About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 332

الشيخ : فهؤلاء المثقفون الذين بدرسوا الفقه المقارن ويحطون كتب السنة بين أيديهم يدرسون أدلة الفريقين يرون أدلة هذا المذهب أرجح من هذه الأدلة للمذهب الثاني ، يقولون هذا هو الذي نحن يجب أن نأخذ به ، هذا الذي ينكره البوطي ، ما البوطي ينكر على واحد جائي كما يقال من وراء البقر ، يقول أنا أريد أفهم من الكتاب والسنة ، وهو لا يحسن أن يتلوا آية من كتاب الله أو حديث من رسول الله ؛ لأن هذا أمر مجمع على إنكاره ، فاهم عليّ أم لا ؟

السائل : فاهم عليك .

الشيخ : طيب ما في إنسان إذا يرد عليه برد البوطي ؛ لأنه لا يوجد على وجه الأرض مسلم حتى لما أنا قلت له أنت تتصور أن هذا الخجندي ـ يقول عن رجل نصراني فرنسي هداه الله وأسلم ـ أقول له واجب عليك تفهم الحكم الشرعي من الكتاب والسنة وهو لا يعرف اللغة العربية إطلاقا من يصدق إنه في عالم من المسلمين يقول إنه يجب على كل مسلم أن يكون مجتهدا ؟ هذا ما يقوله إنسان يا أخي ؛ فهو في الحقيقة يرد على ناس خياليين لا وجود لهم في الأرض ، وإذا تحدد الموضوع حينئذ تتبين الحقيقة ؛ إذن مثل الدكتور البوطي الآن ما رأيك أنت هل يقدر ما يكون شافعي المذهب ؟ أنا أسألك هكذا سؤال صريح هل يستطيع ذلك باعتباره عالم وهو يدرس في كلية الشريعة ؟

السائل : صحيح ، فقط ما بقدر أجاوب عنه مثل هذا السؤال لأنه هو ..

الشيخ : طيب مثل ... .

السائل : من خلال كتابته إذا بدك أجيب عنه من خلال كتابته نعم يستطيع .

الشيخ : أنا أقول لك من خلال كتابته .

السائل : من خلال كتابته نعم يستطيع .

الشيخ : طيب واقعه ما هو ؟

السائل : لا أعرفه .

الشيخ : نحن نعرف ، هذه هي المشكلة بين من يعرف ومن لا يعرف ؛ فأنت ـ بارك الله فيك ـ لا تعرف العالم الإسلامي الذي أنت عايش فيه من الناحية الشرعية ، من الناحية الفقهية ، من الناحية الاجتهادية ، أنت تقول في حدود ما قرأت في كتاب البوطي وأعجبت به يستطيع ، طيب ما هو واقع البوطي ؟ لا يزال البوطي يعيش وسيموت ويقول أنا شافعي المذهب ، ما رأيك ؟ وهكذا أكثر علماء المسلمين الموجودين اليوم ، بينما ما واجب هؤلاء العلماء ؟ ما كان واجبا على الأولين .

السائل : الواجب على واحد مثل البوطي أن يكون عالما مجتهدا .

الشيخ : هذا هو ؛ لذلك الحقيقة واضحة جدا أن مثل البوطي ما لازم يقول أنا شافعي ؛ لأنه يجيء الزرقاء  ويقول لا أنا حنفي ، وآخر يقول أنا مالكي ، وآخر يقول أنا حنبلي ؛ وهكذا تفرق علماء المسلمين ويتفرق الرؤوس بتفرق المرؤوسين ؛ لكن لما يأتوا ويتقاربوا مع بعضهم البعض ويطبقوا آية في القرآن (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) أنت يا أخي دكتور ولا تؤاخذني مالك حاسس بألمنا في هذا الموضوع ، الآن لو صفينا البوطي والزرقا وما أدري من يصلوا وراء إمام واحد تعرف كل واحد صلاته شكل ، هذا الذي يعمل هكذا وهذا يعمل هكذا يكاد يستر عورته ، وهذا يعمل هكذا وهذا يعمل هكذا وكلهم كما يقولون وكلهم من رسول ملتمس ترى هكذا كان الرسول يفعل ؟ ما هو السبب في هذا التفرق ؟ وفي ركن من أركان الإسلام الأربعة العملية أول ركن هي الصلاة ، كل واحد صلاته شكل ، ما هو السبب ؟ لأن فلان يقول أنا حنفي ، والثاني يقول أنا شافعي ، يا أخي لماذا لا تجمعون أنفسكم خاصة في عبادة كان الرسول يصليها كل يوم خمس مرات وعلى رؤوس الأشهاد ؟ ما بالكم لا تجتمعون على هذه الصورة الظاهرة ؟ ما نريد بقى ندخل في الأمور النظرية الفكرية فقط ؟ العملية يا هكذا ، يا هكذا ، يا هكذا ؛ هذا الاختلاف لماذا يبقى ؟ لأنهم يتدينون بالمذهب ، هذه هي المشكلة .

السائل : تسمح لي بسؤال ؟

الشيخ : ما فقط سؤال واحد ، جود - يضحك الشيخ رحمه الله - .

سائل آخر : على هامش السؤال

الشيخ : تفضل

السائل : أقول هل يجوز امتحان الناس بألقاب ما أنزل الله بها من سلطان ؟

الشيخ : وهي ؟

السائل : وهو أنه لابد أن يقال شافعي أو حنبلي أو مالكي ؟

الشيخ : هذا دعه الآن .

الشيخ : خلينا نسمع من هنا السؤال نعم تفضل ؟

السائل : قرأت في كتاب أعتقد لأحد السلفيين لا أذكر اسمه الآن في ملحق رد على رسالة البوطي ، يمكن عباس ... ؟

الحلبي : محمد عيد عباسي .

الشيخ : محمد عيد عباسي نعم .

