About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Thu, Sep 18 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 287

السائل : بالمناسبة شيخنا مجلة المجاهد ما فيها الذي يكتب لها دائما لكنها وإنما هي تستكتب العلماء وبعض الدعاة وبعض السلفيين ، فما رأيكم  يعني في المجلة بعمومها مجلة المجاهد خاصة ومجلة البيان كذلك بالمناسبة ؟

الشيخ : ما فيه عندي يعني فكرة لأن الحقيقة مجلة المجاهد صار لها أشهر ما عم أشوفها ، أنا جاءني بعد الأعداد .

السائل : أنا سأحضرها لك .

الشيخ : ما أدري انقطعت بسبب الخلاف الذي وقع .

السائل : ممكن .

الشيخ : ولا لا تزال ... .

السائل : كان خطأ كبير في التوزيع .

الشيخ : وكذلك مجلة البيان ما تجيني ، ومجلة الجهاد هي التي تأتيني تقريبا اتباعا .

السائل : سبحان الله .

 

الشيخ : طيب الآن نكتفي بهذا القدر .

السائل : طيب نصيحة أخيرة بس يا شيخ ؟

الشيخ : نعم .

السائل : نصيحة تقدمها للمجاهدين الأفغان وللقادة منهم ولإخواننا العرب هناك في أفغانستان ، هذه يعني مهمة أسأل الله أن يعينك عليها .

الشيخ : والله الذي يمكنني في هذه الساعة أن أقدمه إلى إخواننا هناك جميعا أن لا يتنازعوا وأن الاختلاف بين الأفراد هو كالاختلاف بين الجماعات أمر طبيعي لابد منه لأن الله عز وجل لحكمة ما قدر ذلك كما قال تعالى : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) ، وكلنا يعلم أن الصحابة رضي الله عنهم الذين أثنى ربنا عليهم في القرآن الكريم ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة كمثل ( أكرموا أصحابي ... ) وكمثل ( خير الناس قرني ... ) ونحو ذلك مع هذا الثناء العاطر كانوا مختلفين في كثير من آراءهم وأفكارهم ؛ ولكنّ هذا الاختلاف ما أدّى بهم إلى أن يتنازعوا ؛ لأن التنازع يؤدي إلى الفشل بنص الآية الكريمة ؛ فلهذا وقد اقتضت مصلحة الجهاد في أفغانستان أن يطرق أرضها بعض المسلمين العرب ولهم أفكارهم ولهم عاداتهم وقد يختلفون في هذا وذاك مع الأفغانيين كثيرا أم قليلا ولذلك فلا ينبغي إذا وجد شيء من الاختلاف الفكري أو الأخلاقي أن يكون ذلك مدعاة لتفريق الكلمة وتمزيق الصفوف التي يجب أن تكون مرصوصة تجاه الأعداء الذين اجتمع المسلمون هؤلاء جميعا من عرب وأفغان على مقاتلتهم وإخراجهم عن أرضهم، ينبغي أن لا يختلفوا وأن لا يتنازعوا حتى يتمكنوا من القضاء على عدوهم ؛ وأنا أعرف أن البعد كبير جدا بين الأفغانيين كشعب مسلم وبين العرب كشعب مسلم أيضا ؛ لأن العرب ولو كانوا كبعض الأفراد منحرفين في بعض النواحي عن الكتاب والسنة ولكن مع ذلك يكونون أقرب إلى الكتاب والسنة من الأعاجم وبناء على هذا الواقع الذي يكون خيرا من واقع الأفغان على الأفغانيين أن يرحبوا بوجودهم في أرضهم وأن يشكروهم حينما جاءوا ليساعدوهم على عدوهم وأن يتحملوا ما قد يرون منهم من مخالفات لمذهبهم ؛ لأن مذهبهم يجب أن يعلموا هذه الحقيقة لأن مذهبهم أي المذهب الحنفي هو كسائر المذاهب الأخرى التي يعيشها شعوب أخرى ، فالمغاربة مثلا مذهبهم مذهب الإمام مالك ، والمصريون يغلب عليهم المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي يغلب على البلاد النجدية وبعض البلاد السورية وغيرها يجب أن يعلم أصحاب هؤلاء المذاهب كلهم أن كل مذهب من هذه المذاهب ليس وحيا من الله تبارك وتعالى على إمام المذهب فضلا عن أنه ليس وحيا على أتباعهم على مدى سنين طويلة وإنما هي في كثير من الأحيان تكون اجتهادات وآراء لبعض الأئمة المتقدمين أو المتأخرين بعضها صواب وبعضها خطأ ؛ فسواء كان صوابا أو خطئا فهم مأجورون في الصواب أجرين وفي الخطأ أجرا واحدا فلا ينبغي أن يتحمس كل مذهب كل أصحاب مذهب لمذهبه فتقع الفرقة وحينئذ لا يكونون متجاوبين مع قوله تبارك وتعالى : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ولاشك أن عامة الشعوب لا يمكن أن تتصور أن وعى كل فرد منها كوعي الرؤساء القائمون عليها ولذلك أول من ينبغي أن تتوجه هذه النصيحة إليهم وأن يرعوها حق رعايتها إنما هم الرؤساء القائمون على هذه الأحزاب الكثيرة فإنهم كما قال عليه السلام : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فهؤلاء رؤساء الأحزاب هم المسئولون عما قد من الخلافات ومن الفتن بينهم لأنهم كان بوسعهم أن يحولوا بين هذه الفتن بماذا ؟ بإشاعة ما يسمى بالتسامح المذهبي ، لا أعني أنا بالتسامح المذهبي ، أن لا يهتم الإنسان بمعرفة الحق الموجود في المذاهب الأخرى وإنما أعني بالتسامح أنك إذا التقيت مع أخيك المسلم وجرى بينك وبينه خلاف ما في مسألة ما سواء كانت في الفروع كما يقولون أو في الأصول فتباحثهم في ذلك ثم بقي كل منكم على رأيه السابق متقيا ربه تبارك وتعالى خائفا من ربه غير متعصب إلا لما يبدوا له أنه صواب ، وأن لا يكون هذا البقاء كل على مذهبه سبب تنافر وتباغض وتدابر ويجب عليهم أن يكونوا كما في النص الكريم : (( وكونوا عباد الله إخوانا )) هذا ما يتيسر لي بهذه المناسبة وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

