Om artikkelen

Forfatter :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Dato :

Sat, Sep 20 2014

Kategori :

Fatwa (Q&A)

nedlasting

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 350

السائل : ياشيخنا بارك الله فيكم  يعني كلمات منهجيّة عامّة يعني تعرض المنهج الحق بصورة واضحة والإستدلال عليه ثمّ بعد ذلك دحض حجج المخالفين في هذا الباب لهذا العرض العام وكي حملة جديدة اتّسم رسائل منظّمة وفكريّة ويستدل فيها بمسائل جزئيّة يعني وأدلّة مختلفة فرعيّة فهل الأدلّة يعني الآن أصبح لا يكفي وجود الكلمات العامّة ولابدّ من وجود التفصيلية واجتمعنا مع الأخ الشيخ علي بارك الله فيك وأخبرنا أن الكتاب الذي يعني أن الشيخ أكمله ردّ فيه تفصيليّا على الشبه المعروضة ولكن نقولها أيضا صراحة الشيخ علي يكلفني أن أقرأ بعض الرسائل أو كذا أقبل كلامه وأقتنع بما يقول ولكن هناك أناس مؤملة في هذه الأسئلة ياشيخنا وأنا أخبرتك من قبل

الشيخ : قليل .

السائل : في رمضان لمّا جئتك مع الأخ الآخر هل الأفكار بدأت تنتشر بصورة منظّمة ليس فقط في الحيّز الضيق ولكن كذلك إلى اليمن إلى السعوديّة بل حتّى التقيت ببعض الإخوة في عمان حيث هم السلفيّة معدودين على الأصابع ومختلفين في هذه المسائل ووجه الإختلاف في تفريق صفوفهم .

سائل آخر : مثال على ذلك في تفسير حديث حذيفة على سبيل المثال في الفرقان في العدد الخامس عشر يقول الشيخ حفظه الله ووفّقه لكلّ خير بالنّسبة لتفسير حديث حذيفة " ولا شكّ أنّ هذا الوقت الّذي يشير إليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم ويأمر فيه بالعزلة عنّ الناس جميعا ليس هو وقتنا هذا ومن حمل هذا الحديث على اختلاف جماعات الدّعوة فقد أخطأ خطأ عظيما بل ضلّ ضلالا بعيدا "، وهذا نموذج وعندي نماذج هنا حبيت أوصّلها لك لكن الوقت من جهة ما نحب أن تضيّع وقتك في مثل هذه الأمور فقرأت هذه الرسائل واستخرجت النقاط الرئيسية و الأدلّة التي عليها ثمّ بعد ذلك نسختها بصياغة بحيث تكون بأقصر وقت إلى أن وجدت الشيخ علي وضعته في المسألة على عين منكم فقلت ليس هناك داعي إلى أن نفصّل والشيخ جزاه الله خيرا كفانا المؤنة ولاشك انّه إن شاء الله تبارك وتعالى أفضل لكن يبقى المسألة إلّي أثرتها أوّلا أنّ الشيخ علي مثل ما ذكرت يعني بصراحة لكن لمّا يأتي الشيخ ناصر ويتكلّم في هذه المسائل تفصيليّا أو على الأقلّ يقرّض كتاب الشّيخ بثلاثة أسطر ويقول اطّلعت على هذا الكتاب يعني أنا ما أملي عليكم لكن يا شيخ لكن أبيّن لكم المشكلة في الحقيقة بصراحة بس تقريض أو بس إشارة إلى أنّكم كنتم موافقين على مدلول الردود التي ضمّنها الشيخ علي كتابك

لأنّ هذا يثير شبه في محل اللبس يعني فيه محلّ لبس كبير جدّا وعبارات عريضة عامّة إذا شئتم نخرج لكم نماذج

الشيخ : لا فيه داعي اأنت فعلت ذلك على التفصيل هل أنت فعلت ذلك .

السائل : على وجه التّفصيل ما حصل بالنّسبة لتتبّع النّقاط لكن حصل الكلام المجمل والخطوط العريضة .

الشيخ : نحن نقول لك يجب أن تتحرّى على وجه التّفصيل والشّيء الذي تطلبه منّي قد مضى زمانه بالنّسبة لي أيضا ما دام عندك اهتمام بهذه المسألة أرى أنّ هذا واجب كفائيّ بالنّسبة على كثير من طلبة العلم والّذي أراه أن تتعاون أنت والأخ علي في المسألة وأن تضعوا كلّ الشبهات والنّقاط التي يظنونها ويحتجون لها وتكون عبأ عليهم في فهمها بدون التّأويل كهذا التأويل الذي أسمعتني إيّاه آنفا ثمّ بعد ذلك يأتي ماقترحته عليّ لأنّ ظروفي الآن لا تسمح لي أن أنصرف إلى مثل هذا البحث إطلاقا وإذا قرأت الكتاب برمّته بحيث إنّي آخذ عنّو فكرة لا مانع ولكن على قاعدة ما لايدرك كلّه لايترك جلّه وما في استطاعتي أن أعطي وعدا قاطعا فأقول أّنّـه الشيخ العجوز الّذي بلغ من الكبر عتيّا لايستطيع أن يقوم بكل هذه الواجبات مهما كان قويّا وأهلينا لايستطيع أن يقوم بكل هذه الواجبات فلابدّ أن يلاحظوا شيئا قبل أن تخفى هذه المسألة عن الأمّة الإسلامية جامحة بأنّ سن الشيخوخة لا يمكن أن يطلب منها ما كان يطلب من السنّ قبلها أيضا أنت سمعت عن مسألة وهي كن ما بالك إلاّ أنّك مخدوع كدت أقول لك لكن ليس عليك الجهد والتّعب والسنّ إلى آخره لذلك الآن جاء دور الشباب الآن دوركم أنتم لكن هذا لايعني أن لا نتعاون على البر والتقوى لكن عليكم أن تتحمّلوا مسؤوليّتكم بالنّسبة الّتي تحمّلناها نحن من قبل في بعض الجوانب أحسن تتحملونها أحسن أيضا هذا ما عندي جواب على سؤالك .

