هل اكتشفت جماله الحقيقي ؟

عندما تكون عقولنا أسيرة للتحيز أو التصورات أو الأحكام المسبقة فإننا لن نرى أبدًا جمال أو حقيقة أي شيء، لذلك إذا كان عندك تصورات سلبية عن الإسلام، أو قرأت أو سمعت عنه من مصادر غير موثوقة أو غير دقيقة أو من مصادر منحازة تحاول تشويه الإسلام والمسلمين لأسباب وأغراض عديدة؛ فإننا ندعوك لقراءة هذه الرسالة التي تبين حقيقة الإسلام وبعض محاسنه.



هل اكتشفت جماله الحقيقي؟


                                                      Part (1) 
مدخل ومقدمة
رأس الجبل الجليدي فقط:
يقدم هذا الكتاب مجرد بعض الأمثلة من جماله الحقيقي و عظمته.
-    إنه يحثنا على التحلي بالنوايا الحسنة و المواقف الإيجابية وحسن الظن و الشعور الطيب تجاه الآخرين.
-    إنه يعلمنا أن نسامح الآخرين و نحب لهم ما نحب لأنفسنا.
-    إنه يحفزنا على التبسم و بشاشة الوجه و اللطف مع الآخرين بصدق و إخلاص.
-    إنه يوجهنا أن نتصرف مع الآخرين بلباقة.
-    إنه يأمرنا بالخلق الحسن و السلوك المحترم مع الناس.
-    إنه يعلمنا أن نتعامل بلطف و رحمة مع البشر و الحيوانات و الطيور .
-    إنه يرشدنا إلى احترام والدينا و المسنين و رعايتهم, و أن نحسن إلى أهلينا و أزواجنا و أبنائنا و أن نعاملهم باللطف و المودة.
-    إنه يحثنا على النظافة و النقاء في القلب و الجسم و البيئة من حولنا و أن نزيل الأذى عن الطريق.
-    إنه يشجعنا على مساعدة و إطعام الضعفاء و الفقراء و المحتاجين و المعاقين و مساندتهم.
-    إنه يوجهنا إلى التفكير و التأمل و استخدام العقل و أن نبني أحكامنا على الدليل الصحيح. 
                               
        هل اكتشفت ما هو؟

    قبل أن أفشي لك السر و تكتشف حقيقته دعني أشير إلى "أنه" أيضاً...
-    يخبرنا بأن جميع الناس سواسية بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الجنسية.
-    يأمرنا بأن لا نؤذي أو نعتدي على الآخرين، و أن لا نحتقرهم أو نضع من قدرهم.
-    يبين لنا بوضوح لماذا نحن هنا، من أوجدنا، إلى أين نحن متجهون، و ما مثوانا الأخير.
-    يرشدنا إلى أن نعيش في سلام و علاقات طيبة مع الله (الخالق) و مع النفس و مع الآخرين.
-    يجيب بوضوح عن أسئلتنا المهمة و الحاسمة.
في الحقيقة، إنه  يدل إلى الحق المطلق و النجاح و الطمأنينة و السعادة الحقيقية و الخلاص و الحياة الأبدية و الفوز العظيم.
هل تصدق أن هذا الاكتشاف الرائع هو...
...الإسلام ؟

عندما تكون عقولنا أسيرة للتحيز أو التصورات أو الأحكام المسبقة؛           
فإننا لن نرى أبداً جمال أو حقيقة أي شيء!

    ربما تكون عندك تصورات سلبية عن الإسلام. وربما تنظر إلى الإسلام فقط كما تعرضه وسائل الإعلام من خلال حديثها و تغطيتها عن الإرهابيين – أولئك القلة الذين يسلكون طريق التطرف و الإرهاب بغض النظر عن الدين أو الجنس (العرق) أو الجنسية التي ينتسبون إليها، أو ربما قد قرأت أو سمعت عن الإسلام من مصادر غير موثوقة و غير دقيقة أو من مصادر منحازة تحاول تشويه الإسلام و المسلمين لأسباب و أغراض عديدة.
    لذلك، أدعوك لقراءة هذا الكتاب بموضوعية و بعقل متفتح، و الاستمتاع بما يعرض الكتاب من جمال الإسلام و محاسنه و وضوحه و سهولته.
    وكأمثلة على وضوحه و جماله و عظمته، فإن الإسلام يتميز بما يلي:
-    الوضوح حول خلق الكون.
-    الوضوح حول خلقنا.   
-    الوضوح حول روحانيتنا (الجوانب الروحانية الصحيحة).
-    الوضوح و النقاء في مفهوم الإله.
-    الوضوح في مفهوم العبادة.
-    الوضوح في طريقة تحقيق السعادة الحقيقية و السرور المطلق.
-    الوضوح حول اليوم الآخر.
-    الوضوح حول مثوانا الأخير (الجنة و النار).
    وقبل أن نقلع في هذه الرحلة لاكتشاف جمال الإسلام و عظمته دعونا نتذكر هذه التعريفات الإسلامية الجوهرية:
الله (سبحانه و تعالى):
الله هو اسم الإله الواحد الحق الخالق في اللغة العربية. يعلمنا الإسلام بأن الله هو الإله الحق لكافة البشر. إن اليهود و النصارى العرب يستخدمون هذا الاسم (الله) إشارة إلى الإله (God).
محمد:
هو آخر نبي أرسله الله الواحد الحق إلى الناس كافة.
 الإسلام:
يعني التسليم و الطاعة والاستسلام لله الواحد الحق.
المسلم:
هو من آمن بالله وأسلم له وأطاعه واتبع النبي محمد T.
القرآن الكريم:
هو كلام الله الموحى به إلى النبي محمد   T، وهو آخر الكتب التي أنزلها الله تعالى.












                                                      Part (2) 

الإجابة عن أسئلة البشرية الحاسمة
إن الإسلام يجيب عن أسئلة البشرية الهامة و الحاسمة مثل:
1-     ما الحقيقة؟
2-     من خلقنا؟
3-     من هو إلهنا الحق؟
4-     من هو نبي الله (الخاتم)؟
5-     من نعبد؟
6-     من نحن؟
7-     لماذا نحن هنا؟
8-     ماذا بعد الموت؟
9-     ما هي الحياة الآخرة؟
10-     ما هو مثوانا (مصيرنا) الأخير، الجنة أم النار؟
11-     كيف نحصل على الطمأنينة الصادقة، و كيف نحقق النجاح و السعادة الحقيقية؟
12-     كيف نفوز بالحياة الأبدية؟

بعقل و قلب معدين (جاهزين) لاكتشاف الحقيقة فضلاً اقرأ بصدق و أمانة و احكم بنفسك.

