سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 347

السائل : شيخنا فيه حديث في تاريخ ابن عساكر يقول أخرج الحافظ عن مسلم بن صبيح أنّه قال قال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرسول الله ( إنّا قد كثرنا فلو أمرت كل عشرة منا أن يأتوا رجلا من صناديد قريش ليلا فيأخذوه و يقتلوه وتصبح البلاد لنا ) فسر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى رؤي السرور في وجهه فقام عثمان بن عفّان فقال " يا رسول الله اباؤنا وأبناؤنا واخواننا " فمازال عثمان يردد ذلك حتّى عدل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن رأيه الأول ورؤي في وجهه رفض ذلك قال وأخذنا المشركون حين أمسينا فما من أحد من أصحاب رسول الله إلاّ وقدّم الفيئة يعني الرّجوع غير بلال فإنّه كان يقول أحد أحد السؤال شيخنا صحّة هذا الحديث أوّلا

الشيخ : هذا بدون ما نرجع للأصل فهو مرسل لأنّ مسلم بن صبيح ليس صحابيّا

السائل : أي نعم السؤال يبقى في ثبوته يعني برفعه أقول يعني أريد أن أسأل سؤال في حالة أنّ الحديث مرفوع للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم و صحيح

الشيخ : هو ليس مرفوعا

السائل : كنت تقول شيخنا هو مرسل لأنّ مسلم بن صبيح ليس صحابيّا

الشيخ : هذا ما يكون مرفوع

السائل : إذن هل الحديث صحيح .

الشيخ : ... .

الحلبي : قصده مسند

السائل : أي نعم هو كذلك

الشيخ : ما قصدك

الحلبي : قصده مسند هو مرفوع إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكنّه مرسل وليس بمسند

الشيخ : طيّب خلّيه يعبّر عن رأيه بعد التأويل هذه

السائل : طيّب نريد الآن على حاله هذا أنّه مرسل من رواية مسلم بن صبيح هل صحّ هذا الحديث سندا

الشيخ : ترى كيف يخبص ... ما افاده يا أخي أنت تعرف أنّ المرسل ضعيف كل حديث مرسل فهو ضعيف

السائل : أي نعم

الشيخ : ما تعرف هذا الشيء

السائل : أي طبعا أعرفه جيّدا شيخنا

الشيخ : طيّب كيف تسأل هذا السؤال

السائل : غاب عنّي

الشيخ : هذا هو .

الحلبي : شيخنا لو ... مسلم بن صبيح عن

الشيخ : ما في عن .

السائل : قال قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحلبي : لما يقول قال أصحاب رسول الله الا يمكن أن يقال إنه ذكر الصحابة لكن ما ذكر عددا منهم

الشيخ : هذا هو المرسل ايش الفرق بين هذه وهذه ما في فرق

الحلبي : لا يعني ... الشيء الذي أشكل علي شيخنا

الشيخ : نعم

الحلبي : يقول ذكر الصحابة لكنه ما ذكر واحدا منهم قال إنه قال أصحاب رسول الله

الشيخ : لو ذكر قال صحابي من أصحاب رسول الله فيه فرق

الحلبي : يكون ذكر واسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ... .

الشيخ : سامحك الله نحن كنا هنا صرنا هناك

الحلبي : أي شيخنا نحن نعلّم

الشيخ : لا هذه غريبة ! هو المرسل الصحابي لا يروي الحديث عفوا التابعي لا يروي الحديث عن الصحابي لا بطريقة الصراحة التصريح بالسماع ولا بما يشبه السماع من قوله عن فلان أو قال فلان فهو هذا أسلوب الحديث المرسل أن أصحاب الرسول قالوا كذا فهذا مرسل لا يشكل عليك هذا نعم

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

السائل : إخوانك من الجزائر من الجزائر العاصمة

الشيخ : من العاصمة نعم

السائل : هناك بعض الأسئلة نرجو منك بيانها

الشيخ : تفضّل

السائل : السّؤال الأوّل هل يجوز العمل في معمل للذّهب المحلّق تفضّل شيخ

الشيخ : تفضّل الله علينا وعليك

السائل : بارك الله فيك

الشيخ : الجواب على هذا السؤال يختلف باختلاف العامل في هذا المعمل الّذي يصنع الذّهب المحلّق فإن كان رأيه كرأينا أنّه حرام لباسه على النّساء فضلا عن الرجال لا يجوز له العمل في ذلك المعمل لأنّ فيه تعاون على المنكر أمّا إذا كان يرى كجمهور النّاس اليوم أنّه يجوز الذّهب المحلّق إذا كان مصنوعا للنساء فقط فيجوز له ذلك أمّا إن كان الذّهب المحلّق يشمل الرجال أيضا أي شكله ممّا يقتنيه الرّجال أيضا فالحكم الحكم الأوّل أي لا يجوز

السائل : بارك الله فيكم وأحسن إليكم

الشيخ : وإليكم .

