About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Fri, Sep 19 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 313

الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :

فالوقت تأخر بنا مضطرين خضوعا لقضاء الله وقدره الغالب ، ولذلك فنرجوا أن نتمكن من الإجابة عن أكثر ما يمكن من الأسئلة حتى ما تتكرر الصورة التي وقعت في الجلسة الأخيرة حيث توفر عند أحد إخواننا العشرات من الأسئلة ثم لم نتمكن من الجواب إلا على سؤالين اثنين منها أو ثلاثة ؛ والآن نرجوا أن نتمكن من الإجابة على أكثر الأسئلة التي تجمعت في يد أخينا أبي الحارث وهذا يقتضي مني ـ وأرجوا أن يمكنني ربي من ذلك ـ الاختصار في الإجابة بحسب الإستطاعة و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؛ فتفضل هات ما عندك ؟

الحلبي : يقول ، السائل : رجل نذر نذرا وهو عبارة عن مال لأحد أقاربه ، فمات هذا القريب قبل وفاء النذر ؛ فماذا يفعل هذا الرجل الناذر في المال الذي نذره ؟

الشيخ : يعني مات المنذور له ؟

الحلبي : مات المنذور له نعم .

الشيخ : ينزل به إلى من يرثه .

السائل : جزاك الله خيرا

الشيخ : وإياك .

السائل : صح الحديث على أن ( على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها ) ؛ فهل يشترط بالمجددين أن يكونوا من أهل السنة أم لا يشترط ذلك ؟

الشيخ : لاشك هذا شرط أساسي ، وهذا في الواقع عندي هذا السؤال يشبه عندي كما لو سأل سائل وأرجوا أن لا يصدر مثل هذا السؤال من ذاك السائل كما لو قال هل يشترط أن يكون مسلما ؟ هذا السؤال لا يرد بطبيعة الحال ، هل يشترط في المجدد أن يكون مسلما ؟ أظن هذا ما يخطر على بال إنسان ؛ أما هل يشترط أن يكون من أهل السنة ؟ فهذا السؤال قد خطر في بال البعض ولذلك جاء هذا السؤال مطروحا الآن والجواب لابد من أن يكون من أهل السنة ولست أعني أن يكون من أهل السنة يعني من العلماء وإنما أن يكون على منهج أهل السنة وليس منحرفا عن الخط الذي جاءنا عن سلفنا الصالح رضي الله عنهم ؛ فهذا لابد منه ولكن المجدد وهذا وإن كان لا يتعلق بالسؤال لكن أعتقد أن فيه فائدة كبرى ، المجدد لا يشترط أن يكون مجددا في الدين فقط بل في كل ما ينفع المسلمين ، فقد يكون مثلا مجددا في التاريخ وقد يكون مجددا في الطب ، ولكن في ضمن الدائرة السابقة أن يكون من أهل السنة والجماعة ، وعلى ذلك فنستطيع أن نتصور أخيرا أنه يمكن أن يكون في العصر الواحد أكثر من مجدد واحد ، إذا لاحظنا هذا المعنى الواسع فممكن أن نتصور اجتماع عديد من المجددين كل في اختصاصه في عصر واحد ، نعم .

الحلبي : نقرأ في كتب الفقه عن شروط للصلوات أو صلاة الجمعة أو غيرها فما هي الشروط المعتبرة في صلاة الجمعة ؟