السائل : يدعوا إلى توحيد المذاهب ؟

الشيخ : لا ما صحيح ، ما صحيح ؛ عيد عباسي تلميذي ؛ فأنا أدعوا إلى توحيد المذاهب ؟ هو هذا الذي يوحي لي أن أسألك أنت أنت عارف ما الدعوة السلفية ؟

السائل : ما ملم فيها الصحيح فقط ..

الشيخ : انظر انظر أنا أسألك تعرف ما الدعوة السلفية ، تقول لست ملما بها مثل إذا سألتك هل تعرف المذهب الشافعي تقول لي لست ملما بها ؟ يا أخي ـ بارك الله فيك ـ أنا ما أسألك عن الإلمام ؛ لأن الإلمام ما هو حافظ الشيء ، ألم بالشيء أي أحاط به ؛ نحن نتعلم منكم ، نحن ألبان واللغة العربية تعلمناها منكم ؛ فانا ما أسألك عن الإلمام ،

الشيخ :  تعرف عندك فكرة عن الدعوة السلفية ؟ ما تلم بها ؟

السائل : فكرة بسيطة .

الشيخ : طيب هذه الفكرة البسيطة ما هي ؟ هل ممكن أن نفهمها منك إن كانت صوابا نقول لك أحسنت وأصبت ونحن على ذلك ، وإن كان خطأ نبين لك وجهة الخطأ ، ما رأيك ؟ ممكن نوجه هذا السؤال ؟

السائل : نعم ، الذي عرفته أن المذهب يدعوا الناس إلى ترك ..

الشيخ : أولا ليس هناك مذهب .

السائل : جماعة الحديث أو ..

الشيخ : لأنه أنت الآن تريد تحكي عن الدعوة السلفية ، أول ما بدأت تقول الذي عرفته عن المذهب ، ليس هناك مذهب ، نحن الآن نحارب التمذهب ؛ لأن هذا هو التدين الذي ندندن حوله ، ، إنه التدين باتباع المذهب .

السائل : تجاوزا عن المذهب ..

الشيخ : طيب أنت تجاوز هذه اللفظة إذا سمعت - يضحك الشيخ رحمه الله - وتفضل .

السائل : تدعون الناس لترك المذاهب أو التمذهب فيها تركها نهائيا

الشيخ : ايوه

السائل : والعمل كل إنسان أن يعرف الحكم الشرعي ويسلك فيه ويطبقه حتى لو ما كان عالما أو طالب علم ، طبعا هذا الشيء عرفته حاليا من عندك أن هذا الحكي ما صحيح ..

الشيخ : طيب أنا أريد أصحح .

الحلبي : جزاك الله خير ، دقيق الدكتور يا شيخ .

الشيخ : معليش هو كذلك ؛ لا أريد الذي فاهمه أنت .

السائل : هذا الذي كنت فاهمه ، والآن الذي فهمته الآن هو عكسه الشغلة الثانية التي كنت مستاء منها أن الدعوة لتوحيد المذاهب والخروج برأي واحد حتى لا تتفرق الأمة ، وهذا أنا أعتقد أنه لو كان في مجال لتوحيدها كان ما اختلف الأئمة الذين كانوا متعاصرين ؛ لأنه كان يعني ..

الشيخ : هذه بضاعتنا ردت إلينا .

السائل : اسمح منا حاليا ، وكان اختلافهم اختلاف من أجل الدين ما من أجل الأهواء ، مثل ما يحصل بمعظم علمائنا ، لا أقول كلهم ، معظمهم لأجل أهواء شخصية يجوز ، فقبل كانوا لا ، بل من أجل الدين ، ومن أجل الحفاظ على الدين ؛ فلو كان في مجال لتوحيدها لتوحدت من أيامهم ؛ أرجوا أنك توضحها جزاك الله خير .

الشيخ : هذه بضاعتنا ردت إلينا ، نحن نقول في كتاباتنا ومحاضراتنا توحيد المذاهب مستحيل ، اتفقنا في النقطة هذه ؛ إذا عندك إشكال حولها اطرحه ؟

السائل : هذا الذي قرأته في كتاب عيد عباسي .

الشيخ : أنا أقول لك سبحان الله ..

السائل : طالما هكذا خلاص موافق .

الشيخ : أنا أقول لك هذه دعوتنا ، هل عندك إشكال حولها ؟

السائل : لا .

الشيخ : فقط نحن الآن في نقطة من الدعوة ، رايت نريد نمشي خطوة ، نحن الآن متفقون والحمد لله على أنه يستحيل جمع المسلمين على مذهب واحد ، هذا مستحيل ولا تؤاخذني رايح أقول لك كلمة قد تكون نابية قليلا لكن برحابة صدرك تحتاج تتحملها ،

الشيخ : نحن أعرف باستحالة هذا الشيء منك أنت ، لماذا ؟ لأن عندنا حديث عن الرسول : ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) هذه هي الأمة الإسلامية ، نحن بقى نطلب التوحيد ؟ نطلب المستحيل ، الآن أنت لازم تورد علينا سؤال وإذا ما خطر في بالك السؤال أنا رايح ألقنك إياه ، إذن إذا كنا متفقين على أن هذا مستحيل إذا كيف نعمل ؟

السائل : كونها هي الفرقة الناجية .

الشيخ : جائيك ، كيف نعمل ؟ مادام أنه مستحيل أن المسلمين يتجمعون على مذهب واحد ونحن دعاة إلى هذا مستحيل وقد أحضرنا إليك الحديث الذي ما في واحد في المجلس إلا هاضمه وسامعه مرارا وتكرارا ، الفرقة الناجية الآن أنا سألت سؤالا وأكرره ، إذا كان لا يمكن اتفاق الأمة الإسلامية على مذهب واحد فما هو العمل ؟ انت عندك جواب لهذا السؤال ؟

السائل : عندي جواب

الشيخ : تفضل

السائل : وهو أن نعرف من هي الفرقة الناجية ونكون منها ؟

الشيخ : كويس ، ما هو السبيل لمعرفة الفرقة الناجية ؟

السائل : إتباع الحديث والسنة ، فهم أهل الحديث والسنة .

