الإسلام ومكتشفات العلم الحديث

الإسلام ومكتشفات العلم الحديث كإحدى شواهد ودلائل نبوة ورسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -
نبذة عن الكتاب:   حقائق علمية مبهرة أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر

 من 1400 عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، ثم يأت العلم الحديث ليكتشف صحتها
ومصداقيتها، ومن ثم تكون إحدى شواهد ودلائل نبوة ورسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -

 


    

الإسلام ومكتشفات العلم الحديث..
كإحدى شواهد ودلائل نبوة ورسالة محمد 

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]

 " حقائق علمية مبهرة أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر
 من 1400 عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، ثم يأت العلم الحديث ليكتشف صحتها
ومصداقيتها، ومن ثم تكون إحدى شواهد ودلائل نبوة ورسالة محمد  "

 

                                                                    إعداد
                                                                  محمد السيد محمد

 

 


مقدمة
      الحمد لله رب العالمين، فاطر السماوات والأرض، جاعل الظلمات والنور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا  عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد النبي خاتم الأنبياء والمرسلين، وصل اللهم وسلم وبارك على أزواجه وآل بيته الأخيار الأطهار وأصحابه الكرام، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره  إلى يوم الدين.
إن المتأمل فى شرائع الإسلام ورسالته ودعوته يتبين له التوافق الكامل والانسجام التام لما جاء به الإسلام مع ما تقبله الفطر النقية وتأمله النفوس الزكية وتتطلع إليه العقول السوية.
وما نودّ أن نُزيد من إلقاء الضوء عليه فى هذا البحث اليسير الموجز هو دعوة الإسلام إلى العلم والتعلّم، وذلك بشفافية تامة يتضح منها للقارئ مصداقية دعوة الإسلام للرِقِىّ والنهوض بالأمم والشعوب فى شتى مجالات الحياة، متضمنة مختلف أنواع العلوم من خلال دعوته الراقية للعلم والتعلّم وإشاراته اللطيفة الرقيقة إلى حقائق علمية مبهرة ومكتشفات علمية حديثة منذ أكثر من 1400 عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، وفى سَبْقٍ منه لتقنيات العلم الحديث، وذلك من واقع شواهد جليّة و دلائل دامغة كإحدى شواهد ودلائل رسالة ونبوة محمد .
وبعون الله وتوفيقه نسوق فى هذا البحث اليسير الموجز من هذه الشواهد والدلائل فى إيجاز شديد خشية الإطالة وضياع المضمون وسط السطور.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن ينميها لنا، وأن يشرح لدعوتنا صدور عباده وأن يجعلها حسن سبب فى هداية خَلْقِه إليه، فهو سبحانه وتعالى ولىّ ذلك والقادر عليه.
*******

 

 

 

 

 
رسالة الإسلام
إن من سنن الله سبحانه وتعالى أن يرسل أنبيائه ورسله تباعا حين تشتد الحاجة إليهم، ويضلّ الناس عن طريق إلاههم وخالقهم، ويبتعدوا عن تعاليم أنبيائهم ورسلهم، ومن ثم فقد أرسل الله تبارك وتعالى خاتم أنبيائه ورسله محمد  بالإسلام دينا، وهو دين الفطرة التى فطر الله تبارك وتعالى عباده عليها.
فالإسلام يعنى الاستسلام لله سبحانه وتعالى والخضوع له والانقياد لأوامره (جلّ وعلا).
ولقد جاء الإسلام داعيا إلى كل ما تقبله الفِطَر النقية الزكية والعقول الراجحة الرشيدة، داعيا إلى العقائد الصافية..إلى الإيمان بالإله الخالق تبارك وتعالى ووحدانيته، داعيا إلى الإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله والرَفْع من قدرهم وشأنهم، داعيا إلى العبادات الهادية والتشاريع القويمة، داعيا إلى الأخلاق الكريمة والمعاملات الحكيمة، داعيا إلى العلم والتعلم والنهوض بالبشرية فى كافة نواحى الحياة.
لقد جاء الإسلام داعيا إلى السلام وعدم نقض العهود والمواثيق، داعيا إلى الإحسان، بعيدا كل البعد عن ما نراه من زمان لآخر من تطرف وإرهاب على يد فئات مختلفة مُنْسِبة أفعالها إلى الإسلام، ولو فَطِنت (مثل تلك الفئات المختلفة) لعلمت أنها خير أداه يُتلاعب بها فى أيدى الحاقدين على الإسلام وأهله لتزييف حقيقته وتشويه صورته.
وأيضا فإن الإسلام بما جاء به من صفاء معتقد ونقاء عبادة ( وهو متمثل اليوم فى أتباع نبيه  وأهل سنته – أهل السنة - ) برئ من مثل تلك الفرق المارقة وما ظهرت به من نكارة معتقد وفساد عبادة، والتى تزعم انتسابها إلى الإسلام كذبا وزورا، فالإسلام ليس له سبيل إلا سبيل واحد وهو ما كان عليه النبى محمد  وأصحابه الكرام الذين قد اختارهم الله سبحانه وتعالى لنصرة نبيه  ونشر رسالته، ومع مثل هذه التحديات التى تواجه اٍلاسلام وتعمل على حجب شعاع نوره يأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون الحاقدون، فيتبين لكل منصف سماحة الإسلام وما جاء به من صفاء معتقد ونقاء عبادة وحسن تشريع وأمْر بكل معروف ونهْى عن كل منكر، وصدق الله تعالى إذ يقول فى شأن من أرسله بالإسلام دينا، خاتم أنبيائه ورسله محمد ، فى كتابه العزيز ( القرآن الكريم ):
﴿...يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ... ﴾
[الأعراف: 157].
*******

 
الإسلام ودعوته للإيمان بالله (سبحانه وتعالى) ووحدانيته
إن الإسلام هو دين التوحيد، الدين الذى جاء يُعَرِّف الناس بإلاههم وخالقهم، و يُعَرِّفهم بعظيم وجميل صفاته (سبحانه وتعالى) وكمالها، داعيا للإيمان بموجد هذا الكون من العدم وهو الله (سبحانه وتعالى).
فإذا ما اعترض ملحِد ومنكِر لوجود الله تعالى بقوله: لا إيمان إلا بما تراه العين وبما أننا لم نر الإله فلا وجود له، يُقال له: أنت لم ترَ عقلك الذى فى رأسك ولم ترَ روحك التى بين جنبيك ولكنك تؤمن بوجودهما لوجود الآثار الدالة عليهما، وأيضا الجاذبية...وغير ذلك من الأمثلة الكثير والكثير، وكذلك فإن الآثار والآيات الدالة على مُوجِد هذا الكون (وهو الإله الخالق) ووحدانيته وطلاقة قدرته وكمال حكمته وعظيم صفاته أكثر من أن تُحصى.
وكى نبرهن على ذلك عمليا، نوضح: أن الإنسان بصفاته الخارجية وأنظمته الداخلية مثل الآلة بمكوناتها، بل الإنسان أكثر تعقيدا من أى آلة، وإذا كانت الآلة - وإن كانت بسيطة – تحتاج إلى كتاب تعليمات مِن صانعها ومخترعها ( حيث إنه أكثر علما ودراية من أى إنسان آخر بأنظمتها وأجهزتها التى تتكون منها ) يوضح كيفية التشغيل لهذه الآلة وأسلوب الاستخدام الأمثل لها لتجنب ما يفسدها.
مما يعنى بأنه لا بد من الإقرار والاعتراف بأن لها صانع، ليس ذلك فحسب بل إن هذا الصانع - وإن كنا لانراه - متحكم بطريقة تشغيل هذه الآلة وبشروط وضوابط استخدامها من خلال كتاب التعليمات الذى وضعه لها.
وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لآلة - من صنع البشر – فما بالنا بالإنسان الذى هو أكثر تعقيدا من أى آلة ؟!
 ألا يحتاج إلى كتاب تعليمات وتوجيهات، كتاب هداية، موضح به ما يضبط سلوكه ويكون سببا فى تنظيم وتقويم طريقة معيشته وفقا للضوابط التى وضعها خالقه وصانعه، وهو الإله الخالق (سبحانه وتعالى)، لأنه أعلم به من نفسه التى بين جنبيه ؟!
الجواب: بلى، يحتاج إلى هذا الكتاب، مما يؤكد وجود هذا الإله الخالق المـُبدع لصنعته، وهو الله (سبحانه وتعالى)، الذى أنزل كتابه المجيد (القرآن الكريم) خاتما به الكتب السماوية السابقة، مُتضمنا لما تحتاجه البشرية قاطبة من طريق هداية وسُبل تقويم معيشة إلى قيام الساعة.
فالإنسان من غير هذا الكتاب الخاص به من خالقه وصانعه، وبدون الامتثال لما به من تعليمات وتوجيهات يصير مثل سائر الحيوانات بما فيها من حيوانات بريّة مفترسة تعيش فى الغابات من حيث سلوكها وطريقة معيشتها، لأنه: ما الذى يمنع الإنسان حينئذ من التزاوج بأمّه أو ابنته أو أخته...إلى غير ذلك من المحارم (التى يَحرُم الزواج منها) إذا لم يلتزم وينضبط بالتعليمات الموجهة له من خالقه وصانعه ؟
وما الذى يضطره للتعامل مع الآخرين بصدق وأمانة بلا كذب وغش خيانة إذا كان فى ذلك الكذب والغش والخيانة ظاهريا مصلحته من حيث الترقّى إلى منصب ما أو الفوز بجائزة يرجوها أو الحصول على ما يرغبه ويطمع فيه إذا لم بكتاب التعليمات والتوجيهات الخاص به من خالقه وصانعه ما ينهاه ويزجره عن مثل تلك الصفات الرذيلة (من كذب وغش وخيانة... وغيرها) وموضح به عقوبة رادعة لكل من يتّصف بمثل تلك الصفات المذمومة  فى يوم يُحاسب فيه الخلائق أجمعين من الإله الخالق سبحانه وتعالى المُتَفرِّد بالقدرة على الخلق من العدم ومن ثم القدرة على إحياء الموتى تارة أخرى للحساب ؟!  
فالإنسان إذا ما تمسّك بالصفات الأخلاقية المحمودة من غير الإيمان بكتاب التعليمات والتوجيهات الخاص به من خالقه وصانعه والذى يأمر بالتّخلّق بهذه الصفات الحميدة يكون مناقضا لنفسه إذا ما كان التمسك بها يعارض مصلحته الدنيوية من كَسْب للمناصب والجوائز والأموال ...إلى غير ذلك.
لذلك، فإن الإسلام يدعوا لعدم مناقضة الإنسان نفسه، ومن ثم الإيمان بهذا الكتاب السماوى الخاتم للكتب السماوية السابقة (القرآن الكريم) بما فيه من تعليمات وتوجيهات من خالقه وصانعه، ينضبط من خلالها سلوك الفرد والمجتمع، ومن ثم الإيمان بالله (سبحانه وتعالى) الخالق المـُوجِد.
والإسلام يدعوا للإيمان بوحدانية هذا الإله الخالق (وهو الله سبحانه وتعالى)، حيث إنه إذا ما كان هناك أكثر من إله خالق لكانت الاختلافات ومن ثم الحروب بينهم، ولظهر علو بعضهم على بعض، ولذهب كل إله بما خلق، ولفسدت السماوات والأرض، وحيث إن ذلك كله ليس بحاصل فإنه ولا بد وأن يكون الإله الخالق هو إله واحد، وهو الله (سبحانه وتعالى).
إضافة إلى ما أشرنا، فإن الفطرة النقية والعقل الرشيد لا يقبلان إلا بوحدانية الإله الخالق المتفرد بصفات الألوهية ومن ثم تخصيص الدعاء وصرف العبادة لإله واحد، والامتثال لأوامر إله واحد، وإلا فأين يذهب العبد حين تتضارب أوامر الآلهة وتختلف عن بعضها، فلمن يستجيب ذلك العبد المسكين ويمتثل، وإذا ما امتثل لأوامر أحدهم فإنه بذلك يكون قد عصى غيره وصار مستحقا لعقابه.
لذلك فإن الإسلام يدعوا إلى ما تقبله الفِطر النقية والعقول الرشيدة، يدعوا إلى وحدانية الإله الخالق، وهو الله (سبحانه وتعالى)، وأنه (سبحانه وتعالى) لا يمكن أن يتجزأ أو أن يكون له ندّا أو شريكا من وَلَد أو غيره، فكما أنه (سبحانه وتعالى) لم يُولَد فهو لم يَلِد ولم يتخذ ولدًا، فهو (سبحانه وتعالى) لم يلد ولم يولد.
والفطر النقية والعقول الرشيدة لا يقبلان بأن يتخذ الإله الخالق صاحبة (تؤدى وظيفة الزوجة فى الإنجاب) أو ولدا لأن ذلك يؤدى إلى الاعتقاد بتعدد الآلهة وعدم وحدانية الإله الخالق (جلّ وعلا)، فإذا قَبِل الإنسان باتخاذ الإله الخالق ولدا فإن ذلك يقوده إلى الاعتقاد بألوهية ذلك الولد لأنه سوف يكون له صفات أبيه وهى صفات الألوهية ( ولا شك أن ذلك اجتراء منكر على الله تعالى)، ومثل ذلك المعتقد يقود إلى عديد من التساؤلات المنكرة، ومثال ذلك:
ما الذى يمنع الإله الذى قد اتخذ ولدا (ولو مرة واحدة قبل ذلك) من أن يتخذ ولدا ثانيا وثالثا...إلى غير ذلك، ومن ثم تكون لهم صفات الألوهية كأبيهم، ومن ثم تكثر وتتعدد الآلهة مستقبلا ؟؟ أو أن يكون قد اتخذ بالفعل ولدا ثانيا وثالثا...إلى غير ذلك من مخلوقات أخرى غير الإنس (كالجنّ) أو من مخلوقات أخرى غير الإنس والجنّ ممن هم أشرف فى الخِلقة من الإنس والجنّ (كالملائكة) ومن ثم تكون لهم أيضا صفات الألوهية كأبيهم وتكون قد كثرت وتعددت الآلهة منذ زمن سحيق ؟؟
وما الذى  يمنع ذلك الولد الذى كان قد قد اتخذه الإله ابنا والذى صارت له صفات الألوهية واتّسم بصفات أبيه من أن يتخذ هو الآخر ولدا له أو اثنين أو ثلاثة...إلى غير ذلك، ومن ثم يتخذ هؤلاء الأولاد صفات أبيهم فتصير لهم صفات الألوهية..وهكذا ؟؟
لا شك، أن مثل ذلك المعتقد يقود إلى الاعتقاد بتعدد الآلهة، وهو ما لا تقبله فطرة أى إنسان سوىّ ذى عقل راجح رشيد.
وأيضا، إذا كان للإله طبيعة بشرية (كما تزعم النصرانية) مع أحد مخلوقاته وهم البشر، فما الذى يمنع قبول أن ذلك الإله كان له أيضا طبيعة أخرى مع أحد مخلوقاته الأخرى السابقة لمخلوقات الإنس (كالجنّ) أو من هم أشرف فى الخِلقة من الإنس والجنّ (كالملائكة) ؟! أو أن يكون له طبيعة أخرى مع أحد مخلوقاته الأخرى (فى الوقت الحاضر) والذين لا نعلم عنهم شيئا ؟! أو أن يكون له طبائع وصور أخرى (مستقبلا) مع مخلوقات أخرى؟!
ومن ثم تكثر وتتعدد الآلهة بزعم أن تلك طبائع وصور للإله مع مخلوقاته، وكما تم مخالفة المعقول قبل ذلك لمن يزعم بأن الثلاثة هم فى النهاية واحد (مثلما تزعم النصرانية بأن الإله الخاص بها له (3) طبائع وصور من بينها الطبيعة البشرية المتمثلة فى ابن الإله) وقبول مثل تلك الخُدعة كمعتقد، يتم فى النهاية قبول ما شابهها من أن يكون للإله طبائع وصور مختلفة كثيرة (5،4، 6، 7، 8، 9...إلى غير ذلك) كآلهة مع مخلوقات أخرى، مع الزعم فى النهاية بأن ذلك العدد (الذى كل رقم بداخله يعبر عن شخصية مستقلة وتصرفات خاصة بها تبعا لإرادة ذاتية مستقلة) والذى لا حصر له يساوى العدد (1) أى (إله واحد)، ومن ثم مخالفة المعقول ومباهتة ضرورياته.
لا شك، أن مثل ذلك المعتقد يقود إلى عدد لا حصر له من الافتراضات التى لا تليق فى جنب الله (سبحانه وتعالى)، والتى تؤدى فى النهاية إلى تعدد الآلهة وعدم وحدانية الإله الخالق، وهو ما لاتقبله الفطرة النقية والعقل الراجح الرشيد.
إن أول ما دعا إليه القرآن الكريم من أنواع العلوم والذى أُمِر به النبى محمد   وبتعليمه لأمته هو: علم التوحيد (وحدانية الإله الخالق سبحانه وتعالى، كما فى قول الله تعالى ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ...... ﴾  [محمد: 19].
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾
                                                                                                           [الإخلاص: 1-4].
لذلك فإن الإسلام هو دين الفطرة الذى لا يتعارض مع صريح العقل، الذى جاء يدعو إلى الإيمان بالإله الخالق ووحدانيته، وهو الله (سبحانه وتعالى).
*******
 
الإسلام ودعوته إلى الإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله، والرفع من قدرهم وشأنهم
لقد جاء الإسلام داعيا للإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله أجمعين، والرفع من قدرهم وشأنهم، لأنهم هم من قد اختارهم الله تعالى ليُبَلّغوا عنه ما أوحاه إليهم من أوامر ونواهى وتشاريع وتعاليم إلى خَلْقِه وعباده.
ففى الوقت الذى نجد فيه اليهودية قد أنكرت نبوة المسيح عيسى عليه السلام وقالت فيه قولا قبيحا (حيث ادّعت اليهودية أن المسيح قد وُلِد من الزنا)، جاء الإسلام ليبرأه من مثل ذلك القول المنكر بل وليرفع من قدره وشأنه مُخْبِرا عنه أنه نبى كريم مُرسَل من الله تعالى وأنه (عليه السلام) من أولى العزم من الرسل.  
وفى الوقت الذى نجد فيه اليهودية والنصرانية قد نَسَبَتا إلى كثير من انبياء الله ورسله ما يعيبهم ويقدح فيهم وينقص من قدرهم وشأنهم على الرغم من اعترافاتهما بنبواتهم ورسالاتهم، نجد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى بَرّأهم من مثل تلك العيوب والقبائح بل ورفع من قدرهم وشأنهم، لأنهم هم من قد اختارهم الله سبحانه وتعالى ليبلّغوا عنه وليقتدى الناس بهم فيكونوا لهم أسوة وقدوة حسنة.
 ومن نماذج ما أشرنا إليه:
نجد أن اليهودية والنصرانية قد نسبتا على نبى الله هارون عليه السلام عبادة العجل (وهو صنم مُصوّر على شكل عجل)، وقد نسبتا إلى نبى الله لوط عليه السلام شُرْب الخمر ، ليس ذلك فحسب بل ونسبتا إليه أنه قد زنا بابنتيه، وذلك من أقبح أنواع الزنا لأنه من زنا المحارم...إلى غير ذلك من أنبياء الله تعالى ورسله الذين لم يَسْلموا من افتراءات النصرانية واليهودية عليهم.
فلقد نسبت كلا من اليهودية والنصرانية إلى أنبياء الله تعالى ورسله من الكفر وكبائر المعاصى ما يَحُطّ من قدرهم ويُوضع من شأنهم، وما لا يجعل منهم قدوة وأسوة يقتدى ويُحتذى بها، بل ويسئ إلى الإله الخالق جلّ وعلا لأنه حينذاك لم يكن يملك حُسْن الاختيار لمن يوحى إليهم ليبلّغوا عنه، ومن يُقتدى ويُحتذى بهم.
ولكننا نجد أن الإسلام هو من جاء يبرئ جميع أنبياء الله تعالى ورسله من مثل تلك القبائح والكفريات والشركيات، بل ويجعل منهم خير قدوة وأفضل أسوة يقتدى ويحتذى بها، ومن ثم تنزيه الإله الخالق سبحانه وتعالى عن ما يعيبه ويقدح فيه من صفة سوء الاختيار لأنبيائه ورسله، وأنه جلّ وعلا له كل صفات الجمال والكمال ومنها صفة حسن الاختيار لأنبيائه ومرسليه.
لذلك فإن الإسلام هو من جاء يدعوا للإيمان بجميع أنبياء الله تعالى ورسله والرفع من قدرهم وشأنهم.
*******

 


