Sobre l'article

Autor :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Data :

Sat, Sep 20 2014

Categoria :

Fatwa (Q&A)

descarregar

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 451

الشيخ : ... والآن نفتتح الجلسة بخطبة الحاجة ولو على الوجه المختصر منها فنقول إنّ الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلّى الله وعلى آله وسلّم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وبعد فإن هذا الواقع المؤلم الذي يشكو منه كل مسلم حقا يجب أن نتذكر بهذه المناسبة المؤسفة حقيقة شرعية وهي قوله تبارك وتعالى (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) هذا أوّلا وثانيا ما وقع من الاعتداء من دولة عربية إسلاميّة على جارها وهي أيضا مثل الأولى دولة عربية إسلامية كان يمكن القضاء الذي نتج بعد هذا الاعتداء كان يمكن القضاء عليه بتحكيم آية في كتاب الله تبارك وتعالى وهي قوله عز وجل (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) ولكن للأسف الشديد ليس في هذه الدول العربية كلها أقول مع الأسف لأنه لا يوجد في هذه الدول العربية كلها من يطبق الأحكام الشرعية كلها ولو كان فيها من يطبق هذه الأحكام كلها فليس فيها من تستطيع أن تحقق الحكم الشرعي المذكور في الآية السابقة (( فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) ، من أجل هذا كا ما و قع من الفتنة الكبرى التي أظن أنا شخصيا أن العالم الإسلامي لم يصب بمثلها من ذوات أنفسهم سبب ذلك أننا لا نقيم أحكام الإسلام على أرض الإسلام وأنا لا أخص بهذا الكلام ولا أفرق فيه ... .

الشيخ : ... بين حاكم ومحكوم فكلنا نشكل هذا الواقع السيء وقديما قيل وقد روي حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يصح إسناده وإن كان معناه صحيحا في كثير أو في أكثر الأحيان ألا وهو قولهم " كما تكونوا يولى عليكم " وهذا المعنى هو الذي يتمثل في المثل العامي الذي يقول " دود الخل منه وفيه " ولذلك فأنا أعجب من بعض الشباب الذين يصبون كل جام غضبهم على حكامهم وينسون أنفسهم ولا يتذكرون أن هؤلاء الحكام هم منا وفينا ونبعوا من عندنا ولم يأتونا من عالم آخر غير عالم أرضنا الغرض من هذا كله أن نلفت النظر إلى أننا نحن معشر المسلمين جميعا حكاما ومحكومين نتحمل مسؤولية هذه الفتنة الكبرى التي وقعت في هذا الزمن وأصابت المسلمين في ديارهم لا يكاد ينجو منها من كانت داره قريبة من الفتنة أو بعيدة وأنتم اليوم تعيشون في الأردن بعيدين عما يظن مشكلة ولكن المشكلة كلما تأخر بنا الزمان كلما تضخمت بسبب هؤلاء السكان الذين هاجروا بأنفسهم من تلك البلاد وجعلوا بلاد الأردن ممرا لهم إن لم نقل مسكنا لهم ولو في ولو في وقت محدود لا بد أنكم تقرؤون معنا في الجرائد والإذاعة ما تتحمل الآن الدولة أو الحكومة الأردنية من المصاعب والمشاكل حتى اضطرت هي بدروها أن تستغيث بالعالم الغربي لإزالة هذه المشكلة التي عرضت لها من هو المسؤول عن هذه المشكلة وعن هذه الفتنة الكبيرة نحن المسلمين جميعا لا تفرقوا بين حاكم ومحكوم بين صالح وطالح فكلنا ذاك الرجل الطالح هذه مقدمة بين يدي الإجابة عن السؤال المطروح آنفا فأنا أقول هنا ثلاثة أمور اثنتان منهما يتعلقان بدولتين كل منهما في رأي وفي اجتهادي الجازم مخطيء شرعا أشد الخطأ والأمر الثالث يتعلق بالمسلمين كأفراد وشعوب وما الواجب بالنسبة لهؤلاء الشعوب أن يقفوا اتجاه هذه الفتنة التي وقعت بين هاتين الدولتين أما الخطأ الأول فكما ذكرت للسائل الذي وجه ذلك السؤال هو أن دولة عربية اعتدت على دولة أخرى عربية وكلتاهما مسلمتان لا نستطيع شرعا وليس نطقا أن نقول إنهما دولتان كافرتان مهما ذكر المتعصبون لكل منهما من مساوئ ومآخذ فإن هذه المساوئ والمآخذ لا تسوغ لنا أن نصدر حكما بتكفير  كلا من الدولتين أما الدولة الأولى فباعتدائها على جارتها وسمعتم مني آنفا قول الله عز وجل (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا  )) ففي صدر هذ الآية إشارة إلى أنه يمكن لطائفتين مسلمتين أن يتقاتلا وتمام الآية تدلنا على العلاج فقال عز وجل (( فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ))  قلنا هذا هو العلاج ولكن قلنا ما معناه أن الطبيب مفقود مع الأسف الشديد إذا هذا الاعتداء لا يجعل المعتدي كافرا وإنما يجعله باغيا والباغي لا يخرجه بغيه من الدائرة الإسلامية هذا موقف الدولة الأولى من حيث مخالفتها للشرع في الاعتداء على جارتها المسلمة ، أما الدولة الأخرى والتي قابلت خطأ الأولى بخطإ مثله أو أفظع وأخطر منه ألا وهي الدولة السعودية حيث استجازت لنفسها أن تستعين بالكفار على درء خطر مظنون ألا وهو أن تهاجمها الدولة التي بغت على الكويت فنحن نقول القاعدة التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي لا يمكن أن تكون بوجه من الوجوه قاعدة كبعض القواعد الفقهية التي يمكن أن تكون وضعت اجتهادات وآراء شخصية تحتمل الخطأ والصواب ، القاعدة وضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا شك أن ذلك كان وحيا من ربه لقول الله عز وجل في كتابه (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وكما جاء في الحديث الصحيح أن عبد الله بن عمر بن الخطاب أو بن عمرو أشكّ أنا الآن كان في مجلس من مجالس المشركين الآن يغلب على ظني أنه ابن عمرو بن العاص كان في مجلس من مجالس المشركين فقالوا له إنك لتكتب عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما يقوله في الرضا والغضب فجاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقول له ما سمع من المشركين فقال له صلى الله عليه وآله وسلم  ( اكتب فو الذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق ) وأشار عليه الصلاة والسلام إلى فمه الشريف ( اكتب فو الذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق ) ، هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ينطق على الهوى ... .

