За написот

Автор :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Датум :

Thu, Sep 18 2014

Категорија :

Fatwa (Q&A)

Преземи

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 281

السائل : شيخنا فيه بعض العلماء يقول إن مذهب السلف (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، الرحمن على العرش استوى فقط لا تقول علا ، وهكذا لا تقل نزل بذاته ، فما جوابكم على ذلك ؟

الشيخ : أعد عليّ ... .

السائل : فيه بعض العلماء يقول أن مذهب السلف في الصفات أن تقول (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ولا تقول استوى بذاته ، ( ينزل ربنا إلى السماء ) فلا تقول بذاته ، فقط استوى ، فقط ينزل ، دون تفكير بالمرة ، فما جوابكم ؟

الشيخ : أينعم ، جوابي كما قال إمام دار الهجرة الإمام مالك : " الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ، اخرجوا الرجل " ، نحن نقول لهؤلاء الذين حكيت عنهم ما ذكرت ، وهم يسمون بجماعة التفويض ، هؤلاء ليسوا من السلف من قريب أو من بعيد ، أقول لهؤلاء : حين تقولون لا تقل الرحمن استوى على العرش استوى بذاته ، وإنما نقول الرحمن على العرش استوى ، هكذا يقولون ، نسألهم بفهم أم بغير فهم ، نقول لهم : نوافق معكم مبدئيًا ، نقول : الرحمن على العرش استوى ، بدون قيد  " بذاته " ، لكن حين نقول نحن وأنتم (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) بفهم أم بغير فهم ؟ فإن قال : بغير فهم . سقط وانكشف وعرفنا منه أنه معطل ، يتستر وراء ما كان يدعيه كثيرون من قبل ومن بعد أنهم يقصدون التنزيه ، نحن أيضًا نقصد التنزيه ، ولكن مع الفهم ، فما معنى (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ؟ لعلك فهمت إلى هنا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) كما تقول : سبحان ربي الأعلى . وكما تقول : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) إلى آخر الآية ، فالله - عزَّ وجلّ - فوق عرشه ، كما قال الإمام عبد الله بن المبارك :  " الله -تبارك وتعالى- فوق عرشه بذاته ، وهو معكم بعلمه -ثلاثة أشياء- ، الله -تبارك وتعالى- فوق عرشه بذاته ، بائن من خلقه ، وهو معهم بعلمه " . فحينما يقول الإمام عبد الله بن المبارك هذه الكلمة إنما يقولها تفقهًا منه ؛ لأن الرحمن من الأسماء التي يُسمى بها ربنا - عزَّ وجلّ - ، كاسم الإله فهو من أسماء الذات ، فلو قال عليم بصير فهذا اسم صفة ، لكن الله والرحمن اسم ذات ، فكلمة بذاته ليست إضافة من عندنا وإنما هو ما يفهمه كل إنسان فمثلًا : الله خلق السموات والأرض . إذا قلنا : بذاته خلق السموات والأرض ، هذا ليس معنى ذلك أننا أضفنا معنًا لا يؤخذ من كلمة الله ، خلق الله السموات والأرض أي خلق الله بذاته لم يشاركه في ذلك أحد سواه ، هذا التأويل أي التفسير لا يعني أننا نحن أولنا كما يريد أن يقول ذلك الناصح خطأ : قولوا الرحمن على العرش استوى ولا تقولوا بذاته . نحن إذا قلنا الرحمن على العرش استوى بفهمٍ ، فمعناه بذاته ، وإذا قلنا الرحمن على العرش استوى كلام لا ندري ما معناه ، فقد خالفنا السلف الصالح كما هو الشأن في كل الصفات التي نؤمن بها معهم دون تشبيه ودون تعطيل ، دون تشبيه لقوله -تعالى- : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، دون تعطيل لقوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) . فبعض الفرق القديمة من المعتزلة كانوا يعطلون الله عن هاتين الصفتين ، صفة السمع وصفة البصر ، فيقولون : هو -يعني عليم- الله عليم ، ثابت (( وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) ، لكن هنا يقول : (( وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) فعطلوا هاتين الصفتين ، وأنكروهما ، لماذا ؟ لأنهم يتوهمون أننا إذا آمنا بما جاء في كتاب ربنا بدون تشبيه ، مع ذلك بظنهم أننا نشبهه ، فهذا بحثٌ يطول ونهايته أن يؤدي بهؤلاء المعطلة إلى إنكار وجود الله -تبارك وتعالى- من الأصل ، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله- حين قال :  " المجسم إنما يعبد صنمًا ، والمعطل إنما يعبد عدمًا " ، كلاهما ضال ، لكن أيهما اشد ضلالًا ؟ الذي نفى نفيًا مطلقًا ؛ لأنه يقولون وهذا ذكرناه في بعض مجالسنا القديمة حينما يتحدثون عن الله - عزَّ وجلّ - وأنه على العرش استوى ، يقولون : لا ، لا يوصف ربنا ، لا يقال فيه - عزَّ وجلّ - -عندهم- فالله فوق ، لا يقال فوق ، لا هو فوق ولا هو تحت ، ولا هو يمين لا هو يسار ، لا هو داخل العالم ولا خارجه ، إذًا رجعوا إلى العدم . لذلك قال ابن القيم -بحق- : " المعطل يعبد عدمًا " -محضًا- . فإذا لم يكن لا داخل العالم ولا خارجه ، لو قيل لأفصح الناس بيانًا : صف لنا المعدوم ، ما هو ؟ فقال لك : لا هو فوق ولا هو تحت ، لا يمين لا يسار ، لا خلف ، لا داخل العالم ولا خارجه . نقول له : صدقت ، هذا هو المعدوم . فقد وصفوا ربهم بأنه ايش ؟ معدوم ، لما عطلوه من الصفات ، فالمعطل إذًا يعبد عدمًا ، نحن يجب أن نقف عند حدود الشرع ولا نستعمل الأقيسة ؛ لأن الله - عزَّ وجلّ - إذا كان سميعًا بصيرًا فسمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا ، كما أن وجوده ليس كوجودنا ، فنحن نقول الآن : الله موجود وأنا موجود . فهل معنى ذلك أن نقول حتى ما نقع فيما يزعمون فيه من التشبيه في أحد شيئين ننكر حقيقة من حقيقتين ، الله موجود وأنا وأنت والمخلوقات أيضًا موجودة ، فلابد من إنكار حقيقة من حقيقتين ، وأيهما أنكر فقد ايش ؟ قرمطت ، إذا قلت : أنا موجود ، الله موجود . لا ، صار فيه اشتراك ، صار فيه تشبيه ، إذًا الله ما موجود ؛ لأنه صار فيه تشبيه للخالق بالمخلوق ، كيف ما موجود ، لا موجود ، إذًا أنا ما موجود -يضحك الإخوة والشيخ - أحلاهما مُر ، لا ، إذًا الله موجود وأنا موجود ، لكن وجوده كما يقولون ايش ؟ وجود بدون ايش ؟ موجد ، واجب الوجود ، أما أنا ممكن الوجود ؛ لأن الله - عزَّ وجلّ - هو الذي أوجدني ، وإن شاء أعدمني ، ولذلك قال تحقيقًا لهذه الفارقة العظيمة : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )) ، فإذًا نحن نثبت ما أثبت وننفي ما نفى ، نفى ؛ (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، (( وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))، أثبت ، فسمعه وبصره حقيقتان صفتان ثابتتان ولكن (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) . وعلى كل حال طرد كل الصفات فتستريح ، ولا تقع لا فيه التشبيه ولا في التعطيل ، هذا جواب ما سألت من السؤال . تفضل

