Artikli kohta

Autor :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Kuupäev :

Sat, Sep 20 2014

Kategooria :

Fatwa (Q&A)

Lae alla

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 363

الشيخ : الإخوان المسلمين فيهم ناس سلفيّون لذوات أنفسهم مثل هذا الّذي طبع هذا الكتاب زهير الشّاوش وعصام العطّار وغيره مثلا الجماعة هدول من خيرة الإخوان المسلمين ويختلفون تماما عن سعيد رمضان وأمثاله ممّن كانوا يعتبرون من حواريّ حسن البنّا لأنّ هؤلاء خالطتهم السّلفيّة ودخلت إلى قلوبهم لكن في حدود لا تتعارض مع دعوتهم الحزبيّة فظلّوا إخوانيّين وهؤلاء بلا شكّ خير من أولئك لكن مع ذلك هؤلاء لا يستطيعون أن ينقدوا حسن البنّا .

السائل : شيخنا لكم حسب ما بلغنا جواب على رسالة جاءتكم من عبد الرّحمان عبد الخالق حول الإنتماء إلى الجماعات فنحن نحتاج إلى هذا الجواب خصوصا وأنّ الأخ عبد الرّحمان وفّقه الله في هذه الآونة أخذ ينشر أشياء كثيرة تدافع عن الحزبيّة وعن الإنتماءات بالحقّ وبالباطل بل بالباطل كثيرا ويتّبع أسلوب التّمويه ويتعمّد أنّ الكلام الّذي يقوله هو كلام لا يخالفه فيه أحد ويصطنع أمورا لا وجود لها كأن يقول الّذين يقولون بعدم الانتماء إلى الجماعات هم في الواقع يحرّمون الإجتماع على عمل الخير ؟

الشيخ : الله أكبر .

السائل : لا يجتمع مثلا اثنان أو ثلاثة أو مجموعة من أجل أن يعملوا الخير وهذا أحد يقول به لكن كما قلت الرّجل يصطنع أشياء ويبني عليها قصورا وعلالي ؟

الشيخ : ندعو الله له أن يهديه .

السائل : يا شيخنا كتاب اسمه الإخوان المسلمون رؤية من الداخل لمحمود عبد الحليم هذا محمود عبد الحليم أحد تلامذة الشّيخ البنّا وأحد كبار الشّخصيّات فيقول وهو يريد أن يثني على الشيخ البنّا رحمة الله عليه وكذا يقول " وقد له درس أسبوعيّ في إحياء علوم الدّين وقد كان شغفه شديدا بهذا الكتاب " .

الشيخ : وقد كان ؟

السائل : " شغفه شديدا بهذا الكتاب حتّى أنّه كان يعدّه الموسوعة الإسلاميّة الكبرى وكان معتنيا بهذا الكتاب عناية بالغة لدرجة أنّ كلّ درس يدرّسه في شرح هذا الكتاب كان يكتبه وهذا مالم يفعله في دروسه الأخرى ويقول أريد أن أشرح هذا الكتاب في كتاب مستقلّ " ، وذكر شيء عظيم جدّا في ثنائه وإطرائه على هذا الكتاب فهو تكوينة الرّجل كان خليط عجيب كان يذهب عند يوسف الدّجوي وعند محي الدّين الخطيب وعند محمّد فريد وجدي يعني خليط كلّ واحد منهم عنده فكر معيّن ومنهج معيّن وطريقة معيّنة .

الشيخ : السّبب عم يهيّء حاله لينصب نفسه يعني داعيا إسلاميّا يرضي الجميع .

السائل : أيوه نعم صحيح .

الشيخ : ما ذيك شيء عبارته دعوتنا دعوة سلفيّة صوفيّة من الخلط العجيب هذا .

السائل : قوله حقيقة صوفيّة شيخنا له وجوده عند القوم لأنّهم بيفرّقوا بين الحقيقة والشّريعة فما قال طريقة صوفيّة قال حقيقة صوفيّة

سائل آخر : السّلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله .

سائل آخر : هذا الرّجل يؤمن بهذه الطّرق الصّوفيّة ويرى أنّها من الإسلام وكما سمعنا عندما قرأنا من المذكّرات قبل قليل .

الشيخ : أي نعم .

