Sobre l'article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 457
السائل : بسم الله و الحمد لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله , يا شيخ ما رأيك بصحّة الفتوى الّتي يقولون أنّه يجوز دخول القوّات المتعدّدة الجنسيّات لحماية السّعوديّة من عدوان صدّام ؟
الشيخ : نحن تكلّمنا في هذه المسألة كثيرا و عند أخينا هذا الّذي هو أمامك الآن أشرطة عديدة بعضها مطوّل كثيرا و بعضها مختصر و بعضها متوسّط و لذلك فسوف لا أطيل في الإجابة على هذا السّؤال لأنّه صار بالنّسبة إليّ ممجوجا لكثرة ترداده تفهم عليّ ممجوجا ؟ نحن سمعنا مثل هذه الفتاوى و ما كدنا أن نصدّق لبعدها عن النّصوص الشّرعيّة و القواعد العلميّة و لكنّه كأنّه تواترت الأخبار لدينا بأنّ هناك بعض الفضلاء ممّن يفتي بجواز استجلاب الكفّار إلى بلاد الإسلام و بدعوى أنّ هذه دول صديقة فنحن نقول أوّلا لا يجوز لدولة مسلمة و بخاصّة إذا كانت تعلن دائما و أبدا أنّها تحكم بالكتاب و السّنّة لا يجوز لها أن تستعين بأعداء دينها أوّلا ثمّ بأعداء المسلمين ثانيا ذلك لأنّني أتصوّر شعبا كافرا بدين الله عزّ و جلّ لكن ممكن أن يكون مسالما للمسلمين غير معاديا لهم و لا محاربا لهم أتصوّر هذا فلو كان هذا الشّعب الكافر بدين الله عزّ و جلّ مسالما للمسلمين لا يجوز في دين الإسلام الإستعانة بهم لمقاتلة كفّار آخرين أو شعوبا كفّارا آخرين لماذا ؟ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم في غير ما حديث واحد أنّ بعض الأفراد تارة و بعض الجماعات من الكفّار تارة أخرى أرادوا أن يقاتلوا من النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فلمّا سألهم أو سأل الفرد منهم ( هل أسلمت ؟ قال لا ) كان جوابه ( إنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) و في نصّ رواية الإمام مسلم ( إنّا لن نستعين بمشرك ) وصل بنا كلامنا السّابق إلى حديث مسلم ( إنّا لن نستعين بمشرك ) لن نستعين بالمشرك أو بمشرك , هذا لن للتّأبيد أظنّ الكلام السّابق واضح و آخر مانتهى هو قوله عليه السّلام ( إنّا لن نستعين بمشرك ) لا شكّ...قلنا إنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال ( إنّا لن نستعين بمشرك ) حتّى الّذين كانوا مسالمين له غير معادين له فبالأولى و الأحرى أنّه لا يجوز للمسلم أن يستعين بمشرك معاد له هذا بالأولى و أولى من هذا الأولى أن لا يستعين المسلم بالأعداء من الكفّار المشركين و ليس بعدوّ واحد و أولى من كلّ هذا و هذا أنّه لا يجوز للمسلم أن يستعين بدولة معادية هي إن لم تكن أقوى دولة في العالم كلّه فهي من أقوى الدّول بحيث أنّ الدّولة المسلمة إذا استعانت بهذه الدّولة الكافرة و المعروف عداؤها الشّديد للمسلمين فحلّت بلاد الإسلام أنّه من الممكن أن لا تخرج من بلاد الإسلام لأنّها عدوّة للمسلمين و لدين المسلمين كما دلّت التّجارب على ذلك فإذا من الخطأ الفاحش ما من الإستعانة بالأمريكان في هذا الزّمان القريب و بخاصّة أنّ في الجيش الأمريكي يهود معروفون بعدائهم الشّديد و بمشايعة الأمريكان لهم و مناصرتهم إيّاهم ضدّ المسلمين في كلّ بلاد الإسلام و بخاصّة في فلسطين و لذلك فكانت هذه الإستعانة مخالفة للشّريعة من وجوه عديدة و مخالفة للسّياسة الشّرعيّة بصورة عامّة . لو كان هناك إذن ما بالإستعانة بالكفّار إذا كانوا مسالمين لو كان هناك إذن بمثل هذه الإستعانة فهذه الإستعانة لا يمكن أن يسمح بها الشّارع الحكيم و لذلك قلت إذا كانت الإستعانة بالأمريكان و البريطان . البريطان هم الّذين هيّؤوا أرض فلسطين لليهود و الأمريكان هم الّذين وطّدوا لهم و أمدّوهم بأموالهم و أسلحتهم متى يمكن تحقيق قوله عليه السّلام ( إنّا لا نستعين بمشرك ) أو ( إنّا لن نستعين بمشرك ) معنى هذا تعطيل لهذا الحديث و لمصلحة المسلمين بعامّة و من الأمور الّتي تحزّ في النّفس و تجعل المسلم حيرانا في بعض السّياسات الّتي تقع اليوم في بلاد الإسلام . إنّ الدّولة السّعوديّة خافت من الدّولة البعثيّة الّتي يمثّلها صدّام فما بالها جلبت الدّولة السّوريّة البعثيّة إلى أرضها ؟ هذه أمور حقيقة ممّا يجعلنا نحن و إن كنّا بعيدين عن السّياسة و ممارستها و لكنّنا نعلم يقينا أنّ الأمر ليس بيد المسلمين , الأمر بيد الأمريكان . الأمريكان هم الّذين فرضوا على الدّولة السّعوديّة أن تفتح أبوابها للأمريكان و البريطان ولكلّ من تريد أمريكا أن تتظاهر أمام العالم الإسلامي بأن تستعين بالدّول الإسلاميّة فهذه مصر و هذه سوريّة البعثيّة فما الفرق بين هذا البعث و هذا البعث ؟ لا فرق إسلاميّا لكن الفرق سياسيّا موجود هذا البعث أمريكا رضيت عنه و هذا البعث أمريكا غضبت عليه فإذا على كلّ الدّول الّتي تعتبر أمريكا من الدّول الصّديقة مع الأسف و هي من أعدى أعداء المسلمين على كلّ هذه الدّول الّتي تمشي في ركاب أمريكا أن ترضى بما ترضى به أمريكا و أن تكره ما تكره أمريكا فأين الآيات الّتي كنّا نسمعها قبل حلول هذا البلاء الأكبر لا نسمعها من بلاد أخرى إلاّ من بلاد السّعوديّة (( و من يتولّهم منكم فإنّه منهم )) فأيّ تولّ أكبر و أخطر من مثل هذا التّولّي الّذي وقعت فيه الدّولة السّعوديّة في هذه الأيّام القريبة و هذا هو المثال تلمسونه لمس اليد استعانت السّعوديّة بأمريكا خوفا من البعث و الّذي خافت منه أتت به أمريكا إلى عقر دار السّعوديّة و قد قلت في كثير من الكلمات و ما كنت أريد أن أطيل الكلام في الحقيقة للسّبب الّذي ذكرته في مطلع هذا الجواب أنّنا تكلّمنا كثيرا و كثيرا جدّا حول هذه المصيبة الكبرى فقد قلت ما الّذي يحول بين الأمريكان و فيهم جنود من اليهود أن يحتلّوا بلادهم القديمة خيبر و أن يحتلّوا ضواحي المدينة إن لم نقل المدينة أماكن بني النّضير و بني قريضة و أمر طبيعي جدّا أن يحنّوا إليها و هم بعيدين عن فلسطين فما بالهم و قد احتلّوها و ما بالهم و قد احتلّوا تلك البلاد ليس بقوّتهم و لا بسلاحهم و إنّما بالسّياسة المنحرفة عن الحكمة و عن الشّريعة في آن واحد فما الّذي يحول بين اليهود المتحمّسين أن يحتلّوا خيبر و أن يحتلّوا المدينة ؟ فهل باستطاعة الدّولة السّعوديّة أن تردّ كيد هؤلاء و مكر هؤلاء إذا ما أرادوا أن يحتلّوا بلادهم القديمة و السّعوديّة خافت من العراق و العراق ليست بأقوى من أمريكا فإذا رضيت باحتلال أمريكا برضاها فما الفرق أن تحتلّ هذه البلاد العراق فهؤلاء بعث و هؤلاء بعث و هؤلاء يهود و لذلك فهذه ورطة كبيرة جدّا و أنا أعتقد أنّ المشكلة الأساسيّة في هذه العلّة الّتي لا علاج لها إلاّ أن يشاء الله تبارك و تعالى بقدرته و حكمته . أنا أعتقد أنّ هذا الإدخال لهؤلاء الكفّار الأعداء و من تمام المصيبة أن نسمّي الأعداء أصدقاء متى كان هؤلاء أصدقاء للمسلمين ؟ هذه من تمام المصيبة القصد من هذا الإدخال لم يكن بناء على قوله تعالى (( و شاورهم في الأمر )) و لا على قوله تعالى (( و أمرهم شورى بينهم )) أنا أعتقد أنّ في بلاد السّعوديّة علماء أفاضل قد لا نجد مثلهم في بلاد أخرى إلاّ نادرا لو أخذ رأيهم قبل أن تقع الواقعة و درسوا ما سيترتّب من مفاسد داخليّة غير المفاسد الخارجيّة الّتي تلحق بالدّول الإسلاميّة كلّها لو استشيروا و تأمّلوا في ماسينتج من المفاسد لما أذنوا بهذا الإدخال بوجه من الوجوه و لكن الدّيكتاتوريّة بالتّعبير العصري و التّعبير العربي الإستبداد في الحكم مع التّستّر بالشّرع بكلمات معسولات الكتاب و السّنّة , الكتاب و السّنّة و لم يبق عندنا كتاب و سنّة إلاّ الصّلاة و الصّيام و تلاوة القرآن و إذاعة القرآن في مناسبات منظّمة و هذا أمر طيّب بلا شكّ و لكن (( يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) ما دام نريد أن نحكم بالكتاب و السّنّة فمن الكتاب و السّنّة أن نستشير أهل العلم . هل يوجد هناك ناس في تلك البلاد نفسها من يستطيع أن يقول إنّ أهل العلم أخذ رأيهم قبل أن يستجلب هؤلاء الكفّار إلى بلاد الإسلام ما أظنّ هذا و لكن بعد أن وقعت الواقعة و بدأ العالم الإسلامي يثور على هذه المصيبة صدرت الأوامر لأهل العلم بأن تصدروا فتاواكم بتأييد هذا الواقع تلكّأ بعضهم في أوّل الأمر فيما يبدو لنا و الله أعلم ثمّ وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى إصدار الفتاوى تحت عنوان الضّرورات تبيح المحظورات . أنا أقول هذا قلب للحقائق الشّرعيّة لو أنّ الأمريكان و هي أكبر دولة في العالم أو من أكبر الدّول هاجمت السّعوديّة . ماذا تفعل ؟ عليها أن تقاتل و أن تجاهد و أن تنال إحدى الحسنيين إمّا النّصر و إمّا الشّهادة في سبيل الله لكن لم يبق هناك في العالم الإسلامي بعامّة و في السّعوديّة بخاصّة شيء اسمه الجهاد إلاّ لفظا . و إلاّ كيف تقول الآية (( و لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّته )) فلو أرادوا الجهاد حقّا كانوا يستعدّون له قبل هذه الإستعدادات الضّخمة الّتي يسمّونها اقتصاديّة و اجتماعيّة و يتفاخرون بها أنّها أصبحت من بين الأمم بارزة في هذه النّاحية فأين الإستعداد للجهاد في سبيل الله ؟ فلمّا خافت من مواجهة العراق لها كما هاجمت الكويت ما تستطيع أن تجاهد إذا تستطيع أن تستعين بالعدوّ الكافر هل هذا عذر ؟ الله أكبر و لعلّ بعض المشائخ على الأقلّ هناك بدؤوا يفيؤون إلى أنفسهم و يعرفون أنّهم كانوا مشايعين للحاكم الّذي تورّط هذه الورطة و نحن كما قال عليه السّلام ( ألا شققت على قلبه ) نحن ما ندري هذا الحاكم أو هذه الحكومة ماذا كان في قلبها حينما استعانت بعدّو دينها هل أرادت أيضا الكيد للإسلام و المسلمين أم كان هذا رأيا فجّا غير ناضج و أمر طبيعي أن يكون كذلك ما دام أنّها لا تطبّق القرآن الكريم (( و شاورهم في الأمر )) أما و قد وقعت الواقعة فلننظر الآن ما الّذي تستطيع أن تفعله الدّولة السّعوديّة أنا ما أعتقد أنّ أحمق الحمقى يتصوّر أنّ السّعوديّة لمجرّد أن تقول للأمريكان و فيهم اليهود بالألوف المؤلّفة و البريطان و فيهم اليهود و هم أصحاب وعد بلفور ما يوجد مهما كان أحمقا يقول و يعتقد أنّ السّعوديّة مجرّد ما تأمر الأمريكان و البريطان بالرّجوع إلى بلادهم أنّهم سيقولون لبّيك هذا مع الأسف شيء يبكي بدل الدّمع الدّمّ لذلك نقول (( ليس لها من دون الله كاشفة )) فنسأل الله عزّ و جلّ أن يجعل لهذه الأمّة مخرجا و فرجا ممّا ألمّ بها هذا ما يحضرني .
السائل : سمعنا يا شيخ أنّ جورج بوش يريد النّزول بجدّة هل تعتبر جدّة من الأماكن الّتي لا يجوز للكفّار دخولها .
الشيخ : أي نعم . لا يجوز للكفّار أن يدخلوها و بخاصّة إذا كان أكفر الكفّار و الكفّار كلّهم تحت يده و أمره .
الحلبي : بوش نزل و رجع ... ز
الشيخ : و رجع و عيّد هناك ؟
الحلبي : طبعا عيّد قضى يوما نصفه في جدّة و نصفه بين القوّات .
الشيخ : الله المستعان لقد رأينا يعني لو لم يكن إلاّ هذا المنبر لكفى ذلاّ رأينا راية لا إله إلاّ الله بجانبها الصّليب , متى كان هذا ؟!