الشيخ : الحقيقة أنه قد وضع باجتهاد طبعا من الأئمة السابقين على ما بينهم من اختلاف في تلك الشروط التي وضعوها ، وضعت لصلاة الجمعة شروط كثيرة ولكن لا يسلم منها أكثرها لا يسلم من النقد ، أو على الأقل من تعريها عن الدليل الملزم بشرطيتها ، خذوا مثالا على ذلك قريبا وهو معروف عند متأخري الشافعية أنه يشترط عدم تعدد الجماعة صلاة الجمعة في مساجد كثيرة أي الشرط أن تصلى الجمعة في مسجد واحد ، فإذا تعددت الجمعة في مساجد كثيرة يكون صلاة الجماعة كلهم باطلة إلا الجماعة الأولى التي دخل إمامها في الصلاة قبل غيرها ، وهم يعلمون وخاصة في ذاك الزمان بل وحتى في هذا الزمان هم يعلمون أنه ليس من الممكن أن يتمكن الإمام بل والجماعة ولو بعد السلام أن يعرفوا من السابق حتى يحكم بأن صلاة هؤلاء هي الصحيحة والمسبوقين صلاتهم باطلة وعليهم الإعادة ، لما كان هذا غير ممكن حتى في زماننا هذا الذي وجدت فيه الوسائل الكثيرة التي تقرب البعيد وتظهر المجهول ونحو ذلك ، فلا يمكن أن يعرف الجماعة من هي الجماعة الأولى ؟ ويترتب من وراء ذلك عندهم حكم خطير جدا ألا وهو إعادة صلاة الجمعة ظهرا ؛ فكل الذين صلوا في مساجد متعددة صلاة الجمعة عليهم أن يعيدوها ظهرا ، لماذا ؟ لأنهم لم يعرفوا من هو السابق منهم ، فهذا الشرط أي شرط وحدة الجماعة في صلاة الجمعة قد قال به الإمام الشافعي رحمه الله وإن كان هناك رأي آخر أنه إذا اتسعت البلدة ووجد بها مسجدان كبيران فيجوز التعدد فيها ، وهذا القول لابد منه لسببين اثنين ، السبب الأول أنه لا يوجد في السنة فضلا عن الكتاب بيان مثل هذا الشرط وهو عدم تعدد الجمعة ؛ الشيء الثاني هو قوله تعالى كقاعدة عامة كما هو معلوم عند كل طلاب العلم هو قوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فلا يمكن بداهة أن يجتمع الناس كل الناس في البلدة الواحدة في المسجد الواحد حينما يكون البلد واسعا فيه الألوف المؤلفة فضلا أن يكون فيها الملايين المملينة ؛ فإذا كان لا يوجد دليل في الكتاب والسنة على مثل هذا الشرط وكان التقيد بمثل هذا الشرط يوقع الناس في الحرج وكما يقال في " حيص وبيص " في حيرة ، يا ترى صحت صلاتنا أم لم تصح ؟ مثل هذا لا يعرف في الشريعة التي من أصولها قول ربنا تبارك وتعالى : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) لذلك فاشتراط وحدة الجماعة في الجمعة لا دليل عليه في الكتاب والسنة بل هو ضد الكتاب والسنة لما فيه من إيقاع الناس في الحرج ، ولكن ما هو مستند الإمام الشافعي رحمه الله حينما ذهب إلى شرطية ذلك الشرط المرجوح فيما شرحته آنفا ؟ إن له ملحظا له وجاهة ، ولكن لا يتضمن تلك الشرطية ملحظه في ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن الجمعة متعددة في زمانه ، فقد كانت صلاة الجمعة وحيدة في مسجده عليه السلام وقد كان أصحاب القرى ، أهل القرى أهل العوالي الذين كانوا خارج المدينة وحول المدينة كانوا ينزلون يوم الجمعة إلى المسجد النبوي صلى الله على مؤسسه وسلم عليه ؛نعم فالشاهد أن الشافعي رحمه الله لاحظ أن صلاة الجماعة في صلاة الجمعة ما كانت تتعدد فاتخذ ذلك شرطا ؛ لكن هذا يمكن إذا أردنا أن نعبر عنه بأنه شرط وأن نجاري الإمام الشافعي في قوله بشرطية هذه الوحدة أن نقول هي شرط كمال وليس شرط صحة ، وعلى هذا نقول لا يحسن تعدد الجماعات في كل مسجد تقام فيه صلاة الجماعة ، فيجب التفريق بين المساجد وبين الجوامع ؛ فالمسجد الجامع هو الذي ينبغي أن يقصد في صلاة الجمعة ؛ أما المساجد الصغيرة التي مهيئة للناس في الحارات وفي المحلات لصلاة الجماعة فهذه تترك لصلاة الجماعة ولا يجوز أقول تفريق الجماعات التي تتجمع وتتكتل في المساجد الجوامع ، لا يجوز تفريقها بإقامة صلاة الجمعة في هذه المساجد الصغيرة ؛ لأن المساجد الصغيرة كانت في عهد الرسول عليه السلام فأنتم تعلمون أن معاذا رضي الله عنه كان يصلي صلاة العشاء وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يأتي قومه فيؤمهم يصلي بهم صلاة العشاء هي له نافلة وهي لهم جماعة ؛ فتعدد المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة كانت معروفة في عهد الرسول عليه السلام وفي ذلك بلاشك توسعة على المسلمين ؛ أما تعدد الجوامع لم تكن موجودة في عهد الرسول عليه السلام ، فهذا الواقع هو الذي لاحظه الإمام الشافعي ... ؛ لكن بتقديرها وتقويمها فقال بأن الصلاة تبطل إذا تعددت ولو في مساجد كبيرة ، هذا في قول له ، وفي القول آخر لما وجدت البغداد القديمة وبغداد الجديدة وفرق بينهما نهر دجلة قال يجوز إقامة جمعتين في كل من القسمين ، هذا خلاصة ما يمكن أن يقال بالنسبة لهذا الشرط ؛ وهناك شروط أخرى لكن البحث فيها يطول ونخرج عما أشرنا إليه في مطلع كلمتنا هذه ، ولكننا نذكر كلمة جامعة وهي أنه لا يوجد في الشرع ما يوجب على المسلمين أن يلتزموه في صحة صلاة الجمعة إلا الآية الكريمة : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )) إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة أي في أي مكان سمعتم هذا الأذان يوم الجمعة فعليكم الإجابة (( فاسعوا إلى ذكر الله )) إذن على من سمع النداء فليجب كما جاء في بعض الأحاديث الأخرى ؛ الشرط الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الجمعة لا تجب على المرأة وعلى المسافر وعلى العبد ) ويمكن في شيء رابع لا أذكره الآن ، المهم في جماعة ..

