About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 329
السائل : ... في العقيدة وعدم الحرص عليها فهل من إجابة عليه ؟
الشيخ : أي نعم ، أمّا الشّبهة الأولى ، فهي كأخرياتها وكأخواتها شنشنة نعرفها من أخزم ، الّذي يقول أنّ العقيدة يمكن تلقّيها في دقائق ، نسأل هذا القائل ، ما هي هذه العقيدة الّتي يمكن أن يتلقّاها المسلم في دقائق !؟ هل يعني هو أن يتلقّى العقيدة مجملا في دقائق ، أم تفصليّا في دقائق ؟ إن قال مجملا ، نحن نقول يمكن هذا إجمالا ، كما هو في حديث الإيمان ، أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه إلى آخره ، أمّا إن قال أيضا يمكن تلقّي العقيدة تفصيليّا في دقائق ، فنحن سنقول له أوّلا هل تعني العرب أم تعني العجم ؟ فمن قوله أعني العرب ، أليس كذلك ؟ أنت شاعر بالمشكلة أنصب حالك مدافعا عنهم أو معبّرا عن شبهاتهم ، فسنقول له إن كنت تقصد العرب فقط فهذه أوّل خطيئة ، لأنّك تعلم أنّ الإسلام ، لم يرسل إلى العرب خاصّة ، وإنمّا أرسل إلى النّاس كافّة ، ثمّ نقول ثانيا هل تعني العرب الأقحاح الّذين يفهمون اللّغة العربيّة لغة القرآن الكريم دون أن يتعلّموا ؟ فإن قال نعم ، نقول أيضا جهلت لأنّ العرب دخلتهم العجمة ، وأصبح من يعيش في عقر البلاد العربيّة ، لا يستطيع أن يفهم القرآن وهو نزل بلغة العرب ، إلاّ بدراسة مقدّمات لغويّة وعلوم يسمّونها اصطلاحا بعلوم الآلة ونحو ذلك ، حينئذ نتوصّل إلى القول بأنّ هذا العالم الّذي يريد أن يعلّم النّاس العقيدة ، الّتي جاءت في الكتاب والسّنّة ، هل هو يعيش في جوّ يشبه الجوّ الأوّل السّلفي ، الذي يمثل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أصحابه ؟ أم هو يعيش في أجواء من التّفرّق الفكري ، والتّفسّخ الأخلاقي والسلوكي أظنّ أيضا سيكون جوابه إن شاء الله ، على الحقّ أن يقول لا ، هو يعيش الآن في جوّ يختلف كل الاختلاف عن الجوّ السّابق إذا هذا الّذي يقول إنّه يمكن فهم العقيدة وعلى وجه التفصيل الذي جاء في الكتاب والسنة في دقائق ، فإنمّا هو يعيش في خيال نحن نجعله تحت أمر واقع ، أعطينا العقيدة في دقائق ، هب أن رجلا بدويا قادم من الصحراء ، أريد أن أتعلم العقيدة الإسلامية ما هي ؟
السائل : هو يربط قائل هذا القول بين العقيدة وبين ما تصحّ به العقيدة ، فيقول إنّ الإنسان حين يطالب بالإسلام إنمّا يؤمر بمعرفة الله عزّ وجلّ ، معرفة عامّة وأن يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن يؤمن بما عرّف به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الإيمان ، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : هذا يعود إلى كلامي السابق إجمالا .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، لكن هو لا يؤمن معنا بأنه يجب بعد ذلك أن يتعلّم الإسلام تفصيليّا على اعتبار أن العلم ينقسم إلى قسمين علم عيني ، وعلم كفائي ، وهذا ما أظن أحد ينكره الآن هو يتكلّم عن الرجل ، أنظر الآن ضلال هؤلاء النّاس يلّي يعيشوا في الأحلام ، يتصوروا أوّلا أن مجتمعنا هو مجتمع الرّسول عليه السّلام ، ثانيا بتصوّر كلّ مسلم ابن مسلم ابن مسلم ابن مسلم الله أعلم أين ينتهي ، بيتصوّر إنّه هو اليوم أسلم ، يا أخي في فرق بين الّذي دخل في الإسلام حديثا وبين يلّي عايش في مجتمع إسلامي ، فهذا يختلف عن الأوّل تماما ، رجل كافر يريد أن يدخل الإسلام ، ماذا نقول له ؟ قل أشهد أن لا إله إلا الله محمّدا رسول الله ، صار مسلما بشهادة الحديث الصّحيح ( فإذا قالوها فقد عصموا منّي دمائهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على الله ) ...كانوا ولا يتعلّم لا العقيدة بتفاصيلها ، ولا العبادة بتفاصيلها ، ما أظن يصل إلى الجهل إلى الاعتراف بمثل هذا الإسلام المجمل ، لا بدّ أن يقول لا ، يجب عليه فيما بعد ، أن مثلا يتعلّم كيفيّة الطّهارة ، كيفيّة الصّلاة ، كيفيّة الصّيام مثلا إذا جاء شهر رمضان إلى آخره ، هذه التّفاصيل لا بدّ أن يتعلّمها ، ليتمّ إسلامه ، ترى الإيمان أليس كذلك ؟ هذا الإيمان المجمل الّذي نقلته عنهم ترى أليس هو وبكتبه وبرسله إجمالا , ترى إذا جاء التفصيل ، ماذا يقولون عنه ؟ يجب الإيمان إذا جاءه التفصيل ، يجب الإيمان به أم لا ؟
السائل : لا شكّ أنّه يجب الإيمان به ، إذا جاءه التفصيل .
الشيخ : نعم .
السائل : يجب الإيمان به إذا جاء بالتّفصيل .
الشيخ : هو هكذا ، يعني هل تتصور أنهم يقولون لا ؟
السائل : هم لا يقولون لا ، مثل ما ذكرتم يا شيخ ، لكن هم وقعوا في الجزء الّذي ذكرته ، أنّهم وقعوا في الجهل المطبق ، حيث إنهم ... .
