About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 331

الشيخ : ولعلك علمت في بعض اللقاءات أنني طفت المرة الأخيرة شهرين في السعودية ووجدت هذا الخطأ كما هو هنا كما هو في سوريا كما في مصر أي نعم ؛ فالناس في غفلة ، وسبب هذه الغفلة أولا يعود إلى غفلة أهل العلم ، وغفلتهم قد تكون مزدوجة ؛ فأقول غفلة العلماء تارة تكون مزدوجة وتارة تكون منفردة ؛ فكثير من العلماء درسوا الفقه مجردا عن السنة ، وإن كان فيهم من درس الفقه مقرونا بدراسة السنة ؛ فالغالب عليهم دراسة الفقه على دراسة السنة ، وبدهي جدا أننا حينما نذكر الفقه مقابلا للسنة فإنما نعني الفقه التقليدي وإلا فلا انفصال بين السنة وبين الفقه النبوي الصحيح ؛ فالذين يدرسون الفقه المذهبي إن درسوا السنة فدرسوها من قريب وبصورة ليس فيها التفقه الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح المعروف : ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) من أجل ذلك فقد تفوتهم كثيرا من السنن مع أنها معروفة في السنة وفي الأحاديث الصحيحة ومهجورة في واقع العالم الإسلامي ، وهذا كثير وكثير جدا ، وحسبنا الآن هذه الظاهرة المنتشرة في كل المساجد ، في كل بلاد الإسلام لاأستثني منها حتى ولا المسجد الحرام ولا المسجد النبوي ؛ فمسابقة المقتدين لإمامهم بالتأمين هذه ظاهرة واضحة جدا ومخالفة لقوله عليه السلام الذي ذكرناه آنفا ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ولذلك قد ألقي في نفسي حينما سمعت صوتين مختلفين في التأمين خلف الإمام ، صوتا مخالفا للحديث ، وصوتا مطابقا للحديث ، ألقي في نفسي أنه لابد من تذكير الإخوان الذين قلت عنهم آنفا إنهم غرباء في هذا البلد ولكنهم ليسوا غرباء فينا ، فهم منا ونحن منهم ، ونحن جميعا إن شاء الله على الكتاب و السنة إلا أن المرء قوي بأخيه ، والمؤمن مرآة المؤمن فهو يساعده على أن يكتشف ما قد لا يرى من عيبه أو عيوبه ؛ ولذلك أقول ألقي في نفسي أنكم أنتم أولا الذين قد تكونون قد اعتدتم هذه العادة الجارية في العالم الإسلامي أن تعودوا أنفسكم قبل أن تنبهوا غيركم على عدم مسابقة الإمام في هذا الأمر كما أنتم معتادون في عدم مسابقة الإمام في غير هذا الأمر ، وذلك يكون بلاشك بالإنتباه لقراءة الإمام ، ذلك لأن الأئمة تختلف طرائق قراءتهم للفاتحة ، فمنهم من يقرؤها هذا كهذ الشعر ، ومنهم من يقرؤها مرتلا لها كما قال الله : (( ورتلوا القرآن ترتيلا )) ، ومنهم بين ذلك ؛ ثم من بعض التفاصيل التي تدخل في هذا الإجمال أن بعض الأئمة يطيل  المد اللين في (( ولا الضالين )) حركتين ومنهم من يطيل أربع حركات ومنهم ست حركات ؛ فإذن هذا يقتضي على المقتدين شيئا مهما جدا ألا وهو أن يكون لبهم وقلبهم وعقلهم مع قراءة الإمام لعله يمد حركتين ، لعله يمد ستا ، لعله يمد أربعا ؛ فإذا ما انتهى الإمام من قراءة ولا الضالين وسمعتم اسكانه للنون هنا يجب أن تتصوروا إن لم يتيسر لكم أن تسمعوا وكثيرا ما لا يتيسر لكم أن تسمعوا جهر الإمام بآمين لسبب أو آخر فقد يكون الإمام من متعصبة بعض المذاهب الذين يخالفون السنة في تركهم الجهر بآمين ، ويرون أن السنة الإسرار بها ، فلا تسمعون والحالة هذه جهر الإمام بآمين وحينئذ فيكفيكم أن تنتبهوا لملاحظة السابقة ، إذا سمعتم إسكان الإمام لآمين حينئذ خذوا نفسا في أنفسكم بمقدار ما يقول هو سرا آمين ثم قولوا أنتم معه آمين ، هذا إذا كان لا يجهر ؛ أما إذا كان يجهر فالعذر في المخالفة أبعد لأننا في هذه الحالة أول ما نسمع ألف آمين من الإمام نحن نمشي معه على أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن الأفضل أن ننتظر فراغ الإمام من قوله آمين بمعنى حسب التفصيل السابق كما قلنا لا نشرع بآمين حتى نسمع جزم الإمام لنون ولا الضالين على القول الثاني في تفسير فقولوا آمين أي ما نشرع نحن المقتدون بآمين إلا إذا سمعنا إسكان الإمام لنون آمين ؛ لاشك أن هذا القول أحوط في البعد عن الوقوع في مسابقة الإمام وفي تحقيق الأمر الذي رتبه عليه السلام على قول الإمام ( إذا أمن فأمنوا ) هذا أحوط ؛ لكن الظاهر والأرجح أننا ما ينبغي أن نتأخر هذا التأخر كله وإنما المهم أن لا نسبق الإمام بأن نبدأ بآمين قبل أن يبدأ هو كما هو الواقع اليوم ، فإذا تمرنا على هذا عمليا حينئذ ساغ لنا أن ننقل هذه السنة تبليغا للحديث وتعليما عمليا على هذا النحو الذي سمعتموه الآن ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) وليس يخفاكم في اعتقادي أن مخالفة الأمر النبوي هو معصية لقوله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) لكن كثير من الناس قد لا يهتمون بالمخالفة كاهتمامهم فيما إذا شعروا بأن هناك خسارة كبرى بالمخالفة وهي أن يخسروا استحقاقهم لمغفرة الله تبارك وتعالى المترتبة على متابعة الإمام بآمين ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ومعنى هذا الحديث أن الملائكة الذين يحضرون المساجد ويحضرون الصلوات الخمس على نوبتين معروفتين هم ليسوا كالبشر المطبوعين ، البشر المطبوعين على المعصية ؛ فالملائكة ليسوا كذلك لأن الله عز وجل وصفهم بقوله : (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) بناء على ذلك فهم لا يسابقون الإمام ، فهم لا يقولون آمين قبل تأمين الإمام ؛ فحينئذ إذا قام أو إذا فعل المقتدون فعل الملائكة ووافق تأمينهم تأمين الملائكة وهذا بلا شك أمر غيبي نحن لا نحس به ولا ندركه لكن من إخبار الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث نعلم أن الملائكة يقولون بعد أن يشرع الإمام بآمين هم يقولون فإذا فعلنا فعلهم و وافقناهم على تأمينهم كان ذلك لنا أجر عند الله أن يغفر الله لنا ذنوبنا ؛ وهذا مكسب عظيم جدا جدا لو عاش كما أقول بهذه المناسبة وغيرها لو عاش المسلم عمر نوح عليه السلام الذي هو أكثر من ألف سنة إلا خمسين عاما ، فقط ليغفر الله له لكان هو الرابح فما بالك أن هذه المغفرة إنما ينالها المسلم فقط بالانتباه لقراءة الإمام ولمتابعته قوله (( ولا الضالين )) ؛ ثم ابتداء هو هذا الإمام بآمين فيمشي هو معه في آمين لا يتقدمه ولا يتأخره غفر الله له ، ما شاء الله هذا مكسب عظيم جدا ؛ لذلك ليبلغ الشاهد الغائب ، فتعودوا معنا على تنفيذ هذا الأمر النبوي ، ثم ليكن همكم فيما بعد أن تبلغوا ما وراءكم ومعذرة فقد حبسناكم عن طعامكم فتفضلوا ، فتفضلوا .

