About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 377

الشيخ : إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ،(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))

أما بعد :فإن خير الهُدى هُدى محمد  صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار وبعد أيضا : فإنه ليس عندي ما أقدمه إليكم سوى ان أحمد الله تَبَارَك وتعَالَيْ  أن جمعنا بإخوان لنا يعيشون بأجسادهم بعيدين عنا ولكنهم بقلوبهم هم قريبون منا لأن دعوة الحق التي هدانا الله تَبَارَك وتعَالَيْ  إليها وجمع كلمتنا حولها وهى دعوة إتباع الكتاب والسنة ، فهذه بعد أن هدانا الله عَّزَّ وجَلَّ إلى الإسلام بعامة هي أعظم النعم أن هدانا الله تَبَارَك وتعَالَيْ  إلى أن نفهم الإسلام على أساس الكتاب والسنة ، هذا الأساس هو الضمان لكى لا ينحرف المسلمون يمينا ويسارا وأن يكونوا على هدى من ربهم في كل زمان وفى كل مكان مادام انهم تمسكوا بهدى الكتاب والسنة . إثباتا لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم ( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَاإن تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِى ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ) لا أريد أن أطيل الكلام فى هذه القضية ، لأننى أعتقد بأنكم لستم بحاجة إلى مثل هذا الكلام ، ولكنى أريد أن أن أدير كلامي أو أن أََدندن حول قضية قد تخفى على كثير ممن قد يشتركون معنا في هذه الدعوة - دعوة الحق- ألا وهى الكتاب والسنة ، قد تخفى على كثير من الذين يشتركون معنا فى هذه الدعوة حقيقة جاء الكتاب والسنة يؤكدانها ويلفتان النظر إلى ضرورة التمسك بها ، ألا وهى : " ضرورة فهم الكتاب والسنة على منهج سلفنا الصالح رَضى الله عنهم "، هذه الغنيمة وهى أن يكون فهمنا لكتاب ربنا ولسنة نبينا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم على ما كان عليه السلف الصالح ، ذلك لأننا في زمان قد صحا فيه كثير من الجماعات الإسلامية التي كانت من قبل في ثُبات عميق وفى غفلة شديدة ، عن ضرورة الاعتماد في المسائل الخلافية على الكتاب والسنة .لما تجلت لهم هذه الحقيقة وهذه القضية لم يسعهم أن يظلوا مصرين على مخالفتهم لنا بدعوتنا القائمة على الكتاب والسنة ، لكنهم لا يزالون بعيدين عنا فى منهجنا الذى نلتزمه فى فهمنا  لكتاب ربنا وسنة نبينا  ، وذلك أن يكون الفهم لهذين المصدرين على ما كان عليه السلف ذلك أن كل الجماعات الإسلامية الموجودة اليوم على وجه الأرض لا يمكن أحد منها أو واحدة منها أن يعلن عدم إعتماد دعوته ... على الكتاب والسنة ولكنهم مع هذا الاعتماد يفسرون النصوص من الكتاب والسنة حسب ما تقتضيه تكتلاتهم وحزبياتهم ولا يرجعون فى ذلك إلى فهم النصوص على ما كان فهمها سلفنا الصالح .

