За написот

Автор :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Датум :

Thu, Sep 18 2014

Категорија :

Fatwa (Q&A)

Преземи

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 201

إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ؛ أما بعد :

فإن خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ؛ وبعد أيضا :

أما بالنسبة للتحدث عن المجالس العادية ، هو التزاحم وعدم التوسع ، وعلى العكس إذا قيل لكم توسعوا في هذه المجالس فافسحوا ، أما في الدرس فيجب الانضمام ، وهذه نقطة ينبغي أن نعرفها وأن نهتم لها تمام الاهتمام ، فكنا نشاهد في كثير من المساجد أن الحلقة العلمية مع قلة أفرادها تتسع وتتسع على حسب منزلة الشيخ ، فكلما كانت منزلة الشيخ في صدور المتحلقين حوله عظيمة ضخمت واتسعت الدائرة ، والعكس بالعكس تمامًا ، لو كانوا يعلمون من فوائد السنة وثمارها اليانعة الجلية ، أن المسلم بها تستقيم حياته مع الناس جميعًا وبخاصة من كان منهم طلاب علم من هذه الأحاديث التي كنت أنا وغيري في غفلة عنها ، ومنها ولم ننتبه لها إلا بعد أن هدانا الله تبارك وتعالى إليها ، حديث أبي ثعلبة الحُشني - رضي الله عنه - قال : " كنا إذا سافرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا منزلا من تلك المنازل في الوديان والشعاب تفرقنا فيها " وإذا كان التفرق في مجالس العلم حقيقة واقعة ، ولكنها مرة ، فأولى وأولى أن يتفرقوا في الصحراء ، حينما ينزلون في بعض المنازل ، مع ذلك لم يرض ذلك لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم ذات يوم - عافاك الله يا أستاذ وعزيز بدون قيام ، كيف حالك ، عساك أحسن إن شاء الله ، نرجو لك تمام العافية.

السائل : ...

الشيخ : لما نزلوا مرة في سفرة من أسفارهم ، مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفرقوا كما هي عادتهم ، قال لهم عليه الصلاة والسلام : ( إنما تفرقكم في هذه الوديان والشعاب من عمل الشيطان ) أمر عجيب ، التفرق لا يلاحظ فيه تباعد بين القلوب ؛ لأن أصحاب الرسول عليه السلام ، كانوا بحق إخوانًا على سرر متقابلين ، مع ذلك فنبينا - صلوات الله وسلامه - يقول لهم : ( إنما تفرقكم هذا من عمل الشيطان ) يعني بذلك أنه من عمل الشيطان الذي قد يؤدي بالأحبة المتوادين المتحابين إلى التباغض وإلى التنافر ، ومن أجل ذلك ، وصف الله عز وجل أن شرب الخمر هو من عمل الشيطان ؛ لأنه يُلقي العداوة والبغضاء بين الناس . قال أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - : " وكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلًا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساطٍ لوسعنا . في الصحراء لو اجتمعنا على بساط لوسعنا " إذا كان هذا في ذاك المجلس فأولى وأولى أن يكون الناس مجتمعين في مجالس العلم ، وأن لا يكونوا عزين متباعدين متفرقين

 

لأن الظاهر عنوان الباطن ، ربما يتوهم بعض الناس أن هذه الكلمة - الظاهر عنوان الباطن - كلمة صوفية ، ومن تمام التوهم عند بعض الناس أيضًا أن يظن أن كل شيء يتكلم به بعض الصوفية يكون إيش ؟ منبوذًا إسلاميًا ، ليس الأمر كذلك هم طائفة من المسلمين يحاسبون ويؤاخذون كغيرهم ، يوزنون بميزان الشرع ، فهذه الكلمة كذلك ينبغي أن توزن بميزان الشرع ، الظاهر عنوان الباطن ، هل هذا كلام صحيح ، أم هو كلام باطل ؟ نقول : لا ، هو كلام صحيح ؛ ذلك لأن هناك أحاديث كثيرة تؤكد هذا المعنى ، من أشهر هذه الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام في حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - الذي أوله : ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات .. ) إلى آخره ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ، فإذًا صلاح الظاهر بصلاح الباطن ، لكن من العجائب الغيبية الدقيقة التي لو لم نؤت بهذا الشرع السمح لما عرفناها : أن كلًا من الظاهر والباطن يتفاعلان ويتعاونان إذا صلح القلب صلح الظاهر ، إذا صلح الظاهر ازداد القلب قوة وهكذا دواليك ، ولذلك نخرج بنتيجة هامة جدًا وهي أن على كل مسلم يهتم بأحكام دينه أن يعنى بظاهره ، كما يُعنى بباطنه ، ولا يقول كما تقول الجهلة حينما تأمره بالإتيان بما فرض الله عليهم من الفروض والواجبات كالصلاة مثلًا ، يقول لك يا أخي العبرة مش بالصلاة ، العبرة بما في القلب ، الجواب الآن تعرفونه لو كان هذا قلبه سليمًا صحيحًا لنضحت جوارحه بما ينبئ عن صلاح قلبه لكن الواقع أن الأمر على العكس تمامًا ، هو يقول العبرة بما في القلب ، طيب الرسول يقول : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) إذًا علينا أن نهتم بإصلاح الظواهر كما نهتم بإصلاح البواطن ، ولا نغتر بهذه الكلمة والتي تصدر من بعض الجهلة ، وهي أن العبرة بما في الباطن فقط ، لا ، لأن الظاهر والباطن مترابطان متعاونان أشد التعاون ، أحدهما يقوي الآخر . كما ذكرنا آنفًا من أجل ذلك كان من آداب مجالس العلم هو التقارب ؛ لأن هذه الظاهرة هي ظاهرة ... لها علاقة بالقلب

