About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 452

السائل : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله وصحبه أجميعن أما بعد : هناك بعض الأسئلة تتقدم إليكم  راجين من الله تعالى أن توفقوا في الإجابة السؤال الأول ما هو تعليقكم فضيلتكم وموقفكم من الغزو العراقي للكويت وتدخل القوات الأمريكية أيضا في الخليج العربي ؟

الشيخ : السؤال الشطر الثاني منه ليس دقيقا والقصد مفهوم وحسب المعنى المقصود قلبا وليس الملفوظ لفظا نجيبه , واضح ؟

السائل : واضح .

الشيخ : طيب ، أما اعتداء العراق على الكويت فلا شك أنه بغي وظلم لا يجوز شرعا بأي وجه من الوجوه مهما كانت المسوغات أو كما يقولون اليوم المبررات لمثل هذا الاعتداء ومعلوم لدى كافة المسلمين قول رب العالمين في القرآن الكريم (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) و مما يؤسف له أنه لا يوجد اليوم دولة مسلمة تقوم بتطبيق الأحكام الشرعية مائة في المائة لا شك أن بعض الشرّ أهون من بعض لكن بحثنا أنه لا يوجد مع الأسف دولة تطبّق الأحكام الشرعية مائة في المائة ولو كانت موجودة اليوم فليست تلك الدولة التي تستطيع أن تنفذ هذا الحكم القرآني (( فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) ، كان المفروض أنّ الدولة التي هي يرجى أن تطبّق هذا الحكم الشرعي من الناحية الشرعية أو من ناحية تمسّك الدولة بتنفيذ الأحكام الشرعية كان المفروض أن تكون هي الدولة السّعودية لأنها خير الدول الإسلامية من حيث تطبيقها وتنفيذها لكثير من الأحكام الشرعية كان هذا هو المظنون فيها لكن الجانب الآخر الذي أشرت إليه في مطلع كلمتي هذه وهي أن تكون في موضع القوة التي تستطيع إذا ما أرادت أن تنفذ الحكم الشرعي المنصوص في الآية فتستطيع أن تقاتل الطائفة الباغية فإن كانت هي تستطيع من حيث أنها تنفّذ الأحكام الشرعية إلى حدّ بعيد كما أشرت آنفا في بلادها فهي مع الأسف الشديد لا تستطيع أن تنفذ هذا الحكم الشرعيّ على غيرها ولذلك مع الأسف الشّديد في الوقت الّذي لم تستطع أن تنفذ هذا الحكم الشرعي هي من جهتها خشيت أن يصيبها ما أصاب جارتها وهي بينها و بين المعتدي عليها حدودا و في المثل السوري العامي" إذا حلق جارك بلّ أنت " ولذلك مع الأسف الشديد الدولة السعودية في الوقت الذي لم تكن في موطن القوة من حيث أنها تحاول الإصلاح بين الطائفتين المؤمنتين المتقاتلتين فهي لو أرادت أن توقف الباغي عند حدّه ما تملك القوة لتنفيذ هذا الحكم الشرعي وأكبر دليل على ذلك أنها لما خشيت أن يصل عدوى اعتداء العراق على الكويت إلى السعودية لم تقتصر على الاستعانة بالدّول العربية وإنما استعانت بالدول الصليبية الكافرة وبعد هذا الكلام الذي هو جواب للشّطر الأول من سؤالك يأتي الآن الجواب عن الشطر الثّاني من سؤالك الذي تقصده بقلبك وليس بلفظك لأنه ليس المهمّ دخول الكفار هؤلاء كما دخل اليهود لأنه معروف هذا الحكم أنه لا يجوز شرعا ولذلك قلت ابتداء أن السؤال ليس المقصود هذا المعنى به وإنما المقصود به ما حكم الاستعانة بهؤلاء الكفار الصليبين أليس كذلك ؟

السائل : بلى .