السائل : قال لي هذا القائل : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، استوى : علا . هذا فهمك لاستوى ، فماذا تقول فهمك ليد يد الله ، فماذا تقول معناها ؟ فماذا أقول له ؟

الشيخ : اليد التي يعطي بها ، أقول وهي ليست كيدي ، ما المشكلة الكبيرة هذه ؟ وماذا يقول هو ؟

السائل : هو يقول : ما دام أن اليد لا تستطيع أن تفسرها ..

الشيخ : لا ، لا ، هو ماذا يقول ، ما المقصود باليد عنده ؟

السائل : هو مفوض ... .

الشيخ : هذا هو معطل إذًا ، إذًا ما هو الله ؟ موجود ؟ بنرجع لنفس الموضوع ، والا مفقود ؟

السائل : موجود .

الشيخ : موجود وأنا موجود ، إذًا أنكر إحدى الحقيقتين وحينئذ نحكم عليك بأنه سقط التكليف عنك ، -يضحك الإخوة نفع الله بهم- .

الحلبي : شيخنا في نفس المسألة معليش .

الشيخ : تفضل .

الحلبي : أستاذي هم في الحقيقة متأخرة الأشاعرة أو متأخرو الأشاعرة ، نفوا لفظ موجود كما أشرت في آخر كلامك أستاذنا ، فقالوا : لأن لفظ موجود يقتضي موجدًا ، فهو واجب الوجود ، فهربوا في شرح البيجوري وكذا ، هربوا من لفظ الموجود ، وقالوا : لا نقول موجود ؛ لأن الموجود يثبت موجدًا ، والله واجب الوجود .

الشيخ : آه ، هذه مناقشة لفظية ، لكن هذا لا يرد في الأخذ والرد ؛ لأنه ... .

الحلبي : أنا أحب أن توضح لنا هذه الجزئية ، يعني لفظ موجود هل هو في الحقيقة كما يزعمون يقتضي موجدًا ؟

الشيخ : لا ، لا ، لكن هذه مناقشة بيزنطية كما يقولون فعلًا ؛ لأنهم هم يناقشون الآن مناقشة لفظية ، فعلًا اسم موجود اسم مفعول يستلزم عادة بالنسبة للعرف البشري أن يكون له موجدًا ، فهذا الكأس وهذا الإبريق إلى آخره ، موجود أوجده هو الذي صنعه إلى آخره ، لكن الله - عزَّ وجلّ - كما قلنا في أثناء الكلام هو واجب الوجود ، لكن كونه واجب الوجود ما ينفي أن يكون قائمًا وجوده ، فنترك بقى الموجود ، قائمًا وجوده متحققًا وجوده ، فحينئذ هم يفرون من المناقشة تمسكًا بلفظ لا يقدم ولا يؤخر ، محينا هذا الاسم ، اسم موجود ، ألغيناه من قاموس اللغة في هذا البحث ، لكن متحقق وجوده ، ما يستطيعون أن يقولوا لا مفقود ، فإذًا هذا التمسك بهذا اللفظ لا يفيدهم شيئًا ، وأرجوا من إخواننا أن يحفظوا كلمة كنت قرأتها في رسالة لا تزال مخطوطة من كلام الخطيب البغدادي ، وربما نقلت في بعض الكتب  " ما يقال في الصفات يقال في الذات سلبًا وإثباتًا " . هل تقول في الله موجود وإلا معدوم ؟ موجود ، إذا قلت أنه موجود وقد أوضحنا المقصود من لفظة الموجود هل يلزم من ذلك مشابهة الخالق بالمخلوق ؟ الجواب لا . كذلك قل في الصفات ما تقول في الذات ، تستريح من كل هذه المناقشات ؛ لأن الحقيقة الدخول في تفاصيل هذه المسائل والتناقش فيها مضلة ، مضلة لماذا ؟ لأن كثير من الناس وقد يكون أوتوا منطقًا وأتوا جدلًا ، وناس آخرون لم يُعطوا علمًا ولم يُعطوا جدلًا ، وعندهم ايش ؟ سلامة وعقيدة صحيحة لكن ذلك المجادل قد يتغلب عليه بجدله بسبب سلامة علم هذا الإنسان وقلبه ، ولذلك فعلى كل مسلم أن يحفظ هذه القاعدة ، وهي قائمة على الآية السابقة (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))  " يقال في الصفات ما يقال في الذات سلبًا وإثباتًا " ، حينذاك تستريح من أي مناقشة قد تضطر للدخول فيها وأنت غير مستعد لها .