 

الشيخ : سؤال الأخ فيما يبدوا أنه يعني ما حكم الشرع في انتخاب الإسلاميين الذين رشحوا أنفسهم لمجلس الأمة الذي يسمى بالبرلمان ؟ أنا وإن كنت ألاحظ أن مثل هذا السؤال والإنسان لا يسأل عادة إلا عما يهمه من أمر دينه فينبغي أن يكون هذا السؤال قبل هذا الوقت ؛ أما الآن فقد قضى الأمر الذي فيه تستفتيان ؛ لكن لا بأس من أجل المعرفة والعلم فنحن سئلنا مرارا وتكرارا عن مثل هذا السؤال قبل أن تنتهي القضية على ما انتهت إليه من نجاح كثير من الأفراد الإسلاميين فكان جوابي حينما كنت أسأل على النحو التالي وهو ينفصل إلى شعبتين ، شعبة تتعلق بالمرشحين أنفسهم ، والشعبة الأخرى تتعلق بالذين سيتخذونهم ؛ أما ما يتعلق بالطائفة الأولى فكان رأي ولا يزال أننا لا ننصح مسلما يخشى على نفسه قبل أن يخشى قبل أن يخشى على غيره أن يرشح نفسه ليكون نائبا في المجلس مادام أنه يعتقد أن هذا المجلس قائم على غير الإسلام وعلى القوانين والنظم الأوروبية وبخاصة أننا نسمع من الناس أن من النظام أن كل من نجح عضوا في البرلمان أنه لابد أن يحلّف يمينا غير شرعي ، هذا أقل ما يقال فيه ؛ فإذا ففاتحة عمل هذا الناجح هو مخالفة الشرع وهذه لا تبشر بخير ونحن نعلم أن الذين يرشحون أنفسهم إنما يظنون أنهم سيستطيعون تطوير شيء من النظام الحاكم سواء ما كان منه قانونا أو دستورا ؛ وفي اعتقادي تجارب البرلمانيين في كل العالم الإسلامي لم ينجح المسلمون إطلاقا في تبريرهم هذا ليطرحوا أنفسهم أعضاء في المجالس البرلمانية بل قد يكون الأمر يعود عليهم بضرر آخر غير الضرر الأول الذي ذكرناه آنفا ، من الحلف ليس لينصر الكتاب والسنة وإنما لينصر الحكم القائم وهم يعلمون يقينا بأن هذا الحكم فيه أشياء مخالفة للشريعة ، وهذه الأشياء هي التي حملتهم أو زينة لهم أن يرشحوا أنفسهم أعضاء في البرلمان ؛ أنا أخشى أن يكون وراء هذه الخطوة التي خطوها وهي الحلف بتأييد ما لا يجوز تأييده أن يكون من بعدها خطوات أخرى ، يعرّض هذا المنتخب نفسه لمخالفة شريعة الله عز وجل في قضية أخرى وأخرى وحينئذ كنت أستحضر قوله عليه السلام : ( مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل السراج يحرق نفسه ويضي غيره )، الذين ينتسبون من الإسلاميين هم في خطر كبير جدا ، بشارة الخطر هو ذاك اليمين ، عاقبة الخطر يختلف باختلاف قوة إيمانهم وقوة شخصيتهم وثباتهم على دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم ومبادئهم ؛ أنا أقول مثلا ... هناك ظاهرة تلفت النظر مع احترامنا للمبتلين بهذه الظاهرة نحترمهم لإسلامهم ، لا نحترمهم لظاهرتهم هناك ظاهرة أن عامة المسلمين أو الإسلاميين الذين ينتسبون إلى البرلمانات إنما يكونون غير متزين بالزي إسلامي ؛ فأكثرهم من حيث اللباس لا يلبسون اللباس العربي بل يعتبرون ذلك عارا ، إنه واحد يدخل بقميصه وجلابيته