लेख के बारे में

लेखक :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

तारीख :

Sat, Sep 20 2014

वर्ग :

Fatwa (Q&A)

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 373

الشيخ : أنا شخصيا بناء على تلقي القراءة من والدي ثم بناء على ما قرأت من رسائل تتكلم حول النطق بحرف الضاد تبين لي أن العرب أنفسهم يختلفون في النطق بالضاد .

السائل : إخراجها ؟ .

الشيخ : نعم وأن الضاد الشامية والضاد المصرية تختلف تماما عن الضاد العراقية والضاد النجدية ، والنطق بهذا الحرف أقرب إلى الصواب على الوجه الذي يتكلم بها ويقرأ بها أهل نجد وأهل العراق من النطق الذي ينطقه المصريون والشاميون ، ابن الجزري هذا ... .

السائل : ممكن تحكي النطقين يا شيخ ؟

الشيخ : نعم ، ابن الجزري هذا يقول في أرجوزته .

" والضاد باستطالة ومخرج *** ميز عن الظاء وكلها تجي "

وأنا في أول نشأتي العلمية خاصة بعد أن قرأت على والدي وختمت القرآن نعليه تلقيت الضاد على التوجيه الذي جاء ذكره في أرجوزة الجزري .

السائل : بالاستطالة ؟

الشيخ : فكنت أجلس في الدكان بعد أن يذهب والدي إلى الدار للقيلولة فأبقى فيها وحدي فألفت رسالة صغيرة حول مخرج الضاد وأذكر جيدا أنني وأنا أجلس ذات يوم بعد صلاة الظهر في الدكان كان أمامنا طاولة للعمل لتصليح الساعات وعلى يمين الجالس للتصليح شباك نافذة صغيرة لتلقي الزبائن والمكالمة منهم ؛ فجلست عدة أيام أؤلف رسالة صغيرة في هذا المجال وأنا مستقبلا النافذة تاركا للعمل وأبي راح للقيلولة ، ما في عندنا عمل ضروري للاستعجال به ؛ ذات يوم مر علي رجل معروف في الشام أو في دمشق أنه من القراء اسمه عبد الوهاب دبس وزيت لقب هذا ، عبد الوهاب دبس وزيت فوقف على الدكان وسلم ورآني أنا غير متوجه للعمل متوجه إلى النافذة لأنني بسطت الكتب أمامي أدرسها وأنقل منها ؛ فسلم علي ووجدني لا أعمل في المصلحة أعمل في شيء كتب أمامي قال لي لماذا ؟ قلت له أبحث في موضوع الضاد ، وكنت وصلت إلى أمثلة ينبه فيها ابن الجزري أو غيره لا أذكر الآن بالضبط ، بضرورة تميز الضاد عن الطاء في مثل قوله تعالى : (( فمن اضطر )) اليوم المصريون وغيرهم يقولون " فمن اطر " فكأنهم أدغموا الضاد بالطاء بينما الضاد حرف رخوة والطاء حرف استعلاء ؛ فأدغموا الضاد الرخوة بالطاء ، هذا خطأ فاحش ؛ فعجبت أنني لما أسمعته هذا المثال وقف الشيخ دبس وزيت وهو من القراء المشهورين هناك فأخذ يقرأ ويلحن ؛ لأنه يدغم الضاد بالطاء قلت يا أستاذ ابن الجزري يقول :

" والضاد باستطالة ومخرج *** ميز عن الظاء وكلها تجي "