الشيخ : هذا هو لذلك فنحن يجب أن نكون وهم ان يكونوا معنا في الواقع ، واقعنا الآن والحقيقة هذا الذي يجعل دعوتنا ليست بالسّهلة ، الناس اليوم يفهمون إنّه ممكن الإنسان يعرف الإسلام ، كلّه في جلسة واحدة ، لأنهّم يجيبوا لك مثال الأعرابي ( هل عليّ غيرهم قال لا إلاّ أن تطوّع ) يا أخي ذاك إسلام لم يكمل ، جاء من البداوة ويريد أن يدخل في الإسلام ، لكن لسّى الإسلام ينزل بأحكامه وبجهاده وبكذا وكذا ، فنحن الآن لا يجب علينا ، بل لا يجوز لنا أن نرجع القهقرى ، نحن يجب أن نتبنّى هذا الإسلام جملة وتفصيلا ،فإذا ما وقع المسلم في مثل هذا الجوّ المختلف فيه أشدّ الاختلاف ، وكما ذكرنا آنفا مع الدّكتور ثلاث وسبعين فرقة ، لا ينجو منها إلا فرقة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله ؟ قال ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) نحن الآن ألسنا يجب علينا وعليهم هؤلاء السّائلين الشّاكين المرتابين ، أليس من الواجب عليهم أن يحرصوا أن يكونوا من الفرقة النّاجية ؟ لا شكّ أنّ جوابهم سيكون نعم ، يا أخي أنت الآن لست في زمن الرّسول صلّى الله عليه وسلم تأتي وتجلس مع الرسول وتسمع الحكم منه مباشرة ، بينك وبين الرّسول أربعة عشر قرنا وفي أمامك عثرات وعثرات ، سوف يأتيك حديث بل ستأتيك آية ، لو كنت بين يديّ الرّسول يكفيك المؤنة ، إذا أشكل عليك معناها ، كما وقع لبعض الصحابة ، حينما أشكل عليهم ، آية (( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) تذكرون الآية والحديث ؟ قالوا إذا أيّنا ليس ذاك الرّجل الذي ظلم نفسه ؟ قال ( ليس ذاك ، ألم تقرؤوا قول الله تبارك وتعالى يا بنيّ لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلم عظيم ) فأزال الرّسول عليه السّلام هذه الشّبهة من أذهانهم ، فأنت أيّها المسلم في القرن الرابع عشر ، في أوّل الخامس عشر لست في صحبة الرّسول ، حتّى إذا أشكل عليك يأتي ويعيطك الجواب وتسلّم تسليما ، أمامك هذه المسافات الطّويلة ، بدك تعرف هذا الحديث صحيح أو غير صحيح ، بدك تعرف هذا الحكم ، هل أخذ من الكتاب ؟ أم من السنة ؟ أم من الإجماع الذي يصير فيه خلاف تارة ، في تصحيحه وفي تضعيفه ؟ أم من القياس ؟ ثم هذا القياس هل هو قياس جليّ ؟ أم هو قياس خفيّ ؟ فالآن وضعنا غير ذاك الوضع يا مساكين وهم لجهلهم بهذا العلم بيستسهلوا الأمر ، ويقولوا لك ممكن العقيدة واحد يتعلّمها في دقائق معدودات ، ولذلك فنحن الحقيقة يجب أن نمضي قدما في طريقنا الشّاق الطويل المديد ، وأنا أقول في بعض الكلمات ... .
الشيخ : ... لمّا أذكر قوله عليه السّلام ، حينما كان جالسا بين أصحابه ، فتلا قوله تعالى ، وخطّ على الأرض خطا مستقيما (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) جاء الحديث مصوّرا في بعض كتب الحديث بأنّ الخط المستقيم طويل والخطوط الذي حوله خطوط قصيرة ، أنا أفهم من هذا الحديث ، غير ما نطق به الرّسول ، أكثر ممّا نطق به الرّسول ، أي أفهم الشّيء الّذي نطق به الرّسول زايد ما أشار إليه الرّسول بهذا الرسم الرائع البديع ، الخطّ المستقيم هو الصّراط , والخطوط القصيرة هي التي على رأس على كلّ خطّ منها شيطان يدعو إلى الناس إليه ، هذا الشّيطان وأنا سمعت هذا بأذنيّ هاتين ، من بعض من يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام ويريدون أن يقيموا دولة الإسلام ، على طريقة القفز إلى رأس الهرم بخطوة واحدة ، يقولوا والله أنتم دعوتكم الحقيقة صحيحة لكن يا أخي هذا طريق طويل شاق ، متى سنصل لإقامة الدولة المسلمة ، والمجمتع الإسلامي ، أنا بقول الرّسول صلى الله عليه وسلّم رسم هذا الخطّ ردّا على هؤلاء ، يقول لهم شوفوا هذا الخطّ الطّويل حفّ بالمكاره ، شوفوا هذه الخطوط القصيرة حفّت بالشهوات ، فهم يريدون أن يصلوا بالطرق القصيرة هذه ، ولن يصلوا أبدا ، وتجربة هذا العصر من طوائف من الجماعات الإسلامية ، أكبر دليل على أن على رأس كل شيطان عمليا ، يدعو الناس إليه ، فيخرجون عن الخط المستقيم ، ونحن علينا أن نبقى في هذا الخط المستقيم ولا يضيرنا ولا يهمّنا أن يقولوا الناس بيقولوا أن هذا الخطّ طويل وشاقّ إلى آخره ، وبهذه المناسبة يعجيني كلام ذلك الشّاعر العربي الجاهلي ، وأتمنّى أن يكون في المسلمين ، من يكون تفكيرهم في الإسلام كتفكير في جاهليّته هو ، ذلك هو امرئ القيس الذي قال " بكى صاحبي لماّ رأى الدّرب دونه*** وأيقن أنّا لاحقينا بقيصرا .فقلت له تبكي عينك *** إنّما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " شو علينا نحن إذا استمررنا نمشي في الصّراط المستقيم وما وصلنا إلى إقامة الدّولة المسلمة ، هذا العالم الإسلامي صار له قرون ، يتخبّط في البعد عن الكتاب والسنة ، فإذا نحن أخذنا الصراط المستقيم ، ومشينا خطوات قليلة متى سنصل ؟ مش مهم أن نصل ، المهم أن نمشي في الخطّ المستقيم ، ذلك الجاهلي ، فهم الحقيقة الواقعيّة العلميّة ، وإن كان هدفه إيش ؟ هدفه الدنيا ، هدفه الملك لكن يقول " نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " ونحن هكذا مع ربنا تبارك وتعالى ، نحاول أن نعيد الحياة الإسلاميّة وأن نقيم الدّولة المسلمة ، بعد محاولة إعادة الحياة الإسلاميّة فإن وصلنا فبها ، وإن لم نصل فلسنا مكلفين ، لأنّ الأمر كلّه بيد الله تبارك وتعالى ، كلّ ما نحن مكلّفين أن نمشي سويّا على صراط مستقيم ، لذلك هذه الأسئلة هذه الشبهات في الواقع هي جاية بسبب انحرافهم عن الخط المستقيم إلى خط من هذه الخطوط القصيرة التي تخرج بأصحابها عن الخط المستقيم وأهلا بالدكتور اسمح لنا أخذنا من وقتك الشّيء الكثير ، طيّب يا سيدي هذا الجواب عن هذا السؤال الحقيقة ، يعني مثل ما قلت أنت يعني ، إجابة هيك إجابة إجمالية ، يكفي إلّا إذا كان هناك شيء يستحقّ أيضا الخوض في الجواب عنه ، هل في شيء آخر ؟
السائل : الحقيقة في شبهة لكن تحتاج إلى ذكر ، لأنّه يعاني منها السلفيّون ليس عندهم شائبة عنف أو مثل هذا النوع ، لكنّهم يتصوّرون العقيدة تصوّر مرتبط مع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كالتدمرية وغيرها والردود على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة يتصوّرون أنّ دراسة العقيدة ، هي دراسة هذه الكتب فقط .