لكن هذا التجمع وهذا التقارب في مجلس العلم يوجد ارتباطا وثيقا بين القلوب ايضا لأؤكد لكم هذه الحقيقة العلمية الشرعية ، تلك السنة التي هجرها وأعرض عنها أكثر أئمة المساجد ، ولا يحافظ عليها إلا من كان متمسكًا بالسنة ، وهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان من هديه وسنته أنه لا يُكبر تكبيرة الإحرام إلا بعد أن يأمر بتسوية الصفوف ، وأن يسووها كما جاء في الحديث كما تسوى الأقداح ، فيقول لهذا تقدم ولهذا تأخر ، حتى يصبح الصف كالبنيان المرصوص ، ويوعدهم - عليه السلام - ويهددهم بمثل قوله : ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) إذًا تسوية الصفوف وعكسها كل منهما يؤثر في القلب صلاحًا أوفسادًا ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) ، فإذً هذا أيضًا مما يؤكد أن الظاهر له تأثير في الباطن ، حتى ظواهر الأشخاص المتعددين فضلًا عن ظاهر الشخص نفسه وذاته ، فهو - عليه الصلاة والسلام - يجعل اختلاف الناس في الصف الواحد تقدمًا وتأخرًا سبب لفساد القلوب ، والعكس بالعكس . تسوية الصفوف سبب شرعي لإصلاح ما في القلوب ، لهذا ينبغي الاهتمام كل الاهتمام بإصلاح الظواهر ومنها ، عند القيام إلى الصلاة بتسوية الصفوف كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسّويها ويأمر بتسويتها ، هذه كلمة بين يدي تلك الحلقة ، التي كانت متباعدة ، والآن إن شاء الله كما اقترب بعضنا إلى بعض بالأبدان ، فنرجوا أن يكون من ثمرة ذلك أن ترتبط قلوبنا بعضنا مع بعض ، إن شاء الله تبارك وتعالى ، هذه كلمة بين يدي ما قد يكون عندكم من بعض الأسئلة وأرجوا أن تكون أسئلة لم تعالج فيما سبق كثيرًا ، لا أقول لم تعالج مطلقًا ؛ لأن هذا أمر لا سبيل إليه ، لكن لا تكون من الأمور التي تعالج عادة بكثرة ؛ لأنها أصبحت معروفة ، سؤالًا وجوابًا ، فإذا كان عندكم شيء مما نقترح فليتفضل .

السائل : صحة الحديث الذي يقول : ( إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ) .

الشيخ : أيوه ، هذا سؤال له علاقة بالبحث السابق ، نستطيع أن نقول هذا حديث أعوج غير مستقيم ، أي لا أصل له ، أينعم على شهرته مع الأسف بين بعض الأئمة الذين لا يدرسون السنة مع الأسف تفضل .