السائل : الطفل ؟

الشيخ : لا .

الحلبي : أهل البادية ؟

الشيخ : لا ؛ المهم في جماعة صلاة الجمعة واجبة في جماعة إلا الذي أذكره الآن المرأة والعبد

السائل : والمسافر

الشيخ : والمسافر .

سائل آخر : والمريض .

الشيخ : أيوه الآن جئت تها ، والمريض ؛ فإذن صلاة الجمعة تجب في جماعة إلا على هؤلاء الأربعة ، فلا يوجد أي شيء يشترط في صحة صلاة الجمعة إلا أن تكون في مكان ينادى إليه ويكون فيه جماعة والجماعة اثنان فصاعدا ، فإذا كان الإمام واحدا واثنان خلفه فالصلاة صحيحة ، وبالنسبة للبادية كما ذكر آنفا فكثير من العلماء يقولون بأن أهل البوادي لا تجب عليهم صلاة الجمعة وإنما عليهم أن يصلوها ظهرا ، هذا يقال فيه ما قيل آنفا في شرط عدم التعدد أي لا دليل في الكتاب ولا في السنة على أن أهل البوادي لا جمعة عليهم ، أهل البوادي لهم حالة من حالتين كأهل المدن والقرى إما أن يكونوا مسافرين أو أن يكونوا ظاعنين مقيمين ، فإن كانوا مسافرين فلا فرق بينهم كأهل بادية وبين المسافرين كأهل المدن ؛ فالمسافر مطلقا كما سمعتم في الحديث السابق ليس عليه ايش ؟جمعة أما إذا كانوا مقيمين فعليهم إقامة الجمعة لأن هذا فرض كما يقول بعض الفقهاء بديل عن صلاة الظهر لأنها تتميز بخطبة الجمعة يعظ ويذكر ونحو ذلك من العلم ؛ فالقول بأن أهل البوادي لا يصلون الجمعة هذا وإن كان منقولا عن بعضهم ولكن لا دليل عليه أولا ، ثم قد جاءت بعض الآثار السلفية الصحيحة تؤكد هذا الذي نقوله ألا وهو ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ولعله أيضا عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلى أهل البوادي أن يقيموا الصلاة حيث هم مقيمون ؛ فإذن على المسلمين جميعا أن يصلوا صلاة الجمعة حيث ما كانوا وكل شرط سوى ما ذكرته آنفا فهو كما قال عليه السلام : ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مائة شرط ) وفهم هذه القضية على هذه التوسعة الشرعية مهمة جدا جدا وبخاصة في عصرنا الحاضر فإن هناك من الشروط ما يبطل صلاة كثير من الألوف من المسلمين الذين سافروا ولا أقول هاجروا لأنهم ما هاجروا لأن الهجرة إنما تكون من دار الكفر إلى دار الإسلام ، والذين أشير إليهم إنما سافروا من بلاد الإسلام إلى دار الكفر ومع ذلك فإنهم يسمون أنفسهم بأنهم مهاجرون ، هذا قلب للحقيقة الشرعية ؛ فالمهاجرون الأولون كما تعلمون هاجروا من مكة التي هي خير بلاد الله وأحب بلاد الله إلى الله ، ثم إلى نبيه عليه السلام حيث لما هاجر منها التفت إليها وقال لها : ( ولو لا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) هؤلاء الذين تركوا بلادهم هذه المفضلة هاجروا من مكة إلى المدينة هؤلاء هم المهاجرون حقا ؛ لماذا ؟ لأنهم هربوا بدينهم ونجوا بعقيدتهم عن عقيدة أهل الشرك والضلال إلى دار الهجرة وهي المدينة المنورة ؛ أما هؤلاء المسلمون فهم قلبوا الحقيقة حينما هاجروا من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر فهذه ليست هجرة ، صحيح أن الهجرة مشتقة من الهجر وهو الترك ؛ لكن صارت الهجرة في لغة الشرع خاصة بالسفر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فتلك هي الهجرة ؛ والشاهد من هذا الكلام أن كثيرا من المسلمين الذين ابتلوا اليوم بالسفر من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر لا تصح صلاتهم في تلك البلاد ، صلاة الجمعة ، لا تصح صلاتهم لماذا ؟ لأن هناك شرطا في المذهب الحنفي أن يكون صلاة الجمعة حينما تقام بإذن الحاكم المسلم ؛ وأين الحكام المسلمون اليوم ؟ حتى في عقر دار الإسلام بالكاد أن تجد حاكما يحكم بما أنزل الله فكيف ببلاد يحكمها الكافر الصليبي أو اليهودي ؛ الآن مثلا فلسطين مثلا ، لا نذهب بكم بعيدا ، فلسطين في هذا الرأي لا تصلح فيها صلاة الجمعة ، لماذا ؟ لأنهم يقيمونها وليس هناك حاكم مسلم قد أذن له بالإقامة ، ولقد سررت بقدر ما حزنت حينما قدر لي أن أسافر إلى بريطانيا والتقيت هناك مع كثير ممن قلنا آنفا أنهم يسمونهم بالمهاجرين ، فيهم العربي وفيهم الباكستاني وفيهم التركي إلى آخره ، كلهم مقيمون في بلاد بريطانيا ، بعضهم في لندن بعضهم في بلاد ما أدري أسماءها غريبة جدا ؛ فأنا يسر لي أن أطوف في بعضها واتصلت مع الجاليات الإسلامية هناك فوجدت فيهم حركة يعني تفرح القلب ؛ لكن من ناحية أخرى تحزن الفؤاد ، من جهة كيف يستمر المسلمون يعتقدون بعض الآراء الفقهية والواقع يضطرهم إلى أن يخالفوها ، أنا أعلم بتجربتي الخاصة إن أشد الناس تعصبا للمذهب الحنفي خاصة هم الأعاجم من أمثالنا نحن الألبان والأتراك إلى آخره ، طبعا هناك شواذ ونحن من أولئك بلا شك نعم ؛ فهؤلاء الأعاجم أشد المسلمين تعصبا للمذهب الحنفي ، وهؤلاء الأعاجم هم الكثرة الكاثرة الغالبة المقيمون في تلك البلاد الكافرة التي أنا أتحدث عنها الآن ؛ فالشيء الذي سرني جدا أنني رأيت هؤلاء المسلمين إما أن يشتروا دورا جاهزة أو على الأقل يستأجرونها من سكانها الانجليز البريطانيين ويتخذونها مصليات حتى لصلاة الجمعة ، فقلنا أين شرط الإذن من المسلم وهم يعيشون تحت حكم الكافر ؟ أين شرط الصلاة لا تصح إلا في مسجد ؟ حتى أن بعضهم يشترط في هذا المسجد أن يكون مسقوفا ؛ فإذا كان هكذا ... لا سقف له ، ولو أن له جدران أربعة فهذا ليس مسجدا ولا تصح صلاة الجمعة فيه مثل هذه الشروط ؛ الواقع اضطر هؤلاء المسلمون أن ينبذوها نبذ النواة وأن يعملوا بمطلق قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع )) هذا من فائدة الفقه الذي نسميه نحن اليوم بالفقه السلفي القائم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ويسميه بعضهم على يعني بالتساهل في التعبير بالفقه المقارن ، لا يسمونه بالفقه السلفي لأن فيه تمذهبا بمذهب قد لا يرضاه بعضهم ولكنهم يسمونه بغير اسمها ؛ فالفقه المقارن لا في سلفي ولا في خلفي ، وخير الكلام ما أرضى الناس جميعا ، الفقه المقارن ما المقصود منه ؟ مقارنة أدلة المذاهب بعضها ببعض ، طيب هل هذا يكفي ؟ هذا لا يكفي بداهة لأنه مثل ما يفعل ذلك كمثل من يتوضأ ولا يصلي ؛ لماذا ؟ لأن الوضوء وسيلة للصلاة ، مقدمة لها ؛ فإذا توضأ ولم يصل فمثله مثل من قارن بين مذهب ومذهب ثم هو لم يزل على المذهب ما استفاد شيئا من هذه المقارنة ؛ أما بيت القصيد من المقارنة هو ؟ أن يكون الرجل عاش مثلا دهرا من عمره حنفي المذهب ثم تبين له بعد المقارنة لبعض المسائل بأدلتها أن المذهب الفلاني الشافعي أو المالكي أو الحنبلي أرجح في مسألة ما ، فصار فيها غير حنفي ، هذه هي الثمرة من دراسة الفقه الذي يسمونه اليوم بالفقه المقارن ؛ لكن مع الأسف الشديد على الرغم من أن هذه مادة مقررة في الكليات الشرعية في بعض الجامعات الإسلامية تجد المتخرج من هذه الكليات يعني حيران لا يدري هو كالشاة العائرة ما تدري تمشي مع هذه أم مع تلك ؛ إذن ما في فائدة من هذه الدراسة إلا إذا كانت أولا على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، ثم أن يكون المقصود منها الاتباع لما تبين له أنه الحق.