الشيخ : لا مش ضروري ... .
السائل : فهم يعزفون عن دراستها ويعكفون على دراسة كتب أخرى قد تؤدّي بهم مع الاستمرار إلى حصول أخطاء منهجيّة يعني في الحقيقة .
الشيخ : هو على كلّ حال نريد من إخواننا إنّه ما يتصوّروا كلّ فرد منهم يمكن أن يصير عالما ، فهو عليه إذا شعر بأنّه يجد في نفسه استعدادا للمضيّ قدما في طلب العلم ، فنحن ننصحه حقيقة بأن يقرأ كتب العلماء الّذين عرفوا بسلامة منهجهم عن الانحراف يمينا و يسارا والتأثّر بعلم الكلام ، وإذا كانوا لا يشعرون بأنفسهم شيء من ذلك فعليهم أن يأخذوا العلم سواء كان عقيدة ، أو كان عبادة من أقرب طريق سواءا من علم العلماء الأحياء إذا كان لهم وصول إليهم أو من الكتب التي ألفت بطريقة موجزة لا تدخل معهم في المجادلات الطّويلة مع الفرق المخالفة ، لأنّ الخوض في هذه المسائل قد تضرّ بمن لا استعداد عنده ، لأنّ مناقشة المخالفين كثيرا ما تؤدّي بالمناقش نفسه أحيانا لأن ينحرف بعض الشّيء ولو في مسألة واحدة ، عن الخطّ الّذي ينبغي أن يسلكه مستقيما طيّب وين أبو ليلى الساعة الآن إحدى عشر إلا ثلث ، ارفع صوتك حتى يسمعه الإخوان .
السائل : يقول الرّسول عليه السلام ( لا تزال طائفة من أمّتي ، قائمين على الحقّ ) وفي لفظ ( ظاهرين على غيرهم ) وفي لفظ ( قاهرين لغيرهم ) إن قال أحد هؤلاء الآن نحن لسنا ظاهرين على غيرنا ، ولسنا قاهرين لغيرنا ، ولسنا قائمين على غيرنا والرّسول يقول إلى قيام الساعة .
الشيخ : الحمد لله ، القضيّة بارك الله فيك نسبيّة ، الرّواية الّتي ذكرها الشيخ علي هنا ، هي مجسمة تماما ، يقاتلون ، لا نقاتل فعلا ، هذه ما بدها مناقشة إطلاقا ، لكن ذلك لا يعني أنّهم ليسوا على الحقّ إلاّ من هذا الجانب ، وإذا وقفنا الآن للنّظر في أنهّم ليسوا على الحق من هذا الجانب ، يجب أن نتأمّل ، هل أن تصير الطائفة المنصورة والتي هي على الحقّ إلى أن تقوم الساعة في ظرف مثل هذا الظّرف تكون مقاتلة ، يعني فعلا تحمل السلاح وتقاتل الأعداء ، سواء كانوا في الداخل أو كانوا في الخارج هل هذا يمكن تحقيقه ما بين عشية وضحاها ؟ طبعا الجواب عند كلّ العقلاء سيكون لا ، إذن إذا الأمر كذلك فنحن نتصوّر أن هذه الطائفة ، إما أنهّا تلاحظ تقصيرها من هذا الجانب أو تعترف أنّها غير مقصّرة لأنّها تأخذ بالسبب الذي يمكن أن يوصلها ، إلى أن يتحقّق هذا الوصف فيها ، حينئذ إن كانت هكذا ، هل تخرج عن كونها الطائفة المنصورة يعني إما أن تأخذ بأسباب أن تصبح مقاتلة ، وإما أن لا تأخذ فإن أخذت
سائل آخر : السّلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله ، فإن أخذت فما عليها من مؤاخذة إطلاقا لأنها كما قلنا آنفا ، هي تمشي في هذا الطريق ، وإن لم تأخذ فهي بلا شك مقصرة من هذه الزاوية صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيّب فالآن المسلمون كما تعرفون وتشاهدون إذا كنّا نحن نعتقد ، أنّ هذا الطّريق الّذي نحن نمشي فيه ، من حيث أوّلا ما نسمّيه نحن بكلمتين التّصفية ثم التّربية هل يمكن أن يتحقّق هذا الوصف في الطّائفة المنصورة بدون هذا الطريق ؟ إما نقول يمكن ، ومع ذلك نحن لا نفعل فلسنا بالطّائفة المنصورة ، وإما أن نقول لا يمكن إلاّ أن نبدأ من ها هنا ، وحينئذ من الواضح جدّا أنا لسنا مكلّفين الآن على اعتبار أنّنا الطائفة المنصورة ، أن نحمل السّلاح ، ونحن لا ندري كيف نستعمل السلاح ، بل لا ندري أن نصنع السلاح ، بل لا ندري من أين نأتي بالسّلاح لا يقول أحد إنه علينا أن نفعل هذا ، ما دام المقدّمات الّتي ينبغي أن توصلنا إلى هذه المرحلة الأخيرة الّتي هي الصفة المثلى بالنسبة للطائفة المنصورة ، ما دام ما نستطيع أن نصل إليها قفزا ، وإنّما على طريقة سنّة الله عزّ وجلّ في خلقه فلا يضيرنا حينئذ أن هذه الصّفة صفة مقاتلة المسلمين لمن يعاديهم غير متجليّة الآن ، إذا تركنا هذا الجانب بعد هذا البيان نقول قائمة ، هنا القيام بقى ممكن تفسير بالحجّة ، ونحن لا نشكّ بأنّ هذا والحمد لله قائم و بخاصّة في العصر الحاضر لأن الناس قد بدؤوا يفيئون ويعودون إلى رشدهم إلى دعوة الحقّ ، دعوة الكتاب والسّنّة ، بعد إن كانوا من قبل يصدّون عنها صدودا فأنا أعتقد أنّ حديث الطائفة المنصورة لا إشكال فيها ، وأنّ الوصف الذي جاء فيه ، ينطبق على أهل السّنّة والجماعة حقّا ، إلّا صفة المقاتلة .
