About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 397

الشيخ : أضرب بهذا مثلا من أئمتنا نحن أهل الحديث حتى يعلم الجميع أننا لا تعصب عندنا لأحد ولا على أحد فالإمام أبو حنيفة رحمة الله هو أول الأئمة الأربعة من حيث الطبقة وهو مشهور بفقهه رحمه الله ونحن بلا شك نستفيد من علمه في فقهه ولكننا لا نصفه مع الأئمة الستة نصفه مع الأئمة الأربعة في الفقه لكننا لا نصفه مع الأئمة الستة فيما يتعلق بالحديث حفظا وتصحيحا وتضعيفا لأن الإمام أبا حنيفة لم يعرف عنه أنه عني  بالتجوال والتطواف في البلاد لجمع السنة والأحاديث من مختلف الرواة كما وقع ذلك من كثير من أئمة الحديث وبخاصة منهم الأئمة الستة البخاري وبقيتهم لكننا كما قلت آنفا نصنفه مع الأئمة الأربعة في الفقه لكننا أيضا لا نرفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها فلا نقول هو كأحمد إمام السّنة لكثرة روايته للحديث  ومعرفته للرجال توثيقا وتجريحا بل ولا نلحقه بالإمام الشافعي رحمه الله الذي صح عنه أنه كان يقول لتلميذه الإمام أحمد رحمه الله " إذا جاءك الحديث صحيحا فأعلمني به سواء كان كوفيا أو بصريا أو مصريا أو حجازيا حتى أعمل به "، الإمام الشافعي يعترف للإمام أحمد بتفوقه بالإحاطة بالسنة على نفس الإمام الشافعي رحمه الله هكذا ولكننا أيضا نقول إن الإمام الشافعي في الفهم من الكتاب والسنة هو أقوى في ذلك من الإمام أحمد ولولا أن الإمام أحمد ساعده على أن يتفوق على كل الأئمة المجتهدين فلولا كثرة مادته في الحديث لكان الإمام الشافعي متفوقا عليه في الفقه لأنه أقوى منه في الاستنباط ولكن الإمام أحمد رحمه الله استغنى بالأحاديث والآثار عن إعمال الرأي    والاجتهاد كما فعل الإمام الشافعي كذلك نقول ليس الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة  كالإمام الشافعي إحاطة بالسنة وتفقها فيها فضلا على أن يكون مثل الإمام أحمد إحاطة بالسنة فلكل منزلته فنحن إذا قلنا أن الإمام أبا حنيفة هو فقيه من الفقهاء الأربعة ولكنه ليس محدثا فلا نظلمه ولا نبخسه حقه لأن هذا  كان واقعه فانشغاله بالفقه والاستنباط وعدم تيسر وسائل التجوال والتطواف في البلاد جعله يعتمد على الاستباط من الكتاب والسنة في حدود ما فتح الله تبارك وتعالى عليه ولا أريد أن أطوي الجواب عما جاء في السؤال ، مما قد يطعن  فيه بعض الناس اليوم في أبي حنيفة اعتمادا على كثير ولا أقول على بعض الأقوال التي جاءت في حق أبي حنيفة وأنه لا يعتمد عليه في الحديث هنا لا بد لنا من  أن نقول كلمة حق أيضا هناك كثير من العلماء والفقهاء قد عرفوا بسبب انشغالهم بالفقه أنه ضعفت فيهم حافظتهم وذاكرتهم فلم يعرفوا بإكثارهم للحديث أولا ثم لم يعرفوا بضبطهم لما رووا من الحديث ثانيا قد كان من هؤلاء محمد بن عبد الرحمن بن  أبي ليلى وهو أحد الفقهاء السبعة وقد كان من هؤلاء أبو حنيفة الإمام الأول من الأئمة الأربعة فإذا قلنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقيه لكنه ضعيف الحديث لم يكن هذا طعنا فيه وإنما كان وصفا له وبيانا لحاله في رواية الحديث حتى نأخذ حديثه على حذر ونعطيه المرتبة التي يستحقها حينما وصفه علماء الحديث بضعف الحفظ والذاكرة إنّ مما يدل على أن الناس كل الناس إلا من عصم الله هم ما بين إفراط وتفريط أما العدل أما الوصف فهذا قل ما نجده وهذا الذي ندعوا الناس إليه تجد المتعصبين لأبي حنيفة يرفعونه إلى السماء في ماذا لو أنهم اقتصروا في هذا إلى دقة الفهم والاستنباط كما جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله حين قال " الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة " لو أن أتباعه  المتعصبين له رفعوه إلى السماء فيما يتعلق بالفقه فقط لوجدنا لهم عذرا لأن  الإمام الشافعي وهو من هو! في المعرفة والفقه كما قلنا آنفا كان لهم حجة في ذلك أما أن يصفوه بالضبط والحفظ أولا ثم أن يتوجهوا إلى الغمز واللمز والطعن في الأئمة الكبار الذين منهم الإمام أحمد والبخاري ومسلم وعبد الله بن المبارك وغيرهم ممن وصفوا أبا حنيفة أنه ضعيف في الحفظ فبلغ تعصب هؤلاء لأبي حنيفة أن يقولوا إن وصف هؤلاء الأئمة لأبي حنيفة بسوء الحفظ كان من تعصبهم عليه ومعنى ذلك أن هؤلاء الأئمة أئمة الجرح والتعديل الذين نعتمد عليهم في هذا الباب في مجال الجرح والتعديل هم ليسوا أتقياء بأنهم جرحوا أبا حنيفة في الرواية بدون حق بل تعصبا عليه فماذا فعل المتعصبون لأبي حنيفة ؟