 

السائل : عقد القران في التمثيل يقع ؟

الشيخ : نعم ، إذا توفرت شروط العقد الشرعي يقع ؛ لأن الصحيح من قولي العلماء أن الهزل في النكاح وفي الطلاق وفي العتاق نافذٌ واقع ، فإذا توافرت الشروط تحقق النكاح شاءوا أم أبوا ، وأنا أذكر جيدًا وأنا في دمشق قبل نحو عشرين سنة تقريبًا ، اتصلت بي موظفة وهذا من مصائب الموظفات بالدوائر الحكومية ، قالت وبئس ما قالت ، لها زميل كانوا زملاء صار في زميل وزميلة فهي تجتمع معه في عملها في وظيفتها ، في غرفة واحدة بتقول من كلمة إلى أخرى تتزوجيني ؟ بتزوجيني نفسك .. إلى آخره ، من باب إيش ؟ قالت وزعمت من باب المزح فقبل أن أفتيها وأجيبها بهذا الجواب الذي سمعته آنفًا ، وضعت لها مقدمة خلاصتها التحذير من مشاركة النساء للرجال في أعمالهم ، وخاصة في مثل هذه الدوائر الحكومية التي لا تلتزم فيها الأحكام الشرعية ، بعد ذلك قلت ومن نتائج هذه الاختلاطات التي تقوم بين الموظفين والموظفات أن يقع محذور ، قد يكون المحذور الأكبر وهو الفاحشة الكبرى وهو الزنا ، وما دون ذلك ، وأنت الآن كدت تقعي في مشكلة ؛ لأن الشرع يقول بأن النكاح الذي يقع عن هزل غير جدي فهو واقع ، ولكن ما أظن هذا العقد وهذا النكاح الذي وقع بينك وبين زميلك كان مثلًا ولي أمرك حاضر ، ما بتصور هذا الأمر ، وكان هناك شهود . قالت : أينعم ، فقلنا هذا الذي أنجاكي من أن تكوني أصبحت زوجة لهذا الرجل ، وإلا لو كانت تمثيلية ثانية بوجود المحققين للشروط الأخرى ، بلا شك النكاح واقع لكن واقعيًا قد لا تتحقق هذه الشروط بكمالها وتمامها ، فحينئذٍ يكون العقد باطل لا صحة له ، وإن كان مثل هذا بالطبع لا يجوز أيضًا لأنه يستلزم منكرات لا تخفى على الجميع .

أبو مالك : هو لا يقع فعلًا ؛ لأن وليها غائب ، إلا تمثيلًا .

الشيخ : أينعم ، صدقت . غيره

 

السائل : إن القلب يدمع لإخواننا في مصر بالنسبة للدعاء وغيرهم ، مثلاً تدخلا في السياسة ومناقشة للحاكم وإشهار بسلاح في مكان آخر ، إنا نعلم الجواب من فضيلتكم من قبل ولكن نريد من فضيلتكم تقديم نصيحة عامة لهؤلاء الإخوان أولى من السجون وغيرها .