ما الحقيقة ؟
    يقرر الإسلام بأن الله الواحد الحق قد خلق كل الخلق. إنه هو هذا الإله العظيم (الله) الذي خلق جميع البشر و الحيوانات، و الأرض و جبالها و محيطاتها و أنهارها و نباتاتها و غاباتها و هو الذي خلق الشمس و القمر و الكواكب و الأفلاك و الليل و النهار. فكل هذه المخلوقات التي نعلمها أو لا نعلمها أو لم يتم اكتشافها بعد هي جميعاً مجرد بعض الأمثلة على خلقه العظيم الذي لايعد و لا يحصى.
    إن الله هو خالق الحياة و الموت و الحياة التي بعد الموت (الحياة الآخرة). فهو خالق كل شيء سبحانه وتعالى.
    إلا أن البعض قد يُرجع خلقه و وجوده إلى الطبيعة أو الاختيار (الانتقاء) الطبيعي. إذا دعونا نحدد علميا معنى ما نتحدث عنه: الطبيعة. ما هي الطبيعة ؟ و ما تعريفها ؟
    أظن أنكم تتفقون معي بأن الطبيعة تشتمل على الكواكب و الأفلاك و المجرات و النباتات و الأشجار و الأودية و الجبال و المحيطات و الأنهار و الأرض و الشمس و القمر و النجوم و غيرها  من أشياء.
هل هذه الأشياء خلقت نفسها أم أنها خلقت البشر؟
    يخبرنا القرآن الكريم بكل جمال ووضوح:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ البقرة:٢١
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي ِلأَجَلٍ مُسَمًّى أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾  الزمر:٥   
﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ الأنبياء:33   

    من جانب آخر، يجادل أولئك الذين يؤمنون بالطبيعة بأنهم لا يؤمنون بالله لأنهم ببساطة لا يستطيعون رؤيته أو لمسه أو إجراء تجربة عليه – سبحانه و تعالى.
    قبل عدة سنوات، قام أحد جيراني في ولاية أوريغن (Oregon) في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) بزيارتي في منزلي. و تحدثنا حول عدة أشياء من بينها مفهوم الإله و وجوده.
    منكراً وجود الله، أخذ جاري العجوز – منفعلا - يضرب بيده على طاولة الشاي قائلاً:" أنا أؤمن بهذه الطاولة لأني أستطيع أن ألمسها... أستطيع أن أحس بها".
    محاولاً الحوار معه مستخدماً الأسلوب العقلي معه، أشرت إلى المصباح في الغرفة و سألته:
" هل تؤمن بالطاقة أو قوة التيار الكهربائية؟ "
أجاب: "بالتأكيد."
سألته: "هل تستطيع رؤية القوة أو الطاقة التي تولد الضوء؟"
"كلا" كان جوابه.
بعدها سألته هذه الأسئلة:
-    هل رأيت بعينيك المجردتين الهواء الذي نتنفسه؟
-    هل عندك مشاعر؟ ما لون مشاعرك و أحاسيسك و ما أشكالها و أحجامها؟
-    ما هو النوم؟ ما لونه و ما وزنه؟
-    كم من الأشياء نؤمن بها دون رؤيتها؟
    و في مناسبة أخرى، قابلت شابا يدعى كرس  (Chris) مع زوجته في فندق في مدينة (أوسلو) بالنروج, وفي نقاش ودي معهم سألت (كرس):" ما الغرض من الحياة؟" أجاب كرس مندهشاً: "هذه أول مرة أسمع سؤالاً مثل هذا!" و أضاف قائلاً: "أعتقد أنه ليس هناك غرض من حياتي"، و ختم بقوله: "أنا لا أؤمن بأي إله". سألته: "لماذا؟"
فأجاب: " إني لم أره." معلقاً على رده، سألته (بابتسامة):
•    هل تحب زوجتك؟
•    هل تستطيع حسياً رؤية هذا الحب؟
•    ما لون حبك؟
•    كم يزن هذا الحب؟
ماذا كان رد فعل (كرس) و زوجته؟ حاول تصوره!
    إذاً ، عدم قدرتنا على رؤية أو قياس الأشياء المجردة مثل الحب و الشعور - بشكل ملموس -  لا يقود إلى إنكار حقيقة و وجود هذا الحب أو ذلك الشعور.
    و بنفس القياس، إذا كنا لا نستطيع رؤية الله في هذه الحياة بسبب محدودية حواسنا و قدراتنا التي لا تستطيع أن تدرك عظمته، فإن هذا يجب أن لا يجعلنا ننكر وجود الله.
    إن وجود الله - سبحانه و تعالى- واضح بجلاء و يمكن تتبع أثره بسهولة في آيات و براهين غير محدودة، ظاهرة في خلق عدد لا يحصى من الذرات و الخلايا و الأنسجة و العضلات و في كل شيء مخلوق.
    إضافة إلى ذلك، فإن الآلاف من أنبياء الله و البلايين من أتباعهم عبر تاريخ الإنسانية أكدوا وجود الله و آمنوا به. فهل من المعقول و المنطق أن يتم تجاهل وعدم اعتبار شهادة كل هذه البلايين من الآيات والناس بسبب بعض النظريات التي يمكن دحضها؟ (مثل نظرية النشوء لتشارلس داروين (Charles Darwin) التي تم دحضها و رفضها بواسطة كم كبير من الأبحاث العلمية و التجريبية).
    هذه هي الحقيقة الناصعة في دين الإسلام، التي تؤكد وجود الله و توحيده فلا إله إلا الله خالق الخلق و الكون، سبحانه و تعالى.
    و نحن يجب علينا أن نؤمن بأنه لا أحد و لاشيء فوقه أو مثله. إن الله الحق خلقنا لنعرفه و نعبده وحده و أولئك الذين يعبدونه بشكل صحيح و يتبعون أوامره بشكل كامل سوف يدخلون الجنة (الحياة الأبدية). من جانب آخر، أولئك الذين يعصون الله و يتبعون شهواتهم و رغباتهم الآثمة فسوف يؤخذون إلى...
إلى أين تتوقع؟

يستطيع الواحد منا أن يحصل على السعادة الحقيقية و الطمأنينة الصادقة
فقط من خلال الإيمان بالله و التسليم له و اتباع أوامره.