الشيخ : ... هو التي وضع تلك القاعدة التي  لا يمكن المساس بها ألا وهي قوله عليه الصلاة و السلام ( إنا لا نستعين بمشرك ) كما في صحيح مسلم ، هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ( إنا لا نستعين بمشرك ) ، ورواه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في كتابه المعروف بالمستدرك على الصحيحين بلفظ هو ( إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) وسبب ورورده أن جماعة من المشركين جاؤوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم يعرضون عليه أن يقاتلوا معه عدوا من المشركين فقال عليه الصلاة والسلام ( إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) ، ولذلك  فاستعانة الدولة الثانية بالمشركين من كل الشعوب الأمركيين أو البريطانيين وغيرهم مما سمعتم بأسماءهم هذا مخالفة صريحة لمثل هذا الحديث ، ونحن لا يفوتنا ما يشاع عن بعض الناس أنهم اعتمدوا على بعض الحوادث الخاصة التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فركنوا إليها وسوغوا بها استنجادهم واستعانتهم بهؤلاء الكفار نقول كل الحوادث الجزئية التي يمكن الاستدلال بها ما كان صحيحا منها إسنادا أو كان ضعيفا كلها ليس فيها ما يشبه جزء من ألف بل وأكثر من الاستعانة بهؤلاء الكفار الذين وقعت المشكلة في السعودية اليوم أشير بهذا إلى أن هناك فارقا كبيرا بين استدلال بعضهم مثلا باستعارة الرسول عليه السلام من صفوان بن أمية أسلحة أو دروعا منه كان صفوان يومئذ في مكة لا يزال مشركا فطلب منه عليه السلام ما كان عنده من دروع أو أسلحة ، تأملوا معي الآن الفرق الجوهري بين تلك الاستعانة وهذه الاستعانة لما طلب الرسول عليه السلام من صفوان ما طلب خشي أن يكون ذلك اعتداء منه عليه السلام على مال صفوان فقال أغصبا يا محمد أم عارية مؤداة ؟ قال ( بل عارية مؤداة ) ، الشاهد في قول صفوان أولا خشي أن الرسول عليه السلام سيصادر هذا المال من صفوان لماذا ؟ لأنه كان في موقف القوة وكان موقف الكافر المشرك في موقف الضعف ولذلك قال أتأخذ هذا مني مصادرة وغصب أم هو عارية مؤداة ، وما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغصب مال أحد بغير حق ولذلك قال له ( عارية مؤداة ) أما الآن فالقضية مقلوبة تماما إن استعانة المسلمين بالكافرين اليوم غير تلك الاستعانة تماما المستعين في موقف الضعف والمستعان به في موقف القوة إذا لم يكن مثل هذه الاستعانة هي المقصودة مباشرة بالحديثين السابقين ( إنا لا نستعين بمشرك ) أو ( إنا لا نستعين بالمشركين ) ، فمعنى ذلك تعطيل هذه القاعدة التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأننا لا نتصور استعانة أنكر وأعلق في الضلال وفي الآثار السيئة التي سنتنج من وراء هذه الاستعانة لا نتصور استعانة مثلها أبدا فكيف تستساغ وكيف تستجاز بمثل تلك الجزئية وما يشابهها حيث في كل الأجزاء المشار إليها قد كان الرسول عليه السلام في موقف القوة وكان أولئك الذين عرضوا على نبينا صلى الله عليه وسلم الإعانة في موقف الضعف وأرادوا بإعانتهم للرسول عليه السلام أن يجعلوا لهم عنده يدا ولذلك فشتان ما بين الاستعانتين ولا شك أن الأمر كما قيل قديما ونقف هنا قليلا أو كثيرا ما أدري حتى نستجيب لدعوة الطعام كما قيل قديما  :

" سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان بين مشرق ومغرب "

أين قوله عليه السلام ( إنا لا نستعين بمشرك ) وأين استعانة الرسول في تلك الحوادث الجزئية التي كان موقفه موقف القوة وموقفنا اليوم موقف الضعف وكما قيل أخيرا :

