About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 318
الشيخ : يا أخواننا يجب أن تعلموا هذا الحديث ، قال عليه الصّلاة والسّلام ( إذا أقبل الّليل من ها هنا ) وأشار إلى المشرق ( وأدبر النّهار من هنا هنا ، وغربت الشّمس فقد أفطر الصّائم ) لذلك فمن الوهم ومن الخطأ الفاحش ، أن نتوهّم أنّنا إذا رأينا الشّمس غربت من هنا ، بنقول والله هنا في جبل ، أو نقول كما قال القائل الآخر فيه أبنية , طيّب ننظر نحن هل أقبل الليل من هنا هنا أم لا ؟ فإذا كان الضّوء النور يلي فوق منا ، نور النهار ضوء النهار ، إذا كان لا يزال ممتدّا إلى المشرق وهو كذلك إلى المغرب ، ولو غربت الشّمس فما أفطر الصّائم لكن إذا أقبل اللّيل من ها هنا يعني بدأ الظّلام يهجم علينا من جهة الشّرق، وبدأ النّور ضوء الشّمس يغيب وراء الأفق ، والشّمس أيضا فعلا غربت ، قال عليه السّلام ( فقد أفطر الصائم ) ولذلك فنحن لا نستطيع أن نتصوّر وضعا تتجمّع فيه هذه الأوصاف الثلاثة , أقبل اللّيل من ها هنا وأدبر النّهار من ها هنا ، وغربت الشّمس ونقول لا ما صار وقت الإفطار ، هذا صدم لحديث الرّسول عليه السّلام ، هو يتكلّم بلسان عربيّ مبين ، فيقول إذا أقبل ... تكون في البدهيّات الآن إذا كانت الشّمس نراها بعيننا قرص الشّمس عم تنزل عم تنزل حتّى صار فيه تماسّ بين دائرة الشّمس السّفلى من تحت مع الجبل أو مع الأبنية ، ثم بدأ قرص الشّمس يغيب يغيب يغيب حتّى لم نره ، ألا يجوز أن نقول لغة وشرعا وعرفا غربت الشّمس ؟ فما بالكم تشكّون في البدهيّات غربت الشّمس ، كلّ ما يمكن أن يجعلنا نتوقّف هو أن نرى ضوء النّهار شرقا ووسطا ، وغربا لا يزال كما كان هذا بخلّينا نشكّ ، لكن الواقع ليس كذلك , والله أكبر الله أكبر.الآن يؤذّن لصلاة المغرب .
الشيخ : ليس بأسود يعني مائل للسّواد .
السائل : مائل للسّواد .
الشيخ : يعني الرّسول كان يخضب بالحنّاء والكتم كذلك أبو بكر وعمر .
السائل : والكتم يميل إلى السّواد ، وهناك نصّ حديث كأنّي وقفت بردو بأنّه نهى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن الصّبغ بالسّواد .
الشيخ : نعم ، وقال ( وجنّبوه السّواد )
السائل : الكتم لا يعتبر من السّواد ؟
الشيخ : وحده قد يعتبر من السّواد ، لكن كتم وحنّاء .
السائل : مخلوط .
الشيخ : أي نعم .
السائل : جزاكم الله خيرا .
السّائل : تأويل المنامات .
الشيخ : نحن ما نعرف هذا الشّيء ، تأويل المنامات ، ليس عندنا في الشّرع ما يعلّمنا كيف يكون التّأويل .
السائل : عندنا في مصر ، يصلّون صلاة الفجر بعد الأذان بحوالي خمس دقائق أو أقلّ ، فإذا قدّر لأحدنا أن يصلّي بالنّاس إماما ، فماذا يصلّي ؟ هل من الممكن خشية الفتنة لأنّ هؤلاء لن يردّوا عليه ، أن ينوي نيّة قيام اللّيل وهم يصلّون خلفه الصّبح أو الفجر ، ثمّ بعد ذلك يصلّي الصّبح إذا جاء وقته ؟
الشيخ : سؤالك هذا كأنّه مبنيّ على أنّ المشكلة القائمة هنا ، قائمة هناك أيضا ، أ كذلك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعني أنتم متأكّدون إنّه في مصر ، المصيبة كما هنا ، يؤذّنون قبل الوقت ؟
السائل : نعم ، وقال ذلك جماعة أنصار السّنّة ، قالوا أنّ الأذان يعني بعد أن تبيّنوا ذلك ، أنّ الأذان يؤذّن قبل دخول الفجر, بحوالي إحدى وعشرين دقيقة تقريبا .
الشيخ : هذه تبدو مصيبة عامّة ، فالجواب بناءا على ما ذكرت ، أن يصلّي بهم تنفّلا تطوّعا .
السائل : تطوّعا .
الشيخ : ثمّ هو يصلّي فريضته بعد أن يتيقّن من دخول الوقت .
السائل : خشية الفتنة .
الشيخ : نعم .
السائل : أحسن الله إليكم .
السائل : سؤال لو سمحت يا شيخ هل يلزم الإمام الإطالة في القراءة في صلاة التروايح ؟
الشيخ : هل يلزم الإمام أن يطيل القراءة في صلاة التراويح ؟
السائل : نعم ، نعم .
الشيخ : إذا كنت تعني بقولك يلزم بمعنى الوجوب فالجواب واضح بأنه لا يلزم ، أمّا إن كنت تعني هل يشرع له ذلك ؟ فالجواب يشرع ، فأيّهما تعني ؟
السائل : يعني لو قرأ آيتين في الركعة الواحدة .
الشيخ : أنا سألتك وما أجبتني ؟
سائل آخر : لو سمحت يا شيخ ممكن أوضح سؤاله
الشيخ : هل تسمح له أن يوضّح سؤالك ؟
السائل : يتفضل .
الشيخ : طيّب
سائل آخر : أنا أوضّح سؤاله ، الناس عندنا هنا ...