الحلبي : شيخنا ذكرت في كلامك قول الخطيب البغدادي في مقدمة مختصر العلو نقلته أستاذي هذه فائدة لإخواننا .

الشيخ : جزاك الله خير .

الحلبي : الله يبارك فيك .

السائل : ... ما هو موقف الدعوة السلفية من التخصص ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : ما هو موقف الدعوة السلفية من التخصص ؟

الشيخ : آه .

السائل : فقد رأينا بعض الدعوات السلفية تحظر التعامل مع بعض طلبة العلم من السلفيين ممن لا يعيبون عليهم شيئًا في دينهم ، لكن لأن يخالفون خط الدعوة في التخصص الذي ينتهجونه ، والأولون يرون أن الدعوة السلفية ينبغي أن تكون شمولية لتفي بحاجة المجتمع والعصر ؟

الشيخ : التخصص أراه واجبًا بلا شك ، وفائدة التخصص ظاهر جدًا في العلوم الشرعية فضلًا عن العلوم الأخرى ، وكثير منها قد يكون من الفروض الكفائية ، ولكن هؤلاء المتخصصون كل في مجال اختصاصه ، يجب أن يعملوا في دائرة عامة تجمعهم ، فمثلًا إذا كان من الواجب أن يكون في المسلمين من يتخصص في علم التاريخ ، في علم الاجتماع مثلًا ، في الاقتصاد ، وعد ما شئت من العلوم بالأسماء المعروفة اليوم وغيرها ، لكن هؤلاء المتخصصين يجب أن يكونوا على مبدأ واحد وفكرة واحدة فيما يجب على كل منهم وجوبًا عينيًا ، ولا يكونوا متفرقين في هذا الجانب ، ولو كانوا متخصصين في تلك الجوانب ، واضح جوابي هذا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : آه ، فإذًا نعود ونقول : ما أتصور أن مسلمًا سلفيًا فاهمًا لعقيدته ، لا يتعاون مع سلفي آخر له تخصصه ما دام لأنه لا يخالفه في العقيدة التي هو يدعو الناس إليها ، لكن ما أظن أن السؤال إما انه لم يكن واضحًا أو أنا ما فهمته جيدًا ، فهل أنت تعني المسلمين بعامة وحينئذ يكون السؤال وجيهًا ، والجواب ما سمعت ، أم تعني خاصة المسلمين وهم السلفيون ؟

السائل : أعني خاصة المسلمين ، وللتوضيح أكثر ، يعني الخلاف خلاف حركي ، يعني كما قلت في السؤال ممن لا يعيبون عليهم شيئًا في دينهم ، إذًا هم يحترمونهم في دينهم وفي مجهودهم في العلم ، لكن المسألة صارت مسألة حركية ، يخشون من ظهور هذا الشخص المتخصص أن يلتف الناس حوله فيؤخذون بعلمه ، وقد يعملون معه في التخصص العلمي في هذا الفرع من فروع الشريعة ، وهذا يؤدي إلى انصراف هؤلاء الناس عن المنهج الحركي لهذه الدعوة السلفية في هذا المكان ، فتكون من سياسة الدعوة أن يقل هذا التجمع السلفي مثلًا في هذا المكان ، أو ينصرف هؤلاء الناس عن إعطاء هذا الظاهر الذي أصبح يُقام له وشأنه في المجتمعات السلفية ؟

الشيخ : الآن يبدو أن السؤال الآن يدندن حول السؤال السابق ؛ لأن السلفيين ما عندهم ما يُسمى بالحركية ، هذه تعابير جماعات أخرى لا يدعون إلى الإسلام بالمفهوم الصحيح ، وإنما إسلام عام وبلا شك بدأ بعض السلفيين وقد تأثروا بالآخرين ، فبدأوا يتحركون ويعملون فيما يُسمى بالسياسة ونحو ذلك ، ولكن نحن أجبنا عن هذا أنه سابق لأوانه بالنسبة لبعض السلفية ، لكن أنا أتصور أن وجود عالم بل علماء في السلفيين هذا أمرٌ واجبٌ ، وأن لا يترتب منه إلا الخير لمصلحة الدعوة ، فيجب أن يكون منهم علماء في كل فن وفي كل علم ، وحينئذ الخشية التي تخشى على الحركة ، وإن كان ليس هناك أنا في اعتقادي الآن ينبغي أن لا يكون هناك حركة كحركة الجماعات الأخرى لكن يجب أن يكون في الجماعات السلفية في كل بلاد الاسلام جماعات من العلماء متخصصين في كل علم أي مثلا يجب يكون هناك علماء متخصصون في علم التفسير ، خلينا نحكي بقى العلوم الشرعية ويفهم على ذلك تبعا التخصص في العلوم الأخرى يجب أن يكون هناك علماء متخصصون في علم التفسير ليس في العالم الإسلامي ، وإنما في العالم السلفي ، العالم الإسلامي أولى وأولى ، ويجب أن يكون هناك علماء متخصصون في الحديث ، ما عالم واحد أو اثنين في العالم السلفي ، لا عديد ، كذلك علماء متخصصون في الفقه علماء متخصصون في اللغة في إلى آخر العلوم .