" فحسبكم هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بما فيه ينضح " والسلام عليكم ... نعود إلى ما كان في صدده وإلى كلمتنا لأن هذا الواقع يتمثل في ثلاثة أمور ، اثنان منهما تكلمنا عليهما بشيء من التفصيل وهما اللذان يتعلقان بالدولتين السابقتين ذكرا بقي علينا أن نتحدث عن الأمر الثالث وهو الذي يتعلق بالشعوب الإسلامية والأفراد المسلمين الذين يهتمون عادة بمعرفة الأحكام الشرعية أولا ثم بتطبيقها على أنفسهم ثانيا ذلك لأن العلم بالشيء لا يغني عن العمل به بل إن العلم بالشيء  مع الإعراض عن العمل به قد يكون شرا على صاحبه أكثر من الجهل به ، وهذا موضوع طويل ولا يتسع الوقت للولوج فيه لكن حسبنا من ذلك قوله ربنا تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) نضيف إلى ذلك الأثر السلفي المروي عن أبي الدرداء الصحابي الجليل حيث قال " ويل للجاهل مرة ويل للعالم سبع مرات " لذلك أتكلم عن هؤلاء الذين من اهتمامهم أن يعرفوا أحكام ربهم وأن يعملوا بها فما هو واجب الفرد المسلم اليوم والشعوب المسلمة تجاه هذه الفتنة العارمة التي ألمت بالأمة المسلمة ؟ جوابي على هذا أن أروي لكم حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينطبق على هذا الزمان تمام الانطباق ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا و يصبح مؤمنا يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل ) وفي رواية يقول فيها عليه الصلاة والسلام وأرى هذا القول ينطبق على كثير من الناس اليوم في هذا الزمان وهم الذين يعالجون الآن هذه المشكلة الطارئة بأهوائهم وليس باعتمادهم على شريعة ربهم ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام ( الرجال في هذه الفتنة أو في هذه الفتن عقولهم كالهباء يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء ) ، تجد الناس اليوم أفرادا من الناس يتكلمون بأهوائهم لا يراعون في ذلك كتابا ولا سنة فهذا يتعصب لتلك الدولة المعتدية وهذا يتعصب للدولة الجالبة للمصيبة إلى أرضها وبلادها وهي مصيبة احتلال الكفار بطلب منا لبلاد الإسلام يتكلمون بدون علم وبدون عقل يصدق فيهم الحديث السابق وقولهم هباء يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء في اعتقادي وما أظن أن أحدا يعارض هذا الذي سأقول إن العالم الإسلامي لم يصب في نفسه بمثل هذه الفتنة التي حلت في ديار الإسلام في هذه الآونة الأخيرة ولذلك فهذه الفتنة بالنسبة لما مضى من الزمان أول ما يصدق هي أول ما يصدق عليها الحديث السابق ( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ... ) إلى آخر الحديث لا أحد يشك في أن هذه المصيبة هي حتى الآن أكبر مصيبة وقعت و أصابت ديار الإسلام وعلى ذلك ... .

الشيخ : ... فبماذا يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتباعه من المسلمين في زمن الفتن هل يأمرهم أن يتعصبوا عصبية جاهلية فهؤلاء مع هذه الدولة وهؤلاء مع تلك الدولة الأخرى ليسوا على شيء من التمسك بالكتاب والسنة بل تجد كثيرا من الذين يتعصبون لهؤلاء ولهؤلاء لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه تجد كثيرا ممن يتعصبون لهذه الدولة أو لتلك لا يحافظون على كثير من الأركان الإسلامبية وعلى رأسها الصلوات الخمس مع ذلك يتحمسون فيرفعون من كان في الأمس القريب عندهم كافرا أو شبه كافر ويضعون من كان في الأمس القريب عندهم هو المثال الصالح من بين حكام المسلمين فيضعونه في أسفل سافلين كل هذا وذاك إنما هو اتباع منهم للأهواء وللمصالح الشخصية ليس إلاّ . عقولهم هباء يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء ما هو العلاج الذي وضعه الرسول عليه السلام لهذه الأمة فيما إذا ألمت بهم مثل هذه المصيبة بل ودونها أيضا ؟ لقد جاء في حديث حذيفة المعروف في الصحيحين الذي أوله قال رضي الله عنه ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ) فذكر في آخر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأن المسلمين سيتفرقون وأمر حذيفة رضي الله عنه أن يكون مع الجماعة التي عليهم خليفة قال فإن لم يكن خليفة قال ( فدع تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذع شجرة ) ، هذا لمجرد أنه وجدت فرق ودويلات ليس عليها حاكما مسلما يقودوهم بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه الصلاة والسلام ( فإذا لم يكن لهم خليفة فدع تلك الفرق كلها ) هذا ولو لم يقع مثل هذه الفتنة الكبيرة فما بالنا ونحن الآن في مثل هذه المصيبة العظيمة لقد جاء في بعض تلك الأحاديث أحاديث الفتن إذا كان ذلك قال عليه السلام ( فكونوا أحلاس بيوتكم ) أي لا تنضموا إلى طائفة من الطائفتين المتقاتلتين وهنا عبرة وهي أن من الحماقة بمكان أن يفكر بعض الأفراد من المسلمين أنهم بتحمسهم وانتمائهم إلى دولة من الدولتين المتنازعتين أنهم ينصرون دين الله وشريعة الله من الحماقة بمكان لأن الدول العربية أكثرها عددا وقوة بالنسبة للدول الأخرى ما شعروا بأنفسهم أنهم يستطيعون أن يقطعوا دابر هذه الفتنة إلا بالاستعانة بالكفار فهل يستطيع الأفراد من المسلمين أن يقضوا على هذه الفتنة بجهودهم الفردية الخاصة لذلك كان العلاج هو التمسك بقوله عليه الصلاة والسلام ( كونوا أحلاس بيوتكم )  وأنا أذكر بأن الفتن تعمي بصائر أولى النهى أولى الأحلام والنهى فضلا عن عامة الناس ، ومن أكبر الأمثلة على ذلك ... .

