About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Fri, Sep 19 2014

Category :

Okuddamu Ebibuuzo (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 311

الحلبي : قد كنت قد ذكرت لك عن عبد الله الخميس العالم السعودي الجغرافي

الشيخ : الخميس

الحلبي : له كتاب اسمه شهر في دمشق ؛ أحد الإخوة صور لي منه فيما يتعلق بزيارته لكم ؛ ففي أشياء طبعا أقرؤها من باب الفائدة ، وشيء ثاني من أجل أن أتثبت شيخنا من نقطه قالها ، قال إنك أنت تدرس في طبقات فحول الشعراء ؟

الشيخ : ما أدرس إنما كنت أحضر ... .

الحلبي : تحضر أيوه ، هكذا فهمت كلامه ما واضح يعني .

الشيخ : هو يقول إني كنت أدرس ؟

الحلبي : كأنه هكذا العبارة جاءت لأنه جاء في سياق ذكر أصول الفقه الذي درسته تبع خلاف. وكذا زاد المعاد وهذه الأِشياء .

الشيخ : لا ، كنت أحضر ، كان الذي يدرس الطبقات هذه مدير ما مدير رئيس المجمع العلمي العربي في دمشق ، تذكر اسمه ؟

الحلبي : المنوفي .

الشيخ : لا ، مصطفى أيش ؟ أي نعم

السائل : الله يحييك الشيخ

الشيخ : الله يحييك ويبارك فيك والله نسيت مصطفى أيش ، كان من جملة الذي يحضر الدرس الشيخ بهجت البيطار والأستاذ التنوخي ، فقط هذاك كان هو تقريبا ... .

الحلبي : الذي يدرس ؟

الشيخ : أينعم .

الحلبي : هنا أيش يقول أستاذي ... .

الشيخ : رئيس المجمع العلمي العربي الذي مقابل المكتبة الظاهرية ، ما يقول ؟

الحلبي : يقول الكلام الأول يعني فيه حقيقة أشياء تثير الهمة ، همة طالب العلم تحت عنوان السلفية بين صفوف الجامعة وحلق العلماء

الشيخ : جميل

الحلبي : يقول " قلت في غير مناسبة إن الفكر الإسلامي الآن متجه لتصفية الإسلام مما علق به من أدران الشبهات والخرافات والتضليل ، والأخذ به نقيا خالصا كيوم جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وكما عرفه صحابته وسلف هذه الأمة الذين مثلوا الإسلام أصدق تمثيل وفهموه كما ينبغي أن يفهم ؛ أما حينما لطخه خلف هذه الأمة بكل مشين ووسموه بكل نقص وتضليل أو مشين "

الشيخ : مشين ايوه

الحلبي : " ووسموه بكل نقص وتضليل بغية التحقيق لأهدافهم والدعاية لمبادئهم والتعظيم لعلمائهم والحفظ لمصالحهم فهنالك شالت كفة الإسلام ، وهان عند أعدائه وظلت الأجيال تحمل إسلاما أجوف خاليا من كل روح ، بعيدا عن كل تقدم ويومئذ قال أعداؤه إنه دين يصلح لزمانه الذي شرع فيه ولا يتمشى وانطلاقات هذا العصر و ... ولا يواكب عصر الرادار والتلفزيون وتحطيم الذرة ، قالوا هذا ومثله ومثله ودللوا على ذلك بواقع أهله المشين ؛ فجاء بعض شباب الإسلام الناشئ ووجدها قضية مدعومة بدليل فصفق لها وحلق ، وغرب وشرق وزعم أنه قبض على خاتم سليمان أو عصا موسى ، وما علم أن الدعوة باطلة وأن الدليل ملغوم وأن تفاهة واقع المسلمين انحدرت إليهم من أنفسهم لا من دينهم " .

الشيخ : بس خذوا بالكم بقى

الحلبي : نعم شيخنا

الشيخ : التعبير ، وظنوا أنهم أيش ؟

الحلبي : " قالوا هذا ومثله ومثله " وإلا قبله .

الشيخ : أنت اين انتهيت ؟

الحلبي : " قالوا هذا ومثله ومثله ودللوا على ذلك بواقع أهله المشين " .

الشيخ : تبع الشباب ، تبع الشباب ؟

الحلبي : " فجاء بعض الشباب ، شباب الإسلام الناشئ ووجدها قضية مدعومة بدليل فصفق لها وحلق " .

الحلبي : " وغرب وشرق وزعم أنه قبض على خاتم سليمان أو عصا موسى ".

الشيخ : أيوه ، قبض على خاتم سليمان تعبير خطأ ، تعبير خطأ يشير إلى خرافة راسخة في أذهان الناس فهو إن كان من هؤلاء الناس آسف جدا ، وإلا فهو يعبر عما انطوى في أذهانهم ، نعم ؛ لأن عامة الناس يعتقدون أن ملك سليمان كان في خاتمه .

الحلبي : مشهور جدا هذا بين الناس على كل طبقاتهم .

الشيخ : وبناء على ذلك تروى الخرافة المعروفة وهي أن هذه الخرافة أيضا مشكلة أخرى نكون في أولى بنصير في أخرى ، يفسرون فيها الآية الكريمة ما تقول الآية ؟