الشيخ : نحن تكلمنا كثيرًا ونصحنا مرات ومرات ، نحن دعوتنا تقوم لا أقول تقوم على الإعراض عن السياسة ، ولكنها تقوم على البدء بالأهم فالأهم من الأمور السياسة في الإسلام وبطبيعة الحال ، إنما نعني السياسة الشرعية . السياسة الشرعية أمر لابد منه ، حينما تتحقق الجماعة الإسلامية تصبح حقيقة قائمة فلابد من أن يوجد حينذاك شخص يسوسهم ويسوقهم بحكم الشرع الحكيم ، لكن قبل الاشتغال بالسياسة والناس كما ترون متفرقون أحزاب شيعًا : (( كل حزب بما لديهم فرحون )) ، ليس أوانه هذا أوان الإسلام بالسياسة ، السياسة تأتي فيما بعد ، لكن أهم شيء يجب على كل الجماعات الإسلامية أن يلتقوا جميعًا على كلمة سواء ، وهي تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، نحن نعتقد أن الملايين المملينة من المسلمين يشهدون هاتين الشهادتين ، يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ، لكن في الوقت نفسه أكثر هذه الملايين المملينة لا يعرفون معنى هذه الكلمة الطيبة ، لا إله إلا الله ، وما يتلوها من الشهادة بمحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفقهون معانيها أو معانيهما ، أكثر هؤلاء الملايين المملينة من المسلمين هكذا ، ثم إذا وجد فيهم وهو موجود والحمد لله من يفهم معنى هذه الكلمة الطيبة ، الكثيرون منهم لا يقومون بحقها عملًا ، يفهمون خلاف الأكثرين ، يفهمون المعنى لكن لا يقومون بما تتطلب من الأعمال الشرعية ولذلك فيجب عل كل جماعة  مسلمة ، تريد أن تجعل دولة الإسلام حقيقة قائمة ، وأن يعود إلى المسلمين مجدهم وعزهم الغابر ، لابد قبل كل شيء ، قبل الدعوة إلى السياسة والاقتصاد والاجتماع ونحو ذلك من الألفاظ العصرية اليوم ، والتي يدندن حولها الكفار لأنهم لا يهتمون بشيء آخر سوى ذلك ؛ لأن حياتهم الدنيوية العاجلة تقوم على السياسة والاقتصاد إلى آخره ، لكن المسلمون ليس كذلك المسلمون يجب أن يؤمنوا قبل كل شيء في حياتهم العاجلة ، حياتهم الأبدية الخالدة ، على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى ، وكذلك لا يكون بالاشتغال بهذه الأمور ابتداءً ، أؤكد لكم ابتداءً وإنما يجب عليهم أن يبتدئوا بفهم هذه الكلمة الطيبة والدعوة إليها والعمل بها في حدود المستطاع لكل فرد من أفراد المسلمين ، فمن الحكم التي كنا مررنا بها قول بعضهم من استعجل الشيء قبل أوانه أُبتلي بحرمانه ، فهذه الثورات التي تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية هو من باب الاستعجال بالشيء قبل أوانه ، ولذلك كانت النتيجة أن يبتلى بحرمانه فكم وكم وكم من ثورات قامت هنا وهناك ، ثم ما جنوا من ذلك إلا الشوك والحنظل ، المر الصبر ؟ لماذا ؟ نتيجة ذلك أنهم خالفوا هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث أن الكثيرين منهم يريدون أن يستنوا بسنته عليه السلام ، ولكن العواطف الجامحة التي لا يكبح من جماحها إلا العلم النافع ، وهو العلم المستقى من كتاب الله ، ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الحديث الصحيح قد حرموه حينما قاموا واستعجلوا بالأمر ؛ لأننا جميعًا نشترك في أن نعرف بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما نزل على قلبه أول ما نزل : (( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجس فاهجر )) لما أمر بهذا الأمر لم يشتغل بمحاربة المجتمع الذي هو يعيش فيه بالسيف والقوة ، بل ولم يعمل لمحاربة المنكرات التي كانت تحيط به عليه السلام من كل جانب من أكل أموال الناس بالربا وبالباطل ومن تعاطى شرب الخمور ونحو ذلك ، هل يعني هذا أن هذه أمور غير منكرة ؟ لا ، لكنها ليس الآن أوان معالجتها شرعًا ، بوحي من الله عز وجل ، أمره قبل كل شيء أن يُعنى بالتوحيد وبالصلاة التي لابد منها ، فحينما يثور بعض الناس وظنًا منهم أنهم هيئوا المجتمع الذي يعيشون فيه لتقبل دعوتهم وحكمهم ، والواقع إن الأمر ليس كذلك ؛ لذلك هم يلجأون لاستعمال القوة ، فيبتلون بقوة غاشمة ، تقضي على قوتهم ، وتوقف حركة دعوتهم ، إلى ما شاء الله من سنين كثيرة وكثيرة ، ومع الأسف الشديد أوضح مثال لدينا فتنة الحرم المكي ، حيث كانت الدعوة السلفية في أوجه وفي أعلى مجدها في الدولة السعودية لأنها أقرب الدول إلى الكتاب والسنة وكانت الدعوة السلفية هناك منطلقة بكل حرية لا مثل لها في الدول الأخرى ، مجرد أن قامت هذه الثورة المخالفة للشرع ، انقلبت الدعوة رأسًا على عقب ، وكبتت فلا تسمع لها دعوة صريحة إلا ما شاء الله ، في حدود كلمات ممكن يقولها المسلم في كل بلد ، فهذا من نتائج مخالفة الحكمة السابقة " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتليَّ بحرمانه " لذلك نحن نرجو من إخواننا المسلمين ، في كل قطر ومصر أن يتئدوا وأن يتريثوا في دعوتهم ، وأن يعنوا بتفهيمها للناس عامة الناس ، وليس فقط استصفاء بعض الأفراد هذا لا يكفي ، لابد من إشاعة الدعوة بين عامة الناس بحيث تصبح أنها هي الحاكمة وهي الغالبة وهي المسيطرة ، وهي الموجهة لهؤلاء الأفراد ، ونحن نرى أن الدعوة حقًا أصبحت ظاهرة بعض الشيء وتختلف عما كانت عليه من قبل ، ولكنها ظاهرة لما تدخل الى بيوت المسلمين لما تدخل إلى قلوب المدعوين ، بحيث نعود إلى الحديث السابق ( ألا وإن في الجسد مضغة ... ) إلى آخره ، بحيث يظهر صلاح هذا الإيمان الذي دخل في القلوب ، على الجوارح في البيوت ، في النساء ، في الأولاد ، هذه الظاهرة نادرة جدًا ولذلك فلا يكفي أن نرى هذه الندرة ، منتشرة بين بعض الأفراد ، أما المجتمع الذي نعيش فيه فلا يزال يعيش في جاهليته الأولى ، لا ينبغي أن نستعجل الأمر ، يجب أن نظل دعاةً ، إلى تفهيم الناس حقيقة الشهادتين ، وإلى تربيتهم على العمل بهما ، أما مجرد الكلام أولاً ... ثم صحيح  ثانيًا فهذا كله لا يكفي فلابد من قرن العمل مع القول والشهادة لهذا قلنا أكثر من مرة ونذكر ولا نطيل الكلام