الشيخ : ... ما وقع في أول الإسلام بين طائفتين مسلمتين طائفة شرعية وطائفة غير شرعية تظن نفسها أن الحق كان معها أعني بذلك الطائفة الأولى علي بن أبي طالب الخليفة الراشد والطائفة الأخرى معاوية بن أبي سفيان تعلمون هذا الحادث الأليم الذي وقع في ذلك الزمان القديم فكيف كان موقف الأصحاب الكرام أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في تلك الفتنة مع أن الحق مع الخليفة المبايع من المسلمين وهنا العبرة التي نستطيع أن نستخلصها منها لنستفيد منها في زمننا هذا الذي ليس فيه خليفة مبايع لقد انقسم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه هذا النزاع الذي وقع بين المعسكرين معسكر علي ومعسكر معاوية فطائفة من أصحاب الرسول كانوا مع علي وطائفة مع معاوية وطائفة كانوا حياديين لم ينضموا إلى علي وهو الأحق بالانضمام إليه فضلا عن أنهم لم ينضموا إلى معاوية وهو كان واليا على الشام كما تعلمون ولكنه بدا له أن له الحق بأن يطالب بالثأر لدم عثمان , الشاهد أن الطائفة الثالثة لم تنضم إلى الخليفة الراشد علي بن أبي طالب لماذا ؟ حقنا لدماء المسلمين من جهة ولأن الحق لم يكن قد اتضح لكثيرين منهم بخلاف بعضهم حينما اتضح له الأمر سارع فانضم إلى علي رضي الله تعالى عنه  ذلك أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحضرني اسمه الآن كان سمع من فم النبي عليه الصلاة والسلام قوله ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) ، وكان عمار مع الخليفة علي بن أبي طالب يقاتل فقتله جماعة معاوية يوم وقع الرجل قتيلا عرف ذلك الصحابي أن الحق مع علي بن أبي طالب فانضم إليه لأنه وجد الحديث انطبق على الواقع أما نحن اليوم فأين معنا الدليل أن الحق مع الذي اعتدى على الكويت أو مع الذي جلب الكفار إلى بلاد الإسلام كل من يتكلم فيقول الحق مع هذا أو الحق مع ذاك فهو يتكلم بغير علم و الله عز وجل يقول (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) أنا أقول كما سمعتم كل من الدولتين مخطئ ولذلك فلا ينبغي أن تعصب لأحداهما على الأخرى وإنما نتعصب على الدولتين كلتيهما ونقول بحق أن كلا منهما مخالف للشرع فموقفنا هو موقف الحياد التام وأن نلتزم البيوت ولا نثير الخلافات بين بعضنا البعض والتعصبات الجاهلية فقد كفانا ما لاقينا من الفرقة في الظروف العادية الطبيعيّة فما ينبغي لنا أن نزادد فرقة على فرقة وخلافا على خلاف لنعيد سيرة الجاهلية الأولى وأن نقاتل حمية وجاهلية ... .

الشيخ : ... كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فيما أخرجه الشيخان في صحيحيهما أن رجلا قال يا رسول الله الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال ( لا ) قال الرجل منّا يقاتل حميّة هل هو في سبيل الله ؟ قال ( لا ) و هكذا تواردت الأسئلة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من مثل ما سمعتم وفي كل مرّة يقول عليه الصّلاة والسّلام لا لا قالوا فمن في سبيل الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ، وأنتم تعلمون جميعا مع الأسف الشديد أنه ليس هناك راية مرفوعة للجهاد في سبيل الله عز وجل ولو أن هذه الراية كانت مرفوعة ما كانت اليهود ودولة اليهود ما كانت لتسيطر على فلسطين ولكن لفقدان الجهاد في سبيل الله عز وجل حق علينا قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالآن حينما نسمع أصواتا من هذه الدولة أو تلك برفع راية الجاهد في سبيل الله هل جد في المسلمين ما يصدق عليهم قوله عليه السلام في الحديث الأخير ( سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هل رجعنا إلى ديننا ؟ الجواب عند كل واحد منا مع الأسف لا ما جد شيء , حتى نتفائل ونقول العز أمامنا لأن الله عز وجل ضرب الذل علينا بسبب مخالفتنا لشريعة ربنا إنه ضرب عليه الصلاة والسلام بعض الأمثلة في هذا الحديث الصّحيح من المخالفات الشرعية و هي لا تزال قائمة ضاربة أطنابها بين المسلمين ومع هذه المصائب التي وقعت فلا نجد رجوعا من المسلمين إلى رب العالمين حتى يعزّهم ويعيد إليهم مجدهم الغابر ( إذا تبايعتم بالعينة ) العينة ولا أريد تفصيل القول نوع من أنواع البيوع المحرّمة الربوية وهذا قد تختلف فيه أنظار بعض العلماء ولكن أكل الربا المكشوف اليوم هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان فهل تاب المسلمون من هذه المعصية الكبيرة ؟ إذا كان الرسول عليه السلام يقول ( إذا تبايعتم بالعينة ) أليس هذ من باب أولى أن يقول إذا أكلتم الربا وقد قال في الحديث الصحيح ( لعن الله آكل الرّبا و موكله و كاتبه وشاهديه ) فمن باب أولى أن يكون من أسباب ضرب الذل على المسلمين بتسليط اليهود عليهم وعدم استطاعة دولة من هذه الدول التي تريد أو يريد أن يقاتل بعضهم بعضا أليس هذا بسبب ارتكابنا لكثير من الموبقات والمعاصي هي أخطر من بيع العينة لا شك ولا ريب في ذلك أقول إن الرسول عليه السلام حين ضرب مثلا سهلا فمن باب أولى يعني أن المصيبة تحل في المسلمين إذا ارتكبوا من المعاصي ما هي أكبر من بيع العينة فتابع الرسول عليه السلام قوله ( وأخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع ) وكل من العبارتين كناية عن انكباب المسلمين على الدنيا ونسيانهم الآخرة وارتكابهم كل سبيل للوصول إلى حطام الدنيا لا يسألون أن هذا السبيل حرام أم حلال  فيقول الرسول عليه السلام إذا فعلتم هذه المعاصي ( و تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، الجهاد مع الأسف قد ترك منذ عشرات السنين فلماذا الآن نؤخذ نحن بكلمات تعلن في بعض الجرائد والإذاعات أنه رفعت راية الجهاد وين يا جماعة راية الجهاد راية الجهاد تستلزم توبة المجاهدين إلى الله عز وجل عن هذه المعاصي فضلا عن الكبائر وأن يمضي عليهم زمن طويل يربّون على طاعة الله و اتّباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك يمكن أن تتهيّأ النفوس حقا للجهاد في سبيل الله عز وجل فمن العجب العجاب مما يؤكّد لنا قوله عليه السلام السابق ( عقولهم هباء ) ، نجد ناسا لا يقومون بواجباتهم الذاتية في نفوسهم في أهليهم مع ذلك يريدون أن يجاهدون هم مع العراق مع السعودية مع الكويت ... .