السائل : حتى القهر كذلك .
الشيخ : نعم ؟
السائل : حتّى القهر .
الشيخ : حتّى ؟
السائل : حتّى القهر لغيرهم .
الشيخ : أي نعم ، هذا يتبع المقاتلة ، حينئذ نقهرهم .
السائل : ألا يمكن أن نتصور القهر هي المقاتلة ، التزاما بشريعة الله عزّ وجلّ وهم لا يريدون ذلك ، ألا يقهرهم هذا ؟
الشيخ : لكن هل هذه المقاتلة !؟ ممكن مش مقاتلة .
السائل : الحديث قال قاهرين ؟
الشيخ : قال قاهرين وظاهرين لكن المقاتلة المشكلة المقاتلة .
السائل : المقاتلة حديث آخر .
الشيخ : هو هيك لكن هذا مش متحقّق الآن ، أما القهر والغلبة بالحجّة والبيان والبرهان هذا موجود والحمد لله ، أي نعم ، يا أبو ليلى بدّنا نصلي ونمشي أذن .
أبو ليلى : يلّى يا شيخ بس في سؤال أخونا مسافر .
الشيخ : ما فيه وقت السّاعة راح تصير نصف اللّيل .
السائل : شيخنا بارك الله فيك الحديث الذي في صحيح مسلم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه ( شرّ صفوف النّساء أوّلها ، وخيرها آخرها ) فالآن الغرف المغلقة لذلك ، هل الحكم هو كذلك كما دل عليه ظاهر الحديث ؟ يعني هذه الأماكن المغلقة الآن النساء في معزل عن الرجال ، لما تكلموا في شرح الحديث ذكروا أنّ العلّة في شرّ الصفوف النساء أولها ، لأنّهم أقرب إلى الرجال ، كما ذكر النوّوي ، هل ظاهر الحديث هو كذلك في هذه الأماكن المغلقة الآن ؟
الشيخ : أنا في اعتقادي ، لا أستطيع أن أجيب عن السؤال ، لأنّني أظنّ أنّ السّائل يعترف بشرعيّة هذا الإغلاق ، وأنا لا أرى ذلك ، لأنّ هذه بدعة غلق النّساء وحبسهنّ في المساجد خاصّة الوسيعة ، بسبب فساد المجتمع ، حبسهم في غرفة ، بحيث تخفى عليهم حركات الإمام ، وبحيث أنّهنّ يتعرّضن في بعض الأحيان للإخلال بالصّلاة إلى درجة البطلان ، و في اعتقادي غلق النّساء في حجرات خاصّة بهنّ في المساجد هو تماما كقطع الصّفّ بالمنبر الطويل ، كل ذلك أمر حادث فيجب أن نرجع إلى ما كان عليه السّلف الأوّل ، هذا البحث بحث أمس أليس كذلك ؟ الأخ السائل كان موجود , ما أظنّ كان موجود ، قيل أنّ نساء اليوم غير نساء أمس ، وطبعا هذا مشاهد ، ومغزى هذا القيل إنه ينبغي أن نحبس النّساء في هذه الغرف ، حتّى ما يطّلع الرجال على شيء من عوراتهنّ ، فكان جوابي مطوّلا بعض الشّيء ، والوقت ضيّق فقلت في بحث طويل أنّ هذا ليس من المصالح المرسلة المشروعة ، أن تحبس النساء في هذه الغرف ، لأن سبب الحبس هو إخلال المجتمع الإسلامي و فيه النساء بالقيام بالواجبات الشرعية ، فلو أن النساء يدخلن إلى المساجد متجلببات بالجلباب الشرعي ، لم يلق في ذهن الذين يبنون هذه الغرف أن يحبسوا النّساء فيها لكن لمّا يرون بالمشاهدة مع الأسف ، أنّ بعض النساء يدخلوا ، يلّي لا بسة جاكيت أو بالطوا أو كما يقولون اليوم جلباب وليس بجلباب إلى نصف الساقين ، وربما لابسة جوارب لحميّة شفّافة إلى آخره ، فلحجب أنظار الرجال أن يقع في رؤية هذه العورات ، إذا نحن نحجب النّساء في المسجد عنّ الرجال ، نقول له لا ، علينا نحن أن نعود إلى تطبيق الإسلام ، ونعود بالمجتمع الإسلامي كلاّ لا يتجزّء إلى ما كان عليه الأمر في العهد الأوّل ، نحن نحارب المجتمع اليوم نريد أن يعود المسلمون بعلمائهم وطلاّبهم ، وعامّتهم إلى ما كان عليه السّلف لا مذهبيّة ، لكن قال الله قال رسول الله ، لا مانع من الاختلاف ، كما كان الأمر الأوّل ، لا إلى المذهبية الضيّقة ، نريد أن نعود بالمجتمعات الخاصّة والعامّة ، إلى ما كان عليه السّلف ، كالمساجد لا نريد فيها المنابر الطويلة ، لا نريد فيها المنابر التي تمثّل الحيل الشرعية ، انتبهوا أنّ المنابر القديمة تقطع الصفوف فطلعوا بنا في منابر ، يدخل من المحراب ، ويصعد على الناس من فوق في شرفة ، ليش هذه الدورة اللفتة كلها ؟ ثلاث درجات وكفى الله المؤمنين القتال خير الهدى هدى محمّد ، كم يكلّف من الدراهم والدنانير حتى يصعد هذا الخطيب على هذه الشرفة ؟ بزعم إنه ما يريد نقطع الصف ، حسن هذا الزعم هذا واجب ، لكن يمكن بدون هذه الكلفة ، أن تتّخذ منبرا ذي ثلاث درجات وانتهى ، كذلك لا نريد هذه الزخارف أخيرا لا نريد هذه الغرف للنساء نريد النساء مثل الرجال ، يلي كانوا من قبل ، النساء يدخلن محتجبات ، والرجال يتقدمن الصفوف ، وحينئذ يرد الحديث السابق ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) فلا نريد بقى نعكس دلالة الحديث ، بسبب ما طرأ من الانحراف في بنيان هذه الغرف في المساجد أذّن يا أخي قبل ما ندخل خارج الوقت .