 أولا قال باستطالة ، الطاء ليس فيها استطالة ، لما تنطق بالطاء ساكنة تقول أط ؛ لكن لما تتكلم بالظاء الرخوة مش الضاد ، الرخوة الظاء تقول أظ ، الصوت يخرج من بين الثنايا ؛ أما الضاد فهي تشترك مع الظاء في هذه الاستطالة ولكن تتميز عنها بالمخرج لأن مخرج الضاد الصحيح هو بإلصاق حافة اللسان بالأضراس ؛ أما الظاء فبالثنايا ، أما الضاد الشامية والمصرية فهو بلصق رأس اللسان بسقف الحلق ، هذا خطأ ؛ فهو أخذ يقرأ الآية " فمن اطر " يضيق صدره ولا يستطيع أن يتلفظ بها إلا بالإدغام ، وهذا خطأ ، ولما كانت المشابهة موجودة بين الظاء الرخوة والضاد الرخوة بحيث يختلط أحيانا النطق بالضاد فتنطق كالظاء ، أمر هذا القارئ الجيد بتميز الضاد عن الظاء لأنه فيه مشابهة ؛ أما مافي مشابهة بين الضاد والطاء ؛ فأنت بالعكس تدغم الضاد في الطاء وهذا خطأ ؛ يرى هذا النقاش أذكره جيدا وأذكر جيدا أنني ألفت الرسالة يومئذ وأنا بطبيعة الحال دون العشرين والرسالة لا تزال موجودة عندي بخطي وقد صورت الأضراس وصورت اللسان في النطق الصحيح بالضاد حافت اللسان بالأضراس وليس رأس اللسان بسقف الحلق كما ينطق به الشاميون وغيرهم حينما نسمع الضاد من العراقيين القراء منهم ومن النجديين حتى في كلامهم هي غير الضاد المصرية والشامية تماما وهي الضاد الصحيحة ويؤيد ذلك من حيث الأسلوب العربي أن بعض القصائد تكون قافيتها ظاء ولما كانت الضاد شبيها بالظاء لا يستنكف الشاعر أن يجعل القافية تارة بالضاد وتارة بالظاء ؛ وأجد الآن في بعض الرسائل تأتيني من نجد يكتبون الظاء مقام الضاد لأنها مشابهة تماما في النطق ، وهذا صحيح ؛ لذلك هذا يؤكد لنا أنه لابد من تلقي علم القراءة والتجويد من أهل العلم ؛ فالمصريون مثلا والدمشقيون يخطئون في النطق بالضاد ، فمثلا الفاتحة التي تقرأ في كل ركعة من الصلوات الخمس عندنا في سوريا وفي غيرها يقولون (( ولا الضالين )) هذه ضاد ليست إلا دال مفخمة كما يقول علماء التجويد ؛ أما الضاد العربية الصحيحة والتي يدندن حولها ابن الجزري ومن شرح كلامه فهي ضاد رخوة يقترن معها الاستطالة بحيث لو أراد الإنسان أن يمد نفسه بالضاد (( ولا الضالين )) لاستطاع خلافا للضاد الشامية فإنه ينقطع وينصدم ؛ ففرق بين من يقول ولا الدالين ولا الدالين وبين من يقول (( ولا الضالين )) ، فهي مخرجها من حافة اللسان متلصقة بالأضراس وبين من يضع رأس اللسان في سقف الحلق ، هذا المثال وحده يؤكد أنه لابد من أن يتلقى القراءة هذه من أهل الاختصاص ، ولا تترك للسجية والطبيعة لأنها تختلف من بلد إلى آخر ، الأتراك مثلا لعجزهم عن النطق بالضاد العربية الفصحة تسمعها منهم ظاء خالصة " ولا الظالين " مخرجها بين الثنايا ، بين الأضراس وحافة اللسان ، ويقول علماء التجويد بأن من مزايا عمر وخصوصياته أنه كان يخرج الضاد من طرفي اللسان حافتي اللسان كأنه ربنا كان عاطيه امتدادا في عرض اللسان فيمده يمينا ويسارا فيخرج الضاد رخوة جدا ومطابقة للوصف الذي يذكره الجزري وغيره ؛ فإذا الحقيقة أن علم التجويد لا يتقن إلا بالتلقي ولكن نحن بحاجة إلى علماء ليسوا مقلدين في علم التجويد ويعرفون من أين جاءت هذه الأحكام وغالبها هو التلقي ولكن هل هذا التلقي متصل ولا منقطع ؟ فقد يكون هكذا وقد يكون هكذا ؛ لكن الجواب البات في الموضوع يحتاج إلى أهل الاختصاص ، وأنا جرت بيني وبين بعض علماء التجويد هناك في دمشق لقاءات في سبيل الحصول إلى هذه الحقيقة لكن مع الأسف ما كنت أجد ضالتي ، فهم يعلمون كأكثر القراء اليوم هكذا تلقوا ، أما من أين جاءت هذه الأحكام فما يعرفون شيئا منها ؛ لذلك فأنا أنصح العلماء النجديين بأنه يجب عليهم أن يعنوا بالتلقي  ... تلاوة القرآن من أهل الاختصاص لكن عليهم أن يختاروا منهم من هم أقرب إلى السنة وليسوا من الذين يقرأون القرآن على الموازيين الموسيقية يصعدون ببعض الآيات ويهبطون بالبعض الآخر ، وقد يمدون ما لا يستحق المد ويقصرون فيما يستحق المد وهكذا ، السبب أنهم يراعون القوانين الموسيقية ، وهذا بطبيعة الحال لا يجوز وهذا مما نهى عنه أئمة السنة كالإمام أحمد وغيره ، فنهوا عن قراءة القرآن بالتلحين والتمطيط ونحو ذلك من المخالفات .

الشيخ : ... هذا ما عندي حول عن هذا .

السائل : حفظكم الله ، التوجيه للشباب ؟

الشيخ : نعم  .