السائل : فيك البركة إن شاء الله يا شيخ الله يبارك لك في وقتك

الشيخ : جزاك الله خيرا .

السائل : لكن يبقى بالنّسبة للمقصود الّذي ذكرت وهو أنّ يعني هل هناك مثلا ممّا نعلمه تقرّضون كتاب الشّيخ علي .

الشيخ : ما فيه وقت ما عندي وقت المشكلة ما عندي وقت

السائل : سطر أو سطرين .

الشيخ : أنت بتقول سطر أو سطرين بتعرف أدّيش بيكلّفو

السائل : لابدّ من استعراض الرّسالة .

الشيخ : طيّب استعراض الرّسالة هذه الأمر ما هو سهل يا أخي يعني ماذا يقول الإنسان أنا رحت للسعوديّة وعشنا مرّة شهرين جئت ومعي عشرات الرّدود ... شيء على حسن نيّة شيء بسوء نيّة شيء إنسان موضوع أشكل عنّو إلى آخره وأنا عجوز أعرف نقصي وعيبي إلى آخره أريد أن أقرأ فماذا أقرأ هذا وإلاّ ذاك إلى آخره

السائل : ... فقلنا نقول يا حبّذا لو يكون حول الشيخ يجنّد من التلاميذ الّذين يثق فيهم يطّلعون على مثل هذه الرسائل إذا كان فيه وجاهة .

الشيخ : يا أخي بارك الله فيك أنت الآن عم بتنوّه عليّ أنا طيّب غيره .

السائل : سؤال متعلّق بالموضوع الآن كما هو معلوم هناك واقعنا في الكويت وأيضا بصورة صريحة لأن دين الله تبارك وتعالى وليس فيه شيء يخفى وشيء يظهر والله عزّ وجلّ وصف أنبيائه بأنّهم يعني إنّي لكم رسول مبين يبيّن للناس ما جاء به يعني فالآن عندنا هناك التّنظيم بالصّورة التي يعني لكم علم بها حاصل لكن يتفاوت حصول العلم من مكان إلى آخر بناء على طواعيّة الشباب الموجودين في المنطقة لهذه الأفكار من عدم طواعيتهم فيوجد في بعض المناطق يعني مثلا ما يعرفون شيء عن مثل هذه الأمور يعني حقيقة كيف تجري في أروقة الجمعيّة وكذا ولكن لا ندري في طريقتهم في طلب العلم وكذا ونتائجهم ومحصّلاتهم كلّها تصبّ في الكيس الأكبر إلّي هوالتّنظيم نفسه فإيش نصيحتك يا شيخ بالنّسبة لواقع الإنسان يعني الآن في الكويت في مثل هذه الأوضاع هل يعني مثلا يغضّ الطّرف عمّ ما هوممّا يراه واقع مخالف للدّليل نسبيّا للمصلحة من أجل القرب من الشّباب ومن أجل مخالطتهم وكذا أم هم يعني يجهر بما يراه هو الحق وبالتالي يلحّق أو يطلق عليك لفظ أو لفظين كأن يقال له جبان مثلا ثم بعد ذلك تحرق أوراقه في السّاحة .

الشيخ : أخي نقول لا يجوز للمسلمين أن يتفرّقوا وأن يتنابزوا وثانيا يجب على كلّ مسلم عرف الحقّ أن يصدع به وثالثا أن يكون صدعه به على مبدأ الإسلام المعروف (( وجادلهم بالّتي هي أحسن ))، رابعا ونجعله أخيرا كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظالم فليس أن كانوا ظالمون لك لا تكن أنت ظالما لهم هذا الّذي أنا أنصح به لأنّ الحقيقة قرأت في ترجمة الإمام الشافعي رحمه الله أنّه تناقش مع أحد العلماء في مسألة ... فلقيه فجاء إليه وسلم عليه وصافحه وقال له ألا تود أن نبقى متوادين متحابين  ... واعتبر هذا منقبة في حقّه للإمام الشافعي وهكذا فلا ينبغي أن يزداد المسلمون فرقة أو تفرّقا بسبب الإختلاف في مسألة أو في مسائل ما دام أنّه يجمعهم الأصل وهو الكتاب والسّنّة وما كان عليه السّلف الصّالح أخي عبد الرّحمان  أنا كنت أحبه جدّا وحينما أقول كنت أقولها مشيرا إلى شيء وهو الإنسان كما قلنا اليوم في بعض المجالس كما قال عليه الصلاة والسلام ( قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرّحمان يقلّبها كيف يشاء ) مع ذلك كان عليه السلام يكثر أن يقول يا مثبّت القلوب ثبّت قلبي على دينك وطاعتك عبد الرّحمان لمّا كان تلميذا في الجامعة وكنت هناك أستاذا لمادّة الحديث وفقه الحديث وما كنت أعرف منه شيء من الجنوح إلى التكتّل وما يسمّى اليوم بالتّنظيم وهو التحزب الذي لا يجوز في الإسلام ربّما غيرته الأيام إذا صحّ هذا التعبير كثيرا أو قليلا لكن مع هذا كلّه كتاباته لاتزال تدلّ أنّه لايزال معنا على المنهج الذي نحن ندعو الناس دائما إليه وهو الكتاب والسنّة مع زيادة نخالف فيها جماهير الفرق الإسلامية الموجودة اليوم في الساحة وهي على منهج السلف الصالح ولكن قد يخالفنا كثيرا وأنا كلّمته حول الموضوع في شريط وأرسلت إليه لكن هذا في الحقيقة لا يجوز أن يباعد بين أنفسنا وبين أفكارنا وبين أن نتعاون بعضنا مع بعض ولذلك قلت لك بشيء من التّفصيل آنفا وخلاصة ذلك كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظّالم إذا قرّرت أن تكون مخلصا وتكون مجتهدا في تقريب الحقّ إلى من تظنّ أنّه ضلّ عن سواء السبيل وإن كان هو في الأصل معك فهكذا .