الشيخ : وعلى ذلك نحن نقول غير مرتابين ولا شاكين بأن هذه الاستعانة بها لا عهد للتاريخ الإسلامي كله بمثلها إطلاقا وهو شر فتنة تصيب الأمة الإسلامية في كل تاريخها من حيث أنّ سبب هذا الدّخول دخول الصّليبين إلى البلاد الإسلامية ليست هي الحرب القائمة بين الكفار والمسلمين و إنّما السّبب هو استجلاب المسلمين لهؤلاء الكفار استنصارا بهم على الفئة الباغية أو الطائفة الباغية ولا شكّ أنّ هذا علاج للدّاء بداء أشد وهذا لا يصح إلا على مذهب واحد وهو مذهب أبي نواس " وداوني بالتي كانت هي الداء " ، وأنا في الواقع أتعجّب كل التعجب ممّا يبلغنا و أرجو أن يكون هذا الذي يبلغنا أن لا يكون صحيحا من حيث الواقع لأن الفقه الإسلامي بنصوص كتابه وسنة نبيه والاستنباط الصّحيح لا يمكن أن يتقبل ما نسمعه من تبرير أو تسويغ بعض المشايخ الأفاضل في تلك البلاد استعانة السّعوديين بهؤلاء الكفار الصليبين ذلك لأن معنى كلامهم يعود إلى ما يقوله بعض الفقهاء في أصولهم وإن كانوا هم لم يشيروا إلى ذلك لكن صنيعهم ينبهنا إلى أنهم يدندنون حول ما ذكره علماء الأصول من قولهم " بأن المسلم إذا و قعت بين شرين اختار أقلهما شرا " فهم يظنون أن لجأهم إلى الاستعانة بالصليبّين أقل شرا ولا نقول خيرا من اعتداء العراقيين على السعوديين ونحن نرى أن وجهة نظرهم هذه مردودة نصا وفقها لأن الاعتداء العراقي على السعودية لم يقع كما وقع على الكويت ولذلك فلا يصحّ تطبيق القاعدة هذه التي تقول أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أيسرهما فلم يقع الشر الأكبر في ظن المشايخ وهو اعتداء العراقيين على السعوديين حتى يختاروا الشرّ الأصغر في نظرهم وهو استنصارهم بالكفار أما من حيث النص فالأمر واضح جدا ، حيث أنه قد صحّ في غير ما حديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال ( إنا لا نستعين بمشرك ) وسبب الحديث معروف في صحيح مسلم و غيره و في رواية أخرجها الحاكم في المستدرك أنّ قوما من المشركين جاؤوا يريدون أن يقاتلوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم المشركين فقال لهم ( أأسلمتم ؟ )قالوا لا فقال عليه الصلاة والسلام ( إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) ، فهذه قاعدة فقهية وضعها من (( لا ينطق على الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وليست كبعض القواعد الفقهية التي يمكن أن تكون موضع أخذ و ردّ فهناك قواعد يضعها الأحناف يخالفها الشّافعية والعكس بالعكس أما هذه القاعدة فقد وضعها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بنصّه الصّحيح الصريح ( إنّا لا نستعين بمشرك ) وعلى ذلك معنى كون الشيء قاعدة أنه يجب التزامها دائما وأبدا إلاّ لأمر عارض لا ينافي القاعدة من أصلها وإنّما يمكن أن يجرى عليها تخصيص ما و الذين يصرّحون بجواز الاستنصار بالأمريكيّين والبريطانيّين وغيرهم يرون أنّ هذا الاستنصار له أصل في بعض الحوادث الجزئيّة الّتي ثبتت في السّنّة المحمديّة فتكون هذه الجزئيّات مستثناة من القاعدة ونحن نقول جوابا عن هذه الدعوة أوّلا قاعدة أصوليّة أنّه إذا اختلف القول مع الفعل أي قول الرسول عليه السلام مع فعله فإذا لم يمكن التوفيق بين قوله وفعله  كان قوله هو المقدم على فعله و إذا أمكن التوفيق فذلك خير و أبقى تلك الجزئيات التي يستند إليها من جوّزوا هذا الاستنصار البشع إنّما هي جزئيّات لا تذكر بالنّسبة لهذه المصيبة الّتي حلّت في البلاد السّعوديّة بخاصّة والبلاد الإسلاميّة بعامّة ويكفي أن يقابل و أن يقايس كلّ مسلم حتى ولو كان غير عالم بين ما وقع من الرّسول عليه السّلام من الجزئيات وبين هذا الذي ألمّ من المصيبة الكبرى بالمسلمين اليوم انظروا مثلا من حججهم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم استعان بدليل من المشركين حينما عزم على الهجرة من مكّة إلى المدينة مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه استعان بذلك المشرك ليدلّهما على الطريق هذه صورة الصورة الثانية التي يستدلّ البعض بها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أميّة أدرعا كانت له ولما استعارها منه أو أراد يستعيرها منه ظن وهذا من موقف ضعفه هو تجاه موقف النّبيّ القوي ظنّ أن النبي صىلّى الله عليه وسلم سيأخذها رغم أنفه ولذلك قال له يا محمد أغصبا يا محمد أم عارية مؤداة ؟ قال ( لا بل عارية مؤدّاة ) فانظروا الفرق بين مثل هاتين الحاديثتين و غيرهما مما يستدلّون بذلك فالفرق كبير وكبير جدّا كلّ الحوداث وقد استحضرت لكم بعضها تدلّ دلالة صريحة على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حينما استعان كان في موقف القوة والقدرة والتغلب على من استعان بهم لو أرادوا به عليه السلام مكرا كان هو الأقوى فهو كان مع صاحبه أبي بكر لو أراد مثلا ذلك الدليل المرشد على الطريق بين مكة والمدينة لو أراد بهما غدرا لاستطاع أن يتغلب عليه . صفوان بن أمية شعر أيضا بضعفه ولذلك قال له تغصبه مني غصبا أم هي عارية مؤداة قال عليه الصلاة والسلام وهو كما قال تعالى (( وإنك لعلى خلق عظيم )) ( بل عارية مؤداة ) كذلك لما حالف أيضا في بعض الحوادث حالفهم وهو القوي بدليل أنه لما أرادوا الغدر به قاتلهم وانتصر عليهم كما هو معروف في السيرة النبوية فأين هذه الجزئيات من هذه المصيبة الكبرى التي ألمت بنا في هذ العصر حيث أنّ الدول الإسلامية كلها بما فيها العراق نفسها التي يخشاها الدول الإسلامية كلها لو اجتمعت قاطبة لم تستطع إلا أن يعودوا إلى الإسلام لم تستطع أن يخرجوا الأمريكان والبريطان من البلاد الإسلامية كيف يقاس هذا الواقع الأليم بتلك الجزئيات مع منافاة هذا الواقع للقاعدة ينبغي أن لا ننساها ( إنا لا نستعين بمشرك ) هذه هي القاعدة فإذا اختلفت حادثة عن القاعدة يجب ضربها بهذه القاعدة ولا يجوز العكس وهو ضرب القاعدة بهذا الواقع لنحاول أن نسلّكها وأن نسوغها بجزئيات ليست منافية لأصل الاستعانة المنفية بالقاعدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم استعان تحقيقا لمصلحة وأرجو الانتباه لما أقول لمصلحة لا مفسدة فيها مطلقا أما واقعنا اليوم فأولا المصلحة غير متحققة و ثانيا المفسدة متجسمة متحققة وأكبر دليل ما بدأت النذر تنذر بشر مستطير من جهة انتشار الفساد و انكشاف النساء بالعورات في كثير من البلاد السعودية التي احتلها الأمريكان وليس يهمني أن نحتج ببعض الروايات والجزئيات لأني حقيقة لا أثق بهذه الروايات سواء كانت لنا أو علينا وإنما علينا أن نتثبت من حيث روايات الجزئيات لكننا نعلم بالمشاهدة اليهود مثلا حينما احتلوا فلسطين أشاعوا فيها الفساد والخلاعة والفسق والفجور وإلى آخره ، والذين يذهبون إلى البلاد الأوروبيين والأمريكيين يرون هناك الفسق والفجوز علنا فماذا الذي يمنع هؤلاء الكفار من أن ينتشروا فسادهم في بلاد الإسلام وهم قد استدعوا إلى بلاد الإسلام ولم يفرضوا أنفسهم على بلاد الإسلام كما كان الشّأن في الحرب الصّليبيّة الأولى وأخيرا نقول من عاقبة هذا الاستنصار هل هناك طريق لإخراج هؤلاء الكفار من بلاد الإسلام ؟ إن قيل نعم هناك اتفاق مثلا بين السعوديين وبين الأمريكيين والبريطانيين أنه نحن أتينا بكم إلينا باختيارنا فإذا ما أمرناكم بالخروج من ديارنا وجب عليكم أن تأتمروا بأمرنا هل هذا كلام يعقله من يعرف قوّة هؤلاء الكفار وغدرهم ونكثهم بعهودهم ومواعيدهم ومن جهة أخرى يعرف ضعف المسلمين وضعف الدول كلها لذلك لا أجد فيما نسمع اليوم من حجج يريدون بها تبرير هذه المصيبة ما يجعلها جائزة إطلاقا بل هذه مصيبة كما قلت في تضاعيف كلامي لم يصب العالم الإسلامي بمثلها أبدا وأرجو الله تبارك وتعالى أن ينجينا منها بمعجزة من عنده وإلا فالمسلمون أعجز من أن يصدوا اليهود من بلاد المسلمين وهم والذين كانوا يقال عنهم شرذمة من اليهود الأذلاّء فيكف نستطيع أن نردّ الأمريكان والبريطان و الفرنسيين وغيرهم ممن تكالبوا على المسلمين وبطلب من دولة مسلمة كنّا نرجو أن تكون في مقدّمة الدّول الإسلامية التي ترفض الاستعانة بالمشركين وإنا لله وإنا إليه راجعون .