الشيخ : الذين يريدون أن يجاهدوا ينبغي عليهم أن يتذكروا معنا قوله عليه الصلاة والسلام ( المجاهد من جاهد هواه لله ) ومجاهدة هوى النفس ليست هي مجرد دعوى أنه أنا بدي أقاتل وبدي أجاهد في سبيل الله وإنما هي حياة يعيشها الإنسان في طاعة الله عز وجل ويجاهد هوى النفس سواء كان ضد نفسه أو ضد زوجه أو ضد ولده أو ضد ابنته هذا هو  الجهاد ومن هنا قال بعض المعاصرين في هذا الزمان كلمة تعجبني وأكررها كثيرا و كثيرا جدا ، لأنها كأنها من وحي السماء وبهذه الكلمة أختم موعظتي هذه لتتأملوا فيها وفيما مضى من البيان والحقائق " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم " فقبل أن يقيم المسلمون أحكام الإسلام في نفوسهم فلن يستطيعوا أن يقيموها على أرضهم فإذا كنا صادقين فعلا حينما ندعي أو بعض الجماعات الإسلامية تدعي بأنهم يريدون أن يقيموا حكم الله في الأرض فهؤلاء لن يستطيعوا أن يحقّقوا هذه الدعوى الجميلة ولكنها يجب أن يتكون متحققة قبل كل شيء في قلوبهم فإذا صدقوا في ذلك مكنهم الله تبارك وتعالى من أن يقيموا دولة الإسلام على أرضهم لهذا أنا أقول ناصحا لجميع المسلمين في كلّ الدّول الّتي أصابتها هذه الفتنة كأفراد الزموا بيوتكم كونوا أحلاس بيوتكم ولا تقاتلوا واحتفظوا بدمائكم يوم تعلن كلمة الحق حقا كلمة الجهاد صدقا يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله تبارك وتعالى وبهذا القدر كفاية والساعة الآن الساعة التاسعة ورأيت أن بعض الناس قدموا أسئلة .

السائل : شيخنا أنت تكلمت حول مسألة ... الدولة الباغية على الدولة الآمنة و وصفت الدولتين بأنهما مسلمتين الضابط في الوصف هذا هو حال الحكام ولا حال الشعب عادة وجزاكم الله خيرا ؟

الشيخ : وإياك ، الجواب نحن نحكم على البلاد بكونها إسلامية  أو غير إسلامية ليس بالنظر إلى حكامهما وإنما بالنظر إلى شعوبها فأي إقليم كانت الأغلبية فيها مسلمين فهذه دولة مسلمة ولو كانت هذه الأغلبية قد ابتلوا ببعض الحكام الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل أنهم لا يحكمون بما أنزل الله ولكن هذا النوع من الحكم كما نعلم جميعا من واقع التاريخ الواقع اليوم الإسلامي أنه يختلف من دولة إلى أخرى فهذه دولة مثلا تتمثل في نظام شيوعي وهذه الدولة يتمثل فيها النظام الاشتراكي ... لو أتيح لهم من يحكمهم بهذا الإسلام على هذا قلت ما قلت بأن الاعتداء كان من دولة مسلمة على دولة مسلمة لكني مع ذلك أريد أن أضيف بمناسبة هذا السؤال والجواب عليه شيئا آخر لا علينا سواء قيل كما قلت كما أعتقد أن دولة عربية مسلمة اعتدت على دولة عربية مسلمة لأن هؤلاء الحكام هم أوّلا لم يتبرّؤوا من الإسلام وإن خالفوا الإسلام في كثير من تصرفاتهم وثانيا وهذا الذي أريد أن أقوله الآن سواء قلنا هاتان الدولتان مسلمتان أو قلنا كافرتان هذا الاعتداء لا يتفق لا مع الإسلام ولا مع النظام الذي يحكم به الكفار أنفسهم ففي كل حال من الحالتين فيه اعتداء وبغي أما حكم الإسلام فهو كما سمعتم في القرآن (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) هذا جوابي عما سألت ؟

الحلبي : يسأل السائل فيقول وإن سبق شيء من الجواب يقول ( من قاتل تحت راية عمّيّة ) إلى آخر الحديث نرجوا التعليق على ما يشتمل من الفوائد وبخاصة في المسألة المبحوثة ؟

الشيخ : هو ما فيه مجال الآن للتحدث طويلا وقد سبق كما قلت لي الإشارة إلى ذلك بأنّ الإسلام يحارب العصبيّات بكلّ معانيها ويأمر المسلمين أنّهم إذا قاتلوا أن يقاتلوا في سبيل الله عز وجل كما في جاء في الآيات الكريمة وجاء حديث أبي موسى صراحة ينفي أن يكون من يقاتل عصبية أو شجاعة أو نحو ذلك أن يكون قد قاتل في سبيل الله عز وجل ولهذا فتصحيح النية في القتال أمر عظيم جدا كما جاء في بعض الآثار " رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته " غيره .