 
الإسلام ودعوته إلى العلم
لقد جاء الإسلام ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الشرك وعبادة الأوثان إلى نور التوحيد وعبادة الله تعالى الواحد الديّان، ليُخرج الناس من ظلمات الجَوْر والظلم والطغيان إلى نور الحق والعدل والإحسان، ليُخرج الناس من ظلمات الجهل والتخبط فيه إلى نور العلم والسير فى دربه، ومن ثم النهوض والرقىّ بالبشرية فى كافّة نواحى الحياة.
وبرهان ذلك: أن أول ما أنزله الله سبحانه وتعالى على خاتم أنبيائه ورسله محمد  من آيات الذكر الحكيم (القرآن الكريم) هو قول الله تبارك وتعالى ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [سورة العلق: 1]، وهو بصيغة الأمر والإلزام للنبى محمد  ومن ثم أمته  من بعده.
وكما هو معلوم فإن القراءة هى سبيل العلم والمعرفة فى شتى المجالات.
 لذلك، فإن أول ما دعا إليه القرآن الكريم وحثّ عليه هو العلم بصفة عامة، بمختلف أنواعه وشتى مجالاته.
أيضا، فإن القرآن الكريم لم يكتف بالدعوة إلى العلم والحثّ عليه فحسب، بل دعا وحثّ على الاستزادة من العلم كما فى قول الله تعالى ﴿ ...وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وهو بصيغة الأمر والإلزام للنبى محمد  ومن ثم أمته  من بعده باللجوء إلى الله (سبحانه وتعالى) للاستزادة من العلم بصفة عامة وتحصيل المزيد وعدم الاكتفاء بما تم اكتسابه وتعلّمه، وذلك طوال فترة حياة الإنسان، ويؤكد ذلك ما حثّ عليه حديث النبى محمد  الذى قال فيه ((..ومن سلك طريق يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا به إلى الجنة )) [رواه مسلم]، أى أن تحصيل العلم -بصفة عامة- من أسباب رضا الله (سبحانه وتعالى) – شرط إخلاص النية الصالحة له سبحانه وتعالى- ومن ثم الفوز بدار نعيمه (تبارك وتعالى) وهى الجنة.
تساؤل مهم: لماذا يدعوا الإسلام إلى العلم ويحثّ عليه، بل ويأمر به ؟
 والجواب على هذا التساؤل يتضح من:
1- قول الله (سبحانه وتعالى): ﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِى إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [سبأ: 6].
ويعنى أن الإنسان إذا عَمل بما دعا إليه الإسلام وحث عليه من تحصيل العلوم وصار من أهل العلم (الصادقين العاملين) وأحسن توظيف عقله مع تجرُّده من أهوائه وشهواته ونزعته العصبية (حِسْبة لله تعالى) وإخلاصه النية له (سبحانه وتعالى) فسوف يرى من الدلائل والبراهين ما يشهد بصدق دعوة القرآن الكريم وأنه الكتاب الحق من الله تعالى والذى تعهّد (سبحانه وتعالى) بحفظه هداية للبشر أجمعين إلى صراطه المستقيم.
2- وأيضا من قول الله (سبحانه وتعالى): ﴿..إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ.. ﴾ [فاطر: 28].
أى أن ثمرة العلم التى يحثّ الإسلام على جَنْيِها ويدعوا إلى تحصيلها هى: الخوف والخشية من الله (سبحانه وتعالى)، وذلك من خلال العلم بآيات الله (سبحانه وتعالى) وآلاءه ونعمه – التى لا تعد ولا تحصى- والتعرف عليها.
فإذا ما أحسن الإنسان توظيف عقله الذى منحه الله تبارك وتعالى إياه مع ما تعرّف عليه من آيات الله (سبحانه وتعالى) من خلال العلم فإن ذلك يقوده إلى الإيمان بطلاقة قدرة الإله الخالق (سبحانه وتعالى) وبديع صَنْعتِه وإحكامه لها، فيزداد يقينا فى وجود الإله الخالق ووحدانيته (جلّ شأنه)، أى أن هذا الإله الخالق العظيم لهذا الكون بما فيه من آيات وعجائب لا بد وأن يكون إلها واحدا فقط، مُختصّ ومتفرّد بطلاقة القدرة وكمال الحكمة وسِعة العلم وشموله...إلى غير ذلك من الصفات الحسنى المـُكْتملة فى حقه (سبحانه وتعالى)، لأنه لو كان هناك أكثر من إله خالق لظهر الاختلاف والتباين، ولظهر علوّ بعضهم على بعض، ولفسدت السماوات والأرض.
ومن ثم إثر ما يتبيّن للإنسان من خلال العلم ومع حسن توظيف العقل يزداد الإنسان خضوعا وخشوعا لله (سبحانه وتعالى)، واستسلاما وانقيادا لأوامره جلّ شأنه، فيأتمر بأمره ويجتنب نواهيه ويُسارع إلى طاعته مُجتنبا معصيته، رجاء رحمته ومغفرته وخشية عقابه وعذابه، وأملاً فى رضاه وجنته التى وعدها (تبارك وتعالى) عباده المتقين الخاضعين الخاشعين.
- ولقد كان لكثير من علماء المسلمين قديما إسهامات عديدة مضيئة فى مختلف أنواع العلوم ( مشهودة لها من المتخصصين فى هذه العلوم ) بل وإلى عصرنا هذا، ومن نماذج هؤلاء العلماء وإسهاماتهم العلمية حديثا:
-     د/أحمد حسن زويل (26/2/1946): ( أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء فى معهد كاليفورنيا للتقنية، بالولايات المتحدة الأمريكية).
هو عالم كيميائى مصرى حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء لعام (1999) لأبحاثه فى كيمياء الفيمتو، حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير آشعة الليزر فى زمن مقداره (فيمتو ثانية)، حيث يمكن رؤية الجزيئات أثناء التغاعلات الكيميائية.
تنويه مهم:- إذا لم يستفرغ المسلمون وسعهم فى ما قد جاء الإسلام داعيا إليه وحاثًّا عليه من دعوة إلى العلم والمعرفة من خلال قول الله تعالى ﴿ اقْرَأْ ﴾ الذى كان أول أمر تلقّاه النبى محمد  من ربه (تبارك وتعالى) للعمل والالتزام به ومن ثم أُمّته  من بعده، فليس معنى ذلك أن يؤتى باللَّوم على الإسلام ودعوته، بل إن اللَّوم كل اللَّوم يقع على كل من تكاسل وتقاعص (من أصحاب التخصصات العلمية المختلفة) عن تنفيذ ما جاء الإسلام داعيا إليه وحاثَّا عليه من دعوة إلى العلم... إلى غير ذلك مما دعا إليه الإسلام وحثَّ عليه.
- فالإسلام لم يدع سبيلا إلى الخير وإلى ما تنهض به البشرية إلا وقد أمر به ودعا إليه، ولم يترك سبيلا إلى الشر وإلى ما به يكون تخلُّف البشرية والانحطاط فى القيم والمبادئ والأخلاق إلا وقد نهى عنه وحذّر منه.     
*******


كيف تكون مكتشفات العلم الحديث إحدى شواهد ودلائل رسالة ونبوة محمد  ؟
وللإجابة على تساؤل هذا الفصل نوضح:- أنه إذا ما تبين لنا بوضوح ما يشهد بصدق حديث النبى محمد   وصدق ما أخبر به عن الله تعالى فى الكتاب الذى جاء يدعو إليه وهو ( القرآن الكريم )، فإنه يلزمنا الإيمان بدعوته والتصديق بنبوته ورسالته .
ولقد كان النبى محمد  معروفا بصدقه وأمانته منذ نشأته حيث كان  يٌلقّب  بـ ( الصادق الأمين )، وعلى الرغم من عداوة كفار قريش لدعوته ورسالته إلا أنهم كانوا شاهدين بصدفه وأمانته.
ولقد أخبر القرآن الكريم وتحدثت الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من (1400) عام عن الكثير من العلوم الكونية فى شتى المجالات فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، وقد جاء العلم الحديث بتقنياته المتطورة ليكشف لنا مدى صحة هذه الأخبار، فإذا ما ثبت علميا صدق وصحة ما أخبر به القرآن الكريم وأشارت إليه الأحاديث النبوية الشريفة من حقائق علمية مبهرة لم تُكتشف إلا حديثا، يكون التساؤل:
من الذى أخبر محمدا  بمثل هذه الحقائق الغيبية، ومن الذى علّمه مثل هذه العلوم (فى شتى المجالات) التى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها ؟! ولماذا ؟!
والجواب الذى لا بديل حينئذ: أن من أخبر محمدا  بمثل هذه الغيبيات هو من يعلم الغيب ويوصف بطلاقة القدرة وكمال العلم وشموله، وهو الله (سبحانه وتعالى)، تأييدا منه (سبحانه وتعالى) لهذا النبى الخاتم محمد ، وليكون شاهدا ودليلا على أنه  كان موصولا بالوحى ومُعَلّما من قِبَل خالق السماوات والأرض، وهو الله (سبحانه وتعالى).
ومن ثم تكون مكتشفات العلم الحديث إحدى شواهد ودلائل رسالة ونبوة محمد .   
*******

 

 

 

 

 
حقائق علمية مبهرة أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة،
 منذ أكثر من (1400) عام
لقد أخبر القرآن الكريم وأشارت الأحاديث النبوية الشريفة إلى حقائق علمية مبهرة فى السماء والأرض والجبال والبحار والإنسان والحيوان والطير والنبات، وذلك منذ أكثر من (1400) عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، ثم جاء العلم الحديث بتقنياته المتطورة ليكتشف صحتها ومصداقيتها.
ومن هذه الحقائق العلمية التى أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة:
((فى السماء))
(1) يقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ... ﴾ [الأنعام: 125].
معنى " صَدْرَهُ ضَيِّقًا ": صدره ضيّق غير واسع، نظرا لاضطراب عملية التنفس وعدم انتظامها.      
معنى " حَرَجًا ": شديد الضِيق                         معنى " يَصَّعَّدُ ": يصعد بمشقّة وبتكلُّف.
تتحدث الآية القرآنية الكريمة عن الإنسان الذى يضل عن سبيل الله تعالى، وعن مجازاة الله تعالى له فى الدنيا بأن يجعل صدره فى حالة ضِيق شديدة كمن يحاول الصعود فى السماء ويعانى من مشقّة صعوده فيها.
ومن ثم فإن الآية القرآنية الكريمة تخبرنا بحال الصاعد فى السماء وأنه يعانى من الضيق الشديد فى الصدر نظرا لاضطراب عملية التنفس الخاصة به وعدم انتظامها، ويتضح ذلك فى قول الله تعالى: " ضَيِّقًا حَرَجًا " ، وقول الله تعالى: " يَصَّعَّدُ ".
ولقد اكتشف العلم الحديث انخفاض الضغط الجوى عند الصعود فى السماء والارتفاع إلى طبقات الجو العليا ، وهو ما يسبب الشعور بالضيق وصعوبة التنفس.
وبذلك يتبين صدق ما أشارت إليه الآية القرآنية الكريمة من حقيقة علمية مبهرة منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، وذلك فى تصوير بديع موجز أوضحته (3) ثلاث كلمات فقط في هذه الآية الكريمة.
وهذه الكلمات منها كلمتان " ضَيِّقًا حَرَجًا " تصفان حالة الصاعد في السماء وأن صدره يكون ضيقًا حرجًا، والكلمة الثالثة " يَصَّعَّدُ " حيث إن الحرفين المشددين بها يوضحان كيف أن حركة الصعود ليست سهلة، بل إن الصاعد يجد المشقة في صعوده إلى السماء بسبب ما يعانيه من انخفاض كبير في الضغط الجوي .
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم، بل حروفه ؟! فتكون شاهدةً على أن القرآن الكريم هو كلام الله (سبحانه وتعالى).
***