لينقذوا أبي حنيفة من أمر لا يؤاخذ عليه شرعا طعنوا في أئمة من أئمة الجرح والتعديل لو صح طعنهم فيهم لكان جرحا فيهم فالإنقاذ إمام من أئمة المسلمين مما لا يضره من وصفه بأنه  كان سيء الحفظ طعنوا في أولئك الأئمة وقد كنت استقصيت جمهورا منهم فبلغوا نحو خمسة عشر محدثا من المتقدمين والمتأخرين كلهم تتابعوا على وصف أبي حنيفة بأنه ضعيف في حديثه، طعنوا في كل هؤلاء الأشخاص من الأئمة الكبار الفحول في سبيل ماذا !إنقاذ أبي حنيفة من سوء الحفظ ليس عيبا في هذا  والذي يدلكم ويؤكد لكم أن العصبية المذهبية تعمل عملها أنكم لا  تجدون فيهم مثل هذا الحماس في الدفاع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عبد الرحمن تابعي جليل ابنه محمد من الفقهاء السبعة فقيه إمام عظيم لكنه في الحديث شأنه شأن أبي حنيفة لا يدافعون عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لأنه ليس إمام ليس له في الفقه مع أنه إمام من أئمة المسلمين في الفقه فيدافعون عن إمامهم بالباطل ولا يدافعون عن غيره لأنه لا يهمهم إلا الانتصار لأمامهم بالباطل، أعود لأقول هل وصف الرواي لما فيه يعتبر طعنا غير مشروع في الشرع ؟ الجواب : لا ولولا ذلك لم يكن هذا العلم خطير المعروف بعلم الجرح والتعديل لأن علماء الحديث لو تورعوا تورع الصوفية البارد ولم يصفوا كل راوي بما فيه من ضعف في حفظه أو في تهمة له في صدقه لأصبحت شريعة الإسلام كشريعة اليهود والنصارى لا سبيل لنا إلى تمييز ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أن اليهود والنصارى لا يستطيعون أن يميزوا بين الروايات الصحيحة التي تروى عن أنبياءهم من الروايات الضعيفة لذلك كان من مزايا هذه الأمة الإسلامية أنها تفردت بشيء اسمه الإسناد وقال بعض أئمة الحديث " الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " ، وإيش معنى الإسناد من الدين ؟ سلسلة  الرواة الذين يأخذ بعضهم عن بعض ويصل الحديث إلى الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الإسناد فإذا لم نعرف حال كل راو من هؤلاء  الرواة لم نتمكن من أن نستفيد من السند أولا ثم أن نعرف الحديث الصحيح من الضعيف ثانيا ، أئمة الجرح والتعديل ذهبوا إلى أنهم يتقربون إلى الله تبارك وتعالى في قولهم فلان صدوق سيء الحفظ فلان صدوق يهم كثيرا فلان فاحش سيء الحفظ فلان متروك متهم فلان كذاب فلان بضاع فلان دجال فوصف رواة الحديث من أئمة الجرح والتعديل هو من تمام  نصحهم  لأمتهم كما تعلمون في الحديث الصحيح ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم ) ، فإذا مللتم فأنا ما مللت بعد ولذلك أرجو الانتباه وإلا فننصرف وتنصرفون معنا راشدين إن شاء الله  ولأئمة المسلمين وعامتهم فمن نصح عامة المسلمين تمييز الصالح من الطالح أولا لمعرفة الرواية وثانيا لحق الصحبة من تصاحب تصاحب المؤمن كما جاء في الحديث

( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، فإذا رأيت رجلا يصاحب فاسقا أو يصاحب مبتدعا ولو كان هذا المبتدع صالح في ظاهره فجئت إلى هذا الصاحب المغرور بهذا الصالح المبتدع فقلت له يا أخي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تصاحب إلا مؤمن ) فهذا رجل مبتدع هذا رجل سيء الأخلاق ما تكون غمازا ولا تكون شتاما ولا تكون طعنا والمؤمن ليس بالطعان ولا باللعان كما جاء في الحديث الصحيح لكنك إذا وضعت الطعن في محله فأنت تكون مرضيا عنك من ربك ولعله من المفيد في هذا الصدد أن نروي لكم حديث أبي هريرة وغيره أبي هريرة حديث أبي هريرة رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد بإسناد جيد ارتفع إلى مرتبة الصحة لمجيئه من طريق آخر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله جاء يشكو جاره قال يا رسول الله جاري ظلمني انتبهوا الآن قول هذا المظلوم جاري ظلمني أليس طعنا هو طعنا أليس غيبة بل هو غيبة فانظروا ماذا كان موقف الرسول عليه الصلاة والسلام

إن جاري ظلمني قال ( أخرج متاع دارك وأجعله على قارعة الطريق ) ففعل الرجل والطريق بطبيعة الحال ما سمي طريق إلا لأنه مطروق فكان كلما مر ناس ورأوا هذه الظاهرة التي تلفت أنظارهم قالوا مالك يا فلان قال جاري ظلمني فما يكون منهم إلا أن يقولوا قاتله الله لعنه الله هذا طعن أم ليس طعنا، طعن فظيع  والجار الظالم يسمع كل هذه المطاعن فما كان منه إلا أن ركض إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقول له يا رسول الله مر جاري بأن يعيد متاعه إلى داره فقد لعنني الناس فقال عليه الصلاة والسلام ( فقد لعنك من في السماء قبل أن يلعنك من في الأرض )، من مثل هذا الحديث والبحث الطويل ولكن أوجزه ببيتين من الشعر كنت حفظتها في شبابي الشعر الفقهي الذي ينبغي أن يحفظ لأنه سلس وجميل وفيه أحكام مجموعه متفرقة في الكتاب والسنة قالوا .