سائل آخر : والّذي يقرأ في هذا الكتاب لا يلمس أنّ الرّجل لديه أيّ إعتراض على الطّرق الصّوفيّة إلاّ أنّه يسلك أحيانا طريقة سعيد حوّى أو سعيد حوّى تبعه في هذه الطّريقة وهو أنه يرى أنّ التّصوّف فيه من الشّطحات وأشياء ينبغي أن يذهّب ولكن لمّا تنظر إلى حاله تجده يقع في أشياء عظيمة ولم يهذّبها ولم يهذّب نفسه عنها فإذن ما هي الأشياء قد لا تقلّ الّتي يرى تهذيبها ويرى أنّها من شطحات الصّوفيّة لا تقلّ عمّ يقع فيه أحيانا فأيّ تهذيب يقصد الرّجل كلامه يدلّ على أنّه يؤمن بهذه الطّرق وأنّه يعتقد عقائدها وأنّ رموزها عنده بالمكانة العالية وكما سمعنا البدويّ ماذا قال عنه العلماء يقول كنت عالما فاضلا كذا وتقيّا وصفه بأصاف لا يوصف بها أهل العقيدة والأئمّة أئمّة الهدى والعلماء ماذا يعرف عن البدوي البدوي كلّنا يعرف طلبة العلم الصّغار يعرفون أنّ  البدوي هذا رجل ضالّ مضلّ يفسد ولايزال الآن يعبد بعد موته ويذهب النّاس في مولده يمكن يذهب هناك إلى طنطى ويحتفل بمولده هناك ويحصل من المنكرات ما لا يعني من الأعداد الكبيرة ما لا يذهب إلى حجّ بيت الله والاعتمار أعداد كبيرة جدّا حسب ما يقول النّاس ولم تظفر هذه بكلمة واحدة من الشّيخ البنّا فيها إنكار ما نستطيع أبدا أن نقول أنّ الرّجل لا يؤمن بالصّوفيّة وبتلك العقائد الموجودة لا يستطيع أبدا ... سمعنا قبل قليل أنّه يتهكّم بعقيدة السّلفيّين وبمن يسأله عن الأحكام الشّرعيّة ويقول عدّدت له أشياء هو ذكر أشياء كثيرة وعدّد أشياء أيضا يقول وعدّدت أشياء كثيرة قال نعم أريد أن أسأل عن هذه ... يتهكم وهذا ردّ على الّذين يقولون أنّ البنّا عقيدته سلفيّة لكنّه ما استطاع أن يظهرها نظرا للأوضاع الموجودة من أجبره يكتب في المذكّرات أنّه يقدّس الشّيخ فلان ويذهب إليه ويذهب إلى الحضرة ويرقص ويشرب الشّربات ويذهب يوما كاملا على قدميه إلى القبر ثمّ يعود من القبر في آخر النّهار وفي أوّل النّهار ويصلّي الجمعة هناك شدّ رحل على الأقدام .

سائل آخر : كان له أيّام يصوم فيها عن الكلام .

سائل آخر : قرأ هذا من الكتاب وسمعناه بحروفه .

سائل آخر : لو بعض الإخوة يخرج تصوّف البنّا في المذكّرة هذا جيّد فإذا كان الأخ قد بدأ .

الشيخ : لا  كويّس هذا قد يكون لا قد يكون هذا .

سائل آخر : مصحّح .

الشيخ : أي نعم يحسن الّذي يفعل هذا

السائل : ذكرتم في ... أنّكم تريدون الرّدّ على كتاب دعوة الإخوان الطّريق إلى جماعة الإخوان المسلمين فهل ؟

سائل آخر : نسأل الله أن ييسّر يا أخي هذا كتاب كتاب تجميع كلّه لكن إيش إلّي دنّسو أكثر شيء النّاشرون الكوتيون هدانا الله وإيّاهم في آخر صفحة شيخنا إيش كتبوا قالوا كتاب علميّ كذا جيّد إلى آخره وكتاب أطروحة علميّة قدّمت إلى كليّة الحديث في الجامعة الإسلاميّة والجامعة الإسلاميّة هي رمز السّلفيّة أو هي المعقل الأوّل للسلفيّة في العالم الإسلامي كتاب كذا كتاب كذا والكتاب إيش كلّه عبارة عن خلط بين السّلفيّين وأنصار السّنّة والإتيان بكلام الصّادق أمين في كتاب الدّعوة الإسلاميّة وعدم الإتيان بغيره ثمّ جعل ثلاثة أرباع الكتاب لمدح الإخوان المسلمين وإبرازهم وإخراجهم هم الرّأس كأنّه يريد أنّه الطّريق إلى جماعة الإخوان المسلمين هم الإخوان المسلمون سبحان ؟

السائل : هذا الكتاب يقال إنّه رسالة نوقشت في شعبة السّنّة وفي تاريخ مناقشتها كان الشّيخ حمّاد موجود في الشّعبة فوجئ بها قال ما سمعنا بها ولا رأيناها ؟

سائل آخر : عجيب أنا سمعت شيئا من هذا ؟

السائل : ... على كلّ حال الموجودون في الجامعة ما كانوا يعلمون عن مناقشة هذه الرّسالة ونوقشت هي في صالة ولم تناقش الصّالة العامّة وإنّما نوقشت في أحد المباني أو لعلّه في صالة الدّراسات العليا في الجامعة وما حضر أو ما دعي إليها إلاّ عدد قليل والمشرف عليها والمناقش هناك معروفون أيضا باتّجاههم ؟

سائل آخر : السّلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته .

السائل : باتّجاههم واتّجاههم معروف ليس اتّجاها سلفيّا زد على هذا أنّها نوقشت في زمن بعض رؤساء الجامعة الإسلاميّة الّذين أيضا كذلك يؤيّدون ذاك الفكر وذاك الإتّجاه ففي الواقع ما يحسن لا بإخواننا الكويتيّين ولا بغيرهم من إخواننا أن يقولوا عن هذه الرسالة أنّها رسالة تتّفق مع منهج الجامعة أو أنّ الجامعة تؤيّد ما في هذه الرّسالة وأنّ المشائخ في الجامعة يتبنّون ما في هذه الرّسالة بل هذه الرّسالة لا تتّفق مع منهج الجامعة وهي ليست رسالة علميّة في الواقع دقيقة ولا ننصف صاحبها وإنّما صاحبها يفهم الإسلام في إطار الجماعات ولايفهم الجماعات في إطار الإسلام فحاول أن يصول و يجول ويرفض الجماعات ويجهز عليها جميعا حتّى لم تبق إلاّ جماعة الإخوان المسلمين فأبرزها على أنّها هي الجماعة الشّموليّة وهي الجماعة الّتي تصلح ليعني .

الشيخ : لقيادة الأمّة .

السائل : لقيادة الأمّة الإسلاميّة لما فيها كيت وكيت من المزايا فهو يجهل المسكين أنّ دعوة الإسلام وأنّ من جاء بدعوة يجب أن يعرضها على كتاب الله وعلى سنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم وهذه من سيّئات هذه الجماعات من سيّئات وجود هذه الجماعات أنّ بعض السّذج حتّى طلبة العلم يفهمون أنّ دعوة الإسلام لا تخرج عن هذه الجماعات بدل أن يفكّروا أنّ هذه الجماعات قد تخرج عن دعوة الإسلام فتعرض على كتاب الله وعلى سنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ومنهج السّلف وتظهر عيوبها جميعا لأنّها كلّها تلتزم بالبدع الجماعات هذه الّتي لها انتماء ولها قادة ولا تلتزم كتاب الله ولا سنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم هذا الرّجل من هذا الصّنف وهم كثر يظنّ أنّ دعوة الإسلام لا تخرج عن الجماعات  فهو كأنّما ظنّ إذا أحسنّا به الظّنّ أنّ دعوة الإسلام لا تخرج عن الجماعات ولا بدّ أن يختار جماعة ويجعلها هي جماعة المسلمين فاختار جماعة الإخوان المسلمين بعد أن نقد الجماعات الأخرى ولم يمسّ جماعة الإخوان المسلمين بنقد إلاّ يمكن أشياء يعني طفيفة جدّا وذلك حتّى لا يجرّحها وهو يريد أن يجعلها هي الجماعة جماعة المسلمين وكما يقول الشيخ ربّما ذرّ الرّماد في العيون فينبغي أن لا يكون لهذه الرّسالة صدى عند طلبة العلم وأنّهم يكتبون في الرّدّ عليها ويتحقّقون حتّى من الظّروف الّتي نوقشت فيها وينظرون إلى المشرف وإلى المناقش حتّى يعني يبرّؤوا الجامعة من هذه ربّما يقول قائل لماذا لا تتبرّأ الجامعة من هذه الرّسالة ما ندري لعلّ الجامعة تفعل ولكن أيضا الجامعة لا يضرّها أن تكون رسالة نوقشت من جانب بعيد ونسيت ولا تغضب لكون شخص لكونه أحد طلبة العلم أو العلماء يأتي ويقول إنّ هذه الرّسالة لا تتفّق مع منهج الجامعة ولا يقرّها مشايخ الجامعة بل هذا والله خدمة للجامعة .

الشيخ : متى كانت هذه الرّسالة مناقشة من كم سنة تقريبا .

السائل : موجود على الكتاب لكن ما أتذكّر ... إنّها رسالة سيّئة .

سائل آخر : سيّئة جدّا .