الشيخ : أحسنت جدا ، أنا أرى إنك رايح تسبقنا بالسلفية - يضحك الشيخ رحمه الله والطلبة معه - إتباع الحديث والسنة ، أريد أرجع معك لواقع المسلمين ، هل هم يتبعون الحديث والسنة حتى يكونوا من الفرقة الناجية ... ؟

السائل : المسلمين جميعا أم ؟

الشيخ : لا ، نحن فصلنا لك أن المسلمين ثلاث أقسام

السائل : القسم الثالث قصدك

الشيخ : علماء ، طلاب علم ، جمهور المسلمين . وعليكم السلام

السائل : قسم يتبع وقسم لا يتبع .

الشيخ : ما هو الأكثر ؟

السائل : الأكثر ما متبع .

الشيخ : ما متبع ، طيب الأكثر الآن يوافق الأقل أم يخالفه ؟

السائل : الأكثر ؟

الشيخ : نعم الأكثر يوافق الأقل أم يخالفه ؟

السائل : معليش يعني عدم اتباع الأقل مش معنى ذلك أنه مخالفه ، ممكن يكون الواحد موافقه رأيا ومخالفه عملا .

الشيخ : أنت الآن تحكي لزوميات يلزم وما يلزم ؛ أنا أسألك هل الذي قائم في ذهنك يوافقه وإلا يخالفه ؟ واحدة من الإثنين ؟

السائل : لا ، يخالفه .

الشيخ : طيب ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لما يخالفه يعاديه وإلا يوده ؟

السائل : الذي يريد يخالف شيئا لازم يعاديه .

الشيخ : بارك الله فيك ، خليك بقى بهذه النقطة ؛ فنحن ندعوا الناس إلى أن لا يحاربوا دعوة الحق ، ما هي دعوة الحق ؟ أنت ذكرتها مش أنا ، فأنت بقى الآن يعطيك تنبيه مرشح أنك يقال إنك خامسي يعني مذهب خامس ، يعني هو المذهب الواحد أو مرشح أن يقال لك إنك وهابي فخذ حذرك ، فخذ حذرك .

الحلبي : شيخنا تتميما لما له صلة بالبحث

الشيخ : نعم تفضل

الحلبي : يعني ذكر الدكتور البوطي في كتابه اللامذهبية يذكرنا بكتابه الآخر وهو السلفية

الشيخ : بارك الله فيك

الحلبي : فقد جعل عنوانا من أو بابا من أبواب كتابه عنوانه التمذهب بالسلفية بدعة ؛ فبهذا العنوان هدم كتابه الأول

الشيخ : الله أكبر !

الحلبي : فشيخنا لو نبذه هكذا موجزه عن كتاب السلفية والأشياء التي ذكرها في كتابه ؟

الشيخ : والله أنا الآن ما أذكر التفاصيل ، خاصة الكتاب الثاني ما قرأته إطلاقا لكن العناوين هذه كافية ، أنا سألتك يا أخي آنفا أنه هل عندك فكرة عن الدعوة السلفية ، الحقيقة يا أستاذ الدعوة السلفية هي في جوهرها دعوة المسلمين إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح من الحرص على التمسك بالكتاب والسنة فهما وعملا .

الشيخ : نحن مع الأسف نعلم في هذه الحياة الطويلة التي عشناها مع مختلف الطبقات من المسلمين من علمائهم فمن دونهم أن هذا الحرص مفقود تماما إلا من أفراد قليلين جدا في اعتقادنا هم الذين وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله في الحديث الصحيح : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) الآن لأجل إزالة الشبهات والإشكالات ألا تظن أنت يا أستاذ أن الإسلام في غربة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب فالآن هذا الحديث صدق فينا الآن ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) لو سألنا سائل فقال لنا من هم الغرباء ؟ نحن نعتقد أنه إن قيل هو كل من متمسك بمذهب من المذاهب الأربعة لا يكون صادقا في هذا ، لماذا ؟ لأنه أولا هو يتعصب لإمام دون الأئمة الآخرين ، ويحصر الفائدة من إمام دون الآخرين ؛ ثانيا وهو الأهم لا يصدق عليه تعريف الرسول للغرباء ، فقد سئل عنهم فقال عليه الصلاة والسلام ( الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) فالآن خلينا نكون صريحين كما جرينا في هذه الجلسة هل أنت تعلم في العلماء المذهبيين أنهم يصلحون ما أفسد الناس من بعده عليه الصلاة والسلام من سنته ؟ أم هذا الإصلاح محصور في طائفة ؟ في بعض البلاد يسمون بأنصار السنة كمصر ، وفي بلاد أخرى يسمون بأهل الحديث كالهند وباكستان ، وفي بعض البلاد مثل الأردن وسوريا وغيرهما يسمون بالسلفيين إلى آخره ، ويجمعهم هؤلاء كلهم أنهم يحاولون أن يكونوا من الفرقة الناجية ؛ هل تعلم أنت غير هؤلاء على تعدد أسمائهم واتفاقهم في هدفهم هل تعلم أن هناك من ينتمي إلى مذهب من المذاهب الأربعة يحرص أشد الحرص ليكون غريبا كما وصفه الرسول عليه السلام ؟ ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) أنا أقول مع الأسف لا ؛ إذن فنحن نريد من كل علماء المسلمين أولا ، ثم من طلاب العلم الشرعي ثانيا ، ثم من طلاب كل العلوم مادام يجمعنا معهم الإسلام أن يدندنوا معنا دائما وابدأ أن يكونوا غرباء أمثالنا ، طبعا هنا في تخصصات ، أنت طبيب مثلا ، أنا أستفيد من علمك ولا أستطيع أن أعيش بغير علمك ، والمؤمنون كمثل الجسد الواحد كما تعلم من الحديث الصحيح ؛ كذلك نحن نريد من كل أفراد المسلمين على اختلاف تخصصاتهم ودراساتهم أن يلتقوا معنا على كلمة سواء وهي الحرص أن نكون غرباء في هذا الزمن ؛ لأن الرسول عليه السلام قال : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) طوبى للغرباء شجرة في الجنة ، يقول الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح ( يمشي الراكب المسرع تحتها مائة عام لا يقطعها ) طوبى في اللغة العامية هنيئا لهم ، من هم ؟ الغرباء ؛ ما صفتهم ؟ ( يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) ؛ فإذا عالم من علماء المسلمين أصلح وأنت لست عالما في هذا المجال وحسبك ما أنت فيه من المجال من العلم يجب أن تكون معهم ، أن تكون مستجيبا لهم في الدعوة ؛ فحينئذ تدخل في تهنئة الرسول عليه السلام لهؤلاء الغرباء ؛