(2) يقول الله تعالى:
﴿ وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ  (40)﴾ [يس: 37-40].
معنى كلمة " فَلَكٍ ": مدار شبه مستدير ،  معنى " يَسْبَحُونَ ": يسيرون فى الفضاء سيرا منتظما سهلا سلِسا مثل سير السابح فى الماء.
تتحدث هذه الآيات الكريمات عن الليل والنهار (فى الآية الأولى) فى إشارة ضمنية إلى الأرض حيث يتعاقب الليل والنهار على سطحها، ثم تتحدث الآيات الكريمات عن الشمس ( فى الآية الثانية )، ثم تتحدث عن القمر ( فى الآية الثالثة ) ، وتتحدث ( فى الآية الرابعة ) عن الشمس والقمر وعن الليل والنهار ( اللذين يُعبّران عن الأرض ) جميعا– حيث إن التعبير جاء باستخدام لفظ " وَكُلٌّ " الذى يشير إلى الجمع وأقله ثلاثة ( الشمس والقمر والأرض)، وإذا كان الحديث عن الشمس والقمر فقط لكان التعبير فى الآية الكريمة باستخدام لفظ  )وكلاهما) الذى يشير إلى المثنى، ولكن التعبير جاء باستخدام لفظ "" وَكُلٌّ " الذى يشير إلى الجمع وأقله ثلاثة، وهو كما أشرنا ( الشمس والقمر والأرض).
وبعد أن تحدثت الآيات الكريمات عن الشمس والقمر والأرض ذكرت حقيقتين علميتين مذهلتين متعلقتين بما قد تحدثت عنهم ( الشمس والقمر والأرض) وهما:
1 – حركة الأرض فى الفضاء، من خلال ذِكر حركة كل من الشمس والقمر والأرض جميعا كما فى قول الله تعالى " وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ "، ليس ذلك فحسب بل جاء وصف هذه الحركة بدقة بالغة، وأنها حركة منتظمة سهلة سلسة مثل حركة السابح فى الماء بسهولة وفى انسيابية كما فى قول الله تعالى " يَسْبَحُونَ ".
2 – وصف شكل حركة الأرض فى الفضاء، من خلال ذكر صفة الحركة لكل من الشمس والقمر والأرض جميعا، وأن هذه الحركة فى مدار شبه مستدير (فلك) كما فى قول الله تعالى " وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ   يَسْبَحُونَ ".
 وهذا ما تم اكتشافه حديثا، فى حين أن القرآن الكريم قد أخبر بذلك منذ نحو 1400 عام .
ومن عظيم حكمة وبلاغة القرآن الكريم:
أن القرآن الكريم قد أشار إلى حركة الأرض إشارة ضمنية رقيقة بحيث لا تزعج العقلية البسيطة التى يخاطبها منذ أكثر من 1400 عام  ولا تصدمها من خلال التعبير بما يشير إليها ( الليل، النهار).
فكم تبلغ عظمة وحكمة وبلاغة القرآن الكريم ؟؟!
ومن ثم يتبين أن :- القرآن الكريم هو الكتاب السماوى الخاتم الذى أُنزل على نبيه محمد ، حيث إنه يحمل فى طياته برهان صدقه ومصداقية دعوته.
***
(3) يقول الله تعالى : ﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُون (15) ﴾ [الحجر: 14-15].
معنى " فَظَلُّوا ": صاروا ( وتدل على الفعل بالنهار، - وعند الحديث عن الفعل بالليل تُستخدم (بات) - ).                               
معنى " يَعْرُجُونَ ":يصعدون إلى السماء، و (العروج ) هو الصعود بميل وانحناء واعوجاج، ومنها ( العرجون القديم ) : وهو عود عذق النخلة القديم الذى ينحنى ويعوج عندما ييبس، وأيضا فقد سمى العروج بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم فى السماء بـ ( المعراج ).
معنى " سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا ": سُدّت ومُنعت من الإبصار (لم تعد تبصر)،   معنى " مَسْحُورُون ": أصابنا السحر.
تفترض الآية القرآنية الكريمة السماح بالنفاذ والمرور من السماء ، ومن ثم توضح منذ أكثر من 1400 عام صفة هذه الحركة فى السماء وكيفيتها، وتوضح ما يُفاجَئ به ذلك المارّ  والنافذ عند صعوده فى السماء  لأول مرة – حيث استخدمت الآية الكريمة الأولى " ولو " فى مفتتحها، أى أنه أمر مستجد حدوثه ولم يكن قبل ذلك - ونفاذه منها فى مشهد رائع وتصوير بديع بألفاظ دقيقة موجزة.
ومعنى الآية الكريمة - فى إيجاز-: أنه حتى وإن سُمح لهؤلاء المعاندين والمكابرين على اتباع الحق بالصعود فى السماء لرؤية آيات الله تعالى وعظيم قدرته وبديع صنعنته لما صدّقوا وما آمنوا ، بل أنكروا ما رأته أعينهم، ولقالوا أن ما رأيناه كان بسبب ما أصابنا من السحر.
وتخبرنا هاتين الآيتين الكريمتين فى سطر واحد بالعديد من الحقائق العلمية المذهلة (والتى يشهد العلم الحديث بصحتها ومصداقيتها) على النحو الذى سوف نقوم -بمشيئة الله تعالى- بتفصيله كما يلى:
1- تشير الآية الكريمة الأولى إلى: أن للسماء منافذ معينة لا يمكن للصاعد فى السماء والنافذ منها أن ينفذ من غيرها وذلك باستخدام كلمة " بَابًا " كما فى قول الله تعالى " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ "، أى أن للسماء أبوابا لا يمكن النفاذ من دونها، وهذا هو ما قد اكتشفه العلم الحديث، فإذا ما حاولت أية مركبة فضائية الصعود فى السماء واختراق الغلاف الجوى من غير هذه الأبواب والنوافذ التى تم اكتشافها فإنها سرعان ما تصطدم وتنفجر.     
2 – تخبرنا الآية الكريمة الأولى أن الحركة فى السماء تكون فى أشكال منحنية وليست فى أشكال مستقيمة وذلك كما فى قول الله تعالى " يَعْرُجُونَ "، أى أن الصعود فى السماء يكون فى انحناء واعوجاج وليس فى خطوط مستقيمة، وقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أشارت إليه الآية القرآنية الكريمة، وهو: أن الحركة فى السماء لا تكون إلا فى خطوط منحنية، وذلك نظرا لاختلاف جاذبية الأجرام المختلفة على الجسم المتحرك فى السماء.   
3 – لقد استخدمت الآية القرآنية الكريمة الأولى لوصف حركة الصاعدين فى السماء لفظ " فَظَلُّوا " ومن ثم تشير إلى أن هذه الحركة كانت فى النهار وليست فى ظلمة الليل، ثم تخبرنا الآية الكريمة الثانية أنه بعد صعود الصاعدين فى السماء ونفاذهم منها – من الغلاف الجوى - بأنهم سوف يُخْبِرون مجتمعين بعدم رؤيتهم لأى شئ، ومَنْع أعينهم من الإبصار، فى إشارة رقيقة من الآية القرآنية الكريمة إلى حقيقة علمية مذهلة، وهى أنه: بعد صعود الصاعدين فى السماء ونفاذهم منها فسوف يفاجئون بالظلام الحالك الذى لا يُرى بسببه شئ، والذى سوف يُعتقد بسببه -الظلام الحالك-  أنهم فقدوا حاسة الإبصار الخاصة بهم نظرا لأن الصعود كان فى وضوح النهار، وقد اكتشف العلم الحديث مصداقية ما أشار إليه القرآن الكريم من حقيقة علمية مذهلة، وهى: أن الليل بظلامه الحالك يغطى الكرة الأرضية، ليس ذلك فحسب بل إنه يغطى الشمس وغيرها من النجوم والمجرات.
4 – لم تكتف الآيتين الكريمتين بما أشارتا إليه من حقائق علمية مبهرة – تم توضيحها فى النقاط السابقة - بل أشارتا إلى وصف ما يراه الصاعد فى السماء - بعد تجاوزه للغلاف الجوى - من خلال بيان حاله بعد نفاذه منها، وذلك باستخدام لفظ " مَسْحُورُون " كما فى قول الله تعالى : " بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُون "، وتوضيح سبب ذلك القول من الصاعدين فى السماء - لأول مرة – ونفاذهم منها، أنه :-
بعد صعود الصاعدين فى السماء نهارا وتأكُّدهم من سلامة وفاعلية حاسة الإبصار لديهم ، ومفاجئتهم بالظلام الحالك بعد نفاذهم منها نهارا ، ومن ثم ظنّهم بفقدان حاسة الإبصار، فإذا بهم يشاهدون نقاطا مضيئة باهتة الضوء على مسافات بعيدة - وهى النجوم - وسط ذلك الظلام الحالك ومن ثم يُدركون أنهم ما زالوا مبصرين، فيكون تفسيرهم لذلك الموقف المـُحيّر بالنسبة لهم حينئذ أنهم قد سُحروا، لمفاجئتهم بالأمر وعجزهم عن تفسيره.
وهذا المشهد الذى صوره القرآن الكريم بإسلوب بديع موجز – فى سطر واحد فقط - هو ما قد تم اكتشافه وتصويره من خلال التقنيات الحديثة.
ومن ثم ندرك كيف أن القرآن قد أخذ فى حسبانه خطابه للعقلية البسيطة منذ أكثر من 1400 عام وكذلك العقلية فى زمان التقدم العلمى والتكنولوجى.  
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وبلاغتها ؟!! وكم يبلغ جمال تصوير القرآن الكريم وإبداعه ؟!!
وما دلالة ذلك ؟؟؟
لا شك، أن ذلك كله دلالة على مصداقية القرآن الكريم وحفظه من الله تبارك وتعالى وأنه الكتاب السماوى الصالح لمخاطبة وهداية البشر فى كل مكان وزمان، ومن ثم صدق من جاء به، داعيا إليه، وهو النبى الخاتم الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد .
 فالتعبيرات القرآنية تبلغ من الدقة والشمول ما يشهد لها بأنها وحى من عند لله تعالى على نبيه الأمين محمد ، ومن ثم صدق دعوته ورسالته.    
***
(4) يقول الله تعالى : ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [الذاريات: 47].
معنى " وَالسَّمَاءَ ": الفضاء الأعلى الذى يحيط بالأرض        معنى " بِأَيْدٍ ": بقوة وقدرة وإحكام.                     معنى " لَمُوسِعُونَ ": لنزيدنّ فى اتسّاعها، ولنجعلنها فى اتساع وتمدد مستمر.
تتحدث الآية القرآنية الكريمة عن السماء ، وعن عظيم قدرة الله تعالى فى إحكام وإبداع خلقها، فتخبرنا بأن الله (سبحانه تعالى) قد خلق السماء بقوته وقدرته وجعلها واسعة، ليس ذلك فحسب بل إنه (سبحانه وتعالى) سوف يزيد من اتساعها ويجعلها فى اتّساع وتمدد مستمر.    
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أخبر به القرآن الكريم، حيث أثبتت التقنيات الحديثة أن النجوم بل والمجرات – التى تضم أعدادا هائلة من النجوم – تتباعد عن بعضها بسرعات كبيرة وهائلة تصل إلى أحيانا إلى ما يقارب سرعة الضوء (300000) كم/ث ، حيث أدرك العلماء أن طيف النجم ينحاز إلى اللون الأحمر، ومن ثم فقد ثبت للعلماء أن من صفات الكون أنه دائم الإتساع، وهذا هو ما أشارت إليه الآية القرآنية الكريمة من هذا الإتساع كان فى القديم من الزمان وسيستمر إلى أن يشاء الله تعالى.
فإلى أى شىء يقودنا سبق القرآن الكريم فى الإشارة والإخبار بمثل هذه الحقائق العلمية المبهرة منذ أكثر من 1400 عام،فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، والتى لم تُكتشف إلا بعد التقدم التكنولوجى فى هذا العصر الحديث ؟!!
***
(5) يقول الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].
معنى " كَانَتَا رَتْقًا ": ملتصقتين، أى أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين، غير متباعدتين.
معنى " فَفَتَقْنَاهُمَا ": ففصلنا بينهما، أي: فصلنابين السماء والأرض بعد أن كانتا ملتصقتين.
تتحدث الآية القرآنية الكريمة عن خلق الله تعالى للسماوات والأرض وبداية خلقه (سبحانه وتعالى) لهما، وتدعوا إلى التأمل فى بديع خلق الله تعالى وكيفية بَدْأ هذا الكون المشهود، للتعرف على خالقه، والإيمان به وبعظيم صفاته وطلاقة قدرته.
فتخبرنا الآية القرآنية الكريمة بأن السماوات والأرض كانتا فى البداية ملتصقتين كشئ واحد وذلك فى قول الله تعالى " كَانَتَا رَتْقًا " ، ثم تمّ الفصل بينهما وذلك فى قول الله تعالى " فَفَتَقْنَاهُمَا ".
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أخبرت به الآية القرآنية الكريمة من حقيقة علمية مذهلة تبينت للعلماء فى هذا العصر الحديث، ومن ثم فقد وُضِعت نظرية ( الإنفجار العظيم )، وهى النظرية السائدة فى هذا العصر الحديث وذلك بعد اكتشاف تمدد واتّساع الكون بشكل مستمر.
 ونظرية ( الإنفجار العظيم )، تقول: بأنه ما دام أن الكون إلى اليوم يتباعد، فلا بد أنه في يوم ما كان متقاربًا، وإذا ما تخيلنا سَيْر هذه المجرات في الاتجاه المعاكس لاتجاه تباعدها اليوم، أي وهي تجري مُقتربة بعضها من بعض، فإنها ستكون قطعة واحدة (ملتصقة ببعضها كما فى قول الله تعالى " كَانَتَا رَتْقًا ")  مُساوية في حجمها لمجموع أحجام المجرات المكونة لها.
ويقول الفيزيائيون: إنه كلما اقتربت هذه المجرات من بعضها وتضامَّت ازدادت كتلتها، فتزداد شدة جاذبيتها، فيزداد التلاصق ( كما فى قول الله تعالى " كَانَتَا رَتْقًا ")، وتتلاشى الفراغات بين النجوم المُكونة للمجرات، ثم يزداد ضغط الجاذبية على النجوم نفسها، وهكذا يستمر الضغط حتى تكون المادة المكونة للكون في حجم الذرة، ثم يستمر الضغط إلى أن تكون هذه المادة في أصغر ما يمكن، ثم انفجرت ( كما فى قول الله تعالى " فَفَتَقْنَاهُمَا ") هذه المادة ذات الضغط الشديد والطاقة الهائلة، وانتشرت أجزاؤها في صورة إشعاع، ثم بدأ يَبرُد فتكوّن منها بالتدريج هذا الكون المشهود المتمثل فى السماوات والأرض.
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وبلاغتها ؟!! وعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟
لا شك، أن ذلك كله يدل على مصداقية القرآن الكريم، وأنه وحى من الله تعالى على نبيه الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد .
***
(6) يقول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ... ﴾ [فُصّلت: 11]
تشير الآية الكريمة إلى أن السماء فى بداية خِلْقَتِها من الله تبارك وتعالى كانت عبارة عن دخان.
ولقد استطاع العلم الحديث تصوير الدخان الكونى الأول الناتج عن عملية الانفجار العظيم فى بداية نشأة الكون وخِلْقَتِه من الله تبارك وتعالى، حيث وُجِد له بقايا أثرية على أطراف الجزء المُدرك من الكون مما يؤكد أن السماء فى بداية خِلْقَتِها من الله تبارك وتعالى كانت عبارة عن دخان وذلك كما فى قول الله تعالى " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ".
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وبلاغتها ؟!! وعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟
 لا شك، أن ذلك كله يدل على مصداقية القرآن الكريم، وأنه وحى من الله تعالى على نبيه الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد .
***
(7) يقول الله تعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
                                                                                             [الواقعة: 75-76].                                                                                                  
يقسم الله سبحانه وتعالى فى الآية الكريمة الأولى بمواقع النجوم وكما هو معلوم فإن الله (سبحانه وتعالى) لا يُقسم إلا بأمر عظيم، ويخبرنا (سبحانه وتعالى) بل ويؤكد لنا فى الآية الكريمة الثانية أن هذا القَسَم الذى أقسَم به فى الآية الأولى " بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ " هو قَسَم عظيم.
ونتسائل: ما الحكمة من هذا القسم بمواقع النجوم ؟ ولماذا كان القسم بمواقع النجوم ولم يكن بالنجوم كما فى غير هذه الآية الكريمة من الآيات الكريمات الأخريات ؟ وما الذى يُضيفه إلينا هذا القسم الذى أخبر عنه الله (سبحاته وتعالى) أنه قَسَم عظيم ؟ ولماذا هو قَسَم عظيم ؟
ويأتى الجواب على كل تلك التساؤلات بما قد اكتشفه العلم الحديث، حيث أثبتت التقنيات الحديثة:-
أن ما نراه بأعيننا ليست النجوم وإنما هى مواقع للنجوم، فمثلا الشمس وهى أقرب النجوم إلينا لا يمكن لنا أن نراها وإنما نرى مواقع لها، والسِرّ فى ذلك هو بُعد الشمس عن الكرة الأرضية بما يقرب من (150 مليون كيلو متر ) فيستغرق ضوءها - الذى يُعطى صورة لها - إلى أن يصل إلينا قرابة الـ( 8 ) دقائق، لذلك فإن ما نراه بأعيننا ليس الشمس وإنما هى مواقع مرّت بها الشمس، بمعنى أن الشمس التى نراها بأعيننا كانت موجودة فى ذلك المكان الذى نراها فيه منذ (8) دقائق تقريبا.
وإذا كانت الشمس هى أقرب النجوم إلينا فما بالنا بالنجوم الأخرى التى تبعد عنا بمسافات مُضاعَفة للمسافة التى بيننا وبين الشمس ؟!
ويوجد من النجوم ما قد انفجر منذ زمن بعيد ولكننا ما زلنا نراها فى كل ليلة، أو بمعنى أدقّ نرى مواقع لها فى كل ليلة، نظرا للبعد الشديد لهذه النجوم عنّا ومن ثم فإن ضوئها يستغرق وقتا طويلا إلى أن يصل إلينا.
ومن ثم فإننا لا يمكن أن نرى الشمس أو أى نجم من النجوم ولكننا نرى مواقع مرّت بها الشمس وكذلك النجوم الأخرى مثلما أشارت الآية القرآنية الأولى كما فى قول الله تعالى " بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ".
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟      
***
(8) يقول الله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)﴾
                                                                                            [الطارق: 1-3].
معنى " الطَّارِقِ ": النجم الذى يَطْرُق، ومن ثم صار من صفاته أنه كالطارِق.
معنى " النَّجْمُ الثَّاقِبُ ": النجم الذى يثقب صَمْت السماء بطرقِه – كما أوضحته كلمة " الطَّارِقُ " فى الآية الكريمة الأولى.
يقسم الله سبحانه وتعالى بأحد عظيم مخلوفاته، وهو النجم الذى يصفه الله تعالى بأنه كالطارق الذى يثْقُب صمت السماء بطرقِه.
ولقد اكتشف العلم الحديث من خلال التسجيل بالوسائل العلمية المتطورة وجود مرحلة فى حياة النجم يُطلِق فيها النجم طَرَقَات قوية مستمرة كما فى وصف الله تعالى " وَالطَّارِقُ " ، ويُسمَّى النجم فى هذه المرحلة بـ(النجم النيوترونى) وقد أُطْلِق عليه اسم " النابض " - من نبضة القلب - نظرا لكثرة طَرْقِه حيث يرسل نبضات منتظمة من الأشعة الراديوية قد تصل إلى (30) نبضة فى الثانية الواحدة.
ومن ثم فإن النجم فى هذه المرحلة بطرقه القوى الذى يستمر بطريقة منتظمة يثقب صمت السماء وسكونها مثلما كان الوصف فى قول الله تعالى " النَّجْمُ الثَّاقِبُ " لهذه المرحلة المهمة فى حياة النجوم فى تصوير بديع موجز.  
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وإشارتها إلى مثل هذه الحقائق العلمية منذ أكثر من 1400 عام والتى لم تُكتشف إلا فى هذا العصر الحديث؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟
***
(9) يقول الله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)﴾ [الشمس: 1-4].
معنى " جَلَّاهَا ": أظهرها                      معنى " يَغْشَاهَا ": يُغَطّيها    .
يقسم الله تبارك وتعالى فى هذه الآيات الكريمات بعدد من آياته البينات العظيمات الدالة على طلاقة قدرته وبديع صنعته ومنها الشمس وضحى الشمس والقمر الذى يلى الشمس بعد غروبها فيظهر ليلا ثم يقسم (سبحانه وتعالى) بعد ذلك  بالنهار والليل، ولكن الله (سبحانه وتعالى) فى قَسَمِه بالليل والنهار فى الآيتين الكريمتين         " وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا " بيّن لنا أن من صفات النهار أنه يُجَلّى الشمس ويظهرها ويوضحها، وأن من صفات الليل أنه يغشى الشمس ويُغطّيها.
ولقد اكتشف العلم الحديث:- أن طبقة النهار التى يبلغ سمكها قرابة الـ (200) كم هى التى تعمل على تَجْلِية الشمس وتجعلها واضحة لمن يشاهدها وليس العكس، حيث إن آشعة الشمس لا تُرى إلا بعد تشتتها وانعكاساتها لمرات عديدة على الأجسام المتناهية فى الصغر (مثل هباءات الغبار وقطيرات الماء وبخاره وجزيئات الغازات المختلفة المكوّنة للهواء بتركيز معين) فى الطبقة الدنيا من الغلاف الغازى للأرض، ومن ثم فإن طبيعة طبقة النهار بمكوناتها والتى تحيط بالأرض هى التى تعمل على تَجْلِية الشمس وتوضيحها كما فى قول الله تعالى          " وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ".
وأيضا فقد اكتشف العلم الحديث أن الليل يُغشى الشمس ويغطّيها بشكل كامل ودائم، حيث إنه بمجرد الخروج من الغلاف الجوى للأرض – وإن كان ذلك نهارا – لا يُرى إلا الظلام الحالك ولا تُرى الشمس إلا كقرص أزرق باهت ولا تُرى النجوم إلا كنقاط ضئيلة باهتة الضوء، ومن ثم لا يكون إلا الليل الذى يغطّى الشمس كما فى قول الله تعالى " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ".  
وهذه الحقائق العلمية لم تكتشف إلا حديثا، وقد أشار إليها القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، فعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟
***
(10) قال الله تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر: 1].
  عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله  شقين حتى نظروا إليه فقال رسول الله : «اشهدوا» [رواه البخارى].
وعن أنس بن مالك: أن أهل مكة سألوا رسول الله  أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما. [رواه البخارى].
لقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في الآية القرآنية الكريمة بانشقاق القمر فى زمن نبيه ورسوله محمد  لتكون آية وبرهانا على صدق رسالته ، وذلك عندما طلب أهل مكة من رسول الله  أن يريهم أية يعجز عن أن يأتى بها سوى نبى مُرسل مُؤيد من الله تعالى كى تشهد بصدق نبوته ورسالته - يعني: أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على نبوته، وصدق ما جاء به-.
فأراهم النبى محمد  القمر وقد انشق شقين بإذن من الله (سبحانه وتعالى)، كل منهما في مكان، فقال لهم رسول الله : ((اشهدوا)).
 ولقد أبقى الله سبحانه وتعالى من أثار هذه المعجزة العظيمة ما يدل على حدوثها، فلقد اكتشف العلم الحديث:-
وجود تمزقات طويلة جدًا وغائرة في جسم القمر تتراوح أعماقها بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر، وأعراضها بين النصف كيلو متر وخمسة كيلو مترات، وتمتد إلى مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة.
 وتُعرف هذه الشقوق الطويلة الهائلة باسم شقوق القمر  Rimaccr Lunar Rilles.
وقد تم التقاط صور للقمر موضح بها إحدى هذه الشقوق الطويلة فى منتصف القمر (تقريبا).
ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلمية المبهرة منذ أكثر من 1400 عام، فعلى أى شئ يدل ذلك ؟!!
***
(11) قال رسول الله  : ((...النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد.....))  
                                                                                                                       [رواه مسلم، من حديث طويل].
يخبرنا الحديث النبوى الشريف بأن وجود النجوم هو أمان للسماء وإشارة إلى اتزان النظام الكونى، وأنه إذا ذهبت النجوم وانتهت وزال نورها وطُمس، وتناثرت وتساقطت فإن ذلك يعنى اختلال نظام الكون  وعلامة مجئ الساعة التى يُحاسَب الناس فيها على أعمالهم من الله تعالى، ومن ثم يأتى السماء ما وعَد الله (سبحانه وتعالى) وأخبر به فى القرآن الكريم من انشقاقٍ لها وانفطار وتحولها إلى ما يُشبه المـُهل (إلى ما يشبه المعدن الذى تم انصهاره وإذابته)... إلى غير ذلك مما أخبرنا به القرآن الكريم.
ويجئ العلم الحديث ليكتشف صدق ما أخبر به النبى محمد ، حيث تبيّن أن النجوم ترتبط مع بعضها رَبْطا مُحكما من خلال قوى الجاذبية المختلفة ومن ثم يكون وجود النجوم سببا فى حفظ النظام الكونى بما فى ذلك السماء كما أخبر النبى محمد  فى قوله (( النجوم أمنة للسماء ))، وأنه إذا انهارت هذه القوى المختلفة للجاذبية فستنهار النجوم وتذهب حيث إنه سوف ينفَرط عقدها، ومن ثم ينهار النظام الكونى بما فى ذلك السماء كما أخبر النبى محمد  فى قوله (( فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد )).
فكم تبلغ دقة ألفاظ الحديث النبوى الشريف، وإشارتها فى إيجاز بليغ إلى هذه الحقيقة الكونية التى قد تم اكتشافها حديثا؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟
***
التحدّى (1)
(بالإشارة إلى إحدى الغيبيات الكونية المستقبلية ثم يأتى العلم الحديث ليتنبأ بحدوثها مستقبلا)
(12) يقول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ.. ﴾                   
                                                                                                              [الأنبياء: 104].
معنى " نَطْوِي السَّمَاءَ ": نضُمّ السماء ونَلُفّها بعضها على بعض.
معنى " كَطَيِّ ": كضمّ ولفّ وإغلاق، وجعْل الشئ مُنقبضا بعضه على بعض بعد أن كان مُنبسطا.
معنى " السِّجِلِّ ": الصُحف التى يُكتب فيها                  معنى " لِلْكُتُبِ ": ما كُتِب فى هذه الصُّحف.
تتحدث الآية الكريمة عن نهاية هذا الكون كدلالة على قيام الساعة التى حددها الله (سبحانه وتعالى) ليُحاسب الناس فيها على أعمالهم، وأن نهاية هذا الكون سوف تكون بِطَىّ السماء بعضها على بعض مثل طَىّ وضَمّ الصُحف المُنبسِطة التى كُتب فيها ولَفّ بعضها على بعض، وقَبْضها بعد أن كانت مُنبسطة، فكما كانت السماوات والأرض مُلتصقتين كشئ واحد وتم الفصل بينهما كما فى قول الله تعالى بالآية الكريمة " كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا " والتى أوضحنا سابقا الدلالة العلمية لها بعد اكتشاف تمدد واتساع الكون بشكل مستمر كما فى قول الله تعالى " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " ومن ثم صياغة النظرية السائدة وهى نظرية ( الإنفجار العظيم )، فإن الله عز وجل سوف يُعيد السماوات بعد تَمَدّدها مُنطوية بعضها على بعض مثل ضَمّ وطَىّ الصحف المنبسِطة التى قد كُتب فيها ولُفّ بعضها على بعض كما فى قول الله تعالى " نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ".
وبعد أن أثبت العلم الحديث ظاهرة اتساع الكون وصياغة نظرية ( الإنفجار العظيم ) السائدة اكتشف:-
أن الاتّساع والتّمدد فى الكون يكون فى اتجاه مُعاكس للجاذبية، ومن ثم فسوف يجئ وقت تتغلّب فيه قوة الجاذبية على قوة الدّفع إلى الخارج الناتجة عن الانفجار العظيم ليبدأ الكون فى اللَّمْلَمَة والتَكَدُّس على ذاته مرة أخرى بحيث تنطوى السماء وتنضمّ على بعضها البعض، كما فى قول الله تعالى " نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ".
 ومن ثم تمّ صياغة نظرية ( الانسحاق الشديد ) التى تقول: بأنه سوف يجئ وقت لَمْلَمَة وتَكَدُّس الكون على ذاته مرة أخرى نتيجة تَغلّب قوة الجاذبية على قوة الدّفع للخارج الحادثة بسبب الانفجار العظيم الذى كان عند بداية نشأة الكون، ليتحول إلى جِرْم أولى شبيه بالجِرْم الأولى الذى انفجر عند بداية نشأة الكون، كما فى قول الله تعالى " كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ".
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وبلاغتها ؟!! وعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟
 لا شك، أن ذلك كله يدل على مصداقية القرآن الكريم، وأنه وحى من الله تعالى على نبيه الأمين محمد .  
***
التحدّى (2)
(بالإشارة إلى إحدى الغيبيات الكونية المستقبلية ثم يأتى العلم الحديث ليتنبأ بحدوثها مستقبلا)
(13) يقول الله تعالى: ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 9].
معنى " وَجُمِعَ ": انضمّا إلى بعضهما.
تتحدث الآية القرآنية الكريمة هنا أيضا عن إحدى علامات الساعة التى سوف يُحاسَب الناس فيها على أعمالهم من الله (سبحانه وتعالى)، ومن هذه العلامات ما أخبرت به الآية القرآنية الكريمة من أنه سوف يتم جَمْع وضَمّ الشمس والقمر مع بعضهما البعض.
ولقد اكتشف العلم الحديث تباعد القمر عن الأرض بما يعادل (3) سنتيمترات سنويا، مما يشير إلى خروج القمر من نطاق جاذبية الأرض مستقبلا ودخوله فى نطاق جاذبية الشمس، ومن ثم انضمامهما وجمعهما معا كما فى قول الله تعالى " وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ".
ويؤكد ذلك علميا: أنه تبعا لنظرية ( الانسحاق الشديد ) التى أشرنا إليها كإحدى الدلالات العلمية للآية السابقة فإنه ولا بد مع تَكَدُّس الكون على ذاته مرة أخرى أن يُجمع الشمس والقمر معا وأن ينضما إلى بعضهما البعض كما أخبر القرآن الكريم فى قول الله تعالى " وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ " وذلك منذ أكثر من 1400 عام.
فإلى أى شىء يقودنا سبق القرآن الكريم فى الإشارة والإخبار بمثل هذه الحقائق العلمية المبهرة منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم تُكتشف إلا بعد التقدم التكنولوجى فى هذا العصر الحديث ؟!!
***
التحدّى (3)
(بالإشارة إلى إحدى الغيبيات الكونية المستقبلية ثم يأتى العلم الحديث ليتنبأ بحدوثها مستقبلا)
(14) قال رسول الله  : ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها.....))  [رواه البخارى].
يخبرنا الحديث النبوى الشريف بأنه سوف يأتى وقت تطلع الشمس من جهة المغرب بدلا مما كان مُعتاد عليه من طلوعها من جهة المشرق، وذلك سوف يكون عند القرب الشديد لقيام الساعة التى سوف يُحاسب الناس فيها على أعمالهم.
ولقد اكتشف العلم الحديث تباطؤ وتناقص سرعة دوران الأرض حول محورها جزءً من الثانية فى كل قرن من الزمان، مما يشير إلى أن الأرض سوف يأتى عليها وقت يتم تغيير وعكس اتجاه دورانها فيه بحيث تدور من الشرق إلى الغرب، ومن ثم تطلع الشمس من مغربها كما فى قول النبى محمد  بالحديث النبوى الشريف.
فكم تبلغ دقة ألفاظ الحديث النبوى الشريف ؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟      
***
((فى الأرض والجبال))
(15) يقول الله تعاالى : ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾ [النازعات:30]
معنى كلمة " الأدحية ": هو الموضع الذي تبيض فيه النعامة، حيث إن النعامة تدحوه برجلها ثم تبيض فيه، ومن ثم يأخذ شكل البيضة ، أى يتخذ الشكل البيضاوى.
معنى كلمة " دَحَاهَا " أي : مدَّها وبسطها وجعلها تتخذ شكل " الأدحية ".
ومن ثم يكون معنى الآية مكتملا: أن الله تعالى مدّ الارض وبسطها وجعلها مع كبرها تتخذ شكلا بيضاويا (حيث إن بيضة النعامة كبيرة) كما يتضح من معنى كلمة " الأدحية ".
وقد اكتشف علماء الفلك في العصر الحديث أن الأرض ليست كاملة الاستدارة ، حيث وجدوها منبعجة عند خط الاستواء ، مفلطحة عند القطبين (تشبه الكرة المنتفخة من وسطها)، أى وجدوها بيضاوية، كما فى قول الله تعالى:
﴿ دَحَاهَا ﴾.
وهذه هى الحقيقة العلمية المكتشفة حديثا، والتى أشار إليها القرآن الكريم منذ نحو 1400 عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، فعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟؟
***
(16) يقول الله تعالى: ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ [الطارق: 12].
معنى " وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ": والأرض التى من وصفها أنها ذات شقوق وصدوع.
تخبرنا الآية القرآنية الكريمة أن من مواصفات الأرض التى نحيا عليها أنها ذات شقوق وصدوع كبيرة، بحيث يمكن وصفها بها.
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أخبر به القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام، حيث تبيّن أن الأرض تمتدّ بها شبكة من الصدوع تصل إلى آلاف الكيلو مترات ( أكثر من 64000 كيلو متر)، وهذه الشبكة من الصدوع مُخترقة للغلاف الصخرى للأرض بشكل كامل حيث تصل فى أعماقها إلى (65 كيلو متر).
وهذه هى الحقيقة العلمية المكتشفة حديثا، والتى أشار إليها القرآن الكريم منذ نحو 1400 عام.
فعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟؟
***
(17) يقول الله تعالى: ﴿... وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].
معنى " هَامِدَةً " : ميّتة، قاحلة لا نبات فيها.
معنى " اهْتَزَّتْ " : تحرّكت                         معنى " وَرَبَتْ " : ازدادت ونمت وانتفخت.
تخبرنا الآية القرآنية الكريمة أنه عند نزول المطر من السماء على الأرض فإن التربة يحدث بها اهتزازات وتحركات - كما فى قول الله تعالى: " اهْتَزَّتْ " - فى حبيباتها المكونة لها، ثم يحدث زيادة لها - كما فى قول الله تعالى: " وَرَبَتْ "-.
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أخبر به القرآن الكريم، حيث إنه قد تم اكتشاف اهتزاز حبيبات التربة وزيادتها عند نزول ماء المطر عليها.
وتفصيل ذلك: أن حبيبات التربة تتكون من صفائح متراصّة بعضها فوق بعض، وعند نزول ماء المطر عليها تتكون شحنات كهربية مختلفة نظرا لاختلاف المعادن بها، ومن ثم تحدث اهتزازات بين هذه الصفائح (كما فى قول الله تعالى " اهْتَزَّتْ ") والتى يترتب عليها دخول الماء بين هذه الصفائح التى تتكون منها الحبيبات ، ومن ثم تربوا وتزيد حبيبات التربة كما فى قول الله تعالى " وَرَبَتْ ".
ومن فوائد اهتزاز حبيبات التربة: أن النبات يستمد الماء اللازم له من الماء المحفوظ بين هذه الصفائح بعد دخوله إليها عند اهتزازها، وأن هذه الصفائح بعد هذا الاهتزاز تصير رقيقة بحيث تُسَهّل اختراق سويقة النبات لهذه الصفائح ونموها.
فعلى أى شىء يدلنا سبق القرآن الكريم فى الإشارة إلى هذه الحقائق العلمية المذهلة منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم تُكتشف بعد التقدم التكنولوجى فى هذا العصر الحديث ؟!!
***
(18) يقول الله تعالى : ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 88].
معنى " تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ": تظنها فى رأى العين ساكنة ثابتة فى مكانها ، والحال أنها تمرّ وتتحرك مثل مرور السحاب وحركته.
تتحدث الآية الكريمة عن الجبال وأنها مثل غيرها من صنع الله تعالى الذى أتقن كل شئ خلقه، وتدعونا الآية الكريمة للتأمل فى هذه الجبال التى أحكم الله تعالى صنعها وخلقها، حيث إنها - الجبال- تبدوا للناظر وكأنها جامدة ثابتة فى مكانها ولكنها فى الحقيقة – كما تخبرنا الآية الكريمة – تتحرك كما يتحرك السحاب.
فالناظر إلى السحاب يظنه فى أول نظره إليه لا يتحرك ولكنه إذا ما أمعن النظر فيه – السحاب – فسوف يلاحظ مروره وحركته بلا أدنى شك، وكذلك الأمر بالنسبة للجبال وحركتها.
وقد اكتشف العلم الحديث أن الجبال تتحرك حركة تابعة لحركة الأرض، حيث إنه قد تم اكتشاف وثبوت حركة الأرض من خلال دورانها حول محورها ودورانها حول الشمس وغير ذلك.
وهذه الحركة الخاصة بالجبال التابعة لحركة الأرض لا يدركها الناظر بالعين المجردة حيث يحسبها جامدة، وإنما يدركها الناظر المتأمل المتفحص، ويكون ذلك من خلال وسائل العلم الحديثة التى تثبت ذلك ولا تدع مجالا لنفيه كما فى قول الله تعالى " وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ".
ومن ثم فإن الآية القرآنية الكريمة تكون قد أشارت إلى حقيقتين علميتين مبهرتين وهما:
1- حركة الجبال ( وهى حركة تابعة لحركة الأرض )        2- حركة الأرض ( حيث إن الجبال رواسى للأرض، ومن ثم لا يكون تحركها إلا إذا كانت هناك حركة للأرض ).
ومن عظيم حكمة وبلاغة القرآن الكريم:-
أن القرآن الكريم قد أخذ فى الحسبان العقلية البسيطة التى يخاطبها منذ أكثر من 1400 عام من خلال قول الله تعالى " وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ " حيث قد أشار إلى حركة الجبال وإلى حركة الأرض إشارة رقيقة لا تزعج العقلية البسيطة التى لم تكن تعلم عن مثل هذه الحقائق العلمية أدنى شئ.
ونجد أن القرآن الكريم من خلال قول الله تعالى " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ " يدعونا إلى التأمل فى صنع الله تعالى وفى عظيم إتقانه (سبحانه وتعالى) لكل شى خلقه وصنعه، وذلك لايكون فى الآخرة - حيث إن الآخرة هى دار حساب وجزاء - وإنما يكون فى الحياة الدنيا من خلال العلم وما تم التوصل إليه من وسائل علمية حديثة.
فكم تبلغ عظمة وحكمة وبلاغة القرآن الكريم ؟؟!
***
 (19) يقول الله تعالى: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ... ﴾ [النحل: 15].
معنى " رَوَاسِيَ " : جبالا ثوابت راسخة                     معنى " أَنْ تَمِيدَ " : لئلا تميل وتضطرب.
(20) يقول الله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6-7].
معنى " أَوْتَادًا " : مثل الأوتاد للأرض كى تحفظ توازنها.
تخبرنا الآية القرآنية الكريمة الأولى بعظيم نعم الله تعالى علينا وأن الله تعالى قد خلق الأرض وخلق فيها جبالا راسخة ثابتة كىّ تُثبّت الأرض وتحفظها من والميل والاضطراب كما فى قول الله تعالى " أَنْ تَمِيدَ " ، أى أن الآية الكريمة تشير إلى أنه لولا هذه الجبال الراسخة لَما استقرّت الأرض على النحو الذى نشاهده اليوم ولأخذت تميل وتضطرب، وهذا كله من فضل الله تعالى علينا.
وتخبرنا الآية القرآنية الكريمة الثانية بوصف دقيق لهذه الجبال التى جعلها الله تعالى راسخة ثابتة كىّ تُثبّت الأرض وتحفظها من والميل والاضطراب، وأن هذه الجبال  من صفاتها أن جذورها فى باطن الأرض أكبر من الجزء الظاهر منها فوق سطح الأرض لتتمكن من تثبيت الأرض وحفظها من الميْل والاضطراب مثلها فى ذلك مثل الأوتاد كما فى قول الله تعالى " وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا "، فكما هو معلوم فإن الوتد الذى يتم غرْسه فى الأرض للتثبيت يكون الجزء الظاهر منه فوق الأرض أقل بكثير من الجزء الذى تم دَفْنه وغَرْسه فى باطن الأرض.
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أخبر به وأشار إليه القرآن الكريم من حقائق علمية منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، حيث تم اكتشاف الآتى:-
1- أن الجذور الغائرة للجبال داخل الغلاف الصخرى للأرض تعادل من 10 إلى 15 ضعفا الجزء الظاهر منها فوق سطح الأرض، مثلما أشار إليه القرآن الكريم كما فى قول الله تعالى " وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا "، فالوتد يكون جزءه الذى تم دَفْنه وغَرْسه فى باطن الأرض يُعادل أضعاف الجزء الظاهر منه فوق سطح الأرض.
2- أن هذه الجبال تعمل على حفظ توازن الأرض واستقرارها وانتظامها فى دورانها حول محورها وقلة ارتجاجها وترنحها، ومن من ثم عدم مَيْلها واضطرابها، مثلما أخبر القرآن الكريم كما فى قول الله تعالى:
  " أَنْ تَمِيدَ " أى حتى لاتميل وتضطرب.
فعلى أى شىء يدلنا سبق القرآن الكريم فى الإشارة إلى هذه الحقائق العلمية المذهلة منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم تُكتشف إلا بعد التقدم التكنولوجى فى هذا العصر الحديث ؟!!
لا شك أن ذلك يدل على أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذى أوحاه إلى نبيه محمد ، ومن ثم صدق دعوته ومصداقية رسالته .
***
((فى البحار))
(21) يقول الله تعالى: ﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ [الطور: 6].
معنى " وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ": والبحر الموقود به النار، والذى يؤدى إلى إحماء قاعه وجَعْله شديد السّخونة،
و( سَجَرَ التنور ) تعنى: أوقد عليه حتى أحماه – صار شديد السّخُونة -.
قال رسول الله  : ((...فإن تحت البحر نارا وتحت النّار بحرا )) [سنن أبى داود والبيهقى، حسن بمجموع شواهده].
يقسم الله (سبحانه وتعالى) فى الآية الكريمة السابقة بأحد عظيم مخلوقاته وهو البحر، ويصفه (سبحانه وتعالى) بأنه موقود به النار ومن ثم يؤدى إلى إحماء قاعه وجَعْله شديد السّخونة.
 ويوضح الحديث النبوى الشريف بأن من مواصفات هذا البحر أن فى أسفله نارا كما فى قوله  (( فإن تحت البحر نارا )) وأسفل هذه النار يوجد بحر من ماء آخر كما فى قوله  (( وتحت النار بحرا )).
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أشار إليه القرآن الكريم وأخبر به النبى محمد  من حقائق علمية منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، حيث تم اكتشاف الآتى:-
1- ظاهرة اتّساع قيعان البحار والمحيطات، وأنه نتيجة هذه الظاهرة تندفع الصهارة الصخرية – الصخور التى هى فى حالة لدنة وشبه منصهرة نتيجة وجود النّار ذات الدرجة العالية من الحرارة – من خلال الصدوع التى فى قيعان البحار والمحيطات العميقة، ومن ثم تؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة هذه القيعان - قيعان البحار والمحيطات – إلى ما يزيد عن (1000) درجة مئوية، حيث تختلط هذه النّار بالماء فى أسفل قيعان البحار والمحيطات والتى تؤدى إلى تسجيرها وتسخينها بشدة مثلما أخبر القرآن الكريم فى وصفه لهذه البحار كما فى قوله تعالى " وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ " ومثلما أخبر النبى محمد  فى قوله (( فإن تحت البحر نارا )).
2-  وجود كميات كبيرة من الماء أسفل الصهارة الصخرية – الصخور التى هى فى حالة لدنة وشبه منصهرة نتيجة وجود النّار ذات درجة الحرارة العالية – الموجودة فى نطاق الضعف الأرضى كما أخبر النبى محمد  فى قوله (( وتحت النّار بحرا )) ، وكمية هذه المياة تٌقدّر بأضعاف كمية المياة الموجودة على سطح الأرض.
فكم تبلغ دقة وبلاغة ألفاظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وإشارتها إلى هذه الحقائق العلمية المذهلة التى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟
***
(22) يقول الله تعالى: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا... ﴾ [النور: 40].
معنى " بَحْرٍ لُجِّيٍّ ": بحر عميق                    معنى " يَغْشَاهُ ": يعلوه ويُغطّيه.
توضح لنا الآية القرآنية الكريمة أن أعمال الكافرين – الذين لم يؤمنوا بالله تعالى ووحدانيته ولم يتبعوا أنبياءه ورسله – وإن كان فى ظاهرها خيرا إلا أنها غير مقبولة عند الله تعالى وليس لها قيمة ولا تنفعهم بشئ لكفرهم وعدم إيمانهم، وذلك مِثل الظلمات التى تكون فى باطن البحر العميق التى لا يمكن للإنسان حينذاك الانتفاع منها كما فى قول الله تعالى " كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ "، حيث إن الانتفاع – كما هو فى الغالب - يكون من الضياء والنور.
وتصف لنا الآية القرآنية الكريمة ذلك البحر بأن به نوعين من الموج كما فى قول الله تعالى " مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ "، وتصف لنا الآية القرآنية الكريمة ذلك الظلام الذى يكون فى عمق البحر بأنه درجات فى الظلام، وأنه فى كل الأحوال لا يمكن لمن هو موجود فى عمق البحر داخل تلك الظلمات أن يرى يده إذا نظر إليها من شدة هذه الظلمات كما فى قول الله تعالى " ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ".
 ولقد اكتشف العلم الحديث وجود نوعين من الأمواج فى البحار والمحيطات العميقة، وهما:
1-    الأمواج السطحية، وتكون على أسطح البحار والمحيطات.
2-    الأمواج الداخلية، وتكون فوق قيعان البحار والمحيطات.
وذلك كما أخبر القرآن الكريم، كما فى قول الله تعالى " مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ".
ولقد اكتشف العلم الحديث أيضا تعدّد الظلمات واختلافها كما فى قول الله تعالى " ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ " حيث إنه يتمّ تحلُّل ضوء الشمس إلى أطيافه المختلفة وامتصاص معظمها بالكامل على أعماق مختلفة، فعلى عُمق (200) متر تقريبا من سطح البحر يكون الظلام شبه كامل ، و على عمق (1000) متر تقريبا من سطح البحر يكون الظلام الدامس، وذلك كما أخبر القرآن الكريم كما فى قول الله تعالى " ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ".
وهذه الحقائق العلمية لم تكتشف إلا حديثا، وقد أشار إليها القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها.
فعلى أى شئ يدل ذلك ؟؟؟
***
(23) يقول الله تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ(22) ﴾ [الرحمن: 19-22].
معنى " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ": كلمة " مرج ": تدل على الذهاب والإياب والاضطراب ويكون ذلك من خلال التقاء أمواج كلا البحرين فى أماكن الالتقاء بينهما.
معنى " يَلْتَقِيَانِ ": يلتقى طرف كل منهما بالآخر.
معنى " بَرْزَخٌ ": حاجز يمنع امتزاجهما     معنى " لَا يَبْغِيَانِ ": لا يطغى أحدهما على الآخر فيمتزج به.
تتحدث الآيتان الكريمتان الأوليتان عن إحدى الآيات الدالة على عظيم قدرة الله تعالى وهى إرسال البحار فى مجاريها والتقائها ببعضها البعض فى مناطق التقاء، وتخبرنا الآيتان الكريمتان أنه على الرغم من التقاء البحرين المالحين (حيث تتحدث الآيتان الكريمتان عن البحار ذات المياه المالحة كما أشارت الآية الكريمة " يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ "، حيث إن المرجان يكون بالبحار ذات المياه المالحة)  ببعضهما فى منطقة التقاء إلا أنه لا يمتزج ماء أحدهما بماء الآخر وذلك لوجود برزخ وحاجز بينهما.
ولقد تم اكتشاف التقاء البحار ببعضها البعض فى أماكن التقاء، فمثلا نجد أن البحر المتوسط يلتقى بالمحيط الأطلنطى، ويلتقى البحر الأحمر بالمحيط الهندى، وتلتقى المحيطات ببعضها البعض، كما فى قول الله تعالى " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ " فالبحار والمحيطات فى مُسمّى القرآن الكريم تندرج تحت كلمة " البحار ".
ولقد اكتشف العلم الحديث:- اختلاف كثافة مياه البحار والمحيطات عن بعضها البعض على الرغم من أن كليهما – البحار والمحيطات –  ذا مياه مالحة، وكذلك تختلف نسبة الملوحة فى مياه البحار عن المحيطات، وأيضا فإن درجة حرارة كليهما – البحار والمحيطات - وقابلية ذوبان الأكسجين فى كل منهما مختلفة، ومن ثم يكون ذلك كله بمثابة البرزخ والحاجز الذى يمنع امتزاج مياه البحار بمياه المحيطات فيحافظ على الخصائص المميزة لكل منهما، فلا يبغى مياه أحدهما على الآخر فيغير من خصائصه كما فى قول الله تعالى:
" بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ".
(24) وهناك نوع آخر من الحواجز المائية نتعرف عليه من خلال قول الله تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ
                وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾  [الفرقان:53].
معنى " فُرَاتٌ ": شديد العذوبة                   معنى " أُجَاجٌ ": شديد الملوحة.
معنى " بَرْزَخًا  ": حاجزا يمنع امتزاجهما        معنى " حِجْرًا مَحْجُورًا ": مانعا يجعل من امتزاجهما شيئا ممنوعا.
تتحدث الآية الكريمة هنا عن نوع آخر من الحواجز المائية وهو الذى يكون بين النهر شديد العذوبة والبحر شديد الملوحة فى أماكن الالتقاء بينهما، حيث يمنع امتزاج مياه كل منهما بالآخر، وتؤكد الآية الكريمة فى آخرها من أن هذا الحاجز إنما هو حاجز منيع يجعل من امتزاج كل من مياه النهر العذبة ومياه البحر المالحة شيئا ممنوعا.
ولقد اكتشف العلم الحديث:- وجود نوع ثانى من الحواجز المائية، وهى التى تكون بين الأنهار العذبة والبحار المالحة عند أماكن الالتقاء بينهما، فبالإضافة إلى اكتشاف اختلاف كثافة مياه الأنهار العذبة عن مياه البحار المالحة والتى تعمل - بالإضافة إلى العوامل الأخرى - كحاجز يحول بين امتزاج مياه أى منهما بالآخر كما فى قول الله تعالى " وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا " فقد تم اكتشاف نوع آخر من المياه فى منطقة التقاء الأنهار العذبة بالبحار المالحة وهو: مياه منطقة مصَبّ الأنهار العذبة فى البحار المالحة (مثل منطقة مصَبّ نهر النيل العذب فى البحر المتوسط المالح) كحاجز ومانع يحول بين امتزاج مياه الأنهار بمياه البحار، ليس ذلك فحسب بل إنه تلاحظ أن مياه منطقة المصبّ لها خواصّ مميزة تختلف عن مياه الأنهار شديدة العذوبة وعن مياه البحار شديدة الملوحة بحيث صار بها كائنات حية بحرية خاصّة بها تعيش فيها ولا تستطيع أن تنتقل إلى مياه أى من النهر أو البحر نتيجة الاختلاف فى درجة العذوبة والملوحة فيصير ذلك حِجْرا عليها ومانعا لها من الخروج إلى أى من مياه النهر أو البحر وتصير هذه الكائنات الحية البحرية الخاصة بمنطقة المصبّ محجورة وممنوعة عن الكائنات الحية التى خارج مياه منطقة المصبّ كما فى قول الله تعالى " وَحِجْرًا مَحْجُورًا "، وصدق قول الله تعالى " وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ".
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وإشارتها إلى مثل هذه الحقائق العلمية المبهرة منذ أكثر من 1400 عام والتى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها ؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟
***