الحلبي : (( ملكا لا ينبغي )) ؟

الشيخ : لا (( ألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب )) ألا تذكروا ما هو أولها ؟ المهم (( ألقينا على كرسيه جسدا )) هي الآية تتعلق بالحديث الصحيح ، قال سليمان عليه السلام : ( لأطوفن الليلة على مائة امرأة تأتي كل امرأة منها بفارس أو ولد يقاتل في سبيل الله ؛ فقيل له قل إن شاء الله ، فنسي ولم يقل ؛ فلم تأت امرأة منهن إلا بشق ولد ، هذا الشق الولد ألقي على كرسي السلطان ، الدنيا كلها في ملكه ) ، هذا التفسير الصحيح فسروها الآية هذه بقصة خبيثة جدا وهي أن سليمان عليه السلام كان يعني يصطاد يوما السمك على ساحل البحر فسقط الخاتم منه فالتقطته سمكة ، فأخذ الخاتم من السمكة شيطان من شياطين الجن فوضعه في أصبعه فخضع ملك سليمان له وهو صار غريبا عن ملكه وجلس الشيطان على كرسي سليمان يحكم بين الناس كما يشتهي ويشاء ، وصار يدخل على نساء سليمان بصورة أيش ؟ سليمان ، هنا يبدأ الخبث الذي لا خبث بعده بالنسبة للأنبياء واستمر برهة من الدهر وهو هكذا يظن الناس أنه سليمان حتى نساؤه وأنه يأتي نساءه حتى استنكرت إحداهن من أمره لما سئلت قلنا والله نستغرب إنه يأتينا في حالة الحيض ، فثاروا عليه حينئذ المجلس الذي كان يحكم سليمان عليه السلام ، أينعم ، لا أنا لبعد العهد يمكن ما حكيت القصة منذ عشرين سنة ، خلطت شويه ولا مؤاخذة ، سليمان دخل يتوضأ فخلع أيش ؟ الخاتم ، فجاء الشيطان وسرقه ، وأيش ؟ تسلط على أيش ؟ كما قلنا على الملك ؛ أي نعم فلما طرد الشيطان بعد أن انكشف حاله التقطته السمكة فهو اصطادها وإذا بها لما يشقها يجد فيها الخاتم فيضعه في خاتمه فيعود السلطان إليه ؛ سخافة مع سخافتها فيها النكارة الشديدة

الحلبي : نكارة واضحة

الشيخ : آه فالشاهد أنهم ظنوا أنهم وضعوا يدهم على خاتم سليمان لأنه يعني خاتم سليمان السيطرة على الملك ، هذا التعبير ما أعجبني منه

الحلبي : جزاك الله خيرا

الشيخ : كان عليه أن يجتنبه هذا التعبير تماما كتعابير كثيرة كما يقولون اليوم " اقلب ورقة أو طلع لأوراقة " هذه لها علاقة كما قلنا في بعض المجالس لها علاقة باللعب بالشدة بالأوراق

الحلبي : بارك الله فيك

الشيخ : هذه تعابير أجنبية دخلت إلينا

الحلبي : سبحان الله!

الشيخ : ونحن لا ننتبه ولا نشعر

أبو ليلى : شيخنا تشبه لهذه القصة الخرافية تبع الفانوس السحري شبيك لبيك .

الشيخ : طيب

الحلبي : ثم يقول " وما علم أن الدعوة باطلة وأن الدليل ملغوم وأن تفاهة واقع المسلمين انحدرت إليهم من أنفسهم لا من دينهم ؛ لأن الصارم البتار لم يزل ولا يزال يحمل جوهره وفاعليته ؛ ولكن اليد التي تحمله هزيلة شلاء لا تستطيع حمله ولا التدليل على مدى تأثيره ، هكذا واقع المسلمين مع إسلامهم ؛ فأدرك هذا الغير على الإسلام " ..

الشيخ : أدرك هذا الغير .

الحلبي : الغير ، نعم جزاك الله خيرا شيخنا ؛ " فأدرك هذا الغير على الإسلام في كافة أقطار الإسلامية فأعلنوها سلفية نقية وراحوا يدعون إليها ويعملون بها ، وإذا قيل لهم أنتم وهابية ، وأنتم أتباع ابن تيمية قالوا نعم تجمعنا السنة المحمدية والرسالة الإسلامية " ... .

الشيخ : جميل !

الحلبي : " وهكذا وجدت السلفية في دمشق بين صفوف الجامعة وفي حلقات العلماء وجدت السلفية في دمشق وبين صفوف الجامعة وفي حلقات العلماء يحملها شباب مثقف مستنير يدرس الطب والحقوق والآداب ، قال لي شاب منهم ألا تحضر درسنا اليوم ؟ فقلت يشرفني ذلك فذهب مع الشاب لأجد فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني محدث دمشق الكبير وحوله من يزيد على الأربعين طالبا من شباب دمشق المثقف وإذا الدرس جار في باب حماية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، جناب التوحيد وسده طرق الشرك من كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد للمجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب وحفيده رحمهم الله ؛ وعجبت أشد العجب لهذه المصادفة الغريبة وأنصت لأسمع درس الشيخ وإذا بي أسمع التحقيق والتدقيق والإفاضة في علم التوحيد وقوة الردع فيه ، وإذا بي أسمع مناقشة الطلبة الهادئة الرزينة واستشكالاتهم العميقة حتى انتهى درس التوحيد وبدأوا بدرس الحديث في الروضة الندية وهنا سمعت علما جما وفقها وأصولا وتحقيقا وهكذا حتى انتهى الدرس ، ولم أزل طيلة مقامي في دمشق محافظا على درس الشيخ وقد انتهوا في علم التوحيد من كتاب فتح المجيد وبدأوا بكتاب اقتضاء صراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية وفي كل حين يزداد عددهم وتتجدد رغبتهم"

الشيخ : الحمد لله -عطس-

السائلون : يرحمك الله

الحلبي : " فيطلبون وينشرون ومن تتبع مجلة التمدن الإسلامي وقف على ما لهذا الشيخ وتلامذته من نشاط وجهود ، ولقد لمست بنفسي له تأثيرا كبيرا على كثير من الأوساط ذات التأثير في الرأي العام مما يبشر بمستقبل جدي كبير لهذه الدعوة المباركة ، ومما أحب أن أشير إليه أن لهؤلاء الجماعة مركزا يأوون إليه ويتلقون دروسهم فيه وقد أسس واتخذت فيه مكتبة كان هذا الشاب الذي هداني إلى هؤلاء الجماعة - طبعا تكلم بعدها - هداني إلى هؤلاء الجماعة عضوا عاملا في جماعة الإخوان المسلمين السورية بل من شخصياتهم اللامعة وقد طلبت إليه أن يعطيني  " ... .