السائل : يا شيخ أنا أحبّ أن أقول كلمات قصيرة يعني أيضا نحن من أشد النّاس حرصا يعني صلاة الجمعة ما نصلّي إلاّ عند الشّيخ عبد الرّحمان في الحقيقة فالشيخ عبد الرّحمان تقريره للعقيدة وللتّوحيد وبيانه من واقع القرآن العزيز بصورة يا شيخ ما شاء الله لاقوّة إلاّ بالله ينفرد بها بصورة عجيبة جدّا .

الشيخ : الحمد لله .

السائل : ويحبّب النّاس في ذلك ويربّيهم عليه وكذلك من جهة استدلالاته ليس عنده شائبة تقليد مطلقا لكن كلّ المسألة يعني .

الشيخ : هذا هو يا أخي ولذلك فالواجب التّعاون معه ولئن اشتدّ معنا في هذه العبارة وقسى فنحن يجب أن نلين معه إلى أن يميل إلى الصّواب معنا إن شاء الله أنا سمعت كلام عجيب جدّا يعني فهل تكلم حول الحديث بأكثر ممّا أسمعتني .

السائل : بس هناك حديث آخر بيفصّل فيه .

الشيخ : طيّب شو المشكل في هذا الكلام .

السائل : الكلام المتقدّم .

الشيخ : الّذي أسمعتنيه آنفا .

السائل : نعم هو ذكر أنّ هذا الحديث الواجب على المسلمين هو السمع والطاعة للإمام فإن لم يكن هناك إمام فإنّ الواجب عليهم أن يسعوا إلى استئناف الحياة الإسلامية إذا كان ثمّة سبيل إلى ذلك أو الخيار الآخر هو أن يعتزلوا ثمّ أورد حديث حذيفة وجعله في باب العزلة المطلقة التي يطلع فيها الرجل شعاب الجبال يفرّ بدينه من الفتنة ثمّ قال هذه العبارة الّتي قرأتها عليكم

الشيخ : ما هذا ؟

السائل : في موضع آخر له كلام في كتاب مشروعيّة العمل الجماعي في نفس الحديث يقول فيه أن المقصود بلزوم يعني الزم جماعة المسلمين وإمامهم لزوم معتقدهم وجهادهم حتّى العبارة فيها نوع من عدم الوضوح معتقدهم وجهادهم يعني يقول ليس المقصود بلزوم الجماعة يعني لزوم الإمام نفسه لكن لزوم فقهه واجتهاده وليس لزوما على أي وجه يقول كما قال صلّى الله عليه وسلّم ( يد الله على الجماعة )ويقال جماعة المسلمين لكل من اجتمعوا على إمام في زمن واحد كما قال صلّى الله عليه وسلّم لحذيفة بن اليمان في حديث الفتن الطويل ( الزم جماعة المسلمين وإمامهم ) وليس اللزوم هنا لزوم معتقده ودينهم وإنّما لزومهم لزوم جهادهم وفقههم لأنّ هذا هو معنى اللزوم بدليل قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( إلاّ من ولّي عليه واليا فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأت من معصية الله ولا ينزعنّ يدا من طاعة ) وكذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم ( وإذا رأيتم من ولاّتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله و لاتنزعوا يدا من طاعة ) و كذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم ( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنّه ليس أحدا من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلاّ مات ميتة الجاهليّة ) وهذه الأحاديث كلّها .

الشيخ : يا أخي هذا اسمه تفسير نظامي على كل سؤال حذيفة إن لم يكن له إمام .

السائل : نعم .

الشيخ : الحديث يقول إن لم يكن له إمام ماذا يفعل أمره أن يعتزل الفرق كلّها وهذا لايعني لا يجد أصلا لكن في الوقت نفسه فالحديث صحيح لأنّه لا يجوز حينذاك أن تتكتّل جماعات وأحزاب وتزدادوا فرقة ولكن المسلم حينئذ يسعى في سبيل إعادة الحياة الإسلاميّة فلا بد لها من إمام أمّا التّحزّب والتكتّل فلا وحديث حذيفة نصّ قاطع للمنع لأن السؤال إن لم يكن لهم إمام فماذا نفعل إيش بيقول الحديث ( اعتزل الفرق كلّها ) .

السائل : وهذا يعني أنّ هذه الجماعات كجماعات الدّعوة هي داخلة في ضمن مذموم الفرق .