السائل : الآن يا شيخ يجري في السّعوديّة تدريب على الأسلحة ... تطوّع عمل دورات تطوّعيّة فما حكم التّطوّع بذلك ؟
الشيخ : هو التّطوّع أيضا من الأسماء الدّخيلة في الإسلام لأنّها تعني أنّ الإستعداد غير واجب و ربّنا يقول (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) بمعنى المفروض حينما يكون هناك شعب مسلم محكوم من دولة مسلمة تحكم بما أنزل الله حقّا فهي تطبّق أحكام شريعة الله تطبيقا كاملا ليس من جانب دون جانب فمن هذه الأحكام ما ذكرته آنفا من قوله تعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم )) و بخاصّة إذا كانت الدّولة قد امتنّ الله تبارك و تعالى عليها بالأموال الطّائلة الّتي لا تعرف كيف تتصرّف فيها لكثرتها فهذه أولى و أولى من أيّ دولة أخرى أن تجعل شعبها كلّ فرد مستطيع أن يكون مهيّئا للجهاد في سبيل الله حتّى إذا ما و قعت الواقعة كما وقع الآن يكونون أفراد هذا الشّعب مهيّؤون للموت و الجهاد في سبيل الله تبارك و تعالى فالآن كثير من الدّول مع الأسف الشّديد تقنع بتجهيز جيش رسمي للدّولة و لا توسّع دائرة التّجنيد بحيث يصبح الشّعب كلّه جندا يستطيع أن يقاتل في سبيل الله و هذه بلا شكّ سياسة أيضا أجنبيّة قلّد فيها المسلمون الكفّار فجعلوا الخدمة العسكريّة قسمين اجباري و اختياري و هو الّذي يسمّونه بالتّطوّع حينما تقع مثل هذه المشكلة في أيّ بلد كان يتظاهر الحكّام بأنّهم يريدون تمرين الشّعب على القتال و يفتحون باب التّطوّع فإذا ما زاد السّبب الموجب لفرض مثل هذا التّطوّع أصبح اسم التّطوّع نسيا منسيّا بعد هذه التّوطئة أريد أن أقول هذه فرصة يجب على الشّباب المسلم أن يغتنمها و أن يهتبلها في سبيل الإستعداد للجهاد و لا أقول للقتال لأنّ الدّول القائمة الآن في البلاد الإسلاميّة ليس من سياستها لأنّها سياسة غير شرعيّة أن يكون الشّعب يستطيع القتال لأنّهم يخشون من الشّعب فإذا ما تظاهرت دولة ما بدعوة الشّعب إلى التّطوّع كما يقولون فعلى الشّعب أن يركض ركضا إلى هذا التّمرّن و لكن بشرط واحد و هو أن لا يترتّب من وراء هذا التّطوّع مخالفة شرعيّة ففي بعض الدّول الّتي لا تهتمّ مثلا بالصّلاة و بخاصّة إذا كان قوّادها و رؤساء الجيش غير مصلّين إذا حان وقت الصّلاة لا يسمحون للمتطوّعين أن يصلّوا و يقيموا الصّلاة في وقتها مع الجماعة حينئذ هذا التّطوّع يخالف ذاك الفرض فإذا ترتّب من وراء القيام بتطوّع إضاعة فرض نضيّع التّطوّع في سبيل المحافظة على الفرض و هذا مثال و الأمثلة قد تكثر فقد يكون هناك مثلا اختلاط بين النّساء و الرّجال في بعض الدّول بين الفتيان و الفتيات بين الشّبّان و الشّابّات و هكذا باسم إيش ؟ التّطوّع . فإذا هذا التّطوّع فرصة تسنح للمسلمين فعليهم أن يغتنموها لكن بشرط أن يراعوا الأحكام الشّرعيّة الأخرى .
السائل : سمعنا يا شيخ أنّ القوّات الأمريكيّة كانت متّجهة إلى الخليج قبل دخول العراق فما صحّة ذلك ؟
الشيخ : هذه أخبار تشاع من بعض المتعرّقين لتبرير ما فعلته العراق و قد يكون الأمر كذلك و قد لا يكون و نحن ما نستطيع أن نثبت خبرا خاصّة في زمن كهذا زمن حرب و ضرب و إذا كان الرّسول عليه السّلام الّذي حرّم الكذب مع ذلك قال ( الحرب خدعة ) فالكفّار الّذين لا يحرّمون و لا يحلّلون كما قال تعالى (( قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرّمون ما حرّم الله و رسوله و لا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون )) فإذا كان الشّرع الحكيم الّذي لا يحرّم شيئا إلاّ لحكمة و لا يبيح إلاّ لحكمة قال ( الحرب خدعة ) فمن باب أولى أنّ هؤلاء الكفّار يكذبون دون أن يكون هناك حرب في سبيل ما يسمّى بحرب الأعصاب أو الإعلام أو ما شابه ذلك فلو فرضنا أنّ هذا الخبر كان صحيحا أراد الأمريكان أن يحتلّوا الكويت فهل من الإسلام أن يحتلّ الكويت شعب مسلم و دولة مسلمة تتظاهر بالإسلام لأنّ الكافر يريد أن يحتلّ هذا البلد الإسلامي أم الواجب أن يقف في وجه الّذي يريد الإعتداء ... واضح ؟ يعني لو كان حقّا الأمريكان يريدون أن يحتلّوا الكويت فواجب العراق واجب كلّ الدّول أن يحولوا بما عندهم من سلاح و قوّة لكن الحقيقة هذه الأخبار الله أعلم بصحّتها .