الحلبي : يكثر السؤال والكلام عن حديث اشتهر على الألسنة وهو حديث ( يحكم الجزيرة أربعة من صلب رجل واحد آخرهم اسمه على اسم وحش ) فما هو مدى صحة الحديث ؟

الشيخ : هذا أيضا من المصائب التي وقعت  في هذه الفتنة أن الناس إما أن يختلقوا أحاديث لا أصل لها وإما أن يفتشوا في بطون الكتب التي تروي ما هب ودب من الأحاديث التي وضعها الناس قديما فينشرونها بزعمهم أن هذه الأحاديث تطابق الواقع لا يجوز لمؤمن بالله ورسوله حقا أن يروي حديثا ولو كان معناه مطابقا للواقع أن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كذب عليه و هو عليه الصلاة والسلام قد جاء في الأحاديث الكثيرة عنه ( من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّء مقعده من النار ) والآن تكثر مثل هذه الأحاديث من ناس مغرضين ليس لهم هدف إلا إثارة القلاقل والمشاكل والفتن بين المسلمين ولذلك فنصيحتي لكم كلما سمعتم الآن وقبل الآن أيضا لكن بصورة خاصة في هذا الزمان حديثا يظن أنه يطابق هذه الفتنة فلا تصدقوا به حتى  تسألوا أهل العلم كما قال عز وجل (( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) غيره .

الحلبي : حديث لعن الدابة في صحيح مسلم وقوله الرسول عليه الصلاة و السلام لصاحبها ( لا تصاحبنا بملعون ) وفي بعض الروايات أنه لم ينتفع بهذه الدابة ما هو فقه هذا الحديث وهل يجوز ذبح هذه الدابة وأكلها أوعدم الانتفاع بها إلى آخره ؟

الشيخ : فقه الحديث واضح بصورة خاصة أن المسلم لا يجوز أن يلعن شيئا ولو كان دابة وحيوانا وأن الشرع رتب حكما شرعيا على ما إذا لعن المسلم دابة أنه لا يجوز له أن ينتفع بها لأنه يخشى أن تكون هذه اللعنة قد أصابت هذه الدابة خشية أن يكون الأمر كذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الانتفاع بركوبها أما ذبحها أما أكلها فإذا أردنا أن نقول قياسا ولا أجرأ على هذا القول فلا يجوز لأنه انتفاع بها لكني أقول الله أعلم بذلك غيره .

الحلبي : هل يجوز لرجل له مال في بنك ما أن يدفع الربا الذي يحصل عليه سدادا للضرائب أو الجمارك ونحوها من المكوس ؟

الشيخ : يجوز على مذهب أبي نواس وهو قوله

" وداوني بالتي كانت هي الداء " . تفضل .

السائل : شيخنا بارك الله فيكم تكلمتم أن الإنسان يلزم بيته في هذا الوقت وإذا حصلت حرب بأن لا يهدر دمه في هذه الحرب وإذا نشأت حرب بين المسلمين والكفار مثلا أمريكا ضرب العراق و نشأت حرب أنّه لازم نلازم بيتنا و ما نحارب و إن كانت النّيّة رفع كلمة الله سبحانه م تعالى ؟

الشيخ : مع من تحارب ؟

السائل : نعم ؟

الشيخ : إذا أردت أن تحارب مع من تحارب ؟

السائل : أنا لست تحت راية فلان أو فلان ؟

الشيخ : أنا عارف ولذلك أنا محتار في سؤالك مع من تحارب ؟

السائل : مع الجيش ... ؟

الشيخ : مع من تحارب يا أخي ما دام أنت لا مع هؤلاء و لا مع هؤلاء ؟

السائل : مثلا أحارب مع العراق ؟

الشيخ : إذا أنت مع أهلهم .