الشيخ : نحن نقول مطلق الكلام على كلّ من انتمى إلى منهج فإنّه لاينبغي ذلك فردا فردا وإنّما ينظر إلى المنهج فلا نستطيع أن نقول كل من حاد عن المنهج الصحيح أنه قد زاغ ونحن نعتقد جميعا أنّ منهج الكفّار وليس بعد الكفر ذنب كما هو معلوم أن نبدأ معهم قوله تبارك و تعالى في القرآن الكريم (( إنّ الله لايغفر أن يشرك به وبغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ولكن قد يكون كافر ما عند الله معذورا لكن نقول هذا كافر وأنّه كفر وإذا تركنا الكافر جانبا وأخذنا فردا من أفراد لكن لا نحكم عليه بخصوصه أنّه في النّار لكن يمكن أن يكون معذورا عند الله تبارك وتعالى وهذا ما أشار له شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه مع شدّة حمالاته على الفرق الضّالة كالمعتزلة والخوارج ونحو ذلك عسى نحن أن نقول بأنّ الجماعة الفلانيّة هي من الفرق الضّالة وبخاصّة إذا تبنّت المنهج الّذي ندعو إليه وندين الله به ولكن خالف في بعض الجوانب في أسلوب الدّعوة أو في فهمه بعض النصوص من الكتاب والسنّة وهذا يعذر به الإنسان هذا الّذي ندين الله به تبارك وتعالى .

السائل : كلمتكم يا شيخ ألّتي أشرتم إليها في كلامكم أّنّكم أرسلتم إليه رسالة استمعت إليها فرأيت أنّكم نقلتم عبارة قلتم أنّ ذكرتم فيها لفظ يذكر فيه لفظ الجماعة باللّفظ المفرد فقلتم إنّ ذكرالجماعة في هذا السّياق باللّفظ المفرد يفهم منه أّنه يقرّ الجماعات الأخرى هذا لا ندري لعلّ قبل صدور هذه الّتي هي الرّسالة مشروعيّة العمل الجماعي يعني أنّ هذه إطلالة سريعة منكم للكتاب يعني أنّه هو صرّح بذلك بألفاظ صريحة

سائل آخر : قول الشّيخ كان على العمل السّياسي .

السائل : لأن هذه الرّسالة فيها عبارات واضحة وصريحة في تعدّد جماعات الدّعوة  فإنّ لتعدّد جماعات الدّعوة من المزايا أضعاف ما للتّعدّد من المساوئ .

الشيخ : الله المستعان .

الشيخ : الله المستعان نسأل الله أن يهدينا وإيّاه

السائل : شيخنا بالنّسبة للحديث ( اعتزل تلك الفرق ) هذه إشارة إلى ما تقدّم ذكره في الحديث وهي الّذين يدعون النّاس إلى أبواب جهنّم هذه إشارة إلى فرق معيّنة .

الشيخ : لكن هل يعني أنّ كلّ فرقة ... ليس لها إمام تكون كذلك ...

السائل : يعني الأمر بالإعتزال هو اعتزال فئة خاصّة من الفرق التي تقدّم ذكرها في الحديث .

الشيخ : لا المقصود الفرق كلّها وليس فرقة معيّنة الفرق كلّها مادام ليس هناك إمام يجمعها وأنت في اعتقادي لاتشكّ أنّنا لو فرضنا أنّ هناك فرقا ضالّة كلّها لا تكن بالعبرة بالنسبة لنا أليس كذلك ؟

السائل : بلى .

الشيخ : وكذلك أيضا ليس من الضروري أن نفهم أنّ كل فرقة بالنسبة لتلك الضلالة التي جاء ذكرها في الحديث لكن نمشي أن ليس عليها إمام فهذا ضرب من ضروب التعصّب لهذه الجماعات وإنّ يعذر الإنسان بتعاون كما قال تعالى (( وما كنا سابقين )) فلسنا دعوتنا للتكاسل ولترك العمل ولا للتحزّب ولا للتكتل وزيادة الفرقة بين المسلمين وإنّما الصواب بين هؤلاء وهؤلاء ولعلّك قرأت في كثير وما سمعت في كثير من التّسجيلات أنّ هذه التكتلات وهذه التّحزّبات لو كانت جائزة في الإسلام فهي سابقة لأوانها لأنّها لم تقم على العلم الصّحيح المنتشر بين أفراد كثيرة من هذه الجماعة المتكتّلة فنحن لأنّنا نكون على منهج السلف الصالح فنحن نقول يجب على الدعاة الإسلاميين أن يسعوا حثيثا لاستئناف الحياة الإسلاميّة وذلك لايكون إلاّ بنشر العلم الصحيح وذلك لا يتحقّق في اعتقادي إلاّ إذا كما يقولون " التاريخ يعيد نفسه "نقرأ في تراجم كثير من الأئمّة أنّ الإمام الفلاني كان إذا جلس يدرّس كان في درسه حوله إلاّ متعمّم يعني من أهل العلم الذين ... قد يقاربونه في العلم مع ذلك يجلسون عنده لكي يستفيد منه ما يكون قد فاته من العلم فإذا نظرت في الكويت أو في سوريّة وإلاّ في الأردن وإلاّ في كلّ بلاد الإسلام تجد أفرادا يشار إليهم بالبنان وهات أن يقربوا الذين كان يشار إليهم من العلماء في قديم الزّمان هيهات أن يضاهوهم أو أن يذكروا معهم ومع ذلك هؤلاء أفراد بلغوا الملايين كيف يمكن لهؤلاء الملايين أن يربّوا في وجود عالم أو عالمين أو ثلاثة وهم بعددهم هذا كيف يمكن لهؤلاء الاثنين أو الثلاثة أن يربوا و أن ينشّئوا الملايين وقد طبعوا بطابع الحزبيّة هذا أمر مستحيل ومنذ ليلتين أو ثلاث ليالي اتصل بي أحدهم من الجزائر ويبدو أنّه من الجماعة شو يسمّوها تبع الإتقاذ ؟

السائل : الإنقاذ .