السائل : يا شيخ

الشيخ : تفضل

السائل : بعض الشباب لدينا يتّهمون الّذين يشتغلون بالعمل السّياسي بالإبتداع فهل قولهم للداعية مبتدع جائز أم لا وما هو الضّابط الشرعيّ في ... بارك الله فيك

الشيخ : هذا ليس من الابتداع بسبيل ولا يسمّى هذا الّذي يتعاطى العمل السّياسي قبل أوانه مبتدعا كلّ ما يمكن أن يقال بأنّه خالف نظام الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ مجتهدا لأنّ الابتداع في الدّين هو أن يتقرّب المسلم إلى الله عزّ وجلّ بعبادة لا أصل لها في الشّرع فهو يأتي بها ليزداد تقرّبا إلى الله عزّ وجلّ بها بزعمه هذا هو المبتدع والّذين يعملون اليوم في السياسة فهؤلاء لا يقال إنّهم ابتدعوا لأنّ السّياسة في الإسلام مأمور بها  ويكفي في ذلك رسالة شيخ الإسلام ابن تيميّة الّتي اسمها السّياسة الشرعية ولكن القضيّة تتعلّق بأساليب الدّعوة وليس في ما نعتقد من أسلوب الدّعوة في هذا الزّمان الّذي لايكاد يوجد بلد إسلامي يشبه في فهمه للعقيدة السلفية الصحيحة المجتمع الإسلاميّ الأوّل ولذلك فأنا أعتقد أنّ الدّعاة الإسلاميّين حقّا هم الّذين يعنون بإصلاح عقائد من حولهم من المسلمين أمّا العمل السياسي فأمر سابق لأوانه وإن كان لابدّ له منه فوجود الخليفة المسلم لابدّ لهذا أي لابدّ لوجود الخليفة لقوله عليه الصّلاة والسلام ( من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ولكن هذا الخليفة لا يمكن إيجاده قبل إيجاد المجتمع الإسلامي والمجتمع الإسلامي لا يمكن تحقيقه قبل إيجاد الجماعة المسلمة حقا فهذه حلقات آخذ بعضها برقاب بعض فمن أراد أن يصل إلى الحلقة الأخيرة وهي إيجاد الخليفة مثله كمثل الّذي يريد أن يصل إلى رأس الإهرام وهو بعد لم يقعّد القاعدة ولم يضع الأساس لهذا البنيان الشّامخ لعلّك فهمتني

السائل : بارك الله فيكم يا شيخ

الشيخ : وفيكم

السائل : أفدت وأجدت في الجواب يا شيخ

الشيخ : نعم

السائل : الشّباب هنا في العاصمة كلّهم متشوّفون إلى لقائك وهم يتمنّون أشدّ التّمني أن تأتي إلى العاصمة وكل الشباب السّلفي في انتظارك ولا ندري ما هو السبب الذي لا يسمح لك أن تأتي إلى هنا

الشيخ : أشياء كثيرة كثيرة جدّا وحسبك منها الشّيخوخة

السائل : يا شيخ طوبى لك وحسن مئاب إنّ الله تبارك وتعالى قال (( يرفع الله الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات )) وحياتك نسأل الله تبارك وتعالى ان تكون كلها له عزّ وجلّ وأن يرفعك الله بعلمك هذا الدّرجات العلى في الجنّة

الشيخ : تقبّل منك ومن أجل ذلك حيينا ونحيا ما بقينا

السائل : يا شيخ

الشيخ : نعم

السائل : ... هنا على كلّ حال فيه مكتبة في العاصمة في مسجد التّقوى والشباب كلّهم يبلغونك السّلام

الشيخ : وأنا أقول عليك وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته

السائل : و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .

الشيخ : يلا ... .

السائل : شيخنا وجود ثقب في الثوب هل يوجب إعادة الصّلاة

الشيخ : ثقب في الثوب

السائل : نعم

الشيخ : تقصد يعني يكشف عن العورة

السائل : من ناحية الفخذ نعم شيخنا وجود ثقب صغير أو كبير

الشيخ : ثقب صغير أم كبير خلّيك على واحدة

السائل : صغير

الشيخ : طيّب هذا الثّقب الصّغير يرى منه بعين عاديّة العورة

السائل : الذي يدقّق النّظر يرى

الشيخ : طيّب والّذي يلبس يعلم فإن كان يعلم فلا يجوز وإن كان لا يعلم عفا الله عمّا سلف

السائل : إن علم فيما بعد يعيد

الشيخ : كيف

السائل : إن علم فيما بعد الصلاة

الشيخ : لا ما عليه إلاّ إذا كان يعلم من قبل أنا أجبتك على الاحتمالين إن كان لا يعلم فما عليه عادي أمّا إن كان يعلم ثمّ هو تكاسل فلابدّ من الإعادة .