بعد ذلك يأتي التخصص في العلوم التي نحن في حاجة اليوم في العصر الحاضر والتي لا يمكن أن تقوم قائمة الدول المسلمة والدولة المنشودة قريبًا أم بعيدًا إلا وقد جمعت كل العلماء في كل الاختصاصات ، فكما قلت في أول الكلام كل هؤلاء يتعاونون في تحقيق المجتمع الإسلامي وإيجاد الدولة المسلمة ، فإذا كان هؤلاء يمشون في نظام الإسلام ، بقى هناك دعوة إنه عرقلة الحركة هذه المزعومة ، هذا أبدًا لا يرد بل يكون قوة للحركة حينما يأتي زمانها ، أن يوجد فيهم علماء متخصصون في كل علم وفي كل علم علماء ، لكن الظاهر أن صورة السؤال مع الأسف الشديد إنه قد يكون هناك أفراد من العلماء يرون هؤلاء الدعاة الحركيين زعموا أنه هناك فيه تكتل فعلًا حول هذا العالم فيعرقل ايش ؟ حركتهم ، هذا صحيح لكن هذا جاء بسبب ايش ؟ فقر هذه الحركة ، أي يجب أن يكون كما نقول نحن الآن بصراحة في الإخوان المسلمين أو في غيرهم ، يكاد أن يمضي عليهم قرن من الزمان ما أوجدت هذه الدعوة عالمًا فيهم ، ما أوجدت فيهم عالمًا يُشار إليه بالبنان سواء في التفسير أو في الحديث أو في الفقه ، وإن وجد فهو ملصق بهم ، منتسب إليهم ، وليس نابعًا منهم ، وهذا فرق كبير جدًا ، يجب أن تتنتبهوا له ، ونحن حينما نناقش الإخوان المسلمين وأمثالهم إنه ما فيه عندكم عقيدة موحدة وما فيه عندكم دعوة سلفية ، يقولوا لك لا ، نحن معكم فيما يتعلق بالعقيدة مثلًا وبالصفات وهذا صحيح بالنسبة لكثير من الأفراد منهم ، لكن يجب أن نتنبه للحقيقة فنقول لهم : هذه العقيدة التي شاركتمونا فيها وهي الحق من أين جاءتكم ؟ هل نبعت من دعوتكم ، هل هي من بركة منهاجكم في الدعوة ؟ أم هذه أخذتموها من غيركم ؟ وإذًا لا فضل لكم في هذا ، الفضل لغيركم الذين أوصلوكم إلى أن تفهموا هذه العقيدة وتكونوا معهم فيها ، وعليهم في غيرها ، وبذلك ... المسلمون ، ولذلك الحقيقة أقول : إنه إذا كان هناك في جماعة من إخواننا السلفيين يعني يخشون من أن يكون هناك عالم يتكتل الناس حوله ، فلا يريدون أن يتعاونوا معه ؛ لأنهم يتكتلون ، لأن هذا ينافي ايش ؟ ينافي حركتهم ، فهذا في الواقع نذير شر ؛ لأنهم لا يريدون أن يكون هناك بينهم علماء ، وهذا واقع ايش ؟ الأحزاب الأخرى ، الأحزاب الأخرى لماذا لا يوجد فيها علماء ؟ لهذه المشكلة نفسها ، فنسأل الله - عزَّ وجلّ - أن يُلهمنا رشدنا وأن يوفقنا لكل خير .

السائل : شيخنا تنبيه وتوضيح بالنسبة لهذا السؤال

الشيخ : طيب

السائل : هو بصراحة يوجد في مصر بعض الإخوة الدعاة السلفيين الذين عندهم حظ من العلم في كثير من العلوم الشرعية ، مثلًا في العقيدة عندهم قسط ، وفي التفسير وفي اللغة وكذا إلى آخره ، ولكن لم يتخصصوا تخصصًا ويبرز مثلًا الواحد منهم في علم من العلوم ، يعني ويظهر في ذلك ، وفي بعض الإخوة بدأ مثلًا يتخصص في الحديث ، أو يتخصص في كذا ، كما لعلكم تعرفون ذلك ، فيحصل أو الذي حدث و الذي رأيناه و سمعنا عنه ، هو أن بعض هؤلاء الإخوة عابوا على الآخرين عدم التخصص ، المتخصصون عابوا على غير المتخصصين وحصل كذلك العكس ، فبعضهم يقول إن هذا التخصص عابوا عليهم ليس على التخصص في ذاته

الشيخ : وإنما

السائل : وانما على عدم الدعوة العامة الشمولية للناس ، وإنما يتخصصوا مثلًا في هذا الذي أراد التخصص خصص نفسه في عدد معين من الطلبة للدراسة أو للتدريس ، وهؤلاء الذين تخصصوا عابوا على الآخرين يعني بعدم اهتمامهم بالتخصص ، وحصل شيء من النفرة الخفيفة

الشيخ : الله المستعان ، أنا أظن أجبت عن هذا ، يجب أن يكون هناك تخصص .

السائل : لكن التعاون بينهم يكون ... .