السائل : معليش يا سيدي الشيخ هذه أشياء مهمة جدا وأنا أراها الصحيح في كل بلاد المسلمين أنه نحن أحوج ما نكون للتعلم على الأشياء الصغيرة في ديننا ... .

الشيخ : تمام .

السائل : فعلا الأشياء الصغيرة في ديننا نحن نجهلها تماما حتى الناس المتعلمين منا ، نرى الشيوخ عندنا في المساجد يقف الواحد ليخطب خطبة كاملة عن مشكلة اقتصادية أو مشكلة سياسية أو مشكلة كذا ولا نرى أن أحدا منهم يعلم الناس كيف يتبرأ الإنسان من البول ، هذه الأشياء المهمة جدا بالنسبة لنا ..

الشيخ : على كل حال يعني الأمر كما تقول مع ملاحظة شيء وهو أنه هذه في الواقع قد تكون صغيرة بمعنى هينة ولكنها عند الله كبيرة .

الشيخ : انظر الآن بمناسبة ما قلت قوله عليه السلام : ( تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ) إذا تنزهوا من البول ، هذا شيء صغير ، رشاش من البول يصيب البدن أو الثياب ، وهذا يقع فيه كثير من الناس وخاصة الذين ابتلوا بلباس البنطلون يا أبا عبد الله ، هذه مصيبة الدهر لأن هذا البنطلون لا يساعد على التنزه من البول هذه حقيقة ؛ ولذلك فكما قال أيضا في الحديث الآخر وهو أصح من الأول روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ) هنا الشاهد ( بلى إنه كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول - وفي رواية لا يستتر من البول- وأما الآخر فكان يسعى بالنميمة ) ، ثم أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يؤتى إليه بعذق بغصن من نخيل فشقه شقين ووضع على كل قبر شقا ، فسألوه عن هذا ؟ فقال ( لعل الله أن يخفف عنهما ماداما رطبين ) وبالمناسبة وهذا من الأشياء التي أنت فتحت باب التأخر عن طعامك بسببها ـ يضحك ـ يعني أشياء الناس التي لازم يتعلموها ويتعرفوا عليها ، يظن كثير من الناس وقد تسمعون هذا الظن من بعض الخاصة من الناس ، العادة الجارية اليوم وبخاصة في الأعياد من وضع الأغصان الرطبة على القبور زعما منهم أن هذا ينفع الميت ؛ هيهات هيهات ، لا ينفع الميت إلا ما قدم من عمل صالح أو ما خلف من بعده من آثاره الصالحة كما قال تعالى : (( ونكتب ما قدموا وآثارهم )) وشرح ذلك الرسول عليه السلام في قوله : ( إذا مات الإنسان ـ وفي رواية ـ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له ) فإذا مات الميت ما أحد يستطيع أن يفيده إطلاقا إلا عمله الصالح وإلا كما قلنا ما خلف من بعده من آثار لعمل له صالح كما تدل الآية والحديث وإلا بإمكاننا أن نستثني استثناء آخر ويجب أن يظل هذا قائما في أذهاننا وإلا دعاء يدعوا به المسلم لمسلم ميت فيستجيب الله لهذا الدعاء فينتفع بذلك الميت ؛ ولكن هذا أمر غيبي لا يجوز لنا أن نتكل عليه لا في حياتنا ولا بعد وفاتنا ، بمعنى أن نأمل أننا إذا متنا أن يمر بنا رجل صالح فيدعوا لنا فيغفر الله لنا ، هذا في عالم الغيب ؛ ولذلك المثل يقول " عصفور في اليد ولا عشرة في الشجرة " فإذن (( قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) فهذا الغصن الرطب الندي لا يفيد الميت إطلاقا ؛ أما ما فعله الرسول عليه السلام فهذه معجزة وكرامة من الله له كما جاء في رواية في صحيح مسلم من حديث جابر أن الله عز وجل قبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في المقبور مادام الغصن رطبا ؛ فإذن علت انتفاع الميت الذي وضع الرسول عليه الصلاة والسلام الغصن على قبره ليس هو الرطوبة والنداوة الموجودة في الغصن وإنما العلة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا وقبل الله منه دعاءه في حق الميت ولكن ليس إلى يوم يبعثون وإنما مادام الغصن رطبا ؛ فإذن هذا هو معنى الحديث ونستفيد منه أن الشيء الذي لا يهتم به المسلم مثل استغابة أخيه المسلم في المجلس أو عدم الاهتمام بالتنزه من رشاش البول فذلك من الأسباب الموجبة لعذاب القبر ؛ فنسأل الله عز وجل أن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر ؛ وإذا عندك سؤال ثاني تفضل قبل أن يبرد الطعام .