السائل : وقد طبعت طباعات كثيرة جدّا وانتشرت في كلّ مكان وأكبر ما يخدع بالرّسالة أنّهم يقولون هذه رسالة علميّة لا ينتمي صاحبها إلى أيّ من الجماعات رسالة متجرّدة ليس لصاحبها أيّ انتماء ويأتي الطّلبة إلى الجامعة سمعت أنّهم أوّل ما يأتي الطّالب يسلّمونه خصوصا إذا جاء من أمريكا أو من تلك الدّول وهو لا يعرف شيئا عن هذه الدّعوات يقدّمون له هديّة من هذا الكتاب ... يقدمونها دعاة الإخوان الموجودون يحاولون أن يستقبلوا هذا الشّخص أو يذهبوا إليه ويقدّمون له نسخة من هذا الكتاب ويقولون له اقرأ وقد ذكر أحد الإخوة الأمريكيّين في شعبة اللّغة العربيّة في الجامعة أنّهم جاؤوا له بالكتاب وقالوا له هذا الكتاب اقرأه هذا الكتاب لا ينتمي صاحبه إلى الجماعات وهو كتاب جيّد وستستفيد منه قال لمّا قرأته قلت هذه دعوة الإخوان قالوا  كيف لا أبدا .

الشيخ : يرحمك الله .

السّائل : عنده معرفة بالإخوان فردّ إليهم الكتاب وقال لا هذا الكتاب كتاب إخوانيّ قالوا أبدا هذا الكتاب صاحبه لا ينتمي قال لا أبد هذا الكتاب إخوانيّ  قبل أن يعرفه قبل .

سائل آخر : كلّ من يقرأ هذا الكتاب يشعر بهذا تماما يوصل به يقينا أنّ الرّجل إخواني يعني متعصّب من الأشياء شيخنا الّتي نقلها عن غيره ممّن نقد السّلفيّة فضلا عن غيرها يعني يقولها مسلّمات ولا يناقش أيّ شيء وبالأخصّ الكتاب الذي المعروف عند الجميع وهو كتاب الدّعوة الإسلاميّة والفروض الشّرعيّة وظهور البشريّة لعبد الله عزّام هذا الكتاب المعلومات الّتي فيه معلومات ضعيفة وهزيلة ومتناقضة والخطأ فيها كبير جدّا ومع ذلك لأنّه ردّ فيه على السّلفيّين أوردها نقلا حرفيّا ولم يناقشها أيّ شيء .

السائل : أنتم ذكرتم لعلّكم في التّصفية والتّربية أنّكم ما قطعتم بأنّ الكتاب لعبد الله عزّام علي حسن عبد الحميد أنّ الكتاب يعني عبد الله عزّام يعني أو يقال أنّه أنّ الّذي الّذي كتبه عبد الله عزّام بدون جزم لكن زوجته كما قلنا في أحد أعداد المسلمون ذكرت أنّه أوّل كتاب من كتبه قالت ولكن لا يجمع عليه .

سائل لآخر : في المقابلة الّتي أجروها معها صبيحة وفاة الشّيخ رحمة الله عليه .

السائل : ذكرت إيش .

سائل آخر : ذكرت إنّه كتاب الدّعوة الإسلاميّة والفروض الشّرعيّة للشيخ عبد الله ...

السائل : فضيلة الشّيخ .

الشيخ : بدّك تسجّل شيء يعني مقدّمة ... إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله (( يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون )) (( يا أيّها النّاس اتقّوا ربّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منها رجالا كثيرا ونساء واتّقوا الله الّذي تسّاءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) ، أمّا بعد فإنّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه و آله وسلّم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار وبعد فإنّ من الأساليب الّتي جاء ذكرها في الكتاب والسّنّة لتلقّي العلم هو السّؤال عمّ يهمّ المسلم ممّا يتعلّق بأمور دينه والتّفقّه في شريعة ربّه تبارك وتعالى كم جاء في قوله عزّ وجلّ (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) ، وكما في قول النّبيّ صلّى الله عليه وآله سلّم في الحديث الّذي جاء ذكره في بعض السّنن كسنن أبي داوود رحمه الله من حديث جابر رضي الله تعالى عنه في قصّة ذلك الرّجل الّذي شجّ رأسه وكان يجاهد مع بعض الصّحابة المشركين ثمّ احتلم ذات ليلة فلمّا أصبح به الصّباح ووجد نفسه قد احتلم ولكن في بدنه جراحات أصابته من بعض تلك المعارك سأل من حوله من بعض الصّحابة هل يجدون له رخصة في أن لا يغتسل لما به من الجراحات فأفتوه بأنّه لا بدّ له من الغسل فاستجاب لفتواهم واغتسل فكان في ذلك حتفه وهلاكه ولمّا بلغ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم " ويرحمكم الله " وفاته في هذه الحالة أجابهم أو قال عليه الصّلاة والسّلام ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنّ شفاء العيّ السّؤال ) ، والشّاهد ثمّ قال عليه السّلام في تمام الحديث الّذي ثبت بمجموع طريقين له أو أكثر ( إنّما كان يكفيه أن يتيمّم ) والشّاهد من الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد علّم النّاس بوجوب أن يسألوا أهل العلم تطبيقا للآية السّابقة (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) وعلى هذا فقد جرينا في كثير من مجالسنا أن نتلقّى الأسئلة من بعض إخواننا الجالسين لكي نتوجّه بالجواب عليها إذا كان عندنا شيء من العلم حولها وعلى هذا فإذا كان عند بعض إخواننا الحاضرين بعض الأسئلة فأرجو أن أسمعها لكي نتعاون مع بعض إخواننا من الأساتذة الحاضرين على الإجابة عليها إن شاء الله تبارك وتعالى ... إن كتبت الأسئلة فلعلّه كذلك أفضل ,إن لم يتيسّر إلاّ توجيه السّؤال مباشرة فلا مانع من ذلك تفضّل .