الحلبي : يقول السائل : بعض من يتسمون بالمشايخ يتعاملون بما يسمى الجفر ومفاتيح الرموز والأعداد وغير ذلك ، ويعدون هذه الأمور من الدين ، أرجوا توضيح الأمر في ذلك ؟

الشيخ : يقول بعض الظرفاء أو الأدباء من أصعب الأمور التحدث عن البديهيات والتدليل عليها ، فمثل هذا السؤال في اعتقادي عرفنا جوابه آنفا ونحن نجيب عن مسألة غيرها ، نحن نقول هذا العلم لا هو في الكتاب ولا هو في السنة ولا هو مدروس ومعلوم عند السلف الصالح بل نقول ولا أحد من علماء المسلمين ، علماء المسلمين لا المجتهدين ولا المتبعين ولا المقلدين يقولون بهذا العلم ، إنما يقول به ويدعيه من يريد أن يأكل أموال الناس بالباطل .

الشيخ : ولذلك فالجفر المنسوب إلى علي رضي الله عنه وكدت أن أقع في خطأ مشهور يقع فيه غيري ، كدت أن أقول الجفر المنسوب إلى الإمام علي ، فحبست نفسي وحفظت لساني فلم أقل الإمام علي ، لا لأنه ليس إماما ، لا ، إنما هو من أئمة المسلمين بلاشك ولكن العرف خصة بهذه اللفظة الإمام ، أي عرف ؟ العرف السني أم العرف البدعي ؟ نعم هو العرف الشيعي ، هم الذين سحبوا هذا اللقب وخصوه بعلي رضي الله عنه تعصبا منهم له وعلى الخلفاء الراشدين الأولين أبي بكر وعمر وعثمان ؛ ولذلك فمن الخطأ أن نذكر عليا بلفظة الإمام دون بقية الخلفاء الراشدين ؛ فإذا قلنا الإمام أبو بكر حينئذ جاز لنا أن نقول الإمام علي ؛ لكن أنا أذكركم هل سمعتم يوما ما عالما من أهل السنة أما الشيعة فلا نسأل عنهم لأنهم أعداء الإمامين الشيخين أبي بكر وعمر ؛ لكن هل سمعتم يوما ما عالما من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة يقولون قال الإمام أبو بكر ؟ الجواب لا ؛ لكنكم سمعتم مثلي وكدتم أن تسمعوا مني الإمام علي ، لماذا ؟ هذه الغفلة التي تسيطر على الناس والتقليد الذي ران على قلوب كثير من الناس المسلمين فضلا عن غيرهم يقولون قال الإمام علي رضي الله عنه ، على الرأس والعين هو إمامنا بلا شك ولكن لماذا خصصتم عليا بالإمامة ؟ لأنه هو الإمام عند الشيعة ، ولأنهم يزعمون ضغثا على ابالة أن الخلافة كانت له بوصية الرسول ، زعموا له ، ثم صادرها منه أبو بكر وعمر وعثمان طيلة هذه القرون الفاضلة وهو لم يستطع أن يأتي ساكنا ، لماذا ؟ لأنهم زعموا أنه رأى المصلحة في ذلك ، ما يطالب بحقه الذي أعطاه الرسول عليه السلام ، وفي حجة الوداع زعموا ؛ إذن هذا تعبير شيعي فيجب أن تحفظوا ألسنتكم منه ومثله أيضا قولهم " علي كرم الله وجهه " أيضا خصصوا عليا بهذا التكريم ، نحن نقول علي كرم الله وجهه لاشك ؛ لكن لماذا خصصنا عليا دون أبي بكر وعمر وعثمان ؟ نقول لكم كما قلنا آنفا لقد سمعتم الشيعة يقولون الإمام علي كرم الله وجهه لكن ما سمعتم منهم من يقول في أبي بكر والبقية الإمام أبو بكر كذلك ما قالوا ولن يقولوا أبو بكر كرم الله وجهه ، إلى آخره ؛ لكن ألم تسمعوا كثيرا من مشايخ المسلمين يقولون قال علي كرم الله وجهه ؟ نعم ، الأخرى كالأولى تماما ، والأخرى كالأولى تماما أعني الأخرى كالأولى تماما من حيث استعمالهم ، والأخرى كالأولى من حيث عدم جواز تخصيص الأولى كالأخرى بعلي دون الأولين من الخلفاء الراشدين ؛ لذلك ينبغي أن نحفظ ألسنتنا من أن نقول قال علي كرم الله وجهه وحده أو قال الإمام علي وحده ، إن كان ولابد أعطينا لبقية الخلفاء ما نعطيه له من الوصف ووصف يصدق عليهم جميعا لكي لا نفرق بين أحد منهم ؛ لاشك أن هذه آية جاءت في الأنبياء والرسل (( لا نفرق بين أحد من رسله )) ولكن اتباع الرسل ينبغي أن نسلك فيهم سبيل الذين نسلكه مع الرسل ؛ فهؤلاء جمعهم الرسول عليه السلام في بوتقة واحدة كما يقولون في عبارة واحدة في جملة واحدة حيث قال : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) وقال : ( النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة  وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة ... ) إلى آخر العشرة المبشرين بالجنة ؛ فإذا لا نفرق بين أحد منهم ؛ غيره .

الحلبي : عفوا شيخنا لم تكمل السؤال ... .