السائل : أنا أحارب ... ليس تحت رايتهم وإنما أحارب لقتل الكفار فقط لا غير ؟

الشيخ : آه ، الآن أنت كغيرك أو لعلّي أخطأت فنسبت إليك ما ليس فيك والأحسن أن أقول تمثل رأي بعض الناس اليوم و ليس هذا رأيك إن شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله لو كان المسلمون المتحمسون للقتال مع العراق لمقاتلة الأمريكان كان فالأمريكان أقرب إليكم هنا وهم في فلسطين فلماذا لا نقاتل الأمريكان في فلسطين ؟ هذا الكلام موجه إلى الذي يريد أن يقاتل الأمريكان في الخليج ومن يريد أن يكون عونا له في الخليج  لماذا لا نقاتل اليهود هنا وهم أقرب وهم من السهولة بمكان أن نريميهم في البحر كما  كان يقول بعض الرؤساء قديما أقول لو أن الهمة توجهت من دولة عربية مسلمة لقتال اليهود لكان هذا القتال قتال مسلم لدولة كافرة محضا أما الواقع الآن فليس كذلك ولذلك هذه نقطة يجب أن نتنبّه لها لنعرف خطورة الانضمام إلى طائفة أو أخرى أخي لما تريد أنت أن تقاتل الأمريكان لا تتصوّر أنّك ستقاتل أوّلا الأمريكان محضا مفهوم كلمة محضا ؟ وإنما ستقاتل الأمريكان زايد دول العربية المسلمة إذا فهنا يجب أن نأخذ الانتباه خاص حينما نريد أن نقاتل الأمريكان لكن الصورة أشكل وأخطر من هذا التصور الأول هناك تصوّر ثاني حينما تريد أن تقاتل الأمريكان الأمريكان حقيقة وأظن هذا الأمر لا يناقش فيه إنسان يفكر تفكيرا سليما الأمريكان لا يجودون بدم أمريكي واحد ما دام أنهم يستطيعون أن يسيلوا دماء المسلمين مع بعضهم البعض بمعنى الأمريكان سيقدم الجيوش المسلمة لمقاتلة الجيش المسلم العراقي وهو سيكون متأخرا متفرجا قد ينظّم قد يدبّر وليس متفرّجا بالمعنى المتبادر لكن على كل حال لا يفادي بدماء الجيش الأمريكي إلا في آخر لحظة ربما أو يولّي الأدبار لأن هذه طبيعة حينما يشعرون بأنهم مغلوبون على أنفسهم لكن أول بدء المعركة فستكون بين مسلمين ومسلمين ولذلك فلا يجوز أن نتصور أننا سنقاتل الأمريكان هذه نقطة ونقطة حسّاسة جدّا وهي ممّا يؤكد لنا أن نقول كما قال عليه السلام ( كونوا أحلاس بيوتكم ) نحن قلنا هذا الكلام للكويتيّين الذين انضموا إلى المقاومة الكويتية لا بد سمعتم بها قلنا أنتم لن تستطيعوا أن تردوا العراق ولن تستطيع الدول العربية أن تردها إلا بالاستعانة بالأمريكان و البريطان إلى آخره لذلك احفظوا دمائكم لليوم المطلوب والمنشود هذا ما قلت .

السائل : فما هو اليوم المطلوب و المنشود بالنّبة إذا كان ... .

الشيخ : هذا سبق الكلام فيه " اقيموا دولة الإسلام تقم لكم في أرضكم " يعني ذلك يحتاج إلى إعداد و نحن نقول هذا في مناسبات كثيرة لا بد من التصفية والتربية ، لا بد من تصفية الإسلام مما دخل فيه مقرونا بتربية المسلمين أعني بالمسلمين طبعا مش هذه الملايين الكثيرة , النخبة الصالحة منهم الذين يفكرون فعلا و بحزم و عزم أن يقيموا دولة الإسلام على أرض المسلمين تفضل .

السائل : إذا حكام العرب الموجودين أعلن الجهاد الإسلامي ؟

الشيخ : لا تقل أعلن الجهاد ا, لجهاد يحتاج إلى استعداد قلنا آنفا فيه استعداد للجهاد ؟

السائل : لا والله ما فيه .

الشيخ : بارك الله فيك .

السائل : سؤال من جزئين الجزء الأول هو ... .

الشيخ : بدأت الفوضى خلينا نمشي ، تفضل إيش سؤالك ؟

السائل : هل إرسال الجيوش العربية للسعودية صحيح وما ؟

الشيخ : هذا السؤال أجبنا عنه !

السائل : طيب ما هو واجب الجنود في هذه الجيوش إذا أمر بالقتال  مثلا ؟

الشيخ : آه , ألا يوجهوا سلاحهم وقتالهم لإخوانهم المسلمين أما إذا كان أمام الأمريكان فلا  يقصروا .

السائل : جزاك الله خيرا .

السائل : صحيح ما نسب إليك أن قول الشيخ عبد العزيز بن باز أنه مخالف ... لما فعل ؟

الشيخ : الله أعلم نحسن الظن به هكذا !

الحلبي : السؤال الثاني يقول إذا اعتدي على امرأة مسلمة وأراد المعتدون فعل الفاحشة معها أو بها فهل يجوز لها قتل نفسها إذا خشيت ذلك ؟

الشيخ : لا يجوز .

السائل : هل يجوز ركوب سيارة مفخخة بالمتفجرات والدخول بها وسط الأعداء وهوما يسمّى الآن بالعمليات الانتحاريّة مع الدليل ؟

الشيخ : قلنا مرارا وتكرار عن مثل هذا السؤال بأنه في هذا الزمان لا يجوز لأنّها إمّا أن تكون تصرّفات شخصيّة فرديّة لا يتمكّن الفرد عادة من تقديم المصلحة على المفسدة أو المفسدة على المصلحة أو إذا لم يكن الأمر تصرفا فرديا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة أيضا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية فحينئذ يعتبر هذا انتحارا أما الدليل فمعروف فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما أن من نحر نفسه بأي آلة فهو في جهنم يعذب بمثلها إنما يجوز مثل هذه العلمية الانتحاريّة كما يقولون اليوم فيما إذا كان هناك حكم إسلامي وعلى هذا الحكم حاكم مسلم يحكم بما أنزل الله ويطبّق شريعة الله في كل شؤون الحياة منها نظام الجيش ونظام العسكر يكون أيضا في حدود الشرع فإذا رأى الحاكم الأعلى وبالتالي يمثله القائد الأعلى للجيش إذا رأى أن من مصلحة المسلمين إجراء عملية انتحارية في سبيل تحقيق مصلحة شرعية هو هذا الحاكم المسلم هو الذي يقدرها مستعينا بأهل الشورى في مجلسه ففي هذه الحالة فقط يجوز مثل هذه العملية الانتحارية أما سوى غير ذلك فلا يجوز نعم .