الشيخ : فقط .

الحلبي : يعني أنا حذفت الآن الاسم في القراءة " وقد طلبت إليه أن يعطيني فكرة عن هذه الجماعة السلفية ومتى تأسست وكيف سيرها إلى آخره ، فأملى علي ما يلي ، قال : لا أعرف على وجه التحديد الوقت الذي بدأ الشيخ فيه اجتماعاته ، وكان أول اتصال به عام 1945م وكان يقرأ مع ما يقرب من ثلاثين أخ كتاب زاد المعاد ، وخرج من هذه الدراسة بكتابه القيم  التعليقات الجياد على كتاب زاد المعاد  وهو مخطوط ، وقد طلب مني الشيخ حامد الفقي عام 1952 أن أطلبه من الشيخ وأنه على استعداد لطبعه بجميع الشروط التي يضعها الشيخ ، ولا أعرف السبب الذي منع الشيخ من إرسال كتاب للشيخ حامد ؛ ثم انقطعت عن الشيخ حتى عام 1949م حتى قام الشيخ مع إخوانه بإحياء سنة صلاة العيد خارج المدينة وقرأ مع بعض إخوانه عام 1949م خمسين نخبة الفكر ، ثم بدأ مع إخوانه أيضا بقراءة كتاب الروضة الندية ، في دار الأستاذ عبد الرحمن الألباني ، وقد اتسعت هذه الحلقة " - ها شيخنا الحلْقة -

الشيخ : الحلْقة

الحلبي : " حتى أصبح الذين يحضرونها يتراوح عددهم بين أربعين إلى ستين ، وأكثرهم من أهل الرأي والعلم ويقرأ في جلسة ثانية كتاب فتح المجيد بناء على اقتراح الأستاذ عبد الحليم محمد أحمد ، وهو مدرس مصري درس في الشام أو درس في الشام ، ثم في عمان وقد قدم له بقراءة رسالة " تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد " ويحضر هذه الجلسة عدد مماثل لعدد الجلسة الأولى ، وهناك جلسة شبه خاصة يدرس فيها يدرس فيها كتاب الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ، وكتاب طبقات فحول الشعراء ، وبعد أن انتهى الإخوان من قراءة كتاب أصول الفقه للخلاف وكانت تنعقد هذه الجلسة بدار الأستاذ علي الطنطاوي " ... .

الشيخ : أحيانا ما دائما .

الحلبي : " وبعد سفره إلى باكستان عقدت بدار الدكتور حمدي الخياط " ... .

الشيخ : هذا هو .

الحلبي : " وهناك درس مع بعض علماء الشام في التفسير وما زال هذا الدرس مستمرا حتى اليوم ، ويحضره عدد يتراوح بين عشرة إلى عشرين وقد مضى على استمراره عدة سنوات ويدرس في كتاب الترغيب والترهيب ويتراوح عدد حضوره بين خمسة عشر إلى خمسة وعشرين " ؛ شيخنا بالنسبة لدرس التفسير هل كان لكم صلة فيه أم لا ؟

الشيخ : ما في أثر في نفسي لهذا الدرس .

الحلبي : يعني ما حضرته فضلا عن أن تلقي منه شيئا ؟

الشيخ : أينعم .

الحلبي : نعم ؛ يقول " ومن بين الإخوان الذين يحضرون جميع أو بعض دروس الأستاذ أحمد راتب النفاخ المدرس بالجامعة السورية أو الأستاذ عبد الرحمن الباني مفتش دروس الدين في وزارة المعارف ، وعبد الرحمن نحلاوي مدرس الفلسفة في ثانويات دمشق ، ورشاد رفيق سالم يحضر الدكتوراة في الجامعة المصرية عن ابن تيمية " ، أظن هو محمد رشاد سالم المشهور الآن ؟

الشيخ : هو توفي إلى رحمة الله .

الحلبي : رحمه الله ، " وعضو لجنة الشباب المسلم المصرية والأستاذ عصام العطار المدرس في المعهد العربي وعضو الهيئة التشريعية للإخوان المسلمين في سوريا ، ومحمد مريدن محامي وموظف في ديوان المحاسبات ، وخالد صائمة محامي ودكتور نبيه الغبرة طبيب ، والأستاذ محمد الصباغ مدرس الأدب العربي في ثانويات درعا ، وهكذا ؛ فإن هذه الدروس تجمع أمثال من ذكرنا من أهل العلم والفضل والأدب وممن يرجى منهم في المستقبل القريب إن شاء الله أن ينشروا السلفية في كافة ربوع سوريا وغيرها ، إذا عرفنا أن منهم السورية والأردنية والمصرية والمغربية " ثم يذكر بعد ذلك بعض الأشياء ثم يتكلم شيخنا عن المكتبة الظاهرية في صفحة أخرى أو في موضع آخر من الكتاب ويقول " ومن رواد هذه المكتبة الذين أجدهم كلما دخلتها العالم المحدث الشيخ الشهير الشيخ ناصر الدين الألباني ، وشاب مصري دؤوب ، جاء إلى هذه المكتبة خصيصا في سبيل تأليف رسالة عن ابن تيمية " وطبعا لعله هو نفسه رشيد سالم ... .

الشيخ : أينعم .

الحلبي : هذا الذي يذكره عبد الله بن خميس ... .

الشيخ : هذه ذكريات طيبة الله جزاك الله خيرا .

الحلبي : الله يبارك فيك شيخنا ، أحببنا أن تكون ... لأن الأخ الذي بعث لي الرسالة ... .

سائل آخر : هل العطار هو نفسه ما غيره الذي في ... ؟

الشيخ : هو نفسه .

السائل : الله يجزيه الخير والله رجل نحسبه على خير .