(25) (26) (27) (28)                   ((فى الإنسان))
1- يقول الله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)﴾
[نوح: 13-14].
معنى " أطوارا " : مراحل مختلفة
2- يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ..... ﴾ [الحجّ: 5].
معنى " نُطْفَةٍ " : أقلّ القليل من الماء الذى يكون سببا فى الإنجاب للرجل والمرأة.
(كما فى قول الله تعالى: " نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ " : أى أن النطفة مختلطة ممتزجة - من ماء الرجل وماء المرأة -)
معنى " عَلَقَةٍ " : قطعة دم متجمدة متعلقة فى أعلى الرحم.
معنى " مُضْغَةٍ " : تعنى قطعة من لحم بقدر ما يُمضغ .
معنى " مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ " : أى أن قطعة اللحم هذه التى بقدر ما يُمضغ عبارة عن جزأين، جزء منها قد تخَلّقت فيها بعض أجهزة الجسم وهو معنى قول الله تعالى " مُخَلَّقَةٍ "، والجزء الآخر لم يتخلّق فيه شئ وهو معنى قول الله تعالى " وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ ".
3 - يقول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ﴾ [المؤمنون: 12-14].
معنى " سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ " : أى خلقنا آدم - الأب لجميع البشر - من خُلاصة مسلولة من طين.
معنى " نُطْفَةً " : أقلّ القليل من الماء الذى يكون سببا فى الإنجاب للرجل والمرأة ( كما فى قول الله تعالى:
  " نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ " : أى أن النطفة مختلطة ممتزجة - من ماء الرجل وماء المرأة -).
معنى " عَلَقَةً " : قطعة دم متجمدة متعلقة فى أعلى الرحم.
معنى " مُضْغَةً " : قطعة من لحم بقدر ما يُمضغ.
4 -  يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ...﴾ [الإنسان: 2].
معنى " نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ " : نطفة مختلطة ممتزجة (من ماء الرجل وماء المرأة).
(29) ولقد روى الإمام أحمد فى مسنده، أن يهوديا سأل النبى محمد ، فقال: يا محمد مم يُخلق الإنسان؟
فقال رسول الله r : ((يا يهودى من كلٍّ يُخلق، من نطفة الرجل ونطفة المرأة ))  [رواه أحمد: 4424].
تتحدث هذه الآيات الكريمات عن مراحل تطور الجنين (خَلْق الإنسان) فى دقة بالغة وألفاظ موجزة منذ أكثر من 1400 عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، والتى لم تُكتشف إلا فى هذا العصر الحديث.
فتخبرنا الآية الكريمة الأولى أن الله (سبحانه وتعالى) قد خلق الإنسان عَبْرَ مراحل مختلفة، مُخالِفة ومُعارِضة لما كان سائدا حيث كان الناس قديما لا يقولون بوجود مراحل لخَلْق الإنسان بل كانوا يظنون أن الإنسان منذ بدايته كجنين كان على شكله الآدمى ولكن بصورة متناهية فى الصغر ثم بدأ يكبر شيئا فشيئا، وقد بيّن العلم الحدبث بطلان ذلك بل وأثبت صحة ما أخبر به القرآن الكريم من أن خَلْق الإنسان كان عَبْرَ مراحل مختلفة كما فى قول الله تعال " وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ".
وتخبرنا الآية القرأنية الثانية والثالثة أن الله تعالى قد خلق الإنسان الأول ( وهو آدم عليه السلام ) من تراب بعد أن صار طينا، ثم تتحدثان بعد ذلك عن مراحل خلق الإنسان من بدايتها إلى أن يصير جنينا قد تخلّقت فيه أجهزة الجسم.
وكما فى الآية القرآنية الثانية، فإن أولى مراحل خلق الإنسان هى: الـ " نُطْفَة " وجاءت مفردة وليست جمعا وتعنى أقلّ القليل من الماء الذى يكون سببا فى الإنجاب للرجل والمرأة ( كما فى قول الله تعالى: " نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ " : أى أن النطفة مختلطة ممتزجة - من ماء الرجل وماء المرأة -)، ثم تأتى المرحلة الثانية وهى مرحلة: الـ" عَلَقَة " وتعنى أن تصير النطفة كقطعة دم متجمدة متعلقة فى أعلى الرحم، ثم تأتى المرحلة الثالة وهى مرحلة: الـ " مُضْغَة " وتعنى قطعة من اللحم بقدر ما يُمضغ، وهذه الـ " مُضغة " والتى هى بقدر ما يُمضغ عبارة عن جزأين، جزء منها قد تخَلّقت فيها بعض أجهزة الجسم وهو معنى قول الله تعالى " مُخَلَّقَةٍ "، والجزء الآخر لم يتخلّق فيه شئ وهو معنى قول الله تعالى " وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ ".
وكذلك تتحدث الآية الثالثة، فبعد أن أكدت ما جاء فى الآية الأولى من مراحل خلق الإنسان كـ         " نُطْفَة " ثم " عَلَقَة " ثم " مُضْغَة " أوضحت أنه بعد ذلك تأتى مرحلة " تَخَلّق العظام " ثم مرحلة " كِسوة العظام باللحم " ثم مرحل " الخَلْق الآخر ".
وتخبرنا الآية القرآنية الرابعة  بوضوح أن النطفة التى يُخلق منها الإنسان ليست من نطفة الرجل فقط أو نطفة المرأة فقط، وإنما من نُطفة كليهما، فمن نطفة الرجل والمرأة معا يكون خَلْق الإنسان كما يتبين ذلك من قول الله تعالى " نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ " أى: نطفة مختلطة ممتزجة ( من ماء الرجل وماء المرأة).
ويتبيّن ذلك أيضا من الحديث النبوى الشريف الذى يوضح أن الإنسان يُخلق من نطفة الرجل والمراة معا.
ولقد كان يُعتقد قديما وإلى نهاية القرن الـ( 18) الميلادى أن جسم الإنسان - بأبعاد متناهية فى الصغر - يُتكوّن من دم الحيض، وبعد اكتشاف بويضة الأنثى أصبح يُعتقد بأن جسم الإنسان كاملا يُخلق داخل تلك البويضة، وبعد اكتشاف الحيوان المنوى صار يُعتقد بأن جسم الإنسان كاملا يُخلق داخل رأس ذلك الحيوان المنوى، ولكن بمرور الوقت والتقدم المذهل فى الوسائل التكنولوجية الحديثة فقد اكتشف العلم الحديث بطلان كل تلك الادعاءات وصدق ما أخبر به القرآن الكريم من حقائق علمية مبهرة منذ أكثر من 1400 عام، وذلك بعد أن تم نصوير مراحل خلْق الجنين من خلال التقنيات الحديثة.
ويمكن إيجاز ما توصّل إليه العلم الحديث من اكتشافات علمية مبهرة فى الآتى:-
1- أنه لا يصل إلى قناة الرحم من ملايين النطف المنوية ( الحيوانات المنوية ) التى تُقذف سوى عدد ضئيل جدا لا يتجاوز الـ (500)، ليس ذلك فحسب بل إنه لا يخترق النطفة الأنثوية ( البويضة – وهى واحدة فقط -) سوى نطفة منوية واحدة ( حيوان منوى واحد ) لتتكوّن النطفة المختلطة المُلقّحة المتكوّنة من النطفة الأنثوية والنطفة المنوية، وهذا هو ما أخبرت به الآية القرآنية الكريمة الثالثة كما فى قول الله تعالى " نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ " أى: نطفة مختلطة ممتزجة (من ماء الرجل وماء المرأة)، وكما فى الحديث النبوى الشريف ((من كلٍّ يُخلق، من نطفة الرجل ونطفة المرأة )).
ولنتأمل فى قول الله تعالى " نُطْفَةً " فى الثلاث آيات الكريمات حيث جاءت بصيغة المفرد وليس الجمع – نُطف - حيث لا يخترق النطفة الأنثوية ( البويضة – وهى واحدة فقط -) سوى نطفة منوية واحدة ( حيوان منوى واحد ) لتتكوّن النطفة المختلطة الواحدة فيتبيّن مدى دقة ألفاظ القرآن الكريم وشمولها ومدى مطابقتها لما توصل إليه العلم الحديث.
2- بعد أن تم تصوير مراحل خلْق الجنين من خلال التقنيات الحديثة أصبح لدى الإنسان الإمكانية لرؤية النطفة الأمشاج المختلطة، ثم رؤية الجنين كقطعة دم متجمدة متعلقة فى أعلى الرحم كما فى قول الله تعالى        " عَلَقَةً "، ثم رؤيتة  للجنين كقطعة من لحم أو من الطين الصلصال تم وَضْعَها تحت الأضراس حيث يشبه الجنين فى هذه المرحلة شيئا ممضوغا كما فى قول الله تعالى " مُضْغَةً "، ثم رؤيته لهذه الـ" مُضْغَة " وأنها عبارة عن جزأين أحدهما قد تخلّقت فيه بعض أجهزة الجسم كما فى قول الله تعالى " مُخَلَّقَةٍ " والجزء الآخر لم يتخلّق فيه شئ كما فى قول الله تعالى " وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ "، أى أننا إذا وصفنا هذه المضغة بأنها مُخلّقة أو غير مُخلقة يكون ذلك الوصف خطأ وغير علمى، ولكن الوصف العلمى الصحيح الدقيق هو ما أخبر به القرآن الكريم كما فى قول الله تعالى " مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ "، فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم ؟؟، ثم يمكنه رؤية مرحلة تَخَلّق العظام  كما فى قول الله تعالى " فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا " ثم رؤية مرحلة كِسوة العظام باللحم كما فى قول الله تعالى " فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا " ثم رؤية مرحلة الخلق الآخر حيث يختلف شكل الجنين الآدمى فى هذه المرحلة عن ما كان فى المراحل السابقة ويتميّز شكله الآدمى عن غيره من أجِنَّة الكائنات الأخرى كما فى قول الله تعالى  " ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ " ، وهذه هى مراحل تطور الجنين (خلْق الإنسان) على نحو هذا الترتيب الذى أخبر به القرآن الكريم فى دقة بالغة وتصوير بديع باستخدام ألفاظ موجزة.
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وبلاغتها؟!! وعلى أى شىء يدلنا سَبْق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة فى الإشارة إلى هذه الحقائق العلمية المذهلة منذ أكثر من 1400 عام، والتى لم تُكتشف إلا بعد التقدم التكنولوجى فى هذا العصر الحديث ؟!!
لا شك، أن ذلك كله يدل على مصداقية القرآن الكريم، وأنه من وحى الله تعالى على نبيه الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد .
***