الحلبي : ... وهي قضيّة مفهوم التّدليس عند المتقدّمين ، يعني هل مفهوم التّدليس عند المتقدّمين ، هو نفسه الآن يلي الآن قائم في أذهان أهل العلم أو حتّى أهل العلم مثل الحافظ ابن حجر ومن قبله ومن بعده ساروا على نفس المسألة ؟ يعني مثلا لمّا الأعمش رمي بالتّدليس هو في الصحيحين في أحاديث كثيرة فيها عن عنعنة الأعمش أو عنعنة قتادة أو كذا ، فأنا ذكرت له شيخنا قضيّة يعني أريد أن استصوب الرّأي فيها إنه لما لا يعلّ حديث الصحيحين ، يلاحظ فيه ثلاثة أمور ، الأمر الأول ، ما ذكره الذهبي رحمه الله في آخر ترجمة الأعمش من الميزان أنه ما أكثر أو روايته عن شيوخه المكثر عنهم ، هذه محمولة على السماع لأنه خصيص بهم ... .
الشيخ : ملازم لهم .
الحلبي : وملازم لهم ، والشيء الثاني رواية المتثبّتين عن الأعمش مثلا كسفيان وشعبة وأمثال هؤلاء ، والأمر الثالث إنه هذا هو البخاري ، يعني البخاري هل هو ابن ماجه مثلا وكفلان وعلاّن ممّن هم دونه تثبّتا ونجيّا وكذا ؟ فطرح إشكال وقال طيب ومسلم ، مثلا رواية أبي الزبير عن جابر ، ليش نحن لا نعامل رواية أبي الزبير عن جابر ، زي ما نعامل مرويات الأعمش في صحيح البخاري ؟ فأنا ذكرت له شيئا شيخنا ، وهو الشيء الذي أنت ذكرته في مقدّمة مختصر مسلم ، وهو الشيء الواقع يعني عظيم جدا ، إنه ما أدرانا إنه مسلم ، ثبت عنده تدليس أبي الزبير ، فنحن لما ننتقده ، لا ننتقده في شرطه ... .
الشيخ : تمام .
الحلبي : آه شيخنا ننتقده بشيء خارج عن هذا وزائد عن هذا .
الشيخ : أي نعم .
الحلبي : فيعني هل يرد هذا الجواب عن ذلك ؟
الشيخ : كيف لا وارد تماما ، أي نعم .
الحلبي : جزاك الله خير يا شيخ .
الشيخ : لكن أنا عم أتسائل إنه ما حصيلة هذا الإيراد يلي عم يورده هو ؟ أوهذا التساؤل إنه يا ترى نظرة المتقدّمين للتّدليس ، كنظزة الحفّاظ المتأخرين ، ما هو الهدف من هذا التساؤل ؟ هل هو عدم إعلال أيّ حديث بالتّدليس ؟ أم العكس ؟ وهو إعلال أيّ حديث بالتّدليس ، ولو كان في الصّحيحين ؟ ما هو الهدف ؟
الحلبي : الهدف شيخنا الأوّل ، لكن مش بهذا الوسع ... .
الشيخ : فإذا بدّه يرجع .
الحلبي : ... جواب دقيق جدا صحيح أي نعم صحيح ، سبحان الله قضايا علم المصطلح ، يعني النّقد دقيق جدا ، الله أكبر والله هذا الأخ يعني فيه خير كما يظهر لي سبحان الله ، كأني أشعر إنه يستظهر الصحيحين شيخنا يعني ذهنيّته طيّبة ما شاء الله وحادّة ... .
الشيخ : أي والله .
الحلبي : أي نعم ، و فضلا في أخ شيخنا في الرياض ، هو تلميذ لعبد الله الدويش طبعا ، فيه أخ في الرياض تلميذ خصيص به أكثر ، وهذا تلميذ لهذا الخصيص يلي في الرياض واسمه عبد الله السعد ، حدّثوني عنه أشياء عجيبة جدا لما رحت على الرياض ، حكوا لي كيف حافظته الأسانيد والتعليل والنقد ، لكن عنده القضيّة التي أشرت إليها قبل قليل وهي للأسف يعني غامضة جدّا قضيّة الفرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ، فذكرت له الأخ عبد الله البارحة ، قلت له حقيقة أن هذه المسألة إذا بدّنا نقولها ونفتح بابها ، هذا بصير شوربة في المنهج ، بصير المنهج شوربة ، كلّ واحد بصير يقول هذا على المتقدمين وهذا على المتأخرين ، أبو زرعة سمّى علم العلل كهذا ، وأبو حاتم قال هذا الهام وغيره نحن أولئك ما بنطيقوا على أنفسنا ولا على ابن حجر ولا على من قبله ومن بعده ، هذا أولا ، ثانيا هؤلاء لما كانوا يلقوا يطرحوا أشياءهم ، أو يعلّوا بالروايات والأسانيد ، كانوا يعلّوا بخصوص إسناد واحد أمامهم وطريق واحدة ، فلذلك لما يقولوا هذا حديث باطل لا أصل له ، هل نتصوّر إنهم يقصدوا إنه ما له أصل عن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن لا أصل له من هذا الطريق بهذا الموطن .
الشيخ : نعم .
الحلبي : لذلك قال قبل ما نجيب هذا الكلام ، قال أنا بشوف أحيانا الشيخ ناصر في صحيح الترمذي مثلا ، الإمام الترمذي يقول والصّحيح مرسل ، الشيخ ناصر يقول صحيح ، قلت له يا شيخ مرسل هذا النظر إلى الإسناد نفسه لهذه الطريق لكن الشيخ ينظر إلى الشّواهد ، ينظر إلى المتابعات أحيانا لأنه قد تكون المتابعة مش نفس الطّريق متابعة من طريق آخر ، متابعة تامّة أو كذا ، فالرجل اقتنع كأنّه سبحان الله ... .