سائل آخر : هذا يوسف
الشيخ : ما شاء الله أنبته الله نباتا حسنا ..
سائل آخر : يا سيدي الشيخ الناس عندنا يزعلوا ويتضايقوا من الإمام الذي يطيل القراءة في صلاة التّراويح
الشيخ : نعم .
سائل آخر : وبعضهم بدوّر على الشيخ يلّي بسرع ويقرأ آية أو آيتين ، وينهي صلاته ، في كلّ ركعة ، كويس ؟ فالآن بعض المشايخ يشهّر فيهم بأنه والله هذا بطوّل وهذا بيقعد للسّاعة تسعة وكذا ، فالأخ سألك السّؤال حتّى أنت تفتيه ، هل الشيخ يلي بطوّل في الصلاة أو في القراءة إنّه صحيحة صلاته ، أو هي صحيحة صلاته لكن شو الحلّ حتّى يرضي النّاس ، الشيوخ بدّها ترضي النّاس ، ففي ناس بيرضيهم إنّه يصلّي بهم بسرعة ، وفي ناس بيرضيهمش بيطوّل فهذا في حيرة ؟
الشيخ : أنا جوابي كان واضح يا أخانا ، إطالة القراءة في صلاة التروايح سنّة ، لكن ليس بالأمر الواجب ، بمعنى لو أنّ الإمام قرأ في كل ركعة الفاتحة فقط ولا أضاف إليها ولو آية واحدة فصلاته صحيحة لكن المسلم ، لماذا يصلّي صلاة التروايح هل هي فرض عليه ؟ ليست فرض عليه .
سائل آخر : تقرّب إلى الله .
الشيخ : وإنّما تقرّب إلى الله ، لماذا لا يتقرب هؤلاء الناس يلي عم بتقولوا عنهم ، بطلبوا المشايخ يلي بخففوا القراءة ، ليش ما بيتقرّبوا إلى الله بالاستماع لتلاوة القرآن ، ولو مثلا خمس آيات أو ستّ آيات ؟ لأنّهم هؤلاء يحضرون وأنا بقول آسفا ، يحضرون وقلوبهم ليست في الصّلاة ، هذا من جهة ومن جهة ثانية لا يعرفون كيف كانت صلاة الرّسول عليه السّلام حينما كان يصلّي بالناس ، لقد جاء في حديث أبي ذرّ في سنن أبي داوود ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قام بهم ليلة ، حتّى كاد أن يدركهم الفلاح ، يعني حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح ، وفي زمن عمر بن الخطاب حينما كانوا يصلّون صلاة القيام ، أي صلاة التروايح كان الإمام يطيل القراءة ، إلى درجة أنّ بعض المصلّين كانوا يضطرّون أن يتّكئوا على العصيّ وكانوا إذا انصرف الإمام من صلاة القيام ، الشّاطر منهم قبل يلحق بيته ، ويعجّل الخدم ويحضّروا له السّحور ، قبل أن يطلع الفجر ، أين نحن يا جماعة من أولئك الأوّلين ؟ فأنتم لازم تنعكس القضيّة ، إذا شفتم إمام ولا مؤاخذة بالتّعبير السّوري عم يجعلك الصّلاة يعني يستعجل فيها ، ويقرأ الفاتحة وبسرعة وربمّا بنفس واحد ، على طريقة ذلك الصوفي ، ثمّ يجيب بعد الفاتحة آية قصيرة ولو كانت (( مدهامّتان )) والله أكبر ، بدل ما تقولوا لهذا الإمام ، يا جماعة ما فهمنا شيء من هذه الصلاة غير ركعنا وسجدنا وهضمنا ، أما ما سمعنا شيء من تلاوة القرآن ، بدل ما بتقولوا للإمام يلّي عم يعجّل لصلاة القيام طوّل شويّة القراءة واقرأ سورة طويلة ، ولو يعني في ركعتين حتّى يعني نطمئنّ لكلام الله عزّ وجلّ ، لكن النّاس كلّ النّاس ، إلا ما شاء الله وقليل ما هم ، هم في غفلة ساهون ، الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان يقول ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ) اليوم الناس ما بيفكّروا ، إنه هو بدّه يصلي القيام من أجل أن ينال مغفرة رب العالمين ، لا , كأنه حمل في رقبته وبده يضعه ، مش هيك الصلاة يلّي ما بدّه يصلّي صلاة القيام ، باطمئنان وركوع وخشوع وتلاوة القرآن ، يصلّي الفرض على مذهب ذلك الأعرابي يلّي جاء للرّسول عليه السّلام وسأله عمّ فرض الله عليه ؟ قال له ( خمس صلوات في كلّ يوم وليلة ، قال هل عليّ غيرهنّ ؟ قال لا إلاّ أن تطوّع ، قال والله يا رسول الله ، لا أزيد عليهنّ ولا أنقص ) يلّي ما عجبه صلاة القيام أن تكون طويلة ونقول طويلة يعني شويّة وإلاّ نحن ما شفنا القيام الطّويل لسّى ما شفناه ، لكن طويلة شويّة بالنسبة للأئمة الآخرين ، يلّي ما بدّه الصّلاة هذه يتبنّى مذهب ذاك الأعرابي ويصلّي الصّلوات الخمس ويتوكّل على الله ، ( أفلح الرجل إن صدق ) ( دخل الجنّة إن صدق ) لكن يا ترى إذا قلنا للجماعة يكون مذهبكم على مذهب ذاك الأعرابي ، أو ذلك البدويّ ، مش رايح الإمام يخلص منهم ، لماذا ؟ مش بدهم يصلوا الصلوات الخمس كذلك الأعرابي ؟ رايحين يقولوا يا أخي طوّلتها في صلاة الفجر بخاصّة ، طوّلتها ، طيّب شو بقي لهم أن يصلّوا في الصّلوات الخمس ، إذا هذه قصّرها ، وهذه قصّرها فما بقي له إلا الشّيء القليل والقليل جدّا ، لذلك الرّسول لما قال ( أفلح ) يعني الصّلاة يلّي كان يصلّيها وراء الرّسول ، مش الصّلاة يلّي يصلّيها هو ، ( فمن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فلازم المسلم يحطّ في باله ، إنّه هو بدّه يصلّي صلاة التّروايح اتّباعا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم أوّلا , ثمّ لعلّ الله يغفر له ذنوبه ، أمّا والله نلحق الشيخ يلّي قراءته أخفّ ، هذا مش إسلام أبدا ، نصلّي الصّلوات الخمس وبسّ كما قلنا , تفضّل .