(30) يقول الله تعالى: ﴿  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 56].
معنى " نَضِجَتْ ": احترقت.
معنى " بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ": جعلنا لهم جلودا بدلا من جلودهم.
تخبرنا الآية القرآنية الكريمة عن عاقبة الكافرين الذين كفروا بآيات الله عز وجل وأن مصيرهم سوف يئول إلى نار جهنم جَرّاء عنادهم واستكبارهم عن الإيمان بالله تعالى ووحدانيته، حيث إن الآيات الدالة على وجود الله تعالى ووحدانيته وعظيم صفاته وطلاقة قدرته أكثر من أن تحصى، وتوضح لنا الآية القرآنية مدى ما يقاسيه أهل النار من عذاب شديد لعدم اعترافهم بإلاههم وخالقهم ونتيجة عدم إيمانهم بوحدانيته (سبحانه وتعالى)، وأنه كلما احترقت جلود هؤلاء الكافرين المعاندين يُبدلهم الله تعالى جلودا جديدة غير جلودهم التى احتُرِقت ليذوقوا العذاب ويشعروا به، وفى ذلك إشارة إلى أنه لولا هذه الجلود ما ذاقوا العذاب وما شعروا به، بمعنى: أن تلك الجلود هى هى التى جعلها الله تعالى سببا فى الشعور بعذاب النار.
ولقد اكتشف العلم الحديث أن مراكز الإحساس بالحريق التى تُسبب الشعور بالألم والعذاب تكون بالجلود، وأنه إذا حُرِّق الجلد بالنار وكان الحَرْق عميقا دُمِّـر عضو الإحساس بالإحراق، كما فى قول الله نعالى:
" كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ".
ومن ثم يتبين صدق ما أخبر به القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، فعلى أى شئ يدل ذلك ؟!!
***
(31) قال رسول الله  : ((إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها.....))  [رواه مسلم].
يخبرنا الحديث النبوى الشريف بأن النطفة التى يتُخلّق منها الجنين – وهى الـ ((النطفة الأمشاج))  المختلطة من ماء الرجل وماء المرأة، كما أوضحنا فى السابق – إذا مرّ بها (42) ليلة يتم تصويرها وخلْق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها.
ولقد اكتشف العلم الحديث أنه مع بداية الأسبوع السابع وبالتحديد بدءً من اليوم الـ (43) من تاريخ الإخصاب – أى بعد مرور ثنتين وأربعين ليلة، كما أخبر النبى محمد  فى قوله ((إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ))– يبدأ انتشار الهيكل العظمى للجنين ويبدأ الشكل الآدمى فى الظهور.
سبحان الله!!، فكم تبلغ دقة ألفاظ الحديث النبوى الشريف، والرقم الذى أخبر به النبى محمد ؟!! وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟
لا شك، أن ذلك يدل على دقة أحاديث النبى محمد  فيما أشارت إلية من حقائق علمية مبهرة منذ نحو 1400 عام والتى تم اكتشافها حديثا ولم يكن لأحد أدنى معرفة بها آنذاك، فتكون شاهدة على أنه  نبى مُرسل يُوحَى إليه من الله (سبحانه وتعالى)، ومن ثم تكون برهانا على صدق دعوته ومصداقية رسالته .
***
(32) قال رسول الله : (( ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر...)) [صحيح الجامع الصغير].
يخبرنا الحديث النبوى الشريف أن الماء الذى يكون سببا فى الإنجاب للرجل مختلف فى الصّفة والشكل واللون عن الماء الذى يكون سببا فى الإنجاب بالنسبة للمرأة، فصفة ماء الرجل أنه غليظ وصفة ماء المرأة أنه رقيق، ولون ماء الرجل هو اللون الأبيض ولون ماء المرأة هو اللون الأصفر.
وقد يكون معلوما للجميع أن لون ماء الرجل هو اللون الأبيض، ولكن ما لم يكن معلوما لأحد حتى هذا العصر الحديث لون ماء المرأة، وبعد التقدم الكبير فى الوسائل والتقنيات العلمية تبيّن:-
أن للمرأة ماء مثل الرجل ولكنه يختلف عنه، حيث إن ماء المرأة رقيق أصفر، ولقد تم تصوير نطفة المرأة بلونها الأصفر الواضح حيث يتّبع لون الماء الذى يحويها، والذى عبّر عنه الحديث النبوى الشريف، كما فى قوله : ((وماء المرأة رقيق أصفر)).
وهذه هى الحقيقة العلمية المكتشفة حديثا، والتى أشار إليها الحديث النبوى الشريف منذ نحو 1400 عام، فعلى أى شئ يدل ذلك ؟!!
***
(33)
1- قال رسول الله  : ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خُلق وفيه يُركّب))[رواه مسلم].
2- قال رسول الله : ((ليس من الإنسان شئ إلا يبلى إلا عظما واحدا هو عجب الذنب، ومنه يُركّب الخلق يوم القيامة))  [رواه مسلم].
3-    قال رسول الله  : ((يأكل التراب كل شئ من الإنسان إلا عجب ذنبه)) قيل وما هو يا رسول الله؟ قال: (( مثل حبة خردل منه تنشأون )) [المستدرك على الصحيحين: 8801].
معنى " عجب الذنب " : عظمة مثل حبة الخردل تكون فى نهاية العمود الفقرى وأسفله.
معنى " يُركّب " : يُعاد تركيبه وخلقه منه بعد موته يوم البعث.
تخبرنا هذا الأحاديث النبوية الشريفة أن جسد الإنسان بعد موته ودفنه فى قبره يأكله التراب، فيتحول ذلك الجسد إلى مكوناته الأساسية من ماء وتراب فيما عدا عظمة مثل حبة الخردل تكون فى نهاية العمود الفقرى وهى ما تُسمى بـ" عجْب الذنب " ، وأن هذه العظمة الصغيرة منها خُلق الجنين - ابن آدم -، وفيها يُعاد تركيبه وخَلقه بعد موته ليُبعث ويُحاسَب من الله تعالى على عمله فى يوم القيامة.
وهذه العظمة الصغيرة " عجب الذنب " كما تخبرنا الأحاديث النبوية الشريفة لا تبلى ولا يأكلها التراب، أى أنها لاتتحلل، وفيها يرُكَّب خَلق الإنسان من جديد.
ولقد اكتشف العلم الحديث الآتى:
أنه فى اليوم الـ (15) من عمر الجنين يظهر خيط دقيق يُعرف باسم ( الخيط البدائى أو الأولى )
(The Primary or Primitive Streak)، وهذا الخيط له بداية صغيرة جدا ومنتفخة قليلا فى وسط قرص الجنين تُعرف باسم ( العقدة البدائية أو الأولية ) (The Primary or Primitive)، و يتكون منهما الجهاز العصبى للجنين ثم يبدأ الجنين فى تكوين جميع أعضاء جسمه بالتدريج، وبعد تكوّن جميع أجهزة الجنين يتراجع ذلك الخيط البدائى أو الأولى والعقدة البدائية أو الأولية  (( عجب الذنب )) بالتدريج إلى مؤخرة جسم الجنين حتى يستقرا فى نهاية العمود الفقرى.
ولقد تمّ مَنح ( سبيمان ) (Hans Spemann) جائزة نوبل فى عام 1935 فى العلوم الحياتية نظرا لاكتشافه المنظم الأولى أو الأساسى ( The Primary Organizer) ( الذى هو عبارة عن الخيط البدائى أو الأولى والعقدة البدائية أو الأولية ) (( عجب الذنب )) وإثبات دوره في تخليق جميع أنسجة وأعضاء وأجهزة الجنين، وبأنه لا يبلى، حيث إنه عندما قام ( سبيمان ) وفريقه من العلماء بغليه وسحقه ثم زرعه بعد غليه و سحقه فى أجنة أخرى وجدوا أنه يُكَوِّن محورا جنينيا ثانويا رغم سحقه وغليه (Mygdi) مما أكد لهم أنه (( لا يبلى )) كما أخبر النبى محمد ، ولم يكن معلوم لديهم  أن أول من نطق بهذه الحقيقة العلمية هو سيد الأنبياء والمرسلين محمد  منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.
ونوجز هذه الحقائق العلمية المبهرة التى أخبر بها النبى محمد  منذ أكثر من 1400 عام، والتى اكتشفها العلم حديثا فى الآتى:-
1- أن هذه العظمة التى فى مؤخرة العمود الفقرى " عجب الذنب " من خلالها تَتَخلّق جميع أنسجة وأعضاء وأجهزة الجنين.
2- أن هذه العظمة التى فى مؤخرة العمود الفقرى " عجب الذنب " لا تبلى بالسحق أو الغليان، وتبقى بعد تحلل جسد الإنسان فى التراب.
3- أن (( عجب الذنب )) بعد غليه أو سحقه وزراعته فى أجنة أخرى وجدوا أنه يكون محورا جنينيا ثانويا رغم سحقه وغليه، مما يوضح أنه لا يبلى، وأن فيه يُركَّب الخلق من جديد.
ومن ثم يتبين دقة أحاديث النبى محمد  فيما أشارت إلية من حقائق علمية مبهرة منذ نحو 1400 عام والتى تم اكتشافها حديثا ولم يكن لأحد أدنى معرفة بها آنذاك، فتكون شاهدة على أنه  نبى مُرسل يُوحَى إليه من الله (سبحانه وتعالى)، ومن ثم تكون برهانا على صدق دعوته ومصداقية رسالته .
***
((فى الحيوان))
(35) يقول الله تعالى: ﴿ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ [الصافات: 142].
معنى " فَالْتَقَمَهُ ": أخذه بفمه كاللقمة ليبتلعه.
معنى " الْحُوتُ ": حيوان بحرى ضخم الحجم (له صفات خاصة).
تتحدث الآية الكريمة عن نبى الله يونس (عليه السلام)، وتخبرنا بوجود حيوان بحرى ضخم (وهو الحوت) قام بالتقامه كاللقمة (عندما كان نبى الله يونس -عليه السلام- فى البحر بعد ما تلاعبت الأمواج بالسفينة التى كان عليها، وذلك دون أن يكسر له عظما أو يهشم له لحما، ثم نجّاه الله تعالى بأن جعل الحوت يلفظه قرب الشاطئ)، ومن ثم يتبين من الآية الكريمة سعة فم هذا الحيوان البحرى ومن ثم ضخامة جسمه.
ولقد تم اكتشاف حيوان بحرى ضخم يُعدّ أضخم الحيوانات على الإطلاق، والذى تمت دراسة مواصفاته فى هذا العصر الحديث، حيث يبلغ طوله قرابة الـ 33 مترا، وقد يصل حجم رأسه إلى ما يقرب من ربع حجم جسمه، حيث يمتلك مقدرة على التقام إنسان بالكامل (كاللقمة) وابتلاعه دون أن يكسر له عظما أو يهشم له لحما نظرا لعدم وجود أسنان له، مع وفرة الأكسجين بكميات كبيرة بداخله تساعد على بقاء الإنسان حيّا لفترة داخله إذا لم يهضمه (بمشيئة الله تعالى وقدرته)، وهذا الحيوان البحرى هو ما يُعرف بالحوت (الأزرق) كما فى قول الله تعالى  " فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ "، والذى أشارت الآية الكريمة إليه وإلى وجود مثل هذا النوع الضخم من الحيوانات ذى المقدرة على التقام إنسان بالكامل كلقمة فى فمه.
فعلى أى شئ تدل إشارة القرآن الكريم الذى أنزل على النبى محمد  وسط مجتمع يعيش فى بيئة صحراوية قاحلة شديدة الجفاف، بعيدة عن مياه الأنهار فضلا عن مياه البحار (التى تعيش فيها الحيتان)، والإشارة إلى وجود هذا النوع الضخم من الحيوانات البحرية - الحوت - منذ أكثر من 1400 عام، مع الإشارة إلى إحدى مواصفاته (كبر حجم فمة ليسع التقام إنسان بالكامل وابتلاعه دون تهشيم لحمه، ومن ثم الإشارة إلى ضخامة جسمه)، والتى لم تُكتشف الخصائص العلمية له إلا فى هذا العصر الحديث ؟!     
***
((فى الطير))
(35) يقول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ﴾ [الحج: 73].
معنى " يَسْلُبْهُمُ ": ينزع الشئ منهم اختلاسا.
معنى " لَا يَسْتَنْقِذُوهُ ": لا يَسْتَردّوه ولا يسترجعوه.
تتحدث الآية القرآنية الكريمة عن ما يقوم به الذباب من سَلْب ونزْع الأشياء خِلْسة، وتخبرنا الآية القرآنية الكريمة بأن هذا الشئ المَسْلوب الذى ينزعه الذباب خلسة لا يمكن استرداده واسترجاعه منه مرة أخرى.
ولقد اكتشف العلم الحديث:- أن ما يسلبه الذباب من خلال امتصاصه بواسطة خرطومه يتم تمثيله كاملا من خلال إفراز جهازه الهضمى للخمائر القادرة على هضمه وتمثيله تمثيلا كاملا فى ثوان معدودة، ومن ثم لا يمكن استنقاذه واسترجاعه منه كما فى قول الله تعالى : " لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ".
 فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وإشارتها الرقيقة إلى هذه الحقيقة العلمية منذ أكثر من 1400 عام ؟!!
وعلى أى شئ يدلّ ذلك ؟؟    
***
(36) يقول الله تعالى: " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 68-69]
معنى " يَعْرِشُونَ ": ما يجعلونه عريشه لسقف البيت.   
معنى " سُبُلَ رَبِّكِ ": الطرق التى هيأها لك ربك                معنى " ذُلُلًا ": مُذلّلة سهلة.
تخبرنا هاتان الآيتان الكريمتان بان الله (سبحانه وتعالى) قد أرشد النحل وهداه إلى أن يتخذ له بيوتا من الجبال ومن البيوت ومن عرائش أسقف البيوت، وهداه لأن يأخذ ما يحتاج إليه من غذاء من مختلف أنواع الثمار، ونتيجة لذلك فسوف يخرج من بطون النحل شراب مختلف ألوانه من عسل ...وغير ذلك، وتوضح لنا الآية القرآنية الكريمة أن هذا الشراب الذى يخرج من بطون النحل به فائدة كبيرة جدا وأنه بتناوله يكون سببا للشفاء.
وجدير بالذكر أن نوضح أن الخطاب فى هاتين الآيتين الكريمتين قد جاء بصيغة التأنيث كما فى قول الله تعالى " اتَّخِذِي "،  " كُلِي "، " فَاسْلُكِي " وليس بالتذكير، بمعنى أن الخطاب فى هاتين الآيتين الكريمتين كان موجّها لإناث النحل دون الذكور، فما الحكمة من ذلك ؟!
إن الحكمة من كون الخطاب قد جاء بصيغة التأنيث وموجها إلى إناث النحل دون الذكور يكشفه لنا ما قد توصّل إليه العلم حديثا، حيث إن العلم الحديث قد اكتشف:-
1- أن الغالبية العظمى من أفراد خلية نحل العسل يكون من إناث النحل، ويكون عدد الذكور قليل بالنسبة لعدد أفراد الخلية، مع وجود ملكة واحدة أنثى، ويكون دور الذكور هو إخصاب الملكة بينما يكون دور الإناث (وهن شغّالات النحل) القيام بجميع أعمال الخلية حيث تقوم ببناء البيوت كما فى قول الله تعالى الذى جاء بصيغة التأنيث " اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ " ولم يكن بصيغة المذكر كأن يقال (اتخذ).
2- أن إناث النحل هى من تطير لمسافات كبيرة تصل إلى عشرات الكيلو مترات لامتصاص رحيق الأزهار وجمع حبوب اللقاح مثلما كانت الإشارة فى قول الله تعالى " كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ "، " فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا " الذى جاء بصيغة التأنيث، ولم يكن بصيغة المذكر كأن يقال ( كل، فاسلك ).
3- أن إناث النحل هى من تخرج من بطونها شراب العسل مثلما كانت الإشارة فى قول الله تعالى
  " يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ " الذى جاء بصيغة التأنيث، ولم يكن بصيغة المذكر كأن يقال ( بطونه ).
4- أن هذا الشراب الذى يخرج من بطون إناث النحل ليس محصورا فى شراب العسل فقط، بل إن من هذا الشراب أنواع أخرى غير العسل تخرج فى صورة سائلة ثم تجمُد و تتبلور بعد ذلك، ويكون لهذه الأنواع الأخرى (مثل: الغذاء الملكى، صمغ النحل، شمع النحل، سم النحل) ألوان مختلفة، إضافة إلى أن عسل النحل نفسه يكون له ألوان مختلفة تبعا لنوع الزهور التى يستخرج منها الرحيق وحبوب اللقاح مثلما كانت الإشارة فى قول الله تعالى " شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ".
5- لقد اكتشف العلم الحديث الفوائد الطبية الهائلة والمتنوعة لكل هذه الأشربة المختلفة التى تخرج من بطون إناث النحل كما فى قول الله تعالى " فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ".  
فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم وإشارتها من خلال إضافة حرف واحد يفيد أن الخطاب قد جاء بصيغة التأنيث، ومن ثم الإشارة إلى مثل الحقائق العلمية المبهرة منذ أكثر من (1400) عام والتى لم يتم اكتشافها إلإ حديثا؟!! وعلى أى شئ يدل ذلك ؟!!
***
((فى النبات))
(37) يقول الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا.....﴾ [الأنعام: 99].                       
معنى " خَضِرًا ": شيئاً أخضرَ غضّاً                         معنى " حَبًّا مُتَرَاكِبًا ": حَبّا بعضه فوق بعض.
تخبرنا الآية الكريمة بداية أن الماء يكون سببا فى إنبات الأرض، ثم تُفصّل لنا كيفية خروج الثمار والحبوب الخاصة بهذه النباتات بشكل دقيق موجز، حيث توضح لنا أن ذلك يكون من خلال مادة خضراء – كما فى قوله تعالى " خَضِرًا " – تكون سببا فى إخراج الثمار والحبوب كما يتبين ذلك من قوله سبحانه وتعالى " خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا " أى نُخرج من هذا الشئ الأخضر " خَضِرًا " الحبوب المُتراكبة " حَبًّا مُتَرَاكِبًا ".
ولقد اكتشف العلم الحديث صدق ما أخبر به القرآن الكريم، وأن هذه المادة التى أشارت إليها الآية القرآنية الكريمة هى مادة: ( اليخضور ) أو ما تُسمى بمادة ( الكلورفيل ).  
ومادة اليخضور ( الكلورفيل ) - كما فى قول الله تعالى " خَضِرًا " -: عبارة عن خضاب أخضر يُكسب النبات اللون الأخضر، وله دور رئيسى فى عملية التمثيل الضوئى التى يتم من خلالها تحويل ثانى أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين المهم لتنفس الإنسان والكائنات الحية، وكذلك اختزان طاقة الشمس فى شكل طاقة كيميائية.
ومن ثم يتبين أهمية هذه المادة الخضراء التى أخبر بها القرآن الكريم ودورها الأساسى البالغ الأهمية فى عملية التمثيل الضوئى وإخراج الثمار والحبوب.
وهذه الحقيقة العلمية المبهرة التى أخبر بها القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام لم تُكتشف إلا فى هذا العصر الحديث .
***
وما أشرنا إليه من نماذج فى الإعجاز علمى وللمكتشفات العلمية الحديثة التى أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من (1400) عام فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها إنما هو قليل من كثير وغيض من فيض لئلا يطول البحث، فالقرآن الكريم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة مليئان بالكثير من مكتشفات العلم الحديث والصور المختلفة للإعجاز العلمى، ولمزيد من التعرف على صور الإعجاز العلمى والمكتشفات العلمية الحديثة التى أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة يمكن الرجوع إلى الكثير من المصادر المختصة بهذا العلم، ومنها:
1- من آيات الإعجاز العلمي (السماء، الأرض، الحيوانات، النباتات) في القرآن الكريم، للدكتور/ زغلول النجار
2- الأجزاء 1-2-3 للإعجاز العلمي في السنة النبوية للدكتور/ زغلول النجار.
3- موسوعة الإسلام والعلم الحديث، الإعجاز العلمي في القرآن الكريم- للدكتور/ زغلول النجار.
4- كتاب علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة بهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة.
5- إعجاز القرآن فيما تخفيه الأرحام، للأستاذ/ كريم نجيب الأغر.
وصدق الله تعالى إذ يقول فى كتابه العزيز ( القرآن الكريم ):
﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ... ﴾ [فصلت: 53].
*******
 