" القـدح ليس بغيـبة في ستـة *** متـظـلم ومعرف ومحـــــــــــــــــــــــــــــذر

ومجـاهر فسقاً ومستفت ومن *** طلب إلا عانة في إزالـة منكر

" ، القدح الغيبة محرم لكن في هذه الأشياء الستة ليس محرما على هذا المبدأ الفقهي انطلق أئمة الحديث حينما جرحوا وعدلوا نصحا للأمة ثم كانوا من ورعهم وخوفهم من ربهم لا تأخذهم في ذلك  لومة لائم، فكون محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى من الفقهاء ما حال ذلك دونهم ودون وصفه بسوء الحفظ في روايته  للحديث  كذلك كونهم يعلمون كما قال الشافعي أن أبا حنيفة " الناس عيال في فقهه " ما منعهم ذلك بأن يصفوه بالضعف في الحديث نصحا للأمة لماذا ؟ هذا أبو داوود صاحب السنن يتهم ابنه عبد الله بن أبي داوود فيقول بلفظة أفظع مما قيل في أبي حنيفة فيما يتعلق بالجرح يقول " ابني كذاب ابني كذاب " وعلي بن المديني أيضا يشهد في أبيه عبد الله بأنه ضعيف فلماذا هؤلاء المتعصبة يهتمون بكلام أئمة الجرح في بعض الفقهاء ولا ينظرون إلى إنصافهم حينما هذا يطعن في ابنه وذاك يطعن في أبيه كل ذلك صيانة للحديث النبوي أن يدخل فيه ما ليس منه خلاصة القول في الإجابة عن هذا السؤال إن السلفيين لا يطعنون في أحد من أئمة المسلمين وإنما ينزلون كل واحد منهم منزلته التي وضعه الله فيها هذا أولا وثانيا إن قولهم اتباعا أئمة الجرح والتعديل قولهم في إمام من أئمة المسلمين إنه ضعيف في الحديث أو لا يؤخذ بحديثه هذا ليس طعنا من قبيل الطعن الذي لا يجوز للمسلم أن يقع فيه بل هو من المستثنيات الست التي سبق ذكرها آنفا لعل بهذا الخبر كفاية ... سؤال واحد .

السائل : سؤال واحد .

الشيخ : سؤال واحد تفضل .

السائل :  يقولون يكثر من ذكر قول الأئمة الأربعة إذا صح الحديث فهو مذهبي فيأتون على حديث أفتى بعض العلماء بخلاف ظاهره فيلزمون الإمام به مع أن الإمام النووي رحمه الله حقق في مقدمة المجموع أن هذه العبارة ليست على ظاهرها  بذلك تفرد السلفيون بآراء فقهية ضعيفة يلزمون الأمة بها فما قولكم ؟

الشيخ : جوابي على هذا السؤال أنا مع الإمام النووي رحمه الله فيما ذهب إليه بشرطين اثنين الشرط الأول : إذا كان يعني أنه لا يجوز نسبة الإمام الشافعي إلى مخالفته للحديث لأنه فهمه على وجه خاص فهذا صحيح . والشرط الثاني : أننا نحن معشر السلفيين إذا كان الحديث الذي فهمه الإمام الشافعي على وجه ووجدنا أئمة آخرين عملوا به على ما يبدوا لنا من الوجه الآخر للمعنى وأراد النووي أنه لا يجوز لنا العمل به لأن الإمام الشافعي عمل به بوجه أو على معنى آخر حينئذ نحن ننفصل عنهم ونقول لا يجوز لنا أن نعمل بحديث فهمه الشافعي وسائر الأئمة على وجه ونفهمه نحن في آخر الزمان على وجه آخر والحديث في واقعه يحتمل وجهين لا نجد أحد سبقنا إلى الأخذ بالوجه  الآخر حينئذ فنحن مع الإمام النووي أما إذا كان الحديث صريح الدلالة لا يقبل تأويلا وعرفنا أن الإمام الشافعي مثلا أو غيره لأنه يتكلم في حدود مذهبه وعرفنا أن إماما من  أئمة المسلمين ومن الفقهاء المجتهدين فسره على خلاف ظاهره وجاء على تفسيره بدليل لا نعلمه وجب علينا أن نتبعه أما إذا كانوا مسلمين معنا بأن دلالة الحديث صريحة وليس عندنا دليل يصرف هذه الدلالة إلى شيء آخر سوى رأي فلان وعلان حينئذاك نكون مع الحديث لأن الإمام الشافعي نفسه كان يقول الحديث أصل مستقل في نفسه فيجب على كل مسلم إذا صح لديه أن يعمل به أما الإمام الشافعي فسره بمعنى آخر فنقول هذا المعنى الأخر إما أن يكون له دليل بالنسبة إلينا يعني نقتنع به فيجب حين ذاك أن نتبعه أو ليس عنده دليل إلا الاجتهاد و كان الحديث ظاهر الدلالة على خلاف ما ذهب إليه فنحن في هذه الحالة نطبق عموم إرشاد الأئمة إذا صح الحديث فهو مذهبي وقد كنت تعرضت لهذه المسألة بشيء من التفصيل في مقدمتي لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأوردت صورة هي أن العامي إذا بلغه حديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضاق صدره في ترك العمل به فهل يحوز له أن يعمل به وهو على خلاف مذهبه ؟