البرلمان ، يمكن هذه أول خطوة ، لو أراد أحدهم أن يفعلها أن يطرد من هذا المجلس لأن هذا المجلس قام على النظام الأوروبي ، هذه ظاهرة يقترن بها عادة مع احترامنا أيضا لأن الأرض مسكونة للإسلاميين ، إنه هؤلاء طائفتان أكثرهم حليقون ويعتبرون حلق اللحى هي من المدنية والقليل منهم ملتحون لكن لحيتهم ليست على السنة وإنما على المذهب العامي الذي يعبر عنه بعض العامة عندنا في الشام " خير الذقون إشارة تكون " خير الذقون إشارة تكون ؛ البعض من الإسلاميين الذين ينتمون إلى البرلمان قد يكون ملتحين ولكن على هذا المذهب العامي " خير الذقون إشارة تكون " الذي أريد أن أقوله قد يكون بعضهم قد وفر لحيته في حياته ما قبل البرلمان فإذا ما دخل البرلمان يشرذم منها ويأخذ منها حتى في زعمه يعني يتناسب وجوده مع الكثرة الكاثرة في هذا المجلس ، فبذلك يكون قد تحقق فيه ما أشرت إليه آنفا من قوله عليه السلام : ( مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل السراج يحرق نفسه ويضيء غيره ) فهم انتموا إلى البرلمان ليخففوا بعض المشاكل التي تحيط بالمسلمين ولكن كما قيل قديما " وهل يستقيم الظل والعود أعوج " إذا كان الدستور لا يساعد البرلمان على تقويم ما اعوج من الأحكام فسيظل الأمر كذلك ؛ لذلك نقول لا ننصح مسلما أن يرشح نفسه لأن العاقبة من حيث شخصه سيكون أنه يخسر شيئا مما كان كاسبا له في حياته العادية ، ومن حيث الآخرين الذين رشحوه فسوف لا يفيدهم شيئا فيما يتعلق بدينهم ، قد يفيدونهم فيما يتعلق بدنياهم وحينئذ لا فرق بين أن يكون هذا المرشح إسلاميا أو غير إسلامي لأنهم  كلهم يرشحون من يظنون بأنه أو بأنهم سيكونون قضاة لحوائجهم أو مصالحهم ؛ أما القسم الثاني وهم الذين ينتخبون هؤلاء فنقول هؤلاء عليهم أن يطبقوا قاعدة شرعية وهي أن المسلم إذا وقع بين شرين وجب عليه أن يختار أقلهما شرا ، فنحن أو أنا كشخص من الأمة يرى ذلك الرأي الذي خلاصته أن لا يرشح المسلم نفسه لأنه سيخسر منها شيئا كثيرا أو قليلا ولكن نحن يجب أن نعالج هذا الواقع على عجره وبجره ، فإذا تقدم جماعة من الإسلاميين ورشحوا أنفسهم وفي مقابلهم ناس إما مسلمين غير ملتزمين أو ليسوا بمسلمين وقد يكونون من المسلمين المرتدين عن دينهم حينئذ القاعدة المذكورة آنفا علينا أن نختار من إذا كان في البرلمان ما أقول يكون خيره أكثر من خير غيره وإنما يكون شره أقل من شر غيره ؛ على هذا كان الواجب على الناخبين جميعا أن يختاروا الإسلاميين مهما كانت اتجاهاتهم وحزبياتهم وا وا إلى آخره ، ويبدوا أن هذا الذي وقع والحمد لله يعني إنه تم اختيار جماعة من الإسلاميين لعلهم أكثر من الآخرين نسبيا ، فهذا أنا رأيي ؛ فإذا هو يتعلق بطائفتين طائفة رشحوا أنفسهم لا ننصحهم ؛ أما وقد رشحوا أنفسهم فهنا علينا أن نختار منهم من كان أقرب إلى العمل الإسلامي .