دلالة سبْق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة فى الإشارة إلى مكتشفات العلم الحديث
منذ أكثر من (1400) عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها
لقد أخبر القرآن الكريم وأشارت الأحاديث النبوية الشريفة إلى حقائق علمية مذهلة – كما أشرنا فى النقطة السابقة - منذ أكثر من (1400) عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، وهذه الحقائق العلمية لم تُكتشف إلا فى هذا الزمان (وهو عصر العلم الحديث) بعد التقدم الهائل فى مختلف العلوم باستخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
ومن ثم كان ولا بد أن يدفعنا ذلك إلى إثارة هذه التساؤلات على النحو التالى:
 ما الذى جعل محمدا  يخوض فى مثل هذه القضايا الغيبية فى مختلف أنواع العلوم وأدَقّها من خلال القرآن الذى جاء به (داعيا إليه) مع ما أخبر به  من أحاديث منذ أكثر من (1400) عام ؟!
وما الذى يُجبره على أن يخوض فى مثل هذه القضايا الغيبية فى مختلف أنواع العلوم وأدَقّها فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، ومن ثم لا يملك أحدا أن يصدر حكما على هذه القضايا الغيبية، بل إن من هذه القضايا الغيبية وإشارتها إلى حقائق غيبية دقيقة – كالإشارة إلى حركة الأرض ودورانها...إلى غير ذلك - ما يزعج العقلية البدائية (التى خاطبها القرآن آنذاك) ويكون ذريعة فى أيدى أعداء الدعوة إلى الإسلام ليُشككوا فى مثل الحقائق الغيبية الدقيقة التى لم يستوعبها العقل آنذاك نظرا لجهله بها ؟!
وعلى أى شئ يدل تطابق ما أخبر به القرآن الكريم وأشارت إليه الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من (1400) عام مع ما قد اكتشفه وأثبته العلم الحديث ؟!
ومن ثم كان ولا بد أن تقودنا هذه التساؤلات العقلانية إلى جواب منطقى، وهو:
أن القرآن الكريم الذى جاء به النبى محمد  وكذلك الأحاديث النبوية التى نطق بها  لم تكن إلا وحْيا من الإله الخالق العظيم لهذا الكون، والعليم بكل شئ فيه، وأنه قد سبق فى علم الله (سبحانه وتعالى) ما سيصل إليه الإنسان من اكتشافات علمية دقيقة مذهلة فى الأزمنة المتقادمة.
ومن ثم تكون هذه الآيات القرآنية الكريمة التى أخبرت بهذه الحقائق العلمية الدقيقة المذهلة وكذلك الأحاديث النبوية المطهرة التى أشارت إليها ( منذ أكثر من 1400 عام ) ومضات مبهرات وشهادات حق على صدق دعوة النبى محمد  ومصداقية رسالته، وأنه  كان مُعَلّما من هذا الإله الخالق العظيم، فاطر السماوات والأرض، الله رب العالمين.
 *******

 

 
شهادات العلماء (فى مختلف المجالات العلمية) للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة
لقد شهد الكثير والكثير من علماء الغرب وغيرهم فى مختلف المجالات العلمية للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بعد ما رأوا مِن سَبْق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة فى الإشارة إلى مكتشفات العلم الحديث منذ أكثر من (1400) عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، ومن نماذج هذه الشهادات (فى إيجاز) للعلماء فى شتى المجالات العلمية:
1-    كيث إل مور ( Prof. Keith L. Moore ) الكندي: رئيس قسم التشريح بجامعة تورنتو بكندا ورئيس الاتحاد الكندي الأمريكي لعلماء التشريح والأجنة، وصاحب كتاب:
 ( الإنسان النامى ) Developing Human)) ،الذي تُرجم لثمان لغات، وقد حاز على جائزة أحسن كتاب ألفه مؤلف واحد، وهو من أشهر علماء الأجنة، عندما رأى الآيات القرآنية الكثيرة التي تتحدث عن تفاصيل تطورات الجنين في بطن أمه وتؤكدها، قال في حديث صحفي بموسكو:
إن التعبيرات القرآنية تبلغ من الدقة والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث. فسألوه: هل أنت مسلم؟
قال: لا ولكني أشهد أن القرآن كلام الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وقال: أنا تحت ضغوط عائلية قد لا تسمح بإعلان إسلامي، ولكن لا تندهشوا إذا علمتم في يوم من الأيام أن كيث مور قد قبل الإسلام دينًا.
ثم أعلن «كيث مور» عن رأيه بوضوح فى حديث صحفى آخر، وقال:
إن هذه الأدلة حتمًا جاءت لمحمد  من عند الله، وإن هذا يثبت لي أن محمدًا رسول الله .
وقد وافق على إضافة ( إضافات إسلامية ) ( Islamic Additions ) والتى تتحدث عن مراحل خلق الأجنة فى القرأن الكريم بكتابه، ليصبح الكتاب بعنوان:( الإنسان النامى مع إضافات إسلامية )
( Developing Human with Islamic Additions )، والحمد لله طبع من هذا الكتاب طبعات عديدة بالإضافات الإسلامية وينتشر الآن بين يدي العلماء، وصارت دعوة راقية جدًّا لهذا الدين العظيم- الإسلام  الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد .
2- جولي سيمبسون (  Prof. Joe Leigh Simpson): أستاذ أمراض النساء والولادة بجامعة نورث بوسطن بشيكاغو.
3- تي في إن بيرسود ( Prof. T. V. N. Persaud ): رئيس قسم التشريح بمينيتوبا بكندا، ومؤلف مشهور في علم أمراض النساء.
لقد اهتمّ هذان العالمان ((جولي سيمبسون -  Prof. Joe Leigh Simpson-، و تي في إن بيرسود - Prof. T. V. N. Persaud -)) جدًّا بحديثان لرسول الله محمد  عن النطفة وهما:

الحديث الأول:
قال رسول الله : «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء» [رواه مسلم: 4783].
سبحان الله! بالعدد وبالأرقام يرى الإنسان اليوم أن ما ينطق به النبي  هو الوحي من عند الله (سبحانه وتعالى)، فلا يظهر الشكل الآدمي في الجنين إلا مع بداية الأسبوع السابع- أي بعد مرور ثنتان وأربعون ليلة كما أخبر المصطفى - وهنا نعرف معنى قول النبي محمد  ((فصوّرها)): أى جعل لها شكلا آدميا مميزا.
فهو  الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
والحديث الثاني:
قال رسول الله : ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا)) [رواه البخارى].
وهنا في الحديث الشريف يشير رسول الله  إلى مدة جمع خَلْق الإنسان في بطن أمه.
أما في الحديث الأول، فهو  يشير إلى تصوير النطفة وخلق سمعها..، واهتم أيضًا هذان العالمان بقول الله- سبحانه وتعالى-: ﴿ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾ [عبس: 19].
ومعنى هذه الآية الكريمة:
أن الإنسان مقدر بكل صفاته في هذه النطفة، وبالفعل فلون الشعر ولون الجلد...إلى غير ذلك مُحدّد في الجينات التي تحملها الكروموسومات في هذه النطفة، وبعد دراستهما المتأنية وقف: جولي سيمبسون
(  Prof. Joe Leigh Simpson) في أحد المؤتمرات قائلًا:
إن بإمكان الدين أن يقود العلم قيادة ناجحة، وإن هذا مما يدل على أن القرآن هو كلام الله.
وكان من تعليق: تي في إن بيرسود ( Prof. T. V. N. Persaud ) ما يلي:
إن محمدًا  والذي يصرح بتصريحات علمية مدهشة لا يمكن أن يأتي بها مصادفة، ولكن لا بد أن يكون هذا إلهامًا ووحيًا قاده إلى هذه البيانات.
4- مارشال جونسون (Prof. E. Marshall Johnson): أستاذ ورئيس قسم التشريح وعلم الأحياء التنموى، ومدير معهد دانيال بوف، جامعة توماس جيفرسون، فيلادلفيا/ بنسلفانيا، الولايات المتحدةالأمريكية.
بعد ما بدأ يشرح ما بداخل المـُضْغة (قطعة اللحم الصغيرة –بقدر ما يُمضغ- والتى يُتَخَلّق فيها الجنين) بعد إجرائه تشريح لها، وهو يقول – مع إشارته لجزأين تنقسم إليهما المضغة -:
إن الجزء الأول قد تخلّقت فيه بعض أجهزة الجسم، أما الجزء الثانى فلم يتخلّق فيه شئ.
ومن هنا عندما نصف هذه المـُضْغة أنها مُخَلّقة فقط أو غير مُخَلّقة فقط فهذا وصف غير علمى...
إذن، لا يمكن أن أصفها وصفا علميا إلا بما وصفه الله (سبحانه وتعالى) فى القرآن:
﴿...ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ..... ﴾ [الحجّ: 5]، ولذلك لم يبق إلا أن أقول:
إن محمدا  رسول من عند الله.
5- يوشيهيدى كوزاى (Prof. Yoshihide Kozai ): مدير مرصد طوكيو باليابان
بعد معرفته بالآيات القرآنية التى تشير بدقة إلى مكتشفات العلم الحديث، قال:
أنا متعجب جدا من وجود هذه الحقائق الفلكية فى القرآن، إن المتحدث بالقرآن يعلم كل شئ وبكل دقة وتفصيل، فمن خلال القراءة فى القرآن والإجابة على الأسئلة أعتقد أننى يمكن أن أجد طريق مستقبلى لاستكشاف الكون.
6- جيرالد جى. جويرينجر (  Prof. Gerald G. Goeringer) : أستاذ مشارك فى علم الأجنة الطبى فى قسم بيولوجيا الخلية، كلية الطب، جامعة جورج تاون، واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية.
 عندما اطّلع على ترجمة بعض الآيات القرآنية، قال:
إن الآيات القرآنية شملت وصفا شاملا لنمو الإنسان ولم يوجد قبل ذلك مثل هذا السجل المتميز فى الوضوح والكمال عن نمو الإنسان من حيث التصنيف والاصطلاحات والوصف.
 7- ألفريد كرونر (Prof. Alfred Kroner  ): أستاذ جيولوجيا متقاعد فى جامعة جوهانس جوتنبرج بماينز فى ألمانيا.
لقد سُئل البروفيسور ( ألفريد كرونر ) سؤالين، وكان أولهما:
هل كانت أرض العرب خضراء (يكثر فيها الزرع والخضرة بسبب وفرة الماء) قبل وجود هذه الصحراء القاحلة الجافة ؟ فكانت الإجابة: نعم، وذلك منذ آلاف السنين (فى العصر الجليدى السابق)
ثم كان السؤال الثانى: وهل من الممكن أن تعود أرض العرب أرضا خضراء تكثر فيها الزروع والخضرة ؟
فكانت الإجابة: نعم، و ذلك بسبب زيادة العواصف الثلجية والتى يزيد معدلها من سنة لأخرى ( الذى يؤدى إلى زحف الجليد فى نصف الكرة الشمالى إلى الجنوب)..... إلى غير ذلك من عوامل استنبط منها علماء الجيولوجيا ما يقود إلى هذا الاستنتاج.
ثم عُرض عليه حديث النبى محمد  (( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا)) [رواه مسلم]،
والذى يوضح أن أرض العرب كانت قبل ذلك تكثر فيها البساتين الخضراء (كما يتضح من كلمة: مروجا) والأنهار التى تكون سببا فى إنبات الأرض واخضرارها، والذى يتبين منه أيضا أن أرض العرب سوف تعود لتكثر فيها البساتين والأنهار وقد يكون ذلك بالإضافة إلى ما ذكره البروفيسور ( ألفريد كرونر ) بسبب الإصلاحات الهائلة التى نراها اليوم للصحراء بسبب وفرة الإمكانيات المادية والتقنيات الحديثة لتتحقق نبوءة النبى محمد  بعودة أرض العرب مروجا وأنهارا كما كانت فى السابق.
فما كان من البروفيسور ( ألفريد كرونر ) إلا أن قال:
إن الوسائل العلمية الحديثة الآن يمكنها بوضوح إثبات ما قاله محمد ، وأعتقد أن ما أخبر به محمد  لا يمكن أن يكون إلا بوحى من الله (سبحانه وتعالى).
8- تاجاثات تاجاسن (Prof. Tejatat Tejasen): عميد كلية الطب بجامعة تشاي ماي بتيلاند.
فبعد دراسته لمعجزات القرآن الكريم، والتي استمرت لمدة سنتين، وقف في أحد المؤتمرات يشرح كيف أن دقائق عجيبة مما وصل إليها العلم الحديث موجودة في كتاب الله سبحانه وتعالى (القرآن الكريم) منذ (14) قرنا من الزمان، واختتم كلمته قائلًا:
إنه هذا يثبت لي يقينًا أن آيات القرآن جاءت لمحمد  من الخالق العليم بكل شيء، وأرى أنه قد آن الوقت أن أعلن أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وقد أصبحت مسلمًا من الآن.
واستكمل حديثه قائلا: فبعد كل هذه الأمثلة التى رأيناها بخصوص الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم دعونا نسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
هل يمكن أن تكون هذه المعلومات العلمية المكتشفة حديثا فى مختلف المجالات والتى جاءت فى القرآن الكريم الذى أُنزل قَبْل (14) قرنا من الزمان، من قَبِيل المصادفة ؟!
هل يمكن أن يكون قد تمّ تأليف هذا القرآن من محمد أو من قِبَل أى إنسان آخر ؟!
إن الإجابة الوحيدة الممكنة هى: أن القرآن الكريم لا بد أن يكون كلام الله (سبحانه وتعالى) الذى أنزله.
( يمكن رؤية الفيديوهات الخاصة بشهادات هؤلاء العلماء للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة من خلال شبكة الإنترنت ).
- وغير ما ذكرنا الكثير والكثير من العلماء في شتى المجالات العلمية الذين شهدوا للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ومن ثم شهاداتهم للنبى محمد  بصدق نبوته ورسالته.
فالقرآن الكريم الذي أنزله الله تبارك وتعالى هو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة شاهدًا على صدق رسالة الإسلام ودعوته.
*******