السائل : شيخنا باقي أسئلة حتى ... .

الشيخ : نعم كيف

السائل : ... .

سائل آخر : بارك الله فيك بالنسبة إلى مسألة يتذرع فيها المقلدة في الرد على من يدعوا إلى الكتاب والسنة والعناية بالحديث وهي قولهم أن قبول تصحيح الحديث وتضعيفه هو من نفس الباب الذي يقبل فيه قول عالم في مسائل الفقه فرد عليهم ذلك الصنعاني في رسالته المعروفة بإرشاد النقاد في التفريق بين قبول قول العالم في مسائل الفقه وبين قبول قول المحدث في تصحيح الحديث وتضعيفه بأن تصحيح الحديث وتضعيفه مبني قبول لخبر الواحد العدل الثقة الذي أتفق على قبوله  وأن تصحيح الحديث وتضعيفه هو مبني على وفرة المعلومات المتعلقة بالإسناد المعين حول الرجال وما شابه ، وأن الاختلاف في التصحيح والتضعيف هو مبني على الاختلاف في حصول هذه المعلومات أو عدمها ؛ فهل هذا الكلام صحيح ؟ وما قولكم فيمن أورد على ذلك في تصحيح الحديث وتضعيفه أن هناك نقاط قد يختلف نظر المحدث أو المصحح والمضعف فيها بناء على تعلقها بباب اجتهادي ... ؟

الشيخ : يا أبا ليلى

السائل : نعم يا شيخ

الشيخ : نبه ضيفك الدكتور ما يأكل بيده الشمال نعم .

السائل : ... ما أدري فضيلتكم بالنسبة لهذه النقطة ؟

الشيخ : يا أخي أنا أرى أن المشكلة ليست أن الحديث قائم على الاتباع المأمورين به ، وهذا يخالف التقليد المنهي عنه ، ليست هذه هي المشكلة ؛ لأني أنا شخصيا لست مقتنعا في ذات نفسي بهذا التفريق ، أولا كقناعة شخصية لا فرق عندي بين أن يتبع المسلم مجتهدا في قوله عن شيء ما هذا حرام ، وهذا التحريم بلا شك قام إما على آية وإما على حديث صحيح عنده ؛ وبين اتباعنا له أو تقليدنا إياه في قوله هذه الحديث الذي بنيت عليه أنا ذاك الحكم من التحريم هو حديث صحيح عندي يعني أظن أن المسألة هنها إذا وجهناها بهذه الصورة من التفريق بين التقليد في الفقه والإتباع في الحديث لا ننجح في الجواب على الأقل أنا شخصيا لأنه أنا لست مقتنعا بالفرق بين الأمرين ، ولعل المثال السابق يوضح لكم ذلك أي حينما يقول المجتهد آلات المعازف حرام ، نقول له ما الدليل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن في أمتي أقوام ... ) الى آخره فاتباعنا وأنا أراجح بين الإتباع وبين التقليد لأنه في النهاية نريد نحط على أحد التعبيرين لأن تسميتنا - وعليكم السلام -لاتباعنا لقول الإمام بالتحريم في أمر ما هو اتباع ليس تقليدا أو العكس نسميه تقليدا ليس إتباعا ، التسمية كما هو لا يخفاكم في اعتقادي جميعا لا يغير من حقائق المسميات ، صح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إذن نحن إذا اتبعنا أمر الله عز وجل سواء في التصحيح للحديث أو التضعيف أو في التحريم والتحليل فنحن اتبعنا أمر الله ، فسموه ما شئتم تقليدا أو اتباعا ؛ أنا أقول هذا وأنا من أولئك الذين يفرقون بين الاجتهاد والإتباع والتقليد حتى ما يذهب عن بالكم أنني مع أولئك الذين يفرقون بين الاجتهاد وبين الإتباع وبين التقليد ؛ لكن الآن نحن في مناقشة جزئية طرح السؤال حولها الآن آنفا ؛ فأنا لا أريد أن ندير البحث هل أنا إذا اتبعت الإمام البخاري في تصحيحه لحديث ما أو تضعيفه لحديث آخر هذا اتباع أم تقليد ؟ ما يهمنا هذا الآن ، إنما يهمنا هل يجب علي أنا وأنا لست عالما بالتصحيح والتضعيف هل يجب علي أن أحكم عقلي ورأيي وعقلي فضلا عن هواي أن أصحح وأضعف بجهلي ؟ أم علي أن أتبع هذا العالم ؟ ما قال قلت ، قال صح قلت صح ، قال ضعف قلت ضعف ؛ كذلك بالمقابل إذا قال الإمام الشافعي أو غيره من الأئمة هذا حرام أو هذا جائز