السائل : جزاك الله خيرا شيخنا

الشيخ : أهلا وسهلا .

الشيخ : مع جماعة صلّوا فرادى والإمام الشافعي رحمه الله حينما علّق هذا الأثر في الأمّ قال معقبا عليه " وكانوا قادرين على أن يجمّعوا مرّة أخرى و لكنّهم لم يفعلوا لأنّهم كرهوا أن يجمّعوا في مسجد مرّتين "وصرّح الإمام الشافعي قبل ذلك تصريحا وافيا شافيا حيث قال " وإذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلّى صلّوا فرادى "صلّوا فرادى إذا دخل الإمام الشّافعي يقول إذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلّى يصلّون فرادى لا يصلّون جماعة ثانية . نعم

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

السائل : يعطيك العافية

الشيخ : عافاك الله

السائل : ممكن أن أسال عن حديث

الشيخ : إي ممكن

السائل : الله يجزيك خير

الشيخ : الله يحفظك

السائل : فيه حديث يقول ( ادعوا الله بألسنة ما عصيتموه بها قالوا من أين لنا تلك الألسنة قال ادعوا بعضكم لبعض )

الشيخ : من أين حوّشت هذا الحديث

السائل : هذا الحديث ذكره الرازي في تفسيره

الشيخ : هذا التّفسير جمع ما هبّ ودبّ من الأحاديث

السائل : نعم

الشيخ : فلا يعتمد عليه وهذا الحديث لا نعرف له أصلا في شيء من كتب السّنّة الّتي وقفنا عليها أوّلا ثمّ هو منكر بل باطل من حيث المعنى لأنّه ربّنا عزّ وجلّ حينما يقول (( وقال ربّكم ادعوني استجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين )) ويقول الرسول عليه السلام قبل هذه الآية ( الدّعاء هو العبادة ) فكيف يعقل أن يصدر من الرّسول عليه السّلام ان يأمر النّاس بأن يدعوا بمثل ما جاء في هذا الحديث يعني كلّ إنسان كما قال عليه السلام ( خطّاء وخير الخطّائين التوّابون ) طيّب إذا كان الدّعاء عبادة فينبغي على المسلم سواء كان صالحا أو طالحا أن يدعو الله عزّ وجلّ وأن يتقرّب بدعائه إليه ولذلك فهذا الحديث من أبطل الباطل مع أنّه لا وجود له في كتب السّنّة

السائل : بارك الله فيك يا شيخي

الشيخ : واضح الجواب

السائل : واضح الجواب فقط .

السائل : فيه حديث آخر

الشيخ : تفضّل

السائل : الله يجزيك خير .

السائل : حديث ( لمّا نزل جبريل بسورة مريم فقال كاف فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم عليك قال هاء فقال عليك )إلى آخره فقال ( كيف علمت ما لم أعلم )

الشيخ : من أين كذلك محوّش هذا

السائل : حوّشته من مخطوط لابن كمال باشا

الشيخ : الله أكبر

السائل : نعم

الشيخ : هذا ابن كمال باشا مؤلّف رسالة في شرح حديث لا أصل له عم أحاول أتذكّر هذا الحديث بذاكرتي الكليلة التّعبانة كنت قرأت هذه الرّسالة في مخطوطة في مكتبة الأوقاف في حلب