السائل : منهج السّلف في الصّفات في آيات الصّفات وأحاديثها يقولون نمرّها كما جاءت أو يعني قد يأتي أنّها لا تفسّر ما يفسّر شيئا منها ومن فسّر شيئا منها فهو جهميّ أو كذا ونريد توضيحا هل أحاديث الصّفات يفهم معناها أو يفوّض معناها وجزاكم الله خيرا ؟

الشيخ : وإيّاكم ، الّذي نفهمه من هذه الكلمة وهي قولهم نمرّها كما جاءت أي نفهمها على ظاهرها ودلالتها في الأسلوب العربيّ دون أن نسلّط عليها معول التّأويل الّذي هو أشبه ما يكون بالتّحريف والتّعطيل وليس المقصود بداهة من هذه الكلمة أن نقرأها وأن لانفهم معناها وقد جاءت هذه الصّفات بلسان عربيّ مبين في الكتاب والسّنّة فلا بدّ من فهمها ثمّ المرور على ظاهرها دون تأويل لها أو تعطيل لمعناها وعلى هذا جرى علماء السّلف في تفسير آيات الصّفات ولم نجد عن أحد منهم أنّ آيات الصّفات وأحاديث الصّفات لا تفهم وأنّ هذا هو المعنى من قول بعض السّلف " أمرّوها كما جاءت " ليس هذا هو المراد وإنّما المراد إمرارها بفهم معناها وفي ذلك إثبات الصّفات بالمعنى العربيّ المتبادر للأذهان وليس عدم فهمها لأنّ مؤدّى ذلك أن لا نصف الله تبارك وتعالى بشيء ممّا وصف به نفسه وهذا هو عين التّعطيل وجاء عن بعض أئمّتنا ابن القيّم رحمه الله تبارك وتعالى أو شيخه ابن تيميّة حينما قال " المجسّم يعبد صنما والمعطّل يعبد عدما " تعطيل الصّفات وعدم فهمها هو ما يؤدّي إلى الإنكار لوجود الله تبارك وتعالى وإلى هذا أشار ابن القيّم رحمه الله في كلمته الأخيرة المجسّم يعبد صنما والمعطّل يعبد عدما هذا الّذي نفهمه من هذه الكلمات هذا الصّواب الّذي لاريب فيه .

السائل : شيخ من هم أهل الفترة وما حكمهم في الآخرة وهل أهل الجاهليّة يعتبرون من أهل الفترة ؟