السائل : التوجيه للشباب في نفس القضية ؟

الشيخ : نأمر نحن الشباب أن يتلقوا أيضا علم التجويد لا للمباهة ولا للمفاخرة وإنما ليتمكنوا من تلاوة القرآن كما أنزل من الله عز وجل بواسطة جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكما لقنه جبريل له عليه الصلاة والسلام وعلمه وعارضه أكثر من مرة كما هو ثابت في الصحيح ؛ وثانيا لا ينبغي أن يستغلوا علمهم بهذه التلاوة وبالأحكام المترتبة على التلاوة التي تلقوها عن علماء التجويد أن لا يستغلوا ذلك للطعن في بعض العلماء الذين لم تساعدهم الظروف ولم يتمكنوا من مثل هذا التلقي الذي قيض لهم وسهل لهم وقد يكون هذا بفضل أولئك العلماء الذين قد يتكلمون فيهم بل وقد يسخرون منهم لأنهم لا يحسنون تلاوة القرآن كما علموا هم ، فوصيتي لهؤلاء الشباب أن يتعلموا الأحكام هذه لتساعدهم على تلاوة القرآن كما أنزل كما ذكرت آنفا ، وثانيا أن لا يسخروا ممن يظنون أنهم لا يحسنون تلاوة القرآن كما هم يتلون ذلك مع تنبههم لكونهم قد يكونون في هذا العلم الذي يتفوقون فيه على بعض المشايخ أن يكونوا قد وقعوا في مخالفة شرعية لأنهم ليس عندهم إلا التقليد فننصحهم أن يدرسوا هذا العلم دراسة تبصر وتفتح حتى يتمكنوا من تمييز حكم عن حكم آخر كما قلنا بالنسبة للأحكام الشرعية ؛ فكثير منها تخالف السنة فمن لم يعرف السنة لم يستطع أن يتميز أو أن يميز الحكم الصحيح من الحكم الضعيف ؛ وأنا أضرب الآن مثالا وقع معي مرارا وتكرارا وآخرها ... كنا خارج عمان قبل سفرنا هذا في البَقَعْة في مخيم لإخواننا الفلسطينيين فصليت أظن العشاء وقرأت الفاتحة بالقراءة المشهورة تواترا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي (( ملك يوم الدين )) بعد الصلاة اعترض عليّ بعض الحاضرين وقال أنت يا أستاذ كانت قراءتك قراءة حفص ، وفعلا عنه تلقينا لما ختمنا القرآن على قراءة حفص لأنه هي المعروفة والمشهورة عند الأحناف ، ومن جهة أخرى يقول هذا الناقد بأنك قرأت (( ملك يوم الدين )) وهذه ليست قراءة حفص ولا يجوز إلا أن تلتزم قراءة من القراءات المتواترة ؛ قلت له ما الدليل على هذا الذي تقول ؟ طبعا لم يجد ... جوابا لأنه ما عنده علم سوى أنه لقن هذا التلقين ؛ فبينت له أن هذا التحجير تماما كقول بعض الفقهاء أن من كان حنفي المذهب فلا يجوز له مثلا أن يرفع يديه في الصلاة عند الركوع والرفع منه لأن هذا خلاف المذهب ، فقلت له هذا القول خلاف المذهب لكن ليس خلاف السنة ؛ فما الذي يضر الحنفي الذي عاش سنين في مذهب الأحناف وقد يكون معذورا في ذلك لأنه لم يتح له أن يدرس الفقه على طريقة الكتاب والسنة ، فما الذي يضر هذا الحنفي أن يرفع يديه مثلا في الصلاة بعد أن ثبت لديه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الصلاة ؟ كذلك أقول حمزة لم ترد إليه هذه القراءة فقرأ (( الحمد لله رب العالمين )) ... لكن أنا الذي قرأت القرآن وختمته على قراءة حفص وهو يقرأ (( رب العالمين )) قد ثبت لدي من الناحية الحديثية بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ أحيانا (( الحمد لله رب العالمين )) أيش .

السائل : (( ملك  )) .

الشيخ : (( ملك  )) . فهو قرأ أحيانا (( ملك يوم الدين )) ما الذي يحول بيني وبين أن أقرأ هذه القراءة التي لم يأخذ بها حفص وأخذ بها ورش مثلا ؟ وأنا ما أخذت بها لأن ورش أخذ بها وإنما لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة متواترة كما يقول العلماء فما يجوز لك أن تحجر أن يجمع الإنسان في أثناء القراءة بين قراءتين لأنه يجمع بين قراءة صحيحة وأخرى صحيحة ولهذا قال عليه السلام : ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) فممكن أن يكون كل من القراءتين هو وجه وحرف من هذه الأحرف فهو لقن أنه لا يجوز أن يقرأ بقراءتين كما لقن أنه لا يجوز أن يعيش على مذهبين مثلا فيما يتعلق بالأحكام الشرعية ؛ فهذا لا يجوز و كذلك ذاك لا يجوز ، يجوز للحنفي أن يأخذ برأي عند الشافعي مادام قام الدليل الشرعي على صحته ، ويجوز للشافعي أن يأخذ أيضا بالقول الصحيح إذا ثبت عند الحنفي أو المالكي أو الحنبلي .

السائل : كذلك الأحكام الفقهية سواء ؟

الشيخ : تمام ؛ لذلك قلت ما قلت أولا بأنه يوجد بلاشك في علم التجويد مثل ما يوجد في بعض المذاهب الأحكام الشرعية ، بعضها صحيح وبعضها غير صحيح لكن التمييز يحتاج إلى علم وهذا الذي نحن نوجه طلاب العلم أن يتفرغوا لدراسته دراسة جيدة حتى يُقدموا للناس علما جديدا بصيرا فيما يتعلق بعلم التجويد ، أولا أن يقال هذا صح وهذا لم يصح ، ثانيا أن يقول هذا واجب وهذا مستحب ؛ وهذا التفصيل أنا ما وجدته في كتب التجويد إلا بالتلقي فقط ، وهذا التلقي ممكن أن يدخل فيه مع الزمن ما لم يكن سابقا كبعض الأمثلة التي ذكرناها آنفا ومنها الأمثلة المشهورة أن يختم سورة والضحى بالله أكبر ، ألم ، خلص ، الله أكبر والتين والزيتون ، ألم نشرح لك صدرك ، وهكذا إلى آخر السور القصار هذه ، هذه ليس لها أصل في السنة أولا ولم يقل بها إلا بعض علماء التجويد المتأخرين كما يذكر نفس ابن الجزري في النشر أي نعم ؛ فهذه  خلاصة النصيحة لهؤلاء الشباب ولمن قبلهم من الشيوخ الذين لم يتح لهم أن يتلقوا علم القراءة والتجويد عن بعض الشيوخ المتخصصين . كيف حالك .