الحلبي : الأخ الذي بعث لي هذه الصورة كان قد زارنا هنا فذكر لي ذلك ، فقلت له صورها لي وابعثها لي ؛ فلما بعثها قال حبذا لو يقرأ هذا على الشيخ ... .

الشيخ : هو الأخ من أين هو ؟

الحلبي : من الرياض

الشيخ : الرياض

الحلبي : ما تيسر لكم لقاءه شيخنا هذا قبل 35 سنة .

سائل آخر : اخونا ... .

الشيخ : اهلين

سائل آخر : نعرفك على هذا الطالب خريج كلية الشريعة سنة 87 أو 79 .

الشيخ : أهل مرحبا ، والآن ماذا يعمل ؟

سائل آخر : يعمل مدرس ، وأيضا طالب في قسم الحديث بالجامعة .

الشيخ : في الجامعة هنا ، أخذ الله بيدك .

السائل : الله يبارك فيك .

الشيخ : لابد من الترجمة أن تصمم لنا أسئلة ؟ هات نرى ؟

السائل : الله يجزيكم الخير ، الأسئلة هي عامة وليست متخصصة وإن شاء الله تكون الغاية منها ، في هناك مجلة تصدر في الجامعة يقال لها صوت الطلبة ، هذه تكون متداولة بأيدي الطلبة ، والمسئولين والدكاترة .

الشيخ : نعم

السائل : السؤال ... ظهر رأيكم في حد النظر إلى المخطوبة في السلسلة الصحيحة وربما اطلع عليه المتخصصون ، ولكن لو أراد الشيخ أن يبين للعامة هذا الحكم ماذا يقول ؟

الشيخ : أنا أجيب عن هذا السؤال قبل استيضاح أو استحضار ما في السلسلة الصحيحة لأني أعتقد أنه قد يكون فيها شيء جرى فيه تعديل ما ، فأعطي جوابا عاما ثم بعد ذلك ننظر إذا كان هذا الجواب العام يتطلب منا إضافة أخرى ، هذا كحكم شرعي لا أرى فرقا بين العامة والخاصة ؛ لأن الذين يريدون أن يتزوجوا ليسوا من الخاصة فقط بل الناس في ذلك سواء ، سواسيه كأسنان المشط كما يقال ، وكما يقال في الحديث الضعيف وإذا الأمر كذلك فلابد أن يعرف كل مسلم هذا الحكم الشرعي حتى ينطلق على أساسه وعلى ضوئه ؛ فلا يجد حرجا من أن يتعاطه مادام أنه يجد في ذلك فسحة ويسرا في دين الله عز وجل ؛ فليست المسألة من المسائل النظرية أو الفكرية التي يجب أن يراعى فيها قدرات الناس العقلية والعلمية ، فلا نحدث الناس ، كل الناس بما لا يعقلون ليست المسألة من هذه أو من هذا القبيل وإنما هي مسألة حكمية عملية يجب أن يعرفها كل مسلم بدون استثناء هل هو مثلا مثقف أو غير مثقف ، صالح أو غير صالح ؛ لأن كل هؤلاء ينبغي أن يتزوجوا ، فإذا قال لهم الشارع لهم حكما عاما فعلى الذي يريد أن يدل الناس على الخير وأن يعلمهم الخير لا يفرق في مثل هذه المسألة بين العامة والخاصة ؛ هذا جوابي كجواب عام ؛ الآن أعود لأسأل هل أنت تستحضر ما الذي جاء في سلسلة الأحاديث الصحيحة تفضل ؟

السائل : ذكرتم يا شيخنا في تصحيح الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا ألقى الله في قلب أحدكم خطبة امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل وإن كانت لا تعلم )

الشيخ : أي نعم تفضل

السائل : وتابعت استشفاف من هذا الحديث الحكم الشرعي أنه يجوز للخاطب أن يرى شعر المرأة ويجوز أن يرى منها ... ؟

الشيخ : يعني يجوز أن يرى منها أكثر من وجهها وكفيها ، نعم ؛ طيب هل تذكر أكثر من ذلك ؟

السائل : هذا الذي أذكره الآن .

الشيخ : هذا الذي تذكره لا أزال أتبناه

السائل : الله يجزيك الخير

الشيخ : ولا يسعنا إلا أن نفتي به وإلا عطلنا أحاديث الرسول عليه السلام لعصبية مذهبية تستولي على بعض الناس ، وهؤلاء الناس مع الأسف يكونون عادة متأثرين بأقوال غير المعصوم أكثر مما هم يكونون متأثرين بأقوال النبي المعصوم ، وهذا قلب للحقيقة لا يجوز للمسلم أن يتلبس بها ؛ فإذن جوابي السابق يصلح قائما

السائل : جزاك الله خيرا

الشيخ : لكن لا بأس أن ألفت النظر إلى شيء قد يفيد نشره في هذه المناسبة ، كنت ذكرت هناك أو في غير مكان ولعل الأخ علي يساعدنا بذاكرته في ذاك المكان ، كنت ذكرت هناك قصة تتعلق بعمر ابن الخطاب وبابنة علي بن أبي طالب المسماة بأم كلثوم ، أنه خطبها من علي وذكر أنه ليس هو في خطبته إياها لأنه بحاجة إلى الزواج وإنما لكي يكون قريبا من الرسول عليه السلام ، فاتفق مع أبيها علي بن أبي طالب أن يرسلها إليه فإن أعجبته تزوجها وإلا لا ، فأرسلها علي إليه فكشف عن ساقها فقالت " له لو لا أنك أمير المؤمنين لصفعت خدك " أنا كنت ذكرت هذه القصة كاستئناس أو استشهاد بها على أن الرؤية أو النظر الذي جاء ذكره في ذاك الحديث وفي غيره من الأحاديث كنت ذكرتها بالمناسبة هناك ، ليس المقصود فقط النظر إلى الوجه والكفين وإنما إلى أكثر من ذلك بدليل هذه القصة ، سقت أنا هذه القصة يومئذ نقلا من كتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني

السائل : شيخنا من هنا ... .