سائل آخر : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة وبركاته فأنا تبنيت قوله ، لست الآن في صدد التحقيق أن هذا التبني هو إتباع أم تقليد ؛ لكن لا أظن أن هناك خلافا في أن هذا الحكم لا خلاف فيه ، أي أني أنا باعتباري لست عالما وإنما أنا مخاطب بمثل قوله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وأنا سألت عالما هذا حرام أم حلال ؟ قال لي حرام ، فتبنيته ، لا أقول الآن اتبعته ولا أقول الآن قلدته ؛ لأنه الآن لا نريد أن نخوض في هذه القضية بالذات ؛ فهل أنا اتبعت الشرع في هذه الحالة أم لا ؟ لاشك أن الجواب نعم ، فعلت ما يجب علي لأني ائتمرت بقوله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) إمام البخاري أو مثله سألته عن حديث فقال صحيح فاتبعته ، وقال في حديث آخر ضعيف فتبنيته ... ندخل في صميم الجواب ودون العدول إلى التفريق بين الاتباع والتقليد ، فهذا لعله يأتي البحث فيه قريبا إن شاء الله إذا كان كل ممن تبنى قول الإمام المصحح والمضعف قول الإمام المحدث المصحح أو المضعف ومن تبنى قول الإمام المحرم أو المحلل وهو جاهل يكون قد نفذ الحكم الشرعي ، نحن نسأل الآن أولئك الذين أوردوا هذا السؤال هل أنتم معنا في أن الواجب على كل مسلم غير عالم أن يتبع الفقيه في فقهه والمحدث في حديثه أم لا ؟ الآن أنا أوجه السؤال إليك ألا يرد عليهم هذا السؤال ؟

السائل : الذي يظهر أنه يرد .

الشيخ : أحسنت بهذا التحفظ - يضحك الشيخ رحمه الله - فما هو جوابهم فيما تظن من اتصالك بهم واستماعك لشبهاتهم ؟ أما أنا فأقول ليس لهم جواب وحينئذ سيلتقون معنا رغم أنوفهم ، هذا الالتقاء الذي يلزمهم بأن يكونوا معنا وليس علينا ؛ ذلك لأننا نحن في الوقت الذي لا نفرق بين وجوب اتباع لنقل الآن العامي الجاهل لا نفرق بين وجوب اتباعه أو تبنيه لقول المحدث ، وبين تبنيه لقول الفقيه كذلك هم عليهم بالمقابل ، بناء على هذا الاستظهار الذي استظهرته آنفا عليهم أيضا أن لا يفرقوا بين تنبيههم أو نسميه تقليدهم لأنهم هم يتبنون هذه اللفظة ولا ينكرونها مطلقا ؛ حينئذ عليهم أن يتبنوا معنا كما يقلدون فقهاءهم عليهم أن يقلدوا محدثيهم ؛ فهم يلتقون معنا في وجوب العمل بالأمرين كما قلت مستظهرا ويختلفون عنا عملا فإنهم لا يعرجون إطلاقا إلى قول المحدثين ؛ وبذلك يخسرون جهودا الألوف المؤلفة من علماء الحديث طيلة هذه القرون الطويلة ثم يجمدون على إتباع العشرات أو المئات من الفقهاء بمجرد التقليد ؛ فنحن الآن نعكس عليهم السؤال وإذا استظهرت مستوجسا خيفة فما عليك إلا أن تعكس عليهم السؤال ، قولوا لنا ما الفرق بيننا وبينكم ؟ ما الذي تنكرونه علينا ؟ نحن نقلد الأئمة في التصحيح والتضعيف ؟ سكون جوابهم هكذا أليس كذلك ؟

السائل : بالطبع .

الشيخ : ها ، هنا الجواب ما فيه استظهار ، هنا الجواب يقينا ، كويس ؛ إذن نحن نقلد علماء الحديث على حد تعبيرهم في التصحيح والتضعيف عملا بقول الله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) (( واسأل به خبيرا )) فأنتم ما موقفكم من هذا الجيل العظيم الضخم من علماء المسلمين المحدثين الذين لا يستغني فقهاؤكم عن اتباعهم وإن شئتم قلتم عن تقليدهم أنهم لا يقيمون لجهودهم وزنا ، وذلك فهم في جهالة يعمهون فلا يميزون بين الحديث الصحيح وبين الحديث الضعيف علما بأن كثيرا من فقهائهم المتأخرين المقلدين يأخذون على من تقدمهم من الفقهاء الكبار عندهم في المذهب ، يأخذون عنهم أو عليهم عشرات الأحاديث الضعيفة بل كثير منها من الأحاديث الموضوعة ؛ إذن الفقهاء أنفسهم المقلدون هم معنا في وجوب الرجوع إلى علماء الحديث في التصحيح والتضعيف فما بال هؤلاء المقلدين يريدون أن يقيموا الحجة علينا بزعمهم أنه نحن ننكر التقليد ونقع في التقليد ؛ الآن نحن ندحل في ذاك الموضوع الذي أجلته آنفا هل نحن مثلهم في التقليد ؟ الجواب : شتان ما بيننا وبينهم ، ماذا يقول الشاعر ؟

" فأين الثريا من الثرى            وأين معاوية من علي ؟ "

نحن أولا نختلف عنهم تماما ، نحن لا ندين الله تبارك وتعالى بالتقليد ؛ أما هم فيتدينون بالتقليد ، واضح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : أسألك ما تغيب عني خليك معي .