الشيخ : أي نعم غافلين عن هذا .
الحلبي : أيضا من الأمثلة على هذا همام شيخنا هنا ، همام عنده قضية المنهج عند المتقدمين والمتأخرين هذه كثيرة ويركز عليها ، وإيش بزيد الطين بلة كما يقال ، بأنه يقول لا بد من دراسة الراوي دراسة اقتصادية وسياسية واجتماعية ومعرفة صلته بتلاميذه وصلته بكذا وكذا ... .
الشيخ : أعوذ بالله ، معناه بده يعطّل بقى العمل بالحديث ، مثل يلّي يضعوا شروط الاجتهاد ، حتى جعلوها خيالا إلى درجة أن بعض الأئمة يمكن ما بتتحقّق فيه .
الحلبي : صحيح .
الشيخ : اللطيف بخلق الله عزّ وجلّ ، إنه هذا الماء موجود هناك وموجود في الطست أحيانا ، وكثيرا ما نرى العصافير تلتفّ حول الماء تشرب ، تأتي بعض العصافير ما يهنئ لها أن تشرب إلاّ من الماسورة الناعمة يلّي عمبتنخر .
الحلبي : لا إله إلاّ الله .
الشيخ : كأنّها تميّز بفطرتها أنّ هذا الماء أنظف أصفى ، شايف الماسورة هذه ، يأتي العصفور ويقف ويضع منقاره في فوهة الماسورة ويلقط الماء هذا ، لذلك بهمني أحيانا شوف الماسورة فلتانة أوّلا أريد أن أرجّعها من أجل أن تصبّ على الجرن يلي تحت ، وثانيا حتى يتمكّن العصفور من الوقوف على القضيب هذا ثمّ يضع منقاره ويشرب .
الحلبي : جزء علل أحاديث مسلم تبع ابن عمار الشهيد في بيت أخونا السوري هناك ، من العجيب شيخنا أنّ في هذا الجزء أربعة أحاديث ليست في النّسخ التي بين أيدينا من صحيح مسلم أو ثلاثة ... .
الشيخ : ليست بأيدي إيش ؟
الحلبي : ليست في النسخ التي بأيدنا من صحيح مسلم ... .
الشيخ : آه عجيب .
الحلبي : أي نعم ، ووجدت فيه ، ووجدت فيه ،و لذلك شيخنا في السلسلة الصحيحة الجزء الثاني أظن ، عند حديث ( ولم يشكني إلى عواده ) أنت شيخنا كاتب بحث طويل جدا في العلل وهو دقيق جدا ، قضية يشبه حديث فلان وحديث فلان ، نقلا ومناقشة لابن رجب في شرح العلل ، إذ أورد هذا الحديث وعزاه لمسلم ، فأنت شيخنا وهّمته ، هو طبعا يعزوه لمسلم تبعا لابن عمّار ، يقول وقال ابن عمّار .
الشيخ : هو مصرح يعني .
الحلبي : آه مصرح طبعا .
الشيخ : والله هذه فائدة .
الحلبي : أي نعم ، الحافظ ابن حجر في النكت ، عن هذا السند نفسه ، النكت الظراف طبعا ، عند هذا السند نفسه أتى بكلام ابن عمّار الشّهيد ، وكلام البيهقي أنه قال وعزاه بعض الحفاظ إلى مسلم ، والإمام السّيوطي في اللآلئ المصنوعة شيخنا أيضا يقول " ولعلّه في إحدى نسخ صحيح مسلم " التي ليس بين أيدينا ، وطبعا هذا الذي يظهر شيخنا مش لعله , يقينا ... .
الشيخ : أكيد .
الحلبي : لأن الرجل يقول ووجدت فيه .
الشيخ : أي نعم يعني يخبر عن دراسة خاصّة مش نقل عن غيره .
الحلبي : عن شيء رآه ، أي نعم هذا هو أما دائما بقول لأخوانا شيخنا يعني عجيبة بقول لهم ، نحن دائما نظن بوقت الشيخ إنه يضيع في المسائل أو في الأسئلة والأجوبة الّتي غيره يستطيع يجاوبها ويطرحها ويناقشها ، الشيخ عالم متفنّن ، لكن فنّه الأوحد هو علم الحديث ، فأقول أنا أشعر إنه الشيخ لمّا واحد يسأله عن علم الحديث ، وبخاصّة قضايا المصطلح والنّقد إنّه هو يشعر بنهم يعني ، كأنه هيك سبحان الله ، آه شيخنا ؟
الشيخ : لا شك أن هذا مغنم ومكسب أي والله ، الحمد لله الذي أقامنا في هذا المطاف .
الحلبي : أي والله الحمد لله هذا من الله .
الشيخ : ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس .
الشيخ : الحمد لله سبحان الله .
الشيخ : وبينقل بقى ما جاء في التهذيب ، ترجمة طويلة .
الحلبي : هذا ليس بعلم .
الشيخ : آه ، وقال فلان وقال فلان وقال فلان ، أقلّ ما يخرج من هذا النقل لمن لا يعرف الألباني وأسلوبه ، إنه شو هذا الشيخ الألباني ، يجيب أحاديث فيه في أسانيد الرواة ، متكلّم فيهم بهذا الكلام هذا ، كأنّه عم يأتي شيء جديد كان خافيا علينا ، وبتوسّع عجيب وعجيب ... .
الشيخ : مثاله مثلا ، بتعرف حديث حذيفة يلي نحن نحتج فيه على الصلاة ، وأن تارك الصلاة ، وأن شهادة أن لا إله إلا الله ... .
الحلبي : ( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ) .
الشيخ : أيوه تمام هذا مضعفه..
الحلبي : مضعّفه .
الشيخ : طيّب بإيش مضعّفه ؟ بأبي معاوية محمد بن خالد الضرير ، وخذ بقى قال فيه فلان كذا ، وقال فيه فلان كذا ، وكلّ هذه الأقوال ليس فيها تجريح للرّجل إلاّ لأنّه كان مرجئا ، هنا بقى الرجل يعمل إمام مجتهد في رواية المبتدع .
الحلبي : وطوّل .