الشيخ : الحديث أو إلى هذا الأثر ، فهذا الأثر نقلته من كتاب ابن حجر وكان قد عزاه لعبد الرزاق وكان سكت عليه والقاعدة بالنسبة للحافظ ابن حجر لتضلعه في هذا العلم أنه يوثق بما سكت عليه من الروايات ؛ فنحن جرينا على هذه الثقة ، ثم بعد ذلك طبع كتاب عبد الرزاق المصنف الذي هو منه نقل هذه القصة فلما رجعنا إلى الأصل واستقينا منه استغنينا بذلك عن السواقي كما يقال ، وقفنا على السند الذي لم يكن بين أيدينا يومئذ ، يوم نقلناه من الفتح ، فتبين لي بأن السند فيه انقطاع وربما فيه شيء آخر لا يحضرني الآن ؛ المهم ثبت لدي أن القصة غير ثابتة وأنه لا يجوز لنا فيما بعد أن نذكرها إلا مع بيان ضعفها ، ولعلي قد فعلت ذلك في مكان ما .

الحلبي : في الضعيف الثالث .

الشيخ : في الضعيف الثالث ، هذا الذي تحفظت منه في أول جوابي ، واضح ؟

السائل : جزاك الله خيرا

الشيخ : طيب

السائل : نعم شيخنا هل في فترة تخلص بنتيجة أنه يجوز للخاطب أن يرى من المخطوبة شعرها ونصف ذراعها ونصف ساقها ؟ في فترة من الفترات نتوقف عند الكلام هذا ؟

الشيخ : هذا الذي نحكي عنه الآن ، في شيئين هنا توقفنا عنه ، أحدهما ما سبق ذكره آنفا ، وهو الرواية هذه المتعلقة بأم كلثوم ، واضح ؟

السائل : لعدم صحتها .

الشيخ : عدم صحتها ، الشيء الثاني أنه لا يجوز التعمد أن تظهر أمامه هكذا بأكثر من وجهها وكفيها وإنما يكون ذلك عنها دون علمها

السائل : ... شيخنا

الشيخ : ما سجلت الآن أقول بالنسبة للسؤال السابق القصة المذكورة المتعلقة بكشف عمر بن الخطاب عن خطيبته أم كلثوم ، كشفه عن ساقها تبين لي بعد أن وقفنا على إسنادها في المصدر الذي كان الحافظ ابن حجر ... إليه ألا وهو مصنف عبد الرزاق بأن الإسناد ضعيف منقطع لا تقوم به حجة ، ولزم من ذلك أن نقف عند تلك الأحاديث التي كنت ذكرت بعضها في سلسلة الأحاديث الصحيحة وفي المجلد المشار إليه آنفا ، وهي تفيد أن للخاطب أن ينظر إلى من هو عازم على خطبتها أن ينظر إلى ما يبدوا منها عادة ولو كانت في عقر دارها ، ولكن ذلك دون علم منها ، دون علم منها ؛ أما أن يتفق الخطيب مع خطيبته ولو بمحضر من محارمها على أن يرى منها ما لا يجوز للأجنبي أن يرى منها ، فهذا مما لا نعلم دليلا عليه إلا القصة السابقة ، وقد تبين لنا ضعفها وقد رجعنا عنها .

السائل : أستاذي الآن الكيفية التي تتم فيها الرؤية بعلمها لن تكون يعني بهذا الوضع إلا في بيتها أو في مكان آمن لا يراها فيه أحد ؟

الشيخ : هذا أعتقد أنه ليس له علاقة بالفقه وإنما هذا علاقته بالوضع الاجتماعي في كل بلد من البلاد ، فمثلا كيف رأى ذلك الصحابي ؟ كان يرقبها ويترقب أن يراها وهي على ادجارها وعلى سطح دارها وهي تنشر غسيلها ، فهذا أمر ليس خاصا بذلك العصر دون هذا العصر حتى ولا مؤاخذة توجه مثل هذا السؤال كيف يراها ؟ إن رؤيتها الآن أيسر بكثير من ذاك الزمان -يضحك-.

السائل : المحجبات الملتزمات أستاذي الآن يعني صعب حتى نشر الغسيل ، حتى لو في بيتها إن كانت مكشوفة من الصعب أن تخرج للنشر ؟

الشيخ : ذلك ما نبغي -يضحك-، لكن ذلك لا يستدعي أن نخالف النص الشرعي ، أي نعم فكيف هو يتوصل إلى رؤيتها دون علم منها ، هذا الأمر بقى يعود إلى الصياد الماهر ـ يضحك الشيخ رحمه الله ـ .

الحلبي : بعدين في نقطة ، السؤال يظهر في آخر الآن كأنه أمر لازم واجب أن يرى وإلا كيف نريد نرى ؟ إذا ما نرى بهذه الصورة يعني ما هو خطر أو ما هو خطأ كبير ... .

الشيخ : هذه رخصة على كل حال .

الحلبي : أينعم رخصة من هذا الباب ... .

سائل آخر : والنقطة التي اختلفت فيها شيخي مرة في مثل هذا السؤال أن تنقل لك الأم ، لا يجوز النقل أصلا ؛ أما في هذه الحالة يجوز النقل أمك ، أختك ، عمتك من المحارم عن وصف شعرها أو قسمها ... .

الشيخ : هذا صح ، هذا ثابت في السنة أن الرسول خطب امرأة فقال ( شمي عراقيبها ) وما ادري ايش ؟

 ( ومعاطفها )

الشيخ : أي نعم فممكن بطريقة أخرى أن واحد له أم خاصة إذا كانت عجوزة ماهرة يقولون عنا في الشام عفريتة يعني تعرف كيف تؤكل الكتف وكيف يعني تدهي بعقل ايش ؟ الخطيبة وتتقرب منها وتعرف خفتها ووزنها إلى آخره ، فهذا سبيل من السبل .