الشيخ : أكرر على مسامعكم ثم أؤيد ما اقول لكم ، لاينبغى أن تقتصردعوتنا على الكتاب والسنة فقط ، بل يجب أن نضم إلى ذلك ما أشار الله تَبَارَك وتعَالَيْ  إليه فى كتابه الكريم ، ثم تولى نبينا صلوات الله وَسَلَاّمه عَلَيْه  بيان ذلك فى سنته الصحيحة ، إنطلاقا منه وتجاوبا مع قوله حين خاطبه بقوله : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) مما بينه عَلَيْهِ الصلاة والسلام من كلام رب الأنام قوله فى القرآن : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ))، الشاهد من هذه الآية قوله عَّزَّ وجَلَّ فيها (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) فإن هذه الآية تلفت النظر أن على المسلمين فى كل زمان وكل مكان ألا يخرجوا عن سبيل المؤمنين ، حيث قال رب العالمين (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) فما حكمه هذه الجملة المعطوفة على ما قبلها وهى :(( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ؟؟ كان من المفيد أن تكون الآية دون هذه الجملة وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا لو كانت الآية هكذا بهذا الإختصار لكان معنى سليما مستقيما لا غبار عليه إطلاقا ، لكن الله عَّزَّ وجَلَّ حينما عطف على قوله: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى )) فقال (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) أراد بذلك أن يلفت نظر المؤمنين الذين يحذرون من أن يشاققوا الرسول من بعد ما تبين له الهدى أيضا يجب عليهم أن يحذروا أن يخالفوا سبيل المؤمنين . وكيف يمكن مخالفة سبيل المؤمنين مع اتباع سنة سيد المرسلين ؟ الامر عند اهل العلم معروف جيدا بأن نصوص الكتاب والسنة يمكن- فى بعض الأحيان- أن تفسر تفسيرا ويقدم هذا التفسير للمؤمنين بالكتاب والسنة على ان هذا هو المعنى المراد منهما ، ويكون هذا التفسير خطأ لآنه خالف سنة المؤمنين وسبيل المؤمنين ، تأكيدا لهذا المعنى المتضمن فى هذه الجملة المعطوفة ألا وهى قوله تعَالىَ (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) نجد نبينا صلوات الله وسلامه عَلَيْهِ قد ضم هذه الضميمة في بعض الأحاديث الصحيحة تفسيرا منه لهذه الآية الكريمة .أنتم مثلا قرأتم او سمعتم حديث الفرق الثلاث والسبعين فرقة التي قال فيها رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ ) هنا الشاهد من هي يارسول الله هذه الفرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة واحدة منها هي الناجية- ( قال: هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) هنا تجدون ان النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم لم يقتصر على قوله ( على ما أنا عليه ) ،  وإنما عطف على ذلك قوله وأصحابى ، مالسر فى ذلك ؟ هذا الحديث يعتبر تفسيرا للآية التى ذكرناها آنفا وكررناها على مسامعكم مرارا لترسخ فى أذهانكم المعنى المقصود من قوله عَّزَّ وجَلَّ فيها (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، فقد جاء النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم  فى حديث الفرق وفى بيان الفرقة الناجية فوصفها بوصفين اثنين وليس بوصف واحد وهو أنها تكون على ماكان عليه الرسول هذا هو الوصف الأول ، ولكنه جاء بوصف ثانى وأخير وهو قوله عَلَيْهِ الصلاة والسلام :  وأصحابى ، هذا الحديث بهذا اللفظ تفسير للرواية الأخرى وهى الأشهر و الأقوى سندا، وهى التى تقول جوابا عن سؤال السائلين عن الفرقة الناجية ، قال عَلَيْهِ الصلاة والسلام  ( هي الجماعة ) ، فقوله هذا تفسير للآية السابقة (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) فسبيل المؤمنين هى الجماعة ، والجماعة هي سبيل المؤمنين . ومعنى هذا أنه يجب على علماء المسلمين - خاصة فى هذه الأزمة المتأخرة-  ألا يعنوا فقط بدراسة السنة ومعرفة ماكان عليه الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم  وهذا أمر لابد منه ، لأن تفسير القرآن لا يستقيم ولا سبيل إليه ألا بطريق السنة التى هى بيان القرآن كما ذكرنا آنفا .لا يكفى العالم أن يكتفى على دراسة القرآن والسنة فى العصر الحاضر ، بل لابد أن يضم إلى ذلك دراسة ثالثة، وهى أن يعرف ماكان عليه أصحاب النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم  من الهدى والنور ، لأنهم قد تلقوا البيان من النبى عَلَيْهِ الصلاة والسلام  بالقرآن وبيان الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم  فى السنة القولية- فى كثير من الأحيان- بفعله أو بتقريره ، هذه الأمور لا يمكن الوصول إليها إلا بمعرفة آثار السلف الصالح . ولذلك الحديث هذا ايضا يلتقى مع حديث آخر _ طالما سمعتموه أو قرأتموه فى كتب الحديث _ الا وهو حديث ‏العرباض بن سارية رضى اللَّه عَنه الذى قال :"  وعظنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏موعظة ‏ ،  وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، فقال:  ( أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي ) هنا الشاهد لم يقتصر عَلَيْهِ الصلاة والسلام على كلمته هذه فعليكم بسنتي،  بل عطف عليها أيضا كما فعل في حديث الفرق ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) زاد في حديث جابر رضي الله عنه ( وكل ضلالة في النار ) الشاهد أنكم تسمعون في هذا الحديث ان النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم جعل النجاة و الخلاص من الاختلاف الذى سيقع بعد الرسول عَلَيْهِ السلام   إنما هو التمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعده . ذلك لأن طريقة هؤلاء الخلفاء كطريقة عامة الصحابة الذين أطلق عليهم فى الحديث السابق لفظة الجماعة هم الذين فهموا من النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم المعاني الصحيحة للآيات والأحاديث القولية فنقلوها إلى الأمة بيضاء نقية ليلها كنهارها ، إذا لم يهتم العلماء بخاصة بهذا الجانب الثالث مما سبقت الإشارة اليه فى هذه النصوص ، صار الكتاب والسنة هوى متبعا ، ونحن نجد اليوم اختلافات كثيرة ، وكل هؤلاء المختلفين يدعون بأنهم على الكتاب والسنة ، مهما كانت تكتلاتهم وكانت تجمعاتهم ، يدندنون حول الكتاب والسنة ، لكنكم لا تجدون على وجة الأرض اليوم  وعلى الساحة الإسلامية فى هذه الجماعات من ارتضت لنفسها منهجا لها فى فهم كتاب ربها وسنة نبيها منهج السلف الصالح ، إلا جماعة واحدة  على وجة الأرض لهم اسماء مختلفة والمسمى واحد ، ففى بعض البلاد يسمى هؤلاء انتماءً إلى الجماعة المشار إليها ، وهم جماعة السلف ، فيقولون دعوتنا دعوة السلف الصالح ونحن ننتسب إليهم ونقول أننا سلفيون ، أو يقولون نحن من أهل الحديث ، أو يقولون نحن أنصار السنة ، وكلهم دعواهم واحدة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ولابد لي من التنبية معتذرا لإطالة الكلام فى هذه المسألة الهامة لأننى أتصور أن بيننا لقاءات ولقاءات كثيرة يمكن أن يصدق فيها ما يقال اليوم، لأننا سنتمكن هناك من وضع النقاط على الحروف كما يقولون اليوم .