 

إن الدعوة السلفية تنحصر في نقطتين أساسيتين هامتين عظيمتين جدًا ، وعدم انتباه كثير من الجماعات لهما ، يعيشون هكذا ، لا هم عزوا في حياتهم الدنيا ، ولا هم هيأوا لأنفسهم ، ليكونوا سعداء في الآخرة ، ما هما هاتان الكلمتان ؟ التصفية والتربية ، لابد من التصفية والتربية ، كثير من الناس بل ومن الجماعات يدعون إلى الإسلام لكنه إسلام غير مصفى إسلام ورثناه على ما وجدناه في بطون الكتب ، في هذه الكتب ما يصح وما لا يصح ، عقيدة وحكمًا وخلقًا كل هذه المتناقضات .

الطالب : ممكن تتفضلوا على الطعام لأن الوقت قصير بين العصر والمغرب .

الشيخ : جزاك الله خير ، إذًا هاتان النقطتان الهامتان جدًا ، التصفية والتربية ، وهي يجب أن نفهم الإسلام فهمًا مصفى مش زيد وبكر وعمرو ، جماعة ثم يربون على ذلك إن شاء الله ، إذا هبت رياحك فاغتنمها ، الوقت ضيق فإذا كان عندكم بعض الأسئلة فتفضلوا ، يعني المهم أنه التصفية والتربية ومجتمعاتنا التي نعيش فيها ، على أساس الإسلام المصفى ، نعم .

 

السائل : بالنسبة لكثير من البلدان لا تطبق الشريعة الإسلامية ، وهناك من الزناة ومن القتلة من يقتلون ومن يزنون من الزناة من يكون ثيب فما حكمه إذا أراد أن يتوب إلى الله عز وجل ، هل يخرج من بلده ، التي لا تطبق الإسلام ، إلى دولة ما تطبق الإسلام ، فيعترف لأولي الأمر هناك فيطبقون عليه الحد ؟

الشيخ : سؤال له شعبتان :