السائل : فضيلة الشيخ الواقع ، إنّه الجلوس مع فضيتلك يعني أمنية .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : وأغلب الأسئلة الّتي طرحت ، هي تناولت الجزئيّات .
الشيخ : أي نعم .
السائل : وهذه الجزئيّات في تصوّري ، لو أنّ كلّ واحد منّا استطاع أن يفرّغ شيء من وقته ، ويبذل شيء من ماله لشراء بعض كتب الفقه ، لاستغنينا عن هذه الأسئلة ، لأنّه قد يجد لها أجوبة ، لكن كما تعلم فضيلتك نحن اليوم في دوّامة ، وكأنّ الإسلام في انحسار ، بالنسبة لمجتمعنا والسنة ضائعة ،وإن قلت لإنسان هذه سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لك أنا ألتزم بالفرض ، وأظنّ خير من يجّلي موقع السّنّة ومركز السّنّة ، في الشّرع الحنيف وفي ديننا ، هو فضيلتك ، نحن نعلم أنّنا قد نطيل عليك ، ونعلم أن هنالك ظرف وقد تكون بحاجة لأن تغادر ، ولكن هذه القضيّة بالذّات ، يعني بيانها وبيان موقع السّنّة لأنّه يتعرّض منّا كثير من النّاس ، الحديث الذي تفضّلت به قبل قليل ، حديث الأعرابيّ يلّي قال للرّسول عليه الصّلاة و السّلام ( ما فرض عليّ ) ، أنا بالأمس سمعته ، وإنسان ناقشني فيه ، يقول لي إيش التّراويح يعني ؟ قلت له هذه سنّة ، قال ماذا قال الأعرابيّ للرّسول مطلوب منه خمسة ، والزّكاة ، وخلاص وبفوت الجنّة ، فالواقع الجهل المطبق لهذه الأمّة ، بالنّسبة للسّنّة الشّريفة ، ثانيا كما تفضّلت قبل قليل في المسجد ، الجهل بالقرآن الكريم وبمنزلة القرآن الكريم ، هو الّذي يدفع كثير من النّاس إلى إهمال السّنّة ، وأحيانا إلى الاستهتار بها ، فلو تكرّمت فضيلتك بأن تبيّن لنا موقع السّنّة من التّشريع وكيف نستطيع ولو بإيجاز ، كيف نستطيع أن نفهم ما نتلوا ونقرأ من القرآن الكريم وجزاك الله خيرا ؟
الشيخ : بارك الله فيك ، هذا سؤال مهمّ جدّا وواسع ، ولا يكفي فيه جلسة ولا جلسات ، وبخاصّة كلمتك الأخيرة كيف نفهم القرآن المشكلة إذا سأل أعجميّ عربيّا ، فقال له كيف نفهم القرآن ؟ بدّنا نقول له روح وتعلّم اللّغة العربيّة ،وتعلّم ألف باء بالأساليب العربية ، والأحرف العربيّة وتعلّم النّحو والصّرف واللّغة إلى آخره ، نفس هذا الجواب الآن يوجّه للعرب ، لأنّه كما أنّه كان قديما يوجد أعاجم استعربوا أي صاروا عربا ، ومنهم كبار الأئمّة في مختلف العلوم ، فأبو حنيفة مثلا في الفقه ، وسيبويه في اللّغة ، والبخاريّ في الحديث ، والزّمخشري كذلك في اللّغة العربيّة وهكذا الآن انعكس الموضوع العرب استعجمت , العرب صاروا أعاجم ولذلك فهم لا يكادون يفقهون قولا ممّا جاء في القرآن أو جاء في الحديث ، وذلك فسؤالك في الواقع , الأخير من سؤالك ، أمره واسع و واسع جدّا ، يجب على عامّة المسلمين العرب ، أن يستأنفوا تعلّمهم للّغة العربيّة ، لأنّ لغتهم وراثيّة ليست تعلمية ، إذا صحّ التعبير ، ومع الزّمن دخل فيها العجمة ، وما عادوا يفهموا قال الله قال رسول الله ، فالقضيّة تحتاج إلى تعلّم من جديد ، وهذا أمر واسع كما يشعر كلّ إنسان ، أمّا موضوع السّنّة ، السّنّة في الواقع لها دلالات في الشّريعة فسنّة لا يجوز الاستهانة بها ، وهي فرض وسنّة أخرى هي من الباب الذي ذكرته آنفا ، في حديث الأعرابي أما السّنّة الأولى فهي الطّريقة الّتي سار عليها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في تطبيق القرآن وأحكام الإسلام ، هذه الطّريقة يجب على كلّ مسلم أن يتبنّاها ، ابتداءا مجملا وانتهاءا تفصيلا ، والسّنّة بهذا المعنى هو المقصود بالحديث الصّحيح ( من رغب عن سنّتي فليس منّي ) وهذا الحديث له مناسبة وهي الّتي توضّح المراد من هذا الحديث الشّريف ( من رغب عن سنّتي فليس منّي ) لأنّ المقصود بهذا الحديث من رغب عن طريقتي ، وعن منهجي وسلوكي في حياتي بعامّة ، فهو ليس منّي ، وليس المقصود مثلا ، من ترك سنّة الظهر أو سنّة العصر ، لا ، هذا يدخل في حديث الأعرابي الّذي ذكرناه آنفا ، لكن هذا الإنسان الّذي أشرت إليه في كلامك ، يلّي قال لك شو صلاة التّروايح ؟ وجاب لك حديث الأعرابي هذا طبعا لنا معه كلام ثاني ، لعلنّا نستطيع أن نعود إليه بعد أن أتمّم كلامي ، حول حديث ( من رغب عن سنتي فليس مني ) هذا الحديث جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن رهطا من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، جاؤوا إلى نساء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسألوهم عن عبادته ) عن قيامه في اللّيل ، وصيامه في النّهار وإتيانه النّساء ، فكان جوابهنّ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقوم يصلّي في اللّيل وينام ، يعني ليس نائما طيلة اللّيل ، ولا هو قائم يصلّي طيلة اللّيل ، وإنّما يجمع بين الرّاحة وبين العبادة ,وبخصوص الصّيام , فهو يصوم ويفطر أيضا تعني النّساء أنّه عليه السّلام ما كان أيضا يصوم دائما أبدا ، يعني ما كان يصوم الدّهر ، ولا هو أيضا مفطر الدّهر، وإنّما تارة كان يصوم وتارة يفطر ، ثم هو بشر يأتي النساء ويغتسل ، يقول أنس لما سمع الرّهط كلام نساء الرّسول عليه السلام ، وهذه عبادته قال ( فتقالّوها ) أي وجودوها قليلة ، لكن رجعوا إلى أنفسهم يعلّلون خطأهم وقولهم أنّ هذه عبادة قليلة ، ونحن كنا نتصوّر أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غير هيك ، فعلّلوا قلّة العبادة حسب ظنّهم ، بقولهم ( هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) كأنّ لسان حالهم يقول شو بدّه بقى الرّسول متعّب حاله ، يقوم اللّيل كلّه ويصوم الدّهر كلّه لماذا ؟ حاط رجليه بماء بارد واستراح لأنّ الله غفر له ذنبه ، هذا خطأ فاحش منهم ، وهذا جهل منهم أوّلا جهل بالسّنّة ، السّنّة لا تعني الإنسان يكون دائما في العبادة ، في العبادة ، لأنّ هذا سيؤدّي إلى الإخلال بحقوق أخرى ، كما أنّه لا تعني سنّة الرّسول وحياته إنّه دائما في أمور الدّنيا لا يصوم ولا يصلّي تطوّعا وإنّما كما قال تعالى (( وكان بين ذلك قواما )) فهم عندما علّلوا الأمر بما سمعتم ، قال أحدهم ( أمّا أنا فأصوم الدّهر ) لأنّه هو يريد ينال مغفرة الله ، ما هو السبيل في زعمه ، أن يصوم الدهر كله ، الثاني قال ( أنا أقوم اللّيل كلّه ) الثّالث قال ( أنا لا أتزوج النّساء ) وانصرفوا ، لمّا جاء الرّسول عليه السّلام ، وذكر نساءه له ما سمعن من كلام الرّهط دخل المسجد وجمع النّاس وخطبهم قائلا ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) يعيد كلامهم ( ما بال أقوام يقولون أنا أقوم الليل ولا أنام ، وأنا أصوم الدهر ولا أفطر وأنا لا أتزوج النساء ، ما بال أقوام ) يقولون كذا وكذا وكذا ( وأما إنّي أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إنّي أصوم وأفطر وأقوم اللّيل وأنام ، وأتزوّج النّساء فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ) هذه السّنّة أي معرفة ما كان عليه الرّسول عليه السّلام ، من منهجه في حياته في عبادته ، هذا أمر يجب على كلّ مسلم أن يكون على علم به ، وإلّا وقع في مثل ما وقع صاحبك الّذي أشرت إليه آنفا ، هذا الرّجل ، ذكر حديث الأعرابيّ ، ونحن نؤيّد حديث الأعرابي لكن ما نريد أن يكون المسلمون كلّهم أعرابا ، ولا نريد أن يكون المسلمون كلّهم يقتصرون في العبادة فقط على الفرائض وإنّما نريد منهم أيضا أن يحافظوا على كثير من السّنن ، السّنن الّتي لا تجب على المسلمين وإنّما هي سنن مستحبّة بالنّسبة إليهم فنحن نريد من المسلمين ، أن لا يكونوا كذلك الأعرابي ، وإنّما أن يكونوا كأصحاب الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ، الّذين كانوا حريصين كلّ الحرص ، على اتّباع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبادته حتى مع الغلوّ مع المبالغة يلّي الرّسول عليه السّلام أنكرها على الرّهط فقد صام النّبي صلّى الله عليه وسلم ، ذات يوم صيام تطوّع وواصل , واصل اللّيل بالنّهار فاتّبعه في ذلك بعض أصحابه ، فلمّا رأى ذلك عليه الصّلاة والسّلام منهم أنكر ذلك عليهم ، أنكر عليهم المواصلة ، وقال لهم إن كان لا بدّ أحدكم يواصل ، فمن السّحور إلى السّحور أي لا بدّ من السّحور هذه رخصة ، قالوا له يا رسول الله إنّك لتواصل ، فقال عليه الصّلاة والسّلام ( إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني ) أي هنا نحن نأخذ شيئين الشّيء الأوّل له علاقة بالرّسول وخصوصيّة له ، إنّه يبيت عند ربّه يطعمه ويسقيه ليس طعاما ماديّا ، ولا سقيا ماديّة ، وإنّما طعام وشراب معنويّ كما يقولون اليوم روحانيّ لكن في الوقت نفسه قال لأصحابه ( إنّكم لستم كهيئتي إنّي أبيت عند ربّي ، يطعمني ويسقيني ) فنهاهم عن المواصلة ، لأنّه فيها إتعاب للإنسان ، أكثر ممّا يطيق لكن هذا الّذي أنكره الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إنّما هو أن يعتاد الإنسان عادة على خلاف سنّة الرّسول عليه السّلام ومنهجه كما جاء في حديث أنس ( أصوم وأفطر ) مش دائما صائم ، ومش دائم مفطر ، فإذا لا ينبغي للمسلم أن يكون أعرابيّا يقتصر