 

السائل : أنا سؤالي كمان أيضا ما حكم صاحب المطبعة كصاحب المطبعة عمل دعاية انتخابية لهؤلاء المرشحين ؟

الشيخ : حسب القاعدة التي ذكرناها ، هل هو لم يفرق بين إسلامي وبين شيوعي أو ملحد ،

السائل : مع التفريق ؟

الشيخ : إن كان كذلك لا يجوز ، وإن كان عمل دعاية طبع مناشير لمن يظن أنه خير فما في مانع من ذلك ؛ لكن لابد من أن يضع هذه القاعدة بين عينيه .

السائل : طيب شيخنا أنا كعملي مناشير انتخابية لهؤلاء ، طيب أكون أعينهم على الأثم لأنهم سوف يقعون في الإثم سيحرقون أنفسهم .

الشيخ : ما فهمت عليّ إذا .

الحلبي : سبق الجواب في الانتخاب الأقل ضررا .

الشيخ : أنت يجب أن تلاحظ أنه أنا عالجت الموضوع فيما يتعلق بالمرشح نفسه فلا ننصحه ، وبالناخب فننصحه أن يختار من في الساحة من شره أقل من غيره ؛ فالآن سؤالك بعد هذا البيان ما أظن يعني أنه وارد بمعنى خلينا نصغر المثال حتى يتضح الجواب ، فلو فرضنا أن المرشحين اثنين ، اثنين مش ثمانين ، اثنين يعني الدولة بدها اثنين أحدهما مسلم والآخر كافر ، نحن ننصح هذا المسلم مالك والدخول في المأزق هذا  لكن هو يرى غير رأينا فهو رشح نفسه ، شو بتساوي أنت الآن ؟ أحد شيئين ولابد ، إما أن تختار هذا المسلم أو ذاك الكافر ، اختيارك للكافر واضح أنه معصية ، لكن اختيارك المسلم مش واضح أنه معصية ؛ لماذا ؟ لأنه إذا أنت لم تختر أنت وبكر وعمرو إلى آخره لم تختاروا هذا المسلم من الذي سينجح ؟

السائل : الكافر .

الشيخ : طيب أنجاح الكافر من كان سببه ؟ لم يكن السبب هو اختياره من اختار هذا الكافر فقط وإنما انكماش الإسلاميين عن اختيار هذا المسلم فكثرت أصوات ذاك فنجح وسقط هذا ؛ واضح هذا المثال ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب كبر بقى المثال كيفما شئت ، بدل اثنين واحد مسلم وواحد كافر ، قل مثلا عشرة مسلمين واثنين كفار ، قل أربعين مسلمين وعشرة كفار إلى آخره ؛ فلا بد حينذاك لتخفيف الضرر عن المسلمين الذي سينجح فيما لو نجح الكفار كلهم لتخفيف هذا الضرر لابد أن نختار الإسلاميين ، واضح ؟

السائل : نعم .

السائل : تعقيب على السؤال .

الشيخ : تفضل .

السائل : طيب أنت تقول إن الأصل المسلم ما يرشح حاله ، طيب إذا المسلمين ما بدهم يرشحوا حالهم لمن نترك الساحة للشيوعيين ؟ ...

الشيخ : سبق الجواب .

السائل : ما قولكم فيمن يفسح المجال للمرشحين كلهم وعلى تنوع اتجاهاتهم وأفكارهم ليبث دعايتهم الانتخابية لهم في بيته أو دكانه ؟

الشيخ : دون تفريق بين مسلم وبين كافر ؟

السائل : نعم دون تفريق .