الشيخ : أنا قلت هذا يجب أن يكونوا ايش ؟ في دائرة واحدة يتعاونون ، وأنا الآن أقول شيء آخر وهو يجب أن لا يكون هناك تخصص لأنه كل واحد كل جانب من هذه الجوانب التخصص ، وإذا صح التعبير لا تخصص ينفع المجتمع الإسلامي ، هذا الغير متخصص قد يمد المتخصص بشيء هو جاهل به ، وهذا المتخصص من باب أولى يمد ذاك الغير متخصص بما يجهله ، لكن الشرط الأساسي هو التعاون ، أنا قلت في زماني ولا أزال أقول يجب على كل الجماعات الإسلامية على ما بينها من اختلاف في المنهج وفي أساليب الدعوة ، أن يعملوا جميعًا لمصلحة الإسلام ، وأن يتعاونوا جميعًا كل في ماذا ؟ في حدود اختصاصه مثلًا : الإخوان المسلمون يدعون إلى ماذا ؟ إلى إسلام عام ما في مانع نحن نستغل هذه الفرصة وندعو إلى إسلام خاص بالمفهوم الصحيح ، جماعة التبليغ مثلًا يريدون الاهتمام بنصح الناس وتذكيرهم وإيقاظهم فهذا شيء طيب ، وآثار هذه الطيبة هي التي ورطتهم وشغلتهم على ما هو الأهم من العلم ، وهو العقيدة والكتاب والسنة إلى آخره ، لأنهم يقولون كم وكم من أناس كانوا منحرفين لا يصلون وكذا الى آخره، وببركة الخروج في سبيل الله كما يقولون . صاروا جماعات كثيرة صالحين يصلون . وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، ويجب الاعتراف بها ، ولكن لو اقترن مع هذا النشاط من نفس الجماعة نشاط علمي حريص على فهم الكتاب والسنة مع دعوة الناس ونصحهم وإرشادهم إما كانوا هم فيفسحون المجال لغيرهم كما قلت أنت آنفًا يعني ، فأنا أقول الجماعات الإسلامية إذا كانوا مخلصين فعلًا هم يمثلون كل جماعة تمثل اختصاصًا من الاختصاصات اعرف قديمًا في زماني ، كان يوجد في مصر ، ما أدري لعلها موجودة وإلا لا ، جمعية الشبان المسلمين هل هي موجودة للآن ؟

السائل : لا ، الاسم موجود ولكن حقيقتها ..

الشيخ : المهم هؤلاء كان همهم الرياضة تمرين الشباب على ماذا ؟ الرياضة كرة القدم وكرة السلة إلى آخره . أنا اعتقد أن هذا شيء طيب ، وهذا شيء لابد منه ، لكن ما على أساس تكتل رياضي يحارب التكتل الفكري والعقائدي لا ، على أن هذا يكمل ماذا ؟ يكمل هذا ، مثلًا الجماعة هذه الشبان المسلمون ، إذا أراد شاب سلفي أن يتمرن أحسن ما يتمرن مع جماعة من الكافرين ، يتمرن مع إخوانه المسلمين ، وهؤلاء نفس الشباب الرياضيون هؤلاء أحسن ما يتلقى العلوم من صوفي من خلفي من من إلى آخره ، لا فيتلقن العلم من سلفي وهكذا ، فلازم نعطي للجماعات حكم الأفراد كما أن كل فرد من أفراد المسلمين يجب أن يتعاون مع أخيه على الخير كل في حدود ماذا ؟ إمكانيته كذلك الجماعات الإسلامية كل جماعة تمثل طائفة من هؤلاء الأفراد المسلمين ، يجب أن يتعاونوا جميعًا فإذا كانوا كذلك أنا لا أعد هذا تفرقًا في الدين لكن الواقع مع الأسف الشديد ، ليس كذلك الأمر ، لأنه يتدخل في الموضوع التحزب ، التحزب الجاهلي ، فهؤلاء يتحزبون لهؤلاء وهؤلاء يتحزبون لهؤلاء ، فتقع الفرقة فحينئذ يأتي نهى رب العالمين في القرآن الكريم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون )) .

السائل : قوله تبارك و تعالى : (( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلا خطئًا )) إذا تحقق الشرط الأول وهو تحرير رقبة مؤمنة والدية مثلا ، تحقق واحد دون الآخر ، هل عليه صيام شهرين متتابعين لعدم تحقق الأول مثلًا ؟ يعني تحقق شرط من الشرطين .  ضابط السؤال

الشيخ : ما الشرط الأول والشرط الثاني ؟

السائل : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))

الشيخ : نعم

السائل : فإذا تحقق الشرط الأول الذي في صدر الآية دون الثانية ، فهل يلزم هذا الذي قتل خطأ أن يصوم شهرين متتابعين وإلا يكتفي في الأول دون الشهرين ، يعني مثلًا عتق الرقبة ما موجود الآن يدفع الدية يسقط عنه الشهران ؟

الشيخ : لم يسقط ؟

السائل : هذا الذي نسأله ، يعني الثلاث شروط مطلوب تحقيقهم شيخنا ؟

الشيخ : أينعم .

السائل : الثلاث شروط لأنه يقول فمن لم يجد الأول أو الثاني فصيام شهرين هذا الذي أشكل علينا

الشيخ : نعم

السائل : هذه مادام استعمل القرآن الكريم فمن لم يجد في التحرير أو الدية .

الشيخ : العتق .

السائل : نعم ، العتق يعني تحرير رقبة أو الدية (( فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليمًا حكيمًا )).

الشيخ : والله هذه الآية في الحقيقة تريد دراسة بالنسبة لي ؛ لأنه هنا في

السائل : فمن لم يجد

الشيخ : فمن لم يجد وفي

السائل : في عدو لكم

الشيخ : في عدو لكم هذا التفصيل أنا ما مستحضره لكن لعلك تذكرني هاتفيًا حتى أحضر لك الجواب ، إلا إذا كان بعض إخواننا الحاضرين عنده دراسة في الموضوع ، فنسمعه ونستعين به ، وإلا فنظرة إلى ميسرة .