الشيخ : تفضل يا دكتور .

السائل : سيدي الشيخ أنا في هذا الوضع عندي تساؤلات كثيرة ، أرى بأن السلفية تقول بأنه يجب أن لا نتبع المذاهب الأربعة وأن توحيد هذه المذاهب لا يمكن أن يحصل ، أنا أرى بأن المذاهب الأربعة هي مذاهب سلف صالح حاولوا أن يجتهدوا بالأخذ عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بما استطاع كل واحد منهم أن يجتهد ورأى أن هذا صحيحا ؛ لذا أرى أن علينا نحن معشر المسلمين أن نحاول أن نأخذ من هذه المذاهب ومن غيرها ، وعليكم أنتم علماء المسلمين أن تقوموا بتوحيد هذه المذاهب أو ليس توحيدا لهذه المذاهب وإنما بالاجتماع على رأي صحيح في الآراء المختلفة في هذه المذاهب كنأخذ مثلا مسألة الوضوء أو ما إلى ذلك أن يكون هنالك اجتماع من علماء المسلمين على رأي معين ، وأن لا نترك الحبل على الغارب كما أرى في هذا بأنك يا سيدي الشيخ يعني أنا أفهم من كلامك على حسب معرفتي بأنك تقول إن على كل إنسان أن لا يتبع مذهبا وإنما أن يجتهد إلى السنة ليصلح من هذه السنة ، هذا لا ينطبق إلا عليكم معشر العلماء ..

الشيخ : سامحك الله ، سامحك الله ! كل هذه الجلسة ، هذه هي الثمرة التي اقتطفتها ؟

السائل : يا سيدي الشيخ خليني أكمل ما فهمته ؟

الشيخ : ما تريد تكمل ؟ أنت تتهمنا بخلاف ما فينا ، كيف تريد تكمل ؟ ما بني على فاسد فهو فاسد ، يعني تريد أنت تحكي محاضرة ساعة وبعدين تكون على شفا جرف هار ؟ وإلا الأحسن أنبهك على خطأك مبدئيا ؟

السائل : تفضل ؟

الشيخ : من قال لك أنا أقول وأنا تكلمت مع الأستاذ هذيك الساعة ردا على ما قد يفهم من رسالة البوطي أنه في إنسان في الدنيا يقول إن هذا المسلم الفرنسي الذي أسلم أن هذا لازم يجتهد ويأخذ المسائل من الكتاب والسنة ؟ ما سمعت هذا الكلام ؟

السائل : سمعته .

الشيخ : كيف أنت الآن تحكي الآن .. ؟

السائل : أنت ترجع يا سيدي الشيخ تقول ما يصير نأخذ من مذهب من المذاهب ..

الشيخ : اسمح لي ، اسمح لي ، كيف تقول إني أقول كل مسلم لازم يأخذ لحاله ـ الله يهديك يا دكتور ـ أنا قلت لك آنفا .

السائل : أنا لم أتنبه .

الشيخ : إذا لازم تنتبه لما نقول ، الآن أقول شيء جديد ، ربنا قال : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ربنا في هذه الآية جعل المجتمع الإسلامي قسمين : عالم ، وغير عالم ؛ واوجب على كل من القسمين ما لا يجب على الآخر ، أوجب على من لا يعلم ماذا ؟ أن يسأل ، وأوجب على من يعلم ؟ أن يجيب ؛ كيف تقول أنت وتتهمني بخلاف ما عندي ؟ أنا أؤمن بهذه الآية وبكل آية توضح المسائل التي اختلف فيها المسلمون قديما وحديثا ، منها أن المسلم عليه أن يرجع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله ، وقلنا آنفا لما كنا نجيب الأستاذ هنا نحن نفرق بين التقليد ، فيجب التقليد أحيانا على العلماء ، وبين التدين بالتقليد فهذا حرام ، هذه نحن نقوله ؛ لكن إذا جئنا إلى الواقع أنت مثلا طبيب أنت ما تعرف هذه الصلاة صحت أم لم تصح ؟ ما واجبك ؟

السائل : واجبي أن أسأل .