من هو الإله الحق؟
يجيب القرآن الكريم بوضوح عن هذا السؤال الحاسم في هذه السورة:  بسم الله الرحمن الرحيم
  ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ • اللَّهُ الصَّمَدُ • لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ • وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ سورة الإخلاص:1-4
هذه سورة كاملة من القرآن الكريم و هذه السورة الرائعة تخبرنا بإيجاز و دقة عن الحق المطلق حول الله الواحد و طبيعته الحقيقية. إنها تجيب بوضوح عن أسئلة حاسمة و مهمة تحير الملايين من الناس.
من هذه السورة العظيمة و غيرها من نصوص قرآنية نستطيع أن نتعرف على بعض الصفات التي تميز هذا الإله الحق عن الآلهة المزعومة. و من هذه الصفات الخاصة بالله سبحانه و تعالى:
1)    الإله الحق خالق وليس مخلوقاً.
2)    الإله الحق واحد لا شريك له، وليس متعدداً، ولا والداً, ولا مولوداً.
3)     الله منزه عن تصورات الخلق، فلا تدركه الأبصار في الدنيا.
4)    الله أزلي لا يموت ولا يتغير ولا يحل ولا يتجسد في شيء من مخلوقاته.
5)    الله صمد قائم بذاته، غني عن خلقه، لا يحتاج إليهم، فليس له والد ولا والدة، ولا زوجة ولا ولد، ولا يحتاج إلى طعام أو شراب أو مساعدة من أحد. و لكن المخلوقات التي خلقها الله في حاجة إليه.
6)    الله متفرد بصفات الجلال والكمال والجمال التي لا يشاركه و لا يشابهه فيها أحد من خلقه، فليس كمثله شيء.
و يمكننا استخدام هذه المعايير و الصفات (و غيرها من الصفات التي تفرد بها الله وحده) في دحض و رفض أية آلهة مزعومة.

هل اكتشفت هذه الأسرار؟
في الحقيقة الإسلام يراعي طبيعة الفطرة التي فطرنا الله عليها، إن الله سبحانه و تعالى الذي يعلم أسرار و خواطر أنفسنا و عقولنا و قلوبنا أعلمنا بأسرار و مفاتيح الطمأنينة و الراحة لهذه الأنفس و العقول و القلوب.
    كيف تحقق راحة البال و الطمأنينة؟
1-    اعرف إلهك الحق الواحد.
2-    آمن به وحده (لا شريك له).
3-    اتبع أوامره.
4-    آمن بأنبياء الله (و النبي محمد T).
5-    اذكر الله.
6-    استغفر الله.
7-    اعبد الله وحده. 
8-    أحب للآخرين ما تحب لنفسك.
9-    كن كريماً و حاول إسعاد الآخرين.
10-    عليك بالإخلاص و التقوى.
بإيجاز، هذه عشرة مفاتيح من خلالها نستطيع أن نحقق الطمأنينة و الراحة و السلام النفسي و الاجتماعي و العالمي و هذه مستمدة من كنوز القرآن الكريم و الأحاديث النبوية.
لتلخيص هذه الفكرة، يرشدنا الإسلام من خلال مصدريه الرئيسيين: القرآن الكريم و السنة النبوية، بأنه يمكننا الحصول على السلام و السعادة و الخلاص بمعرفة الله الواحد الحق و الإيمان به الإيمان الكامل و الصادق كما يجب علينا أن نؤمن بجميع أنبياء الله (و منهم النبي محمد  T), و اتباع هداهم و تعاليمهم.
و هكذا فإن البوابة إلى حياة سعيدة و مطمئنة و أبدية هي من خلال الإيمان بهذه الشهادة و النطق بها:

أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله.

من جهة أخرى فإن الإسلام يخبرنا بأن الإيمان بالله و أنبيائه فحسب لا يكفي للحصول على الطمأنينة و السعادة و الخلاص!
بل يجب علينا أن نعمل الصالحات و نعبد الله وحده و نتبع أوامره و نجتنب نواهيه.
إن التسليم لأمر الله هو جوهر الرسالة، و هذه الكلمة (التسليم و الاستسلام لله)  تشير إلى الإسلام في اللغة العربية.
مؤكداً المعنى الحقيقي للاستسلام لله و ما أعده من أجر للذين آمنوا و عملوا الصالحات يقول الله في القرآن الكريم:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ﴾ الكهف: ١٠٧
بشكل مشابه، ينص الكتاب المقدس على مايلي:
"كما أن الجسد بدون روح هو ميت فإن الإيمان بدون الأعمال هو ميت أيضاً" (الإنجيل – جيمس 2:26)
إضافة إلى ذلك فإن نفس الإصحاح (جيمس 4:7) أشار إلى معنى الإسلام الذي تم مناقشته آنفاً.
"استسلموا إذاً لله".
إذاً المسلمون هم أتباع صادقون لعيسى و الأنبياء, إن المسلم هو الشخص الذي يستسلم و يخضع لأمر الله سبحانه و تعالى.
إن المسلمين يؤمنون بالله الحق الواحد و يعملون الصالحات و هم يطيعون و يتبعون الأوامر و الوصايا التي جاء بها الأنبياء و الرسل، مثل الإيمان بالله و الصلاة و السجود و الركوع و الصيام و الزكاة و الصدقة، و قول "إن شاء الله" و إفشاء السلام "السلام عليكم".
و هذا ما كان الأنبياء (و منهم موسى و عيسى و محمد عليهم الصلاة و السلام) يعملونه. هذه مجرد بعض الأمثلة و الأدلة التي توضح بجلاء الحقيقة و الوحدة و العالمية لهذا الدين العظيم و الجميل لجميع أنبياء الله و رسله: إنه الإسلام.
عملياً يجب على المسلم أو الشخص الذي يود أن يكون مسلماً يجب عليه الإيمان بأركان الإيمان الستة.
 
   الأركان الستة:
1-    الإيمان بالله (الإله الحق الواحد) و يشمل هذا الركن الإيمان بالله و توحيده في ألوهيته و ربوبيته و أسمائه  و صفاته و أنه لا معبود يستحق العبادة بحق سواه سبحانه و تعالى.
2-    الإيمان بملائكته و أنهم خلقوا لذكر الله و حمده و طاعته و تنفيذ أوامره.
3-    الإيمان بكتبه و يشمل ذلك كلام الله الموحى إلى موسى  و عيسى (و ليست الكتابات أو القصص المحرفة)، أما القرآن الكريم فهو آخر وحي أوحى به الله إلى النبي محمد T و قد حفظ الله القرآن الكريم من أي نقص أو زيادة أو تحريف.
4-    الإيمان برسله و يشمل ذلك نوحا و إبراهيم و موسى و عيسى و محمدا عليهم الصلاة والسلام، إذاً المسلم لا يؤمن حق الإيمان إن لم يؤمن بموسى و عيسى كأنبياء أرسلهم الله الخالق.
5-    الإيمان باليوم الآخر يوم القيامة و الحساب. إن الله يحكم بين الناس يوم القيامة حسب إيمانهم  و أعمالهم في ذلك اليوم و بعد الحكم و الحساب يعرف من سيدخل حياة سعيدة أبدية (الجنة) و من سيُقذف في نار جهنم.
6-    الإيمان بالقضاء و القدر الذي كتبه الله بعلمه المطلق. إن الإيمان بالقضاء و القدر يجعل المؤمنين يثقون بالله، فهم راضون مطمئنون بكل ما يقضيه الله و يقدره عليهم سواء كان خيراً أم شراً، إن المؤمنين بالله و قضائه لا يقنطون و لا ييأسون و لا يفقدون الأمل عندما تصيبهم الأزمات أو الصعوبات, إنهم يتجهون إلى الله سائلين العون و المعونة و التوبة. هذا  الإيمان الجميل بالله و قضائه يجعل المسلمين يشعرون بالطمأنينة و الراحة و الرضا رغم كل اعتداء و ظلم و جور و عنصرية و تشويه يتعرضون له.
بإيجاز هذه أركان الإيمان في الإسلام و التي يجب على المؤمن الصادق الإيمان بها.