السائل : في هذه الظروف ما هو موقف المسلم في شتى أنحاء البلاد الإسلامية من طلب العراق مثلا مجاهدة هؤلاء الكفار واعتبار أن هذا جهادا إسلاميّا كما نسمع بغض النظر عن حقيقة عما نسمع إنّما يقولون جهاد إسلامي واستنفار لقتال هؤلاء الكفار الذين يعتبرهم كثير من المسلمين محتلين وليسوا مساعدين أو مساندين لكف العراق بارك الله فيك ؟

الشيخ : نحن جوابنا عن السؤال مرارا وتكرارا وجوابنا باختصار كما يلي أولا ليس هناك راية تنادي بالجهاد في سبيل الله وإنما هناك سياسة حكم جبري يحب التسلط والتغلب والعراق حينما استولى على الكويت ما استولى باسم الجهاد فما بين عشية وضحاها بدا أن يعلن الجهاد في سبيل الله هذه كلمة سياسية يريد بها أيضا من جانب آخر هو أن يستنصر بالبقية الباقية من المسلمين  وأكثرهم ضعفاء لا يعقلون ولا يفكرون بعاقبة الأمور فمجرد ما يسمع كثير من الناس كلمة الجهاد في سبيل الله خلاص بدنا نجاهد في سبيل الله وهو بالأمس القريب كان يسمع تكفير بعض الشيوخ لصدام ولحزبه وإلى الآن نسمع تمجيدا بصدّام وبدولته لأنها وقفت ضد السعودية وضد إيش الأمريكان فنحن نرى أنه لا ينبغي للأفراد المسلمين أن يغتروا بإعلان الجهاد سواء من العراق أو من غير العراق لأنّنا نقول هلا كان هذا قبل هذا ونزيد على ذلك فنقول ليس المسلم فقط الذي إذا كان يريد أن يجاهد حقّا فعليه أن يستعد الاستعداد الكامل ليجاهد في سبيل الله بل أولى منه الدّول الّتي هي الّتي بإمكانها أن تستعدّ الاستعداد المادّي السّلاحي أكثر من الأفراد وذلك بلا شكّ يستلزم تجنيد المسلمين وتهيئتهم للجهاد في سبيل الله قبل سنين طويلة وليس في ليلة لا قمر فيها ينادى فيها بالجهاد في سبيل الله فيثور الناس بعواطفهم ويريدون أن يجاهدوا في سبيل الله و لو أرادوا الجهاد في سبيل الله لأعدّوا له عدته ولذلك فنحن نعتقد جازمين أنّ العصر الآن عصر فتن بين الدّول الإسلاميّة بعضها مع بعض من جهة وبين بعضها وبين بعض الدول الكافرة من جهة  أخرى فليس زمن جهاد وإنما هو زمن فتن وحينئذ يرد هنا ما جاء في أكثر من حديث واحد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تحدث عن بعض أشراط الساعة وذكر فيها أنه ( يكون فيها بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ) إلى آخر الحديث في بعضها يقول عليه السلام ( يبيع أحدهم بعرض من الدنيا قليل ) وفي بعضها يأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يلزموا بيوتهم وفي رواية عربية فصحى يقول ( كونوا أحلاس بيوتكم ) لذلك نحن لا نرى اليوم أن ينضم مسلم لا إلى العراق ولا إلى من يعادي العراق الكويتيين الآن الذين شلكوا مقاومة هناك فلا نرى أن ينضمّ المسلمون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لأنّ الجميع لا يقصدون الجهاد في سبيل الله لكنّنا نقول شيئا توضيحا لإشكال عند بعض الناس الذين لا يتصورون الواقع تصورا كاملا فيقولون إذا حينما تقول كما قال الرسول ( كونوا أحلاس بيوتكم ) إذا نخلي الأمريكان يقاتلوا إخواننا العراقيين ونحن ما نقاتل الأمريكان مع العراقيين نقول لهم يا إخواننا لو كان الموضوع قتال يدور بين العراقيين والأمريكان فحينئذ يجب مساعدة العراقيين على الأمريكان وتصبح العراق في اعتقادي من حيث وجوب مساعدتها أفغان ثانية لكن هذا فيما إذا تصورنا أنه قتال بين عراقيين وأمريكيين أما و الواقع ليس كذلك سيكون القتال أوّلا نقول جملة عامة سيقول سيكون بين العراق والأمريكيّين ومعهم المسلمون فليس القتال بين العراق والأمريكان فقط بل بين العراق من جهة والأمريكيين والمسلمين الذين معهم من جهة أخرى هذا كلام مجمل لكن إذا عرفنا سياسة الدول الكافرة وأنهم لا استعداد لهم أن يريقوا دم أحد من جنودهم ما دام أنهم يجدون  جنودا من المسلمين يقاتلون بهم المسلمين العراقيين ولذلك فالواقع الذي يتصوره كل مسلم أنّ الكفّار سيقدّمون كبش الفداء المسلمين من السعوديين والمصريين والدول الإسلامية الأخرى وأي القسمين تغلّب على الآخر فالأمريكان ومن معهم من الكفار هم فرحون لأن المسلمين يقتل بعضهم بعضا فإذا لم يحصل النّصر من طريق تسليط الأمريكان للسعوديّين والمصريين على العراقيين حينئذ يمكن أن يدخل الأمريكان فعلا بالحرب تجاه العراق في هذه الصورة فقط يمكن أن نقول يجب على المسلمين أن ينضمّوا إلى العراق ولكن ما دام العراق سيقاتل المسلمين أيضا مع الأمريكان فهنا نقول اعتزلوا الفئتين والزموا بيوتكم هذا جواب سؤالك هذا .