أجاب الإمام السبكي : نعم يجوز له العمل به إذا أخبر بأن الحديث صحيح وأن معناه على ما وضح له كان له عذر عند الله عزّ وجل أن يعمل به هذا بالنسبة للأمي العامي فما بالكم  بالنسبة للعالم أو طالب العلم لكن هنا لا بد لي من وقفة في نهاية الإجابة عن هذا السؤال وأرجو من صاحبنا اللي جنبي هنا أن يقف عند وعده السابق أنه آخر سؤال . وأقول إضافة إلى ما سبق من الجواب أريد من طلابنا الذين نشؤوا معنا على اتباع الكتاب والسنة ألا يكونوا جريئين على التطاول على الأئمة المجتهدين وعلى أن يقولوا كما يفلت أحيانا من ألسنتهم قولهم  نحن رجال وأولئك رجال هذا عار أن يقوله الشباب الناشئ في طلب العلم وهو لا يزال على الأقل شابا في طلب العلم قد يكون كهلا وقد يكون شيخا في السن ولكنه شاب ناشئ في طلب العلم مع ذلك هو يقول إنما يقال  كيف أنت تخالف الأئمة وتستقل في فهمك للحديث ! فيكون الجواب نحن رجال وأولئك رجال أنظروا الآن بمناسبة الكلام  على ما سبق حول أبي حنيفة رحمه الله من فضل أبي حنيفة أنه قال إذا جاءت الآثار عن أصحاب الرسول عليه السلام في مسألة ما متفقة لا خلاف بينهم فيها فنحن لهم تبع أما إذا اختلفوا فنحن رجال وهم رجال  متى قال هذه الكلمة ؟ إذا اختلف أصحاب النبي صلى الله عليه  وعلى آله وسلم في مسألة فهو يختار المناسب لقول من تلك الأقوال و لا يخرج عنها إلى غيرها فيجب أن نأخذ  أدبا من هذا الأثر عن أبي حنيفة رحمه الله ألا نتجرأ في تخطئة الأئمة وإنما علينا أن نتئد وأن نتروى في الحكم لخطأ ليس خطأ إمام واحد بل خطإ أئمة كثيرين لست داعية إلى التعصب للجمهور   لا لست جمهوريا ولعلكم تعلمون ذلك علما يقينيا لكني أيضا في الوقت نفسه لا أريد لطلاب العلم أن يتجرؤوا على تخطئة العلماء بأنه بدا له أن الحديث يخالفه  وإنما أريد من طلاب العلم أن ينكبوا على دراسة كل مسألة على حدة أن يدرسوها كما يقال اليوم دراسة الفقه المقارن ولكن بشرط أن يصل إلى النتيجة  إلى الثمرة لأن الفقه المقارن اليوم في أكثر الجامعات المعروفة اليوم بالجامعات الإسلامية يتعاطون المقدمات ثم لا يقدمون النتائج والثمرات فهم يذكرون مثلا أدلة المذهب الفلاني ودليل المذهب الفلاني ودليل المذهب الفلاني ثم لا شيء وراء فيخرج الطلبة حيارى !