السائل : ما رأيك يا شيخ بوضع سفارة لروسيا في السّعوديّة و وضع سفارة للسّعوديّة في روسيا بعد أن لم تكن هناك علاقات لكن الآن صارت موجودة ؟
الشيخ : أنا في الحقيقة إذا سألتني و أنا مجيبك لا فرق عندي في وضع سفارة متبادلة من الطّرفين كما جاء في سؤالك بين الدّولة الرّوسيّة و الدّولة الأمريكيّة لا يوجد فرق حتّى في عهد الشّيوعيّة الّتي قضي عليها لا يوجد فرق لأنّ الكفر ملّة واحدة لكن السّياسة تختلف بلا شكّ هو على قاعدة حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض فالآن لمّا أعلنت روسيا انفصالها عن الشّيوعيّة فكأنّ السّعوديّة يعني وجدت متنفّسا فأرادت أن تعامل السّوفيات كما تعامل الأمريكان و البريطان فأنا ليس مهمّا عندي تبادل السّفارات , المهمّ عندي تحكيم الشّريعة فالآن عندنا في البلاد الإسلاميّة سفارات من دول عربيّة كلّها صور و أصنام هذا ليس من الإسلام فسواء كانت هذه الصّور موضوعة في بلاد الكفر أو في بلاد الإسلام هذه مخالفة للإسلام .
السائل : شيخ إذا ما حصل قتال بين القوّات المتعدّدة الجنسيّات في الخليج و العراق فما حكم القتال تحت راية صدّام حسين أو تحت الرّاية الأخرى ؟
الشيخ : نحن تكلّمنا عن هذه المسألة مرارا و تكرارا إذا أرادت الدّول الإسلاميّة أن تخرج العراق من الكويت جاز لها ذلك , إذا أرادت الدّول الإسلاميّة أن تخرج المعتدي الباغي العراق من الكويت يجوز لها ذلك و لكن لا يجوز لها أن تقاتل العراق في بلاد العراق لأنّها حينذاك تكون مثلها في الإعتداء فأقول إذا الدّول الإسلاميّة تجمّعت لإخراج العراق من الكويت هذا من باب ردّ البغي لكن لا يجوز لها أن تحتلّ العراق كما يريد الأمريكان بالتّالي لا يجوز أن يقاتلوا مع الأمريكان يعني الأمريكان لا تحكم بشريعة الإسلام فسوف لا تقف مع المسلمين عند أحكام الإسلام بهذا ينتهي الجواب عن سؤالك .
الحلبي : هناك حديث استدلّ به بعض أهل العلم في المسألة المبحوثة و هو ما ذكروه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال ( إنّكم تصالحون الرّوم صلحاً آمنا ... )
الشيخ : اصبر عندك ... نعم .
الحلبي : استدلّ بعض أهل العلم في هذه المسألة الّتي نحن في صدد بحثها بحديث ذكروه عن النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام و هو قوله ( إنكم تصالحون الروم صلحاً آمنا وتغزون أنتم وهم عدوّاً من ورائكم فتنصرون وتغنمون ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد صحيح . فما هو مدى صحّة قولهم و ما هو المعنى الصّحيح لهذا الحديث ؟
الشيخ : أوّلا إنّ الإستدلال بهذا الحديث على ما كنّا فيه آنفا من الإستنكار الشّديد للإستعانة بالكفّار ليس لهذا الحديث علاقة بهذا الموضوع إطلاقا لأنّ مصالحة المسلمين لبعض الكافرين شيء و الإستعانة بالكافرين شيء آخر هذا أوّلا فإذا قاتل الكفّار مع المسلمين عدوّا مشتركا بينهم فهذا لا يعني أنّ المسلمين طلبوا العون منهم و إنّما هذا وقع بسبب الصّلح القائم بين المسلمين و بين أولئك الكافرين , هذا الّذي أن أقوله أوّلا . و الجواب باختصار المصالحة مع الكفّار ثمّ اشتراك الكفّار مع المسلمين في قتال عدوّ مشترك شيء و طلب المسلمين من عدوّهم الكفّار أن يقاتلوا عدوّا آخر هذا شيء آخر , هذا أوّلا . ثانيا هذا الحديث الّذي تلوته آنفا طرف من حديث و الحديث له تتمّة و هو في الواقع إذا نظرنا إلى تتمّة الحديث ينقلب الحديث حجّة عليهم و يخرج عن كونه حجّة لهم خروجا أكمل من البيان السّابق لأنّنا قلنا لا تلازم بين مصالحة المسلمين لبعض الكافرين و بين اشتراك هؤلاء الكفّار مع المسلمين في قتال عدوّهم المشترك أمّا هذا الّذي ستسمعون تمام الحديث فهو يؤكّد بأنّ الحديث حجّة لعدم شرعيّة الإستعانة مع أنّ الحديث ليس فيه الإستعانة لكن يدلّ على سوء عاقبة اشتراك المسلمين مع بعض الكفّار و هم ليسوا أعداء للمسلمين بل هم صلح معهم مع ذلك العاقبة سوف تكون لغير صالح المسلمين و الآن نستخرج الحديث من سنن أبي داود باللّفظ التّام و هو في مسند الإمام الأحمد أيضا بالسّند الصّحيح ( ستصالحون الرّوم صلحاً آمنا فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون و تغنمون و تسلمون ثمّ ترجعون سالمين غانمين منصورين حتّى إذا نزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النّصرانيّة الصّليب فيقول غلب الصّليب فيغضب رجل من المسلمين فيدقّه فعند ذلك تغدر الرّوم و تجتمع للملحمة ) كيف يجوز الإستدلال بهذا الحديث على تجويز ما فعلته السّعوديّة الآن ؟! هذا الحديث أوّلا يخبر عن أمر غيبي ( ستصالحون الرّوم ) فهل هناك صلح الآن بين المسلمين و بين الأمريكان ؟ أين الصّلح و أنا سمعت و لعلّكم يوجد من بينكم من يشاركني في السّماع أنّ هذا بوش الخبيث هذا قال في معنى كلامه لا يجوز الآن استغلال قضيّة فلسطين أي المساومة قال المساومة في قضيّة فلسطين في سبيل حلّ المشكلة القائمة سمعتم هذا أم لا ؟
الحلبي : لا يجوز الرّبط بين القضايا .