السائل : الله يسلمك.

الشيخ : عسالك طيب .

السائل : عساك بخير .

الشيخ : الحمد لله .

السائل : الساعتين الآن أصبحت ساعة .

الشيخ :  ... طيب نستريح قليلا إن شاء الله .

السائل : نقول تعذرنا نحن ثقلى ، فرصتنا معك محدودة ... .

الشيخ : عفوا ، أنا لا يزعجني مثلك أبدا كطالب علم قوي إن شاء الله .

السائل : جزاك الله خيرا نسأل الله ذلك .

الشيخ :  ويريد أن يتفقه في دينه ذلك من حظي أنا ... .

السائل : من حظنا نحن يا شيخ ... .

الشيخ : الله يبارك فيك

السائل : أكرمك الله .

الشيخ : تعال يا أبا ليلى فأوقف تسجيلك .

أبو ليلى : السلام عليكم وجزاك الله خير يا شيخنا وتفضل استريح الآن والله يعطيك العافية ، نحن على سفر والشيخ يستريح ... .

الشيخ : ... قد أفرد الحج بأن يفسخ هذا الإفراد ويجعل حجه تمتعا ثم يتحلل ، ثم في اليوم الثامن يحرم بالحج مرة أخرى ؛ فإذا أشهر الحج ثلاثة يجوز للمسلم أن يحرم في هذا في شهر من هذه الأشهر الثلاثة ، هذا هو المقصود من تحديد وقت الإحرام بالحج ؛ فإذا كان مفردا أو كان قارنا لم يسق الهدي وأحرم في أول شوال فيظل وجوبا في إحرامه وفي ذلك حرج كبير ؛ أما إذا كان لم يسق الهدي ، القارن إذا كان لم يسق الهدي فحكمه حكم الحاج الذي أفرد حجه ؛ فلابد من أن يفسخ الحج إلى عمرة ولذلك كان الأشرع والأيسر إنما هو حج التمتع لأنه يبدأ بالعمرة فيتحلل منها في ظرف يوم أو يومين ، ثم ينتظر حتى يدخل اليوم الثامن الذي هو يوم التروية وهو الذي قبل عرفات ؛ ففي هذا اليوم يحرم مجددا بالحج بعد أن كان قدم بين يديه هذا الحج العمرة كما هو شأننا اليوم ؛ هذا جواب ما سبق من السؤال .

السائل : جزاك الله خيرا .

الشيخ : وإياك .

الشيخ : .. يعني هو لما جاء صهره إلي وعرفت منه أن الشيخ في مكة قلت له سأزوره إن شاء الله ، فصاير أنه أبلغه فعجل بالخير وجاء زائرا .

الحلبي : كنت التقيت به من قبل شيخنا ؟

الشيخ : نعم كان زارني عند صهري الآخر هناك رضا في مكة .

أبو ليلى : من شيخنا ؟

الشيخ : الشيخ ابن عثيمين الآن هو في مكة ، وابن باز نعم .

السائل : وصلوا يعني ؟

الشيخ : وصلوا ا أدري من حدثني أنه لما أبلغ الشيخان بمجيئي للحج فرحا كثيرا خاصة ابن عثيمين ... .

الحلبي : الحمد لله ، والله ما شاء الله يا شيخنا له جهود جبارة في ... ابن عثيمين ، وين يا شيخ التقيت به ؟

الشيخ : كان يوجد في دمشق رجل نجدي تاجر كبير وله محل في منطقة الحريقة اسمه سليمان القاضي ، شوف الآن سؤالك يذكري بهذا الإنسان مع شدة نسياني ، فباقي في ذاكرتي اسمه كان يزورني في الدكان وكأنه كان يستأنس بي في غربته في دمشق بين مشايخ المذهب والجمود وكان قلما يجد رجلا سلفيا في تعبيرنا وموحدا في تعبيرهم فكان يستأنس بي كثيرا ويتردد علي في دكاني ويتصل بي هاتفيا في كثير من الأحيان يسألني ، ففي ذات يوم اتصل بي وما أذكر اتصل بي شخصيا أم هاتفيا فقال لي إن الشيخ عبد الرحمن السعدي عندي وهو يريد أن يتعرف عليك ، فقلت أنا إن شاء الله سوف آتيك فجمعني معه في داره هذا سليمان القاضي ، رجل فاضل حقيقة يعني عالم سلفي نستطيع أن نقول وليس ككثير من علماء نجد .

الحلبي : ألا تذكرون أبحاثا معينة جرت ؟

الشيخ : ما أذكر ، وأظن ما في شيء سوى يعني مودة .