السائل : في نفس الموضوع شيخنا ما في نفس الموضوع يريد سؤالا ثانيا ... .

الشيخ : ... تفضل .

السائل : كثير من الرجال من يذهب إلى بلاد الخارج كالسعودية وغيرها بقصد العمل وطلب الرزق ، فالبعض منهم يغيب سنة وسنتين ويمكن أكثر ويمكن أقل ، وفي الوقت التي بتكون زوجته الإنسان بحاجة لزوجها وهي غير راضية عن سفره ، فهل هناك في حكم الدين فترة معينة لتطليق الزوجة من زوجها ، بسبب غيابه عنها ؟

الشيخ : الجواب بإيجاز لا يوجد نص في الشرع يحدد المدة التي يُرخص للزوج أن يغيب عن زوجته لكن يوجد بعض الآثار عن عمر بن الخطاب أو عن غيره ، أنه سأل بعض أهله عن المدة التي يمكن للمرأة أن تصبر عن غياب زوجها عنها فأجابت بستة أشهر ، الذي اعتقده وأدين الله به في هذه المسألة أن هذا التحديد هو تحديد زمني تحديد زمني وليس تحديدًا شرعيًا هذا من جانب ، من جانب ثاني هذا التحديد بالنسبة لنظام عام أي للجُند لكن لما ينحصر السؤال في فرد من الأفراد حيث لا نظام حاكم على هذا الفرد ، وإنما الحاكم هو إيمانه ودينه وخلقه ، هنا وهذا في الواقع اليوم لأنه ما في حاكم مع الأسف ، وما في جماعة يغيبون ديانة جهادًا في سبيل الله فالواقع الآن أن هذا الحكم سيكون على فرد من الأفراد وليس على جند من الجنود حينئذ أقول هذه المسألة لا يجوز أن يوضع لها حد أشهر أو سنين ، ذلك لأن الأمر يختلف من امرأة أو أخرى ، وجاء في كلامك هي لا ترضى أن يغيب زوجها عنها هذه المدة الطويلة ، فإذا كان المقصود بعدم رضاها هو لعفة نفسها وإحصانه لها ، فهذا له حكم وهذا الذي أنا في صدد بيانه ، وإن كان المقصود ما هو أوسع من ذلك ، فهذا أمر لا ينضبط فقد لا ترضى المرأة أن يغيب الزوج عنها ولو أسبوعًا لكن إذا كان المقصود هو المعنى الأول كما ذكرت آنفًا حينئذ نقول الحكم يختلف باختلاف الزوجين طبيعتهما باختلاف طبيعتهما الجنسية ، وما دام أن الرجل هو الغائب فمعناه أنه عارف بنفسه أنه يصبر وإلا لا يصبر ، لكن المشكلة بقى مع المرأة فإذا كان الرجل  الزوج الذي يغيب عن زوجته يعلم من زوجته ، أنه لا صبر لها على مفارقتها لزوجها أو مفارقته هو إياها هذه المدة الطويلة من الناحية الجنسية فحينئذ لا يجوز للرجل أن يغيب عنها هذه المدة الطويلة ، وهذا له علاقة بمسألة ما تتعلق بالسفر وإنما تتعلق حتى في حالة الإقامة ولها علاقة بما كنت تدندن آنفًا حول من تزوج امرأة أخرى ثانية أو ثالثة أو رابعة فقد تميل نفس الزوج إلى إحدى الزوجتين أكثر من الأخرى ، قد تميل نفس الزوج إلى إحدى الزوجتين أكثر من الأخرى ، ويكون من نتيجة هذا الميل أن يواقع إحداهما أكثر من الأخرى هل هو محاسب على هذا التفريق ، وتفويت مُجامعة واحدة بأقل من الأخرى ، أم لا يحاسب ؟ الجواب : لا ، لا يحاسب لماذا ؟ لأن هذا أمر ... فقط أنت نا ... -يضحك الشيخ والاخوة -

السائل : ... .

الشيخ : المقصود لا يحاسب لماذا لسببين اثنين أولًا هذه قضية لا يمكن أن تنضبط وبخاصة إذا كان هناك فرق بين زوجة وأخرى  وهذا ما أظن الأمر ... يعني ما يخفى الأمر على المتزوجين قد يخفى على أيش ؟ العزب هذا هو السبب الأول ، السبب الثاني أنه لا يمكن بت هذه القضية قلنا لكن السبب الثاني أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الأخرى ، فواحدة شبقه صاحبة غلمة وواحدة باردة أبرد من الحديد ، فهو لا يشعر بجاذبية من هذه كما يشعر بجاذبية من الأخرى ، هذا كله توطئة مقدمة لا تقفون هنا ، آه

السائل : ... نستفيد الجواب

الشيخ : ستستفيد أنت

السائل : الله يجزيك الخير

الشيخ : نريد أن نصل في النهاية إلى هل يجوز أن يهمل هذه الزوجة كما وصفتها آنفًا مثلًا الباردة جنسيًا يهملها ويقضي حاجته دائمًا من الأخرى ، نقول كما قلنا آنفًا يجب أن يحقق لها شهوتها بالمقدار الذي يُحصنها به أما إذا أهملها بالكلية ، فيجوز يعرضها للفتنة ، نفس هذا المعنى يلاحظ بالنسبة للمرأة المغيبة التي غاب عنها زوجها .