السائل : معك شيخنا .

الشيخ : نحن نفترق عنهم تماما ، نحن لا نتدين بالتقليد ؛ أما هم فيتدينون بالتقليد ، أي هؤلاء الملايين من المقلدين أحدهم يقول أنا حنفي ، آخر يقول أنا شافعي ، والثالث يقول مالكي ، والرابع يقول حنبلي ؛ لا يوجد في الفريق المخالف لهم ، وأعني بهم نحن معشر سميهم أهل الحديث أهل السنة أهل السلف الصالح المنتمين إلى اتباعهم ، نحن السلفيين لسنا مثلهم لأنه لا يوجد فينا من يقول أنا بخاري ، فلا أقبل إلا ما صححه البخاري وما ضعفه البخاري ؛ وعلى ذلك فلا تجد فينا من يقول أنا مسلمي إذا صح التعبير ، أو أحمدي إلى آخره ؛ ولذلك فتجد كعلامة ومثال واقعي تماما ، هذا الرجل الألباني الذي ابتلي ببعض أصحابه الصالحين والمعينين له على الخير والبحث والتحقيق إلى آخره فقد ابتلي بناس آخرين أيضا سلكوا طريقه لكنهم خالفوه في عشرات من الأحاديث لماذا ؟ لأنهم يلتقون معنا في الأصل أنه لا تقليد عندنا لشخص معين وإنما نحن نتبع ايش ؟ الدليل مع من كان وحيثما كان ؛ أما المقلدون فليسوا كذلك ، هنا يأتي الشعر السابق الذي بدأ آنفا أوله

           " فحسبكم هذا التفاوت بيننا                        وكل إناء بما فيه ينضح "

 إذن نحن نقول للمقلدين بعبارة أخرى نحن لا ننكر مجرد التقليد ، وهذه أرجوا أن تكون الفكرة ظاهرة لدينا جميعا ، نحن لا ننكر مبدأ التقليد وإنما ننكر التدين بالتقليد وجعله مذهبا ودينا لا يحاد عنه قيد شعرة ، هذا الذي ننكره ؛ أما الإتباع لعالم نثق بعلمه سميتموه تقليدا على الرأس والعين هذا واجب ، ما يهمنا الآن التسمية تقليد أو إتباع نحن نسميه إتباعا لماذا ؟ للفرق الذي بيننا وبينهم أي إذا ما ظهر لنا خطأ هذا العالم تركناه ونبذنا قوله نبذ النواة ، بينما هم يتدينون به على قاعدة المثل العامي " عنزة ولو طارت " عنزة ولو طارت ، أو على الحكاية التي قيلت  قال له ناقة ، قال لا جمل هي ناقة وهو يقول أعطيه جمل ، إلى آخره ؛ فإذا ننكر التدين بالتقليد ولا ننكر التقليد كضرورة لابد أن يصير إليها أكبر عالم في الدنيا ، أكبر عالم في الدنيا لا يستطيع أن ينجو من التقليد لأننا إذا سألنا عالما عن مسألة ما فيها دقة لاشك أن هذا العالم حينما يسأل عن مثل هذه المسألة الدقيقة عقله الباطني يعمل أحسن من الكمبيوتر صنع البشر اليوم في لحظات مثل البرق باستحضار الآيات والأحاديث التي تدندن حول ما سئل فيخرج بجواب هذه الصورة السريعة التي جالت في ذهن هذا العالم المسئول ، لا يستطيع أن يظهرها على الشاشة مجسدة واضحة المعالم لجميع الناس حتى العامة فيقتنعون تماما ويتبعون هذا الإمام اتباعا أيش ؟ على بصيرة بينة ؟ لا ، ليس هنا إلا أن يقول العالم الفلاني قال كذا ، ونحن مأمورين بإتباعه ، ألا تشعرون معي بأن هناك في الإسلام مثل هذه المسائل الدقيقة ؟ لابد ؛ فإذا ما واجب العامة ؟ أن يقولوا سألنا فلانا فأجبنا بكذا ، ونحن نعتقد أن الرجل عالم وفاضل إلى آخره ؛ لكن إذا بدا لهذا السائل أن هذا جواب خطأ ما يتشبث به لأنه ليس مقلدا متدينا بالتقليد كما يفعل جماهير الناس لعل في هذا نهاية ..

السائل : يا سيدنا الشيخ جماهير الناس من المقصود بهم ؟ هل يعني بقية المذاهب كلها المقصودة يعني ما عدا السلفيين أو أهل الحديث ؟

الشيخ : أنا ما أتكلم عن المذاهب بارك الله فيك ، اصبر علي ، أتكلم عن أتباع المذاهب

السائل : ... .

الشيخ : في فرق بين أتباع المذاهب والمذاهب ، صح ؟

السائل : صح .

الشيخ : طيب وبخاصة إنك أنت قلت عمن تتكلم ؟ أنا أتكلم عن الموجودين اليوم على وجه الأرض هؤلاء لمن يتبعون ؟

السائل : أنا قصدي لو جاء واحد ..

الشيخ : لا ، عفوا اريد تجاوبني حتى ما تخسرني سؤالي ؟

السائل : طيب يعني جماهير الناس معظمهم إما يقلدون إمام واحد أو يقلدون مجموعة أئمة يعني في هذه المسألة يقلد الشافعي والمسألة الثانية يقلد الحنفي ، وفي الثالثة مثلا يقلد مالك ، أو ملتزم برأي واحد منهم الذي تيسر له الاطلاع عليه ، طبعا بعد أن وثق أن هذا المذهب أو هذا الإمام يعني كان على صواب في معظم أموره ما يقدر يطلع على مسائل دقيقة طبعا هو العامة ما يقدر يخوض فيها ، فما يطلب من كل واحد عامي ..