الشيخ : لو هناك صلح بين المسلمين و بين الكفّار لازم يكون الصّلح لصالح المسلمين و ليس إبقاء القديم على قدمه بل و التّصريح بأنّ هذه العلاقة هذه مسألة ثانية مع أنّ مسألة فلسطين هي مسألة إسلاميّة أمّا هذه هنا مسألة صليبيّة محضة . الأمريكان راح تنتصر للكويت ؟ للسّعوديّين ؟ كذّابين و إنّما أنا أصالحهم . فالشّاهد من الحديث يقول ( ستصالحون الرّوم ) الآن لا يوجد مصالح مع الرّوم , الآن هناك عبارة شاميّة تقول " حكّلّي لحكلّك " مصالح متبادلة السّعوديّة تريد أن تحافظ على أموالها , على أراضيها , على بترولها و كمان الأمريكان تريد أيضا أن تحافظ على هذه المصالح الأمريكيّة في البلاد السّعوديّة بعامّة و بترولها بخاصّة فإذا ليس هناك صلح بين المسلمين و بين الرّوم هذا أوّلا . فالحديث ليس له علاقة بالواقع إطلاقا . ثانيا قلنا آنفا بأنّه المصالحة و القتال لعدوّ مشترك شيء و طلب الإستعانة من الكفّار شيء آخر و تذكّروا التّفصيل السّابق الإستعانة بأكبر دولة على وجه الأرض , كنت ذكرت لعلّه إخواننا يذكرون هذا أنا كنت ذكرت أنّ بعض العلماء الّذين ذهبوا إلى جواز الإستعانة بالكفّار و هذا مع الأسف موجود في المذهب الحنبلي الّذي يحكم به السّعوديّون إلاّ ما ندر لكن الحمد لله هذا المذهب كان يقظا وضع قيدا و شرطا لو أنّ الحكومة السّعوديّة التزمته ما وقعت في هذه الخطيئة و الفاحشة الكبرى ماذا قال المذهب الحنبلي و الشّافعي قالوا يجوز الإستعانة بالكفّار لقتال الكفّار المشركين بشرط أن يكون المسلمون لهم الغلبة على المستعان بهم . أعوذ بالله أين نحن و أين هذا الشّرط ؟ الغلبة للكفّار و الدّليل هذا الكافر راح ... في بلاد الإسلام كفره , لماذا لم تقل السّعوديّة هذا لا يجوز في ديننا ؟ لماذا رفع الصّليب البريطاني بجانب الرّاية السّعوديّة لا إله إلاّ الله لأنّه لا يوجد غلبة للمسلمين على الكفّار . خلاصة : فهذا الحديث فيه نبأ عظيم جدّا أنّه عاقبة الإشتراك مع الكفّار ليس الإستعانة بهم , الإشتراك مع الكفّار في قتال عدوّ مشترك هذا يكون مدعاة لفتنة و هذا سيقع . يقول النّصراني الصّليب هو الّذي غلب المسلم تأخذه الغيرة الإسلاميّة فيقتله فيثأر الكفّار لقتيلهم و تقع المعركة بين المسلمين و بين الرّوم الّذين كانوا عن قريب صلحا مع المسلمين . ثمّ من المعلوم إذا المسلمين تهادنوا مع الكفّار أو تصالحوا معهم لا مانع من هذا لكن يجب أن يكونوا أيقاظا يكونوا نبهاء , ما يغدروا بهم فالإستعانة الّتي قال بها بعض المذاهب اشترطوا فيها أن تكون الغلبة للمستعين لا للمستعان بهم و لذلك فالّذي وقع الآن ليس ضدّ السّنّة فقط و ضدّ المذاهب و ليس فقط ضدّ المذاهب الأربعة بل الأربعين و الأربعمائة لأنّه لا إنسان يقرّ هذا الوضع الّذي لا يمكن وصفه إلاّ من إنسان أوتي لسانا . فالشّاهد إذا خلاصة الجواب عن الحديث أوّلا ليس له علاقة بالإستعانة ثانيا إنّما وقع القتال مع النّصارى أو الرّوم الّذين هم نصارى لقتال عدوّ مشترك للمسلمين و للرّوم الّذين صالحهم المسلمون مع ذلك ماذا كانت العاقبة ؟ كانت العاقبة أن غدر الكفّار بالمسلمين و وقعت الملحمة و معنى الملحمة يعني الحرب الضّخمة العظيمة جدّا فإذا أنا أشعر بأنّ حشر هذا الحديث في موضوع السّاعة هو يعني ممّا يدلّ على أنّ الجماعة لا يوجد عندهم دليل واضح يسوّغون هذا الواقع المؤلم فيلجؤون إلى مثل هذه الإستدلالات الواهية الّتي ليس لها صلة مطلقا بالحادث .