الشيخ : إيه جبهة الإنقاذ الظاهر أنّه من المنتسبين فسألني شو رأيك ردّيت رأيي إنّه لا تحزّب ولا تكتّل في الإسلام ونكون مع المسلمين جميعا إلى آخره فالشاهد قال لي تحت الشيخ أظنّ اسمه علي

السائل : علي الحاج .

الشيخ : علي الحاج قال لي ضحكت أنا مع نفسي للأسف لكن شر الضحك ما يبكي قال تحت يدّو سبع ملايين مسلم قلت يا الله سبع ملايين مسلم كم عالم هدول بحاجة إلو حتّى إيش ينشأوا نشأة إسلاميّة ويتربّوا تربية إسلاميّة مجرّد ما إنسان بالعاطفة وبالحماسة وببعض الخطب النّاريّة كتّلهم وجمعهم ضدّ مين ضدّ الحاكم الكافر واجتمعوا لكن هل عرفوا الإسلام هل عرفوا التوحيد هل عرفوا العبادة الصلاة والصيام لا شيء من ذلك سوى العواطف وأنا أعتقد إنّ وضع الدّعوة كتكتّل وتجمّع ولا أقول كتحزّب قبل هذا التحزّب أعتقد إنّه في الكويت من أحسن ما يكون الوضع وهذا بلا شكّ في ذمّة أخونا عبد الرّحمان ومن معه من الإخوان الطيّبين مع ذلك ما أعتقد أنّ هؤلاء كلّهم إذا تكتّلوا وتحزّبوا يكونون قد فهموا ما يجب عليهم عقيدة وعبادة وسلوكا، الشاهد فأنا أنظر إلى هذا التكتّل الحزبي الأعمى أنّ عاقبته الفشل والتّاريخ كما قيل يعيد نفسه والمثال بين أيدينا هاهم الإخوان المسلمون منذ خمسين سنة تحزّبوا وتكتّلوا وبالغوا في ادّعاهم أنّ المسلمين هم الإخوان المسلمون ومع ذلك ما استطاعوا أن يعملوا شيئا ما استطاعوا أن يحقّقوا كلمة أعتقدها أنّها من جواهر الكلم نقلت إمّا عن الحسن البنّا أو عن الهبيبي وهي " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " ، هذه الكلمة ما استطاعوا الإخوان المسلمين طيلة نصف قرن من الزّمان وزيادة أن يحقّقوها لماذا لأنّهم ما عندهم إلاّ الحماس وإلاّ التكتل السياسي ونحو ذلك من المعاني أمّا الدراسة العلميّة الرّتيبة المنظّمة هنا التنظيم ثمّ حمل النّفس ومن يجود بها الأولاد والأباء والأمّهات يعني أن يعيد التّاريخ نفسه كما فعل الرّسول عليه السلام مع أصحابه هذا أبعد ما يكون عن الجماعة وأخشى ما أخشاه أن يعيد التّاريخ نفسه أيضا فكلّ تكتّل يقوم على أساس الحماس ليس على العلم وعلى التربية والتّصفية التي أنا تكلّمت عنها أكثر من مرّة عاقبة أمرها الفشل ولاشكّ لذلك هذا من آثار التحزّب الذي نهى عنه الشرع والتفرّق المقيت طيّب غيره .

السائل : شيخ فيه شريط سجلتموه مع أظنّ صوت الشيخ سليم الهلالي يسألكم عن مسائل من جهة التكتل ومن جهة بعض الأمور المختلفة سؤال صغير يعني أو قصير يعني هل كان هناك ثمّة داع لبعض الإصطلاحات هذه من تكتّل ومضمون التكتل وما أشبه ذلك .

الشيخ : لا هذه من الأمور الحادثة لفظا ومعنى .

اللسائل : وحتّى من جهة المعنى يعني .

الشيخ : لفظا ومعنى .

 السائل : كيف يا شيخ .

الشيخ : لفظا واضح .

السائل : لفظا واضح نعم

الشيخ : أمّا معنى فينبغي أن يكون واضحا أيضا لأنّ المقصود تكتّل هو التّفرّق .

السائل : كيف يا شيخنا .

الشيخ : المقصود من التكتل اليوم هو التفرّق يعني كل واحد ممّا لديه ينهل يعني هدول إلّي يتكتلوا جماعة على منهج وهؤلاء جماعة على منهج وهكذا .

السائل : كأنهم أقررتم يا شيخنا لما سألكم واحد عن التكتل وذكر شروطها وكذا قلتم لا بأس بهذا بل هذا واجب .

الشيخ : مادام بتلك الشروط إذن تجمّع على الكتاب والسّنّة

السائل : هل ثمّة هناك داع .

الشيخ : أنا بتكلّم عن التكتل بالمعنى السلفي اليوم

سائل آخر : السؤال منبني على الكلام الأوّل .

الشيخ : تفضّل .

سائل آخر : هو يعني قد سمعنا من إخوان إذا كان من إنسان في تكتل ما عليه أن يبقى .

الشيخ : عليه؟

سائل آخر : عليه أن يبقى في هذا التكتل مادام هداه الله سبحانه وتعالى إلى العقيدة الصّحيحة وأن يعلّم هؤلاء نقلوها عنكم ولكن هذا مشروط بشروط أنّ هذا الرجل الذي يمكن أن يجلس في هذا التنظيم حتى يعلّم إخوانه الذين معه في نفس التنظيم الذين لا يستقبلون من أحد إطلاقا إلاّ من صفوفهم ولكن اشترط عليه عدّة أمور منها أن يدفع اشتراك .