أبو ليلى : من متى توفي الشيخ ؟ .

الحلبي : عشرين لعله قبل ثلاثين عاما ، في هذه الحدود .

الشيخ : لقائي معه لاشك في أكثر من هيك .

أبو ليلى : ابن باز من تلاميذه ... ؟

الحلبي : الشيخ محمد ابراهيم .

الشيخ : كان لقائي له حينما زرت أول ما جئت الرياض مع الفوج السعودي يومها شوفت الشيخ محمد ابراهيم والشيخ ابن باز ما كنت أعرفهم سابقا .

أبو ليلى : كتاب الغزالي ؟

الشيخ : وفي مقدمة صفة الصلاة الطبعة الجديدة أينعم وبعضها في مختصر البخاري وبعضها في مقدمة مسلم أو تعليق على بعض الأحاديث يعني أنا أغتنم الفرصة وأرد عليه ؛ أما أن أفرغ وقتا للرد عليه ولتتبعه ولتتبعه في زلاته في ذاك الكتاب الخطير هذا الواقع يحتاج إلى فراغ لأنه نحن مطلعين كتاب حجاب المرأة المسلمة أخرناه عن الطباعة بسبب انشغالنا بما هو أهم ؛ ولذلك فما نستطيع أن ننشغل بشيء جديد قبل أن أخلص من هذه الكتب المتراكمة عليّ لأجل التعجيل بطبعها .

أبو ليلى : يعني شيخنا ممكن يكون في إمكانية مثلا تتجمع هذه الردود الموجودة في الصفة أو موجودة في الضعيفة وتكون كتيب مستقل ؟

الشيخ : ممكن هذا ؛ لكن الحلقة ما تكون كاملة .

الحلبي : في حلقة مفرغة في الموضوع .

الحلبي : شيخنا طيب بالنسبة لردكم في الحجاب باقي شوط كبير ؟ ولا قطعتم الحمد لله الشوط الأكبر ؟

الشيخ : تقريبا الرد هو كما قلت مرة مقدمة أكبر من الأصل تقريبا انتهيت منه .

الحلبي : الحمد لله .

الشيخ : ولكن بقي بعض الشيء ولذلك كنت اتفقت مع نظام بأنه نطبع الكتاب مع مقدمة موجزة مأخوذة من هذه المقدمة الطويلة .

الحلبي : هذا صحيح والله يا شيخ .

الشيخ : على أساس أنه إذا المقدمة الطويلة إذا ما انتهيت منها نهائيا ممكن طبعها مستقلة .

الحلبي : تفرد يعني ؟

الشيخ : أي نعم ، وفي اعتقادي أن المرحلة التالية بعد رجوعي من الحج سيكون البدأ بطبع الحجاب .

الحلبي : والله سيكون قنبلة يا شيخنا .

الشيخ : أي نعم .

الشيخ : ... وكنت ما بين آونة وأخرى كلما وجدت فراغا أدرس الصارم المشهور الطبعة القديمة .

الحلبي : التي وجدناها بقدر الله .

الشيخ سبحانه وتعالى .

الحلبي : لا إله إلا الله .

الشيخ : ففيها أشياء غير موجودة هناك في الطبعة الحلبية .

الحلبي : عجيب .

الشيخ : إيه لكنها الآن لأني ما دخلت في صلب الموضوع كلها مقدمة يبحث فيها النهي عن التبرج ونحن لا نخالف هذه لكن يورد أحاديث مما هب ودب ؛ فالشيء مخرج عندي قديما أضع على التعليق لأنه فيه من خطتي في الرد المطول الحقيقة أن لا أداهن الرجل برغم من إكرامه إيايّ وأن أبين أن الرجل ليس عنده علم في الحديث إطلاقا فهو كغيره جماع حطاب يسوق ما يعثر عليه دون أي تميز ونادرا ما تراه يقول في سنده فلان ويكون ناقلا عن مجمع الزوائد وغيره ، فوجدت أحاديث كثيرة يعني مما لا تصح إطلاقا فكما قلت آنفا بعضها مخرج عندي وبعضها لم تكن مخرجة خرجتها من جديد فكنت فوصلت يعني إلى نحو تقريبا أربعين خمسين صحيفة من هذه الطبعة القديمة فكنت أغتنم الفرصة يعني كل ما سنحت لي أن أقرأ منه فربما أجد شيئا يتعلق بأصل الموضوع ... .

الحلبي : لكن شيخنا هنا استفسار يعني للشاهدة بالنسبة للصارم المشهور  يعني هل تريد إضافتها بملحق خاص بالمقدمة أم تدخيل في مواطنها ؟

الشيخ : لا ، قد يكون كمقدمة للرد على التويجري خاصة فيما خلفنا فيه لكي أظهر أنه لأنه هو الآن مثلا يضعف حديث أسماء ويصحح أشياء لا قيمة لها فسوف يقول إن هذا الرجل ليس من صنعته التصحيح والتضعيف وكتابه هذا مشحون بالأحاديث الضعيفة وبعضها موضوعة وقد آتي بأمثلة دون بسط القول في ذلك وإنما أحيل على كتبي وإنما حديث ضعيف وبيان علته باختصار وتفصيل ذلك في مكان كذا وإذا كان موضوعا فالأمر أهم ، أي نعم هكذا الخطة في ذهني .