الأولى : هل يخرج ، والأخرى : هل يسلم نفسه للقضاء الشرعي ، أما ما يتعلق بالشعبة الأولى فنقول : يخرج ويجب أن يخرج إن وجد مخرجًا ؛ لأنه - مع الأسف - اليوم أصبح الوضع في المجتمعات وفي الحكومات الإسلامية ، يكاد المسلم لا يتمكن بسبب النظم القائمة فيها ، من الفرار بدينه والخروج بنفسه من البلد الفاسد أهلها فإن وجد مخرجًا وجب أن يفعل ذلك ؛ لأنه هذا هو السبيل ليخلص المسلم نفسه من أن يتورط في الوقوع في بعض المعاصي أو الفواحش ، وقد جاء في ذلك حديث رائع جدًا ، أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا فأراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهبٍ ) أي على جاهلٍ لا علم عنده لكنه متعبد ، وهذه مصيبة عامة الناس ، بسبب الغفلة والجهالة المسيطرة على عامة الناس يتوهمون أن الصلاح ملازم للعلم ، كما أن ناسًا آخرين يتوهمون أن العلم ملازم للعمل الصالح ، وكلاهما قد وقد ، قد يجتمعان وقد يفترقان ، يعني قد يكون الرجل عالما وصالحا ، أو العكس لفظيًا قد يكون صالحًا وعالمًا أيضًا ، وهذا كما كان يقولون قديمًا نادر وأعز من الكبريت الأحمر ، أنه يكون الإنسان عالما وعاملا بعلمه ؛ لأن العلم اليوم أصبح مهنة وأصبح تجارة وأصبح وظيفة يعتاش به صاحبه ، بينما ينبغي العلم أن يكون خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى ، وعلى العكس من ذلك نجد جماهير الصالحين يتقربون إلى الله ، ويتعبدون الله تبارك وتعالى بالجهل وليس بالعلم ، فهذا الجاني على نفسه الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا لما أراد أن يتوب إلى الله ، وأن يرجع إليه سأل سؤالًا صحيحًا عن أعلم أهل الأرض ، كان جوابه خطأ ، دل على عابدٍ ، على راهب أي على جاهل ، ( فأتاه ، قال له : إني قتلت تسعة وتسعين نفسًا ، فهل لي من توبة ؟ قال : قتلت تسعةً وتسعين نفسًا وتطمع في التوبة ؟ ! لا توبة لك ، فقطع رأسه ) من أجل تكملة العدد على المائة بالكامل ، لكن الرجل يبدوا من سيرته التي قصها علينا نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - أنه كان مخلصًا وجادًا في معرفته لطريقة توبته ، ورجوعه إلى ربه فاستمر يسأل واستمر يسأل ، حتى دُلّ على عالم ( فأتاه ، وقال : إني قتلت مائة نفس بغير حق ، فهل لي من توبة ؟ قال : ومن يحول بينك وبين التوبة ) وهنا الشاهد : ( ولكنك بأرض سوء ) ، ( ولكنك بأرض سوء فاخرج منها فعزم وخرج ) كان من تمام نصيحة العالم حقًا لما قال له ولكنك بأرض سوء فاخرج منها ، قال واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، فخرج يمشي إلى القرية الصالحة ، ( في منتصف الطريق جاءه ملك الموت أو جاءه الموت ، فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، كل يدعي أنه أولى من الآخر بقبض روحه ) ملائكة الرحمة نظرت للخاتمه التي أقدم عليها ، وملائكة العذاب نظرت لحياته كلها ومن شؤمها أنه قتل مائة نفسًا، فأرسل الله تبارك وتعالى إليهم حكمًا ، قال لهم ( قيسوا ما بين المكان الذي مات فيه ، وما ما بينه وبين كل من القريتين التي خرج منها والتي قصد إليها ، فوجدوه أقرب إلى هذه من تلك بمقدار ميل الإنسان في مشيته وتولته ملائكة الرحمة ) الشاهد هذا الحديث مما يحسن أن يفسر به مثل قوله تبارك وتعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) هذه عبرة نأخذ منها درس وعظه هي أن الرجل إذا كان يعيش في بلد أهلها فاسقون ظالمون ، أو على الأقل من ذلك ، كان يعيش في قرية أو في محلة صغيرة يغلب على أهلها الشر والفساد فعليه أن ينجو بنفسه وأن يغير البيئة التي يعيش فيها ؛ لأن الحديث السابق وأحاديث أخرى مثله كلها تدل مجتمعة على أن البيئة لها تأثير في النفوس ، إن كانت صالحة ، فصلاحًا وإن كانت فاسدة ، ففسادًا لذلك حكى لنا الرسول عليه السلام ، هذه النصيحة والتي وجهها ذلك العالم حقًا إلى ذلك المجرم ، قال ( إنك بأرض سوء ) فاخرج منها ، فنحن نأخذ من هذه القصة عبرة أن المسلم يجب أن لا يعيش في مجتمع سوء في مجتمع فاسد بل عليه أن يختار المجتمع الصالح قد أكد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا المعنى المأخوذ من ذاك الحديث في أحاديث أخرى كثيرة منها ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( مثل الجليس الصالح ، كمثل بائع المسك ، إما أن يحذيك ) يعطيك مجانًا ، ( وإما أن تشتري منه وإما أن تشتم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة )

 