السائل : نعم

الشيخ : شرح لحديث لا أصل له هذا رجل عالم حنفي فقيه

السائل : نعم

الشيخ : لكن لا علم عنده بالحديث ولذلك لا يعتمد على أحاديث كتابه

السائل : نعم

الشيخ : هذا هو الجواب على السؤال الثّاني عندك ثالث؟

السائل : لا جزاك الله تعالى خيرا يا سيدي وبارك الله فيك

الشيخ : ولك مثل ذلك

السائل : بارك الله فيك سيدنا

الشيخ : : السلام عليكم

السائل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : فالإمام الشافعي صرّح إذا دخل جماعة المسجد بعدما صلّت الجماعة الأولى يصلّون فرادى ثمّ قال " وإن صلّوا جماعة أجزأتهم صلاتهم ولكنّي أكره لهم ذلك لأنّه لم يكن من عمل السّلف وأنّا قد حفظنا أنّ جماعة من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فاتتهم الصلاة مع الجماعة فصلّوا فرادى وقد كانوا قادرين على أن يجمّعوا مرّة أخرى ولكنّهم لم يفعلوا لأنّهم كرهوا أن يجمّعوا في مسجد مرّتين " ثمّ نجد أثرا يشهد لهذا القول من هذا الإمام الشّافعيّ وهذا الأثر أخرجه الإمام الطبراني في المعجم الكبير بإسناد قويّ أيضا عن ابن مسعود أنّه كان عنده رجلان من أصحابه في داره حضر وقت الصّلاة فانطلق بهما إلى المسجد وإذا بالنّاس يخرجون من المسجد فرجع بهما وصلّى بهما إماما في داره فلو كانت الجماعة الثانية مشروعة في المسجد مع استحضار قوله عليه السّلام ( أفضل صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة ) فما دام يريد أن يصلّي الفريضة فلمّا لم يصلّها في المسجد وعاد بصاحبيه للدّار فأمّهما فهذا تصرّف عمليّ من ابن مسعود يدلّنا على عدم شرعيّة إقامة الجماعة في المسجد جماعة ثانية لكن هنا قيد لابدّ من ذكره وهو من تمام فقه الإمام الشّافعيّ حيث قال في الكلام السابق " وأمّا مسجد على قارعة طريق ليس له إمام راتب ولا مؤذّن راتب فتجوز تكرار الجماعة فيه " أقول وعليكم السلام والسرّ في هذا الشّرط تجويزا وإذا لم يتحقّق الشّرط منعا أنّ كلّ مسجد له مؤذّن راتب يدعو النّاس وإمام راتب يؤمّ الناس الذين يسرعون في المسجد .

الشيخ : نعم

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

السائل : لدينا ثلاثة من الأسئلة

الشيخ : هاتها

السائل : الأوّل ذكرت لنا سابقا أنّ دعاء القنوت قنوت الوتر بالذّات

الشيخ : نعم

السائل : يكون من السّنّة قبل الركوع أليس كذلك؟

الشيخ : بلى

السائل : نعم ولكن قنوت النّوازل يكون كذلك أم عكسه يعني بعد الرّكوع

الشيخ : لا النّازلة بعد الرّكوع أمّا الوتر فالسّنة قبل الرّكوع كما قلنا لك

السائل : نعم

الشيخ : ولعلّي ذكرت لك فنسيت أو ما ذكرت لك فنسيت وهو أنّه يجوز القنوت في الوتر بعد الركوع

السائل : نعم

الشيخ : لكن السنّة قبل الركوع

السائل : هذا ذكرت لي إيّاه

الشيخ : أنت ما ذكرته لي ولذلك أحتطت فقلت إمّا أن نسيت وإمّا أن نسيت

السائل : نعم

الشيخ : أمّا قنوت النّازلة فالسنّة بعد الرّكوع

السائل : أيوه

الشيخ : أي نعم

السائل : ويلزمه طبعا الصلاة على الرّسول في النّهاية

الشيخ : أي نعم .

السائل : هل ورد أنّ ملك الموت عليه السلام يصطحب معه أو يكون معه من الملائكة عند قبض الرّوح خمسمائة

الشيخ : ما نعلم هذا في كتب السنّة

السائل : نعم يعني ما ورد عليك

الشيخ : لا .

السائل : في آخر سؤال إن شاء الله ورد حديث ( أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر رجلا بإعادة وضوئه للمعة رآها في رجله ) يعني ما فيها واصلة الماء

الشيخ : أنا ما اسمع تمام السؤال

السائل : أعيده

الشيخ : لا الله يهديك كمّله

السائل : نعم فقط لحد هنا

الشيخ : ما السؤال يا أخي تقول مبتدأ زيد ما به قائم قاعد متكلم صامت إلى آخره بتقول أنت ورد حديث وذكرته أين السؤال ؟

السائل : السؤال : هل ورد حديث ( أنّ النبيّ أمر رجلا ) ..

الشيخ : خلاص خلاص يجوز أنا أو أنت واحد منّا

السائل : ( أمره أن يعيد وضوءه )

الشيخ : خلاص خلاص فهمت فهمت الحديث السؤال الآن تقول هل ورد؟

السائل : نعم هل ورد

الشيخ : هل سؤال يعني

السائل : هل هناك حديث صحيح

الشيخ : حسبي الله ونعم الوكيل يا أخي أقول الآن فهمت السؤال اسمع الجواب

السائل : نعم أنا سامع

الشيخ : الحديث هذا صحيح

السائل : نعم

الشيخ : وهذا جواب سؤالك

السائل : فقط فيه تعليق بسيط عليه إن شاء الله

الشيخ : فقط هذا يتسجّل عليك سؤال رابع

السائل : ... هل هنالك حدّ معيّن لهذه اللمعة هل ممكن لو راح خطّ ماء محلها يجزيء الوضوء أو إعادة كل الوضوء

الشيخ : سؤالك يتخبّط

السائل : يتخبّط

الشيخ : بين أردت أنّك تسأل فيه فرق بين كبيرة وصغيرة وبعد ذلك

السائل : وإن كان هناك فرق يعني يأثم اّنّه يغسل المكان أو كل الوضوء يعيده

الشيخ : هذا صار سؤال خامس

السائل : خامس ... .