الشيخ : أنت عم تكرر القول الذي ضربت أنا مثال بالشاشة والكمبيوتر العقلي هذا ، عم تكرره الآن ؟ لا تنس كلامي أنا قلت آنفا أن عامة الناس لا يستطيعون أن يعرفوا دقائق المسائل وما يستطيعون أن يعرفوا أدلتها ولو أراد العالم أن يشرحها له ، لن يستطيع أن يفهمها .

السائل : إذن ما غلط أن الإنسان يقلد إمام معين ؟

الشيخ : أنا آسف أنه يمكن لأول مرة نلتقي مع بعض ويجري مثل هذا الحديث فيبدوا أنه لابد من تكرار هذا الحديث حتى يتجلى للسامع ماذا أعني ، لعلك الآن ستذكر ما قلته أكثر من مرة ، نحن بارك الله فيك نفرق بين التقليد فلابد منه حتى لكبار العلماء ، وبين التدين بالتقليد ؛ سمعت كلمة التدين بالتقليد ؟

السائل : سمعت .

الشيخ : طيب هل ظهر لك الفرق والا لا ؟ ما ظهر لك الفرق ؟

السائل : ظهر لي الفرق فقط أنا أبني على دراستي السابقة ..

السائل : معليش ، قل لي أنت الآن ما هو الفرق بين التقليد الذي أنا أقول إنه قد يقلد العالم المجتهد ، وبين التدين بالتقليد ما هو الفرق ؟

السائل : التدين بالتقليد أن يقلد فلانا من الناس سواء على صواب أو على خطأ يعني مذهبه التقليد فقط .

الشيخ : إذن عرفت فالزم ، الآن نعود إلى سؤالك أعيده إليك ، اليوم جماهير المسلمين أليسوا على هذا ؟

السائل : لا أعتقد ذلك .

الشيخ : كيف ؟

السائل : أنه يعني جماهير المسلمين يكونون عارفين هذه المسألة .

الشيخ : لا ، لا ، ما عارف ؛ ما نحكي عارف الآن ، الآن بارك الله فيك لما واحد يقول جماهير المسلمين يشمل العلماء ويشمل طلاب العلم ويشمل من دونهم صح ؟

السائل : صح ، كل المسلمين .

الشيخ : كل المسلمين الآن أنا ذكرت ثلاث أصناف ، العلماء ، وطلاب العلم ، ومن دونهم عامة المسلمين ؛ لما يطبق كلمة الجماهير أي الأقسام الثالث يغلب عليها اسم الجماهيرية ؟

السائل : الثالث .

الشيخ : أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فأنا أعني هؤلاء ، مارأيك بعد أن حددت لك بهذا التحديد ؟

أبو ليلى : يا دكتور تخلي سؤالك نابع من كتاب البوطي يكون تقريبا قد تأخذ الجواب كما تريد .

الشيخ : لا ، أنا أخطئك لأنك قطعت سلسلة البحث بيني وبينه ، لأنه أنا وضحت له ما في العالم الإسلامي ثلاث طبقات ، الطبقة الأقل هم العلماء ، والأكثر قليلا هم طلاب العلم ، ولو نريد نتفلسف زيادة قليلا بالكلام سوف نقسم طلب العلم إلى أقسام ونقول هذه الأقسام الكثيرة وما يهمنا التفصيل ، أقلهم طلاب العلم الشرعي صح ؟ انظر كم النسبة ؟ ما بقي ؟ بقي الجماهير ، يدخل في الجماهير طلاب العلم غير العلم الشرعي صح وإلا لا؟

السائل : صح .

الشيخ : الآن أنا جعلت نفسي مع الدكتور في هذا الواقع ، أكثر العالم الإسلامي هو من القسم الثالث الذي يدخل فيه طلاب العلم غير العلم الشرعي ، طيب هؤلاء ما يسلم معي الدكتور أن ها حنفي وهذا شافعي - جزاك الله خيرا أنا اكتفيت - كما قال هو إنه بعضهم يمشي على مذهب معين وبعضهم قال ما يمشي على مذهب معين ، خفت ، خفت الحقيقة أنه يقول يمشي على أربعة ، خفت إنه يقول هكذا ؛ لكن الحمد لله ما قال - يضحك الشيخ رحمه الله - رأيت كيف ؟ لكن نحن بقى نأخذ الجمهور هذا الذي أكثره من القسم الذي لا يعلم ، هؤلاء يا دكتور يتدينون كل واحد من هؤلاء لو كان أجهل من أبي جهل يجيء عند الشيخ يسأله عن مسألة ، الشيخ نفسه ما يقول له ؟ ما مذهبك ؟ يقول له يا سيدي الشيخ أنا حلفت يمين أنه كذا وكذا وقالوا زوجتي طالقة ؛ يقول له ما مذهبك يا ابني ؟ يقول له أنا حنفي ؛ صح هذا الكلام أم لا ؟

السائل : ما اوافق عليه

الشيخ : لا تؤاخذني أنت ما عايش في هذا المجتمع ؟

السائل : معليش ما أقدر أقول صح وأنا ما مقتنع أنه صح  لأنه ما رأيت هذا .

الشيخ : هذا هو ، عم أقول لك أنت ما عايش في هذا المجتمع فإذا كيف تريد تناقش الموضوع ؟

السائل : أنا أناقش من خلال الناس الذين أشوفهم ، أحكم على الباقي وفقط القسم الذي تحكي عنهم ما ... .