السائل : يا شيخ سمعت قبل مدّة من أحد الشّباب أنّك أفتيت و لا أعلم صحّة هذا الخبر بعدم جواز القتال ضدّ أمريكا حتّى و إن كان في أيّ ... يعني لا يجوز محاربة أمريكا في الأراضي السّعوديّة فما صحّة هذه الفتوى ؟
الشيخ : في الأراضي السّعوديّة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : من الّذي يريد أن يحارب الأمريكان في الأراضي السّعوديّة ؟
السائل : إذا نشبت حرب بين العراق .
الشيخ : أنت تقول في الأراضي السّعوديّة محاربة الأمريكان ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أي شلون بدّو يصير محاربة الأمريكان .
السائل : الآن يوجد قوّات أمريكيّة في أرض الجزيرة
الشيخ : افهم سؤالي , أنت عارف سؤالك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ما هو ؟ يمكن أنا غلط بالفهم أو غلطت أنت باللّفظ؟ ما هو سؤالك ؟
السائل : نحن نعرف أنّه يوجد قوّات أمريكيّة داخل الجزيرة العربيّة , فلا يجوز مقاتلة هذه القوّات .
الشيخ : من الّذي يريد أن يقاتل هذه القوّات ؟
السائل : العراق .
الشيخ : العراق ستهجم على السّعوديّة و تقاتل الأمريكان ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذا ؟
السائل : الأمريكان هم الّذين يهجمون على العراق .
الشيخ : الآن تغيّر سؤالك الله يهديك , أنت تقول مقاتلة الأمريكان في السّعوديّة و لذلك أنا أسألك من الّذي يريد أن يقاتل الأمريكان في السّعوديّة ؟ بينما أخيرا ظهر من كلامك أنّ الأمريكان إذا بدّهم يهاجموا العراق أليس هكذا أنت تقول ؟
السائل : نعم .
الشيخ : اثبت على شيء حتّى نعرف كيف نجيبك
السائل : هذا الأخير .
الشيخ : أنّه أنا قلت لا يجوز مقاتلة الأمريكان إذا هاجموا العراق ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كذب و زور . نحن نقول الّذين يريدون مقاتلة الأمريكان لا تكونوا خياليّين . هؤلاء الأمريكان عندكم هنا . عرفت أين الأمريكان ؟ هنا .
سائل آخر : ستّين كيلو .
الشيخ : ستّين أو سبعين كيلو . من الّذي يريد أن يقاتل الأمريكان ؟ هذه كلّها أفكار خياليّة نظريّة الغرض منها الوصول إلى شيء من باب الإشاعات الّتي سأل عنها الأخ أنّه قيل أنّه إذا العراق ما احتلّ الكويت كان الأمريكان بدّهم يحتلّوه . بدّنا نحن نعالج الأمور الواقعة , من الّذي يريد أن يقاتل الأمريكان ؟ قل لي أنت سواء كان الصّورة الأولى أو الأخرى من ؟
السائل : العراق .
الشيخ : العراق , لماذا يريد أن يقاتل الأمريكان ؟ أنت متصوّر أنّ العراق يهاجم العراق في السّعوديّة؟
السائل : كلّا .
الشيخ : إذا ؟ شلون بدّو يقاتل ؟
السائل : ربّما يعتد الأمريكان نفسهم على العراق .
الشيخ : ربّما يعتدون .
السائل : العراق بدّها تدافع عن نفسها ... .
الشيخ : جميل جدّا . الآن نقول لك شو رأيك إذا الأمريكان هاجمت العراق ؟ و العراق فيها مسلمين كثيرين هل يجوز لهؤلاء العراقيّين أن يقاتلوا الأمريكان و قد غزاهم الأمريكان في عقر دارهم ؟ يجوز أم لا ؟
السائل : يجوز أن يدافعوا عن أراضيهم نعم .
الشيخ : و أنا أقول معك هكذا . أين صار سؤالك الآن ؟ شو صار سؤالك أوّلا و شو تحرّر من هذه المناقشة ؟
سائل آخر : نفس الشّعب السّعودي يا شيخ ... .