على المحافظة على الفرائض فقط ، وبخاصّة إنّه صلاتنا نحن اليوم يا معشر المسلمين ، يا معشر من يريد أن يقلّد الأعرابيّ ، ولا يريد أن يتّبع الرّسول عليه السّلام الذي قال مثلا ( من صلّى أربعا قبل الظّهر وأربعا بعد الظّهر حرّم الله بدنه على النّار ) فأنا أقول للمسلمين اليوم لا ينبغي أن يكون قدوتهم الأعرابي وإنما أن يكون قدوتهم هو من قال الله عزّ وجلّ في حقّه (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) فاليوم من غفلة المسلمين وجهلهم ، إنهم يتخذوا الأعرابي حجّة بينهم وبين الله ، ونسوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو القدوة فقط ليس غيره إطلاقا ، وأقول يجب على المسلمين اليوم ، أن يحرصوا على الاقتداء بعبادة الرّسول وبسننه لا يزيدوا عليها ولا ينقصوا منها ، لماذا ؟ لأنّ الفرائض يلّي بأدّوها اليوم هي نفسها ناقصة ، وهنا عبرة لمن يعتبر ، قلنا نحن آنفا الأعرابيّ بزمن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يشوف الرّسول ويصلّي الصّلوات الخمس وراء الرّسول وتكون صلاته مقبولة إن شاء الله ، قال ( إن صدق ) يعني إن ثبت على ذلك ، أما اليوم فأنتم شايفين أئمّة المساجد صلاتهم بالتّعبير السّوري أيضا مجعلكه ، فما بالكم بالنسبة لأفراد الناس ولعامّتهم ، هنا يأتي قوله عليه الصّلاة و السّلام ( إنّ الرّجل ليصلّي الصّلاة وما يكتب له منها ، إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها أو سدسها أو خمسها أو ربعها أو نصفها ... ) بالكثير وبأحسن الأحوال يكتب للإنسان نصف الصّلاة ، يا ترى هؤلاء الّذين جعلوا الأعرابيّ ذاك قدوة لهم ويريدون أن يكتفوا في أداء الصّلوات الخمس فقط ، أنا على مثل اليقين أنّها ناقصة بل إن شاء الله تكون مقبولة ، مش فقط له عشرها ، لا يكون له منها في المائة لأن تكون مقبولة ، لماذا لأنّ أكثرهم لا يطمئنّون في الرّكوع وفي السّجود ، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام ( لا تجزئ صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ) وقال في حديث آخر ( أتدرون من السّارق ؟ قالوا السّارق فينا من يسرق المتاع , قال لا ، السّارق فيكم من يسرق من صلاته قالوا وكيف يسرق من صلاته ؟ قال لا يتمّ ركوعها وسجودها ) فأنا في اعتقادي اليوم ، أكثر النّاس خاصّة أولئك الذين رضوا أن يكون الأعرابي قدوتهم ، لاشكّ أنّهم يسرقون صلاتهم فهؤلاء إذا ما حافظوا على السّنن الرّواتب ، ومثل الآن في رمضان بالسّنة شهر واحد ، هؤلاء رايحين يأتوا يوم القيامة وصلاتهم ناقصة ، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام ( أوّل ما يحاسب العبد يوم القيامة الصّلاة ، فإن تمّت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر ) إذا كنت أرضى ، عمّن يريدون أن يقلّدوا الأعرابيّ ، أنّه تكون صلاتهم كاملة ، لأنّه حينئذ يصدق فيهم قوله ( دخل الجنة إن صدق ) أمّا ونحن نرى بأعيننا أن أقلّ النّاس هم الذين يحسنون صلاتهم ، فهؤلاء يلّي صلاتهم ناقصة ضروري أن يحافظوا على السّنن للحديث التّالي وبه أنهي هذه الجلسة قال عليه الصّلاة والسّلام في بعض روايات الحديث السّابق ( فإن نقصت صلاته قال الله عزّ وجلّ لملائكته ، انظروا هل لعبدي من تطوّع فتتمّوا له به فريضته ) إذا النّقص يلّي بدّه يقع من صلاة المسلم في الفرض يسدّد على حساب النّوافل ، فإذا كان الإنسان ما في عنده نوافل ، رايح يضرب وجهه في تلك الصّلاة لما فيها من نقص ، فإذا الّذين هم أزهد النّاس بالسّنن وأحرص النّاس على المحافظة على الفرائض فقط هم يجب أن يكونوا أحرص الناس على المحافظة على السنن لأنّها منها يكمل النقص الذي يقع في فرائضهم ونسأل الله عزّ وجلّ أن يلهمنا رشدنا ويعلّمنا سنّة نبيّنا وأن يوفقّنا لا تّباعها والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : جزاك الله خير شيخنا .
أبو ليلى : شيخنا السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
أبو ليلى : عندنا الآن في الزرقاء ، كنت قد ذكرت لك من مدة إنه في أحد المعتوهين ، يدّعي أنّه صاحب الوسيلة والآن خرج واحد جديد
الشيخ : ما شاء الله
أبو ليلى : يقول أنّني أنا نبيّ
الشيخ : ما شاء الله
أبو ليلى : ونقلوا لي بعض الأخوة أنّه حصل الآن ، في هذا المسجد الذي يصلي فيه ، كثير من الفتن وكثير من النّاس ، يعني مالوا إلى قوله بأنّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، أعطاه الحصّة تبعته
الشيخ : ما شاء الله .