 
مما قد اكتشفه العلم الحديث من توافق للتشريع الإسلامى مع النظام الكونى وانسجامه معه، ودلالته
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى خاتم أنبيائه ورسله محمدا  بالإسلام دينا، متضمنا العبادات الهادية والتشاريع القويمة التى تتفق مع الفطر النقية والعقول السويّة، والتى تتوافق وتنسجم مع النظام الكونى الذى خلقه الله (سبحانه وتعالى).
ومما قد جاء به الإسلام من عبادات وتشاريع هادية قويمة: عبادة الطواف حول بيت الله الحرام ( الكعبة المـُشرفة ) بمكة المكرمة والتى شرعها الله سبحانه وتعالى للمسلمين أثناء أداء فريضة الحج ( أحد أركان الإسلام) وأداء نافلة العمرة.
وعبادة الطواف حول بيت الله الحرام ( الكعبة المـُشرفة ) تُؤدى بطواف ( بدوران ) المسلمين عدد (7) أشواط (دورات) (تأخذ بطبيعتها مسارا شبه دائريا) كاملة حول بيت الله الحرام ( الكعبة المـُشرفة ) ابتداء من مكان معين – الحجر الأسود بالكعبة – وانتهاء به، وفى اتجاه معاكس لعقارب الساعة بحيث تكون ( الكعبة المـُشرفة ) على يسار الطائف به.
ولقد اكتشف العلم الحديث:- توافق عبادة الطواف للمسلمين حول ( الكعبة المـُشرفة ) مع النظام الكونى الذى خلقه الله (سبحانه وتعالى) من أدقّ وأصغر ما فيه ( ما بداخل الذرّات التى تتكون منها المادة ) إلى أكبر وأضخم ما فيه ( من كواكب ونجوم ومجرات )، حيث إنه قد ثبت اكتشاف الآتى:-
1-    بالنسبة للنواة التي تحتويها الذرة والتي تتكون منها المادة (حيث إن المادة تتكون من ذرات): تدور حول هذه النواة إلكترونات في عدد (7) مستويات من الطاقة، حيث تتوزع الإلكترونات حول النواة فى سبعة مستويات من الطاقة وهى ( K, L, M, N, O, P, Q )، وهو نفس عدد أشواط الطواف للمسلمين حول الكعبة.
ويكون دوران هذه الإلكترونات فى مسارات شبه دائرية، فى اتجاه معاكس لعقارب الساعة، وهو نفس شكل مسار الطواف واتجاهه حول الكعبة، سبحان الله!!
2- يؤدى ارتطام الحيوانات المنوية بالبويضة أثناء محاولة اختراقها لتخصيبها إلى دورانها، سبحان الله!!
3-    وتدور الأرض أيضا حول محورها في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة، سبحان الله!!
4-     وتدور الأرض فى نقس الوقت حول الشمس فى مسار فلكى (شبه دائرى)، وفي اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة وهو نفس مسار واتجاه طواف المسلمين حول الكعبة، عكس عقارب الساعة، سبحان الله!!
5-    تدور الشمس حول نفسها في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة ، سبحان الله!!
6-    تدور الشمس مع مجموعتها - مجموعة الكواكب التى تدور حولها – حول مركز المجرة في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة ، سبحان الله!!
إلى غير ذلك من كواكب ونجوم ومجرات.
ومن ثم يتضح أن الدوران عكس عقارب الساعة كما في عبادة الطواف حول الكعبة واتجاهها من سنن الله (سبحانه وتعالى) فى خَلْقه لهذا الكون، فمن أدقّ الأشياء وأصغرها (كالإلكترونات) إلى أكبر الأشياء وأضخمها
 (مثل كوكب الأرض وكنجم الشمس ) كلها تدور عكس عقارب الساعة في أفلاك دائرية.
مما يؤكد تطابق النصوص الدينية الإسلامية مع الكون الذى خلقه الله (سبحانه وتعالى) ، وتوافق وانسجام الشريعة الإسلامية مع النظام الكونى الذى أبدعه الله سبحانه وتعالى.
مما يدلّ ويبرهن على أن خالق هذا الكون بهذه الكيفية لا بد وأن يكون هو من أرسل محمدا  بالإسلام دينا، والذى تتوافق تشريعاته مع خِلْقَة الكون بهذه الكيفية التى أشرنا إليها وتنسجم معه.  
*******

 

 

 

 

 

 

 
التشريع الإسلامى ومكتشفات العلم الحديث، ودلالته
لقد جاء الإسلام بالتشريع الحكيم الذى فيه الخير للبشرية كافة متضمنا التكاليف التى أمر بها الله (سبحانه وتعالى)، ومتضمنا النواهى التى نهى عنها الله (سبحانه وتعالى)، ومن ثم تستقيم حياة البشرية كافة فى شتى نواحى الحياة.
ومن نماذج التشريع الإسلامى فيما يتعلق بتكاليف وأوامر الله سبحاته وتعالى:-
•     عبادة السجود لله سبحانه وتعالى
لقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده الموحدين المسلمين بأداء فريضة الصلاة (كأحد أركان الإسلام) بعد تطهرهم فى كل يوم عدد (5) مرات مُتضمنة ركن السجود لله (سبحانه وتعالى) بأن يضع المسلم جبهته على الأرض خضوعا وتذللا لإلهه وخالقه (سبحانه وتعالى) مُسبحا ومُنزها له (سبحانه وتعالى) داعيا إياه بما شاء من خيرى الدنيا والآخرة، مع وعده (سبحانه وتعالى) بإجابة دعاء عباده الموحدين الصادقين المخلصين مع توفر شروط إجابة الدعاء التى أخبر بها النبى محمد  من أن يكون مطعمه ومشربه وملْبسه من حلال ...إلى غير ذلك.
-    ولقد اكتشف العلم الحديث:- أن التشريع الإسلامى المـُتمثل فى عبادة المسلمين بالسجود لله (سبحانه وتعالى) بوضع الجبهة على الأرض يعمل على التخلص من الشحنات الكهربائية الزائدة بجسم الإنسان والتى تضرّ به، حيث إن جسم الإنسان يكون مُحمّلا بالشحنات الكهربائية الموجبة وبملامسة جبهته للأرض بعضا من الوقت، وفى أوقات متفرقة يتم تفريغ هذه الشحنات الزائدة فى سطح الأرض التى تعتبر ذات شحنة سالبة، ومن ثم تكون حماية الإنسان ووقايته من كثير من الأمراض الجسدية والنفسية التى تحدث عند زيادة هذه الشحنات الكهربائية الموجبة الزائدة ذات التأثير السلبى على جسده والتى يجب التخلص منها للحفاظ عليه.
ولعلنا نلاحظ ظاهرة إدلاء سيارات النقل المحملة بالمواد البترولية القابلة للاشتعال بسلسلة حديدية ملامسة للأرض للتخلص من الشحنات الكهربائية الزائدة (عَبْر ملامستها لسطح الأرض) والتى قد تنتج جرّاء التنقل بهذه السيارات عَبْر مسافات طويلة فى درجات حرارة عالية والتى قد يحدث بسببها اشتعال هذه المواد القابلة للاشتعال.
فكم تبلغ حكمة التشريع الإسلامى وتضمنه للأوامر الإلهية الحكيمة القويمة المشتملة على ما فيه الخير للبشرية كافة ؟!!
ومن نماذج التشريع الإسلامى فيما يتعلق بنواهى الله سبحانه وتعالى:-
1- النهى عن أكل لحوم الحيوانات ذات أنياب (كالأسود والنمور ...) وكذلك لحوم الطيور الجارحة ذات المخالب (كالصقور والنسور ...).
2-    النهى عن أكل لحوم الحيوانات والطيور الميتة التى لم يتم ذبحها ( وفقا للشريعة الإسلامية ).
3-    النهى عن أكل لحوم الخنازير.
4-    التهى عن شرب الخمر
 وكما هو معلوم، فإن الله تبارك وتعالى لم يرسل نبيه محمدا  إلا بما هو خير وطَيّب للبشرية قاطبة، كما فى قوله الله تبارك وتعالى فى شأن خاتم أنبيائه ورسله محمد :- ﴿ ...وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ     الْخَبَائِثَ... ﴾ [الأعراف: 157].
-    ولقد اكتشف العلم الحديث:-
1-    أن الإنسان يكتسب بعض صفات الحيوانات التى يأكلها حيث إن لحومها تحتوى على مُفرزات تَسْرى فى دماءه عند أكلها ويكون لها تأثير على سلوكيات آكليها، وقد تبيّن أن الحيوانات المفترسة عندما تهِمّ بصيد فرائسها فإن أجسادها تقوم بإفراز هرمونات تساعدها على اصطياد وقتل فرائسها، وأن هذه الهرمونات تُفرزها أجساد هذه الحيوانات عند أكلها حتى وإن قُدّمت إليها اللحوم جاهزة لأكلها من غير اصطيادها لها، ودليل ذلك ما يُشاهَد من الحركة العصبية الهائجة التى تظهر على مثل هذه الحيوانات (كالأسود والنمور ...) عند تقطيعها للحوم المقدمة إليها (من غير اصطيادها لها) لأكلها إضافة إلى صورة الغضب التى تُرى مرسومة على وجهها أثناء ذلك، ومن ثم يصاب الإنسان آكل مثل هذه اللحوم الخاصة بمثل هذه الحيوانات المتوحشة المـُفترسة بتغير فى طبيعته من حيث الميل إلى الشراسة والعنف والعداوة، ومن ثم كانت حكمة الشريعة الإسلامية فى النهى عن أكل لحوم الحيوانات ذات أنياب (كالأسود والنمور ...) وكذلك لحوم الطيور الجارحة ذات المخالب (كالصقور والنسور ...) وتحريم أكلها.
2-     أن لحوم الحيوانات الميّتة تتسبب فى انتقال الجراثيم المـُسببة للأمراض إلى آكليها، حيث:
-    إن مَوْت الحيوان قد يكون بسبب إصابته بمرض ما والذى ينتقل إلى جسم الإنسان آكل مثل تلك اللحوم بمجرد أكلها.
-    إن احتباس دم الحيوانات الميتة فى عروقها المتشعبة فى الأنسجة يسهل انتشار الجراثيم المسببة للأمراض وسط لحومها، ومن ثم انتقالها لجسد الإنسان عند أكله مثل تلك اللحوم، ومن ثم كانت حكمة الشريعة الإسلامية فى النهى عن أكل لحوم الحيوانات الميتة قبل أن تذبح بطريقة شرعية وفقا للشريعة الإسلامية كى يخرج ذلك الدّم من موضع الذبح الشرعىّ ولا يتمّ احتباسه فى العروق فيؤدى إاى انتشار الأمراض.
3-     أن لحوم الخنازير مليئة بالأمراض وتتسبب فى انتقال الجراثيم المـُسببة للأمراض إلى آكليها ( مثل الحويصلات الخنزيرية – الديدان الشريطية – الدودة الكبدية ...)، والسبب فى ذلك هو أن الخنازير بطبيعتها حيوانات رمّامة تأكل الجِيف وتأكل النفايات بل وتأكل ما تُخْرِجه هى من فضلات حيث إن ذلك فى تكوينها وهو طبيعة فيها ولا يمكن ضبط مثل ذلك السلوك فيها لأنه فى الأصل حيوان برىّ ( قام الإنسان – غير المسلم – باستئناسه ) له دور فى تنظيف البيئة من الجِيَف والنفايات مثله مثل بعض الحشرات، ومن ثم فإن جسم الخنزير عبارة عن مخزن لمسببات الأمراض.
وأيضا فإن علماء الحياة يضعون الإنسان مع آكلات اللحوم والأعشاب ويصنفون الخنازير على أنها أيضا من آكلات اللحوم والأعشاب حيث إنها تأكل الأعشاب واللحوم – مثل لحوم الفئران -، وبذلك يكون لها نفس نمط غذاء الإنسان، ومن ثم فإن دورة الأمراض تكتمل بين الإنسان وبين الخنزير ولا تكتمل بينه وبين حيوان آخر حيث إن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذى يأكله الإنسان – غير المسلم – وله نفس نمط غذاءه.
ولقد اكتشف العلم الحديث أيضا أن دهن الخنزير والذى يمتلئ به لحمه لا تستطيع المعدة أن تهضمه ولا يستطيع الكبد أن يَخْزِنه، ومن ثم يتجمع ذلك الدهن فى الإنسان (كدهن خنزير) مؤدّيا إلى العديد من الأمراض لا سيما أمراض الدورة الدموية مثل ( الجلطات – ضعف عضلة القلب ...).
ومن ثم كانت حكمة الشريعة الإسلامية فى النهى عن أكل لحوم الخناير وتحريمها حرمة شديدة.
ففى الوقت الذى تبيح ديانات أخرى ( كالنصرانية وغيرها ) أكل لحم الخنازير نجد أن الإسلام قد جاء ناهيا عن أكل مثل تلك الحيوانات الرّمامة وقاية للإنسان من مثل تلك الأمراض الخطيرة التى تم اكتشافها حديثا والتى لم تكن معلومة فى السابق، ليكون التشريع الإسلامى القويم شاهد حق على صدق نبوة ورسالة محمد .
4-    إضافة إلى ما يؤدى إليه شرب الخمور من ذَهاب للعقل (الذى كرّم الله - تبارك وتعالى- به الإنسان وأنعم - سبحانه وتعالى- به عليه وفضله على المخلوقات الأخرى به) وما يترتب عليه من مفاسد خطيرة حيث يصير الإنسان فى سلوكه آنذاك (بعد ذهاب عقله وفقدانه وعيه وبعد أن صار أضحوكة للجميع) كالبهائم ...وما شابهها، حيث لا يوجد ضابط لغرائزه وشهوانيته حيث يتصرف كالمجنون ومن ثم تكون جرائم الزنا والاغتصاب، والسرقة والاعتداء والقتل...إلى غير ذلك من صور معيشة الحيوانات فى بيئات مختلفة كالغابات، وإضافة إلى ما تؤدى إليه الخمور  من ضياع الغاية التى خُلق من أجلها الإنسان وهى عبادته لإلهه وخالقه (وهو الله سبحانه وتعالى) والانقياد لأوامره واتباع توجيهاته وإرشاداته ومن ثم حسن الاستخلاف فى الأرض وعدم الإفساد فيها، فلقد اكتشف العلم الحديث الكثير من الأمراض التى يؤدى إليها شرب الخمور مثل ( اضطراب نبضات القلب، التهاب الكبد، التأثير على النسيج الدماغى والتأثير على الذاكرة...إلى غير ذلك).
وفى الوقت الذى نجد فيه النصرانية والديانات الأخرى قد أباحت شُرْب تلك الأشربة المـُخمّرة والكحولّيات، نجد أن الإسلام هو من قد نهى عن تناول مثل تلك الخبائث من خمور وكحولّيات وما على شاكلتها فى صور أخرى مما قد يؤدّى إلى ما تؤدّى إليه الخمور والكحوليات من ذهاب للعقول وضياع للأفكار والعلوم وإصابة بمختلف أنواع الأمراض والأسقام وانحطاط فى المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة ونشر للفواحش والرذائل والجرائم، ومن ثم (إثر عدم شُرْب الخمور) يكون الحفاظ على العقول الموهوبة من الله تبارك وتعالى التى من خلالها ينضبط سلوك الفرد والمجتمع ويكون السبيل إلى العلوم والمعارف بشتى صورها، ومن ثم النهوض بالبشرية فى مختلف أنواع العلوم والرِقى ّ بها فى شتى نواحى الحياة.
وبذلك يتبين لكل ذى عقل رشيد أن التشريع الإسلامى القويم الذى جاء واقيا للإنسان من مختلف الأمراض بنهيه عن مسبباتها من أطعمة وأشربة، ومُحافظا علي عقله والذى به يكون السبيل إلى العلم والمعرفة شاهد حق على صدق نبوة ورسالة محمد .
  كان ما أشرنا إليه نموذجا موجزا لإيضاح قليل من كثير مما يتضمنه التشريع الإسلامى من حِكَم جليلة وفوائد عظيمة فى أوامره ونواهيه تُحفظ من خلالها حياة البشرية كافة، وغير ما أشرنا إليه الكثير والكثير.
فكم تبلغ حكمة التشريع الإسلامى وتضمنه للنواهى الإلهية الحكيمة القويمة المشتملة على ما فيه الخير للبشرية كافة ؟!!
*******

 

 

 

 

 