الشيخ : المهم يا أخي اللمعة هذه ما دام تسمّى لغة باللغة العربية التي نتكلّم بها لمعة فليس هناك قيد كبيرة أو صغيرة

السائل : أيوه

الشيخ : ثمّ بعد ذلك لا يكفي أن يمرّ عليها الماء بل لابد له أن يعيد وضوءه وأن يعيد صلاته إن كان صلّى بهذا الوضوء

السائل : أي نعم

الشيخ : لأنّ الحديث الذي سألت عنه فيه الأمران ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى رجلا صلّى و على قدمه لمعة فقال له ارجع فأحسن وضوءك و أعد صلاتك ) فإذن لابدّ من تجديد الوضوء وإعادة الصلاة

السائل : ايوه وجزاكم الله خيرا

الشيخ : وإياك

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : أي نعم فابن مسعود أثر من تلك الأثار التي أشار إليها الإمام الشافعي والسرّ في عدم شرعيّة التكرار هو أنّ هذا الإمام وهذا المؤذّن الذي يجمع الناس في المسجد إذا قيل للنّاس شرعا فسيكون هذا القيل أداة تفريق الجماعة الأولى و تقليل عددها فما بالكم وهذه الجماعة قد فرّقت و قلّل عدد أفرادها ليس بنصّ شرعي بل برأي اجتهادي متأخّر من غير مجتهد من مقلّد مع ذلك حصل هذا التّفرّق لأنّنا نجد في المساجد الكبيرة تستمر إقامة الصّلاة الثانية والثالثة من الصلاة إلى التي تليها وكنت أرى هذا أنا شخصيّا في المسجد الكبير في دمشق المعروف بمسجد بني أميّة تستمر إقامة صلاة العصر ومؤذن المغرب يؤذن وهم في صلاة جماعة أيضا نستطيع أن نلخّص ما سبق أنّ عدم ورود ما يدلّ على شرعيّة الجماعة الثانية هو من باب سد الذريعة لأنّ تشريع الجماعة الثانية ينافي شرعيّة الجماعة الأولى وأنتم تعلمون قول الرسول عليه الصلاة و السلام ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ) وهكذا فكلّما ازداد العدد تضاعف الأجر والعكس بالعكس فأي سبب يؤدّي إلى هذا العكس يكون غير مشروع هذا خلاصة ما نتحدّث به حول صلاة الجماعة الثانية فما بعدها على أن هناك مجالا لمزيد لكن لعلّ هذا فيه كفاية

السائل : الله يبارك فيك

الشيخ : وفيكم

السائل : وحديث الرّسول يا شيخ بالنسبة قال عندما دخل الرجل متأخّرا

الشيخ : ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه

السائل : نعم

الشيخ : أنا أتعجّب والله من كثرة الترداد السؤال عن هذا الحديث وليس من عامّة النّاس ولا من طلبة العلم بل من مشايخ العلم هذا الحديث إذا نظرنا إلى سبب وروده لكان كافيا لمعرفة أنّه لا علاقة له بالبحث السابق إطلاقا ولكن قبل ذلك أريد أن نتأمّل وأن نشغل عقلنا وفكرنا هل يمكن لأحد أن يطبّق نص هذا الحديث في الجماعة الثانية ( ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه ) هنا رجلان في هذه الحادثة متصدّق ومتصدّق عليه في الجماعة الثانية من المتصدّق ومن المتصدّق عليه أو قبل أن نسأل هذا السّؤال في ذكر جماعة التي قال الرسول  ( ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه ) هما رجلان وبعد ذلك ننتقل للجمع الثاني من المتصدّق ومن المتصدّق عليه في هذين الرّجلين هات نرى يكفيكم سماعا الآن يكفيني أنا سكوتا واستماعا أسمع منكم ماذا ترون في جواب هذا السؤال رجلان صلّى أحدهما بالآخر من المتصدّق ومن المتصدّق عليه في تلك الحادثة سائل آخر : الإمام هو متصدّق عليه