سائل آخر : هذا فقه ؟

الشيخ : لا هذا ليس فقها وإنما الفقه أن تقدم هذه الأدلة وتجري مفاضلة بينها ترجيحا كأن تقول مثلا دليل فلان الآية الفلانية لكنها من باب الاستدلال بالدليل العام ودليل فلان استدل بآية أخرى خاصة أو بدليل خاص والخاص يقضي على العام وهكذا يجري عملية تصفية بين الأدلة قد يكون منها حديث المذهب الفلاني لا يصح والحديث الذي عارضه هو الصحيح إلى آخره فأنا أريد من كل طلاب العلم أن يدرسوا المسائل الخلافية دراسة مبسطة موضوعة تحت المجهر العلمي وبعد ذلك ليخرج بالنتيجة ثم ليقل هذا رأيي فإن أصبت فمن  الله وإن أخطأت فمن نفسي ، أرى أن كثيرا وأخشى أن أقول عامة طلاب العلم لا يتأثرون ببعض آثار السلف ونحن سلفيون ليس اسما وإنما هو مسمى أيضا ... .

الشيخ : ... الحديث ذو شجون وقد تأخر الوقت أكثر من المفروض ولكن في هذه القصة ما أردت الاستنباط منها  مما يتعلق بأدب طالب العلم لقد روى الإمام الدارمي في سننه المعروف المسند بالسند الصحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه جاء صباح يوم إلى دار بن مسعود في الكوفة فوجد أصحابه ينتظرونه فقال أخرج أبو عبد الرحمن قالوا لا فجلس ينتظره إلى أن خرج فقال أبو موسى يا أبا عبد الرحمن  لقد رأيت آنفا في المسجد شيئا أنكرته ومع ذلك والحمد لله لم أر إلا خيرا أرجو الانتباه إلى الجمع بين النقيضين في الظاهر ولا تناقض قال رأيت شيئا أنكرته ولم أر إلا خيرا كيف ذلك سيأتيكم البيان في تضاعيف القصة  قال ماذا رأيت قال فإن عشت فستراه رأيت أناس حلقا حلقا في المسجد وفي وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله سبحوا كذا احمدوا كذا  كبروا كذا ومع كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتحميد والتكبير قال ابن مسعود أفا أنكرت عليهم هنا الشاهد قال لا انتظار أمرك أو انتظار رأيك هذا هو الأدق أبو موسى هو من كبار أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام  ومن علماءهم لكنه يعلم أنه ليس بمثابة ابن مسعود في الفقه بالكتاب وبالسنة فقال لا ما أنكرت عليهم انتظار أمرك أو انتظار رأيك قال أفلا أنكرت عليهم  وأمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيء ثم دخل داره وخرج متنقبا متلثما حتى دخل المسجد ورأى تلك الحلقات كما وصفها له أبو موسى فكشف اللثام عن وجهه وقال ويحَكم ما هذا الذي تصنعون أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا أبا عبد الرحمن وهذا لسان كل المبتدعة لسان كل المبتدعة أنهم  يقولون كما ستسمعون قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وهذا جوابنا للمبتدعة كلهم وكم من مريد للخير لا يصيبه وكم من مريد للخير لا يصيبه إن محمدا صلى الله عليه وسلم حدثنا ( إن أقواما يقرؤون القرآن يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ، قال شاهد هذه القصة فلقد رأينا أولئك الأقوام أصحاب الحلقات أصحاب الذكر غير المشروع   ولقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهر أي صاروا من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  وقاتلوه وقاتلهم حتى استأصل شأفتهم ولم ينج منهم إلا القليل  هذه هي القصة والعبرة منها أن أبا موسى لم يتقدم بين يدي بن مسعود لينكر ذلك المنكر الذي وصفه بأنه لم ير إلا خيرا  لماذا ؟؟ لأنه تسبيح وتحميد وتكبير وهذا خير ولكن الإنكار إنما جاء لما انضم إلى هذا الذكر من زيادات وإضافات جعلت هذا الذكر بدعة كما يقول الإمام أبو إسحاق الشاطبى إضافية هذه بدعة إضافية فبسبب هذه الإضافات أنكر أبو موسى ذلك لكن خشي أن يكون واهما مخطئا فجاء إلى أبى مسعود وأخذ رأيه فاتفق رأيه مع رأيه وتوجه ابن مسعود وتولى بنفسه إنكار ذلك فأنا أرجو ما إخواننا من طلاب العلم أن يقدروا لأهل العلم قدرهم وجهدهم ومنزلتهم وأن لا يتقدموا بين أيديهم  وأنا أعرف في كثير من المجالس يتوجه سؤال لكن يكون المجلس عادة فيه وحدة حال فيه يعني ما فيه تكلف ما فيه رسميات فيتوجه السؤال إلى أحد المشايخ فينبري أحدهم ويقول الجواب كذا هذا قلة أدب فلا يجوز لطلاب العلم أن يقعوا في مثله لأننا رأينا أبا موسى وهو بعيد عن أبي مسعود كيف خطر في باله وأن هناك من هو فريب منه من هو أفقه وأعلم منه إذن ينبغي عليه عليه هو أن  يأخذ رأيه في مثل هذا الأمر الحادث لأنه ليس أمرا معروفا بإنكاره أو بأنه معروفا في الشرع  فتأدب بمثل هذا الأدب  ولما قال له ابن مسعود أنكرت عليهم قال لا في انتظار أمرك أو انتظار رأيك هذا أدب أأكد توصيتي إخوانا الطلاب أن يضعوه دائما نصب أعينهم وأن يتأدبوا مع علماءهم وهذا مما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا  ويوقر كبيرنا  ويعرف لعالمنا حقه )

وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

الشيخ : .... .

الشيخ : وين قبلتك قبلتك هيك ولا هيك ... عم يتحفظ  صاحبك خايف .

السائل : ...  في السجود كنت ما أجد متسعا .

الشيخ : ليش عم تكلف حالك  قبلتك وين ... إصبعتك  وين فأشر بإصبعتك إلى القبلة مش إلى الأرض . وأنت شو عم بتسوي

السائل : أشير بأصبعي .

الشيخ : الله يهديك الله يهديك ... وضحك  ... يا أخي أنت تعمل هيك ثم هاى قبلتك قبلتك دي ماشي

السائل : سؤال يا شيخ .

الشيخ : لسى شيء ثاني لما بدك تسلم لا تزعج نفسك وتحرك منكبك لليمين ولليسار كما أنت ما بدو يمشي كما أنت قال له الشيخ شايف السلام عليكم ورحمة الله كتف ما يتحرك السلام عليكم ورحمة الله أنت بتزعج حالك وأنا ما بريد تنزعج قال إيش السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله هذا تكلف بارك الله فيك .

الشيخ : الله يبارك فيك، وجزاك الله خير السلام عليكم ورحمة الله .

السائل : حديث صحيح يا شيخ ( لا عدوى ... ) ... هذا ما أفهمه

الشيخ ما الذي تفهمه ؟

السائل : إذا كان مريض بجانب مريض

الشيخ : بيعديه ؟

السائل : لا يعديه ؟

الشيخ  : كيف ؟؟ أما قال الرسول عليه الصلاة والسلام للمجذوم ( ارجع إنا قد بايعناك  وأبى أن  يصافحه ) .

السائل : هذا الحقيقة أول مرة أسمع به ! .

الشيخ : بس هذه ليس أول مرة !