 
ومن شواهد ودلائل النبوة والرسالة للنبى محمد  (فى إيجاز)
•    العقيدة التى جاء بها النبى محمد ، داعيا إليها:
لقد جاء النبى محمد  داعيا إلى معتقد نقى صاف، خال من أية شوائب وعكرات، معتقد تقبله الفطرة النقية السوية ويقبله العقل الراجح الرشيد، عقيدة تدعوا إلى:
-     الإيمان بموجد هذا الكون، وهو الإله الخالق العظيم.
-     الإيمان بوحدانية الإله الخالق العظيم لهذا الكون، الواحد الأحد، الذى لم يلد ولم يولد، والذى لم يكن له شبيه أو مثيل أو مكافئ.
-     الإيمان بعظيم وجميل صفات الإله الخالق (سبحانه وتعالى)، وأنها جميعها صفات حسنى، بالغة الكمال فى حق الله تعالى، ومنها كمال حكمته (سبحانه وتعالى) وطلاقة قدرته وسعة علمه وشموله.
-     الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو العدل الذى لا يظلم مثقال ذرة، وأنه (سبحانه وتعالى) هو التواب الرحيم الذى يقبل توبة عباده إذا تابوا إليه ويرحمهم إذا عادوا إليه والتزموا أوامره واجتنبوا نواهيه.
-     تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به من صفات قبيحة مذمومة نُسِبت إليه من كثير من البشر بسبب جهلهم وعدم تقديرهم وتعظيمهم له (سبحانه وتعالى).
-     تنزيه الله (سبحانه وتعالى) عن ما نُسِب إليه من صفات مذمومة كاتخاذه زوجة أو ولدا، وأنه (سبحانه وتعالى) مُنَزّه عن أن يتخذ صاحبة أو ولدا، وعن أن يكون له شبيه أو مثيل أو مكافئ فى صفات ألوهيته.
-     الإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله وتوقيرهم وتقديرهم مع عدم رفْع أىّ منهم إلى مَرْتبة ومنزلة الألوهية، ففى الوقت الذى نسَب فيه اليهود السيدة مريم (والدة المسيح عيسى) إلى الفجور وذمّوا فيه المسيح عيسى بن مريم وقالوا أنه وَلَدُ زنا وجحدوا رسالته، وزعم النصارى فيه (ذلك الوقت) ألوهية المسيح عيسى بن مريم واتخذوه إلها يُعبد على الرغم من كوْنه بشرا يأكل ويشرب وينام ويفعل ما يفعله سائر البشر المخلوقين – من مثيل وظائف الإخراج للبول والغائط...- إلى غير ذلك من أفعال تدل على بشريتهم وتؤكدها، نجد أن النبى محمد  هو من جاء بالمعتقد الوَسَط الذى تقبله الفطرة النقية ويقبله العقل الرشيد، بدون تفريط اليهود، حيث جاء  بالعقيدة التى تُطَهّر وتُبرّئ السيدة مريم (والدة المسيح عيسى) مما نسبه إليها اليهود، وجاء  بالعقيدة التى تنفى ما نسبه اليهود إلى المسيح عيسى بن مريم من ادعاءات باطلة، وبدون إفراط النصارى، حيث جاء  بالعقيدة التى تقول بوحدانية الألوهية لله (سبحانه وتعالى)، وأن المسيح عيسى بن مريم ليس له من صفات الألوهية من شئ، وأنه (المسيح عيسى بن مريم) بشر كسائر البشر المخلوقين ولكنه يوحى إليه من الله تعالى كسائر الأنبياء والمرسلين، ومن ثم فإنه (المسيح عيسى بن مريم) نبى مرسل كريم من الله تعالى.
-     نبذ كل ما يُعبد من دون الله (سبحانه وتعالى) من أصنام وأوثان...إلى غير ذلك.
-     نبذ العبودية لغير الله (سبحانه وتعالى) سواء كانت تلك العبودية لبشر أو حجر أو شجر...إلى غير ذلك، حيث إن مثل تلك الصور المختلفة للعبودية مشتركة ومُتحدة فى عبادة غير الله تعالى، ونموذج ذلك أن النصارى يعبدون بشرا (حيث يعبدون المسيح عيسى بن مريم ) والعرب قديما كانوا يعبدون الأحجار والأصنام (قبل مجئ النبى محمد )... إلى غير ذلك.  
-     إخلاص العبادة لله (سبحانه وتعالى) وحده، وعدم إشراك غيره فيها.
لقد جاء النبى محمد  بالعقيدة النقية الصافية، والتى فى سبيلها لاقى أشد ألوان العداء والاضطهاد من الجميع، صابرا مُحتسبا إلى أن نصره الله (سبحانه وتعالى) على جميع أعداءه ومضطهديه.
ونتساءل:  إن لم يكن النبى محمد  صادق فى دعواه ورسول من عند الله (سبحانه وتعالى) فما الذى يضطره لأن يصدع بدعوته إلى التوحيد، هذه الدعوة النقية التى تقبلها الفطرة السوية ويقبلها العقل الرشيد، والتى فى سبيلها أشد ألوان العداء والاضطهاد، وهو  من شهد له الجميع بصدقه وأمانته وبرجاحة عقله وفكرِه ؟!
لا شك، أن ذلك يقودنا إلى أن محمدا  صادق فى دعواه ورسول من عند الله (سبحانه وتعالى).
•     أخلاق النبى محمد  الكريمة وصفاته الحميدة: ومنها صفتى الصدق والأمانة (اللتان لُقّب بهما رسول الله  من قبل بعثته، فكان يلقب  بالصادق الأمين، حيث كان يستأمنه قومه على ودائعهم )، صفة الحياء، الجود والكرم، العفو، الرحمة، صلة الرحم، الوفاء، الإيثار، العدل، رجاحة العقل، الشجاعة، الحِلْم، التواضع، الصبر، التشاور، الزهد، التقوى، حسن المعاشرة، حسن الصحبة، كرم النفس...إلى غير من الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة للنبى محمد .
•     نَسَب النبى محمد  الشريف: حيث كان  أشرف العرب نسبا، ليكون ذلك دليلا على اصطفاء الله (سبحانه وتعالى) لخاتم أنبياءه ورسله محمد .
•     مسارعه النبى محمد  إلى ما كان يدعو إليه: من مكارم أخلاق وصلة أرحام ومسارعة فى العبادة لله (سبحانه وتعالى)، واشتغال قلبه على الدوام بذكر الله تعالى.
•     عزوف النبى محمد  عن الدنيا وأغراضا ومفاتنها: حيث كان  خير نموذج يحتذى به فى الزهد والورع مبتغيا فى ذلك رضا ربه (تبارك وتعالى)، ولقد حاول المشركون مساومة النبى محمد  بإغداق كل ما هو غال وثمين من ملك ومال ...إلى غير ذلك ليكُفّوه  عن دعوته، ولكن ما كان من النبى محمد  إلا الإعراض عن زينة الدنيا ومفاتنها واختيار ما عند الله (عز وجلّ) ليكون ذلك شاهدا على صدق دعوته ومصداقية رسالته، وإلا فما الذى يضطرّه  إلى الإعراض عن الدنيا ومفاتنها، ومن ثم زهده وتقواه لله (سبحانه وتعالى) ؟!
•     رحمة النبى محمد  بالعالمين وبركته على كل من التصق به بسبب من الأسباب، ليكون ذلك شاهدا على تأييد الله (سبحانه وتعالى) له .
•     تأييد الله سبحانه وتعالى للنبى محمد  باستجابة دعاءه، ليكون ذلك دليلا على صدق دعوته 
•    تأييد الله (سبحانه وتعالى) للنبى محمد  بالمعجزات الحسية، وهى الخوارق التى لا يمكن أن يأتى بها إلا نبى مرسل مؤيد من الإله الخالق (الله سبحانه وتعالى) لتكون شاهدة على صدق دعوته  ومصداقية رسالته.
•     حفظ الله تبارك وتعالى للمعجزة الكبرى (القرآن الكريم) للنبى محمد ، وهو الكتاب السماوى الذى بقى محتفظا بنصّه الإلهى وإشراقاته النورانية، متحديا ببلاغته وروعة معانيه ودقة ائتلاف ألفاظه ومبانيها وسمو أهدافه ومراميه للعرب وغيرهم فى كل مكان وزمان بأن يأتو ولو بسورة واحدة (من سطر واحد) من مثله ولكنهم عجزوا وفشلوا، ومتضمنا (القرآن الكريم) للحقائق العلمية المبهرة التى أخبر بها منذ أكثر من (1400) عام والتى لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، ثم يأتى العلم الحديث ليشهد بصحتها ومصداقيتها لتكون برهانا على أن القرآن الكريم إنما هو وحى من عند الله (سبحانه وتعالى).
•     عصمة الله (تبارك وتعالى) للنبى محمد r، وذلك على الرغم من محاولات أعداء الإسلام الكثيرة للنيل منه وقتله، تأييدا من الله (سبحانه وتعالى) له  ونصرة لدعوته.
•     انتشار رسالة النبى محمد  فى شتى أقطار الأرض، فلقد أُوحِى إلى النبى محمد  وهو فى سن الأربعين من عمره، وتُوفّى  فى سن الـ (63) من عمره، أى أن مدة رسالته  كانت (23) عاما فقط، وهى مدة تعادل مدة حُكم كثير من الرؤساء والأمراء، استطاع من خلالها اقتلاع جذور الشرك والأوثان وعبادة غير الله (عز وجل) وأن يغرس الإيمان والتوحيد فى القلوب و ويرسخ عبادة الله (سبحانه وتعالى) وحده عبادة نقية صافية لا إشراك فيها، إضافة إلى اقتلاع جميع العادات الفاسدة من جزيرة العرب، ليكون ذلك شاهدا على تأييد الله (سبحانه وتعالى) له  ولدعوته.
•     حال النبى محمد  المحمود وحلاوة منطقه، ومن ذلك: أنه  كان دائم الفكر، طويل السكوت لا يتكلم فى غير حاجة، ليّن الطبع، لا يغضب لنفسه قطّ (حيث كان غضبه  لله تعالى عندما تُنتهك محارمه)، ضحكه التبسّم، يمازح أصحابه ويداعبهم ولا يقول إلا الحقّ...إلى غير ذلك من صفات حال ومنطق النبى محمد  المحمودة ، ليكون ذلك شاهدا على اصطفاء الله (سبحانه وتعالى) لخاتم أنبياءه ورسله محمد .
•     كمال صفات خِلْقَة النبى محمد ، ومن هذه الصفات: أنه  كان أزهر اللون، أبيض الوجه مُشرّب بحمرة، في الوجه تدوير كالقمر ليلة البدر، أكحل العينين وليس بأكحل- أي: إذا رأيته ونظرت إليه قلت أنه أكحل العينين من جمالهما الطبيعي وليس هذا بسبب إضافة الكحل- مع اتساعهما ووجود طول فى شقّ العين، في شعر أجفانه  طول يزيد عينيه حلاوة وجمالًا، الحاجبان رقيقان في الطول من غير اتصال بينهما، واسع الجبين، رفيع الأنف، أجمل الناس شفاه، أفلج الثنايا- أي التباعد بين أسنان المقدمة- فإذا تكلم  رُئي كالنور يخرج من بين ثناياه، كان  إذا سُرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر، أسود الشعر مع توسطه بين التجعد والسبوطة، عنقه  كان في صفاء الفضة، صاحب لحية سوداء إلا عدد قليل من الشعرات البيضاء (بعد كِبر سنّه )، متماسك البدن، ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير ولكنه إلى الطول أقرب، سواء الصدر والبطن- أي أن:بطنه  كصدره في الارتفاع-، واسع الصدر - فلا يغضب لنفسه قط بل كان  غضبه لله سبحانه وتعالى-، أنور المتجرّد: إذا كُشِف شئ من جسده  -مثل الكتف أثناء الحج أو العمرة- رُؤَى كالنور من جمال بياضه،...إلى غير ذلك من الصفات الخِلقية الحسنة للنبى محمد ، لتكون شاهدة على اصطفاء الله (سبحانه وتعالى) لخاتم أنبياءه ورسله محمد  وحسن الاختيار له.
وغير ما أشرنا إليه الكثير والكثير من شواهد ودلائل النبوة والرسالة للنبى محمد .
 
نموذج من شهادات المفكرين لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد 
لقد شهد الكثير من المفكرين بعظيم دعوة النبى محمد  وأشادوا بفضل رسالته استنادا على أسس منطقية وارتكازا على قواعد عقلانية، ومن هذه الشهادات:
1- قال لامارتين: الكاتب والمؤرخ الفرنسي، المتوفى سنة 1869:
كان محمد حكيمًا بليغًا فيلسوفًا خطيبًا ورسولًا معلمًا ومحاربًا شجاعًا، ومفكرًا عظيمًا، مصيبًا في أفكاره وتعاليمه، أسس إمبراطورية روحية متحدة قوية، وإذا أردنا أن نبحث عن إنسان عظيم تتحقق فيه جميع الصفات العظيمة الإنسانية فلن نجد أمامنا سوى محمد الكامل.
2- وقال توماس أرنولد: المستشرق الإنجليزي المولود سنة 1864، والمتوفى سنة 1930 في كتابه- دعوة الإسلام-:
باشر محمد  سلطة زمنية كالتي يباشرها أي زعيم آخر مع فارق واحد وهو: أن الرباط الديني بين المسلمين كان يقوم رابطة الدم والأسرة، فأصبح الإسلام نظامًا سياسيًا بقدر ما هو نظام ديني، ولما نشر محمد  دينًا جديدًا أقام نظامًا سياسيًا له صبغة متميزة تمامًا، وكانت جهوده موفقة إلى اعتقاد بني وطنه بوحدانية الله، وإلى هدم نظام الحكم القديم مسقط رأسه، فقضى على الحكومة الأرستقراطية القبلية التي كانت الأسرة الحاكمة تتوزع سياسة الشئون العامة تحت لوائها.
وفي دائرة المعارف البريطانية الطبعة الحادية عشر:
- كان محمد أظهر الشخصيات الدينية العظيمة وأكثرها نجاحًا وتوفيقًا، ظهر النبي محمد في وقت كان العرب فيه قد هووا إلى الحضيض، فما كانت لهم تعاليم دينية محترمة ولا مبادئ مدنية أو سياسية أو اجتماعية، ولم يكن لهم ما يفاخرون به من الفن أو العلوم، وما كانوا على اتصال بالعالم الخارجي، وكانوا مفككين لا رابط بينهم، كل قبيلة وحدة مستقلة، وكل منها في قتال مع الأخرى، وقد حاولت اليهودية أن تهديهم فما استطاعت وباءت محاولات المسيحية بالخيبة كما خابت جميع المحاولات السابقة للإصلاح، ولكن النبي محمدًا  أُرسل هدى للعالمين، فاستطاع في سنوات معدودات أن يقتلع جميع العادات الفاسدة من جزيرة العرب، وأن يرفعها من الوثنية المنحطة إلى التوحيد وحوَّل أبناء العرب -الذين كانوا أنصاف برابرة- إلى طريق الحق والفرقان، فأصبحوا دعاة هدى ورشاد بعد أن كانوا دعاة وثنية وفساد، وانتشروا في الأرض يعملون على إعلاء كلمة الله.
وغير ما أشرنا إليه الكثير والكثير من شهادات المفكرين لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد  ودعوته.
*******
 
لماذا أسلم هؤلاء ؟
لقد امتنّ الله (تبارك وتعالى) على الكثير والكثير بتوفيقهم وهدايتهم إلى الإسلام دينا، والتصديق بمحمد  نبيًّا ورسولًا، والإيمان بمصداقية القرآن الكريم المُنزّل عليه، وبمشيئة الله تعالى سوف نوضح بعض النماذج من هؤلاء الكثيرين الذين هداهم الله تعالى للإسلام، مُبيِّنين كيف أحسن هؤلاء استخدام وتوظيف ما قد وهبهم الله تعالى من نعمة العقل.
ومن هؤلاء الذين قد أسلموا لله تبارك وتعالى:
1- عالم الرياضيات والمنصّر السابق، الدكتور: جاري ميلر.
يقول: لقد جذبني لهذا الدين وضوح العقيدة، ذلك الوضوح الذي لا أجده في عقيدة سواه.
قصة إسلامة:
لقد أراد جاري ميلر في أحد الأيام أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تُعزّز موقفه عند دعوته المسلمين للدخول في النصرانية...، وكان يتوقع أن يجد القرآن كتابًا قديمًا مكتوبًا منذ 14 قرنًا، يتكلّم عن الصحراء وما إلى ذلك، لكنه ذُهل مما وجده فيه، بل اكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم.
فكان يتوقع أن يجد فيه بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد ، مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها، أو وفاة بناته وأولاده، لكنه لم يجد شيئًا من ذلك، بل الذي جعله في حيرة من أمره:
أنه وجد سورة كاملة في القرآن تُسمّى بسورة مريم، وفيها تشريف لمريم عليها السلام،
لا يوجد مثيله في كتاب النصارى ولا في أناجيلهم.
ولم يجد سورة باسم عائشة زوجة النبي محمد ، أو فاطمة ابنته رضي الله عنهما، وكذلك وجد أن المسيح عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرّة في القرآن، في حين أن النبي محمد لم يُذكر إلا في 4 مرات فقط.
مما يُدَلّل على أن هذا القرآن إنما هو وحيٌ من عند الله تبارك وتعالى، وليس اختلاقًا منه (النبى محمد )، ومن ثمّ مصداقية دعوة ورسالة من أتى به، وهو النبي محمد ، وصدق الإسلام الذي جاء يدعوا إليه.
2- فانسان مونتيه
يقول: إن القرآن الكريم أوضح لي أيضًا فهم التاريخ المسيحي، فالمسيحيون الأوائل لم يكونوا بعيدين عن المفهوم الإسلامي، ولم يكن المسيح إلهًا إلا في مُجمع (نيقية) الذي انعقد سنة 325 للميلاد، وفيه تقرّر بزيادة صوت واحد فقط من المُقترعين أن المسيح إله، ولو نقص هذا الصوت لبقي المسيح في النصرانية بشرًا تمامًا كما يقول الدين الإسلامي الحنيف.
3- محمد أسد (ليوبولد فايس)
يقول: أصابتني الحيرة حين شاهدت صلاة تتضمّن حركات آلية، فسألت الإمام:
هل تعتقد حقًّا أن الله ينتظر منك أن تُظهر إيمانك بتكرار الركوع والسجود ؟
ألا يكون من الأفضل أن تنظر إلى داخلك، وتصلّي إلى ربّك بقلبك وأنت ساكن ؟
فأجاب: بأي وسيلة تعتقد أننا يمكن أن نعبد الله ؟ ألم يخلق الروح والجسد معًا ؟
وبما أنه خلقنا جسدًا وروحًا، ألا يجب أن نصلي بالجسد والروح ؟
ثم مضى يشرح المعنى من حركات الصلاة، وكان ذلك أول باب لدخوله في الإسلام.
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير من الذين أسلموا لله تعالى ربّ العالمين، مُحسنين استخدام وتوظيف ما قد وهبهم الله (تبارك وتعالى) من نعمة العقل.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام والهداية والتوفيق، ونسأل الله تعالى أن يشرح صدور عباده أجمعين للإسلام، واتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد .
*******

 

 

 

 

 

 
ختاما
مما سبق يتحقق لنا صدق نبوة ورسالة محمد  من خلال سَبْق الإسلام فى الإشارة إلى الكثير والكثير من مكتشفات العلم الحديث بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من 1400 عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها، كإحدى الشواهد والدلائل على اتصال النبى محمد  بالوحى وتعليمه من قِبَل خالق السماوات والأرض، الله رب العالمين.
وذلك بالإضافة إلى ما أشرنا إليه بإيجاز (فى نهاية البحث) من براهين نبوة ورسالة للنبى محمد .
فلقد تضافرت الشواهد والدلائل والبراهين على صدق دعوة النبى محمد ومصداقية رسالته، تأييدا ونصرة له  من الله (تبارك وتعالى)، مصداقا لقوله تعالى ﴿...إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ... ﴾ [التوبة: 40].
*******

 

 

 

 

 

 

 

 


 
رسالة
علينا أن نعلم بعدما تحقق لدينا من شواهد بينة ودلائل دامغة على صدق دعوة النبى محمد  ومصداقية رسالته، فإنه يستلزم علينا نصرة دين الله عز وجل (الإسلام)، وذلك بالاستمساك به والدعوة إليه بمصداقية وشفافية تامة وذلك بشتى الأساليب المناسبة للدعوة، والتى قد أتيحت فى هذا الزمان، ومنها:
1- طباعة الكتب المتخصصة فى الدعوة إلى الإسلام باللغات المختلفة، وتوزيعها على مراكز الاستشراق والمكتبات العامة والجامعية حول العالم...إلى غير ذلك.
2- إنشاء مواقع على الإنترنت متخصصة فى الدعوة إلى الإسلام باللغات المختلفة.
4-     إنشاء قنوات فضائية وإذاعات متخصصة فى الدعوة إلى الإسلام، والتصدى للإعلام الغربى والصهيونى المضاد، والرد على ما يثيرونه من أباطيل لتشويه صورة الإسلام.
5-    التصدى لمثل تلك المواقع المصممة من أعداء الإسلام على شبكات الإنترنت، والتى تنسب نفسها   للإسلام (بطريقة غير مباشرة)، وتوعية المسلمين وغيرهم بها.
إلى غير ذلك من وسائل دعوية.
وفى الختام، نحمد الله (تبارك وتعالى) على نعمة الإسلام التى قد امتن علينا بها، وأن جعلنا موحدين مسلمين،      ندين بخير دين، جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد .
وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبيك ورسولك محمد ، وعلى آل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار، وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 


 
الفهرس
مقدمة......................................................................................    1
رسالة الإسلام..............................................................................    2
الإسلام ودعوته للإيمان بالله (سبحانه وتعالى) ووحدانيته.......................................    3
الإسلام ودعوته إلى الإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله، والرفع من قدرهم وشأنهم..................    6
الإسلام ودعوته إلى العلم....................................................................    7
كيف تكون مكتشفات العلم الحديث إحدى شواهد ودلائل رسالة ونبوة محمد  ؟............    9
حقائق علمية مبهرة أخبر بها القرآن الكريم وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة،
منذ أكثر من (1400) عام.....................................................................    10
دلالة سبق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة فى الإشارة إلى مكتشفات العلم الحديث منذ أكثر من (1400) عام، فى وقت لم يكن لأحد أدنى معرفة بها..........................................    39
شهادات العلماء (فى مختلف المجالات العلمية) للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة........    40
مما قد اكتشفه العلم الحديث من توافق للتشريع الإسلامى مع النظام الكونى وانسجامه معه، ودلالته.     44
التشريع الإسلامى ومكتشفات العلم الحديث، ودلالته...........................................    46
ومن شواهد ودلائل النبوة والرسالة للنبى محمد  (فى إيجاز)....................................    50
نموذج من شهادات المفكرين لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد ....................................    53
لماذا أسلم هؤلاء ؟...........................................................................    54
ختاما.......................................................................................    56
رسالة.......................................................................................    57

 

الإسلام ومكتشفات العلم الحديث

किताब के बारे में

लेखक :

Muhammad As-Sayed Muhammad

प्रकाशक :

www.islamland.com

वर्ग :

Scientific Miracles