الشيخ : ليس واجبك أن تقول أنا حنفي فقط ، أو أنا شافعي فقط ، واجبك أن تسأل أهل العلم الذين تثق بهم ، هكذا القرآن يقول لك وأنا أقول لك هكذا ، أنا ما أقول لك أترك طبابتك ومهنتك وصنعتك وادرس بقى المذاهب كما يقال اليوم الفقه المقارن ، وبعد ذلك ادرس علم الحديث اصطلاحا وكذلك ادرس أصول الفقه حتى تتمكن بعد ذلك تعرف يا ترى الصواب إنه مس المرأة ينقض الوضوء أو لا ينقض الوضوء ، لا  ؟ لا يجب عليك هذا ؛ لكن يجب عليك أن تسأل أهل العلم ، ثم يلاحظ منك ولا مؤاخذة أنك تأتي وتقول عليكم كذا ، يا أخي نحن على هذا ، نحن ندعوا أهل العلم وأهل الاختصاص وما عهدك ببعيد لما سألنا زميلك الدكتور قلنا له إن الدكتور البوطي الآن ما رأيك هل يستطيع أن يجتهد والا لا ؟ قال والله إذا وفقنا عند رسالته هو يقول إنه يستطيع أن يجتهد ؛ أنا قلت له لكن هو ما زال شافعي المذهب ؛ فلماذا لا يجتهد ؟ فأنا البوطي الآن أنزله في منزلة رجل من عامة المسلمين ؟ فالتعميم هذا من أين اخذته ؟ أنه أنا أو غيري من طلاب العلم يفرض على عامة المسلمين أنهم يجتهدون ؟ لا يا أخي هذه البضاعة ما هي صادرة من عندنا ، أنت سامعها من أعداءنا أعداء الدعوة رأيت كيف ؟ ... .

السائل : أنا ما سمعت ، الله يسامحك - يضحك الدكتور وطلبة العلم - .

الشيخ : طيب ما سمعت شيء ، طيب من أين هذه البضاعة طلعت منك إذا ؟

السائل : أنا هذا تفكيري أقول على حد مقدرتي من الشيء الذي فهمته منك .

الشيخ : الله أكبر ! كيف فهمته والله غريبة هذه - يضحك الشيخ رحمه الله - .

سائل آخر : خذوا من حيث أخذوا .

الشيخ : فقط يعني غريبة يا دكتور إن البضاعة جائية من الخارج والآن البضاعة ما طلعت منا ، نحن عم نقول سأضرب لك مثال يتعلق في مهنتك ، إذا كان طبيب طالب في الطب هل يصلح أن يجري عمليات جراحية وهو ما زال في الضحضاح ؟

السائل : لا .

الشيخ : طيب وهكذا علم الشرع ، فكيف أنت تتصور كيف دخل في عقلك أنه نحن نقول كل مسلم لازم يفتح القرآن ولو كان انجليزيا ويفهم القرآن ويأخذ الحكم يا ترى (( أو لامستم النساء )) هل المقصود فيه الجماع وإلا المقصود فيه اللمس ؟ كيف دخل في عقلك أنه نقول نحن هكذا على رغم حديثنا السابق سامحك الله فقط .

السائل : بالنسبة للمذاهب الأربعة يا سيدي الشيخ يعني لا يجب على أي واحد منا أن يقول أنا حنبلي أو أنا شافعي أو أنا مالكي ؟ يجب أن تذوب هذه المذاهب ؟ هذا السؤال الشيء أنا أحب أن أعرفه ؟

الشيخ : يا أخي اسأل ما شئت أنا أجاوبك بس أن تتهمنا بما ليس فينا ، هذا لا يجوز في دين الله .

السائل : أنا لم أتهمك يا سيدي الشيخ ، سيدي الشيخ أنت يجب أن تكون أوسع صدرا من ذلك ..

الشيخ : يعني وكل هذا ما تراني واسع الصدر ؟ - الشيخ والطلبة يضحكون - عجيب هل أنت قلت آنفا ما سمعته مني ؟

السائل : أنا هذا الذي فهمته .

الشيخ : كيف فهمته ؟ والجمهور الجالس هل فهم معك واشترك معك في هذا الفهم ؟

السائل : والله يا سيدي الشيخ أنا هذا الذي فهمته ، أنا لا يهمني ماذا فهم الجمهور الجالس لأني لا أستطيع أن أسأل كل واحد ماذا فهم ، إذا تقدر تجاوبني على السؤال الذي سألته أجبني ما تحب تجاوبني أنا أسحب سؤالي واعتبرني ما سألت .

الشيخ : ما شاء الله عليك ، ما شاء الله عليك ، قبل أن تقول هذا الكلام أقول اسأل ما شئت ،ما يعني ظان أن سؤالك خطير كثير حتى لا أجيب ؟

السائل : بالنسبة للمذاهب الأربعة هل في كلامكم بأن هذه المذاهب يعني يجب أن لا يقول الإنسان بأني شافعي أو مالكي أو حنبلي أو ما إلى ذلك ؟

الشيخ : أينعم ، يجب أن لا يقول ؛ أخذت الجواب ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ما رأيك أنت يجب عندك ؟

السائل : ... الله يسامحك يا سيدي الشيخ ، أنا ما أعرف في الدين مثلك ، أنتم أهل العلم وقبل قليل تقول لي : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أنا أسألك لماذا أنا أسألك ؟

الشيخ : لم أنا عم أقول لك لا تسألني ؟

السائل : طيب لم ما يصير نقول ؟

الشيخ : أنا أقول لك لا تسألني ؟ لكن يا ترى إذا قلت لك اسألني فهل ما يجوز أن أسألك ؟

السائل : اسأل طبعا .

الشيخ : وهذا ما أفعله معك ، أنا عم أقول لك مثل ما أنت ، يجوز أن تسألني وعم أقول لك اسألني بما شئت لكن هل هذا يعني أنه أنا ممنوع أسألك ؟

السائل : لا ما ممنوع .

الشيخ : إذا لماذا تستنكر أني أسألك ؟ أنا بعد ما أجبتك أقول لك أنت ما رأيك ؟

السائل : أنا رأيي بما قلت أنت كإنسان من أهل الذكر وأنا لا أعرف فيجب علي أن آخذ بالشيء الذي قلته لأني لا أعلم أكثر من هكذا ؛ لكن أنا أسألك سؤال ليش إنه ما يصير نحكي مثلا ؟

الشيخ : ما رأيك يا أبا ليلى تسمعه كلامه الأول ؟ حتى يعرف الدكتور أنه متناقض في كلامه لأنه بدأ يعمل محاضرة أنه أنتم يا أهل العلم لازم تعملون كذا وكذا ، رأيت؟ وهو الآن يقول (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أنا يا دكتور أجبتك لا يجب فإن اقتنعت فبها وإذا ما اقتنعت اسأل حتى أجيبك ، إذا تريد التفصيل ؟ قلت تريد التفصيل .

السائل : والله أنا أحب ، أعرف لماذا ؟ على عدم اتباع مذهب بعينه لم ما يصير نقول مثلا أنا حنبلي أو حنفي أو مالكي ؟ إذا في إمكانية أنك تحكي لي .. ؟

الشيخ : يا أخي لا تكرر الكلام بارك الله فيك ، هذا لا يجوز ، واحد أقول لك تريد التوضيح قل نعم أو لا ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : ترجع وتقول إذا تريد تجاوب وإلا لا ، ما معنى هذا تهددني يعني والله غريب جدا - يضحك الشيخ والطلبة رحمهم الله - .

الحلبي : شيخنا يريد يتلطف بالسؤال  الدكتور

الشيخ : ما طالع بيده يتلطف بالعكس ، أنت هل تعرف تاريخ المذاهب حتى نوفر وحتى نشطب شويه من الكلام ، تعرف تاريخ المذاهب ؟

السائل : شيء بسيط .

الشيخ : طيب هل تعرف أنه في زمن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ما كان في مذاهب ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب فإذا واحد قال لك نحن ما نريد مذاهب الآن مثل ما كان الأمر الأول ، ما يدخل في عقلك أن هذا الكلام صحيح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : خلاص ، ما تريد بقى ؟ لا يجب أن تكون حنفيا ولا شافعيا ولا مالكيا ولا حنبليا ولا غير مذهب شيعي وزيدي ونحو ذلك ؛ لكن نحن اليوم نقتصر على ما فينا لأن المسلمين الذين ماتوا قبل هذه المذاهب ماتوا مسلمين أم ماتوا غير مسلمين ؟ لاشك ماتوا مسلمين ؛ فنحن إذا متنا كما ماتوا هم غير متمسكين بمذهب من المذاهب ألا نكون مسلمين ؟ فإذا نريد نقول يجب إتباع مذهب فمن أين نأتي بهذا الحكم الواجب ؟

السائل : أنا أقول لا أعلم مدى صحة الحديث الذي يقول ( عليكم بسنتي وسنة الراشدين من بعدي ... ) ؟ .

الشيخ : الله يهديك يا دكتور ، هؤلاء مذاهب ؟

السائل : نعم .

الشيخ : نسيت أنك عم تسأل عن المذاهب الأربعة ، هؤلاء الخلفاء الراشدون لهم مذاهب ؟

السائل : هو المعنى كان بالخلفاء الراشدين هم فقط الخلفاء الراشدون أم الراشدون من أهل السنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

الشيخ : ما حسيت ماسويت أنت ، أنا سألتك ما أعطيتني جوابا ورجعت تسألني ؟ الله يسامحك .

السائل : الخلفاء الراشدون لم يكن لهم مذاهب .

الشيخ : طيب إذن ما تريد بالحديث ؟ ما تريد بالحديث ؟ مادام أنك تعرف معنا بأنه قبل المذاهب الأربعة كانوا مسلمين ، أين أروح فيهم الله يهديك بدك تمنعني أحكي مع الدكتور يعني وأنشغل بالطعام ؟ فمادام واضح بارك الله فيك أنه قبل المذاهب الأربعة كان في مسلمين صالحين ماتوا على الهدى وعلى التقى إلى آخره ، ما الذي واقف في طريقك أنه تستغرب لما نقول نحن لا يجب على المسلمين أن يكونوا على مذهب من المذاهب الأربعة ألا يسعهم ما وسع السلف الصالح ؟ ستقول نعم ، إذن ما بقي عندك سؤال هاته ؟ بسم الله بين بقى ما يصدر السؤال أنا آكل ، والغريب في الموضوع أنك أنت تسأل ذاك السؤال وأنت معنا فعلا وعلينا فكرا ، وهذا من عجائب التناقض لأنك تريد تقول لي كيف ؟ لأنه أنا أخشى أنك ما فهمت علي وتجيء وتبني علالي وقصور على شيء ما فهمته علي ، كيف أنا حكمت عليك أنك أنت معنا فعلا وعلينا فكرا ، كيف ؟ كان من جملة كلامك أنه أنت ما تتمسك بمذهب ولا عشت أنا على مذهب معين صح ؟

السائل : صح .

الشيخ : هذا هو الذي تلتقيه معنا في هذا ، وحينئذ بتقول أنا أقول إنك فكرا علينا لم؟ لأنك تريد تقول أنت بتقول لا يجب ، كيف هذا لا يجب ؟ يا أخي لو كان يجب تكون أنت فاسق لأنك أنت ما على مذهب صح أو لا ؟

السائل : شيخنا المشكلة في الشكل التالي أنا تكلمت أولا بكلام وقلت لك إنه أنا أعرف أنه نحن على المذهب الحنبلي لكن أنا لا ألم بالمذهب الحنبلي ، هذا الشيء فعلا ، أنت أجبت أنه

الشيخ : ... يعني ماذا يريد يكون عالما بالمذهب الحنبلي ؟

السائل : لا يجب على الإنسان أن يكون على مذهب معين ولكن في نفس الوقت أنا أعلم عن الناس كلها أن هذا من المذهب الفلاني ، وهذا من المذهب الفلاني ، وهكذا على هذا الأساس أردت أن أعرف هل هذا صحيح أم هذا خطأ ؟

الشيخ : الآن الدكتور هل ينصفني ؟ أنا أحكي عنه وهو يحكي عن الناس .

السائل : طبعا أنا والناس كلها .