أبو ليلى : وأبو بكر أعطاه حصّته لكن وزّعها على أصدقاءه وأصحابه .
الشيخ : يا سلام !
أبو ليلى : وعمر رضي الله عنه ، كذلك أعطى حصّته لواحد من أصحاب هذا النّبيّ المدّعي
الشيخ : ما شاء الله !
أبو ليلى : فجاؤونا بعض النّاس ، ومن هؤلاء النّاس يا شيخي يعني ممّن يعني يميل لقوله يعني بأن في كلامه ، يعني كل ّكلامه قال الله قال الرسول وإيش فيها ؟
الشيخ : ما شاء الله !
أبو ليلى : أي نعم ، فقالوا نحن نريد الشيخ علي ونريدك أن نجلس مع هذا الأخ ، فقلت أنا والله يعني سمعت أكثر من مرّة ، أنّ مثل هؤلاء أن لا نضيّع وقتنا معهم ، وأحببت أن أستأنس برأيك يا شيخنا لأنّ الأمر الآن أصبح عام في الزّرقاء ، والرّجل هذا قد جلسنا معه قبل ثلاث سنوات ، وكان لعلّي قدر ذكرت لك شيخنا ، إنه كان يقول إنه عنده أنفاق من تحت الأرض أمرّ فيها .
الشيخ : يا عيني !
أبو ليلى : ومرّة من المرّات نزلت في الكويت ، وقد ذكرت له إيش وجدت في الكويت !؟ أين نزلت ؟ قال نزلت على دوّار يعني دوّار للسيّارات .
الشيخ : إيه .
أبو ليلى : وماذا رأيت هناك ؟ قال رأيت امرأة تلبس الثّوب القصير ، فما رأى سوى هذا ، فنريد منك نصيحة ، يعني أن تنصحنا أن نذهب إليه ، وأن نبين للنّاس دجل هذا الرّجل بالحجّة ، فنذهب وإلاّ فلا ، أو شيئا آخر ، أن نجلس معه ، ومع بعض النّاس لأنّه الآن يتكلّم الآن بشكل عامّ ، أمام العوامّ أمام طلاّب العلم ، من الإخوان من رجال التّحرير ، ومن الشّباب السّلفيّين ، فما هي نصيحتكم ؟
الشيخ : شو مال هؤلاء النّاس ؟
أبو ليلى : هؤلاء الناس يتكلم أمامهم ، يعني ليس فقط أمام العوام .
الشيخ : أيوة .
أبو ليلى : بل أمام بعض الطّلبة لكن الظّاهر لم يجرأ على محادثته أيّ أحد من هؤلاء ، نعم .
الشيخ : والله بيخطر في خاطري خاطرة ، إنّه أمثال هؤلاء النّاس الحمقى ، هؤلاء لا يصلح لهم إلاّ واحد يكون أبو صيّاح ، بتعرف شو بقصد ؟
أبو ليلى : طبعا شيخي .
الشيخ : لذلك أنا بنصح ، إنّك تروح لعند صاحبكم الجديد ، الشيخ ...
أبو ليلى : مفهوم .
الشيخ : الشيخ , وتشوف واحد يتغلّب عليه ، بس هيك يعني .
أبو ليلى : بس شيخنا الشيخ مش موجود الآن ، هو في فرنسا الآن .
الشيخ : ما شاء الله .
أبو ليلى : أنا متأكّد لو كان موجود هنا أقام الزّرقاء على رأسه أي نعم .
الشيخ : طيّب والله يا أخي هذا إسأله ، كلّ نبيّ له معجرة ، ما هي معجزتك ؟
أبو ليلى : هو مجدّد هذا القرن يا شيخي ...
الشيخ : معليش هذه دعوة ، شو المعجزة تبعه ؟
أبو ليلى : نعم .
الشيخ : هل أنت بتعرفه سابقا ؟
أبو ليلى : نعم ، أعرفه شيخنا .
الشيخ : هل هو مثقف أم غير مثقف ؟
أبو ليلى : الظّاهر عنده بعض الثقافة .
الشيخ : عنده بعض الثّقافة ، كم عمره ؟
أبو ليلى : يعني بحدود الأربعين .
الشيخ : آه ، قل له كل نبيّ كان يرسل على عمر الأربعين .
أبو ليلى : نعم .
الشيخ : فأنت اسأله أوّلا كم عمرك ؟ إذا قال لسّى ما وصل الأربعين ، قل له ما صرت لسّى نبيّ
أبو ليلى : نعم .
الشيخ : ثانيا قل له ما هي علامة نبوّتك ؟ شو في عندك معجزة وبرهان ؟
أبو ليلى : نعم .
الشيخ : الرّسول جاءه برهان القرآن وهي معجزة الدّهر أنت شو معجزتك ؟ هذا بدّه واحد يسخر منه يا أخي .
أبو ليلى : نعم والله يا شيخ .
الشيخ : لذلك لا تتعب حالك إذا أخذت واحد مثل هذا القصير يلّي جبته لعندي مرّة لهنا .
أبو ليلى : نعم .
الشيخ : وكان يشتغل عند الدّكتور تيسير ، فهذا يطلع من خرجه .
أبو ليلى : أيوة .
الشيخ : عرفته ؟
أبو ليلى : أبو أيوب ؟
الشيخ : يلي كان يشتغل عند الدكتور تيسير وبعدين ماش عارف شو صار عنده .
أبو ليلى : السّمين هذا ؟
الشيخ : السّمين السّمين .
أبو ليلى : نعم ، نعم .
الشيخ : هذا يطلع من خرجه .