السائل : بعد الغزو العراقي للكويت فرّ كثير من سكّان الكويت إلى السّعودية هربا من المعركة يعني فما حكم هذا الفرار هل يعتبر فرارا من المعركة أم ماذا ؟

الشيخ : هذا لا يترتب عليه شيء لأنه ليس هناك جهاد في سبيل الله فإن كان إعلان الجهاد في سبيل الله فلا يجوز الفرار فحينئذ يكون من الكبائر فهذا فرار من القتل الذي ليس فرارا من الجهاد .

السائل : بارك الله فيك .

الشيخ : واضح ؟

السائل : واضح .

الشيخ : طيب .

السائل : سؤال آخر نسمع كثيرا من أهل السعودية وخطباء المساجد وبعض ممن نظنّ أنهم من أهل العلم يقولون لو أنه حصل قتال من العراق التي ابتدأت القتال مع السعوديين أو العراق تقول مع الأمريكيين وهم يقولون مع السعوديين طبعا لو أن العراق ابتدأت هذه المعركة فيكون القتال من السعوديين إلى العراقيّين هو جهاد في سبيل الله ومن مات في هذه المعركة مات شهيدا فما هو تعليقكم على هذا القول بارك الله فيكم ؟

الشيخ : نحن في اعتقادي سبق الجواب على هذا .

السائل : نعم .

الشيخ : ليس الآن هناك جهاد و ليس دولة تعلن الجهاد في سبيل الله وإنما هناك دولة تدافع عن أرضها وهذا دفاع جائز لكن دون ارتكاب مخالفات للشرع أمّا أن يقال بأنه جهاد ومن مات في هذا الجهاد فهو شهيد لا نعتقد ذلك لو أن الكويتيين كانوا أهل شوكة وقوة ومنعة وعندهم استعداد للجهاد في سبيل فوقفوا وجها لوجه ولم يفر المسؤولون الكبار وتركوا الصّغار تحت ضرب المدافع و و إلى آخره , لو أن الدولة الكويتية وقفوا أمام المعتدي وقصدوا بذلك الدفاع عن حقهم وبلادهم فحينئذ إذا مات أحدهم و هو حسن النّيّة في هذه الظروف و في هذه الشروط يمكن أن يقال يموت شهيدا في سبيل الله أما و سبيل الله الآن لا أحد ينشده ولا أحد يذكره وإنما سبيل الدفاع عن الوطن حتّى السّعوديّين أصبحوا يردّدون كلمة الوطن كسائر البلاد العربية الأخرى التي تدعوا إلى القومية العربية أمّا الجهاد في سبيل الله أمّا القتال في سبيل الله فقد أصبح نسيا منسيّا ليس عمليّا فقط بل حتى لفظيّا فإذا الجواب أنه لم يعلن الجهاد مع الأسف من أي جهة من الجهات لكن إذا اعتدت دولة على أخرى ودافعت الدولة المظلومة فما قتل فيها يكون سبيلها الجنة ولا شك لكن بقصد الانتصار لله عز وجل ولدينه .

السائل : سؤال يعني حول الظروف أيضا الحالية بالنسبة للعراق يعني تكالب الناس الآن و الدّول العالميّة والكافرة على العراق وقد مضى حديث في صحيح الإمام مسلم في باب من أشراط الساعة ( يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم دينار و لا قفيز قلنا من أين ذلك قال من العجم يمنعونا ) إلى آخر الحديث فهل هذه الحادثة أما وقد اجتمعت كل الدول تقريبا في العالم على أن لا يجبى للعراق شيء هل تكون الحادثة والله أعلم هذه كما يعني حسب اطلاعاتك الكثيرة ؟

الشيخ : لا ليس للحديث علاقة بواقعنا هذه قضية مضى زمنها من زمان كثير هي لها علاقة بموضوع أن العراق ستفتح كما كانت قبل الإسلام طبعا كانت بيد الفرس كما تعلمون جميعا ، ففي هذا الحديث بشارة إلى أن العراق ستفتح وإلى أن الشام أيضا ستفتح ثم بسبب سيطرة الإسلام عليها سيجبى إليها الجزية من البلاد الكافرة المحيطة بها ثم يمنع هذا الشيء من الوصول إلى العراق وإلى الشام بحالة من حالتين إما أن البلاد التي كانت تدفع الجزية للدولة المسلمة التي سيطرت على الشّام وعلى العراق تصبح مسلمة وحينذاك فلا جزية على المسلمين شأنها شأن العراق والشام بعد أن أسلمت وإما أن تستعصي هذه الدول الكافرة التي كانت تدفع الجزية عن يد وهم صاغرون بسبب ضعف يلمّ بالدولة الإسلامية وهذا فعلا وقع منذ قديم من الزمان واستمر إلى هذا الزمان فالبلاد الأوربية قسم كبير منها كانت تدفع الجزية إلى الخلافة العباسية والخلافة الأموية والتفاصيل طبعا في بطون كتب التاريخ ولكن كلما تأخر الزمن وضعفت شوكة المسلمين كلما استأسد الكفار ومنعوا ما كانوا يدفعونه من قبل من الجزية للمسلمين فهذ الأمر وقع وانتهى كما ذكر ذلك الإمام النووي في شرحه لمسلم فليس له علاقة بما نحن فيه في هذا الزمان ثمّ ما الفرق حينئذ لو أردنا أن نقول أن هذا الحديث هذا زمانه نحن نرى الفرق واضحا جدا بين العراق التي حوصرت اقتصاديا من هؤلاء الكفار و بين سوريا مثلا مع أن سوريا مثل العراق من حيث أن كلا منهما يتعصب لحزب البعث بينما ذكر في الحديث العراق والشام أيضا فما يجوز أن نطبق الحديث نصفه لأنه طابق الواقع الآن والنصف الثاني لم يطابق مع أنه قد صح كما سبق بالنسبة للشام وبالنسبة للعراق أي نعم .

