل : إن شاء الله إن شاء الله يعني كلمة السنة هيك شوية يعني فيه جماعة يقيدوها لحدود معينة يا شيخ .

الشيخ : أنا بقول الإخوان اللي أنت أشرت إليهم وأنا لا أعرف أعيانهم وأشخاصهم يعرفون السنة وهم عوام أحسن بكثير من الدكاترة وعلينا البيان .

السائل : في الحقيقة يا أخي الكريم إنه يعني بعض من هم من متبعي السلفية لمسنا منهم في الكويت  على سبيل المثال أنا درّست في عدة مجالات منها الكويت ... .

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : و عليكم السّلام و رحمة الله .

السائل : أنا كان الهدف من السّؤال اللي هي تضييق معنى السنة ولذلك أنا سألتك هذا السؤال هناك من يضيق السنة من يضيق في معنى السنة من السلفيين فلا أدري لماذا يعني كأنه يحصرها في بعض

سائل آخر : السّلام عليكم .

الشيخ : و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته , شو رأيك في هذه السنة تضييق أم توسيع ؟ هذه هذه شو ما يسوي هذا الرجل . المصافحة . وأرجوا أن يكون الجواب في حدود السؤال فهل هذا تضييق السنة أم توسعة لها !

السائل : لا علم لي بذلك ... سمعت منك حكم القيام قبل عشرين عاما ... .

الشيخ : عم أسألك يا أخي .

السائل : لا أدري .

الشيخ : ما تدري لكن أنت شفت شي بزمانك مثل هذه الدورة هذه  ؟

السائل : أنا إذا جلست لا أسلم إلا بالسلام عليكم بس .

الشيخ : طيب أنت ضيقت السنة الآن ، بارك الله فيك .

السائل : أنا ضيقت عن جهل .

الشيخ : عفوا لا تضطرني أن أتكلم بكلام يسوؤني أن أسيء إلى أخي .

السائل : لا لا إن شاء الله ما عهدنا عليك هذا .

الشيخ : أنت الآن تنقد أناسا نحن لا نعرفهم وتقول عنهم بأنهم يضيقون وها أنت وقعت في هذا التضييق .

السائل : أنا وقعت عن جهل إذا وقعت عن جهل

الشيخ : وقد يكون أولئك أيضا وقعوا عن جهل  فما لنا ولهم ، بارك الله فيك ما لنا ولهم أليس من مبادئ الإسلام (( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى أن لا ترزوا وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) . أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : الآن المسلمون في العالم الإسلامي يعدّون الملايين وكل شعب له تقاليده عاداته حسنات سيئات إلى آخره ، فشعب هنا له مثلا عادات تستنكر من شعب آخر وكلاهما مسلم هل نؤاخذ الشعب السوري مثلا بعادة سيئة أردنية والعكس بالعكس طبعا لا . أنه لا تزروا ورازة أخرى إذا ليكن دأبنا بارك الله فيك أن نفهم الصواب مع أي ناس كان إن كانوا في الكويت أو في سوريا أو في السودان ولا إلى آخره  فلماذا نحن ننحوا انتقاد أشخاص أولا نحن لا نعرفهم قل مثلا يفعلون كذا قلت مثلا آنفا يضيقون معنى السنة اشرح لنا نشوف ما هي السنة الواسعة وما هو تضييقهم لها والواقع أنك الآن أنت هنا شفت سنة واسعة جدا حيث دخل الداخل وما اكتفى بقوله السلام عليكم بل أخذ يصافح الجالسين فردا فردا هذا توسيع للدائرة وقد يكون هذا التوسيع مستنكرا عند بعض الناس وما بيهمنا نحن بقى التوسيع أو التضييق بيهمنا اتباع السنة توسيعا و تضييقا... أن توضح لنا ما هي السنة التي رأيت مضيقة في بلد ما ما بيهمنا الآن تسمية بلاد معينة .