الأركان الخمسة:
بالإضافة إلى أركان الإيمان، يرشدنا الإسلام أن هذا الإيمان يتبع بالعمل و الممارسة الفعلية, فالمسلم يجب أن يمارس أركان الإسلام الخمسة و أي عمل طيب بشكل عام.
و بكل بساطة و إيجاز هذه هي أركان الإسلام الخمسة.
1- الشهادتان:
(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)
هذه هي الشهادة التي يجب أن ينطق بها المرء عند دخوله الإسلام، إنها تعكس جمال الإسلام و سهولته.
2- الصلاة:
إقامة الصلوات الخمس المفروضة (و هي تشتمل على الوقوف و الركوع و السجود و قراءة مقاطع من القرآن الكريم و حمد الله و ذكره و طلب رحمته و مغفرته و جنته).
و إشارة إلى جمال الصلوات فإنها تشحننا بالطمأنينة الروحية و الراحة النفسية و العون و السكنية لأنفسنا و عقولنا و قلوبنا.
و ما يضيف إلى جمال الصلاة، بهاء الشعور بأن أنبياء الله ورسله مثل آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد كانوا يصلون و يسجدون لله سبحانه و تعالى, إذاً يسير المسلمون على هدي أنبياء الله و رسله عليهم الصلاة و السلام.
علاوة على ذلك فإن مفاهيم و دروسا جميلة أخرى كثيرة ظاهرة بجلاء في الصلاة, و يمكن تعلمها من الصلاة. على سبيل المثال حب الله و طاعته و الخضوع و التسليم له و التوحيد و الدعاء و المساواة و الإخلاص و الصبر و التواضع و الخشوع.
في الحقيقة إن ذكر الله بإخلاص و تواضع و الدعاء و الاستغفار و الصلاة لله وحده هي مفاتيح عظيمة ورائعة لراحة النفس والطمأنينة والبركة.

﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾

 ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾

3- الزكاة:
إيتاء الزكاة المفروضة للفقراء و المساكين، إن إعطاء الزكاة و الصدقة لمن يحتاجها تطهرنا من الجشع و البخل.
و هي تزكي ممتلكاتنا و أموالنا و تعلمنا الاهتمام و المشاركة التي تبني جسوراً قوية من الحب و الاحترام المتبادل بين الغني و الفقير, إنها في الحقيقة تشيع المساعدة و التعاون و التماسك و التآخي في المجتمع ككل.
4- الصوم:
الصيام أو الامتناع عن الأكل و الشرب و الجماع خلال فترة معينة من الوقت (من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) و من بعض فوائد و دروس الصوم الجميلة:
* الفوائد الروحية: إن الصيام ينمي التقوى و الإخلاص. إن شهر الصوم (رمضان) موسم عظيم للحصول على رحمة الله و مغفرته و العتق من النار و كسب الحياة الأبدية, الجنة.
* الفوائد الأخلاقية و الوجدانية: في مدرسة رمضان (الصيام) نحن نجرب الجوع و العطش الذي يعاني منه الملايين من الناس في أجزاء مختلفة في العالم. إنه يحثنا على المشاركة و العطاء و الشعور بالآخرين و التواضع  و الكرم و الطيبة.
* الفوائد التربوية: إن الصوم يعلمنا دروساً تربوية كثيرة, كمثال نتعلم  في رمضان بأن تغيير عادات سيئة أو الإقلاع عنها – مثل الإسراف في الأكل والشرب – ممكن (عمله)، إنه أيضاً يهذب سلوكنا و يدربنا على الصبر و ضبط النفس و إضافة إلى ذلك فإنه يعلمنا بأن أنبياء الله مثل محمد و موسى و عيسى عليهم الصلاة و السلام، قد صاموا أيضاً.
* الفوائد الصحية : خلال عملية الصوم يتخلص الجسم من الدهون الزائدة و المواد الضارة و يوصي الأطباء و المتخصصون في التغذية بالصيام و يصفونه بـ (حارق الفضلات) و (العلاج الوقائي), إن الصوم علاج جيد للعديد من الأمراض.
5- الحج:
يقصد الذهاب إلى مكة المكرمة لتأدية الحج الذي يجب على كل مسلم القيام به مرة واحدة في العمر (حجة الفرض) إذا كان مستطيعاً بشروط منها القدرة الجسمية و المالية و العقلية . إن جمال الحج و محاسنه و دروسه و منافعه كثيرة و متعددة .
إن ملايين من المؤمنين (من ألوان وأجناس وأماكن مختلفة من العالم) يلبون دعوة (نداء) إبراهيم عليه السلام.
كما أن مبادئ و مفاهيم رائعة يمكن أن ترى ماثلة خلال الحج منها: التوحيد و الاستسلام و الطاعة لله و الأخوة الإسلامية و الوحدة و الصبر و التضحية و الصلاة و الصدقة و الصيام و غيرها من منافع. إن موسم الحج يشهد أكبر مؤتمر ديني. إنه تجمع فريد من نوعه في التاريخ البشري.
في هذا الملتقى العظيم لكل الأجناس و الألوان لعبادة إله واحد فقط و اتباع رسالة واحدة فحسب، تعلم الحاج مالكوم x و آخرون الدرس و اكتشفوا جمال العقيدة الصحيحة و الأخوة الإسلامية و المساواة عندما ذهبوا إلى مكة لتأدية الحج.
يقول الحاج مالكوم x (من قادة الأمريكان السود في الولايات المتحدة الأمريكية): "إن حجي وسع نظرتي و إدراكي, إنه وهبني فهماً جديداً خلال أسبوعين في الأراضي المقدسة، رأيت ما لم أره في تسع و ثلاثين سنة هنا في أمريكا، لقد رأيت كل الأجناس و كل الألوان من أصحاب العيون الزرقاء إلى الأفارقة ذوي البشرة السوداء في أخوة حقيقية... في وحدة! يعيشون كشخص واحد و يعبدون الله سواسية كجسد واحد."