الشيخ : لكن لابد لى فى ختام هذه الكلمة من لفت النظر الى ان كثيرا من الجماعات الاسلامية الاخرى التى تنتسب إلى أسماء - إما أسماء لجماعة معينة من الخلف ، أو اسماء إلى حزب معين من الخلف ، أو إلى أشخاص معروفين أو نحو ذلك - هؤلاء كلهم يكادون يجمعون على إنكار استعمال كلمة السلف أو الإنتساب إليهم ، كأن يقال نحن أتباع السلف ، أو الفرد واحد منا يقول أنا سلفى إنهم ينكرون هذه النسبة ، وفى اعتقادى أنهم لو يتنبهوا لمعنى هذه النسبة ، لما استطاعوا أن يبادروا إلى إنكار هذه النسبة لأن معناها الانتساب إلى السلف الصالح الذين شهد لهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم بالخيرية فى الحديث المتواتر الذى قال فيه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم   ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) هؤلاء هم السلف وعلى رأسهم محمد المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ  وَسَلَّم  ، فمَن مِن المسلمين يستطيع إذا تنبه لمعنى هذه الكلمة السلف أو السلفي المنسوب للسلف الصالح . مَن مِن المسلمين بعد هذا يستطيع أن يتبرأ من أن يكون تابعا للسلف وبالتالى من أن يكون بشخصه سلفيا ؟؟ إن من بادروا لإنكار هذه النسبة أولئك الذين لا يعرفون قدر ، وقيمة السلف ، والسبيل التى ذكرها الله ربنا فى الآية الاولى (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )). لذلك نحن دعوتنا ليست محصورة  بالكتاب والسنة - وهذا لا بد منه لكل مسلم - لكننا نضيف إلى ذلك صيانة لنا من أن ننحرف يمينا أو يسارا ، وان نكون فرقة من الفرق الاثنين والسبعين ، وكل هؤلاء لا يوجد فيهم لو ضربنا مثلا من أخطر الفرق الإسلامية الموجودة اليوم الحديثة على وجة الأرض كالطائفة القاديانية مثلا والذين ينتسبون إلى الاحمدية تضليلا لجماهير المسلمين ،  هؤلاء لو قلت لهم ما مذهبكم ؟ لقالوا الكتاب والسنة ، ولكنهم يتلاعبون ويفسرون الكتاب والسنة على خلاف ما كان عليه السلف الصالح. والامثلة فى هذا المجال كثيرة وكثيرة جدا ، ولعل لبيان هذا مجال آخر ، وفى هذا القدر الكفاية والحمد لله رب العالمين .