أبو ليلى : أعطي الطفل حمزة لجده لجده .

الشيخ : تعال تعال ، تعال حبيبي ، أتركه لي أتركه لي تعال حبيبي تعال عند جده ، تعال تعال اجلس هنا ، يا عيني أنت يا عيني يا حمزة يا حمزة .

الحلبي : الولد مبخلة مجبنة ، الله الله .

الشيخ : أيو الله صلى الله على محمد .

الحلبي : عليه الصلاة والسلام .

الشيخ : ... سلط علينا أبا ليلى .

الحلبي : بذكرنا عبارة إذا هبت رياحك فاغتنمها ، هذا شيخنا كتاب للالكائي ... ذكر فيه فصلا لطيفا من صفحتين أو ثلاث بعنوان اعتقاد أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وأبي حاتم محمد ابن إدريس ابن المنذري الرازيين وأظنهما أولاد الخالة هما أينعم يقول " ... وجماعة من السلف ممن نقل عنهم رحمهم الله يقول المصنف أخبرنا محمد بن المظفر المقرئ قال حدثنا الحسين بن محمد ابن حبش المقرئ حدثنا الحسين بن محمد ابن حبش المقرئ حدثنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم قال سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك ؛ فقالا أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته " ما هو المقصود بجميع حياته ؟

الشيخ : الذي يتبادر للذهن العبارة جديدة علينا هي بمعانيه وألفاظه ... .

الحلبي : بمعانيه وألفاظه ، نعم " ... وقد يقال بالكلام الأزلي " والكلام كما يعبر شيخ الإسلام حلول الحوادث التي هي أن الله كان يتكلم كما يشاء متى يشاء ... .

الشيخ : يتكلم متى شاء .

الحلبي : هذا لعله ؟

الشيخ : نعم .

الحلبي : " والقدر خيره وشره من الله عز وجل ، وخير هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي ابن أبي طالب عليهم السلام " ؟

الشيخ : كويس مادام شملهم جميعا بالسلام معليش .

الحلبي : طيبة " ... وهم الخلفاء المهديون وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد لهم بالجنة على ما شهد به رسول الله صلى وقوله الحق صلى الله عليه وسلم ، والترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والكف عما شجر بينهم ؛ وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وأنه تبارك وتعالى يرى في الآخرة يراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء والجنة حق والنار حق وهما مخلوقان لا يفنيان أبدا والجنة ثواب لأولياءه والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم الله عز وجل والصراط حق والميزان حق له كفتان " نعم .

الشيخ : فاتني شيء من كلام هذا الخطيب أو الواعظ بعد الصلاة ، فهل لاحظتم عليه شيئا ؟

الحلبي : لاحظت عليه بس استدلاله بحديث فرعون وهامان .

الشيخ : طيب غيره ؟

الحلبي : هذا الذي أذكره .

الشيخ : وأنت فهمت كلامه كله ؟

الحلبي : لا والله مش كله شيخنا في آخر خمس دقائق تعبت فركنت على  جانب كما يقال .

الشيخ : يعني شيء آخر ما لاحظت ؟

الحلبي : ما لاحظت .

الشيخ : أنا أخذت عليه شيئا كعادتي .

سائل آخر : يمكن من التمتع جعلهم كلهم مثل بعض .

الحلبي : نعم جاب الإفراد والتمتع والقران .

الشيخ : ... لعلكم تذكرون لما حض على صلاة الضحى وذكر أن صلاة الضحى بثلاث مائة وستين حسنة هذا خطأ فاحش ... .

الحلبي : الحديث على كل مفصل أظن ؟

الشيخ : لا مش هذا المقصود ، المقصود هو كلامه كله سليم إلا في لفظة حسنة لأنه هي صدقة والصدقة بعشر أمثالها بعشر حسنات .

الحلبي : يا سلام .

الشيخ : فلما عادلها بحسنة معنى ذلك خسرنا تسعة في كل كلمة مقابل حسنة .

الحلبي : لا إله إلا الله .

الشيخ : أي نعم ، تمنيت لو أنه يعني أتيح لي أنا والله لو انتبهت أنه سلم عليك كنت لفظت نظرة إلى هذه لأن هذه مسألة لا ينبغي الاختلاف فيها ؛ أما مسائل أخرى خاصة إذا كان من أهل التوعية فهو موجه أن لا يواجه المجتمع .

الحلبي : موعى وخالص ... .

الشيخ : ... أن لا يواجه المجتمع يقول لهم كل شيء لا يتحملونه مثل ما فعلنا اليوم مثلا أنه لا ما بصير حج إفراد بدون إيش ؟ عمرة ، بدهم يسلكوا الأمور حتى ما يصير في مشابهة بين الوعاظ وبين الجمهور لكن هذه ما يصير فيها خلاف بينما يقال خسرتنا مقابل كل حسنة تسعة .

السائل : أين حصل هذا الكلام ؟

الشيخ : واحد خطب بعض الصلاة هنا .