الشيخ : هذا سبق أيضا الجواب آنفا ، لا يجوز اختيار الكافر على المسلم ولا يجوز الدعاية له ، ولو كان كما قلت إنه يدعو للجميع فهو يساعد الكفار ولا تجوز هذه المساعدة .

السائل : مسلمين فاسقين ومسلمين كذا ؟

الشيخ : لا يجوز هذا إلا أن يختار الصالح . نعم .

 

الشيخ : ما تخوفه ... .

السائل : بالنسبة لترشيح النساء هل كان هناك في الأصول يعني على عهد القرن الأول بشيء أو بآخر ترشيح المرأة للعمل كقائدة أو كمثل نادية بشناق أو غيرها من المرشحات فهي تقول كان على عهد الصحابة من كان هناك يضمد الجرحى ويسعف الجرحى ويقاتل ؟

الشيخ : قل لها انزلي المعركة وضمدي الجرحى ، ... لا يوجد لكن الشيء الذي قد يذكر قبل أن أجيبك عن سؤالك يجب أن نذكر أن هذا النظام كله يعني نظام الانتخابات هذا ليس إسلاميا حتى لو لم يكن هناك إلا الإسلاميين فتشجيع الأمة كلها في كل أفرادها أن يختاروا أعضاء لمجلس الأمة ، هذا لم يكن يوما ما نظاما إسلاميا والمسلمون عاشوا قرونا طويلة لا يعرفون مثل هذا النظام إلا حينما استعمروا من الكفار أولا استعمارا عسكريا وثانيا وأخيرا استعمارا فكريا وكما هو معلوم عند جميع العلماء والكتاب أن الاستعمار الفكري أخطر من الاستعمار العسكري ، و الشاهد أكبر دليل على ذلك ، ذلك لأن الاستعمار العسكري حينما كان محتلا لكثير من البلاد الإسلامية كان المسلمون يومئذ يعرفون أن عدوهم محتل لأرضهم وأنهم يتصرفون فيها تصرف المالك لها ولكن الذي عنو الاستعمار بمكثه الطويل في الديار الإسلامية كان أنكر بكثير من ضرره العسكري ، ذلك لأنه حينما خرج من تلك البلاد لإعطاهم الاستقلال التام والناجز زعموا ، خلفوا فيهم أفكارهم وعقائدهم وآدابهم وأخلاقهم وقوانينهم ؛ ولذلك فإن قلت بأن الكافر خرج من بلاد الإسلام أو قلت إنه لم يخرج ففي كل من القولين أنت صادق ؛ لأنك حينما تقول خرج أي خرج ببدنه ، وإن قلت لم يخرج فأنت صادق لأنك تعني أنه لم يخرج بأفكاره وتقاليده وقوانينه ، والواقع يشهد من أثار هذه القوانين وآثار عدم خورجه ، ما ترك في بلاد الإسلام من نظم لا يزال المسلمون يعملون بها والكافر خارج بلادهم ؛ فهذا النظام نظام الانتخابات ليس إسلاميا إطلاقا وأكبر دليل عى ذلك ما نشاهده في كثير من البلاد الإسلامية ما أدري هنا حسب ما ينشر في الجرائد بأن هذا الانتخابات كان نظيفا ، وأنا أقول قد يكون الأمر كذلك من حيث عدم استعمال التزوير العلني المكشوف واستعمال الإرهاب والقوة من بعض المتنفذين أو من بعض الكبار من الموظفين قد يكون ما وقع شيء من ذلك ، ولكن الذي وقع يقينا أن المرشحين استعملوا وسائل غير شرعية وربما نستطيع أن نقول إنها وسائل غير قانونية ، فقد اشتروا أصوات كثير من الناس تارة بالمادة وتارة بالجاه وتارة ما أدري من الوسائل الكثيرة الكثيرة جدا حتى ينجح ، وقد ينجح وقد لا ينجح وهذا بحث آخر ؛ الإسلام لا يرضى بمثل هذا الاختيار والانتخاب الذي يعرض كثيرا ممن يريدون النجاح على أن يتعاطوا وسائل غير شرعية كذلك الإسلام يقول (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) الانتخاب البرلماني المتعامل اليوم لا يفرق هذا التفريق الإسلام ، هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، هم لا يفرقون وهم يقولون يستوون ؛ ولذلك فالمسلم الصالح ينتخب ، المسلم الطالح ينتخب ،المسلم العالم ينتخب ، المسلم الجاهل ينتخب شو هذا النظام ؟ هذا ليس نظاما إسلاميا فقد يجتمع طائفة كبيرة جدا من جهال المسلمين فيختارون فردا منهم ، فماذا يفيد وجود هذا الفرد في مجلس الأمة ؟ لا شيء ، إذا كيف كان الأمر في العهد الأول ؟ ونسيت أن أقول ليس فقط أنه يرشح الذكر فقط بل والأنثى أيضا ، كل هذا ليس نظاما إسلاميا ؛ كيف كان الأمر سابقا ؟ كان الأمر يعود إلى الخليفة المسلم هو يختار مجلس الشورى وبلا شك هؤلاء المختارون لمجلس الشورى لا يلاحظ فيهم سوى ؛ أما الإسلام فالبلد إسلامي فما في حاجة لذكره ، لا يلاحظ فيهم غير أن يكونوا أولا صالحين وأن يكونوا من العلماء العاملين بعلمهم وثالثا وأخيرا أن يكونوا أصحاب رأي وفكر ؛ فقد تجد رجلا صالحا كما يقول إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله " في المدينة أقوام نتبرك بدعاءهم لكن لا نروي الحديث عنهم " الحديث النبوي ما يرويه عنهم مع أنه ماذا ؟ صالحين يتبرك بدعاءهم هو يطلب منهم الدعاء لكن لا يروي عنهم الحديث ، لماذا ؟ لأن الحديث له رجال لا يكفي أن يكون رواة الحديث صدوقين كما يقول أهل الجرح والتعديل بل لابد أن يكونوا مع ذلك أيقاظا نابهين لا يفوت عليهم الغش والذغل ؛ فإذا كان الحاكم المسلم يريد أن يختار مجلس الشورى فهو لا يكتفي بأن يكون المختار صالحا ولا يكتفي أن يكون عالما فقط أيضا وإنما يجب أن يكون نابها يعرف كيف تعالج أمور الأمة ، يعرف كما يقال قديما كيف تؤكل الكتف ، فهذا الخليفة أو هذا الإمام يختار هو مستعينا بمن يعرفهم طيلة حياته مجلس الشورى ، هؤلاء مجلس الشورى هم مجلس الوزراء خلينا نسميه الآن ؛ أما هذه الفوضى ... قصدي من كل أفراد الشعب ليختاروا ثمانين شخصا أو أقل أو أكثر حسب عدد نفوس الإقليم فهذا لم يعرفه المسلمين طيلة هذه القرون الطويلة وإنما أخذوه كما قلنا آنفا من قبل المستعمرين لهم ؛ هل كان في مجلس الشورى نساء في ذاك الزمن ؟ لم يكن كل ما يدندن حوله بعض أهل الأهواء في العصر الحاضر ليعطوا المرأة زعموا ما فقدته من الحقوق ؟ يجدون هناك حوادث نادرة جدا أن فلانة كانت مشرفة مثلا أو محتسبة في السوق يوجد مثل هذه الروايات بغض النظر عن كونها صحت أو لم تصح ؛ لأن قلم التحقيق لم يكلف بإجراء مثل هذا التحقيق لكن كتاريخ يروى هذا ؛ لكن هذا مع قلته وندرته ليس له علاقة بالانتخاب والترشيح في مجلس الشورى ؛ فمجلس الشورى في الإسلام لا يمكن أن يكون فيه من النساء وبخاصة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )، فلذلك ما يغرك إذا سمعت بعض الروايات أنه كان فيه هناك بعض النساء ومثل ما قلت أنت أنهم كانوا يدوي المرضى والجرحى و إلى آخره ، هذه لظروف طارئة وعارضة بينما نحن بحثنا في الظروف العادية الطبيعية لا يوجد في النظام الإسلامي انتخاب برلمان مجلس أمة وإنما مجلس الشورى منصوص عليه في القرآن والذي يختاره هو ولي الأمر الحاكم بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مستعينا بمن يثق بعلمه وعقله كما ذكرت آنفا . تفضل .

 

السائل : هل يجوز الواحد يعيش في بلاد الكفار أو مثلا في عندك ولايات إسلامية تحت حكم الكفار هل ممكن الواحد يروح من هنا يعيش هناك في بعض الناس يفكروا مثلا ؟

الشيخ : لا ، ما يجوز  .

السائل : ما بيجوز .