أبو ليلى : والله ممكن ، جزاك الله خيرا يا شيخنا .
الشيخ : وإيّاك
أبو ليلى : خدمة يا شيخي .
الشيخ : سلامتك الله يجزيك خير .
أبو ليلى : الله يكرمك يا شيخنا
الشيخ : حيّاك الله .
أبو ليلى : معذرة للإزعاج .
الشيخ : عفوا عليك .
أبو ليلى : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : خلّي الدّور لأبو ماهر نعم إحكي
أبو ماهر : أريد أن أسأل سؤالا ، وهو حول حديث ورد على لسان ابن عبّاس رضي الله عنهما في فتح الباري يقول فيه ( لا تشبّهوا صلاة الوتر بصلاة المغرب ) .
الشيخ : حديث صحيح .
أبو ماهر : حديث صحيح .
الشيخ : نعم .
أبو ماهر : هل يقصد بالحديث ، أن لا تكون صلاة الوتر بركعتين وتشهّد وسط ثمّ الرّكعة الثّالثة وتشهّد أخير أم المقصود بأن تصلّى ركعتين منفردتين ثم ركعة واحدة ؟ أم المقصود بإتيان الثّلاث ركعات بتشهّد واحد ؟
الشيخ : إلاّ الصّورة الثّانية ، الأولى مقصودة ، والأخيرة مقصودة إلاّ الصّورة الثاّنية ، يلّي هي بتشهّد وسط دون سلام ، هذا المنهيّ عنه .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله . نعم .
السائل : سؤال مهمّ عندي ضيف قادم من مصر ، وضيف من العراق وحيد أبويه ، يريد أن يذهب إلى الجهاد ، و رغم أنّ أباه وأمّه يعني ليسوا بحاجة إليه من النّاحية المادية أو المال ، فهل يذهب إلى الجهاد أم يجاهد فيهما ؟
الشيخ : يوجد من يخدم أبويه ؟
السائل : لا .
الشيخ : إذا فليلزمهما فإنّ الجنّة عند رجليهما .
السائل : طيّب جزاك الله خيرا ، إذا لم يكونوا بحاجة إليه هل يذهب للجهاد ؟
الشيخ : يذهب ويجاهد .
السائل : هل الجهاد في أفغانستان الآن فرض عين كما قلت أنت بفتواك أم هناك في أحوال تجدّدت حول الفتن الطّائفية الداخلية فلا يجب الجهاد هناك ؟
الشيخ : بالنسبة للفتوى ما زالت قائمة .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإيّاك
السائل : أسألك ثانيا حول موضوع أسإلتي لا تتسجل ، أنا العهد إليك ...
الشيخ : في مين يسجّل الآن فيه ناس يسألونني ويسجلون .
السائل : على التليفون ؟
الشيخ : لا ، على الهواء المباشر .
السائل : فهمت ، نحن على الهواء المباشر الداخلي نريد أنا سوف أسجل ...
الشيخ : ما عندي مانع بالشرط المذكور آنفا .
السائل : إن سجلناها ، وكان هناك طول عمر لك ورأيت فيها فائدة ، أعرضها عليك قبل أن تطبع ، وتصحيح من الأخطاء ونراها بنفسك وتوقع عليها إن كان هناك في فائدة للمسلمين في ذلك فلتطبع وتنشر ...
الشيخ : يومئذ لكلّ حادث حديث .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وكما يقولون عندنا في سوريا "لما نأتي إليها نحكي عليها " .
السائل : الله يرضى عليك .
السائل : حقيقة إني مدين لك بالكثير الكثير ، والله يا شيخ كلّما وجدت كتابا لك قرأته ،وأنا في قراءته كأنك تخاطبني مخاطبة .
الشيخ : نفعك الله ...
السائل : الآيات القرآنية كلّها تخاطبني ، حتّى آيات النفاق وآيات التخلّف وآيات التخلّف وآيات كذا ...
الشيخ : نسأل الله أن ينفعك بما تقرأ ، وأن ينفعنا معك بما تقرأ .
السائل : اللهم آمين ، لذلك من الغد نسأل أسئلة
الشيخ : أهلا مرحبا .
السائل : بارك الله فيكم .
الشيخ : وفيك بارك .
السائل : أنا اسمي أبو عبد الرحمن ...
الشيخ : هذا مو اسمك ، هذه كنيتك ...
السائل : كنيتي نعم ، وكنّيت اسمي بأبو عبد الرحمن ، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلّم واقتداء بك .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : تلميذ من تلاميذك منذ سنين ، ودائما أسأل بالتّليفون دائما استفسر بما قد أنعم الله عليك .
الشيخ : يعني أنت تلميذي قبل أن تعرفني ؟
السائل : لا أعرفك وقد رأيتك في مسجد صلاح الدين مرّتين .
الشيخ : من قبل ما تعرفني ما سألتني هل سألتني قبل أن تعرفني ؟
السائل : سألتك نعم .
الشيخ : هذا هو الذي أقوله .
السائل : وعرفتك ورأيتك لكن خالفتك بفتوى واحدة .
الشيخ : نسأل الله أن يهدينا ...
السائل : هي أنني في قريتنا هناك مسجد مقام على ضريح ، وأنت قلت لا يهدم المسجد ويترك الضّريح ، ولكني لماّ ذهبت ورأيت الناس ...
الشيخ : أنا ما قلت هكذا .
السائل : نقلا لفتوى بن تيمية .
الشيخ : أنا ما قلت هكذا ومالي وابن تيمية ، أنت الآن معي ...
الشيخ : قلت لما يكون المسجد معتدى عليه ، فيهدم القبر ، ويبقى المسجد ، ولكن القبر معتدى عليه فحينئذ لك ...
الشيخ : وإذا كان غير معتدى عليه ؟
السائل : إذا كان القبر غير معتدى عليه ؟
الشيخ : نعم .