الشيخ : آه , طبعا هو لا يسعه إلا أن يعترف أن المسألة فيها خلاف ، بقول فهو يختار بأنه لا يحتج برواية المبتدع ، إذا كان إيش ؟ روايته تؤيد بدعته ، وهذا الحديث يؤيّد الإرجاء ، أين الإرجاء في الحديث ؟ واضح إنّه ما فيه ما يقوله ويزعمه ، فهؤلاء الجماعة ليسوا بعلماء شايف شلون ؟ يجوز مثلا تفتّحوا على علم الحديث وهجموا عليه هجمة واحدة .
الحلبي : وما قواعد ... .
الشيخ : ما فيه قواعد في الحديث ، لكن ما في عندهم علم في النّواحي الفقهيّة والعقدية ، يعني لما هو بقول هذا الحديث يؤيّد الإرجاء ، كان هذا ببين أين تأييد الإرجاء في هذا الحديث ؟ ولعلّك تذكر أنه أبو معاوية لم يتفرّد بهذا الحديث ، قد توبع على ذلك ... .
الحلبي : الحديث في الحاكم ، وابن ماجه شيخنا الحديث ... .
الشيخ : نعم ، لكن في المصدرين موجود بطريق أبي معاوية لكن عمدتنا نحن أظن البوصيري ، ذكر عن مصدر ما أدري ابن منيع أو غيره ما عاد أذكر ، إنّه وراه من غير طريق ابن معاوية ... .
الحلبي : جميل جدّا ، وما دندن حول هذه ؟
الشيخ : أبدا ، أبدا .
الحلبي : وابن عثيمين شيخنا بعل الحديث بس بعلة أخرى ، إنه لفظ الصلاة ما ورد في رواية الحاكم ، ورد في راوية ابن ماجه أو العكس لا أذكر الآن بالتحديد .
الشيخ : عجيب .
الحلبي : لكن هذا دليل إنه ما ورد لفظ الصلاة ، فلا يحتج به على تكفير تارك الصلاة .
الشيخ : الله المستعان ، الآن كل مشايخ نجد متعلقين بالحديث ما عندهم خلفية كما يقال ، ما عندهم علم ، اضطرّوا الآن إنه يسايروا العصر وصاروا يتكلموا فيما لا علم عندهم .
الحلبي : هذا صحيح ، شيخنا المؤذن عندي كتاب له أيضا ، اسمه كذا في تضعيف حديث ( استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان ) والرد على العلامة الألباني في تصحيحه ، طبعا مثل ما تفضلت فيه شيخنا الحديث كله بتتكلم عليه ثلاث صفحات ، هو عامل عليه مائة وخمسين صفحة ، آلة كاتبة ، وفلان وفلان ومش عارف شو وقياس شواهد على كذا ، يعني أشياء فعلا تطويل عجيب لكن مقدّم له الشيخ مقبل ، وكلمة الشيخ مقبل عجبتني بقول هذه رسالة طيّبة في تعقّب كذا وكذا ، وينبغي أن ننبّه هنا إنّه هنا نحن إذا رددنا على شيخي الحبيب في هذا العصر الشيخ الألباني فلا يعني هذا إنقاص قدره ولا يعني كذا ولا يعني كذا بل العكس ، هذا من قوّة منهج أهل السنة في أن يردّ بعضهم على بعض بسعة الصّدر وكذا وكذا ، يعني كان الكلام جميلا يلتقي مع الكلام الذي سجلته أنت عنه أيضا ، في شريط الشيخ عبد الرحمن ، إنه نحن لما نرد على بعض ، هذا من متانة منهجنا ودعوتنا ، إنه تحتمل مثل هذا ، فكانت كلمة طيّبة ولطيفة ، وقال مثلنا كيف يقول رأيه في الشيخ ناصر ، وكيف كذا وكيف كذا ؟ لكن هذا علم ، والعلم أمانة يعني كلام رجل فيه أدب وخير كبير الشيخ مقبل ... .
الشيخ : لا شك هو ذاك مثل هذا أيضا في الرسالة الأخرى التي فيها نقد حديث الزهد عرفته ؟
الحلبي : الزهد نعم عرفته ، بذل الجهد في تضعيف حديثي الزهد ... .
الشيخ : كمان ذاكر نفس هذا الكلام في المقدمة ، الله يجعلنا ممّن يتعاونون على الخير ... .
الحلبي : نسأل الله ذلك .
السائل : في عندنا ناس من يستخرج سجلّ تجاري رخصة لعمل مصلحة تجارية فهذا الترخيص يسلمه لأجنبيّ ؟
الشيخ : ويأخذ عليها .
السائل : أيوه ، فيأخذ عليها مبلغ ثابت محدد ، هل يجوز ذلك ؟
الشيخ : لا يجوز لك أن تسمّيه أجنبيا ، فضلا عن أن تأخذ منه جزية ، إيش رأيك ؟
السائل : والله أستوضح أكثر .
الشيخ : من مصائب المسلمين اليوم أن الرّابطة الإسلامية انفكّت عنهم ، فهم ليسوا كما جاء في الحديث الصّحيح ( كمثل الجسد الواحد ) ليسوا كذلك ، بدليل هذه التّقسيمات التي فرضتها الدول الاستعمارية ثم لم يقف هذا التقسيم عند تقسيم الحدود ، بل أيضا قسموا مع هذا التقسيم الحقوق ، فجعلوا لبلد حقوقا ، ليس للبلد الآخر مثلها ، وعلى ذلك فقس ، وللدّلالة على هذا التّفاوت ، استعملوا كلمة الأجنبي ، ولا يخفى على الجميع أن هذه الكلمة تشمل كلّ من دخل أرض دولة بغض النظر عن كونه مسلما أو كافرا فهو أجنبي ، والمسملون دائما يتفاخرون في محاضراتهم وفي دروسهم أنّ المسلم ليس وطنه فقط في الأرض الّتي ولد فيها أو عاش فيها وإنما كل أرض الإسلام هي وطنه ، هذا كلام شرعي صحيح لكن ما هو واقعي ، بل الواقع هو ضدّه تماما ، فعلى هذا الواقع المخالف للشرع ، تأتي مثل تلك الأسئلة أنّ مثلا السّعودي له أن يعمل في بلده في دولته ، وله الحقوق كلها ، أما بنرجع لنفس التعبير المسلم الأجنبي ، فليس له تلك الحقوق ، لماذا ؟ لأنهم يعاملون المسلمين كما يعاملون الكافرين ، بينما الإسلام لا يفرّق بين سعودي بين مصري بين إماراتي بين سوري بين أردني إلى آخره كلّهم لهم حق واحد ، الأرض أرض الله والبلاد بلاد الله ، فمن ( أحيا أرضا مواتا فهي له ) أنت تعرف هذا الحديث ، هل يجوز لسوري أن يحي أرضا مواتا في السعودية ؟ لا يجوز ، والعكس بالعكس لا يجوز ، هذا من جملة انفصام العروة الوثقى التي كان من المفروض على المسلمين أن يكونوا متمسكين بها ، لهذا نحن جوابنا لا يجوز مثل هذا البيع ، حقّ التّصرف من هذا المواطن يعطيه لواحد يسمّيه أجنبي و يأخذ عليه مالا إلا في حالة واحدة ، كنا ولا نزال نقول إذا كانت يترتب وراء ذلك مسؤولية مادية فمقابل هذا يجوز هذا الفعل ، أما المتاجرة فيها كما يفعلون هذا لا يجوز .