الشيخ : هذا من الخطأ الشائع في هذا العصر الحاضر أن كثيرا من المسلمين يتركون بلادهم الإسلامية ويستوطنون بلاد الكفر والضلال في سبيل المعيشة والرزق والضرب الأرض ونحو ذلك ، هذا فيه أحاديث كثيرة وتكلمنا عليها مرارا وتكرارا ؛ فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى المسلم أن يعاشر ويساكن المشركين فقال عليه الصلاة والسلام ( من جامع المشرك فهو مثله ) من جامع أي خالط ، من خالط المشرك فهو مثله لماذا ؟ لأن الطبع سراق ، الطبع سراق ولص يعني لا يشعر صاحب ذلك الطبع بأنه يتأثر وبأن طبعه يسرق من عادات تلك البلاد التي يحياها ويعيش فيها ، ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك المثل الرائع لمن يجالس الصالح أو الطالح فقال عليه السلام : ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة ؛ فإذا الذي يجالس الكفار أقل شيء سوف يشم منهم رائحة كريهة ولو اغتسلوا كل يوم بالعطور .

السائل : طيب شيخنا في شعب مسلم مثلا تحت حكم الكفار مثل الاتحاد السوفياتي تحته شعوب إسلامية ، في عندنا ناس مثلا بيحبوا يروحوا هناك على أساس أن الشيوعية لها زوال وبيأملوا أن يكون هناك معيشة كويسة .

الشيخ : أولا حينما تزول الشيوعية وهذا لا يكفي فإذا شاء أن يعود إلى بلده عاد لكن ليس لأنه بلده وإنما لأنه يجوز للمسلم أن يسكن في أي بلد إسلامي ، فلا فرق حينذاك إذا زالت الشيوعية وعادت البلاد بلاد إسلامية ولا يمكن بطبيعة الحال أن نتصور بأن الشيوعية إذا انكمشت أو انخلعت من تلك البلاد أنها عادت طفرة إلى الحكم بالإسلام ، هذا بعيد جدا ؛ فحينئذ نقول لا مانع من الذهاب إلى تلك البلد بعد انكساف الحكم الشيوعي منه ولكن لا يأخذ ذلك قبلية وعصبية جاهلية أنه أنا قومي هناك فأنا بدي أعيش معهم ، لا ، بجب عليه أن يختار البلد الإسلامي الذي هو أصلح من غيره ، إذا كان يستطيع أن يفعل ذلك فإذا لابد من هذا التفصيل عما سألت .

السائل : شيخنا يعني يذهب هناك من أجل نشر الإسلام هناك وإظهار دينه ... .

الشيخ : معليش يا أخي كل سؤال له جواب ، أنت أولا ما سألت قلت إنه يريد أن يذهب هناك والآن بتقول يذهب يدعو كما لو قلت يذهب إلى أمريكا واليابان يذهب يدعوا فأنا أقول الذي يريد أن يذهب إلى أمريكا وبريطانيا أو لكل بلاد الكفر للدعوة إلى الله إلى كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشترط فيه أن يكون محصنا محصنا ، أن يكون محصنا بالعقيدة الإسلامية والأخلاق النبوية وأن يكون محصنا متزوجا بامرأة صالحة تحول بينه وبين أن تتزلق قدمه ؛ فإذا كان يجد في نفسه هذه الشروط فليذهب وليدعوا ؛ أما أن يكون مصيره كما قلنا بالنسبة للذين يرشحون أنفسهم يحرق نفسه في سبيل غيره لا ، ابدأ بنفسك ثم بمن  تعوله .

 

السائل : شيخنا حديث النبي صلىالله عليه وآله وسلم ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) وحديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ... )) فنريد شرح لهذا الحديث وبخاصة هذه الكلمة سنة الخلفاء الراشدين ما المقصود بها ؟ طبعا في حالات كثيرة في حالة ما إذا وافق النصوص وفي حالة إذا خالف النصوص وفي حالة إذا حصل الخلاف بينهم وهكذا ؟