السائل : حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) هل هو كذلك في هذا الزمان أم هو بشكل عام ؟

الشيخ : قبل هذا الزمان ولكن الآن تجلى بصورة أوضح لأن الاستعمار الذي سيطر على البلاد الإسلامية هو التداعي المذكور في الحديث أما الآن فهذه ثمرة لذاك التداعي لأنه تداعي الكفار هو من أجل الاستعمار أما الآن فمن أجل تحقيق طلب نصرة المسلمين مع الأسف الشديد. نعم .

السائل : بالله يا شيخ .

الشيخ : تفضل .

السائل : تعلمون يا شيخ العراق وفكره المنزلق ومحاربته للدعوة الإسلامية وللدعاة كما أنا عايشتهم هناك طبعا فالإخوة هناك بعضهم في السعودية يقولون نحن ننتمي إلى السعوديين في مقاتلة العراقيين من أجل دفع الشر العريض الذي يتمثل به العراقيون ألا وهو حزب البعث ومناصرته لأهل الشرك من القبورية والشيعة وما أشبه ذلك فلو قدر الله عز وجل أن حكم العراق هذه الجزيرة لانتشر الشرك في الحرمين وانتشر في كل مكان في الجزيرة ويعني سمح لأصحاب المذاهب المنزلقة فكريا جدا كما هو موجود في العراق أن تكون موجودوة مثلا في الممكلة فيقولون يعني نحن ننتمي إلى السعوديين نحارب معهم من أجل دفع ذلك الشر وإن كان فيه في الممكلة شر إلا أنه أهون من شر العراق ولعل تتنزل القاعدة المذكورة القاعدة الأصولية جلب أخف الضررين لدفع أعلاهما ؟

الشيخ : هذا سبق الكلام عليه ؟

السائل : هل تتنزل القاعدة أحسن الله إليك ؟

الشيخ : ما سبق الكلام عليه دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر .

السائل : المغزى من ذلك يا شيخ هل ينتمي الواحد بهذا الاستدلال ينتمي إلى الجيش ... ؟

الشيخ : شوف أنا أقول شيئا أما هذا فقد سبق الجواب عليه , لكن تصور الموضوع كما حكيت ولا أقول كما قلت ليس بصحيح أولا حزب البعث في العراق أو في سوريا لا يمثل كلا من الشعبين السوري أوالعراقي وأظنك معنا في هذا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إنما يمثل نفسه ومن معه من أهل الأهواء والأغراض الشخصية المادية أما عامة المسلمين في كل من الدولتين فهم ضد الحكومتين البعثيتين هذه حقيقة لا يناقش فيها أحد إطلاقا وإذا كان الأمر كذلك فهنا يجب أن نفرق بين الاستعمارين لو وقع الآخر كما وقع الأول الاستعمار الأول الذي وقع هو الاستعمار الصليبي كما شرحنا آنفا وبيّنّا بطلان الأدلة أو الاستدلال بتلك الأدلّة على تسويغ هذا الاستنصار بهؤلاء الكفار حينما يستولي الأمريكان والبريطان على بعض البلاد العربية كالسعوية لا يعني أنّ الحكومة الأمريكية هي التي استولت وإنما يعني أن الشعب الأمريكي بحكومته هو الذي استولى وعلى ذلك فقس أي دولة أخرى أمّا لو استولى لا سمح الله العراق على البلاد السّعودية فلا يعني ذلك أن حزب البعث بشعب العراق استولى على السعودية وإنما حزب البعث الذي لا يمثل الشعب العراقي هو الذي استولى ولذلك نحن لو أردنا أن نأخذ بأخف الشرين لا شك أن شر استيلاء حكومة البعث التي لا تمثل الشعب المسلم شرها أقل من شر استيلاء الحكومة الصليبية التي تمثل الكافر وتمثل الكفر وهذا واضح جدا فالشعب الأمريكي مع دولته في صليبيته أما الشعب العراقي والسوري ليس مع دولته في بعثيته فافترق الأمران تماما هذا من جهة ومن جهة أخرى الأمريكان والبريطان أكثر عددا وعُددا من العراقيين ولا شك فلو استولى العراق على السعوديين فمن الممكن يوما ما أن يتقوّى السعوديون ومن يناصرهم في دينهم و في توحيدهم على الحكم البعثي لأنه لا يمثل الشعب العراقي أما أن يستطيع يوما ما أن يتغلّب على الحكم الأمريكي والبريطاني الذي يمثل الشّعبين في دينهم وفي شركهم و كفرهم فهذا أصعب بكثير من الانتصار الأول على دولة العراق البعثية التي لا تمثّل الشّعب العراقي المسلم لذلك فأنا أرى أنّ ما حكيته من ادعاء أننا ننضم إلى السعوديين كما عبّرت أنا لدفع الشر الأكبر الشر الأصغر  هذا أوّلا فيه أقل ما يقال عدم تفكير دقيق لتقدير المفسدتين مفسدة احتلال الصّليبيين للبلاد الإسلامية ومفسدة احتلال حزب البعث للبلاد الإسلامية هذا شيء والشيء الآخر لا بد من إعادة التذكير به . العراق ما اعتدى على السعوديين فلو اعتدى ممكن أن يقال و أنا أقول في كثير من الأحيان أنّ القاعدة التي ذكرت أنت أخيرا وذكرتها أنا من قبل وهي كلها تلتقي بدفع المفسدة الكبرى بالصغرى أو دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر هو مأخوذ من قوله تعالى (( إلا ما اضطررتم إليه )) و ذلك يعني حينما يقع الإنسان في المشكلة فلا بد له من أن يرتكب أحد الضّررين وكلّ ما في الأمر بالنّسبة للسّعودية أنهّا خشيت أن يصيبها ما أصاب جارتها الكويت فاستعانت ... ما فيه مانع أن تستعين  بالدول العربية أما أن تستعين بالدول الكافرة والتي لا سبيل إلى إخراجها إلا أن يشاء الله بمعجزة من عنده تبارك وتعالى لأننا ما استطعنا أن نخرج اليهود وقد مضى عليهم هذه السّنين ونصيح من كلّ الدّول العربية وأولها العراق أننا نحن نريد أن نخرج اليهود من فلسطين ثم لا نسمع إلا ما قيل " أسمع جعجعة ولا أرى طحنا " فلهذا أعتقد أن تسويغ الوقوف بجانب القتال مع السعوديين للعراقيين مع مخالفته لقوله عليه السلام في زمن الفتن ( كونوا أحلاس بيوتكم ) لا نراه تسويغا مقبولا ولعلنا جميعا من الحاضرين نتذكر بأنه لما وقع القتال بين علي ومعاوية وشتان بين هذا القتال وبين ما قد يقع اليوم من حيث أن قصد من كل من الفئتين يومئذ هو الانتصار لدين الله عز وجل أما اليوم فلا شيء من ذلك سوى الحرص على المحافظة على ثروة البلاد وأراضيها ، مع ذلك نعلم جميعا بأنه قد وجد في زمن القتال بين علي  ومعاوية ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اعتزلوا الفريقين لماذا ؟ لأنها معركة بين المسلمين يقاتل بعضهم بعضا واحد هؤلاء الأصحاب كان معتزلا وما انضمّ إلى جيش علي إلا لما حينما قتل عمار بن يسار لأن هذا الصحابي المعتزل للفريقين كان قد سمع من النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قوله ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) فلما وقع عمار قتيلا من جيش معاوية حينئذ رأى البرهان الساطع فانضمّ إلى علي أما من قبل كيف أنا أقاتل المسلمين مع علي إلى هنا كان خوف السلف من أن يدخلوا في معارك تقع بين المسلمين وخاصّة إذا كان الأمر كما هو اليوم ليس قتالا في سبيل الله وإنما هو في سبيل الانتصار للمادة وليس للدين .