الحلبي : ما حكم قيام بعض التجار المسلمين بأخذ تعهدات تجارية كالخدمات والبيوت وما شابه ذلك للكفار في بعض بلاد المسلمين ؟

الشيخ :لا شك أن مثل هذا السؤال يمكن أن نتصوره أنها تجارة عادية كاستجلاب البضائع التي يستفيد منها المسلمون أو الكفار فيتبادلون المصالح بطريقة تجارية فهذا أمر جائز لأنه كان العمل في عهد الرسول عليه السلام من أصحابه الكرام أنهم يأتون إلى بلاد الشام ويتبضّعون ويبيعون ويشترون ثم يعودون ... إلى بلاد المسلمين ولكن ليس كذلك فيما إذا كان التعامل مع هؤلاء الكفار باستجلاب بضاعة إليهم هذه البضاعة يستعين بها الكفار على المسلمين فلا شك والحالة هذه أن هذه المعاملة لا تجوز لأنها من باب التعاون على المنكر والله عز وجل يقول في الآية الكريمة المعروفة (( و تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) فمثلا لا يجوز لمن كان في فلسطين مثلا من المسلمين الذي يعيشون تحت حكم اليهود فلا يجوز أن يكون عاملا في بعض المصانع الحربية مثلا هناك لأن في ذلك إعانة لليهود على المسلمين وعلى قتالهم يوم تقع الواقعة بين اليهود والمسلمين وعلى ذلك فقس ففي هذه الحالة لا يجوز التبضع لهم والشراء لهم .

الحلبي : بالنسبة للمرأة التي انقطع خبر زوجها عنها فلا تدري أقتل أم أسر ماذا تفعل هل تحد عليه بأربعة أشهر وعشرة أيام أم ماذا ؟

الشيخ : لا ما تفعل يجب أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي والقاضي الشرعي يتعاطى الوسائل التي تتغير طبعا بتغير الزمان والمكان في سبيل التعرف على حياة هذا الزوج الذي هو في حكم المفقود هل هو حي أم ميت ؟ ولا شك أن القاضي حينما يكون فعلا قاضيا و على بصيرة من الأحكام الشرعية سيضع أجلا وهذا الأجل يختلف باختلاف البلاد وباختلاف الوسائل التي بها يمكن استكشاف المفقود إن كان حيا أو إن كان ميتا سيضع أجلا سنة سنتين أقل أكثر إلى آخره فإذا ما صدر القرار من القاضي الشرعي بأن هذا في حكم المفقود ساعتئذ تبدأ العدة .

السائل : السؤال الثاني يقول إذا اعتدي على امرأة مسلمة وأراد المعتدون فعل الفاحشة معها أو بها فهل يجوز لها قتل نفسها إذا خشيت ذلك ؟

الشيخ : لا يجوز .

السائل : يسأل السائل فيقول امرأة محافظة على الصلوات الخمس ولكن زوجها لا يصلي كسلا فهل يجوز لها طلب الطلاق وما هو موقفها وموقف زوجها من بعضهما ؟

الشيخ : أما أنه يجوز لها ذلك من باب التساهل فإني أقول يجب عليها ، يجب عليها أن تطلب مفارقة زوجها التارك للصلاة لأن هذا التارك للصلاة يدور أمره بين أن يكون كافرا مرتدا عن دينه فهو في هذه الحالة لا إشكال عند أحد إطلاقا أنه لا يجوز لها أن تبقى تحت عصمته لأنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تعيش في كنف كافر حتى ولو كان من أهل الكتاب أي إنّ الله عزّ وجلّ أباح للرجال المسلمين أن يتزوجوا من النساء الكتابيات وحرم على المسلمات أن يتزوجن باليهود أو النصارى ولا شك أن من كان مرتدا عن دينه فهو شر من اليهود والنصارى هذا على قول من يقول بكفر تارك الصلاة لكن وإن كان هذا القول عندنا مرجوحا والراجح أنّ تارك الصلاة لا بدّ فيه من التفصيل إن كان تركه للصلاة كسلا أي هو يؤمن بها بفرضيّتها ويعترف أنه مقصر مع شارعها و هو ربنا تبارك وتعالى فهذا جمع بين إيمان في قلبه وكفر في عمله فحينئذ يكون كفره في تركه للصلاة كفرا عمليا وليس كفرا اعتقاديّا هذا رأينا وقد فصلناه مرارا وتكرار فأقول حتى على هذا القول الراجح لا يجوز للمرأة أن ترضى أن تعيش مع هذا الزوج التارك للصلاة لماذا ؟ لأنه فاسق هذا في أقل الأحوال ومن آثار ذلك أن هذا الفسق مع الزمن المديد الطويل إن لم يكن في الزمن سيؤثر عليها ويجعلها تتساهل في كثير من أحكام دينها وبخاصة فيما إذا رزقا أولادا ذكورا أو إناثا فحينئذ ستسري عدوى هذا الفاسق إلى الأولاد ولذلك فيجب على المرأة التي ابتليت بزوج فاسق تارك للصّلاة أو شارب للخمر أو مرتكب للزّنا في أيّ حالة من هذه الأحوال الّتي يستحقّ بها الزّوج حكم الفاسق شرعا فيجب عليها أن تطلب مفارقة هذا الزوج  مهما كانت ظروفها هذا الذي ندين الله به . نعم .