السائل : كيف شيخنا ؟

الشيخ : نفس هذا المعنى الذي انتهينا إليه أخيرًا بالنسبة لزوج الاثنتين كيف لازم يحقق رغبة الأخرى ، مع كونها باردة ، ولا يحتج إنه هذه باردة وإلا رايحة تصير حامية مع غيره ، رأيت كيف ، كذلك نفس الجواب يُعطى بالنسبة للزوج الغائب عن زوجته ، فإن كانت باردة بطول باله في غيبته عرفت كيف ؟

السائل : نعم .

الشيخ : للدرجة التي هو بظن إنه ما تتحرك فيها الشهوة لأنه أيش ؟ طبيعتها باردة ، أما إذا كانت المرأة من النوعية الأولى ، فحينئذ لا يجوز أن يتأخر عنها إلا بالمقدار الذي يغلب على ظنه أن تأخره لا يورطها أخذت الجواب الآن ؟

السائل : لا .

الشيخ : كيف لا ، لا أخذت .

السائل : أنا يا شيخ حملني أحدهم ، يقول كيف القاضي ، هل للحكم الشرعي يقبل منها أن تطلق ويطلقها القاضي في حال غياب زوجها في الوقت التي هي ما تستطيع وغير راضية عن غياب زوجها عنها ، تريد طلاق الآن بصير أنا هذا ما دندنت عليه .

الشيخ : لم تريد الطلاق ؟

السائل : لأنها بحاجة لزوجها .

الشيخ : جوابي أنا هو الجواب إذا كانت تريد الطلاق لأنها ما تستطيع أن تملك حالها مش لوحشة الغربة .

السائل : لا نحن قلنا .

الشيخ : معليش عم أجاوبك أنا عم أريحك إذا كانت تريد الطلاق لأنها تخشى أن تقع في الفتنة بسبب غياب زوجها ، وعدم تقديمه لها حقها منه ، فحينئذ لها أن تطالب بالطلاق ، لكن والله إذا استوحشت غياب الزوج أو لسبب آخر ، فليس لها ذلك وعليها أن تصبر أما فيما يتعلق بالجنس ، فيراعي فيها القاعدة السابقة ، إنه إذا هي تاقت للزوج ، وهنا يذكرون قصة عمر بن الخطاب التي أشرت إليها آنفًا ، أنه كان من عادته رضي الله عنه يطوف يتحسس أحوال المسلمين في الليل ، فمر في دار في بيت فسمع امرأة تقول بيت شعر من حافظه منكم ؟ " لاهتز من هذا السرير جوانبه ".

السائل :   " تالله من هذا الليل وأسود جوانبه             على أن لا خليل أداعبه

             فالله لولا الله أني أراقبه                    لاهتز من هذا السرير جوانبه " .

الشيخ : لاهتز من هذا السرير جوانبه ، أينعم ، فسأل كم تصبر سأل ما قصة هذه الزوجة فقالوا إن زوجها غائب في الجند يعني .

السائل : سمعت أن المدة أربعة أشهر .

الشيخ : أنا والله أظن ستة أشهر .

السائل : ... سمعت من الشيخ اربعة أشهر اربعة وإلا ستة ؟

الشيخ : أنا الذي في ذهني ما قلته آنفًا .

السائل : نريد نبني على الأقل .

الشيخ : ستة أشهر -بضحك رحمه الله -

الحلبي : أربعة أشهر .

الشيخ : أربعة أشهر تذكر هذا جيدًا وإذن هو كما سمع أبو عبد الله .

السائل : طيب هذا الذي ينام في المسجد يا شيخ الله يبارك فيك ، ويصير جُنب وهو نائم

الشيخ : سؤالك جديد

السائل : نعم.

الشيخ : سؤالك ... تسمح تفضل

السائل : يعني المؤذن ينام في المسجد والساعة تسعة أحدث استحلم وصار معه أمر ، إيش الواجب عليه ؟ لو ضل للصبح هو يعرف أنه أحدث عليه شيء

الشيخ : لا ما عليه

السائل : وهذا دائمًا ينام في المسجد ؟

الشيخ : ما عليه شيء

السائل : خلاص .

الشيخ : بسم الله تفضل .

السائل : هل لكم من كلمة أو نصيحة حول موضوع تعدد الزوجات بهذه المناسبة خاصة بهذا الزمان ؟

الحلبي : تتميم للسؤال شيخنا معليش في نفس موضوع تعدد الزوجات حتى يكون الجواب شاملا .

الشيخ : نعم

الحلبي : وما يذكره كثير من الناس الذين يكتبون دفاعًا عن الإسلام في وجه الخصوم وردًا للشبهات وكذا أن الإسلام ما شرع تعدد الزوجات إلا لأسباب فهل حقًا لا يُشرع تعدد الزوجات ، أو شرع تعدد الزوجات ، من أجل هذه الأسباب أم للمسلم فيه الخيار ؟