السائل : هناك بعض الإخوة ممن ينتمون إلى أهل الكتاب والسنة يرون في الأحداث الأخيرة هي فرصة مثلا لإنشاء دولة مسلمة ليس انتصارا لحاكم الكويت إنما إنشاء دولة مسلمة في الكويت وهم ممن يحسن الظن بهم فهنا هل يجوز قتال العراقيين لإخراجهم من الكويت ولإنشاء دولة إسلامية على منهج السلف الصالح هل يجوز هذا مثلا أو هل يجوز لهم ذلك ؟

الشيخ : لا نزال نعيش في الأحلام هل أعدوا العدة

السائل : ما أدري ؟

الشيخ : طيب ، الله المستعان يا أخي هؤلاء الآن فكّروا أم قبل الآن ؟ هذا سؤال ، ثانيا قبل الآن كانوا يستطيعون وما فعلوا والآن استطاعوا فأرادوا أن يفعلوا ؟

السائل : الآن أقلّ استطاعة والله أعلم .

الشيخ : فإذا كيف يفكّرون هكذا ، الله المستعان يا أخي ، الدهر هذا أمر عجيب جدا كان ذكرت لبعض إخواننا أنه في بعض الأحاديث أنه في زمن الفتن يكون رجال لا عقول لهم أو عقولهم  هباء يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء وهذا نحن نعني به أمثالنا نحن الملتزمين أما الآخرين فحدث عنهم ولا حرج مثل ما يقول المثل السوري " عصاي بطرّهم وعصاي بتجمعهم " أما أمثالنا نحن ملتزمين للشرع بسبب أننا لا نحسن معالجة الأمور على ضوء الكتاب والسنة لجهلنا  بهما أولا وعلى ضوء معرفتنا للواقع ثانيا تأخذنا العوطف فنميل مرة مع هؤلاء ومرة مع هؤلاء فهؤلاء الذين أشرت إليهم يا أخي من قبل أين كان هؤلاء ؟ كانوا يعيشون في دول قد أخذت بخوانيقهم لا يستيطعون أن يميلوا يمنيا ولا يسارا أيش الّذي جدّ الآن حتى فكروا أن يقيموا دولة مسلمة ، أمير الكويت عم يدفع المليارات كما نقرأ في الأخبار والجرائد في سبيل أن يعود إلى عرشه إلى ملكه ترى إذا ما سمع بأن هناك شبيبة ناشئة متحمّسة للإسلام يريدون أن يقميوا دولة الإسلام مكان دولة الأمراء هؤلاء ، هؤلاء سيكونوا أول من يحاربهم ليس فقط الأمريكان والبريطان والعراق وكل الدول العربية سيكونون عليهم ، الآن والله أنا أتعجّب يعني الناس كيف يفكرون ، هذه الثلة القليلة إذا أعلنوها صريحة ستكون دول للمسلمين والكفار أجمعين ضدّهم فكيف يفكر هؤلاء في إقامة الدولة المسلمة ؟! هذا كله لأنهم ما عرفوا هدي الرسول في إقامة الدولة ونحن نلخص هديه في كلمتين التصفية والتربية ,التصفية والتربية وأخيرا (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) فنسأل الله عز وجل أن يعصمنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .

السائل : السؤال قبل الأخير ... ؟

الشيخ : بشرك الله خيرا .

السائل : هل تجوز طاعة ولي الأمر في قتال العراقيين طبعا بالنسبة للسعوديّين أم ماذا يعمل الجندي ؟ كيف يصنع ؟

الشيخ : الجندي إما أن يكون متطوعا وإما أن يكون مكرها فإذا كان متطوعا فظني أنّكم أخذتم الجواب .

السائل : نعم .

الشيخ : أما إن كان مكرها فلا ينبغي أن لا يوجهع رصاصة إلى صدر مسلم وإنما إلى الكافرين هذا ما قبل الأخير والأخير ما هو ؟

السائل : الأخير بردوا ما جاء في الصحيح صحيح الإمام مسلم كنت قد قرأت الرسول صلى الله عليه وسلم ( الفتنة ها هنا وأشار إلى المشرق حيث يطلع قرن الشيطان ) من جهة المشرق ؟

الشيخ : من جهة إيش ؟

السائل : جهة المشرق ؟

الشيخ : مكة تقول .

السائل : لا .

الشيخ : جدة .

السائل : جهة المشرق .

الشيخ : آه المشرق نعم .

السائل : يعني يقول الفتن ها هنا .

الشيخ : وأشار إلى المشرق .