السائل : يسعى الناس للوصول إلى السعادة فتعددت مذاهبهم في هذا ، لو أراد شيخنا أن يبين للناس معالم في طريقهم للوصول إلى السعادة ماذا يقول ؟

الشيخ : ما أظن في هذا اختلاف إلا بين الفلاسفة ؛ أما بين الإسلاميين الذين يؤمنون بالله ورسوله ويؤمنون بأنه ليس هناك طريق للوصول إلى السعادة في الدنيا والآخرة إلا التمسك بالإسلام ؛ فليس هناك أجوبه متعددة إنما هو التمسك بالإسلام ، والعكس بالعكس من أراد الشقاوة عارضا الإسلام ، وذلك واضح جدا في آيات كثيرة ، كقوله تعالى في الآية المعروفة : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )) ولكن الذي يجب أن نتنبه له هي حقيقة عظيمة جدا ومؤلمة من ناحية أخرى لفقدان كثير من المسلمين لها علما كثيرون منهم وتطبيقا بعضهم ألا وهي أن الإسلام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفهم السلف الصالح لهما هو العلاج لكل الأدواء والأمراض النفسية التي إذا أصابت أمة أو شعبا لم تطعم هذه الأمة أو هذا الشعب طعم السعادة , الإسلام المستقى من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح هو العلاج ؛ ولكن الشيء الذي أريد أن أدندن حوله الآن هذا العلاج دخله كثير من المواد الغريبة التي إن لم نقل إنه أفسدته بالكلية فلا أقل إنه منعت كونه علاجا حاسما ، ذلك مما دخل في هذا الإسلام ما ليس منه سواء ما كان هذا الدخيل في العقيدة ، أو في العبادة ، أو في السلوك والأخلاق ؛ ولذلك فقد ينقلب هذا الإسلام بسبب ما أصابه من هذه الأمور الدخيلة عليه أنه لا يظهر أثره في ذاك المجتمع الذي يدين به فلا يكون العيب هو من الإسلام وإنما العيب مما دخل في هذا الإسلام ؛ ولذلك فنحن نلح وندندن دائما وأبدا أننا إذا كنا نبتغي هذه السعادة ولا طريق لها كما قلنا إلا الإسلام ولكن ليس الاسلام  بمفهومه إذا صح التعبير المطاطي إنما بمفهومه الخاص القائم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ؛ حينئذ فهو منبع السعادة ولا شيء سواه ؛ وعلى كل حال فأنا أرى أن مثل هذا السؤال قد يحسن طرقه في بعض الجامعات التي لا تختص بل وقد لا تهتم بدراسة الإسلام وإنما تهتم بدراسة الثقافة العامة سواء كان إسلاما أو كان فلسفة أو كان علمانيا أو ما شابه ذلك ، وإلا مفهوم بين المسلمين أن لا سعادة إلا التمسك بالإسلام ؛ لكن أنا أردت أن أضيف إليه التمسك بالإسلام بمفهومه الصحيح .

السائل : أستاذي لعلي ما استطعت أن أوضح ، كان مقصودي في هناك أحاديث ولعلكم اطلعتم على زيادة لم يسمح لكم أو لم يتح لكم أن تكتبوها مثلا حديث ( أربع من السعادة الزوجة الصالحة والبيت الواسع )  هذه الأحاديث تدل على أشياء مادية متعلقة بالسعادة  ؟

الشيخ : هذا جزء من السعادة .

السائل : جزء ؟

الشيخ : أنت لم تسأل عن جزء .

السائل : أنا أسأل عن السعادة بشكل عام .

الشيخ : آه .

السائل : ومنها هذه الأجزاء .

الشيخ : طيب ، هذا من السعادة وجاء به الإسلام .

الحلبي : شيخنا كنت أخذت منكم رسالة صورتها اسمها رسالة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، اسمها " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة " على قلة أوراقها من أعظم ما كتب شيخنا

الشيخ : ما شاء الله

الحلبي : لو أن إنسانا مغموما مهموما متضايقا يعني لا تسعه الدنيا يقرؤها ، سبحان الله إن جاز التعبير كأنها سحر .

الشيخ : ما شاء الله .

الحلبي : أيوه الله ! الوسائل المفيدة للحياة السعيدة رائعة جدا شيخنا .

الشيخ : عليك بها .

الحلبي : يعني عظيمة سبحان الله ، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي .

السائل : أستاذي بدأت بعض الآراء العلمية تميل إلى اعتبار بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكلام الشخصي لا من الوحي ظنا منهم أن في ذلك إبعاد للحرج ونفي للإشكال ؛ ماذا يقول شيخنا في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطب ؟