Part ( 3 )
جمال القرآن الكريم و نقاؤه
القرآن الكريم هو الدستور الذي أوحاه الله لينظم ويحكم حياة الإنسان, إنه يعرض الحق و يدعو الناس إلى طريق الحق.
إنه يشتمل على أخبار و معلومات حول البشر و مصيرهم.
إن القرآن الكريم يعلم الناس و يرفعهم إلى أعلى المستويات الروحية و الأخلاقية و العقلية و الاجتماعية، عندما يعملون على فهمه و تدبره و تطبيق تعاليمه.
القرآن الكريم معجزة خالدة أعطي لنبي الله الخاتم (الأخير) محمد T دليلاً على نبوته. و القرآن فريد من نوعه و لا يحاكى على الإطلاق، و رغم أنه أوحي به إلى محمد T قبل أربعة عشر قرناً مضت، إلا أنه يبقى حتى اليوم محفوظاً لم يُحرف أو يُبدلْ في (شكله و محتواه) بلغته العربية الأصلية.
و حيث إنَ الهدف الرئيسي من هذا الكتاب هو تقديم بعض الأمثلة على جمال الإسلام و مفاهيمه و أركانه العظيمة، فلن أتحدث عن تاريخ القرآن و صحته (عدم تغيره أو تحريفه) فهو الوحي الخاتم الموحى به للنبي محمد T.
ورغبة في عرض بعض الآيات الجملية من كلام الله و حكمته الإلهية,  كنت محتاراً  جداً في ما أختاره لأعرضه هنا، فالاختيار كان صعباً و مساحة الكتاب محدودة.
فإذا أحببت اكتشاف المزيد حول كلام الله الجميل و الصافي؟ يمكنك أن تقرأ القرآن الكريم بنفسك (شخصياً).
آيات قرآنية جميلة
إن كل الآيات القرآنية هي كلام الله, فدعونا نقرأ و نستمتع ببعض النصوص الرائعة من القرآن الكريم التي تبين نظرة الإسلام إلى بعض المفاهيم و الأسئلة المهمة.

النجاة و المغفرة:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ سورة الزمر: ٥٣
نعم, إن الله يغفر الذنوب جميعاً، عندما نعود إليه تائبين مخلصين فإن الله يمن على عبده بالقبول و المغفرة, إن الله – في الإسلام - هو مصدر السلام و الرحمة و المغفرة و ليس مصدر الكراهية و إراقة الدماء أو الإرهاب.
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ سورة البقرة: 222
و في الإسلام، من أجل الحصول على الخلاص و الحياة الأبدية يمكنك ببساطة أن ترجع إلى الله و تؤمن به وحده و تعمل الصالحات فلا حاجة لصلب أو قتل رجل صالح بريء من أجل ذنوب اقترفها آخرون.
من جانب آخر، فإن الإسلام يأمر أتباعه (المسلمين) بالعفو عن الآخرين.
هذا هو المفهوم الجميل عن الخلاص و المغفرة في الإسلام . بإيجاز في الحقيقة إنه دين الرحمة و المغفرة.
العدل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ سورة المائدة: ٨

إن الإسلام يعلمنا أن نكون عادلين مع جميع الناس، سواء الأصدقاء أو الأعداء و في كل الأوقات، في السلم أو في الحرب.
إنه يعلم أتباعه أن يسلكوا بأنفسهم سبيل العدل و الأخلاق غير المشروطة و الخالية (السليمة) من الدوافع السياسية و النزوات الفردية و الظروف الاجتماعية و الثقافية.
﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾ سورة النساء: ٥٨
و كتوضيح عملي لجماله و قيمه الخالدة، و رحمته و عدله، يأمرنا الإسلام بأن نحافظ على ما يسميه علماء المسلمين: الضرورات الخمس.
الإسلام يأمر المسلمين بحفظ ما يخصهم و يخص الآخرين فيما يتعلق بالضرورات الخمس والتي هي:
1-    الدين.
2-    النفس.
3-    العقل.
4-    العرض.
5-    المال.
إن القرآن الكريم يؤكد بجلاء أنه من قتل نفساً بريئة، ﴿ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ﴾ سورة المائدة: ٣٢
و فيما يتعلق بحرية و حماية الاعتقاد، فإن القرآن الكريم يشير إلى أنه، ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾
 سورة البقرة: ٢٥٦ 
و هكذا فإن الإسلام يكرم الإنسان و لا يكره أحداً على اعتناق عقيدة الإسلام بالقوة.
هذه هي حقيقة الإسلام و جماله و عدله و سماحته عند التعامل مع غير المسلمين.
لذا يجب علينا أن نكون أمناء و موضوعيين و عادلين في حكمنا على الآخرين. و دعونا نتذكر قول الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم:
﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ سورة المائدة: 8
أما بخصوص أولئك الكتاب و المؤرخين و الإعلاميين الذين يتهمون الإسلام و المسلمين بالإرهاب بلا عدل و لا إنصاف و يدعون بأن الإسلام قد انتشر بالقوة و السيف، و أولئك مرضى العقول و القلوب الذين يصورون الله تعالى الواحد الحق و نبيه محمدا T بأسوأ الصور و أقبح الرسوم الكاريكاتيرية، فإني أتساءل متعجباً:
•    هل هذا ما تعنيه الحرية و حرية الرأي ( أو حرية التعبير ) – أليست هناك ازدواجية تمارس حين التعامل مع الإسلام و المسلمين؟
•    هل أي أحد حر في إهانة أو لعن أو احتقار الآخرين و معتقداتهم، أو اتهامهم جميعاً بالإرهاب و القتل؟
•    أهكذا تُعلَم الحضارة و الديمقراطية و الحرية للأجيال في المدارس و الجامعات و المجتمع بشكل عام؟
•    هل هو سيف الإسلام الذي جعل الآلاف من الرجال و النساء الحكماء و الموضوعيين و المخلصين و متفتحي العقول حول العالم يعتنقون الإسلام في هذه الأيام؟
(الكثير من الكتب و المقالات و المواقع الإلكترونية تطرح لماذا و كيف هؤلاء الإخوة و الأخوات رجعوا إلى الإسلام).
 و حسب تقارير أمريكية و غربية، فإن الإسلام هو أسرع الأديان نمواً و انتشاراً في العالم.

إذاً لماذا الإسلام؟

المساواة في الإسلام
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ سورة الحجرات: ١٣
و تأكيداً على هذا المفهوم الرائع حول المساواة في الإسلام قال النبي T  في خطبة الوداع:
(يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى).
      
