Фатва туралы

Күні :

Fri, May 22 2015
Сұрақ

معنى قوله تعالى " أثرن به نقعاً "

ما هو معنى الآية " فأثرن به نقعاً " ؟ وهل الكلمات ( ارتفع، غبار، في، سُحُب ) موجودة في هذه الآية ؟
Жауап
Жауап
الحمد لله

1. الكلمات " ارتفع " و " غبار " موجودتان بالمعنى في الآية ، و " في " غير موجودة إلا أن المعنى دلَّ عليها لأنه الغبار لا يرتفع إلا " في " الهواء ، و " سحب " غير موجودة لا لفظاً ولا معنى .

2. " ارتفع " جاء لها مرادفات كثيرة في القرآن ، ومنها :

أ‌.    النشء ، ومنه قوله تعالى { وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ } الرعد/12 ، وقوله { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } المزمل/6  .

أ‌.الحدب ، ومنه قوله تعالى { مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون } الأنبياء/96 ، قال الفرَّاء : من كل أكَمة ، ومن كل موضعٍ مرتفعٍ .

ب‌.   العروج ، ومنه قوله تعالى { تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } المعارج/4 ، ومعناه : الصعود والارتفاع .

ت‌.       الموج ، ومنه { وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ } هود/42 ، والموج : هو ارتفاع الماء فوق الماء .

ث‌.   الربوة ، ومنه قوله تعالى { وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }  المؤمنون/50 ، والربوة : المكان المرتفع .

ج‌.   النشز ،  ومنه قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا } المجادلة/11 ، النشوز : الارتفاع .

ح‌.   وأما لفظ " غبار " : فقد جاء لفظ آخر هو في القرآن بمعناه وهو " هباء " ، ومنه قوله تعالى { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً } الفرقان/23 .

وأما لفظ " سحاب " فجاءت له ألفاظ مرادفة في القرآن ومنها :

أ‌.            المعصرات ، ومنه قوله تعالى { وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً } النبأ/14 .

ب‌.       المزن ، ومنه قوله تعالى { أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ } الواقعة/69 .

 

3. إن من أفضل التفاسير بشكل عام من ناحية الشمولية في أنواع التفسير من ناحية وسلامة المعتقد من ناحية أخرى هما : تفسير الطبري من المتقدمين وتفسير ابن كثير من المتأخرين.

و قال الطبري في تفسير آية { فأثرن به نقعاً } :  

وَقَوْله { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَرَفَعْنَ بِالْوَادِي غُبَارًا ؛ وَالنَّقْع : الْغُبَار ، وَيُقَال : إِنَّهُ التُّرَاب .

وَالْهَاء فِي قَوْله { بِهِ } كِنَايَة اِسْم الْمَوْضِع ، وَكَنَّى عَنْهُ ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْر ، لِأَنَّهُ مَعْلُوم أَنَّ الْغُبَار لا يُثَار إِلا مِنْ مَوْضِع ، فَاسْتَغْنَى بِفَهْمِ السَّامِعِينَ بِمَعْنَاهُ مِنْ ذِكْره .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .

" تفسير الطبري " ( 30 / 275 ، 276 ) .

وأما ابن كثير فقال في تفسير آية { فأثرن به نقعاً } :

يَعْنِي غُبَارًا فِي مَكَان مُعْتَرَك الْخُيُول .

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 542 ) .

الشيخ محمد صالح المنجد