الشيخ : نحن على الوعد ؟

الحويني : نعم على الوعد ، فقط سؤال يعنى

الشيخ : طيب . فقط واحدا

الحويني : سؤال الإخوة يطلبونه بمناسبة أن غدا الحج ، فيطلبون تلخيص سريع لمناسك الحج  ، يعنى اليوم الثانى كذا التاسع كذا العاشر كذا

الشيخ : أقرأ لهم مناسك الحج والعمرة ... الآن

الحويني : يعنى هناك خمس أسئلة

الشيخ : طيب ، اسأل سؤال مختصر

 

السؤال : هل يمكن جمع طواف الوداع مع الافاضة ويكونان طوافا واحدا ؟

الشيخ : لا يجوز جمع طواف الوداع مع طواف الافاضة ،لأن طواف الافاضة ركن من أركان الحج لا يصح الحج إلا به ، وطواف الوداع واجب ، قد يسقط لعذر كالحائض والنفساء التى قد تضطر القافلة أن تتاخر من  أجلها ، فقد أسقط النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم طواف الوداع عن الحائض التى كانت قد طافت طواف الإفاضة وهى طاهرة ، ولذلك فخذوها قاعدة لا يغنى واجب عن واجب ، ولا يغنى فرض عن فرض ، ومعنى الفرض والواجب بمعنى واحد ، وإنما هو تفنن فى التعبير ، وهذه أيضا لها تفاصيل اخرى ولا اريد ان اطيل على نفسى ولا عليكم أيضا ، وإ نما الخلاصة لا يغنى طواف الافاضة عن طواف الوداع لأن طواف الوداع واجب .

الحويني : كيف التوفيق بين حديث عائشة رضى الله عنها الذي أخرجه أحمد أنها طيبت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم حين رمى جمرة العقبة ومارواه البخارى عنها أنها طيبته عند طواف الإفاضة ؟

الشيخ : لا أحد يتصور أن التطيب محدود فى مكان معين ، فطيبته فى هذا الوقت ، وطيبته فى ذاك الوقت والذى يزيل الإشكال فى هذا الموضوع ما جاء فى بعض الاحاديث الصحيحة قوله عليه السلام  (( إذا رميتم الجمرة الكبرى فقد حل له كل شيء الا النساء )) فإذن حل له التطيب بعد أن يتحلل بالرمي، وبالتالي إذا كاد ان يباشر  طواف الإفاضة جاز له أيضا أن يتطيب ، فلا منافاة أن يقع تطييب عائشة للنبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم أكثر من مرة بعد التحلل الأصغر الذى يقع برمى الجمرة الكبرى .

السائل : هل رمى الجمرات يشترط فيه إصابة العمود أم تجاه العمود؟

الشيخ : لا ، المقصود الحوض أن يقع الحصى فى الحوض ، وليس المقصود إصابة العمود ، وكثير من الناس يتظاهرون بهذه المناسبة أن هناك شيطان ينتظر من الحجاج أن يرموه بالحصوات وهذا وهم عند عامة الناس ، هذه عبادة وناحية تعبدية محضة لا يجوز لنا أن نفلسفها ، وإن كان أصلها أن الشيطان ظهر لإبراهيم عليه السلام هناك وأراد أن يصرفه عن القيام بما أوحى الله إليه من أن يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام  هناك ، فظهر الشيطان فرماه أول مرة والمرة الثانية والثالثة ، لكن ليس هناك شيطان قابع ينتظر هناك من الحجاج ان يرموه ، فهى إذن عملية تعبدية فيها تذكير بتلك الحادثة الجليلة العظيمة ، التى فدى الله عَّزَّ وجَلَّ اسماعيل عليه السلام  بهذا الكبش العظيم ، فالمقصود بأن ترمى الجمرات فى مكان الحوض وليس المقصود إصابة مثل هذا العمود ، لأنه فى اعتقادى هذا العمود لم يكن منصوبا فى عهد النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم ، وبهذا القدر الكفاية ولعلنا نلتقى بكم إن شاء اللَّه فى فرصة قريبة فى مناسك الحج وبخاصة فى منى إن شاء اللَّه تبارك وتعالى .