يناقش الكاتب في تلك الرسالة المختصرة خطر السحر وتفشيه بين أبناء المجتمعات الإسلامية، ومدى أثر ذلك بين الناس بعضهم البعض، حيث ينبه الكاتب أن الإصابة بالعين من أكثر ضغائن النفوس التي تفشت في جسد الأمة ونسيجه بشكل يمثل معدلًا خطيرًا على بداية الانحراف الاجتماعي بين المسلمين.
يقول الكاتب في مقدمة رسالته:
"في ضوء ذلك كان من المناسب أن نلقي الضوء على هذه القضية (الإصابة بالعين) خاصةً أنَّ عددًا من الناس فيها على طرفي نقيض، فمنهم من يُنْكِرها بالمرَّة، ومنهم من يبالغ فيها حتى يظن أن عُطاسه بسبب العين! فدونك هذه الرسالة المختصرة التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع. وصلى الله وسلم على نبينا محمد".
وقد بين الكاتب بالدلائل من الكتاب والسنة والآثار على صحة حقيقة الإصابة بالحسد والعين، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين هذا في قوله: «العين حق».
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي الإصابة بها شيء ثابت موجود".
ثم بين الكاتب أسباب الإصابة بالعين، وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في اتقاء العين وعلاجها وذلك بالمحافظة على الأدعية، والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء.
ويوجه الكاتب خلال بحثه نصيحة لعامة المسلمين لتجنب حسد إخوانهم وإيقاعهم في باب التحاسد والتباغض؛ فيقول:
"والواجب على من ظن من نفسه أنه يصيب بالعين، أن يتقي الله ويتجنب ما يُفضي به إلى ذلك، بأن يكثر من ذكر الله، ويبارك للناس، وألا يحسدهم على ما آتاهم الله، فإن إذا حسدهم فكأنما يعترض على ربه، وذلك خسران مبين، علاوة على ما يكون في قلبه من الوحشة والكآبة والحزن".