السائل : شيخنا قد تكون من نوع المسؤولية هذه ، أن هذا الرجل الذي استخرج الترخيص ، يكون مسؤول عن هذا الذي استوفده يعني مسؤول أن يسفّره أو يخرجه من البلد ، مسؤول إذا مرض أن يعالجه إذا حصلت عليه مخالفات ، هو الذي يتحمّل ، يعني مقابل هذه يجوز له أن يأخذ هذا المبلغ ؟
الشيخ : أي نعم بس هل هذه شكلية أم عملية ؟ هذه واحدة ، وبعدين إن جازت بالنسبة للذي يأخذ فلا يجوز للدّولة أن تقنّن هذا القانون .
السائل : أمّا وقد قنّن ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : مقنّن الآن .
الشيخ : أنا عارف قلت لك أجبت عن الأمرين ,نعم .
السائل : ما أدري باقي سؤالين .
الشيخ : تفضّل .
السائل : في صورة يعني واحد من الإخوة طرح مسألة ، أخبرناه بما في علمنا لكن ما اقتنع فلو تبسط الجواب .
الشيخ : تفضّل .
السائل : هناك عندنا فئة من الجيش يعطوهم قرضا معينا كأن يكون عشرين ألف ، عليه ربا ، الربا لا يتحمّله المقترض إنّما تتحمّله الدّولة عنه سواء تحمّلته ابتداء إنه ما يدفع ذاك الربا ، أو إنّه دفعه ثمّ يعاد له ، يعني صورتين الأولى إنه ما يدفع العشرين ألف ولا يدفع الزيادة ، أو صورة أخرى إنّه يدفع العشرين ألف مع الزّيادة ثم الحكومة تردّ له الزيادة.
الشيخ : يعني هو كيف يعني هو مخيّر بين إحدى الصّورتين ؟
السائل : أنا متصوّر صورة هو الأخ الذي ذكر لي متصوّر صورة واقعيّة .
الشيخ : أما الواقع واحد ؟
السائل : هو الواقع واحد كلّه قرض ربا لكن الربا تتحمله الحكومة .
الشيخ : كيف بقى كيف تتحمّله الحكومة ؟
السائل : يعني الحكومة تدفعه عنه .
الشيخ : هذا فهمته لكن عمليا كيف ؟ يعني أنت الحكومة وأنا استقرضت عشرين ألفا ، فأنت تفرض عليّ أن أدفع مقابل المائة خمسة زيادة ، فلمّا ادفع لك عشرين ، أدفع لك عشرين زائد بالمائة خمسة ، الآن أنا وفّيت رأس المال والرّبا للدّولة ، فالدّولة كيف تعيد لي الربا ؟
السائل : لأنّه ليست الدّولة التي تقرض ، في طرف ثالث وهو بنوك خاصة .
الشيخ : فلنقل البنك ، كيف يعيد لي الربا ؟
السائل : البنك لا يعيد .
الشيخ : إذا يا أخي أنا أسأل أنا سألتك الدولة قلت مش الدولة قلت البنك لما قلنا لك كيف البنك يعيد ، البنك ما يعيده من يعيد ؟
السائل : طيب ممكن أضع الصورة باختصار ؟
الشيخ : هو هذا الذي أسأل عنه .
السائل : يعني هناك بنك له رأس مال ، ليست مسؤولة عنه الدّولة ، الدّولة تتّفق معه بأن يقرض فلانا مبلغا ، يلّي هو عشرين ألفا هذا الشخص يرد العشرين ألف للبنك ، وما يترتّب عليه من ربا تدفعه الحكومة .
الحلبي : شيخنا هو ما يدفع شيئا للبنك ، حتى يستردّه مرة أخرى .
الشيخ : فيه فرق .
أبو ليلى : نعم في فرق بين الكلام الأوّل وهذا .
السائل : هذه صورة .
الشيخ : لا , أوّلا ... .
السائل : هذه مفهومة الآن ؟
الشيخ : لا معليش هنا الآن عبّر بعبارة تخالف عبارتك السابقة ، فإذا كان كذلك فيختلف الأمر.
الحلبي : الآن هو يرد العشرين ألفا للبنك ، ولا يرد لها شيئا زائدا ، فضلا أن يسترد هذا الشيء الزائد ، صح أم لا ؟
السائل : صح .
الحلبي : إنما الشيء الزائد الذي هو الربا ، تدفعه الدولة لهذا البنك الذي هو الطرف الثالث .
السائل : هذه صورة .
الشيخ : هذه صورة , اسمح لي أقول هذه صورة أخرى بين الأفراد ، إذا قلت أنا لك أعط فلانا عشرين ألفا ولك مقابل كل الف كذا منحة ، هل تنطبق هذه الصورة على تلك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تنطبق .
السائل : تنطبق مع تبيان شيء ، إنّ ذاك الشخص هو الّذي طلب القرض منك ، ابتداء يعني مش منحه منك أنت أعطيته ، هو طلب .
سائل آخر : فيه نقطة البنك متفق مع الدولة ، من أجل أن يعطي الناس ، وهو يدفع الرّبا تبعه ، لو الرّجل ما بده يدفع الربا الحكومة رايحة تدفع عنه .
الحلبي : يبدوا فيه شيء عند الأستاذ خلاّه يسكت ويطوّل باله .
السائل : طبعا بدّنا نفكر لأن القضية حرام وحلال
الحلبي : طيب شيخنا تعبيركم منحة في هذا المثال الذي ذكرته ، يختلف عن