الشيخ : نعم

سائل آخر : الإمام متصدّق عليه

الشيخ : الإمام متصدّق عليه بدليل ( ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه ) واضح هذا الجواب جميل الآن نعود إلى السؤال السالف دخل جماعة المسجد فأيهما المتصدّق وأيهما المتصدّق عليه أهو الإمام أيضا ما فيه هنا متصدّق ولا متصدّق عليه واضح لذلك حشر هذا الحديث في موضوع الجماعة الثانية تحميل له ما لا يطيق الحقيقة هذا الحديث يدلّ على ما دلّ عليه سبب وروده الحديث يقول كما جاء في سنن الترمذيّ وغيره من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أنس بن مالك أيضا في معجم الطبرانيّ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم صلّى ذات يوم صلاة العصر ولما سلّم دخل رجل يريد أن يصلّي وحده فقال عليه الصلاة والسلام لمن صلّى خلفه ( ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلي معه ) فقام رجل واقتدى به من هنا جاء الجواب السابق صحيحا لماذا كان المقتدي به متصدقا والمقتدى به متصدّقا عليه هذه نكتة جميلة جدّا المتصدّق غنيّ والمتصدّق عليه فقير كيف المتصدّق صلّى وراء الرسول عليه السلام فاكتسب فضيلة صلاة الجماعة بسبع وعشرين درجة أوّلا ثمّ وراء سيّد البشر ثانيا أمّا الرجل فهذا فقير فاتته هذه الخيرات الكثيرة فإذن هذا المليء المشحون بالخير وبالأجر هو الذي يتصدّق على ذلك المسكين الّذي فاتته الصّلاة .

الشيخ : نعم

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله

السائل : شيخنا

الشيخ : نعم

السائل : السلام عليكم يا شيخ

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

السائل : كيف حالكم لا باس

الشيخ : لا بأس

السائل : يا شيخ يمكن نطرح عليك سؤال

الشيخ : اطرح ولا تبال نعم

السائل : فيما يخصّ الخلّ يا شيخ مصنع الخلّ

الشيخ : مصنع الخلّ

السائل : نعم

الشيخ : ما بمصنع الخلّ

السائل : سمعت أنّ الخلّ فيه الكحول كمادّة أوّليّة

الشيخ : سمعت أنّه فيه كحول

السائل : نعم

الشيخ : من أين سمعت هذا

السائل : من العامّة أنّ الكحول من الموادّ الأوّليّة

الشيخ : ما لك وما سمعت يا أخي اطرح سؤالك وامش

السائل : نعم

الشيخ : ما لك وما سمعت اطرح سؤالك

السائل : هل يجوز أن نصنع الخلّ وإلاّ لا

الشيخ : يجوز

السائل : يجوز

الشيخ : نعم لكن لا يجوز جعله خمرا

السائل : أيوه بارك الله فبك

الشيخ : وفيك بارك .

السائل : هناك سؤال يا شيخ

الشيخ : هاته .

السائل : الإكثار من الحلقات هنا في مدينتنا

الشيخ : حلقات الدراويش

السائل : حلقات يمدّدوها لمدّة أسبوع

الشيخ : حلقات الدراويش

السائل : حلقات يعني حلقات العلم

الشيخ : قيّدها

السائل : حلقات العلم لأنّها مداومة لمدّة أسبوع

الشيخ : إيه

السائل : ما في مخالفة لحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم ( كان يتخلّلنا بالموعظة )

الشيخ : إيه

السائل : يعني ما فيها مخالفة أو شيء من هذا القبيل

الشيخ : إيه إيش سؤالك

السائل : سؤالي بالنّسبة للحلقات

الشيخ : فهمت يا أخي بس لخّص سؤالك

السائل : ما في مخالفة لحديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم ( كان يتخلّلنا بالموعضة )