يعلمنا الإسلام أن لا نحتقر  الآخرين على أساس العرق أو لون البشرة أو العين أو على أساس الجنسية، الإسلام هو علاج عملي للصراع العرقي و العنصرية التي يشهدها العالم.

في الإسلام السود و البيض هم مجرد إخوة و أخوات من نفس العرق البشري هم جميعاً من نفس الأب، آدم  عليه السلام الذي خُلق من تراب و هكذا، فإننا جميعاً من الأرض و سنعود إلى الأرض و نتحول إلى تراب مرة أخرى فلماذا يشعر بعض الناس بالاستعلاء والتكبر؟
إن الإسلام يؤكد على المساواة و التواضع، هذا هو الدرس الممتع الذي نستنبطه من النصوص القرآنية و النبوية السابقة، و هذا كان الدرس الذي تعلمه مالكوم X عندما ذهب إلى مكة لتأدية مناسك الحج.
عالمية ووحدة الرسالة (الإسلام)
﴿ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ سورة البقرة: ١٣٦
إن المسلمين يحبون جميع أنبياء الله تعالي ورسله و يؤمنون بهم جميعا ويشمل ذلك: آدم ونوحا و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و موسى و عيسى ومحمدا T و يقول النبي T:
(أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، الأنبياء إخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد وليس بيننا نبي). متفق عليه
إذاً ما هو هذا الدين العالمي و الواحد لجميع الأنبياء؟

آيات أخرى جميلة للتفكير فيها:
إن جمال و حلاوة و نقاء القرآن الكريم ليس له حد، لذا دعوني أعرض فقط بعض الآيات القرآنية بدون أي تعليق أو شرح و أود منكم التفكر و التأمل في هذه الآيات لاكتشاف المزيد من كنوز القرآن الكريم.
الله ورسوله:
﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ﴾ سورة الفتح: ٢8
﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ سورة الأحزاب: ٤٠
الطمأنينة و الجنة:
﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً • لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اْلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ سورة الفتح: ٤-٥
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ • ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً • فَادْخُلِي فِي عِبَادِي • وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ سورة الفجر: ٢٧- ٣٠
الرجال و النساء:
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ سورة الزمر : 35
﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ سورة النساء:١٢٤
تعاليم عظيمة:
﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ • الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ • وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ • أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾
 سورة آل عمران: ١٣2 – ١٣٦
أوامر و نواهي:
﴿ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ﴾ سورة البقرة: 83 
الذكر و الراحة:
﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ سورة الرعد: ٢٨
ختاماً لهذا الجزء صدقوني بأن حقائق القرآن و محاسنه و روائعه لا تنقضي و ليس لها نهاية و كلما قرأنا القرآن كلما اكتشفنا المزيد من المعاني و كلما قرأناه أكثر كلما شعرنا بأننا نقرأه للمرة الأولى.
علاوة على ذلك، فإن جوانب أخرى مثل الجوانب اللغوية و البلاغية و العلمية و الإعجازية للقرآن الكريم هي مجالات ممتعة لم أتطرق لها هنا (في هذا الكتاب).
على كل حال حاول وسعك للحصول على نسخة دقيقة و موثوقة لترجمة معاني القرآن الكريم، أو يمكنك الحصول على نسخة إلكترونية لترجمة معاني القرآن الكريم  من مواقع إسلامية موثوقة مثل (www.sultan.org).
Part (4)
أسماء الله الحسنى
هذه من بعض أسماء الله الحسنى:
-    الرحمن.
-    الرحيم.
-    الملك.
-    القدوس.
-    السلام.
-    الحكيم.
-    العليم.
-    البصير.
-    السميع.
-    العدل.
-    العظيم.
-    الغفور.
-    العلي.
قال رسول الله : (إن الله جميل يحب الجمال)
Part (4)
الخاتمة:
الإسلام هو دين آدم و حواء و أبنائهما إلى اليوم الآخر. إن الإسلام سهل و معقول و واضح و عملي. وروعة الإسلام لا حدود لها لأنه جاء من الأزلي الوحيد الخالق.
لقد قال الله عز و جل في القرآن الكريم:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ المائدة: 3.
و  هو أيضاً أخبرنا بأن محمداً  أرسل لجميع البشر (المسلمين و اليهود و النصارى و الهندوسيين و البوذيين و الملحدين و غيرهم).
و عرض الله عز و جل هدايته و نوره لجميع الناس و كشف أسرار الوصول إلى السكينة و القناعة و السلامة في الروح و المجتمع و العالم.
إن الإسلام يعلمنا أن نكون عادلين و حكماء و صادقين و مجتهدين في بحثنا عن الحقيقة و في معاملتنا مع الآخرين.
إن البحث عن الحقيقة ينبغي أن يكون مبنيا على حقائق و مصادر موثوقة. و تعاملنا مع الآخرين و الحكم عليهم ينبغي أن يتم بالعدل و الموقف الإيجابي و الحوار و الاحترام المتبادل و الفهم الواضح.