الشيخ : أحسنت ، كنا نتكلم وسبحان الله في ذهني أني شردت فجزاك الله خيرا ؛ يقولون إن الجفر هذا ينسب إلى من ؟ إلى علي رضي الله عنه ، علي ما عنده خبر لا في هذه اللفظة ولا عنده خبر بهذا الجفر المزعوم ، ثم هذا الجفر باطل شرعا ذلك لأن الله عز وجل يقول منبها عباده معرفا لهم به تعالى ببعض صفاته : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) فالجفر يزعمون أنهم الذي يتدارسونه ويتعاطونه ويعتمدون عليه يزعمون أنهم به يتحدثون عن أمور غيبية لا سبيل لأحد أبدا بأي طريق من الطرق التي ليست طرقا ميسرة إما كونا أي بقوله تعالى : (( كن فيكون )) أو شرعا أي بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التحدث عن الأمور الغيبية لا نستطيع أن نقول سيكون كذا إلا إذا كان هناك نص في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح ، الجفر ليس فيه شيء من هذا وذاك ؛ ولذلك فهم يتنبأون ويضلون أنفسهم ويضلون غيرهم لأنه لا أحد يستطيع أن يطلع على الغيب كما قال عزوجل : (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) تبارك وتعالى وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سمع يوما جارية تغني وتقول في غنائها " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال لها عليه السلام وهي جارية ، قال لها عليه السلام ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا ، لا تقولي وفينا نبي يعلم ما في غد ، لا يعلم الغيب إلا الله وقولي ما كنت تقولين ) ؛ يعني من وصف الرسول عليه السلام بما فيه وليس كما يفعل النشادون الذين ينشدون الأناشيد ويسمونها بأنها أناشيد إسلامية وهي بدعة اسمية وذاتية ، ليست بدعة اسمية فقط بل وذاتية ؛ لأن الإسلام في كل هذه القرون التي مضت ولست أعني فقط القرون التي نحن نحتج بها دائما وأبدا هي القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية بل كل هذه القرون ما عدا هذا القرن الذي نعيشه أو كنا نعيشه القرن الرابع عشر ما يعرف المجتمع الإسلامي في كل هذه القرون أناشيد تسمى بالأناشيد الدينية لكن ضعفاء الإيمان وضعفاء العلم معا لما ارتاحت نفوسهم إلى بعض الأغاني المائعة التي لا يجوز النطق بها إسلاميا ، لا يجوز النطق بها لما فيها من الفسق والمجون والكلام الفاحش ، فمن باب أولى أنه لا يجوز التغني والتطريب بها لما وجدوا ذلك حراما بين التحريم أرادوا أن يجدوا مخرجا لهم للتنفيس والترويح عن النفوس فجاءوا بأناشيد يسمونها أناشيد إسلامية ، ولقد كانوا من قبل ما نجوا حتى من التحريم الظاهر الموجود في المجون وفي الأغاني الماجنة فقد وجدت أغاني يسمونها أناشيد إسلامية وفيها من الكفر ما لا يوجد في الأغاني المائعة ، أينعم ، نحن مثلا نقرأ فيما يسمونه بالبردة

             " فإن من جودك الدنيا وضرتها                 ومن علومك علم اللوح والقلم "

 رسول الله يقول للجارية كما سمعتم آنفا " لا يعلم الغيب إلا الله " ماذا قالت ؟ ما قالت يعلم الرسول كل شيء وإنما قالت " وفينا نبي يعلم ما في غد " فرد عليها الرسول عليه السلام ( لا يعلم الغيب إلا الله ، دعي هذا ) إلى آخر الحديث ؛ أما هذا الشاعر البوصيري يقول

              " فإن من جودك الدنيا وضرتها                 ومن علومك علم اللوح والقلم "

ما يدري ما يكون غدا وما مضى ، ما كان وما سيكون إلى يوم يبعثون ، هذا أكبر من تلك الكلمة التي صدرت من تلك الجارية الطيبة القلب ، ومع ذلك لم يرض بها رسول الله وقال لها ( دعي هذا ، لا يعلم الغيب إلا الله ) ، إلى آخر الحديث ؛ أيضا مضى دور على هذه الأناشيد الدينية وبسبب دندنة الدعاة السلفيين فقط برهة نصف قرن من الزمن في هذا القرن الماضي يدندنون حول الإنكار مثل هذه الألفاظ دون سائر الجماعات الموجودة في الساحة قديما وحديثا ، كان لدعوتهم ذلك التأثير المرجو والحمد لله ، فتنبه كثير من الشباب المسلم أنه لا ينبغي نحن أن ننشد أناشيد ونروح عن نفوسنا ونذهب الكلل عن أبداننا بالتطريب بأناشيد يكون فيها ما حرم الله عزوجل ، مثل قول البوصيري إذن يجب أن نأتي بأشعار جديدة تكون وسطا بين أشعار المجون وأشعار المديح الغالي في الرسول عليه السلام أو في الأنبياء والصالحين ، وفعلا ظهرت مثل هذه الأناشيد في الزمن الأخير ، وقد تكون أنزه وأقرب إلى الشرع من سابقاتها من الأناشيد ولكن مع ذلك لا يخلو الكثير منها من شيء من الانحراف والغلو والتقرب إلى التصوف المقيت ، كنت أحفظ وأنا في دمشق بعض الأبيات من الشعر ، ايش يقول ساعدونا بقى ايش يقول يا سيدي

السائل : ايش اولها

الشيخ : رايح اقول لكم ... باقي اولها وآخرها باقي في ذهني  الدنيا في من حافظها ؟

الحلبي : الكل يفني والباقي حي .