الشيخ : الموعظة شيء والعلم شيء

السائل : أيوه يعني مافي مشكل إن شاء الله

الشيخ : لا لا ما فيه أيّ إشكال

السائل : بارك الله فيك

الشيخ : وفيك بارك

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله

الشيخ : من قبل أن يسأل هذا السؤال بين المغرب والعشاء واحد يسألني ويقول بلغنا أنّك رجعت عن القول بإباحة الخل فقلت له من قال لك قال قرأنا في شريط قلت له إيش قرأت في الشّريط قال إنّك رجعت عن القول بإباحة الخلّ قلت له الله يهديك أحسن السؤال ثمّ اسأل يعني أنت تسأل إنّه رجعنا عن القول بإباحة اللحم مثلا وإباحة الأكل إيش هذا السّؤال سكّرت بعد شويّة يعيد السؤال أعيد الجواب بعد ذلك ظاهر كأنّه عرف أنه فعلا ما عارف يسأل يقول لي فيه حديث جاء بحديث ( لا تصوموا يوم السّبت إلاّ فيما افترض عليكم ) قلت له إيه قال يجوز هذا الحديث على إطلاقه وإلاّ له صور قلت له أنت تعرف رأيي في المسألة هذه وإلاّ ما تعرف قال أعرف قلت له إذا تعرف لم تسأل ويلفّ ويدور ويلفّ ويدور يا أخي الله يرضى عليك أنا ما عندي وقت مادام تعرف رأيي ما تريد تسأل عندك إشكال احكيه أربع مرّات وأنا أطوّل بالي معه وأردّ عليه أقول له يا أخي الله يرضى عليك نحنا وقتنا عزيز لا تشغل وقتنا بشيء مادام أنت دارسه وسامع له شريط إلي أخيرا قلت لزوجتي أجيبيه قولي له إنّ الشيخ ما عنده وقت فراغ وأنت ما تعرف تسأل الآن يسأل السّؤال نفسه ما الفرق بين صنع الخلّ وبين إباحة الخلّ وانتهت المشكلة .

السائل : بالنّسبة لحديث النبيّ صلّ الله عليه وسلّم بمعنى الحديث ( كل مولود مرهون بعقيقته ) ما رأيك فيه

الشيخ : هذا حديث صحيح وإن شاء الله أنت تتوقّع إنّه لا ذاك .

السائل : بالنّسبة لحديث ( لا حسد إلاّ في اثنتين )  ما بدري يعني كثير من إخواننا لا يفقهون هذا الحديث فيفهمون أنّ طالب العلم لابد أن يكون فقيرا ولابدّ دائما يده تكون يده هي السّفلى ويد الناس هي العليا وكلما كان بعيدا عن الدّنيا يأخذ الآيات القرآنية و الأحاديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلم ( مالي وللدنيا علينا ) هكذا يكون طالب العلم لكن ما أدري لعلّي مخطئ أو مصيب في فهم الحديث أريد أسمع فقه الحديث حتّى لو منّ الله سبحانه وتعالى وكتبت رسالة في هذا الموضوع إن شاء الله تكون فيها ... .

الشيخ : جزاك الله خير بحسن ظنّك بأخيك لكنّي انا أشتهي أيضا أن أسمع رأيك وأن يستفيد الحاضرون من علمك وأظنّ أنّنا سنلتقي إن شاء الله على الفهم الصّحيح اطرح ما عندك ولا تبالي موفّق إن شاء الله

السائل : أفهم أنّ كما أنّ الإنسان العلم يعتبر نعمة على صاحبه إذا وفّقه للعمل الصالح و ابتغى به رضى الله عز وجلّ وكذلك المال إذا جمعه و ابتغى به أن ينفقه في سبيل الله فيكون جمعه للمال كما أنّه يطلب العلم هذا ما أفهمه أن يكون معي المال الّذي أنفقه في سبيل الله كما يكون معي العلم الصّالح الّذي أعلّمه للنّاس

الشيخ : صحيح

السائل : فما أدري يعني الإخوة بعض الإخوة قالوا لا طالب العلم يجب أن لا يجلس في مكان مثل الذي أنت جالس فيه وهذا لا يتناسب مع طالب العلم

الشيخ : عفوا لا ينبغي أن يجلس في مكان؟

السائل : الذي أنا جالس فيه مثلا في المكتبة أبيع للنّاس ... أنكروا عليّ ذلك

الشيخ : عجيب الله يعينك

السائل : فحبّيت وهذا شيء جديد في حياتي ما تعوّدت عليه لكن حبّيت طبعا الشيخ عبد العظيم قال لي مادام طالع عند الشّيخ اليوم خلّيه يحكي لك في هذا الأمر

الشيخ : أظنّ أنّ جواب هذا السّؤال وبخاصّة بعد أن ألحقت الملحق هذا أنّهم يقولوا أنت جالس هنا المكتبة وأنت طالب علم فأخذته سلفا لمّا قلت لك نعم ما فعلت واضح