هل اكتشفت الحقيقة حول النبي الخاتم
ولد محمد بن عبد الله  في مكة في عام 570م تقريباً و قد عرُف في قومه بالصادق الأمين. و عندما بلغ 40 سنة، جاءه جبريل بالوحي. و قد أمر محمد في بدايته رسالته بأن ينذر أهلة و عشيرته القربين.
و أولهم زوجته خديجة رضي الله عنها بعد ذلك جاءه الوحي بأن يبلغ الرسالة إلى الناس كافة. و خلال سنوات حيلته و سيرته النبوية, حمل الرسول  الرسالة إلى الآخرين و كان قدوة طيبة و أسوة حسنة للناس.
و في عام 632م، رحل النبي محمد  عن هذه الحياة و كان عمره 63سنة تقريباً.
إن النبي محمداً  هو خاتم الأنبياء و المرسلين فهو آخر نبي أرسل مؤكداً و مصدقاً للحق الذي أوحي للنبيين من قبله، و يشمل ذلك إنجيل عيسى  بقوله: (من صدق بعيسى و صدق بي فله ضعفيين من الأجر).
و قال النبي  أيضاً: (أنا أقرب الناس إلى عيسى ابن مريم...).
هذه الأحاديث النبوية ترينا كيف أثنى محمد على عيسى عليهما السلام في الإنجيل. و سأعرضها بعد قليل إن شاء الله.
شخصية محمد العظيمة:
إن المنصفين من الأمراء من الناس عبر التاريخ قد رأوا محمداً  من طفولته إلى شبابه و من النبوة حتى موته  شخصيته عظيمة فريدة في خلقه و رحمته و أمانته و إخلاصه و طيبته و صدقه و تواضعه و غيرها من صفات حميدة في الحقيقية، إن كل تفاصل حياته الخاصة و العامة و أفعاله  نبياً و رسولاً و معلماً و مصلحاً و دليلاً إلى الأخلاق الفاضلة و قدوة حسنة و قائداً و رجل دولة و صديقاً مخلصاً وفياً و زوجاً محباً و أباً حنياً.
و في هذا الصدد, في كتابه (محمد: نبي الإسلام) يصف الفيلسوف الهندي البر فيسور "راما كرشنا رأوا محمداً  بأنه الأنموذج  التام و الكامل للحياة البشرية"  يوضح الدكتور هذا الوصف بقوله: إنه من الصعب جداً أن نحيط بالحقيقة الكاملة حول شخصية محمد. إنها مجرد و مضته أو لمحة سريعة عن شخصية محمد أستطيع أن أمسكها يالها من سلسلة باهرة من مشاهد رائعة و عظيمة.
ها هو محمد النبي , و ها هو محمد المحارب،  و محمد التاجر، و محمد رجل الدولة، و محمد الخطيب البليغ, و محمد المصلح, و محمد ملجأ الأيتام, و محمد حامي و محرر العبيد، و محمد محرر النساء, و محمد الحاكم و القاضي، و محمد الولي النقي. إنه في كل هذه الأدوار العظيمة و في كل هذه المجالات الإنسانية كان بطلاً على حد سواء.
و كما وصفه أحد المؤرخين, فإن محمداً بدأ مهمته في الدعوة إلى الدين الحق (الإسلام) في عمر الأربعين و غادر هذه الحياة في عمر الثالثة و الستين. و خلال هذه الفترة القصيرة من رسالته   (23 سنه تقريباً) غير كامل الجزيرة العربية.
•    من الوثنية و عبادة الأصنام إلى توحيد الله الواحد...
•    و من الخلافات و الحروب القبلية إلى الاتحاد و التماسك ...
•    و من شرب الخمر و فساد الأخلاق إلى الفضيلة و التقوى ...
•    و من الفوضى و عدم النظام إلى الحياة منظبطة و منظمة ...
•    و من إفلاس أخلاقي شديد إلى أعلى معايير الامتياز الأخلاقي.
إن تاريخ الإنسانية لم يشهد قط مثل هذا التغيير و التحويل في مجتمع أو مكان ما من قبل و من بعد. كل هذه الأمور الرائعة تمت في ما يقارب عقدين من الزمان فقط.

محمد  في الكتب المقدسة:
حيث أن هذا الكتاب لا يهدف إلى ذكر جميع النبوءات في الكتب الدينية المقدسة الأخرى التي بشرت بمقدم النبي محمد  أو إشارة إليه، فإن علماء المسلمين بينوا منه النبوءات الموجودة في الكتب المقدسة الفارسية و الهندوسية و البوذية و اليهودية و النصرانية.
في الحقيقة, إن هذا الموضوع الشيت (محمد في الكتب المقدسة) قد تمت مناقشته باستفاضة في كثير من الكتب و المقالات و على شبكة الإنترنت العالمية. و للحصول على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكن زيارة هذا الموقع الإلكتروني www.ivf.net.
و في كتابه الرائع, محمد في الكتاب المقدس، علق البرفيسور عبد الأحد داود ( سابقاً القسيس ديفيد بنجامين ) على ما ذكره الكتاب المقدس عن ظهور نبي مثل موسى بقوله: " نقرأ في سفر التثينة – الإصحاح 18, الفقره18: (سأقيم لهم نبياً من بين إخوتهم مثلك, وأجعل كلامي في فمه) و إذا كانت هذا الكلمات لا تنطبق على محمد  فإنها تبقى غير متحققة. إذ أن عيسى بنفسه لم يدعي أنه النبي المشار إليه هنا.
و عيسى عليه السلام – حسب اعتقاد الكنية – سوف يظهر قاضياً و ليس مشرعاً. أما النبي الموعود به (في النبوءة) سيأتي " بشريعة متوهجة " في " يده اليمنى ".
و يؤكد العلماء المسلمون بأن هذه النبوءة لا تنطبق على أحد غير محمد . إن موسى و محمد عليهما الصلاة و السلام يتشابهان في عدة أمور منها:
-    كلاهما يبدأ اسمهما بنفس الحرف الأول (م).
-    هما يتشابهان في الولاة الطبيعية و في الزواج و المهام  و في الموت الطبيعي.
-    كلاهما كان أنبياء و رسلاً و حكام و قادة و رجال دولة و أصحاب شريعة.
و في الجانب الآخر إن عيسى ليس كمثل موسى عليهما السلام في عدة أمور. فأتباع عيسى ينظرون إليه كإله أو ابن إله و ولاته و مهمته و نهايته لم تكن مثل موسى. كما أن عيسى لم يتزوج و لم يحكم قومه و لم يحارب في معارك مثل موسى، حسب ما يذكره الكتاب المقدس (الإنجيل).
و تجدر الإشارة إلى أن ذكر الكتاب المقدس "نبياً من بين إخوتهم" يشير إلى نبي من أخوة الإسرائيليين (أي من نبي إسماعيل عليه السلام).
إضافة إلى هذه النبوءة، فإن عيسى في العهد الجديد من الكتاب المقدس بشر بقدوم "معزز أخر".
فقد صرح عيسى بقوله: (و هو سوف يعطيكم معزز آخر) سفر يوحنا 16:14.
(أرجع أيضا إلى سفر يوحنا 16-4:7).