الشيخ : لحظة شويّة نفهم منه و بعدين نترك الدّور لغيره .
السائل : أنا السّؤال أنّي سمعت أحد الشّباب ... .
الشيخ : لا تحكي ماذا سمعت , ما آفة الأخبار إلاّ روّاتها . الآن ماذا سمعت ؟
السائل : سمعت أنّ هذا باطل .
الشيخ : سمعت أنّه بيجوز مقاتلة الأمريكان أم لا؟
السائل : من كلامك أنت الآن . لا يجوز إلاّ في حالة أنّ الأمريكان هم اعتدوا على العراق فالعراقيّين بدّهم يدافعوا عن أنفسهم .
الشيخ : الله يهديك . يا أخي يوجد عندنا قضيّة فيها حكم شرعي و عندنا قضيّة تتعلّق بالإمكان و الإستطاعة . فالأمريكان الآن في البلاد السّعوديّة من يستطيع أن يقاتل الأمريكان و هم في البلاد السّعوديّة من ؟
السائل : لا أحد .
الشيخ : هذا الّذي تسأل عنه أنت يجوز أو لا يجوز؟
السائل : نعم .
الشيخ : تسأل عن شيء لا يمكن إذا ؟
السائل : أنا سمعت هيك أنا أريد أن أتحقّق من هذه الفتوى .
الشيخ : معليش يا أخي أنا لا ألومك , بس الأسئلة يجب أن تكون واقعيّة و بالتّالي يكون الجواب واقعي فإذا كنت تسمع منّي استنكار و استفهام استنكاري من الّذي سيقاتل الأمريكان و هم في البلاد السّعوديّة ؟ يمكن ؟ قلت لا . طيّب شيء لا يمكن هل يترتّب عليه حكم شرعي ؟
السائل : لا .
الشيخ : فأنا أقول لك السّؤال هذا غير وارد . و هذا انتهينا منه لأنّك أنت رجعت أخيرا تقول الأمريكان إذا هاجموا العراق , هذا ممكن . و شو سمعت الجواب ؟
السائل : أنّه يجوز .
الشيخ : فإذا الّذي سمعته اتركه يتبخّر من ذهنك و ريّح مخّك منه . اللّهمّ اعصمنا من الخطأ و السّهو.
السائل : يا شيخ ما هو دورنا الشّباب الآن ... .
الشيخ : ما إيش ؟
السائل : دور الشّباب السّعودي الآن في هذه الأوضاع ؟
الشيخ : الله يكون بعونهم . دورهم أنّه يربّوا أنفسهم على كتاب الله و على حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و أن يدّخروا قوّتهم سواء ما كان من القوّة الرّوحيّة المعنويّة أو القوّة الماّديّة ليوم يأذن الله عزّ و جلّ لتقوم الدّولة الإسلاميّة حقّا و يفيء المسلمون بشعوبهم المختلفة إلى ضرورة الخلاص من هذه الدّويلات الكثيرة الّتي فرّقت شمل المسلمين و ضعّفت شوكتهم . اليوم سبحان الله خطرت ببالي خاطرة بالنّسبة للحزبيّة العمياء المتسلّطة على الشّعوب الإسلاميّة في كلّ بلاد الإسلام ما خطر في بالي الخاطرة أنا كنت أفهم و لا أزال أنّ التّحزّب في الإسلام منهيّ عنه و أنّه يؤدّي إلى التّفرقة و إنهاك قوّة المسلمين . سبحان الله اليوم خطر في بالي كتفصيل لجانب من هذه الجوانب و هي أنّ من طبيعة كلّ حزب أنّه يريد أن يظهر في المجال الّذي يعمل فيه لوحده و لمّا كان أيّ حزب هو يمثّل جانب من الأمّة الإسلاميّة لا شكّ أنّ هذا الحزب سيكون فيه نقص كبير جدّا في كلّ النّواحي سواء قلنا النّواحي العلميّة أو الإجتماعيّة أو السّياسيّة أو الإقتصاديّة سيكون هناك نقص كبير لماذا ؟ لأنّ هذا الحزب لا يمثّل الأمّة بل مع الأسف الآن الأمّة الإسلاميّة مبعثرة في هذا العالم و لذلك فأنا أقول سوف لا يمثّل الشّعب الّذي فيه هذا الحزب و إذا كان الأمر كذلك فحينئذ هذا الحزب سيعمل في حدود النّقص الّذي يجده بسبب حرمانه المدد من بقيّة الشّعب في كلّ تلك النّواحي و حينئذ سيقع في خلاف الشّريعة ما أدري واضح المثال هذا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : و أنا أفكّر لأنّنا كنّا نتحدّث أنا و صهري في بعض الأحزاب الإسلاميّة لمّا كنت في الشّامّ كان يتردّد على المكتبة الظّاهريّة أفراد من حزب التّحرير كنّا تارة نلتقي في الصّلاة كنت أقيمها هناك في المكتبة أؤذّن و أقيم الصّلاة جماعة فتجري بعض البحوث ... .