الشيخ : نعم المراد بأهل الفترة كلّ من لم تبلغه الدّعوة على الوجه الصّحيح الّذي جاء في الشّرع ولكن ليس من المستطاع تحديد كلّ فرد من أفراد أهل الفترة لأنّ هذا أوّلا ليس بالمستطاع بالنّسبة للبشر وثانيا لم يرد مثل هذا التّحديد عن الله ورسوله ثمّ هذه التّسمية أهل الفترة وإطلاقها على من لم تبلغهم الدّعوة هو اصطلاح علمي لا مانع منه لأنّ لكلّ قوم أن يصطلحوا على ما شاؤوا بشرط أن لايكون في اصطلاحهم شيء من المخالفة لنصّ من نصوص الكتاب أو السّنّة نحن نجد في القرآن مثل قول ربّ الأنام (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا ))، ولله الحجّة البالغة ولو شاء لهدى الله النّاس جميعا أمّا أن نقول إنّ العصر الفلاني أو الزّمن الفلاني هم كلّهم أفرادا وجماعات هم من أهل الفترة هذا أمر مستحيل لكنّنا نقول من كان من أهل الفترة بالمعنى الّذي أشارت إليه الآية أي لم تبلغه الدّعوة ولم تبلغه دعوة نبيّ أو رسول فهو الّذي نستطيع أن نقوله إنّه لا يعذّب يوم القيامة من لم تبلغه الدّعوة أمّا من هم وفي أيّ زمن هم هذا لاسبيل إلى تحديده بل قد يمكن أن يوجد أهل الفترة في كلّ زمان سواء كان هذا الزّمان قبل الإسلام أو بعد الإسلام أمّا الّذين كانوا قبل بعثة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من العرب في الجاهليّة فهو ممّا يدخل في كلامي السّابق لا يمكن أن نقول إنّهم جميعا ليسوا من أهل الفترة الّذين لم تبلغهم الدّعوة أم إنّهم من أهل الفترة كلّهم لم تبلغهم الدّعوة لا يمكن أن يقال لا هذا ولا هذا بهذا الإطلاق والعموم والشّمول ولكنّنا نعتقد أنّ كلاّ من النّوعين كان موجودا أي كان في العرب أي من بلغتهم الدّعوة وكان فيهم من لم تبلغهم الدّعوة فإذا جاء النّصّ عن الله ورسوله يحدّد أنّ فلانا لم تبلغه الدّعوة قلنا بعينه بأنّه لم تبلغه الدّعوة والعكس بالعكس تماما إذا جاء النّصّ عن شخص معيّن إمّا أنّه لم تبلغه الدّعوة أو جاءنا لازم ذلك أي إنّه من أهل النّار فذلك يستلزم أن يكون قد بلغته الدّعوة لأنّ الله يقول كما ذكرنا آنفا (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا )) فقبل بعثة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كانت هناك رسالة إبراهيم وإسماعيل وكانت آثارها في العرب لا تزال قائمة وبخاصّة في مكّة المشرّفة والمقدّسة من الله تبارك وتعالى ببناء إبراهيم الكعبة فيها وعبادة الله عزّ و جلّ فيها هو وولده إسماعيل ومن استجاب لدعوتهما فإسمكاعيل عليه السّلام كان قد أرسل إلى العرب ودعوته استمرّت ظاهرة جليّة في البلاد العربيّة وبخاصّة في عاصمتها مكّة واستمرّت هذه الدّعوة في العرب ما شاء الله وكان فيهم إلى قبيل بعثة الرّسول عليه السّلام من يعبد الله وحده لا شريك له وإن كانت غالبيّة العرب قد وقعوا في الشّرك وهذا الأمر أعني وقوعهم في الشّرك وعبادتهم لغير الله عزّ وجلّ هذا أمر لا يحتاج إلى كثير من البحث وإنّما هذا البحث الّذي ينبغي أن نوجّه الكلام فيه هل كلّ من كان قبل الرّسول عليه السّلام لم تبلغه الدّعوة من هؤلاء العرب فهم غير مؤاخذين وغير مخلّدين في النّار الجواب هذه الكليّة باطلة لا يجوز إطلاقها أن يقول قائل كلّ من كان قبل بعثة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهو من أهل الفترة ذلك لأنّ لدينا أحاديث كثيرة وكثيرة جدّا تصرّح بأنّ بعض من كانوا في الجاهليّة قبل بعثة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هم من أهل النّار فأظنّ أنّ مثل هذه الأحاديث لا تخفى على أحد من الحاضرين بل ولا على أحد من طلاّب العلم من غيرهم إلاّ أنّ بعض هؤلاء المشار إليهم من غير الحاضرين إن شاء الله عندهم بعض الشّبه والإشكالات حول هذه النّصوص الّتي أشرت إليها بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و آله وسلّم قد أخبر عن بعض من كان قبل بعثته من العرب وقد يكونون أو يكون بعضهم من أقاربه عليه الصّلاة والسّلام بل من أقرب النّاس إليه وقد شهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه في النّار فيأتي هنا الإشكال ويحاول بعض النّاس بالإطاحة بالإشكال من أصله بالحكم على الأحاديث الّتي وردت بعدم الصّحة ذلك بزعمهم لأنّها تتنافى مع كون العرب الّذين كانوا قبل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هم من أهل الفترة فلذلك أنا أريد أن ألفت النّظر