السائل : يبقى المسجد .
الشيخ : هاه ، هذا الذي قلته ، وأنت آنفا ما قلته
السائل : المسجد معتدي ، ولكن وجدت أنّ النّاس يتوسّلون ويتضرّعون ويشركون مع الله بسبب هذا القبر ، وليس لهم هدف إلاّ أن يبنوا المسجد مرّة أخرى على هذا القبر ، فهدمت القبر ورفعته ليلا إلى مقابر المسلمين هو وقبر آخر الاثنين ،وأخرجتهم من هذه المنطقة ونبشتها كلها بما فيها القبور ، الأول قبر في مسجدين ، أول مسجد وجدته مبني على قبر وهمي ، وأما الثاني فوجدت هناك ثلاث جثث ورفعناها ليلا ، ودفنت في مقابر المسلمين ، والآن بني مسجد جديدا ، تحت كل ضريح ، يعني المسجدين الآن أخرجت الأضرحة وبنيت مكانها مساجد جديدة فما حكم الصلاة فيها ؟ وهل أنا آثم بسبب نقل هذه الأضرحة ؟
الشيخ : طبعا لأنه إذا كان الاعتداء على المسجد يلي هو عبارة عن حجارة لكن له قداسة خاصّة شرعية فكذلك لا يجوز الاعتداء على بني آدم وعلى الأموات لأنهّم لهم حرمة ، وكما تعلم من قوله صلّى الله عليه وسلّم ( كسر عظم المؤمن الميت ككسره حيّا ) ، فأنت اعتديت على أصحاب القبور هذه ، الّتي نقلت أجسادها أو نقلت عظامها إلى المقبرة ، أمّا المسجد الآخر الذي لم تجد فيه إلا التراب فنعم ما فعلت ، ولعلك في عملك هذا ، عملت بقوله عليه السّلام من حيث لا تريد ولا تشعر ( وأتبع السّيئة الحسنة تمحها ) ، فأنت كما قال تعالى (( خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا )) أما ثاني مرة فأعظك أن تكون من الجاهلين يا أبو شوشة ، لا تقدم على عمل على خلاف العلم ...
السائل : وقست قياس فاسد وهناك من أفتاني و قال أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان تحته قبور وقال أن هذه قبور مشركين ، واختلطت الفتوى عندي ، وأنا قست قياس فاسد ، إنه الأولى أن يترك الناس على شركهم بهذا القبر ، أم يخرج هذا القبر لمقابر المسلمين ، أيّهما يكون يعني أكبر إثما ؟
الشيخ : سامحك الله يا أبو شوشة وأنت صرت من كبار العلماء ؟
السائل : لا .
الشيخ : لا ، وإذا كنت لم تصر بعد من كبار العلماء ، فكيف جاز لك أن تقيس ؟ ولا يقيس إلا كبار العلماء .
السائل : ادعوا الله لي ...
الشيخ : أن يهدينا وإيّاك .
السائل : بالعفو والمغفرة .
الشيخ : أن يهدينا وإيّاك إن شاء الله أعظك أن تكون من الجاهلين .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : والسّلام عليكم .
السائل : وعليكم السّلام .
الشيخ : وهذا فائدة لو كان في شيء من الحرية ، فائدة إنكار المنكر باليد ، الآن هذا القبر انهدم وما عاد يرجعوا إليه ، وذاك المسجد الأوّل يلي هو مشروع ، كمان أزالوا القبر وما عاد يرجعوا إليه لكن مع الأسف ...
سائل آخر : شيخنا لو فرغ القبر وترك هيكلة مبنى
الشيخ : هو العبرة بالظاهر .
سائل آخر : بالظاهر .
الشيخ : ولو كان القبر صورته من الدّاخل ما فيه شيء ، مثل ما يحكوا على هذاك ... يا هامان ، هل تعرفوها ؟
سائل آخر : يعني موافقة وإقرار بأنه يجوز .
الشيخ : وعلى العكس من ذلك ، في قبور في الأرض ، لكن ليس لها ظاهر على وجه الأرض فمثل ما قال أبو العلاء المعرّي " هذه قبورنا تملئ الرّحب فأين القبور من عهد عهدي*** خفّف الوطأ ما أظن أديهم الأرض إلاّ من هذه الأجساد " فالأرض هكذا ، (( والأرض كفاتا أحياءا وأمواتا )) ، لكن العبرة بالظاهر ، وهذا الظاهر هو الذي يفتّن الناس عن دينهم ويحملهم على الإشراك في العبودية بربهم ، فإذا كان في المسجد قبر ظاهر ، يأتي الناس وبتوسّلوا فيه ، بدعوه من دون الله ويشركوا فيه مع الله ، إلى آخره ، في قبر جوه لكن هو مطموس ، ما بأثّر هذا الّذي في جوف الأرض ، ما دام ليس له وجود ظاهر .
أبو ليلى : زي قاضي الحجات هذا القبر يلي كان في سوريا .
الشيخ : أي نعم .
السائل : يقول السؤال قرأنا في كتاب كفاية الأخيار في ... الاختصار في الفقه الشافعي ما يلي وأقل مدة الحمل ستة أشهر ، وأكثره أربع سنيين ، وغالبة تسعة أشهر ، فاتفقنا على الأولى والثالثة ، واختلفنا في الثانية ، ألا وهي أن مدة الحمل أربع سنين وهو مذهب الشافعي وغيره ، علما أن الإمام الشوكاني في كتاب السيل الجرّار ، لم ينكر وقوعه وأقرّه ، إلا أن ابن حزم رحمه الله تعالى ، أبطله غاية الإبطال ، وفنّد كلّ الرّوايات الّتي ذكرت في ذلك الأمر إلا أنّنا في شوق لسماع فتياكم أفتونا جزاكم الله خيرا ؟