الحلبي : آه شيخنا ثم يقول " والصراط حق والميزان حق له كفتان توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها والحوض المكرم به نبينا صلى الله عليه وسلم حق ، والشفاعة حق والبعث من بعد الموت حق ، وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل .

الشيخ : بس هنا على الشفاعة يجب التعليق بأنها تشمل تاركي الصلاة أيضا .

الحلبي : ... ويقول هذه طيبة .

الشيخ : معلوم ... إذا هبت رياحك فاغتمنها .

الحلبي : وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل ... .

الشيخ : سمعت يا شيخ داوود هذا التعليق ؟

الشيخ داوود : نعم .

الشيخ : هذا يهمكم .

داوود : وهو ؟

الشيخ : وهو أن الشفاعة تشمل أيضا المسلمين التاركين الصلاة ولذلك نعتبر إطلاق القول بتكفير تارك الصلاة غلو لمشايخنا في هذه البلاد غلو ممقوت غير ممدوح .

الشيخ : سمعت يا شيخ داوود هذا التعليق ؟

الشيخ داوود : نعم .

الشيخ : هذا يهمكم .

داوود : وهو ؟

الشيخ : وهو أن الشفاعة تشمل أيضا المسلمين التاركين الصلاة ولذلك نعتبر إطلاق القول بتكفير تارك الصلاة غلو لمشايخنا في هذه البلاد غلو ممقوت غير ممدوح . كيف ؟

السائل : هناك حديث ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) ؟

الشيخ : الحديث صحيح ، أي نعم ، قد يكون كفره كفرا اعتقاديا فيكون الحديث على ظاهره وقد يكون كفره كفرا عمليا فحينئذ يؤول بأنه يعمل عمل الكفار الذين لا يصلون وليس كل حديث جاء فيه لفظ كفر بل ولفظ كافر الذي هو أبلغ من لفظ كفر فهو محمول عند أهل العلم على ظاهرها ؛ فقوله عليه السلام في خطبة الوداع في حجة الوداع قال لجرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه استنصت لي الناس ثم خطب عليه السلام فقال : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) وقد شيء من ذلك مع الأسف ضرب بعضهم رقاب بعض فهل راجعوا كفارا ؟ فقوله عليه السلام في خطبته تلك ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب رقاب بعضكم بعض ) وقد وقع شيء من ذلك ضرب بعضهم رقاب بعض وجرت فتن لا حاجة بنا إلى أن نذكر بها ولا أحد من أهل السنة والجماعة حقا اعتبر مقاتلة بعضهم لبعض على الأقل الفئة الباغية منهم ما عتبروهم كفارا كما هو ظاهر الحديث ، ولكن اعتبروهم على خطأ أولا ، ثم جعلوا المخطئ منهم على مرتبتين مرتبة أولى خطأ لا يؤاخذ عليه لأنه كان متوهما أنه على الصواب والخطأ الذي قصد الشر فهو بلاشك مأزور ومع ذلك فهو ليس بكافر ؛ فإذا ليس من منهج أهل السنة والجماعة أننا كلما وقفنا أمام لفظة فلان كفر أو فهو كافر أننا ملزمون بالتمسك بظاهر هذا اللفظ دون الرجوع إلى الأدلة الأخرى التي تدلنا دلالة قاطعة على أن المسلم لا يخرج من الملة إلا بجحود ما كان دخل فيه من قبل ؛ ولذلك فالكفر قسمان كفر اعتقاد وكفر عمل ، كفر الاعتقاد هو الذي خرج عن الملة ، وكفر العمل لا يخرج عن الملة ولكن يكون على خطر يخشى عليه أن يؤدي به إهماله للقيام ببعض الأركان العملية من الإسلام أن يدخل في زمرة الكافرين فعلا ؛ وقبل مجيئكم كنا نتحدث مع بعض إخواننا وأستوضح منهم خطبنا رجل بعد صلاة الظهر هنا خطبة طويلة جزاه الله خيرا يعني أتى على مناسك الحج بعد أن ذكر الحاضرين بفضل أيام عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها فحض على كثير من الأعمال كان منها تذكيره بصلاة الضحى وأن هذه الصلاة لها من الفضيلة ما يعني يكفي المسلم أن يعرفها لكي لا يخل بأداء صلاة الضحى في كل يوم ، وأشار إلى حديث أن في كل كما قال عليه السلام  في الإنسان ثلاثمائة وستون سلامى  أي مفاصل ،  وعلى كل سلامى صدقة في كل يوم على كل يوم في كل يوم وعلى كل سلامى في كل يوم صدقة ، وفصل الرسول عليه السلام وقال في كل تسبيحة وتحميدة صدقة وتكتبرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وإصلاح بين اثنين صدقة وإزالة الأذى عن الطريق صدقة وحملك متاع أخيك على ظهر دابته صدقة ، وذكر عليه السلام من هذه المكارم الشيء الكثير ثم قال ويجمع لك ذلك كله ركعتا الضحى ؛ فهو أوجز الإشارة لهذا الحديث وذكر مقابل الصدقة التي جاء ذكرها في هذا الحديث بأنه حسنة ؛ فقلت لإخواننا أنا فاتتني شيء من كلامه فهل لاحظتم عليه شيئا ؟ فذكر الأخ جزاه الله خير ما كان ألقي في نفسي ذكر حديث أن تارك الصلاة يحشر يوم القيمة مع هامان وقارون وفرعون ، وهذا معروف لدينا أنه حديث غير صحيح الإسناد ، ساعتئذ إذن ألقي لي ما كنت أردت أن أقوله بأنه من الأشياء التي يمكن أن نتخذها بعد أن خرجنا حديث الشفاعة دليلا على نكارة هذا الحديث كيف يحشر مع فرعون وهامان من تناله الشفاعة ؟ وأولئك لن تنالهم الشفاعة .