الشيخ : الذين رأيتهم بأي قسم تضعهم ؟ أنا ما فرض عليك رأيي .

السائل : القسم الثالث .

الشيخ : طيب هذا هو .

السائل : فقط القسم الثالث مش معظمه مما وصفته لي أنه ملتزم بمذهب يعني يقول للشيخ أريد على المذهب الفلاني .

الشيخ : يعني ما تريد إياه يعني تريد تقول يمشي على أربعة ؟

السائل : ما على أربعة .

الشيخ : إذن على أيش يمشي ؟

السائل : إذا تيسر له ورأى أحد الأئمة الذين يثق بهم في المسألة يمشي عليها .

الشيخ : يا أخي هؤلاء جمهور والا هؤلاء قليل ؟ سبحان الله ! هؤلاء الذين نتحدث عنهم نعرفهم ، لكن هؤلاء يمثلون ، خلينا نضرب مثال مصغر جدا جدا ، العالم الإسلام عبارة عن مائة شخص ، المائة شخص نقول عشرة منهم علماء وخمسة عشر منهم طلاب علم ، ما بقي عندنا ؟ خمس وسبعين صح ، هؤلاء الخمسة وسبعين هم ما بين شافعي ومالكي وحنفي وحنبلي ، تجيء وتقول في منهم وأنا أعرفهم يمكن هم مثلك أو أحسن منك ، في منهم إذا اقتنعوا بوجهة نظر غير مذهبه الذي عاش فيه يمشي عليه ، يقول لك نعم لكن ما نسبة هؤلاء بالنسبة للخمسة وسبعين ؟  أكثرية وإلا أقلية ؟

سائل آخر : أنا أخالفك الرأي في هذا ..

الشيخ : معليش ، فقط حتى نسمع رأي ... .

سائل آخر : أنا مع معرفتي أمشي خليني أحكي لك ..

الشيخ : أريد آخذ الجواب من هنا ..

سائل آخر : ... وما إلى ذلك ، أنا من الحنبلية من منطقة نابلس من الحنابلة ولكن حتى الآن وأقسم أني لا أستطيع أن ألم بالمذهب الحنبلي في كل شيء ، أخذنا في الدين الإسلامي وتعلمنا في الدين الإسلامي ، تعلمناه من أساتذتنا ومن الشيوخ وغير ذلك ، ولا أعرف أي شيء منها على أي مذهب من المذاهب ، الشيء الذي يأخذ منه هذا العالم أن هذا الشيء صح ، رأيت بعد ذلك أقرأ في بعض الأحيان أو آتي لعالم آخر وأسمع منه شيء مخالف نوعا ما عند ذلك أقيس في رأيي هل هذا الصح أو هذا بغض النظر عن أي مذهب هذا ، وهذا أنا متعلم فما بالك بعامة الناس ؟ حتى الإنسان يلي يقول أنا حنبلي أو أنا مالكي أو أنا شافعي ولا يعرف بالضبط ما هو هذا المذهب لأنه لا يوجد أحد قرأ هذا المذهب حتى الكتب غير متوفرة .

الشيخ : خلصت ؟

السائل : نعم .

الشيخ : أنا أولا ألفت نظرك أنك صادرت الحديث بيني وبين الدكتور ، هذا أولا ، وثانيا أنت يا أستاذ طبيب لست طالب علم شرعي ، وأنا آنفا قسمت الناس أقسام ، قلت علماء ، وقلت طلاب علم ، بعدين طلاب العلم قسمتهم أقسام يطابق الواقع تماما ، وقلت قسم منهم طلاب العلم الشرعي ؛ أنت ولا مؤاخذة ما طالب علم شرعي ، لذلك أنت لست من هؤلاء الذي درس الفقه الحنفي فكان حنفيا ، أو درس الفقه الشافعي فكان شافعيا ، أو الحنبلي كما ذكرت ؛ أنت لست من هؤلاء ولذلك أنت لا تمثل الجمهور الذي أنا أتكلم عنه ، أنت تمثل طبقة من الناس درسوا ثقافة عصرية علمية ليس لها علاقة بالثقافة الشرعية ؛ لكن عنده شيء من الوعي والانتباه والعقل والتفكير وما هو جامد ، وما هو ابلد بليد فيستعمل عقله ويشوف والله الشيخ الفلاني يقول كذا والشيخ الفلاني يقول كذا - يرحمك الله- يعمل شيء من الاجتهاد والتفكير في حدوده ويعمل بما اطمأنت إليه نفسه وانشرح له صدره ؛ لكن أنت في واد وأنا في واد ، أنا أتكلم عن طلاب كليات الشريعة ، وأتكلم عن الدكتور البوطي وأمثاله من الدارسين الشريعة ، انظر ماذا يقولون ؟ هل يجب التمسك بمذهب معين أم لا ؟ أنا الآن بعود للدكتور أساله ما جواب الدكتور البوطي عن هذا السؤال ؟ حينئذ سيعلم أن كلامي السابق هو الذي يتمثل في العالم الإسلامي اليوم كقسم ثالث هو الجمهور إذا كان الدكتور البوطي يصرح في بعض رسائله أن التمسك بمذهب معين هذا واجب وعدم التمسك بمذهب معين هو قنطرة اللادينية والإلحاد ، وهذا رجل يدرس الشريعة ، فماذا نقول ؟ فلا تؤاخذني إذا أنت طبيب والأستاذ طبيب فهو ما درس هذه المشاكل ، وهذه المسائل إطلاقا وهذا كتابه يصرح بهذا الذي نقوله ؟

الحلبي : من عنوانه

الشيخ : من عنوانه

الحلبي :  " اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية " .

السائل : قرأته ؟

الشيخ : لكن ... ما قرأه .

السائل : فقط مضمونه ما هكذا .

الشيخ : معليش ..

السائل : لماذا سألتك قرأته ؛ لأنه عنوانه ما هكذا .

الشيخ : معليش معليش يعني أنت تفيدنا فائدة جديدة جزاك الله خيرا أن العنوان غير المعنون كويس

السائل : قلت ... واضح

الشيخ : معليش طول بالك العنوان الذي يسمعه مهما كانت ثقافته يستنكره ، وأنت معنا في هذا الاستنكار ، هات بقى المعنون ما هو ؟

السائل : المعنون أنه نهاية الحديث يحكي أنه الذي يريد يتبع مذهب معين ..

الشيخ : ما في يا أخي نهاية حديث ، الرسالة مؤلفة ما نهاية الحديث ، ما مضمون الرسالة ما مضمونها ؟

السائل : إنه الذي يريد يتبع مذهب معين واحد بإمكانه يتبعه وما في عليه حرج والذي يريد يتبع مذهب أو يسلك أو يقلد عدة مذاهب يعني في هذه المسألة يقلد فيها الشافعي والمسألة الثانية يقلد فيها الحنبلي فما في عليه حرج ، هذا إذا كان من العامة

الشيخ : خلاص خلاص

السائل : طبعا  طالب العلم غير العالم العالم  أما إذا كان عالم فعلا لازم يصل هو بثقافته وبدراسته للشيء الصحيح .

الشيخ : هو على من يرد في الرسالة التي أنت تقول إنك قارئها  وهاضمها إن شاء الله فهما ، على من يرد ؟

السائل : رد على رسالة الخجندي .

الشيخ : الخجندي مايقول ؟

السائل : الخجندي أنا حاولت أجيب رسالته الصحيحة ؛ لأنه أحببت أن أعتمد على الكتاب نفسه ، وعلى رد الكتاب وعلى تعليق الكتاب ثالث مرة ، وأنا طلبت من الأخ أبو أحمد يجيء لي الرسالة و يجيء لي بالرد على رسالة البوطي .

الشيخ : ما جاوبتني ، ما جاوبتني ، ما تريد انتظرك حتى تجيب رسالة الخجندي الله يرحمه ، أنا عم أقول لك ما فهمت ؟

السائل : أنا الذي فهمته من رسالة الخجندي

الشيخ : هذا هو

السائل : أن الإنسان الذي تتوفر عنده كتب الحديث وكتب السنة فقط بإمكانه يمييز بينها ويقارن بينها ، ولازم ما يركن إلى رأي فلان أو فلان .

الشيخ : أنت الآن وضعت كلمة فقط ، هكذا يقول الخجندي ؟

السائل : أنا ما قلت لك هكذا يقول الخشندي ، هكذا فهمت من الرسالة يا سيدي هكذا فهمت من الرسالة .

الشيخ : أسألك سؤال ـ الله يرضى عليك ـ هل فهمت أنه يقول هيك فقط أن عنده كم كتاب من كتب الحديث ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : لا ما صحيح ، يعني لا يقيم وزنا لأقوال الصحابة والتابعين والفقهاء والمجتهدين ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : هكذا أنت فهمت من رسالة البوطي ، هذا هو عين الافتراء .

السائل : أنا لماذا طلبت من الأخ أبي أحمد الرسالة حتى آخذ من النبع .

الشيخ : فاهم ، نحن نعرف أن منهجك صحيح فقط نقول لك شو فهمت من البوطي ؟

السائل : هذا الذي فهمته .

الشيخ : هذا خطأ .

الحلبي : الشيخ ما يلومك في هذا .

الشيخ : أبدا .

السائل : أنا ما أحببت أن أقول لك ما يقول الخجندي لأنه ما أقدر أقول لأني هكذا فهمت من البوطي .

الشيخ : أنت بتقول إن البوطي يقول عن الخجندي كذا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : أيوه ، وتحفظك الذي ابديته مما تشكر عليه ؛ لكن أنا أقول لك إن الخجندي لا يقول هذا الذي أفهمك إياه الدكتور البوطي ، ومن العجائب أنك أنت تقول إن البوطي في عنوانه مخطئ ، وفي المعنون مصيب ، وهذه عمرها ما صارت ، رجل عالم ودكتور في كلية شريعة ويدرس الشريعة وإلى آخره ما يعرف يضع عنوان لرسالة إلا ضد مضمون الرسالة ؟ والله إنها لإحدى الكبر ؛ يا أخي الدكتور البوطي ينكر على المسلمين اليوم المثقفين الذين يدرسون ما يسمى اليوم عنده هو في كليته بالفقه المقارن ، ويقابلون أدلة المذاهب بعضها في بعض ، فهؤلاء المثقفون الذين يدرسون الفقه المقارن ويحطون كتب السنة بين أيديهم يدرسون أدلة الفريقين يرون أدلة هذا المذهب أرجح من هذه الأدلة للمذهب الثاني ، يقولون هذا الذي نحن يجب أن نأخذ به ، هذا الذي ينكره البوطي ، ما البوطي ينكر على واحد جائي كما يقال من وراء البقر ، يقول أنا أريد أفهم من القران والسنة ، وهو لا يحسن أن يتلوا آية من كتاب الله أو حديث من رسول الله ؛ لأن هذا أمر مجمع على إنكاره ، فاهم علي وإلا لا ؟

السائل : فاهم عليك .

الشيخ : ما في إنسان إذن .