الشيخ : هذا هو ، أيش معنى الدنيا في ؟ هذه هي وحدة الوجود ؛ الدنيا خيال ظل لمن ؟ لرب العالمين ، من هو رب العالمين ؟ هنا بقى نريد ندخل في كفريات ؛ ولكن ناقل الكفر ليس بكافر ، يقولون كل ما تراه بعينك فهو الله ، وهذه المخلوقات هي ظل الله ، وهي وهم لا حقيقة لها ، هذا الشعر يرمي إلى هذه العقيدة الباطلة ؛ المهم قد أيضا تحسنت الألفاظ ولكن دخل فيها شيئان اثنان ، أول شيء دخل فيها أن هذه الأناشيد إذا سلمنا بصحة معانيها وعدم تعارضها مع الشريعة كما ذكرنا بعض الأمثلة آنفا من التعارض ، إذا سلمنا بسلامتها سلامة معانيها فقد دخل فيها أولا شيء ثم لحقه شيء آخر ؛ الشيء الأول هو أنهم يوزنونها بالأوزان الأغاني المائعة

السائل : النوتات الموسيقية

الشيخ : ايوه النوتات الموسيقية ، هذا لابد منه لكل هذه الأناشيد والمنشدين ؛ الشيء الثاني وهو الأفظع أدخلوا فيه الضرب على الدف ، فتسمع الآن أناشيد يسمونها بأناشيد دينية وقيض لي على قلة ما ابتلي بالنظر إلى التلفزيون بأنهم أحضروا شخصا هنا ومع الأسف هو سوري من بلدي وإذا به يعرض ويضرب على الدف تماما ، ومكيف هو تماما ويري حاله بالتعبير السوري قاضي غرض يعني .

الشيخ : فهذا يضرب على الدف ويغني أغاني وأناشيد دينية حتى وصل الدف إلى المساجد بحيلة أيش ؟ أناشيد دينية ، وفي المساجد الإسلامية ، فكله متانجس عفوا متجانس قلت متناجس -يضحك الشيخ والطلاب- معليش هذا  لغو لكن له معنى

الحلبي : ... .

الشيخ : نعم متجانس بعضه مع بعض ، المساجد اليوم مع الأسف لو دخلتها دخلت كأنك تدخل كنائس هذا مع الأسف ظاهره تأخذ بألباب غير المسلمين من جهة وبألباب المسلمين المنحرفين ، نحن لما كنا في دمشق كنا نرى مع الأسف الشديد أصبح المسجد الأموي كعبة الأوروبيين والأمريكيين نساء ورجالا ، لماذا ؟ ليصلوا ليهتدوا ؟ لا ، لم يكن شيء من هذا وإنما يتفرجوا على الفسيفساء وعلى النقوش التي نقشت في زمن بني أمية إلى آخره ، هذه آثار قديمة هذه ، وتدخل النساء كاسيات متبرجات وأكثر من ذلك نرى الذل ، المجسد المجسم واستعلاء الكافر على المسلم وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) نرى ماذا ؟ نرى بعض خدام المساجد وعلى رؤوسهم العمائم الصفراء ما تعرفونها هنا ، هذه تدل على أن المتعمم بهذه العمامة ما هو بعالم لكن هو متمسك بدينه ، فبعض هؤلاء الخدم يأتي بنعال يكسيها على أقدام النساء الأوروبيات اللاتي هن متبرجات كاسيات عاريات ، وهو جالس القرفصاء وهي فوقه فوق رأسه فهو يخدمها ، لماذا ؟ قال لتدخل المسجد ؛ وفي اعتقادي أنا لو دخلت هذه الكافرة أو ذاك الكافر بنعالهم أشرف للمسلمين من هذا الذل الذي كنا نراه آسفين ؛ المقصود فالمساجد كما قال عمر رضي الله عنه لما جدد المسجد النبوي قال للبناء المهندس " أكن الناس من الحر والقر ، ولا تحمر ولا تصفر " رضي الله عن عمر ؛ لو جاء اليوم ورأى مسجد الفيحاء مسجدنا هذا ، لكن ما مسجدنا .