الشيخ : أنا اعتقادي أخي ، وهذا اعتقاد كل مسلم يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن الأصل في كل ما يخرج من فم النبي صلى الله عليه وسلم فهو حق ولم أقل فهو وحي لأدخل في قولي الأول فهو حق الآراء التي قد تصدر منه باجتهاد وبرأي ، ثم يقر عليه فيصبح حقا ؛ ومع الأسف عامة المثقفين الشرعيين فضلا عن غيرهم وعمن دونهم لا يعاملون أحاديث الرسول عليه السلام التي هي من قبيل الأحاديث التي جاء الإشارة إلى بعضها آنفا وهي المتعلقة بالطب النبوي لا يعاملونها كما يعاملون أقوال العلماء المجتهدين ، كيف يعاملون أقوال العلماء المجتهدين أنهم يخضعون لها ويجعلونها شرعا مستمرا وينكرون أشد الإنكار على من قد يخالفها ولو بحجة هي في واقعها أقوى من حجة ذلك الإمام الذي ارتأى ذلك الرأي ؛ فكثير من أولئك المثقفين لا يعاملون أحاديث الرسول من هذا النوع بأن يقولوا هذه صدرت من الرسول ولو باجتهاد منه ؛ فنحن يجب أن نتبناها لأننا نتبنى آراء العلماء فهو سيد العلماء أولا ؛ ثم هناك فرق كبير ثانيا بين هذا السيد الذي لا مثل له وبين أولئك العلماء ، أن أولئك العلماء أقوالهم بدون استثناء ما بين أجر واحد إن أخطأ وأجرين إن أصاب ؛ أما أقوال الرسول عليه السلام فهي كلها بأجورة مضاعفة ولا أقول بأجرين ؛ لماذا ؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن اجتهد فأخطأ كما يضرب بعض الأمثلة في السيرة النبوية بل وفي الآيات القرآنية كمثل قوله تعالى : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) فهو إن أخطأ عليه السلام فليس كسائر علماء الإسلام ، لا يقر على خطأه بينما العلماء الآخرين والله ما ندري أصاب أم أخطأ ؛ لكن نكل أمره إلى الله إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ؛ لكن الرسول عليه السلام يختلف بلا شك باتفاق علماء المسلمين أنه لا يقر على خطأ ؛ لأنه كما هو معلوم من علم أصول الفقه أن السنة هي ثلاثة أقسام : قول ، وفعل ، وتقرير ؛ أي إذا الرسول رأى شيئا وأقره صار شرعا ؛ لماذا ؟ لأنه لا يقر على خطأ ؛ وهل معنى لا يقر على خطأ أنه نزل عليه وحي بأن هذا الشيء الذي فعل على مرأى ومسمع منه أوحي إليه أنه صواب ؟ لا ، ليس من الضروري أن يكون الأمر كذلك ؛ لكن حسبنا أن الله كما " بلا تشبيه " كما أننا نتخذ إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لشيء رآه حجة فأولى بنا وأولى أن نعلم أن الله عزوجل أقر نبيه على شيء فيصبح حجة ما بعدها حجة ؛ فإذن إذا تصورنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلا من الأحاديث الطبية ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) إلا السام ، نحن إذا تصورنا أن هذا الكلام النبوي الطبي خطأ كيف أقر عليه السلام وتلقاه الصحابة وتلقاه السلف عنه خلفا عن سلف حتى صار جزءا من حياة المسلم ، لا يستطيع أن يتصور إلا أنه كما لو قال ( في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) كذلك قوله عليه السلام في الحبة السوداء التي لا يعجبك مرآها ( أنها شفاء من كل داء إلا السام ) ، يستحيل أن يكون هذا خطأ يا جماعة ، وخطأ جلي جدا أن يقال إننا نؤجل البحث أو التصديق أو الإيمان بهذه الأحاديث إلى متى ؟ أن يكشف العلم ، زعموا حقائق هذه الأحاديث النبوية إن وقع ذلك فذلك زادهم ضعفا ولم يزدهم إيمانا ؛ لأن الإيمان كما نعلم من قوله تعالى في القرآن (( آلم . ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ أول شرط (( الذين يؤمنون بالغيب ))  والغيب في اللغة العربية هو كل ما غاب عن عقلك أنت أيها الإنسان ، هذا العقل المحدود أولا في مخك ومهما اتسعت دائرة الفكر فهو محدود على كل حال ؛ فإذا جاءك نص من الله أو رسوله بشيء فوجب عليك الإيمان والتسليم به لأن هذا الشرط الأول في المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب ؛ فإذا نحن توقفنا عن الإيمان بهذا الحديث والإيمان بحديث مثلا : ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ) أيش هذا الحديث ؟ فيه قذارة ( فليغمسه ثم ليخرجه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ) هذا ما زال ما انكشف حقيقة أمره بالطب (( آمنا به كل من عند ربنا )) فلا يجوز التوقف في هذه الأحاديث ؛ لأننا نفترض أحد شيئين ـ وهذا خلاصة ما سبق ـ إما أن يكون هذا الكلام لا أقول وحيا وأنت ملاحظ معي كلمتي الأولى حق ، وإما أن يكون باطلا ، ولا أقول خطأ ؛ لأن الله يقول : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) إما أن يكون حقا وإما أن يكون ضلالا باطلا ؛ فهل يتصور المسلم شيئين خطيرين أحدهما ناتج من الآخر ، هل يتصور المسلم أن يكون هذا الكلام باطلا ؟ وربنا تبارك وتعالى الذي أرسل إلينا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالهدى والنور والحق كله يعلم أن هذه الكلمة التي نطق بها الرسول عليه السلام وهب أنه تلقاها من الطب الجاهلي ، الطب التجربي العربي ، هب أن الأمر كذلك ؛ لكن الله يعلم أنه خطأ ، هل الله يقر نبيه عليه السلام على هذا الخطأ ؟ وبخاصة أنه ترتب عليه خطأ آخر وهو أن يصبح شريعة وعقيدة عند المسلمين ويصبح هناك علم خاص اسمه علم الطب النبوي ، إن نحن آمنا بمثل هذه الضلالة أن نتصور أنها كلمة قالها الرسول بناء على التقاليد العربية وعلى التجارب العلمية يومئذ ولاشك أن العلم الطب العربي يومئذ كان يعني ليس ناضجا وإن كان استفاد منه الأوروبيون فيما بعد كثيرا وكثيرا جدا خاصة لما تشرفوا بالإسلام ؛ لكن البحث أننا لا نتصور بل نجعل ذلك مستحيلا أن الرسول عليه السلام يتلقى جزءا من علم سواء كان  الآن نوسع الدائرة قليلا سواء كان طبا أو فلكا أو نحو ذلك من الأمور التي لا يدرك العقل البشري عادة حقائقها ، ثم ينطق بها الرسول عليه السلام وهي تكون في واقعها أمرا باطلا وربنا يقره على ذلك ، هذا أمر مستحيل ؛ ولذلك أنا أعتقد أن الذين يقفون هذا الموقف الواهي بل المزري بالنسبة لهذه الأحاديث فلا يؤمنون بها ، هؤلاء بلاشك في إيمانهم ضعف من أحد أمرين وأحلاهما مر : الأمر الأول أنهم لا يثقون برواة هذه الأحاديث ، وأئمة الحديث الذين صححوها لأن الأمر إن كانوا كذلك يؤمنون إذن الأمر أخطر أنهم لا يصدقون الرسول فيطرقون عليه احتمال أن يكون هذا رأي كرأي البشر ويطبقون عليه بالتالي قوله عليه السلام بحق " أنتم أعلم بأمور دنياكم " هذا الحديث صحيح لكن البحث الآن إذا الرسول تحدث عن أمر لا يتعلق بالعبادة ولا يتعلق بالعقيدة لكن يتعلق بعلم الفلك ، هذه من أمور الدنيا ، يدور البحث السابق هذا أمر يتعلق بالعلم ، أي علم ؟ الذي كان معهودا في الجاهلية ؛ فالرسول نطق بذلك يستحيل أن الله يقره على هذا الأمر وهو خطأ في واقع أمره ؛ فإذا كل الأحاديث التي صحت عن الرسول أولا وأقر عليها إلى آخر رمق من حياته ثانيا فيجب أن لا نفرق بينها وبين أي حديث آخر سواء ما كان له علاقة بالعقيدة أو له علاقة بالعبادة أو بالسلوك ، كل ذلك حق ويرد عليه قول الرسول عليه السلام الذي رواه لنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي كان يجالس المشركين ويحاججهم ؛ فأوردوا عليه الشبهة التالية قالوا له أنت تكتب عن محمد كل ما يقوله في ساعة الرضا والغضب فعملت هذه الشبهة عملت عملها في قلب عبد الله فذهب إلى الرسول عليه السلام وقال له قولتهم هذه ، فقال له ( اكتب فو الذي نفس محمد بيده لا يخرج منه إلا حق ) إن خرج منه خطأ جاء البحث السابق لا يقر عليه فهو ليس كالعلماء فهو سيد العلماء .