السائل : يعني هذه الأحداث الّتي نعيشها كأنّها فتنة وقد أخبر صلّى الله عليه وسلم عن ذلك وهل استنتاجي ولعل أضيف شيئا قليلا وهل الاستنتاج في دنوّ أقول يعني مجيء المهدي المنتظر وتكالب القوة الكافرة مع القوى العربية أقول من السعودية والعراقية والإيرانية وحدث وكلها تجتمع وتغزو الكعبة لوجود مثل هذا الرّجل فيها أم أن هناك أمور أخرى قد تحدث ؟

الشيخ : لا هذه ليست لها علاقة بما جاء ، حديث ( ألا إن الفتنة ها هنا ) إلى آخره وأشار إلى المشرق فلا شك أنّ المراد بها العراق وهي أيضا المراد بالحديث المعروف في صحيح البخاري ( اللهم بارك في شامنا اللهم بارك في يمننا ) و أعادها ثلاثا ثم قال قائل وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال ( هناك الزلازل والفتن وهناك يخرج قرن الشيطان ) فنجد المذكورة في هذا الحديث يتوهم كثير من الناس أن المقصود بها هي البلاد النجدية السعودية وهذا خطأ فاحش بالنسبة للروايات الحديثية التي تصرح بأن المقصود بها هي العراق ذلك أنه يوجد هناك رواية أخرى في هذا الحديث الذي أوله (  اللهم بارك في شامنا ) قالوا ( وفي عراقنا ) رواية مفسرة للفظة الأولى وهي ( في نجدنا )  ذلك لأن نجدا في اللغة العربية هو كل مكان مرتفع بالنسبة للمكان المنخفض فالعراق بالنسبة للمدينة نجد يعني مكان مرتفع هذه الرواية الأولى التي لا تسمح لنا بأن نفسّر قول السّائل وفي نجدنا بنجد المعروفة اليوم وإنما نجد هنا هي العراق رواية أخرى في صحيح مسلم أن رجلا سأل ابن عمر عن ذباب يقع على ثوبه فهل يتنجس ؟ فقال يا معشر أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( ألا إن الفتنة ها هنا  ألا إن الفتنة ها هنا ألا إن الفتنة ها هنا  يؤم بيده إلى العراق ) فصحيح أن هذه الأحاديث هي تنصب على العراق ولكن ذلك لا يصدق عليها أبد الدهر دائما وأبدا وإنما إذا قانت فتنة هناك فلا شك أنها من عموم هذا الحديث ويمكن والحالة هذه أن ندخل فتنة اعتداء العراق على الكويت هو أو هي من الفتن التي أشار إليها  الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة وختاما هذا يذكرني بما كنت ذكرت في بعض أجوبتي أنني أقول أن جلب السعوديين والحق أحق أن يقال جلب السعوديين أو الحكومة السعودية للصّليبين إلى بلادهم وباختيارهم هو شر أكبر من اعتداء العراقيين على الكويت هذا قلته أكثر من مرة والآن أختم هذه الجلسة بهذه الكلمة فأقول إن جلب السعوديين أو الحكومة السعودية لأني سأقول كلمة مضطرا إليها مع الأسف بيان للحقيقة كما أن حزب البعث العراقي لا يمثل الشعب العراقي كذلك الدولة السعودية لا تمثل الشعب السعودي بمن فيهم من أهل العلم والفضل  والصلاح والتقوى فسياسة الدول أو الحكومات العربية اليوم لا تلتقي مع رغبات الشعوب المسلمة وخذ مثالا لا يختلف فيه مشايخ السعوديين اليوم انتشار التماثيل والصور في الدوائر الحكومية التي هذا الانتشار الذي ينافي دعوة التوحيد وينافي ما كان يقوله ولا يزال يقوله رجال التوحيد فهذا كله يمثل أن الدولة في كل الشعوب الإسلامية لا تمثل شعوبها وعلى ذلك فأنا أقول أن استجلاب الحكومة السعودية للحكومات الصّليبية مع أنه لم يصدر من الشعب السعودي وإنما صدر من الدولة السعودية فهو شر من استيلاء العراق على الكويت وأيضا هذا الاستيلاء لم يكن من الشعب و إنما كان من الدولة التي لا تمثل الشعب انظروا الآن كيف الشعوب في ناحية والدول في ناحية أخرى لكن مع هذا أقول مع أن جلب الصليبين إلى البلاد السعودية شر من اعتداء حزب البعث على الكويت فهذا الاعتداء من ثماره ذاك الجلب ,أي اعتداء الحكومة العراقية هي السبب في جلب هذه المصيبة وهي الاستعانة بالكفار وجلبهم إلى بلاد الإسلام وكنت أقرب هذه الحقيقة بمثل عربي قديم " قال الحائط للوتد لما تشقني قال سل من يدقني " .

السائل : باالله يا شيخ هل يجوز للسعودي أو من ينطوي مع السعودي من المنتمين معه يعني في القتال أن يقتلوا الأمريكي أو يكون معاهدا بمنزلة المعاهد لا يجوز قتله ؟

الشيخ : كيف لأن هذه أو ضيعت الموضوع شوية حدد  كلامك ؟ هل يجوز للسعودي ؟

السائل : هل يجوز للسعودي أو من ينضم معهم من المسلمين المصري والسوري وغيرهم أن يشهروا سلاحهم في قتل الكفار من الأمريكان ؟

الشيخ : غدرا أم إعلانا ؟

السائل : غدرا إعلانا لا يمكن ؟

الشيخ : ما يجوز .

السائل : لأنه معاهد على أساس يا شيخ ولا .

الشيخ : أي نعم .

سائل آخر : حتّى و لو أثناء المعركة ؟

الشيخ : ما يجوز لذلك أقول غدرا أم إعلانا ؟

سائل آخر : من باب الحنكة القتاليّة مثلا ؟

الشيخ : هذا ما يعطي نصر بيقتل خمسة عشرة عشرين مائة ألف ألوف هل هذا يخرجهم من بلاد الإسلام ؟

السائل : لا والله .

الشيخ : بالعكس رايح يعيد التاريخ نفسه كما يقال الانتفاضة الفلسطنية يقتلون يهوديا فيقتل مقابله خمسة , عشر من المسلمين .

السائل : ... ؟

الشيخ : نعم بل تقريبا وهكذا لو غدر بأمريكي واحد فسيقتل المسلمون بالعشرات وبالمئات .

السائل : شيخنا ... .

الشيخ : اصبر . نعم .