الشيخ : لا شك أن للمسلم فيه الخيار ، لكن نحن نقول جوابًا عن ذاك السؤال دائمًا وأبدًا نحن لا ننصح زوجًا متزوجًا وعنده زوجته ، وهو مكفي بها أن يضم إليها أخرى ، لا ننصح بهذا ليس معاكسة لا سمح الله لقوله تعالى (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )) وإنما لنظرنا في أوضاع المسلمين اليوم وتربيتهم الاجتماعية التي لا تسر صديقًا بل وربما لا بغيضًا ، فحينما يتزوج المسلم امرأة ثانية أولًا سيجد معاكسة ممن حوله من الأقربين لديه فضلًا عن الأبعدين ، وهذا طبعًا لا يهتم به المسلم لأنه قد يُعير بتمسكه بدينه ، وقد يقال فيه والله هذا متشدد أعوذ بالله بينما هو يكون متمسكًا وليس متشددًا ، لكنه وصف بالتشدد لإهمال الآخرين لدينهم ، فهذا مشكلة من المشاكل مشاكل أخرى أن المرأة التي قد يأتي بها ويضمها إلى الأولى قد تكون أخلاقها أقل ما يقال فيها لا تتجاوب مع الزوجة الأولى ولا تستطيع أن تحيا حياة طيبة ، مع ضرتها فتبدأ هناك مشاكل ومشاكل الكثيرة ، بسبب كل ذلك يعود إلى سوء التربية من جهة ، وإلى فساد التوجيه العلمي من جهة أخرى ، لأننا نعلم جميعًا فيما نعتقد أن كثيرًا من الإذاعات وبخاصة قبل أن توجد بعض الإذاعات الإسلامية ، التي يتكلم فيها بعض العلماء المتمسكين بالشريعة ، كثير من الإذاعات كانت من قبل تندد بالتزويج الثنائي فما فوقه ، وكما سمعتم من أخينا الأستاذ علي آنفًا يوجهون النصوص الشرعية الصريحة في إباحة التزوج بثانية وثالثة ورابعة ، في حدود إيش الضرورة ، ويفسرون العدل المنفي ، (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا )) بالعدل أيش ؟ المادي ، وهو غير مقصود وإنما المقصود هو العدل القلبي ، الذي أشرنا إلى شيء منه آنفًا ، فهذه الإذاعات بلا شك أوجدت جوا غير إسلامي ، فأصبح جمهور المسلمين ما عندهم استعداد نفسي يتقبلون التعدد مع صريح القرآن بجواز ذلك ، فإذا ما قام إنسان وتزوج ، ثارت عليه مناقشات كثيرة واعتراضات عديدة و و إلى آخره ، لذلك أنا أقول بناءً على هذا وذاك وربما أشياء أخرى ، أقول لا أنصح أحدًا أن يتزوج بثانية إذا كان مكفيًا بالأولى ، أنا أضع هذا القيد ، لأن الحقيقة أن الناس يقعون ما بين إفراط وتفريط في موقفهم بالنسبة لتعديد الزوجات ومنهم المبالغ في الإنكار ، ومنهم المتساهل وقوفًا عند الآية القرآنية ، دون النظر إلى الوضع الاجتماعي الذي يعيشه المسلمون اليوم ، فالحق أن الأمر كما قال تعالى ، ولو كان بغير هذه المناسبة (( وكان بين ذلك قوامًا )) فقد يكون هناك رجل هو يشعر لسببٍ أو آخر بأنه بحاجة لزوجة أخرى لكن هذه الحاجة من الذي يقدرها آلآخرون حتى ولو كانوا أقربين أم هو نفسه الذي يقدرها ؟ لا شك أن الأمر يعود إلى هذا الذي يرغب في التثنية ، ولذلك فإنا أقول ، لا هكذا الآن في هذا الزمان بالإباحة المطلقة دون أن يراعي الأجواء التي نحياها ونعيشها والتي لا تساعد على التثنية ولا أن ننكر من تزوج بثانية ، ونحن لا ندري الدافع له على هذا الزواج ، أنا افترض أحد شيئين أن إنسان تزوج فقط ، فقط ليبين للناس أن هذا أمر جائز ، خلافًا لما يتوهمون وخلافًا لما وجهوا في تلك الإذاعات التي أشرنا إليها آنفًا ، أقول والله هذا نعم القصد ولكن لا أنصح ، لا أنصح بأن يتزوج لما ذكرناه آنفًا ، يعني أخشى ما أخشى أن يكون هذا الإنسان الذي يتزوج لهذا القصد فقط ، لا لشيء آخر يتعلق بشخصه الذي لا يطلع عليه إلا علام الغيوب ، أخشى أن يصدق عليه المثل السائر الذي يقول ( إن مثله كمثل من يبني قصرًا ويهدم مصرًا ) بسبب أيش ؟ يريد يحقق مبدأ زواج مسنون ، مستحب مرغوب فيه شرعًا ، وأنا من هؤلاء الذين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال ( تزوجوا الولود الودود ، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) أن الإنسان إذا تزوج بقصد إكثار أمة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا قصد شريف وعظيم جدًا فضلًا عما إذا اقترن به مقاصد أخرى ، هو يعلمها ولا يعرفها غيره أبدًا . لكن أقول ، أنه يجب أن يتبصر في الأمر وأن يفتح عينيه كليهما إنه ما يحقق مُستحب ، ويترتب من ورائه إخلال بفرض ؛ لأن من القواعد الإسلامية أن المسلم إذا وقع بين شرين أن يختار أهونهما ، لكن ليس من القواعد الإسلامية أن يوقع نفسه في شر ، من أجل أن يحقق أن يتمسك بأمر مستحب هكذا ، فإذًا يجب أن يقرر هذه الحقيقة الزواج الثاني والثالث والرابع أمر مشروع بنص القرآن والسنة وعلى ذلك جرى عمل السلف الصالح فكثير منهم كان عنده أكثر من زوجة واحدة ، ولكن الزمن يختلف كما أشرنا آنفًا فمثل هذا الحكم والشيء بالشيء يذكر ، بجامع الاشتراك في العلة ، وهو فساد المجتمع بالأمس القريب كان عندنا زوار سهروا معنا ، جاء السؤال التالي هل يجوز للمسلم أن يتزوج بنصرانية أو يهودية ؟ كان الجواب الأصل يجوز لكن في هذا الجو من الزمان أنا أقول لا أرى ذلك ؛ لأن هذا الزواج سيترتب من ورائه مفاسد بسبب اختلاف الجو الإسلامي عن جو الإسلام الأول وبسبب .