الحلبي : شيخنا الحديث فيه علة لازلت أذكرها منكم ، عيسى بن ... مجهول ... .

الشيخ : أي نعم فالشاهد أن لفظة الكفر تطلق ويراد بها الردة وتطلق ويراد بها مشابهة الكفار ، فقوله عليه السلام : ( فمن ترك الصلاة فقد كفر ) ليس نصا قاطعا على أن كفره كفر إعتقاد أو لنقل على أنه كفر ردة عن الدين لأنه يحتمل المعنيين السابقين كفر ردة وكفر عمل ؛ لأنه يشابه الكفار الذين لا يصلون ، وإذا الأمر كذلك وكان قد ثبت أن الشفاعة تشمل تاركي الصلاة ... .

الشيخ : ... بالإضافة إلى أنه تعالج بمستشفى ابن النفيس عندنا في دمشق يومئذ أيضا ما استفاد شيئا ؛ فلما أخبرني بذلك قلت له يا أبا سليمان شو رأيك تجرب تجربتي ؟ قال شو يعني ؟ قلت له نصوم صيام طبي ، تمنع نفسك عن كل شيء اسمه طعام أو شراب إلا الماء الصافي ، قال والله جربنا كل شيء وخلينا نجرب هذا ، صام أيام نحو الأيام التي صمتها أكثر شويه أو أقل لم أعد أذكر جيدا وأحس بالفرق ، شو كان يصيبه ؟ يكون جالس في البيت تأتيه النوبة أي شيء أمامه يكسر ، ساعة قوارير زجاج كاسات صحون تذهب كلها هباء منثورا وهو لا يشعر بعدين لما صام هذا الصيام القليل شعر بالفرق فصبر على نفسه شهور ثم عاد الكره فصام كم يوم أكثر من ذي قبل ، وهكذا حتى صام في المرة الثالثة أظن أربعة وثلاثين أو ستىة ثلاثين يوم ، لم أعد أذكر والله ؛ المهم لم يستطع يكمل المشوار كله أربعين يوما لكن ذاك يوم وهذا يوم الله شافاه .

السائل : هو لابد من أربعين يوم ؟

الشيخ : هو لا بد طبعا .

السائل : هل له أصل في السنة ؟

الشيخ : طبا طبا , طبا تجربيا ؛ وهذا يحكي لنا النكتة التالية يقول قبل أن أحكي هذه النكتة صار الرجل متحمس لوصف هذا العلاج لكل مريض فما يأتيه إنسان يشكوا إلا يقول له صم ، ويفهمه يعني أن هذا الصيام طبي وليس شرعي لأنه شو الفرق ؟ الفرق أنه أنا مثلا في الأربعين يوم كان يخطر في بالي أشرب في وضح النهار أشرب أنه أنا مش صائم صيام شرعي ؛ المهم ما يأتيه شخص يشكوا له مرضا مزمنا إلا ويقول له صوم صوم حتى جاءه شخص يشكوا مرض أمه ويقول الولد بأن أصبحت الأم مقعدة طريحة الفراش لا تستطيع أن تخدم نفسها حتى إذا خرجت للحاجة ولها ابنتان ممرضتان ملتا ، مع أنهما ممرضتان! ملتا من خدمة أمهما ؛ فلما سمع منه شكواه قال له أنا أدلك على العلاج خليها تصوم ، فقال له يا شيخ هي أصبحت كالعودة فإذا قلنا لها تصوم فلن تصوم لأنها تخشى على نفسها الموت ، قال له صوموها رغم أنفها كيف ؟ قال ضعوا لها إبريق الماء أمام الطاولة والكاسة ودعوها خليها تصيح ، فأظهر الولد شفقته على أمه فقال له حاجة بقى الحكي بيننا أنتم مش مصدقين متى تموت من كثر ما عذبتكم بمرضها ، الآن خايف عليها تموت ؟ ...  فالحقيقة أن الشاب اقتنع وضعوا الطاولة بجانب منها والإبريق والكاسة تنادي بأنها جائعة ما أحد يرد عليها ، عطشانة هذا الماء بجانب منها ، يقول الولد وهو يحدث صاحبنا أبو سليمان ما مضى عليها إلا ست أيام إلا شعرت بالفرق صارت تقوم من الفراش تخدم حالها ؛ والشاهد استمرت على شرب الماء فقط فشافها الله عز وجل ، هذا مما زاد صاحبنا تحمسا كل ما جاء له مريض قال له صوم الصوم الطبي ، وفعلا هذا مجرب يعني وأنا من الأشخاص الأفراد الذين قطعوا الشوط بكامله يعني أربعين يوم فرد سحبه ... .