السائل : سؤال الثاني يا شيخ ، بالنسبة هل يجوز لعالم بارز موجود مثلا في السعودية إلى أن يلجأ إلى أن يفتي بخلاف ما يعتقد خشية وقوع فتنة ما لأنه لو أفتى بخلاف ما تبنته حكومة المملكلة لوقعت فتنة بين الحكومة وبين أهل الدين وقد ينطفئ نور الدعوة بسبب هذه الفتنة فليجأ إلى الفتوى بخلاف ما يعتقد ؟

الشيخ : الله أعلم هو واجتهاده هذه مسائل شخصية لا يمكن أن تنضبط بقواعد لأنه كما تعلم قوله عليه السلام ( من رأى منكم فليغيره بيده ) إلى آخر الحديث ، حتى يقول ( فبقبله وذلك أضعف الإيمان ) كذلك كما فعلوا اليوم فيما كنا في صدده سوغوا و جوزوا هذه الفتنة الكبرى بظنهم دفعا للمفسدة التي هي أكبر منها فأنت عدت الآن إلى نفس السؤال لكن مصغرا البحث كان في دولة مع دولة الآن فرد مع دولة اليوم هو ونفسه وهو أن تقديره بوقوع الفتنة الكبرى يا ترى مصيب أم مخطئ ؟ نحن نقول إن الرسول عليه السلام نهى عن الخروج على الحاكم المسلم لكنه أباح الخروج إذا رأوا كفرا صريحا بواحا فإذا لم يكن ذلك لا يجوز الخروج ولكن هل معنى ذلك أنه لا يجوز الصدع بالحق ؟ إذا ما تنهى بالأمر والنهي عن المنكر وماذا نفعل حين ذاك بقوله عليه السلام ( أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر ) إذا قلنا إن فلانا أفتى بخلاف ما يعتقد خشية أن تقع فتنة أكبر من هذه الفتنة هذا يعود بينه  وبين ربه يا ترى تصوره كان أولا صحيحا وثانيا لم يكن هناك للنفس هوى هذا بينه وبين ربه أما أنا أقول أن هذا التصور خيالي كما شرحناه آنفا بالنسبة لتصور الدولة السعودية أن جلب الصليبيّين إلى بلاد المسلمين والذين لا يمكن إخراجهم إلى بجهد أكبر مما لو استولى العراقيون عليهم هذه هي بس أنت بارك الله فيك صغرت المثال وهو جزء مما سبق من الكلام ولا يختلف الأمر أبدا .

السائل : جزاك الله خيرا .

الشيخ : وإياكم ... وأنه سيصبح الأمر هناك كما سيصبح الأمر في الانتفاضة ... يقتل الكافر فيقتل مقابله عشرات المسلمين سمعت هذا  الكلام ؟

السائل : لسّى

الشيخ : لسّى الله يهديك ، نحن قلنا وقلت أنا بعبارة يقتل يهودي فيقتل مقابله عشرة وهو إيش قال ؟

السائل : مائة .

الشيخ : مائة فأنا ما حبت أبالغ قلت في مقابل قتل المسلمين برجل من اليهود يقتل من المسلمين عشرة فهو ثنى عليّ قال لا بل ومائة وين كنت أنت فالآن نتصور أنك أنت في الجيش السعودي اللي عم يقاتل مع الأمريكان لمن للمسلمين العراقيين إلى آخره فأنت قتلت أمريكي أمامك أما إذا كان وراءك فانكشفت لكن أنت ما راح تنكشف فيما بعد ؟

السائل : رايح انكشف .

الشيخ : رايح تنكشف فرايح تقتل أنت وناس معك آخرون ولذلك يجب على الإنسان يفكر تفكيرا صحيحا لمعالجة الأمور التي هي غير طبيعية ، لذلك قلت غدرا أم علنا ؟ علنا يجب أن الحقيقة لكن مع الأسف :

" ولو ناديت لقد أسمعت حيّا ***  و لكن لا حياة لمن تنادي

 ولو نارا نفخت فيها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رمادي " ينبغي للشعوب الإسلامية أن يثوروا على هؤلاء الأمريكين والبريطانين لكن هل هناك شعوب تستطيع أن تثور ؟

" لو ناديت لقد أسمعت حيّا ***  و لكن لا حياة لمن تنادي " انصرفوا راشدين ... .

الشيخ : تفضل .

السائل : نأمل من شيخنا أن يتفضل علينا بالإجابة على سؤال يطرحه بعض إخواتنا من طلبة العلم وهو لو تصورتم أنكم تعيشون في هذه الأحوال في السعودية وحالكم كحال ابن باز مثلا فهل ستتغير فتوتكم عما هي عليه الآن بالنسبة لوجود الأجانب في أراضي الحجاز وجزاكم الله خيرا

الشيخ : لا يكون هذا السؤال من وحي الساعة الأرض مسكونة هلاّ , في الحقيقة أنه مثل هذا السؤال ورد عليّ في بعض المجالس منذ بعض الأسابيع لأننا كنا في جلسة وكان الحاضرون فيها مع الأسف إذا صح التعبير مثلا متعرقين وجرى نقاش كثير لنقنعهم من الناحية الشرعية أن استحلال صدام حسين للكويت ليس مشروعا وجرى بحث طويل في هذا الصدد وكان مما جاء في كلامي أنني قلت إن هذا الاعتداء السيء والمخالف للشرع كان من آثاره فتن ومفاسد كثيرة وكثيرة جدا أنا طبعا أقدم الآن الخلاصة منها أن الحكومة السعودية استنصرت بالكفار وأن هذا الاستنصار المخالف للشرع هو من آثار ذلك الاعتداء الباغي من صدام على الكويت ونزعت في تلك المجلسة إلى مثل عربي وجميل ومناسب للتمثيل به ألا وهو قولهم " قال الحائط للوتد لما تشقني قال سل من يدقني " فاستغرب بعض الحاضرين تصريحي بأن الدولة السعودية أخطأت وخالفت صريح القاعدة الإسلامية التي وضعها الرسول عليه السلام الذي كما وصفه الله في القرآن بقوله (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وليست قاعدة فقهية يمكن أن تكون قاعدة مذهبية عند بعضهم ومخالفة لآخرين من الفقهاء , هذه القاعدة إنما من وضع الرسول عليه السلام وتشريعا عن الله عز وجل وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم ( إنا لا نستعين بمشرك ) وفي الحديث الآخر الذي رواه الحاكم في المستدرك بلفظ ( إن