الشيخ : أنا يحكي عنه وهو يحكي عن الناس يا حبيبي أنت مخالف ، أنت غير متمسك بمذهب ، واقعك أنك غير متمسك بمذهب فإما أن يكون التمسك بمذهب واجب فأنت تارك لهذا الواجب ؛ وإما أن لا يكون كما نعتقد فأنت الحمد لله كما قلت آنفا معنا فعلا وعلينا فكرا ، هذا بقى لازم أنت تعدل موقفك العملي مع موقفك الفكري حتى لا تكون متناقضا في ذاتك .

السائل : أنا الذي أردت أن أقوله يا سيدي الشيخ إنه إذا كان هنالك من هو متمسك بمذهب معين من المذاهب الأربعة فهم جزء من علماء المسلمين لأنه لا يمكن للناس العامة ، عامة الناس التي لا تعلم الفقه أن تكون متمسكة بمذهب معين حتى لو قال أنا تابع لذلك المذهب ممكن يكون متبع شيء واحد أو اثنين أو ثلاثة لكن لا يتبع المذهب ؟

الحلبي : تسبيع النجاسة ، تسبيع النجاسات ؟

السائل : فقط فهذا الشيء غير هذا لا يمكن الواحد فيهم يلم بمذهب معين .

الحلبي : شيخنا معليش في سؤال لعله إن شاء الله يوضح ... ؟

الشيخ : معليش احفظ سؤالك ، هل أفهم من كلام الدكتور أنه بعد ما يدندن أنه لا يمكن يكون الإنسان على مذهب واحد فهو يسأل هل يجب أن يكون الإنسان على هذا الشيء الذي لا يمكن ؟ - الإخوة الطلبة يضحكون - .

الحلبي : أعيد السؤال يا شيخنا معليش وإذا يكون مرتين يكون أحسن .

أنا أسأل ... .

الشيخ : عفوا ، أنت إخواننا هؤلاء الذين نعيش معهم كثيرا يعرفون من كلامي معهم أنه إذا طلبوا مني شيئا أقول لهم أنا تعرفون أنا ما ألقى مزاح بمعنى أستجيب فورا ؛ لكن الظاهر أنت ما عرفتني ولذلك صرت تحمسني بزيادة أنه إذا كان تقدر تجاوبني وإلا أنا أمسك سؤالي - يضحك الشيخ رحمه الله - يا أخي أنا مستعد على عجري وبجري على شيخوختي أن أنجلس معك حتى مطلع الفجر وتسأل ما شئت .

السائل : الله يخليك .

الشيخ : وأجيبك ما عندي ما يهمني بعد ذلك اقتنعت أو لم تقتنع ؛ لأن هذه القناعة ليست بيدي ، إذا كان الله يقول لنبيه (( إن عليك إلا البلاغ )) أما الهداية بيد الله عزوجل ؛ ولذلك فأنا واسع جدا في هذا المجال وأنت ما تتضايق إطلاقا من إلقاءك السؤال بعد السؤال فقط خل يكون سؤالك مقنن بحث إنك تشعر بضرورة توجيه السؤال ليكون الإجابة عليه ضروري وإلا يضيع علينا الوقت وبضيع علينا الفائدة ، وأحببت أنا في الحقيقة من باب الدين النصيحة أن أذكرك بنفسك فأنت واقعك غير ما يبدو من لسانك الذي بعبر عما في ذهنك كما قال ذلك الشاعر

" إن الكلام لفي الفؤاد وإنما                                   جعل اللسان على الفؤاد دليلا "

فالشيء الذي عم تفهمنا إياه بلسانك عم أشوفه يخالف واقعك من ذلك أنك عرفت أخيرا أو عرضت وفصلت وبينت أنه عمليا لا يمكن أن يكون الإنسان متمسكا بمذهب واحد ، إذا تسأل هل يجب التمسك بما لا يمكن يعني معناه أنه أنت غير مستقر فكريا وذهنيا ...؟

السائل : ما غير مستقر يا سيدي ، يجوز أنا أسأت أو لم أستطع تحديد السؤال بشكل جيد ، أنا أقول من الواقع أنه لا أحد يتمسك بمذهب معين إلا علماء المسلمين لأن الإنسان الملم بالمذاهب هذه هم علماء المسلمين ؟

الشيخ : يعني الآن تظن أنك أحسنت التعبير ؟

السائل : أعتقد هذا الذي عندي - يضحك السائل - .

الشيخ : رايح أفش خلقي بالأكل - يضحك الشيخ رحمه الله -

السائل : ... يا شيخي

الشيخ : بارك الله فيك يا دكتور لما تحدثنا مع زميلك هنا قسمنا العالم الإسلامي إلى أقسام ، حطينا العلماء في القسم الأول ، أنت الآن في كلامك بتضع القسم الأول مقام القسم الأخير يعني بتحط العلماء مقام العامة ؛ نحن قلنا العلماء هم لازم يجتهدون ؛ الآن تقول هم الذين يتمسكون بالمذهب لأنهم يلمون بالمذهب ، وهم الذين يعرفون بالمذهب ؟ يا أستاذ يا دكتور هؤلاء واجبهم أن يأخذوا من الكتاب والسنة ما يكون هذا حنفي وهذا شافعي ؛ فما لك أنت يا أخي بتقول إن هؤلاء واجبهم غير واجب العامة ؛فأنت لما بتقول أنت مثلا عشت عمليا في بعض المسائل حنبلي ، شافعي ، ألخ ، ويمكن ما بتعرف تمييز المسألة هي في المذهب الفلاني أو غيره ، أقول لك هو كذلك ؛ لأن هذه ليست شغلتك ؛ لكن الذي عم تعنيهم العلماء هؤلاء لازم ما يقولوا مثل ما قلنا عن البوطي ، إذا كان البوطي يقدر يجتهد ويأخذ من الكتاب والسنة مش لازم يقول عن نفسه ... أو ذاك يقول أنا حنفي ؛ فأنت الآن عم تعكس الموضوع تماما ، هؤلاء العلماء الذين يلمون بالمذاهب هؤلاء المجتهدون ، هؤلاء لازم يقولوا قال الله كذا ، قال الرسول كذا ، ما يقولوا أنا حنفي لأن إمامي قال كذا ، هذا يقول طلاب العلم الشرعيون فقط ؛ أما العامة فكما شرحنا آنفا في قوله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) العلماء إذا سئلوا أجابوا بقال الله ، قال رسول الله ؛ العامة ما يقولون قال الله قال رسول الله لأنهم ما يفهموا ؛ لكن عليهم أن يسألوا الذين يفهمون ، من هم ؟ العلماء ، ابن القيم رحمه الله له شعر جميل يقول في تعريف العلم ، ما هو العلم