الشيخ : أن ؟

سائل آخر : أن يدفع اشتراك .

الشيخ : إيه .

السائل : من ماله إلى هذه الجماعة .

الشيخ : إذا وقف الأمر من أساس وبعدين .

السائل : وأيضا عليه أن يعلن بيعة يبايع .

الشيخ : إيه .

السائل : ولكن هو يستطيع أن يلفّق البيعة هذه بإصلاح الجماعة والثّالث أن يلتزم بالطاعة أن يطيعهم ويحظر إجتماعاتهم ويفعل ما يأمرون به .

الشيخ : أيوه .

السائل : رابعا أن يسكت عن بعض الأمور البدعيّة الّتي تحدث فهل المصلحة الراجحة لهذا الأخ وأيضا فيه نقطة مهمّة جدّا أنّه قليل العلم لم يتمرّس لمّا كان في صفوفهم لم يعلّموه على العقيدة ولا على الأمور كلّها بهذه الشروط هل يستطيع هذا الرجل الذي هو في هذا التكتل وهذا التنظيم والذي له منصب عندهم أن يجلس و يعلّم إخوانه العقيدة وكذا ويستمرّ معهم

الشيخ : بدون شروط .

السائل : لا بهذه الشروط .

الشيخ : بدون شروط .

السائل : إذن ما يستطيع

الشيخ : ما يستطيع أمّا الشرط الأوّل فلا بأس به وخير لك أن لا تذكره عرفت أيّ شرط .

السائل : الإشتراك .

الشيخ : أيوه كان ينبغي على الأقل أن تذكره أخيرا شوف يا أخي أنا الذي أجده من مخاطر التكتل والتحزّب الموجود اليوم أنّهم ينطلقون في تكتّلاتهم هذه المفرّقة للأمّة على قاعدة غير إسلاميّة أصبحت اليوم كأنّها قاعدة إسلاميّة ضرورية جدا وهي " الغاية تبرّر الوسيلة " لابدّ أنكم سمعتم عن هذه القاعدة المزعومة الغاية تبرر الوسيلة أظن أخونا عبد الرحمان رحمه الله آه زاده خيرا ورحمنا وإياه أحياءا وأمواتا وقع في هذه نقول نحن في لغة الشّام  " الطابوسة " يعني في هذه الهوّة حيث صرّح في بعض رسائله أنّ المسلم في هذا العصر لابدّ أنّ في سبيل طلب الرّزق لابدّ أن يواقع الحرام لعلّكم تذكرون شيئا من هذا طيب كيف يقول مسلم هذا وهو يقرأ قوله تعالى (( ومن يتّق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب )) ، ويقرأ مثلا قوله عليه السلام ( إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإنّ ما عند الله لاينال بالحرام ) ، كيف يقول رجل يعني إذا ما قلنا عالم فهو مثلنا طالب علم وماشي في طلب العلم قديما وحديثا كيف يتناسى كل هذه النصوص وهي صريحة الغاية تبرر الوسيلة وصلت هذه القاعدة معهم أن يطبّقوا على أتباعهم شروط البيعة الكبرى الطاعة العمياء البيعة ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) هذه نصوص جاءت بالنّسبة للخليفة وهم يصرّحون أنّه لاخليفة ولكنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أو بعبارة أخرى يخالفون أقوالهم بأفعالهم فالبيعة في الإسلام لا نعرفها إلاّ للخلفاء والطاعة هذه التي توجب على المسلم أو تجب على المسلم بحيث أنّ الأمر المباح يصبح فرضا عليه بسبب صدور الأمر ممن يجب تنفيذ الأمر كالزّوجة مثلا يأمرها زوجها بشيء ليس في الأصل واجبا عليها شرعا لكنه في الأصل هو مباح فيأمرها أن تفعله وهي قادرة مستطيعة فيجب عليها أن تفعل ذلك كذلك الحاكم المسلم المبايع بيعة شرعيّة هكذا فالإخوان المسلمون سنّوا هذه السّنّة السيّئة ثمّ قلّدهم من قلّدهم ممّن أراد أن يجمع بين الإخوانيّة وبين السلفيّة فرضوا البيعة وفرضوا الطاعة نحن نقول لامانع في فرض الطّاعة في سبيل تنظيم وتعليم الناس وتوجيههم وتربيتهم إلى آخره ولكن ليست هي الطاعة الّتي يأمر الله عزّ وجلّ بها في القرآن في طاعة الله ورسوله وأولي الأمر منكم هذه طاعة خاصّة وتلك طاعة عامّة لايترتب الأحكام التي تترتب على الطاعة الخاصّة ختاما أقول أنّ هذا العضو الذي أنت تشير إليه إذا كان لايسمحون له إلاّ أن يخضع لبيعتهم ولطاعتهم العمياء وهم يعلمون أنّ وجوده بين ظهرنيهم يفيدهم في أصل دعوتهم ولا يضرّهم فهذا هو من شؤم التكتّل واضح الجواب

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ .

السائل : ما هي المنهجيّة العلميّة في الدّعوة إلى الله أو الكتب التي يمكن أن يبدأ بها في هذه الجماعات ؟

الشيخ : في هذه الجماعات ؟

السائل : أي نعم التي الآن تعددّت قد يكون تعدّدها تعدّد تضادّ وليس تنوّعا ؟

الشيخ : والله الجواب عن مثل هذا السؤال يعود إلى طريقة تعلّم العلم فمن كان عالما فهو الذي يستطيع أن يتخرّج مع أيّ جماعة يعني مثلا إذا ابتلي إنسان بشخص ملحد كيف يتخرّج معه كيف يتصرّف معه كيف يجادله ننزل من هذا الشخص الملحد إلى شخص يهودي إلى نصراني إلى مسلم ضال إباضي ماتوريدي أشعري إلى آخره كيف أنا أقول الجواب هذا يتطلب علما فمن كان عالما والعلم درجات أي نعم فقد يستطيع أن يجادل مسلما منحرفا عن الشريعة لكن لا يستطيع أن يجادل زنديقا مثلا أو يهوديّا أو نصرانيّا لأنّه ليس عنده إطلاع على ما عند هؤلاء من كتاب يحترمونه ويقدّسونه وأنبياء بعضهم يؤمنون بهم وبعضهم يكفرون به إلى آخره فليس من السهل وبكلمة واحدة أن نعطيك منهجا كيف يدعى هؤلاء الذين قد يكون تفرقهم واختلافهم اختلاف تضادّ أو اختلاف تنوّع هذا يحتاج إلى علماء وهذه مشكلتنا إحنا أنّ الأرض قفر بالنسبة لقلّة وجود العلماء فنصيحتنا نحن أن يشتغل طلاب العلم بأن يصبحوا علماء فإذا ما أصبحوا علماء استطاعوا أن يتولوا توجيه كل من يتصل بهم وكلّ بحسبه على حسب عقيدته على حسب إخلاصه انحرافه وهكذا فالشاهد لا يمكن إجابة موجزة ومختصرة لمثل هذا السؤال .

السائل : شيخ ما هي أيسر السبل وأنجحها لكي يصبح طالب العلم عالما ؟

الشيخ : أن يبدأ بطلب العلم منذ الصّغر على أهل العلم فإن لم يتيسر له طلب العلم بواسطة ما خلّفوه من الآثار وحينئذ فكل علم له كتبه التي يمكن أن يبتدأ بها فإذا كان طلبك لعلم الحديث فتسأل من كان له اشتغال بعلم الحديث وإذا كان طلبك لعلم الفقه فالمختصّ في علم الفقه وعلى ذلك فقس سائر العلوم كالنحو والصّرف والبيان والتفسير إلى آخره فإذا سألتني بأي كتاب يبدأ فيما يتعلّق بعلم الحديث فأقول لك علم الحديث قسمان علم يتعلّق بالمصطلح وعلم يتعلّق بمتن الحديث فما يتعلّق بالقسم الأول في المصطلح تكلمنا كثيرا وقلنا أنه يبدأ مثلا بكتاب الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث لابن كثير والشارح صاحب الباعث وهو للشيخ أحمد شاكر المصري رحمه الله ، يبدأ بهذا الكتاب ثمّ لا يقرأ كلّه وإنما يقرأ نصفه الأوّل غير ذي موضوع في زمننا هذا فإذا ما انتهى منه وهضمه وفهمه واستعان على ذلك بمن يثق به من العارفين بهذا العلم انتقل بعد ذلك إلى بعض الكتب الأخرى وقد تكون مكثّفة ولكنها بحاجة إلى شيء من البيان والتوضيح فيستعين عليها ببعض الشروح كمثل شرح النخبة للحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله وعلى هذا الشرح شروح بعضها مطبوع كشرح الشيخ بملا علي القاري فإذا ما سار في هذا الطريق تفتحت أمامه أسماء كتب هي الأصول التي اسنبط منها هؤلاء المتأخرون  منها كتبهم فرجع حينذاك إليها كمثل كتاب علوم الحديث للحاكم والكفاية للخطيب البغدادي وعلوم الحديث للشيخ ابن الصلاح رحمه الله وهكذا وإذا أراد متون الحديث فننصح بكتاب الحافظ بن حجر رحمه الله الذي اسمه بلوغ المرام من أحاديث الأحكام وعليه بعض الشروح المعروف منها اليوم شرح الإمام الصنعاني المسمّى بسبل السلام كذلك يختار من هذه الكتب الجامعة كتاب الإلمام لأحاديث الأحكام للإمام بن دقيق العيد وهذا في الواقع كتاب جيّد وما أدري لماذا العلماء لم يعتنوا بشرحه كما فعلوا بالنّسبة لكتاب بن حجر العسقلاني المذكور آنفا فإنّ مزيّة هذا الإلمام أنّه تقيّد بذكر الأحاديث الثّابتة والصّحيحة في كلّ باب بينما ابن حجر لم يتقيد بهذا وإن كان يميز الصحيح من الضّعيف على الغالب ونحو كتاب الإلمام من حيث أنّه أيضا تخصّص بالصّحيح من الحديث كتاب الأحكام الصّغرى لعبد الحقّ الإشبيلي وهذا مع الأسف لما يطبع بعد فيما علمت ثمّ ينتقل إلى مثل كتاب المشكاة المعروف فإنّه مخدوم ومشهور قديما وحديثا وإن كان هو جمع ما صحّ وما حسن وما ضعف لكنّه كتاب جامع ويستعين على معرفة ما صحّ ممن لم يصحّ إمّا ببعض الشروح أوببعض التّعليقات التي لنا عليه وهكذا فمجال الإنتخاب كثير وكثير جدّا غير هذا السؤال .

السائل : شيخنا .

الشيخ : نعم .