السائل : في هذا شيخنا قول الله تعالى : (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل )) ؟

الشيخ : (( لأخذنا منه باليمين ... )) لكن هذا له جانب ثاني ؛ لأنه لا يخفاك التقول هو تقصد الافتراء ، وبحثنا ليس من هذا القبيل .

الحلبي : شيخنا في نفس الموضوع

الشيخ : كيفت والا كيف ؟

السائل : الله يجزيك الخير

الشيخ : الله يحفظك .

السائل : الله يكرمك

الحلبي : في نفس الموضوع تأكيد لكلام أستاذنا الله يبارك فيك

الشيخ : تفضل الله يحفظك

الحلبي : في بعض كتب الأصول شيخنا رأيتهم يقسمون الوحي إلى ثلاثة أقسام

الشيخ : نعم

الحلبي : وحي تبليغ ، ووحي تقرير ، ووحي انكار ؛ وهذا هو عين الذي تفضلت به شيخنا ؟

الشيخ : هو هذا .

الحلبي : الله يبارك فيك استاذي

الشيخ : ها غيره

السائل : الشيخ محمد الغزالي غفر الله له في كتابه السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث تقدم بآراء في الغناء والمس الشيطاني ، يا ليت نعرف رأيكم أستاذي في هذا الأمر ؟

الشيخ : يا أخي هذا الرأي من غزالي العصر ، هو ككثير من آراء غزالي ذاك العصر الماضي أنه نابع من فلسفة خاصة تصدر ممن لم يتشبع بالسنة المحمدية ، وهذا أمر ظاهر في غزالي العصر لأنه ينكر حقائق شرعية ثابتة لا مرد لها أبدا إلا بتحكيم العقل الصغير هذا الذي لا يمكن أن يتسع لهذا الوحي الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ، لم يقل ربنا عز وجل يعني عبثا بل حقيقة قال : (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) الوحي ثقيل ، حينما ينزل الوحي على محمد عليه السلام وهو على ناقته الناقة وهي من أشد الحيوانات تحملا كانت تحط برأسها وتخضع ولا تتحمل ؛ فهذا الوحي كله لا يستطيع العقل البشري أبدا أن يتحمله إلا من طريق كما قال رب العالمين : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) وكلما كان المسلم واسع الاطلاع على الكتاب والسنة معا ، أنا أعرف من الغزالي هذا أنه كان يلهج بتلاوة القرآن ؛ لأنه التقيت معه مرارا وتكرارا في المدينة لما كنا في المجلس يلي يسموه المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية ، ولما نفيت من هنا وذهبت إلى قطر كان منزلي في الفندق الذي أنزلت فيه هناك تجاه منزله في الفندق نفسه ، فكنت فعلا أشعر أنه رجل عنده لهج بتلاوه القرآن كأنه كان يحفظ لكن حينما كنت أراه هذه الرؤية وأراه من جهة أخرى تلك الرؤية العلمية في آثاره وكتبه أقول بلسان الحال والآن أقول بلسان المقال ( لا يعقدن أحدكم لألفين أحدكم متكئا على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) فهذا الإنسان ما جاءت منه هذه الشواذ ، بل لا أداهنه وإن كانت هناك صحبة بيننا كما أشرت إليها آنفا ، أقول بدل أيش هذه الشواذ بل هذه الضلالات ما جاءته إلا لأنه كان مزورّا وكان مجانبا للسنة وكان يحكم عقله ، عقله على السنة فما أعجبه منها قبضه وعقده في قلبه وما لم يعجبه سخر منها ، لا أقول ضرب بها عرض الحائط ، سخر منها وسخر أيضا من حامليها ؛ فالمثالان اللذان سألت أنت عنهما مثالين من عشرات الأمثلة الكثيرة بعضها مبثوث في الكتاب الذي سميته أنت آنفا ، والكثير الكثير منها بعضها أيضا مبثوث في كتبه الأخرى ، وبعضها في نفسه تطفح كلما جاءت مناسبتها فأنت طرحت سؤالين اثنين أحدهما ما يتعلق بالغناء والآخر ما يتعلق بمس الجن .