فأنت أيها المسلم إذا خالطت الصالحين ، فلابد أنك ستكسب من صلاحهم ، سواء كان قليلًا أو كثيرًا ، والعكس بالعكس إن صاحبت الطالحين الفاسقين ، فلابد من أن تكسب شيئًا من طلاحهم وفسادهم ، سواء قليلًا أو كثيرًا كما قلنا آنفاً ، وكذلك قوله عليه السلام : ( من جامع المشرك فهو مثله ) ، جامع أي خالطه وساكنه ، من جامع المشرك فهو مثله أي يتأثر به فيصبح يعمله كعمل ، أكد عليه الصلاة والسلام هذا المعنى بحديث آخر ، وهو قوله عليه السلام وهو حديث رائع جدًا من حيث تصويره كيف ينبغي أن يبتعد المسلم عن الكافر ، فقال عليه السلام : ( أنا بريء من كل مسلم يقوم بين المشركين ، المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ) يعني كانوا قديمًا كما تعلمون يوقدون النيران في خيامهم ، أو إمام خيامهم ، فيعرف من بعيد أنه هناك بيت من خيش من خيمة فيقصده الطارق ، فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( المسلم والمشرك لا تتراءَ نارهما ) أي لا يكون مسكن أحدهما من الآخر ، من القرب بأن أحدهما يرى نار الآخر ، وإنما يذهب بعيد وبعيد جدًا بحيث لا يرى النيران مهما كانت مشتعلة ومهما كانت ملتهبة إلى السماء فلا يرى لأن المسلم ابتعد عن مسكن هذا المشرك حتى لا يتأثر بعاداته وتقاليده وأخلاقه ، وهذه حقيقة نلمسها مع الأسف في هذا الزمان ، لمس تارة جماعيا ، ما يحتاج إلى أن يقال اُنظر ، لا ، كل الناس هكذا تأثروا بالمجتمعات الكافرة التي سيطرت على البلاد الإسلامية ، فضلًا عن المجتمعات الكافرة التي قصدها المسلمون مع الأسف للعلم زعموا أو للكسب المادي أو ما شابه ذلك ، لم يكن المسلمون قبل بالكثير قرن من الزمان ، لا يعرفون بعض العادات التي نحياها نحن اليوم في شخص أكثر المسلمين ، ما كان المسلمون يعرفون قديمًا أبدا أن الرجل يتأنث ويتخنث بحلق لحيته ، وأحيانًا مع لحيته بشاربه ، فيصبح امرأة ، خاصة إذا كان شابًا غضًا طريًا ، لا تكاد تفرق بينه وبين فتاة هيفاء جميلة إلى آخره ، لم تكن هذه العادة أبدًا معروفة قبل استعمار الكفار لهذه الديار أو تلك ، كذلك ما هو أهون من ذلك ما كنت ترى المسلمين ينطلقون في أعمالهم فضلًا عن أنهم يدخلون إلى مساجدهم وهم حُسر مكشوفوا الرءوس - مع ملاحظة أو التنبيه إلى أن ثمة فرق بين حلق اللحية وهو فسق وبين حسر الرأس فهو إخلال بالأدب الإسلامي - كيف صار هذا وهذا ؟ جاء الأوربيون ، جاء الانجليز هنا وإلى مصر فجاءوا بعاداتهم ، واحتل الفرنسيون سوريا وايضا جاءوا بعاداتهم كنا ونحن في سوريا في بعض الأدوار التي مرت بنا ، جاء الجيش البريطاني بعد أن انسحب الجيش الفرنسي ، الجيش الفرنسي أو يمكن الشعب الفرنسي كله عادته ، أن الرجال يحلقون شواربهم ولحاهم ، فعمت هذه الضلالة في الشباب المسلم عندنا في سوريا ؛ لأن الاستعمار الفرنسي حكم بلادنا يمكن خمس وعشرين سنة أو ثلاثين سنة ، لا أحفظ التاريخ جيدًا ، لما رحل الفرنسيون كما يُقال إلى غير رجعة ، وحل محلهم البريطانيون ، وإذا البريطانيون يحلقون لحاهم ويوفرون شاربهم ، تغيرت الحياة الاجتماعية بين السوريين ، كان الشباب من قبل على نظيف شاربًا ولحية ، صاروا الآن يوفرون إيش ؟ شواربهم لماذا ؟ هيك الاستعمار ، هذا دليل واقعي أن البيئة تؤثر في أصحابها ، خاصة إذا كانت البيئة مدعمة بقوة مادية ، أو بقوة معنوية ، لكني أقول ملغومة ؛ لأن كثيرًا من الجهلة لما ينظرون إلى هذه القوة لهؤلاء الكفار الأوربيين أو الأمريكيين يؤخذون بها ، ويظنون أنهم على شيء من الهدى والنور ، وإنما هم في ضلال مبين ، هذا الأثر قلت نراه في المجتمع العام ، لكن هناك تأثيرات تظهر في بعض الأفراد بسبب يتعلق بشخصه ، وليس فقط بالمجتمع الذي يحياه ويعيش فيه ، قدر لي أنني سافرت قبل نحو عشرين سنة إلى بعض البلاد الأوربية سويسرا مثلا وبريطانيا وألمانيا وأسبانيا  اللي هي الأندلس الضائع ، بسبب فسق المسلمين وجرمهم والتاريخ يعيد نفسه ، فخرجنا من لندن مدعوين لزيارة قرية فيها بعض الدعاة الإسلاميين الباكستانيين من جماعة المودودي - رحمه الله - وكان ذلك في يوم من أيام رمضان ، فأكرمنا الرجل وسمته سمت مفرح ملتحي لكنه من زاوية أخرى محزن ليش ؟ لأنه شد الطوق على عنقه ، أي الجرافيت يلي يسموه ، فجلسنا على المائدة لتناول الإفطار ، نتحدث وأنا كواجبي انطلاقًا من قول نبيي : ( إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة ) رأيت هذا الرجل عنده ثقافة إسلامية جيدة ، وعنده تدين أيضًا بأنه ملتحي في بلاد الكفر والضلال لكن ما بال هذه العقدة ، فتكلمت عن مبدأ التشبه بالكفار ، ونهي الرسول عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث عن التشبه بالكفار ، وأشهر هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) طرقت هذا الباب بتوسع لا يساعد الوقت الآن عليه أو على مثله ، لكن الرجل كان عند حسن ظني به ، فقد فهم الموضوع فهمًا جيدًا وتجاوب معنا عملًا فوريًا حيث مد يده وهو على الطعام وفك العقدة ورماها أرضًا ، قلنا الحمد لله ، لكن ما كادت فرحتي تتم إلا وقد تبعها ترحة ، يعني ضد الفرحة ، كيف ذلك ؟ وهنا الشاهد ، قال في الحقيقة أنه أنا ما وضعتها تشبهًا ، انظروا الآن يعني هنا في نكتة فظيعة جدًا ، قال أنا ما وضعتها تشبهًا ، ولكن القوم هنا ، يعني البريطانيين لهم نظرة خاصة بالفلسطينيين يلي هناك ، الفلسطينيون عادتهم هو يقول ، أنهم يفتحوا قميص من هنا زر وما يحطوا العقدة هذه فكأنه صار شعارا للفلسطينيين عند البريطانيين إذا رأوا هذه المرأى أو نظروا هذا المنظر حكموا أنه هذا فلسطيني ، وشو يعني فلسطيني عندهم ؟ يعني هذا من سقط المتاع ، يعني هذا لا قيمة له ، انظروا الداعية المسلم ماذا يقول ؟ يقول حتى ما ينظر البريطانيون إلينا هذه النظرة المزرية ، فأنا وضعتها ، قلت سامحك الله ، خربتها ، قلت أنت تقيم وزنًا لنظرة هؤلاء الكفار ، وفي إخوانك المسلمين ، هذه يعني ربنا يقول : (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) أنت عكست الموضوع ، أذهبت الحسنة بهذه السيئة ، فأرجوا أن تتوب إلى الله عز وجل من هذه القولة ومن هذه الكلمة ؛ لأنك أفهمتني بأنك متأثر وهنا الشاهد ، بأنك متأثر بمفاهيم هؤلاء الناس ، وبتقاليدهم وعاداتهم وأذواقهم ، حتى تجاوبت معهم بلا شعور فوضعت هذه العقدة لكي لا ينظروا إليك تلك النظرة ، انظروا إذًا كيف أن الحديث الأول ( اخرج من هذه القرية ) فالخروج هذا مما جاءت به شريعة الإسلام تؤكد على كل مسلم أن يحوط نفسه بمجتمع صالح ؛ لأن الصلاح ينتج الصلاح والفساد ينتج الفساد فنسأل الله - عز وجل - أن يلهمنا أن ننطلق في كل أعمالنا وحياتنا على هدي نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن يتوفانا على التوحيد والإيمان الصحيح وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .

نريد أن نصلي أم يوجد وقت ؟ لأنه نحن قلنا أن في سؤاله شعبتان ، تكلمنا عن الشعبة الأولى وبقي الكلام عن الشعبة الأخرى ، ولا نقول الثانية ؛ لأن الثانية تستدعي الثالثة ، وليس عندنا ثالثة -يضحك رحمه الله -

الطالب : بارك الله فيك

الشيخ : وفيك فبقي علينا الجواب عن الشعبة الثانية وهي هل عليه أن يسلم نفسه للقضاء الشرعي فينفذ فيه الحد الذي يستحقه ؟ الجواب لا ، لا يجب ذلك عليه ، وإن كان يجوز ويجب أن نفرق بين يجب ويجوز ، ذلك مما يدل عليه مجموعة من النصوص ، بعضها توجيه من الرسول عليه السلام ، لكل من اجترح أو ارتكب معصية أن يسترها وأن لا .