السائل : بالنّسبة للأثار الموقوفة على الصحابة هل يشترط فيها ما يشترط للأحاديث المرفوعة حتّى تتحقّق صحّتها فقد قرأنا للبعض أنّه يقول إذا نسبت الأقوال إلى الصحابة وتداولها الفقهاء فيكفي هذا عن دراسة إسنادها ؟

الشيخ : هذا كلام لايستقيم إطلاقا يكفي هذا عن دراسة الإسناد هل المقصود بأنّ ذلك يعني صحّ أم المقصود بأنّه ليس من الضّروري أن نعرف ثبوت هذه الأثار على طريقة معرفتنا لثبوت الأحاديث فإن كان هذا الأمر الأول الأمر الثاني لا شكّ أن الأمر لا يتطلّب من العلماء علماء المسلمين أن يعرفوا صحّة أثار الصّحابة كما يجب ذلك عليهم أن يعرفوا صحّة أحاديث الرسول عليه السلام ولكن هذا الإيجاز وحده في الحقيقة يسلّم به إجمالا أمّا تفصيلا فسأقول العكس تماما إذا كان المقصود بالأثر هو الإحتجاج به لنثبت به حكما شرعيّا اتّباعا منّا لذاك الصّحابي وهدرا منّا لاعتدادنا بعلمنا الشّخصي حينئذ لابدّ من إثبات ذلك الأثر كما نثبت الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّا إذا لم يكن المقصود إثبات حكم شرعي فحينئذ شأن هذه الأثار شأن الأحاديث الضّعيفة التي لا يحتجّ بها وإنّما يستشهد بها ويستأنس بها فلا يصح أن يقال مطلقا أنّ الأثار الواردة عن الصحابة يكفي إنّو العلماء ذكروها وساقوها مساق المسلّمات فإنّنا نقول هذا إن كان هذا من باب الإستئناس والإستشهاد فهو مقبول أمّ إن كان في باب الإستدلال فليس مقبولا ولا بدّ من إثبات الصّحّة ، مثلا كثيرا ما تأتينا بعض المسائل ما عندنا نصّ في الشّرع في السنّة فضلا عن الكتاب لكن يأتينا رأي لبعض الصّحابة فهل يجوز لنا أن نتمسّك بهذا الرّأي ونتديّن به ولم نعرف أنّه صحّ عن ذلك الصّحابي أظنّ أنّ الجواب عرف ممّا سبق من التّفصيل لكنّي أجد نفسي ملزما بأن أضرب لكم مثلا معلوم لدى طلاّب العلم أنّ هناك أحاديث كثيرة وصحيحة في نهي النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الشّرب قائما لكن ليس عندنا ولا حديث نهي الرّسول عليه السلام عن الأكل قائما فإذا وردنا سؤال ما حكم الأكل قائما أهو كالشرب قائما أم لا ؟ الأصل فيه الإباحة على أساس الرجوع إلى هذه القاعدة الأصل براءة الذّمّة الأصل عدم التكليف وهكذا فنجد جوابا عن مثل هذا السّؤال حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا روى عن النبيّ صلّى الله عليه و آله وسلّم أنّه نهى عن الشّرب قائما فلمّا قيل له الأكل؟ قال شرّ ، أنا مثلا أطمئنّ إلى هذا الجواب من هذا الصّحابي لأسباب أهمّها أنّه لا يوجد لدينا ما يخالف هذا الجواب من هذا الصحابي في الموقوف فضلا عن المرفوع وهذا صحابيّ عاش مع الرّسول عليه السلام وخدمه كما جاء عنه نفسه عشر سنين فهو أعرف النّاس أو على الأصحّ تعبيرا من أعرف النّاس بما كان عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذن أنا أقول بقول أنس لكن هل يجوز لي أن أقول بقول أنس إذا لم أعرف ثبوت هذا القول عن أنس الجواب لا فإذا في مثل هذه القضيّة لابدّ أن يعامل الأثر من حيث التثبت من صحّته كما نعامل الحديث المرفوع إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهذا باب واسع جدّا ومهمّ جدّا أي معرفة الأثار المرويّة عن الصحابة هي إذا صحّت تساعدنا أن نستقيم على الجادّة في فهمنا للأحكام الشرعيّة وبذلك نصدّق دعوانا أنّنا على الكتاب والسنّة وعلى ما كان عليه السّلف الصّالح فإذن يجب علينا أن نعرف ما كان عليه السلف الصّالح في أيّ شيء ممّا يروى عنهم أن يكون ثابتا عنهم وليس مجرّد أن يحكى في بعض الكتب وهذا نجده كثيرا وكثيرا جدّا حينما تحكى المذاهب مثلا في الموضوع الخطير الذي لا يزال بعض إخواننا المشايخ في نجد يدندنون ويصرّحون بتكفير تارك الصّلاة كسلا وليس جحدا لأنّ تارك الصّلاة جحدا مفروغ منه فهو كافر مرتدّ عن الدّين أمّا تارك الصّلاة كسلا مع اعترافه بفرضيّتها فنجد عشرات النّقول عن الصحابة والتّابعين بأنّهم كانوا يقولون إنّه كافر وحينما نجد بعض هذه الأثار على الأقل في كتب الآثار كمصنّف ابن أبي شيبة ومصنّف عبد الرّزاق وشرح السّنّة للبغويّ ونحو ذلك من الكتب الّتي لها عناية خاصّة برواية الآثار عن الصّحابة بالأسانيد نجد هذه الأآثار لا يصحّ منها الشّيء الكثير فحينئذ ... ما قيمة هذه الآثار إذا لم تكن صحيحة النسبة إلى أصحاب النّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي مثل هذه المسألة الخطيرة والتي نجد عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ما ينافي منافاة تامّة تروى عن هؤلاء السلف من القول بأنّهم كانوا يقولون بأنّ تارك الصّلاة كافر نحن نعلم من علم أصول الفقه أنّ النّصوص الشّرعيّة ... .