و يؤكد أيضا علماء المسلمين بأنه فقط محمد  هو الذي أتم هذه البشارة التي أخبر عنا عيسى عليه السلام، لعدة أسباب نذكر بعضها:   
•    قال عيسى "هو سيعطيكم معزز آخر". (يوحنا 16:14) و يذكر بعض العلماء المسلمين بأن الكلمة الأصلية (بركليتوس) في اليونانية  التي تعني (المحمود أو المجد) تشير إلى اسم محمد .
•    إن إشارة عيسى إلى " معزز آخر " لا يمكن أن تنطبق على روح القدس حيث أن روح القدس جزء من عقيدة التثليث - الله الأب والله الابن و الله روح القدس - حسب اعتقاد النصارى الذين يؤمنون بعقيدة التثليث, و كان متواجداً قبل و خلال رسالة عيسى حسب الكتاب المقدس. بينما هذا المعزز يأتي بعد عيسى.
•    إضافة إلى ذلك, فإن محمداً  جاء لينذر الناس من عمل المعصية و الذنب و يأمرهم بعمل المعروف و الخير و الأعمال الصالحة.
•    لقد دل محمد  الناس إلى الحق المطلق فيما يتعلق بالله الواحد الحق, كما أرشدهم إلى حقيقة الحياة و الغاية منها و حقيقة الموت و الآخرة و الحياة الأبدية و غيرها من حقائق و أمور كثيرة.
•    كما أخبرنا  عن أخبار و نبوءات و معجزات كثيرة أعطاه إياها و أعلمه بها الله الذي أرسله.
•    كان محمداً نبياً  لا يتكلم  من نفسه (هواه) بل بما يسمعه و يتلقاه  (من الله) كان يتكلم نبوءة عن محمد في الإنجيل أخبر بها عيسى عليه السلام سفر يوحنان الإصحاح 16-14:7. و الله سبحانه و تعالى أوحى كلامه، القرآن الكريم إلى محمد . و كان محمداً يتلو القرآن باسم الله (بسم الله الرحمن الرحيم). و هذه نبوءة أخرى عن محمد في الكتاب المقدس (في التوراة) التي نصت على "هو سيتكلم باسم الله" (سفر الثثنية – الإصحاح 18: الفقرة  19) و في الحقيقة إن سور القرآن الكريم تبدأ بعبارة "بسم الله الرحمن الرحيم".
لقد أثنى محمد  و القرآن الكريم على عيسى عليه السلام ثناءً عالياً كما أن المسلمين تشريفاً لعيسى و محبة و احتراماً له, يُسمون أبناءهم على اسم عيسى.
علاوة على ما ذكر, فإنه عندما سأل اليهود يوحنا (يحيى) المعمداني عن من كان هو بقولهم: من أنت؟ أقر هو (يحيى): أنا لست المسيح. عندها سألوه: ماذا إذاً؟ هل أنت إلا بجا (إلياس)؟ فقال: أنا ليس ذلك. هل أنت ذلك النبي؟ و أجاب: كلا! سفر يوحنا 19:1.
مرة أخرى يؤكد بعض علماء المسلمين بأن ما أشار إليه هذا النص الإنجيلي هو النبي محمد .
" هل أنت ذلك النبي؟ و أجاب (يوحنا) : كلا! ".
إذاً, من هو ذلك النبي؟ بكل وضوح, " ذلك النبي ".

لا يعني أو يشير إلى يحيى العمداني و لا إلى عيسى المسيح عليهما السلام.
كما أقر بذلك يحيى (يوحنا) في النص السابق.
لذا فإن الباحث عن الحقيقة بحكمة و أمانة و إخلاص ينبغي عليه أن يتساءل بموضوعية ك:
    من هو النبي؟
    من هو النبي الحق الذي جاء بعد يحيى و عيسى عليهم السلام يبلغ الرسالة الأصيلة و الصافية حول الله الواحد الحق وحده لا شريك له؟ إنه محمد .
مقتطفات من بعض ما قيل عن النبي محمد :
لقد قيل و كتب عن النبي محمد  الشيء الكثير عبر التاريخ و فيما يلي فقط بعض أقوال المشاهير و الشخصيات المعروفة:
يقول المؤرخ الفرنسي المشهور لامارتين:
"لو أن عظم الغاية و صغر الوسائل و بروز النتائج المدهشة, هي ثلاثة معايير عبقرية الإنسان, فمن يجرؤ على مقارنة أي رجل عظيم في التاريخ الحديث مع محمد؟"
و يحتم لامارتين بقوله:
"و وفقاً لكل المقاييس التي يمكن أن تقاس بها عظمة البشر يحق لنا أن نتساءل هل هناك أي إنسان أعظم منه؟"
 قال مايكل هارت في كتابه (The 100: Ranking of the World’s Most Influential Persons in History): "إن اختياري لمحمد  ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً على كل من المستوى الديني والدنيوي".
قال برنارد شو في كتابه (The Genuine Islam): "...في رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام و السعادة التي يرنو البشر إليه".
قول مهاتما غاندي:"لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته و صدقه في الوعود، و تفانيه و إخلاصه لأصدقائه و أتباعه، و شجاعته مع ثقته المطلقة في ربه و في رسالته".
قول ولفغانج قوثي: "هو نبي و ليس شاعراً, إذاً لا بد أن يعتبر قرآنه كتاباً سماوياً و ليس كتاباً كتبه إنسان الذي دون لأجل الدراسة و اللهو".  
في النسخة الحديثة لكتابه, الإسلام: الطريق القويم, يقول البرفيسور جون اسبزتيو (أستاذ أمريكي في الدين  و العلاقات الدولية): "كان محمد من بين تلك الشخصيات الدينية العظيمة و الأنبياء و مؤسسي الأديان, و قد كانت أخلاقه و شخصيته المتميزة دافعاً إلى ثقة و التزام غير مألوف من قبل. إن ظاهرة  نجاحه في جذب الأتباع و خلق أمة دولة استطاعت أن تسيطر على العربية (الأرض) يمكن أن يعزى هذا ليس فقط إلى حقيقة أنه كان مخططاً عسكرياً استراتيجياً ذكياً, و لكن أيضاً إلى حقيقة أنه كان رجلاً غير عادي... و رحيماً". جون اسبزتيو 2004م."
واوضح (اسبزتيو) بأن:  "محمد لم يكن مؤسس الإسلام, وهو لم يبدأ ( يؤسس ) دنياً جديداً".
و أكد البروفيسور اسبزتيو هذه الحقيقية (جلب الإسلام الإصلاح), إنه كان الدعوة مرة أخرى إلى الاستسلام الكامل لله و تطبيق أمره كما أوحي به في صيغته التامة و الكاملة بشكل نهائي إلى محمد، آخر و خاتم الأنبياء. إذن بالنسبة لمحمد، فإن الإسلام لم يكن عقيدة جديدة و لكن استعادة للعقيدة الحقيقية (الصحيحة).

أحاديث نبوية رائعة:
-    (الكلمة الطيبة صدقة) رواه البخاري.
-    (تبسمك فى وجه أخيك لك صدقة) رواه الترمذي.
-    (إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا) رواه البخاري.
-    (وتميط الأذى عن الطريق صدقة) رواه البخاري و مسلم.
-    (أفضل الإيمان الصبر والسماحة) رواه البيهقي و صححه الألباني.
-    (أن رجلا سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - أى الإسلام خير قال « تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري.
إضافة إلى ذلك لقد قال رسول الله  أيضاً:
-    (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء) رواه الترمذي.
-    (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري و مسلم.
-    (ليس المؤمن الذى يشبع وجاره جائع إلى جنبه) رواه البيهقي و صححه الألباني.
-    (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب) موطأ مالك.
-    (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) رواه مسلم.
-    (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) رواه الترمذي.
-    (خياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي و ابن ماجه.
-    (و خير الناس أنفعهم للناس) رواه الدارقطني و صححه الألباني.
هذه كأمثلة فقط من الأقوال النبوية الجميلة الحصيفة الذهبية.