السائل : واضح

الشيخ : ولكن أنا أشرح الآن هؤلاء الإخوان يجب أن يؤكّد لهم الرّأي الصّحيح الّذي قلته لهم ببعض النّصوص الشّرعية وهي بلا شكّ في ظنّي لا تخفاك ثمّ بضرب بعض الأمثلة لبعض النّاس المبتلين بالشّهرة قديما وحديثا بين النّاس ولهم الصّيت الحسن عند الجماهير وربّما على العكس من ذلك عند الآخرين أمّا الحديث قد جاء في مسند الإمام أحمد وغيره أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أرسل وراء عمر بن العاص فجاء إليه فقال ( اذهب وألق عليك سلاحك فإنّي أريد أن أبعثك بعثا وأن تكسب مالا ) أو كما قال عليه السّلام قال " يا رسول الله ما من أجل المال أسلمت ما من أجل المال أسلمت " فقال عليه الصلاة والسلام ( يا عمرو نعمّ المال الصّالح للرجل الصّالح ) فإذا سعى طالب العلم لكسب المال بالطّرق المشروعة فإنّما يقوم أوّلا بأمر مشروع بل وبأمر واجب احيانا إذا كان غير مكفيّ بمال عنده بطريقة أو بأخرى لأنّ السّعي وراء الرّزق الحلال في عرف الشّرع الحكيم هو من الجهاد في سبيل الله كما جاء في مسند أحمد وغيره كصحيح بن حبّان من حديث ابيّ بن كعب أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان جالسا وحوله أصحابه حينما مرّ بهم شابّ فأعجبهم شبابه و قوّته فقالوا " لو كان هذا في سبيل الله " فقال عليه الصّلاة والسّلام ( ان كان هذا خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان يسعى على أطفال أو أولاد له فهو في سبيل الله) الحقيقة التي تكمن وراء ذاك الاعتراض الّذي نقلته عن بعض الطّلبة أنّهم ينحون منحى أولئك الّذين يفرّقون بين الدّين والدّولة يفرّقون بين الدّين و الدّنيا والله عزّ وجلّ قد جعل الدّنيا مزرعة للآخرة فكما قلت تماما المال وسيلة لطاعة الله عزّ وجلّ وسيلة وأيّما وسيلة ولا يخفى عن الحاضرين جميعا إن شاء الله حينما ائتمر الفقراء بينهم وتداولوا في حالهم وأرسلوا رسولا من طرفهم إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال " يا رسول الله ذهب أهل الدّثور بالأجور يصلّون كما نصلّي ويصومون كما نصوم ويحجّون كما نحجّ ويتصدّقون ولا نتصدّق " قال عليه السلام ( أفلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم من بعدكم إلاّ من فعل مثلكم ) فطار الرسول إلى الفقراء فرحا مسرورا يبلغهم لهم قول النبيّ صلّى الله عليه واله وسلّم هذا وسرعان ما عاد الرسول رسول الفقراء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليقول" يا رسول الله لقد بلغ الأغنياء ما قلت لنا ففعلوا مثل ما فعلنا " فقال عليه السلام ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) اذن المال فضل الله يؤتيه من يشاء ولكن لا يجوز لطالب العلم أن يتواكل على غيره وان يضرب مثلا لذاك الّذي يروى أن عمر بن الخطّاب كان كلّما دخل المسجد وجده قائما يصلّي فقال له " كلّما دخلت وجدتك ههنا ألا تسعى وراء الرّزق فقد علمتم أنّ السماء لا تمطر ذهبا ولا فضّة " فلا ينبغي لطالب العلم أن يتواكل وأن يعتمد على غيره بل ينبغي أن يسعى بنفسه ليكون عائلا لغيره لا ليكون معولا من غيره وهنا يحسن أن نضرب مثلا بقصة تروى عن أحد ممّن يسمّون بالصّوفيّة الجهّال الّذين كان من عادتهم أنّهم يخرجون بزعمهم متوكّلين على الله ولكن بواقعهم متواكلين على الأغنياء كانوا يخرجون زهّادا يسافرون ويقطعون الفيافي والقفار بزعم هضم النّفس وتربيتها فزعموا أنّ احدهم خرج ذات يوم وسرح ما شاء الله حتّى أعياه التعب فصعد ربوة فأطلّ منها على خربة بيت مخرّب فرأى عجبا رأى هناك كلب أو كلبا أعمى مقعد وأسد ما بين آونة وأخرى يأتي يقدّم إلى هذا الكلب طعاما كتلة لحم مفترس مثلا من البريّة ويجي هذا الأسد يقدّم عظم اللحم لهذا الكلب وياكل الكلب هذا الرجل فكّر قال في نفسه يؤيّد تصوّفه وزهده المزعوم وقال ما شاء الله لم هؤلاء الفقهاء يقولون لازم تتّخذ الأسباب وتوكّل على ربّ الأرباب هذا ربّنا عزّ وجلّ سخّر لهذا الكلب هذا من يطعمه ورزقكم في السماء وما توعدون قال فسمع هاتفا من داخله يقول له كن أسدا ولاتكن كلبا -يضحك- كذلك يحكون عن آخر أنّه خرج هكذا طوّافا حتّى كاد أن يموت عطشا