إلى شيئين قد سبق أن ذكرت آنفا أحدهما وهو أنّه لا يمكن أن يقال قولا مطلقا بأنّ كلّ من كانوا قبل بعثة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من العرب كانوا من أهل الفترة أي من الّذين لم تبلغهم الدّعوة وحينذاك لا يصحّ الاستدلال بردّ هذه الأحاديث الّتي أشرت إليها وسيأتي التّنصيص على بعضها لا يجوز ردّها بمثل الآية السّابقة (( و ما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا ))، لأنّنا سنقول هذه الآية محكمة ولكن تطبيقها على كلّ فرد من الأفراد الّذين كانوا في الأمّة قد أرسل إليهم رسول لا يمكننا أن نقول إنّ كلّ فرد لم تبلغه الدّعوة أو على العكس من ذلك والعكس ليس موضع إشكال وهو أنّ كلّ فرد قد بلغتهم الدّعوة لا نقول بلغتهم الدّعوة فردا فردا كما أنّنا لا نقول لم تبلغهم الدّعوة فردا فردا من لم تبلغه الدّعوة فهو من أهل الفترة الّذين لايعذّبون بكفرهم وضلالهم فحينئذ إنّما نقف أمام أحاديث صحيحة يصرّح فيها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إنّ فلانا وفلانا من أهل النّار فلا يجوز أن يقال في هذه الحالة أنّ هذا ليس صحيحا لأنّه كان من أهل الفترة لأنّنا سنقول ما يدريك أنّه أو أنّهم من أهل الفترة وقد قال عليه الصّلاة والسّلام فيهم أنّهم من أهل النّار كما جاء في الصّحيحين مثلا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرّ ذات يوم راكبا على دابّته فشمست به وكادت أن ترميه فنظر فوجد قبرين فسأل من كان معه من الصّحابة متى مات هؤلاء قالوا في الجاهليّة فقال عليه الصّلاة والسّلام ( لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر )، فالشّاهد من هذا الحديث أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم شهد بأنّ هذين المقبورين ماتا في الجاهليّة ومع ذلك فإنّهما يعذّبان ولو قال عليه السّلام  ( لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ) هذا العذاب الّذي شمست به دابّته خوفا من هذا العذاب الّذي سمعته الدّابة فهذا العذاب كان منصبّا على رجلين ماتا في الجاهليّة فحينئذ لازم هذا الحديث وأمثاله أنّهما ماتا على الشّرك وعلى الضّلال من جهة وانّهما ليسوا ممّن لم تبلغهم الدّعوة لأنّهم لو كانوا كذلك لم يستحقّوا العذاب بصريح الآية السّابقة (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا )) كذلك قد جاء في غير ما حديث أنّ النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم سئل عن بعض الأجواد الكرماء الّذين كان يضرب بهم المثل بجودهم وكرمهم ممّن ماتوا في الجاهليّة هل نفعهم شيء من ذلك قال ( لا إنّه لم يقل يوما ما ربّ اغفر خطيئتي يوم الدّين ) وأخيرا نأتي إلى مشكلة المشاكل بالنّسبة لبعض الكتّاب المعاصرين الّذي يتّكؤون على قاعدة أهل الفترة غير معذّبين فيردّون هذا الحديث الأخير أمّا ما سبق ذكره من الأحاديث فهذا يهمّهم أن يتعرّضوا لذكرها سلبا أو إيجابا لأنّها لاعلاقة لها بعواطفهم بخلاف الحديث الّذي سأذكره آتيا ألا وهو قوله عليه الصّلاة والسّلام ( إنّي استأذنت ربّي في أن أزور قبر أمّي فأذن لي واستأذنته في أن أستغفر لها فلم يأذن لي )، فهذا الحديث باعتباره يتعلّق بوالدة النّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي هو سيّد البشر فكثير من النّاس الّذين يستسلمون لعواطفهم دون أن يحكّموا فيها شريعة ربّهم وأن يسلّموا لها تسليما يكبر عليهم جدّا أن يتقبّلوه كما هو واجب كلّ مسلم في أن يكون موقفه تجاه حكم من أحكامه الله عزّ وجلّ كما قال تبارك وتعالى (( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في صدورهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما )) فهم لا يسلّمون لهذا الحديث تسليما كما أمرهم الله وعزّ وجلّ في الآية المذكورة لأنّهم لا تتّسع قلوبهم بأن يعتقدوا بأنّ أمّ سيّد البشر هي من أهل النّار مع علمهم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في حديث معروف في صحيح مسلم ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) والله عزّ وجلّ يقول (( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون )) فالأنساب يوم القيامة بالنّسبة لمن مات على الشّرك فلا فائدة منه إطلاقا وهذا الحديث بخصوصه يدخل في هذا العموم أنّ النّسب لا يفيد صاحبه إذا لم يكن مؤمنا بالله ورسوله فقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( واستأذنت ربّي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي ) دليل واضح جدّا أنّ والدة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هي من أهل النّار مع أنّها ماتت قبل أن يشبّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فضلا عن أنّها ماتت قبل بعثته صلّى الله عليه وآله وسلّم فهي إذن ماتت في الجاهليّة فهل هي من أهل الفترة أي الّذين لم تبلغهم الدّعوة الجواب لو كانت كذلك لما أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن للنّبيّ  صلّى الله عليه وسلّم بأن يستغفر لها فإذن هي ماتت على الشّرك فمن مات على الشّرك فلا تنفعه شفاعة الشّافعين كذلك الحديث الآخر ولعلّه عند بعض النّاس أشهر وهو أيضا في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ( أنّ رجلا جاء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال يارسول الله أين أبي قال في النّار ) ثمّ انصرف الرّجل فقال عليه الصّلاة السّلام ( هاتوا الرّجل فلمّا رجع قال له صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ أبي وأباك في النّار ) فحكمه أيضا عليه الصّلاة والسّلام في هذا الحديث على والده الّذي كان سبب وجوده أنّه من أهل النّار لدليل واضح أنّه ليس من أهل الفترة الّذين لم تبلغهم الدّعوة لأنّه لو كان كذلك لم يكن أيضا من أهل النّار بهذه الأحاديث لا يجوز لنا أن نقول إنّ كلّ من كان قبل بعثة الرّسول عليه السّلام من المشركين هو من أهل الفترة لأنّنا بذلك نضرب أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم دونما حجّة من عند أنفسنا إلاّ التّمسّك بعمومات لا تفيد بالنّسبة للنّصوص الخاصّة وحينئذ وجب الجمع بين ما دلّت عليه الآية وما في معناها أنّ الله عزّ وجلّ لا يعذّب أحدا من عبده إلاّ بعد إرسال الرّسول إليه ولعل ّمن المفيد أن نذكر هنا شبهة أخرى تعترض سبيل أولئك الشّاكّين في بعض هذه الأحاديث المقطوع بصحّتها عند أهل العلم حينما يقولون إنّ هؤلاء الأفراد الّذين جاءت الأحاديث لتصرّح بأنّهم من أهل النّار لم تبلغهم الدّعوة فنقول حينذاك ماهو الدّليل عندكم أنّ هذا الجنس من النّاس المعذّبين ممّن ماتوا في الجاهليّة ما هو الدّليل عندكم في النّفي الّذي تذكرونه أي قولهم لم تبلغهم الدّعوة لا يجدون جوابا إلاّ أن يقولوا نحن نعلم يقينا إنّ أبوي الرّسول مثلا وبعض أولئك الكرام الّذين ماتوا في الجاهليّة نعلم يقينا أنّهم ما أرسل إليهم رسول هنا لابدّ أن نقف قليلا حينما قال الله عزّ وجلّ (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا )) هل المقصود ببعثة الرّسول الّتي تقوم الحجّة بها على النّاس الّذين جحدوها وكفروا بها أن يأتيهم رسول بشخصه ومعه الدّعوة من ربّه إليهم أن يكفي أن تصل دعوة الرّسول إلى أولئك النّاس ولو بواسطة أصحاب ذلك الرّسول أو الّذين جاؤوا من بعدهم هنا دقّة الموضوع وأظنّ أنّه لايستطيع أحد أن يفسّر الآية (( وما كنّا معذبّين حتّى نبعث رسولا )) أنّ المقصود ببعثة الرّسول بشخصه فقط أو بمعنى إذا مات الرّسول ماتت الدّعوة وأنّ هذه الدّعوة لو بلغت ناسا بواسطة أتباع الرّسول الأوّلين أو أتباع أتباعهم وهكذا فلا تقوم حجّة الله على النّاس إلاّ في حالة بعثة الرّسول بشخصه فقط لا أعتقد أنّ أحدا يضّيق معنى الآية فيقول (( ما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا بشخصه أي كلّ قوم لابدّ أن يأتيهم رسول بشخصه بدعوته ذلك لأنّ من المعلوم أوّلا بالنّص قوله عليه الصّلاة والسّلام ( فضّلت على الأنبياء قبلي بخمس خصال ) وذكر فيها عليه الصّلاة والسّلام قوله ( وأنّه كان النّبيّ يبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى النّاس كافّة )، قوله عليه السّلام وبعثت إلى النّاس كافّة مع قوله تعالى (( وما أرسلناك إلاّ كافّة للنّاس بشيرا ونذيرا )) وقوله (( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين )) كلّ هذا وذاك يدلّ على أنّ بعثة الرّسول عليه السّلام ليست فقط لشخصه بل وببلوغ الدّعوة إلى من بعد وفاته عليه الصّلاة والسّلام كذلك نقول حينما قال عليه السّلام ( وكان النبّيّ يبعث إلى قومه خاصّة )، لا يعني يبعث بشخصه فقط بل وبدعوته بعد وفاته عليه الصّلاة والسّلام هذه حقائق في اعتقادي لا يمكن لأحد أن يماري أو يجادل فيها لأنّه سيلزمه .