" العلم قال الله ، قال رسوله           قال الصحابة ليس بالتمويه

ما لعلم نصبك للخلاف سفاهة       بين الرسول وبين رأي الفقيه "

اليوم نحن نعرف هذا الشيء لما بتقول له يا أخي السنة كذا ، الرسول قال كذا ، بقول لك يا أخي مذهبي كذا ، هذا هو التدين بالمذهب الذي لا يجوز لأنه عم يرد قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد مخالفة قول الله وقول رسول الله ، لماذا ؟ لمذهبه ، فإن كان عالما ؟ قال

" فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة                              وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم "

إن كان عالما يقول لا أنا لا آخذ بهذه الآية ولا آخذ بهذا الحديث لأنه خلاف مذهبي ، هذه ما بعدها مصيبة وإن كان من طلاب الفقه الشرعي ، كمان هذه مصيبة ، لازم أن يلقنوا في المدارس يا طالب العلم لا بأس درست المذهب الشافعي وعشت عليه مدة من الزمن لكن إذا تبين لك أنه في مذهب ثاني كالحنفي أو الحنبلي أو المالكي ما هو أصح من المذهب الذي عشت عليه لا تتشبس بمذهبك لأن هذا ليس دينا ، الدين قال الله قال رسول الله ، خذ بالمذهب الثاني في هذه المسألة مادام أن الدليل هو الأقوى ، هكذا يجب أن يلقن طلاب الشريعة ، علم الشريعة ؛ أما واقع اليوم في العالم الإسلامي كما شرحنا آنفا نادر جدا جدا ؛ وعلى كل حال .

الشيخ : أنا ما أريد أن أخسر ما كنا انتهينا مع الدكتور هنا في تفسير قوله عليه السلام : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ، قالوا من هم يا رسول الله قال هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) فأنا أرجوا أن نكون جميعا من هؤلاء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنته من بعده ؛ هل عندكم شيء يا إخواننا ؟

السائل : أرجوا التعليق على الزياده الأخيرة هذه ( ما أفسد الناس من سنتي ) هل هي صحيحة ؟

الشيخ : هي ثابتة نعم ، ما ضروري تكون في نسبة الصحة بالمعنى الاصطلاحي العلمي .

السائل : هي من رواية كثير بن عبد الله ؟

الشيخ : هي فقط سامحك الله ، لا ، روايات كثيرة هذه ضعيفة جدا نعم .

السائل : في شيخنا سؤال وإن كان يعني و الحمد لله وضح جدا البحث مع إخواننا الدكاترة جزاهم الله خيرا ؛ لكن من باب وضع النقاط على الحروف في جزئية لها أهمية في الواقع .

الشيخ : تفضل .

الحلبي : إنه شيخنا هل عند ما تقول بأنه لا يجوز التدين بالتمذهب واتخاذ المذاهب الأربعة دينا ، هل يستلزم من هذا أو هل نفهم من هذا أن نهدر هذه المذاهب الأربعة وما نستفيد من علمها ؟

الشيخ : سبق الجواب عن هذا مع الدكتور جاري بالجنب ، قلت له حينما قال لي إن الخجندي يقول إنه يأخذ من الكتاب والسنة وحط كلمة فقط وحاسبته عليها ، تذكرون هذا ؟

الحلبي : نعم نعم .

الشيخ : لماذا ؟ لأنه هو لا يقول بهذا القول ولا غيره وإنما واجب الداعية إلى الله إلى إتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي الأصل لهذا الدين الإسلامي ؛ فذلك لا يعني إهدار أقوال الصحابة ، أقوال التابعين ، أقوال الأئمة المجتهدين ، هذا لا يعني بالعكس ، أنا نفسي أشرت أن هذا الكلام لا يصح نسبته للخجندي ونحن أعرف الناس بفضل الله بقيمة أقوال العلماء الذين سبقونا ؛ لأن هذه الأقوال أقل ما يقال فيها منها ما يصح ومنها ما لا يصح ، منها ما يوافق الكتاب والسنة ومنها ما لا يوافق الكتاب والسنة ؛ ذلك لأن العلماء جميعا متفقين على أن الحق لا يتعدد ، فإذا جاء قولان مختلفان يضطر أحدنا حينئذ أن يوازن بين القولين هذين الموازنة هذه ستفتح له طريقا من البحث والتفكير ، وقديما قيل " وبضدها تتبين الأشياء " ولذلك فليس معنى الدعوى إلى الرجوع للكتاب والسنة لأهل العلم وأن أهل العلم عليهم أن يبينوا للناس ما أنزل الله في القرآن والسنة ، هذا لا يعني إهدار أقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ؛ لكن يعني مثل ما قال أخونا سابقا أن نأخذ من حيث أخذوا ، من أين أخذوا ؟ أخذوا من الكتاب والسنة ؛ فإذن نحن هذا جواب سؤالك بإيجاز ، إذا نحن نستعين بأقوال العلماء الصحابة والتابعين وأتباعهم وا