السائل : ليس المراد من السؤال التّجريح إنّما الغاية هي أن نسمع رأيك في هذه المسألة ؟ 

الشيخ : معليش بس ما فهمت السؤال , أنت بتقول يضيقون السنة ما هي هذه السنة الواسعة التي رأيتهم يضيقونها ؟ أنا معك في هذا بس اشرح لي ما هي السنة الواسعة وشو هي اللي ضيقوها ؟

السائل : أنا سألتك عن السنة وأعطيتني رأيا وهو الصحيح أن كل ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير .

الشيخ : طيب .

السائل : ظل هو الخلاف في الحد الفاصل بين السنة المؤكدة و سنّة الزوائد هذا يعني أنت تنحى في منحى وبعض العلماء أو بعض الباحثين ينحون منحى آخر لا بد من الخلافات في المسائل الفقهية هذ أمر طبعي جدا .

الشيخ : إيه أراك أبعدت النجعة ولم تعد إلى وصل الحديث السابق !

السائل : هو يا أخي الكريم الحديث بدأ في معنى السّنّة سألناك عن رأيك في معنى السنة ولما أتيت إلى السنة الفعلية قسّمتها إلى قسمين فقبل ما ننتهي من هذه الجزئية وإلا هو الغرض في السؤال الأول هو معنى السنة لكن لما قسمت السنة الفعلية إلى مؤكدة وسنة زوائد هنا حبينا نستوضح في هذه الجزئية فوقفنا عند هذه الجزئية .

الشيخ : كمّل نشوف شو رأيك في موضوع اللحية الموضوع اللي ابتدأته !

السائل : لا . يعني نريد أن نسمع رأيك بغض النظر وإن سمحت لنا اللي هي مناقشتك في بعض الأدلة التي تعتمدها في هذا المنحى ؟  

الشيخ : ناقش يا أخي .

السائل : لا نريد أن نسمع رأيك فيها ... .

سائل آخر : السّلام عليكم .

الشيخ : و عليكم السّلام و رحمة الله .

السائل : قلنا الأدلة التي وقفنا عندها قبل الصلاة اللي هي الأدلة العقلية وبعضها كان نقليّة وعلى ما أذكر من الأدلة النّقلية اللي هي قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( خالفوا النصارى ) أو ( خالفوا المجوس ) اعتقد هذا الدليل اللي ورد في رسالتكم و في الكتيب عن اللحية فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم علق فرضية اللحية أو اتباعها بمخالفة المجوس وكما نقول إن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فلمخالفة المجوس أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإطلاق اللحى فهل هي العلة فعلا هذه الأدلة النقلية العلة مخالفة المجوس أم هناك علة أخرى في إطلاق اللحية ؟

الشيخ : أي طبعا فيه علة أخرى بس أنا أرجوك أن يعني يكون طريق البحث ما يكون عايم ما يكون فايش يكون محددا أنت هلا بتقول لي نريد نسمع رأيك في ماذا تريد أن تسمع رأي ؟ يعني أكرر على مسامعكم الرسالة اللي قرأتها وزيادة مش معقول هذا !

السائل : بإيحاز .

الشيخ : إنما كما فعلت أخيرا يعني تأتي بمثال فهمته منّا وبقي عندك إشكال تطرحه أما أنه تميع الموضوع معناه بدنا نسهر الليل كله حول مسألة كهذه المسألة ، فالآن سؤالك الأخير محدود النطاق أن هذا الأمر النبوي بتقول معلل بعلة ترى هل هناك علة أخرى أم لا ؟ هذا سؤال علمي ووجيه ودقيق ، قبل أن ندخل في موضوع هل هناك علة أخرى أم لا ؟ وهي موجودة فعلا نقول هل هذا قوله عليه السلام ( خالفوا اليهود والنصارى ) هو علّة لهذا الحكم بحيث أنه يختلف الأمر فيما إذا جاء الأمر بإعفاء اللحية فقط .