الشيخ : مسجد يعني السوريين لرأى العجب العجاب ، لرأى أن خبر عبد الله بن عباس تحقق فعلا مما يدل على أنه كان تلقى ما قاله لفظا من عنده من نبيه معنى أو لفظا حيث جاء في سنن أبي داوود بالسند القوي عن ابن عباس أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أمرت بتشييد المساجد ) ما أمرت بتشييد المساجد أي رفع بنيانها كما قال في القرآن : (( وقصر مشيد )) ما أمرت بتشييد المساجد ، قال ابن عباس معقبا على الحديث " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " زخرفة اليهود و النصارى دخلت مساجد المسلمين اليوم ، لا أقول كما دخلت صور اليهود والنصارى إلى بيوت المسلمين ، هذا واقع أيضا ؛ لكن هناك فرقا كبيرا جدا بين دخول الزخارف إلى المساجد وبين دخول الصور إلى البيوت ، صحيح كل منهما منكر مخالف للشرع لكن دخول الزخارف إلى المساجد أغرق في الإنكار من دخول الصور إلى البيوت ، ذلك لأننا اتخذنا المعصية عبادة وتقربا إلى الله إلى اليوم والحمد لله لم نسمع ونرجوا أن لا نسمع و نرجوا أخيرا أن لن نسمع أن أحدا من المسلمين يتقرب إلى الله بإدخال الصور إلى البيوت لكننا الآن نعيش في ناس يتقربون إلى الله بإدخال الزخارف إلى بيوت الله تبارك وتعالى فصدق فيهم قول ابن عباس هو في اللفظ وفي الرواية موقوف لأنه فرق بين ما سمعه من الرسول أو بين ما قاله الرسول وبين ما قاله هو ، قال عن الرسول عليه السلام أنه قال : ( ما أمرت بتشييد المساجد ) قال ابن عباس ( لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ) فمن الممكن أن يكون ابن عباس سمع معنى هذا الكلام الذي قاله من عند نفسه من الرسول عليه السلام ، لكن هو عبر عنه بلفظ من عنده وممكن أن يكون هذا كما يقول علماء الحديث في كثير من الأحاديث أنه موقوف في حكم المرفوع ( لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ) هذا اليوم واقع ، فدخلت الأناشيد التي يسمونها بغيا وظلما وعدوانا بالأناشيد الدينية ، دخلت مع الدف إلى المساجد يتقربون بها إلى الله تبارك وتعالى ، فنسأل الله عز وجل أن يعرفنا بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وأن يمسكنا به حتى نلقاه تبارك وتعالى .

الحلبي : يسأل أحد الإخوة السائلين سؤالا غريبا ، ولغرابته قد يكون واقعيا ، يقول رجل وطأ نعجة ـ والعياذ بالله ـ هل يجوز ذبح هذه النعجة وأكلها ؟

الشيخ : اقتلوا الفاعل والمفعول به ، هذا هو الجواب ؛ فهل يجوز أكلها ؟ بداهة لا . تفضل .

الحلبي : يسأل السائل ما الفرق بين المدارة والمداهنة وما هو الحكم الشرعي لكل منهما ؟

الشيخ : الفرق معلوم ومعروف لدى العلماء ؛ المداهنة أن تخالف الدين في سبيل المداراة ، والمداراة ليس فيها مخالفة في الدين وإنما هو التلطف بالكلام أولا ، ثم تحاشي مصادمة الظالم ومواجهته إذا كان يترتب من وراء ذلك مفسدة ؛ فهذا هو الفرق بين المداهنة والمداراة ؛ المداهنة تتطلب مخالفة الشريعة وهذا لا يجوز ؛ والمداراة إنما هو أن يضع كل شيء في محله دون مخالفة للشريعة ، مثلا مشهور على ألسنة الناس وكثيرا ما يسألونني عنه ، يقولون إن الرسول قال : ( إنا لنبش في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم ) فنجيب بأن هذا لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يروى نحوه عن بعض الصحابة لعله أبو الدرداء ؛ ولكن قريب منه ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( إئذنوا له بئس أخوا العشيرة هو ) دخل الرجل وجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم وهش إليه وبش ولما خرج وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها الكيسة الذكية المؤمنة تراقب أول القصة وآخرها ، لما خرج قالت " يا رسول الله لما استأذن في الدخول قلت ( اءذنوا له بئس أخوا العشيرة ) هو ؛ فلما دخل هششت إليه وبششت ؟ " قال يا عائشة ( إن شر الناس عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة من يتقيهم الناس مخافة شرهم ) يقول شراح الحديث إن هذا الرجل كان منافقا وكان رئيس قبيلة وتحت رئاسته ضعفاء المؤمنين فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم نبذه وما تلطف معه فربما عادت قسوته قسوة له أو منه على ضعفاء المؤمنين والمسلمين الذين هم من قومه ؛ فكانت هذه سياسة من الرسول عليه السلام ومداراة له ولم يكن مداهنة ؛ لأنه لم يقل عليه السلام كلاما يخالف فيه الشريعة ؛ فهذا هو الفرق بين المداهنة والمداراة نعم .

السائل : شيخنا لو سمحت ... .

الشيخ : كم الساعة الآن تسعة وربع بعد ربع ساعة ان شاء الله ننهي اذا ما كان عندك مانع

السائل : ... .

الشيخ : جزاك الله خيرا تفضل

الحلبي : يقول السائل باب توحيد الأسماء والصفات من الأبواب الدقيقة التي غاصت فيها أفهام عقول كثير من الناس قديما وحديثا فترى كثيرا من الناس يتكلم فيه بغير علم وقليلا منهم من يتكلم فيه بعلم ومن هؤلاء الذين يتكلمون فيه بغير علم من يقولون بأن آيات الأسماء والصفات من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فما هو قولكم في هذا نرجوا التوضيح جزاكم الله خيرا ؟