الشيخ : لاشك أن الأمر في الحديث الأول ( اقتدوا باللذين بعدي أبي بكر وعمر ) لاشك أنهم هم القوم لا يشقى جليسهم وأنهم هم القدوة الثانية بعد نبيا صلى الله عليه وسلم ، والسبب في ذلك واضح جدا لكل من يعرف تاريخ هذين الرجلين العظيمين ، حيث كانا أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء واتصالا به وتعلما منه ؛ فإذا ما أراد الإنسان أن يفتي بمسألة برأي سواء كان هذا الرأي نابعا من عنده أو من عند غيره من أهل العلم وكان مخالفا لما ثبت عن الخليفتين المذكورين في الحديث أبي بكر وعمر فلاشك أن رأيهم مقدم على رأي غيرهم لما لهم من تلك الخصوصية بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ ... أما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ... ) إلى آخر الحديث فإن كثيرا من الناس يسيئون فهم هذا الحديث فهم يظنون أن معنى الحديث فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء أي سنة أحد الخلفاء ، هنا بلا شك مضاف محذوف يا ترى هذا المضاف المحذوف هل هو تقديره أحد الخلفاء ؟ أم تقديره جميع الخلفاء ؟ وفرق كبير جدا بين هذين التقديرين ؛ لأن التقدير الأول وسنة أحد الخلفاء الراشدين يعني أنه يكفي أن يكون أحد الخلفاء الراشدين قال رأيا أو اجتهد اجتهادا فالرسول عليه السلام يأمر المسلمين بأن يأخذوا به ، ويعتبر الخروج عنه ضلالا وابتداعا في الدين ، بينما الرأي أو التقدير الآخر وهو وسنة مجموع الخلفاء الراشدين يختلف الأمر تماما ومما لا شك فيه أن اجتماع الخلفاء الراشدين في شيء ما يكاد أن يكون مستحيلا أن يكون خطئا في نفسه بخلاف ما إذا كان تفرد برأي أحدهم دون الآخرين ؛ فحيئذ يظهر الفرق الكبير بين معنى كل من التقديرين ولا شك ولا ريب عندي أن التقدير الثاني هو الذي يوافق بعض النصوص الشرعية الأخرى التي منها قوله تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) الله عز وجل يقول (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) غير سبيل المؤمنين هل هو سبيل أحد المؤمنين ؟ فهو جميع سبيل المؤمنين ، كذلك سنة الخلفاء الراشدين يعني أربعتهم وليس واحدا منهم ؛ ثم التاريخ الواقع يدل على أنه يبعد كل البعد أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين باتباع سنة أحد الخلفاء الراشدين وبخاصة إذا تبين فيما بعد أنه كان اجتهادا منه دل الدليل أو الواقع أنه لم يكن قد صاحبه التوفيق ونحن قلنا آنفا في حديث ( اقتدوا بالذين من بعدي ) فقلنا إنه لاشك أن المسلم يجب أن يقتدي بهذين الصحابيين الجليلين ويقدم رأيهما على رأيه ؛ لكن هل يقدم رأي أحدهما على رأيه ؟ هذا موضع بحث لأن الرأي هنا قد يكون صوابا من من سلف أو صوابا ممن خلف ؛ فإذا كان الصواب ممن سلف فالخطأ ممن خلف والعكس بالعكس تماما ، خذوا مثلا بعض الأمثلة ، لقد ثبت يقينا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينهى عن متعة الحج علما بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تمتع وأمر بالتمتع وغضب على من لم يستجب لأمره ؛ أقول فعل وأمر ناظرا في هذا التعبير إلى أن التمتع يكون على نوعين تمتع معروف بكتب الفقه بأنه قران ، وتمتع معروف فيها بأنه تمتع ، لكن القران نفسه فيه تمتع أيضا ؛ ولذلك كان من سبيل التوفيق بين بعض الأحاديث التي بعضها تقول إن الرسول قرن وبعضها تقول تمتع ولما كان التمتع قائما في أذهان كثير من الناس قديما وحديثا هو الذي يكون بين الحج والعمرة ، فصل بالتحلل ، فهو يأتي بالعمرة ويتحلل ثم يأتي بالحج هذا هو التمتع المعروف في كتب الفقه ؛ ... فحينما يسمعون من حديث مثلا ابن عمر رضي الله عنه في الصحيحين ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تمتع وكذلك يقول عمران بن حصين تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمتعنا ثم قال رجل برأيه ما شاء ) ، فلا يشكلن هذا الأمر ولا يختلف حديث قران الرسول مع حديث تمتعه عليه السلام لأن كل قران تمتع وليس كل تمتع قران ؛ ما وجه التمتع من القارن ؟ ذلك أنه يتمتع بفض العمرة دون أن يشد لها رحلا سفرا هذه متعة لكن المتعة الكاملة هو أن يفصل بين العمرة وبين الحج ؛ الشاهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى الناس أن يتمتعوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .