Om artikkelen

Forfatter :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Dato :

Sat, Sep 20 2014

Kategori :

Fatwa (Q&A)

nedlasting

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 351

الشيخ : ... تروى عن هؤلاء السّلف, من القول بأنّهم كانوا يقولون بأنّ تارك الصّلاة كافر. نحن نعلم من علم أصول الفقه, أنّ النّصوص الشّرعيّة المرفوعة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد تأتي أحيانا عامّة وتكون في واقعها مخصّصة , وتأتي أحيانا مطلقة وتكون أحيانا مقيّدة إذا كان هذا هو واقع الأحاديث - وعليكم السلام ورحمة الله - النّبويّة ترى ألا يجوز مثل ذلك أن يجري على الآثار السّلفيّة؟ ذلك أولى و أولى فإذا لم يثبت شيء من هذه الآثار الّتي قد نحتاج إلى أن نقول إنّها عامّة وبعمومها يمكن الاحتجاج بها على مثل ما نحن فيه الآن على تكفير تارك الصّلاة كسلا كذلك إذا جاءت مطلقة فيمكن أن يقال إنّها مقيّدة لكن إن لم تصحّ فقد استرحنا منها ولم نكن بحاجة إلى أن نقول إنّها يا أخي من العامّ المخصّص أو من المطلق المقيّد. فأنا أقول بأنّ هناك حديثا في الصّحيحين وغيرهما أنّ حديث الشّفاعة يوم القيامة يشمل حتّى تارك الصّلاة فإذن لا يصحّ أن نطلق الآن وفي هذا الزّمان الذّي لا يفهم أحد من إطلاق كلمة كافر على مسلم يشهد أن لا إله إلاّ الله إلاّ أنّه دخل في عموم قوله تعالى (( إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) إذا كان هناك حديث الشّفاعة في الصّحيحين يشمل حتّى تاركي الصّلاة فإذن إن صحّ عن أحد من الصّحابة القول بأنّه كفر فيجب علينا أن نفسّره كما قال بن عبّاس رضي الله عنه في تأويله لقوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) قال كفر دون كفر (( فأولئك هم الكافرون )) ما كفروا كلمة كفر ألطف من كافر لأنّه كفر فعل ماضي أي صدر منه الكفر أمّا كافر فهو اسم فاعل فإذا حاكم ما أو أمير ما عدل يوما ما فقولوا عنه إنّه عدل لكن سائر حياته الظّلم فتستطيع أن تقول عنه أنّه عدل والعكس بالعكس إذا كان عادلا لكنّه في حكومة ما في قضيّة ما ظلم فتقول أنّه ظلم فلا يجوز أن تقول عن الأوّل الظّالم الّذي عدل مرّة إنّه عادل كما أنّ العكس أيضا لا يجوز أي الّذي من عادته الظّلم لكنّه في حكومة ما في قضيّة ما عدل نقول عنه عادل!؟ لا نقول بالنّسبة لمن كان يعدل لكنّه ظلم , ظلم, لا نقول ظالم لأنّه يعطي أنّ من صفته أنّه يظلم والعكس بالعكس كما تبيّن لكم فإذا كان ترجمان القرآن رضي الله عنه يفسّر (( فأولئك هم الكافرون )) بأنّه كفر دون كفر فإذا جاء نصّ في الكتاب أو السّنّة في جنس ما أو في شخص ما بأنّه كفر فيمكن أن يكون من باب تفسير ابن عبّاس لقوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) أي كفر دون كفر وإذا جاء الحديث حديث الشّفاعة في الصّحيحين صريحا في أنّ من كان تاركا للصّلاة بل ومن لم يعمل خيرا قطّ يخرج من النّار فما ينبغي أن نقول عنه إنّه كافر بالمعنى الّذي يتبادر إلى ذهن السّامع أي إنّه مخلّد في النّار هذه هي من شؤم أخذ الآثار الّتي تروى عن السّلف دون بحث وتحقيق وفي قضايا هامّة جدّا كمثل تكفير المسلم الّذي يشهد أن لا إله إلاّ الله وهذه الشّهادة الّتي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( من قال لا إله إلاّ الله نفعته يوما من دهره ) أي لم يخلد في النّار وتأكّد ذلك بالحديث السّابق أنّ الله عزّ وجلّ يخرج بشفاعته عزّ وجلّ برحمته وهو أرحم الرّاحمين ( من لم يعمل خيرا قطّ ) وقد جاءت هذه العبارة أو جاءت شفاعة ربّ العالمين إذا صحّ هذا التّعبير بالنّسبة إليه في الصّحيحين كما أشرت آنفا بعد أن يشفّع ربّنا عزّ وجلّ المؤمنين الّذين دخلوا الجنّة مع السّابقين الأوّلين ( فقالوا ياربّنا إخواننا كانوا يصلّون معنا ويصومون معنا ويحجّون معنا ويجاهدون معنا لانراهم معنا أدخلتهم النّار فيقول الله عزّ وجلّ أخرجوهم فيخرجون كلّ من صار فحما في النّار إلاّ دائرة الوجه حيث لا تمسّ النّار وجه المصلّي فيعرفون المصلّين من وجوههم ) وفي بعض الأحاديث الأخرى وهذه مشهورة معروفة لديكم يعرفون من آثار السّجود فيخرجون خلقا كثيرا من المصلّين والصّائمين والمجاهدين ونحوهم ( يقولون يا ربّنا أخرجنا من أمرتنا فيقول الله عزّ وجلّ أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان فيخرجون خلقا كثيرا فيقولون ربّنا أخرجنا من أمرتنا بإخراجه فيقول الله عزّ وجلّ أخرجوا من كان في قلبه وزن نصف دينار وأخيرا باختصار من كان في قلبه ذرّة من إيمان في كلّ مرّة يخرجون خلقا كثيرا ) كما يقول في الحديث كلّ هذه الوجبات يخرجهم ربّنا عزّ وجلّ بواسطة الشّفعاء المؤمنين الوجبة الأولى المصلّين ترى الوجبة الثّانية والثّالثة هؤلاء ليس فيهم مصلّين لأنّ تارك الصّلاة لمجرّد التّرك لا يكفر كفرا يخرج به من الملّة ولا يشمله قوله تعالى (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ويؤكّد ذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام بعد أن يخرج من النّار من كان في قلبه مثقال ذرّة ( يقول الله شفعت الملائكة والأنبياء والمؤمنون ولم يبق إلاّ شفاعة أرحم الرّاحمين فيقول أخرجوا من لم يعمل خيرا قط ) فمثل هذا الحديث حينئذ يوجب علينا أن نجري عمليّة تصفية على هذه الآثار الّتي تروى عن السّلف في تكفير تارك الصّلاة فما كان منها غير ثابت استرحنا منها ولا نوجد تعارضا بينها وبين الأحاديث الدّالّة على أنّ تارك الصّلاة تركا غير مقرون بالجحد فإنّه لا يكفر ولا يرتدّ عن الدّين وما كان منها ثابتا تأوّلناه كما نتأوّل الآثار عفوا الأحاديث المرفوعة الّتي تروى عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والّتي يتبادر إلى الذّهن أوّل ما يتبادر أنّه ليس مسلما كالحديث المعروف مثلا في صحيح مسلم وغيره ( من ترك الصّلاة فقد كفر ) فلا بدّ حينذاك من تأويل هذا الصّحيح من المرفوع كذاك الصّحيح من الموقوف تأويلا يتّفق مع النّصّ الصّريح الّذي ذكرناه آنفا حيث يخرج من النّار غير المصلّين ايضا هذه كلمة بمناسبة أنّ الآثار أيضا ينبغي تحرّي الصّحّة فيها في كثير من الأحيان

السائل : حديث الشّفاعة يا أستاذ الحديث فيه ( أنّه يقبض قبضة بيده فيقول أخرجوا من النّار من لم يعمل خيرا قطّ )؟

الشيخ : نعم فيه روايات

السائل : معناه لايبق أحد في جهنّم؟

الشيخ : أحد من من؟ من الكفّار؟

السائل : من المسلمين من المؤمنين

الشيخ : طيّب هذا ما نبغيه وهو كذلك -يضحك رحمه الله-

الحلبي : الحديث ...

الشيخ : تفضل

الحلبي : جزاك الله خير شيخنا ... الصلاة

الشيخ : وإياك

الحلبي : يعني نحن نتكلّم وكلمات إخواننا حول قضيّة موجة التّأويل التي نحن عايشين فيها للنّصوص وكذا فلعلّنا نجد تأويلا محتملا أن يذكر علينا وهو أنّه قد يقال أنّ الحديث ( ما بال إخواننا الّذين يصلّون معنا ويصومون معنا ويحجّون معنا ) يقولوا لك الموجة الثّانية هؤلاء ما يحجّون لكن يصومون ويصلّون والموجة الثّالثة ما يصومون ولكن يصلّون وتبقى الصّلاة على أصلها هذا التأويل قد يقال شيخنا

الشيخ : كيف يقال؟

الحلبي : ما أكثر التّأويلات

الشيخ : معليش يعني اشرح قولهم كيف يقال؟ يعني لمّا ( قالوا لا نجد إخواننا الّذين كانوا يصلّون ويحجّون ويزكّون ) إلى آخره فأخرجوا أدخلوا وأخرجوا فيخرجون يعني المصلّين دون الصّائمين!؟ هكذا يفهمون؟

الحلبي : هكذا قد يقال

الشيخ : معليش قد يقال هذا لك هذا التّفصيل من أين يأخذونه

الحلبي : تأويلا

الشيخ : معليش ما الدّافع عليه

الحلبي : يعني إنّهم دفعات ما دفعة واحدة فالبتّالي الدّفعة الأولى كانوا تاركين يعني الّذين يصلّون ويصومون

الشيخ : يا أخي فهمت هذا هل نهاية المطاف إنّ تاركي الصّلاة ليسوا في هذه الدّفعات!؟

الحلبي : هذا الّذي سيقولونه

الشيخ : فهمت ما هو الدّليل؟ الصّائمين في هذه الدّفعات؟

الحلبي : ... طبعا

الشيخ : هل الحجّاج في هذه الدّفعات؟

الحلبي : نعم لأنّهم ما يكفّرونهم

الشيخ : هذا هو طيّب المصلّون اذن ليسوا من هؤلاء

الحلبي : نعم

الشيخ : طيّب وحينما تأتي الجملة الأخيرة ( أخرجوا من النّار من كان في قلبه وزن دينار, نصف دينار ذرّة من إيمان ثمّ شفاعة ربّ العالمين من لم يعمل خيرا قطّ ) كيف يؤوّلون هذا؟ هذا باب التّأويل هو باب التّعطيل

الحلبي : صحيح

الشيخ : هو باب التّعطيل .

السائل : بارك الله فيك يا شيخنا في عندي سؤال في تتمّة له علاقة هو منهجي أيضا في تتمّة البحث لكن ليس في الجانب الفقهي لكن في جانب العقائد

الشيخ : تفضّل

السائل : من المعلوم أنّ الدّعوة السّلفيّة كذلك فيما تدعو إليه كما تدعو إلى تحكيم الكتاب والسّنّة بفهم السّلف الصّالح في المسائل العمليّة والعبادات وغيرها فهي كذلك تدعو إلى تحكيم الكتاب والسّنّة وما كان عليه السّلف الصّالح وما عرف بالعقيدة السّلفيّة وتعلّمها والحرص عليها لأنّ البداءة بالإيمان بالله تبارك وتعالى واليوم الآخر هي من مهمّات الإسلام

الشيخ : حقّ

السائل : ولكن هناك شبهات ثلاث هي في الحقيقة يعني تدور حول نقطة واحدة فلذلك أنا أّذكر الشّبهات الثّلاث وحرصا على الوقت أن أجمع الثّلاث الشّبهات ثمّ بعد ذلك يكون الرّدّ على ما شئتم. فيقولون الشّبهة الأولى يقال أنّ اللّازم من دراسة العقيدة ما يصحّ به الإيمان وهذا من الممكن تعلّمه في دقائق معدودة. الشّبهة الثّانية يقولون إنّ دراسة العقيدة على وجه التّفصيل ولاسيما في أبواب الرّدود على الجهميّة والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم يدخل النّاس فيما لم يوجب الله عزّ وجلّ عليهم معرفته ويعرّضهم إلى الافتتان في دينهم كما أنّ تدريس العقيدة مفصّلة يوقع النّاس في الحيرة والتّذبذب. الشّبهة الثّالثة اتّهام العلماء السّلفيّين بأنّهم يدندنون حول مسائل الشّرك والتّوحيد دون أن يدخلوا في بحث ما تحتاج إليه الأمّة من تحكيم الشّريعة ومصارعة الطّواغيت وإنكار المنكر ومن غير أن ينقلوا الدّعوة إلى واقع عملي تطبيقي. يعني هي ثلاث شبهات, لكن في الحقيقة كلّها مؤدّاها عدم دراسة العقيدة وعدم الحرص عليها فهل من إجابة

الشيخ : أينعم أمّا الشّبهة الأولى فهي كأخرياتها وكأخواتها شنشنة نعرفها من أخزم الّذي يقول إنّ العقيدة يمكن تلقّيها في دقائق نسأل هذا القائل ما هي هذه العقيدة الّتي يمكن أن يتلقّاها المسلم في دقائق؟ هل يعني هو أن يتلقّى العقيدة مجملا في دقائق؟ أم تفصيليّا في دقائق؟ إن قال مجملا نحن نقول يمكن هذا إجمالا كما هو في حديث الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه إلى آخره أمّا إن قال أيضا يمكن تلقّي العقيدة تفصيليّا في دقائق فنحن سنقول له أوّلا هل تعني العرب أم تعني العجم؟ فمن قوله أعني العرب أليس كذلك أنت شاعر بالمشكلة أنصب حالك مدافعا عنهم أو معبّرا عن شبهاتهم فسنقول له جزاك الله خير إن كنت تقصد العرب فقط فهذه أوّل خطيئة لأنّك تعلم أنّ الإسلام لم يرسل إلى العرب خاصّة وإنّما أرسل للنّاس كافّة ثمّ نقول ثانيا هل تعني العرب الأقحاح الّذين يفهمون اللّغة العربيّة لغة القرآن الكريم دون أن يتعلّموا؟ فإن قال نعم نقول أيضا جهلت لأنّ العرب دخلتهم العجمة وأصبح من يعيش في عقر البلاد العربيّة لا يستطيع أن يفهم القرآن وهو نزل بلغة العرب إلاّ بدراسة مقدّمات لغويّة وعلوم يسمّونها اصطلاحا بعلوم الآلة ونحو ذلك حينئذ نتوصّل إلى القول بأنّ هذا العالم الّذي يريد أن يعلّم النّاس العقيدة الّتي جاءت في الكتاب والسّنّة هل هو يعيش في جوّ يشبه الجوّ الأوّل السّلفي؟ الأوّل الّذي يمثّل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أصحابه؟ أم هو يعيش في أجواء من التّفرّق الفكري والتّفسّخ الأخلاقي والسّلوكي؟ أظنّ أيضا سيكون جوابه إن شاء الله على الحقّ أن يقول لا هو يعيش الآن في جوّ يختلف كلّ الاختلاف عن الجوّ السّابق إذن هذا الّذي يقول إنّه يمكن فهم العقيدة وعلى وجه التّفصيل الّذي جاء في الكتاب والسّنّة في دقائق فإنّما هو يعيش في خيال ثمّ نحن نجعله تحت أمر الواقع أعطينا العقيدة في دقائق هب أنا رجل بدويّ جائي من الصّحراء أريد أن أتعلّم العقيدة الإسلاميّة ما هي؟

السائل : هو قال هذا القول يربط بين العقيدة وبين ما تصحّ به العقيدة فيقول إنّ الإنسان حين يطالب بالإسلام إنّما يؤمر بمعرفة الله عزّ وجلّ معرفة عامّة وبأن يشهد أن لا إله إلاّ الله وأن يؤمن بما عرف به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الإيمان أو كما قال النّبيّ صلّى اله عليه وسلّم للجارية

الشيخ : هذا يعود إلى كلامي السّابق إجمالا

السائل : نعم

الشيخ : طيّب لكن هو لا يؤمن معنا بأنّه يجب بعد ذلك أن يتعلمّ الإسلام تفصيليّا على اعتبار أنّ العلم ينقسم إلى قسمين علم عينيّ وعلم كفائيّ وهذا ما أظنّ أحد ينكره الآن هو يتكلّم عن الرّجل انظر الآن ضلال هؤلاء النّاس يلّي يعيشوا في الأحلام يتصوّروا أوّلا إنّه مجتمعنا هو مجتمع الرّسول عليه السّلام ثانيا يتصوّر كلّ مسلم, مسلم بن مسلم بن مسلم الله أعلم أين ينتهي يتصوّر إنّه اليوم أسلم يا أخي فيه فرق بين من دخل الإسلام حديثا وبين الّذي عاش في مجتمع إسلامي فهذا يختلف عن الأوّل تماما رجل كافر يريد أن يدخل إلى الإسلام ماذا يريد؟ قل أشهد أن لا إله إلاّ الله محمّدا رسول الله صار مسلما بشهادة الحديث الصّحيح ( فإذا قالوها فقد عصموا منّي دمائهم و أموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله ) ... ولا يتعلّم لا العقيدة بتفاصيلها و لا العبادة بتفاصيلها ما أظنّ يصل الجهل إلى الاعتراف بمثل هذا الإسلام المجمل لابدّ أن يقول لا يجب عليه فيما بعد أن مثلا يتعلّم كيفيّة الطّهارة كيفيّة الصّلاة كيفيّة الصّيام مثلا إذا جاء شهر رمضان إلى آخره هذه التّفاصيل لابدّ أن يتعلّمها ليتمّ إسلامه ترى الإيمان أليس كذلك؟ هذا الإيمان المجمل الّذي نقلته عنهم أليس هو وبكتبه وبرسله إجمالا ترى إذا جاء التّفصيل ماذا يقولون عنه؟ يجب الإيمان إّذا جاءه التّفصيل يجب الإيمان به أم لا؟

السائل : لا شك أنه يجب الإيمان به

الشيخ : نعم

السائل : يجب الإيمان به إذا جاءه التّفصيل يجب الإيمان به

الشيخ : هو هكذا هل تتصوّر أنّهم يقولون لا

السائل : هم لا يقولون لا مثل ما ذكرتم يا شيخ لكن هم وقعوا في الجزء الّذي ذكرته أنّهم وقعوا في الجهل المطبق حيث أنّهم ..

الشيخ : هذا هو لذلك فنحن يجب أن نكون وهم أن يكونوا معنا في الواقع واقعنا الآن والحقيقة هذا الّذي يجعل دعوتنا ليست بالسّهلة النّاس اليوم يفهمون إنّه ممكن الإنسان يعرف الإسلام كلّه في جلسة واحدة لأنّهم يجيئون بمثال الأعرابيّ ( هل عليّ غيرهم؟ قال لا إلاّ أن تتطوّع ) يا أخي ذاك إسلام لسّى ما كمل جاء من البداوة يريد أن يسلم لكن ما زال الإسلام ينزل بأحكامه وبجهاده وبكذا وبكذا فنحن الآن لا يجب علينا بل لا يجوز لنا أن نرجع القهقرى نحن يجب أن نتبنّى هذا الإسلام جملة وتفصيلا فإذا ما وقع المسلم في مثل هذا الجوّ المختلف فيه أشدّ الاختلاف وكما ذكرنا آنفا مع الدّكتور ثلاث وسبعين فرقة لا ينجو منها إلاّ فرقة واحدة قالوا "من هي يا رسول الله " قال ( قال هي الّتي على ما أنا عليه وأصحابي ) نحن الآن ألسنا يجب علينا وعليهم هؤلاء السّائلين الشّاكّين المرتابين أليس من الواجب عليهم أن يحرصوا أن يكونوا من الفرقة النّاجية؟ لا شكّ أنّه سيكون جوابهم نعم يا أخي أنت لست الآن في زمن الرّسول تأتي وتجلس مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتسمع الحكم منه مباشرة بينك وبين الرّسول أربعة عشر قرنا وفي طريقك وأمامك عثرات وعثرات سيأتيك حديث بل ستأتيك آية لو كنت بين يدي الرّسول يكفيك المؤنة إذا أشكل عليك معناها مثل ما وقع بالنّسبة لبعض الصّحابة حينما أشكل عليهم آية (( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) تذكرون الآية والحديث؟

السائل : نعم نذكرها

الشيخ : آه قالوا إذن أيّنا ليس ذاك الرّجل الّذي ظلم نفسه قال ( ليس ذاك ألم تقرأوا قول الله تبارك وتعالى يابنيّ لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلم عظيم ) فأزال الرّسول عليه السّلام هذه الشّبهة من أذهانهم فأنت أيّها المسلم في القرن الرّابع عشر في أوّل الخامس عشر لست في صحبة الرّسول حتّى إذا أشكل عليك يجيء يعطيك الجواب وتسلّم تسليما أمامك هذه المسافات الطّويلة تريد تعرف هذا الحديث صحيح أو غير صحيح تريد تعرف هذا الحكم هل أخذ من الكتاب أم من السّنّة؟ أم الإجماع الذي يصير فيه خلاف تارة في تصحيحه وفي تضعيفه أم من القياس ثمّ هذا القياس هل هو قياس جليّ أم هو قياس خفيّ الآن وضعنا غير ذاك الوضع يا مساكين ثمّ لجهلهم بهذا العلم يستسهّلون الأمر ويقول لك ممكن العقيدة واحد يتعلّمها في دقائق معدودات ولذلك فنحن الحقيقة يجب أن نمضي قدما في طريقنا الشّاقّ الطّويل المديد وأنا أقول في بعض الكلمات لمّا أذكر قوله عليه السّلام حينما كان جالسا بين أصحابه فتلا قوله تعالى وخطّ على الأرض خطّا مستقيما (( وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله )) جاء الحديث مصوّرا في بعض كتب الحديث بأنّ الخطّ المستقيم طويل والخطوط الّتي حوله خطوط قصيرة أنا أفهم من هذا الحديث غير ما نطق به الرّسول أكثر ممّا نطق به الرّسول أي أفهم الشّيء الّذي نطق به الرّسول زائد ما أشار إليه الرّسول بهذا الرّسم الرّائع البديع الخطّ المستقيم هو الصّراط والخطوط القصيرة هي التّي على رأس كلّ خطّ منها شيطان يدعو النّاس إليه هذا الشّيطان وأنا سمعت هذا بأذنيّ هاتين من بعض من يزعمون أنّهم يدعون للإسلام ويريدوا أن يقيموا دولة الإسلام على طريقة القفز إلى رأس الأهرام بخطوة واحدة يقولوا والله أنتم دعوتكم الحقيقة صحيحة لكن يا أخي انظر هذا الطّريق شاقّ متى سنصل إلى إقامة الدّولة المسلمة؟ والمجتمع الإسلامي؟ أنا أقول أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم رسم هذا الخطّ ردّا على هؤلاء يقول لهم انظروا هذا الخطّ الطّويل, حفّ بالمكاره وانظروا هذه الخطوط القصيرة حفّت بالشّهوات. فهم يريدون أن يصلوا بالطّرق القصيرة هذه ولن يصلوا أبدا وتجربة هذا العصر من طوائف الجماعات الإسلاميّة أكبر دليل على أنّ على رأس كلّ شيطان عمليّا يدعو النّاس إليه فيخرجون عن الخطّ المستقيم ونحن علينا أن نبقى في هذا الخطّ المستقيم, ولا يضرّنا ولا يهمّنا أنّ النّاس يقولون هذا خط طويل وشاقّ وإلى آخره وبهذه المناسبة يعجبني كلام ذلك الشّاعر العربيّ الجاهليّ وأتمنّى إنّه يكون في المسلمين من يكون تفكيرهم في الإسلام كتفكيره في جاهليّته هو ذاك هو امرئ القيس الّذي قال

            " بكى صاحبي لمّا رأى الدّرب دونه                  وأيقن أن لاحقينا بقيصرا

            فقلت له لا تبك عينك                        إنّما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "

ما علينا نحن إذا استمررنا نمشي في الصّراط المستقيم وما وصلنا إلى إقامة الدّولة المسلمة هذا العالم الإسلامي صار له قرون يتخبّط في البعد عن الكتاب والسّنّة فإذا نحن أخذنا الصّراط المستقيم ومشينا خطوات قليلة أين لنصل؟ مش مهمّ أن نصل المهمّ أن نمشي في الخطّ المستقيم ذلك الجاهليّ فهم الحقيقة الواقعيّة العلميّة وإن كان هدفه إيش؟ هدفه الدّنيا هدفه الملك لكن يقول " نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " و نحن هكذا مع ربّنا تبارك وتعالى نحاول أن نعيد الحياة الإسلاميّة وأن نقيم الدّولة بعد محاولة إعادة الحياة الإسلاميّة فإن وصلنا فبها وإن لم نصل فلسنا مكلّفين لأنّ الأمر كلّه بيد الله تبارك وتعالى كلّ ما نحن مكلّفين أن نمشي سويّا على صراط مستقيم لذلك هذه الأسئلة هذه الشّبهات في الواقع هي جائيّه بسبب انحرافهم عن الخطّ المستقيم  إلى خطّ من هذه الخطوط القصيرة الّتي تخرج بأصحابها عن الخطّ المستقيم ,وأهلا بالدّكتور طيّب يا سيدي هذا الجواب عن هذا السؤال يعني مثل ما قلت أنت يعني إجابة هكذا إجماليّة يكفي إلاّ إذا كان هناك شيء يستحقّ الخوض في الجواب عنه هل فيه شيء آخر يعني؟

السائل : في نفس المسألة في الحقيقة فيه شبهة أيضا

الشيخ : وهي

السائل : ولكن تحتاج إلى ذكر لأنّه يعاني منها أيضا السّلفيّون ليس عندهم شائبة عنف أو مثل هذا النّوع يعني لكنّهم يتصوّرون العقيدة تصوّر مرتبط مع كتب شيخ الإسلام بن تيميّة كالتّدمريّة وغيرها والرّدود على الجهميّة والمعتزلة والأشاعرة يتصوّرون أنّ دراسة العقيدة هي دراسة هي دراسة هذه الكتب فقط

الشيخ : لا ما ضروري

السائل : لا هم يعزفون عن دراستها ويعكفون على دراسة كتب أخرى قد تؤدّي بهم مع الاستمرار إلى حصول أخطاء منهجيّة يعني في الحقيقة

الشيخ : هو على كلّ حال نحن نريد من إخوانا إنّه ما يتصوّروا  إنّه كلّ فرد منهم يمكن يصير عالما فهو عليه إذا شعر بأنّه يجد في نفسه استعدادا للمضيّ قدما في طلب العلم فنحن ننصحه حقيقة بأن يقرأ كتب العلماء الّذين عرفوا بسلامة منهجهم عن الانحراف يمينا أو يسارا والتّأثّر بعلم الكلام وإذا كانوا لا يشعرون بأنفسهم شيئا من ذلك فعليهم أن يأخذوا العلم سواءا كان عقيدة أو كان عبادة من أقرب طريق سواءا من علم علماء الأحياء إن كان لهم وصول إليهم أو من الكتب الّتي ألّفت بطريقة موجزة لا تدخل معهم في المجادلات الطّويلة مع الفرق المخالفة لأنّ الخوض في هذه المسائل قد تضرّ بمن لا استعداد عنده لأنّ مناقشة المخالفين كثيرا ما تؤدّي بالمناقش نفسه أحيانا أن ينحرف بعض الشّيء ولو في مسألة واحدة عن الخطّ الّذي ينبغي أن يسلكه مستقيما طيّب أين أبو ليلى صارت الساعة احدى عشر إلاّ ثلث .

اليشخ : ارفع صوتك خليهم يسمع الاخوان

السائل : قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ( لا تزال طائفة من أمّتي قائمين ) في لفظ ( قائمين على الحقّ )

الشيخ : نعم

العبيلان : وفي لفظ ( ظاهرين على غيرهم ) وفي لفظ ( قاهرين لغيرهم ) إن قال أحد هؤلاء الآن نحن لسنا ظاهرين على غيرنا ولسنا قاهرين لغيرنا ولسنا قائمين على غيرنا والرّسول يقول إلى قيام السّاعة

الحلبي : وفي رواية ( يقاتلون )

السائل : يقاتلون نعم

الشيخ : الحمد لله, القضيّة بارك الله فيك نسبيّة الرّواية الّتي ذكرها الشيخ علي هنا هي مجسّمة تماما ( يقاتلون ) لا نقاتل فعلا, هذه ما تريد مناقشة إطلاقا لكن ذلك لا يعني أنّهم ليسوا على الحقّ, إلاّ من هذا الجانب وإذا وقفنا الآن النّظر في أنّهم ليسوا على الحقّ من هذا الجانب يجب أن نتأمّل أن تصير الطّائفة المنصورة والّتي هي على الحقّ إلى أن تقوم السّاعة في ظرف مثل هذا الظرف تكون مقاتلة يعني فعلا تحمل السّلاح وتقاتل الأعداء سواءا كانوا في الدّاخل أو كانوا في الخارج هل هذا يمكن تحقيقه ما بين عشيّة وضحاها؟ طبعا الجواب عند كلّ العقلاء سيكون لا. إذن إذا الأمر كذلك فنحن نتصوّر أنّ هذه الطّائفة إمّا أنّها تلاحظ تقصيرها من هذا الجانب أو تعترف بأنّها غير مقصّرة لأنّها تأخذ بالسّبب الّذي يمكن أن يوصلها إلى أن يتحقّق هذا الوصف فيها. حينئذ إن كانت هكذا هل تخرج عن كونها الطّائفة المنصورة يعني إمّا أن تأخذ بأسباب أن تصبح مقاتلة وإمّا أن لا تأخذ فإن أخذت فما عليها من مؤاخذة إطلاقا لأنّها كما قلنا آنفا هي تمشي في هذا الطّريق وإن لم تأخذ فهي بلا شكّ مقصّرة من هذه الزّاوية صح طيب

الشيخ : نعم

السائل : فالآن المسلمون كما تعرفون وتشاهدون إذا كنّا نحن نعتقد أنّ هذا الطّريق الّذي نحن نمشي فيه من حيث أوّلا ما نسمّيه نحن بكلمتين تصفية ثمّ تربية هل يمكن أن يتحقّق هذا الوصف في الطّائفة المنصورة بدون هذا الطّريق؟ إمّا أن نقول يمكن ومع ذلك نحن لانفعل فلسنا بالطّائفة المنصورة وإمّا أن نقول لا يمكن إلاّ أن نبدأ من هاهنا فحينئذ من الواضح جدّا أنّا لسنا مكلّفين الآن على اعتبار أنّنا الطّائفة المنصورة أن نحمل السّلاح ونحن لا ندري كيف نستعمل السّلاح بل لا ندري أن نصنع السّلاح بل لا ندري من أين نأتي بالسّلاح لالا يقول أحد أنّه علينا أن نفعل هذا ما دام المقدّمات الّتي ينبغي أن توصلنا إلى هذه المرحلة الأخيرة الّتي هي الصّفة المثلى بالنّسبة للطّائفة المنصورة مادام ما نستطيع أن نصل إليها قفزا وإنّما على طريقة سنّة الله عزّ وجلّ في خلقه فلا يضيرنا حينئذ أنّ هذه الصّفة صفة مقاتلة المسلمين لمن يعاديهم غير متجلّية الآن إذا تركنا هذا الجانب بعد هذا البيان نقول قائمة هنا القيام بقى ممكن تفسيره بالحجّة ونحن لا نشكّ بأن هذا والحمد لله قائم وبخاصّة في العصر الحاضر لأنّ النّاس قد بدأوا يفيئون ويعودون إلى رشدهم إلى دعوة الحقّ دعوة الكتاب والسّنّة بعد أن كانوا من قبل يصدّون عنها صدودا فأنا أعتقد أنّ حديث الطّائفة المنصورة لا إشكال فيه وأنّ الوصف الّذي جاء فيه ينطبق على أهل السّنّة والجماعة حقّا إلاّ صفة المقاتلة

السائل : حتّى القهر كذلك

الشيخ : أينعم

السائل : حتّى القهر لغيرهم

الشيخ : هذا يتبع المقاتلة حينئذ نقهرهم

السائل : ألا يمكن أن نتصوّر القهر هي المقاتلة التزاما بشريعته عزّ وجلّ وهم لا يريدون ذلك ألا يقهرهم هذا؟

الشيخ : لكن هل هذه مقاتلة؟ ممكن

السائل : ليست مقاتلة

الشيخ : ما مقاتلة

السائل : نصّ الحديث قاهرين

الشيخ : قاهرين وظاهرين لكن المقاتلة المشكلة المقاتلة

السائل : المقاتلة حديث آخر يعني

الشيخ : هو هكذا لكن هذا ما متحقّق الآن أمّا القهر والغلبة بالحجّة والبيان والبرهان هذا موجود والحمد لله يا أبا ليلى نريد نصلّي ونمشي أذّن

أبو ليلى : الأخ عنده سؤال لأنّه مسافر

الشيخ : ما بقي وقت لأنّه رايح يصير نصف اللّيل .

السائل : شيخنا بارك الله فيك الحديث الذي في صحيح مسلم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول في ما معناه ( إنّ شرّ صفوف النّساء أوّلها وخيرها آخرها ) فالآن في الغرف المغلقة المعدّة لذلك هل الحكم هو كذلك كما دلّ عليه ظاهر الحديث؟ يعني الآن الأماكن هذه المغلقة النّساء في معزل عن الرّجال والمعلوم أنّ العلماء لمّا تكلّموا في شرح هذا الحديث ذكروا أنّ العلّة أن شر صفوف النساء أولها لأنها أقرب من الرّجال كما ذكر النّووي وغيره فهل ظاهر الحديث هو كذلك في هذه الأماكن المغلقة الآن؟

الشيخ : أنا في اعتقادي لا أستطيع أن أجيب عن السّؤال لأنّي أظنّ أنّ السّائل يعترف بشرعيّة هذا الإغلاق وأنا لا أرى ذلك لأنّ هذه بدعة غلق النساء وحبسهنّ في المساجد خاصّة الوسيعة بسبب فساد المجتمع حبسهم في غرفة بحيث تخفى عليهم حركات الإمام وبحيث أنّهنّ يتعرّضن في بعض الأحيان للإخلال بالصّلاة إلى درجة البطلان وفي اعتقادي غلق النّساء في حجرات خاصّة بهنّ في المساجد هو تماما كقطع الصّفّ بالمنبر الطّويل كلّ ذلك أمر حادث فيجب أن نرجع إلى ما كان عليه السّلف الأوّل هذا البحث بحث أمس ما أظنّ أنّ الأخ كان موجود. قيل إنّ النّساء اليوم غير نساء أمس وطبعا هذا مشاهد ومغزى هذا القيل أنّه ينبغي أن نحبس النّساء في هذه الغرف حتّى ما يطّلع الرّجال على شيء من عوراتهنّ فكان جوابي مطوّلا بعض الشّيء والوقت ضيّق فقلت في بحث طويل أنّه هذا ليس من المصالح المرسلة المشروعة أن تحبس النّساء في هذه الغرف لأنّ سبب الحبس هو إخلال المجتمع الإسلامي وفيه النّساء بالقيام بالواجبات الشّرعيّة فلو أنّ النّساء يدخلن إلى المساجد متجلببات بالجلباب الشّرعيّ لم يلق في ذهن الّذين يبنون هذه الغرف أن يحبسوا النّساء فيها لكن لما يرون بالمشاهد مع الأسف أنّ بعض النّساء يدخلون التي لابسة جاكيت أو بالطو أو يقولون اليوم جلباب وليس بالجلباب إلى نصف السّاقين وربّما لابسة جوارب لحميّة شفّافة إلى آخره فلحجب أنظار الرّجال أن يقع في رؤية هذه العورات إذن نحن نحجب النّساء في المسجد عن الرّجال, نقول له لا علينا نحن أن نعود إلى تطبيق الإسلام ونعود بالمجتمع الإسلامي كلاّ لا يتجزّأ إلى ما كان عليه الأمر في العهد الأوّل نحن نحارب المجتمع اليوم نريد أن يعود المسلمون بعلمائهم وطلاّبهم وعامّتهم إلى ما كان عليه السّلف لا مذهبيّة لكن قال الله قال رسول الله لامانع من الاختلاف كما كان الأمر الأوّل لا إلى المذهبيّة الضّيّقة نريد أيضا أن نعود بالمجتمعات الخاصّة والعامّة إلى ما كان عليه السّلف كالمساجد لا نريد فيها المنابر الطّويلة لا نريد فيها المنابر الّتي تمثّل الحيل الشّرعيّة وهو أنّ المنابر القديمة تقطع الصّفوف فطلعوا بنا في منابر يدخل من المحراب ويصعد على النّاس من فوق في شرفة ليش هذه الدّورة واللّفّة كلّها ثلاث درجات وكفى الله المؤمنين القتال خير الهدى هدى محمّد كم يكلّف من الدّراهم والدّنانير حتّى يصعد هذا الخطيب على هذه الشّرفة؟ بزعم ما نريد أن نقطع الصّفّ حسن هذا الزّعم هذا واجب لكن يمكن بدون هذه الكلفة أن نتّخذ منبرا ذي ثلاث درجات وانتهت المسألة كذلك لا نريد هذه الزّخارف أخيرا لا نريد هذه الغرف للنّساء نريد النّساء مثل الرّجال الذين كانوا من قبل النّساء يدخلن محتجبات والرّجال يتقدّمن الصّفوف وحينئذ يرد الحديث السّابق (خير صفوف النّساء آخرها وشرّها أوّلها) فلا نريد أن نعكس دلالة الحديث بسبب ما طرأ من الانحراف في بنيان هذه الغرف في المساجد أذّن يا أخي قبل ما ندخل خارج الوقت .

الشيخ : نعم

السائل : السّؤال الأخير السّؤال المنبني على الكلام الأوّل

الشيخ : تفضّل

السائل : هو قد سمعنا من الإخوان إنّه إذا كان الإنسان في تكتّل ما عليه أن يبقى في هذا التّكتّل إذا هداه الله إلى العقيدة الصّحيحة وأن يعلّم هؤلاء نقلوا هذا عنكم ولكن هذا يعني مشروط بشروط أنّ هذا الرّجل الّذي يمكن أن يجلس في هذا التّنظيم حتّى يعلّم إخوانه الّذين في التّنظيم الّذين لا يستقبلون من أحد إطلاقا إلاّ من صفوفهم ولكن يشترط عليه أن يلتزم عدّة أمور منها أن يدفع اشتراك من ماله إلى هذه الجماعة

الشيخ : إذا وقف الأمر هنا سهل وبعدين؟

السائل : وأيضا عليه أن يلتزم ببيعة يبايع ولكن يستطيع أن يلفّق البيعة هذه بإصلاح الجماعة والثّالث أن يلتزم بالطّاعة أن يطيعهم وأن يحضر اجتمعاتهم ويفعل ما يأمرون به ورابعا أن يسكت عن بعض الأمور البدعيّة الّتي تحدث فهل المصلحة الرّاجحة لهذا الأخ وأيضا في نقطة مهمّة جدّا أنّه قليل العلم لم يتمرّس لمّا كان في صفوفهم لم يعلّموه على العقيدة ولا على الأمور كلّها بهذه الشّروط هل يستطيع هذا الرّجل الّذي هو في هذا التكتّل وهذا التّنظيم والّذي له منصب عندهم أن يجلس ويعلّم إخوانه العقيدة وكذا ويستمرّ معهم؟

الشيخ : بدون شروط

السائل : لا بهذه الشّروط

الشيخ : بدون شروط

السائل : إذن ما يستطيع

الشيخ : ما يستطيع أمّا الشّرط الأوّل فلا بأس به وخيرا لك أن لا تذكره عرفت أيّ شرط؟

السائل : الاشتراك

الشيخ : أيوه كان ينبغي على الأقلّ أن تذكره أخيرا يعني انظر يا أخي أنا الّذي أجده من مخاطر أيضا التّكتّل والتّحزّب الموجود اليوم أنّهم ينطلقون في تكتّلاتهم هذه المفرّقة للأمّة على قاعدة غير إسلاميّة أصبحت اليوم كأنّها قاعدة إسلاميّة ضروريّة جدّا وهي الغاية تبرّر الوسيلة لابدّ أنّكم سمعتم مثل هذه القاعدة المزعومة الغاية تبرّر الوسيلة أظنّ أخونا عبد الرّحمن رحمه الله وجزاه الله خيرا ورحمنا أحياء وأمواتا وقع في هذه نحن نقول في لغة الشّام الطّابوسة يعني في هذه الهوّة حيث صرّح في بعض رسائله أنّ المسلم في هذا العصر لابدّ أن في سبيل طلب الرّزق لابدّ أن يواقع الحرام لعلّكم تذكرون شيئا من هذا؟ طيّب كيف يقول مسلم هذا وهو يقرأ قوله تعالى (( ومن يتقّ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب )) ويقرأ مثل قوله عليه السلام ( إنّ روح القدس نفث في روعي إنّ نفسا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطّلب فإنّ ما عند الله لا ينال بالحرام ) كيف يقول رجل يعني إذا ما قلنا عالم فهو مثلنا طالب علم وماشي في طلب العلم قديما وحديثا كيف يتناسى كلّ هذه النّصوص؟ وهي صريحة الغاية تبرّر الوسيلة وصلت هذه القاعدة معهم أن يطبّقوا على أتباعهم شروط البيعة الكبرى, الطّاعة العمياء البيعة ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) هذه نصوص جاءت بالنّسبة للخليفة وهم يصرّحون إنّه لا خليفة ولكنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أو بعبارة أخرى يخالفون أقوالهم بأفعالهم فالبيعة في الإسلام لانعرفها إلاّ للخلفاء والطّاعة هذه الّتي توجب على المسلم بحيث أو تجب على المسلم بحيث أنّ الأمر المباح يصبح فرضا عليه بسبب صدور الأمر ممّن يجب تنفيذ الأمر كالزّوجة مثلا يأمرها زوجها بشيء ليس في الأصل واجبا عليها شرعا لكنّه في الأصل هو مباح فيأمرها أن تفعله وهي قادرة ومستطيعة فيجب عليها أن تفعل ذلك كذلك الحاكم المسلم المبايع بيعة شرعيّة هكذا, فالإخوان المسلمون سنّوا هذه السّنّة السّيّئة ثمّ قلّدهم من قلّدهم ممّن أراد أن يجمع بين الإخوانيّة وبين السّلفيّة ففرضوا البيعة وفرضوا الطّاعة نحن نقول لا مانع من فرض الطّاعة في سبيل تنظيم تعليم النّاس وتوجيههم وتربيتهم إلى آخره ولكن ليست هي الطّاعة الّتي يأمر الله عزّ وجلّ بها في القرآن طاعة الله والرّسول وأولي الأمر منكم فهذه طاعة خاصّة وتلك طاعة عامّة لا يترتّب عليها الأحكام الّتي تترتّب على الطّاعة الخاصّة ختاما أقول أنّ هذا العضو الّذي أنت تشير إليه إذا كان لا يسمحون له إلاّ أن يخضع لبيعتهم ولطاعتهم العمياء وهم يعلمون أنّ وجوده بين ظهرانيهم يفيدهم في أصل دعوتهم ولايضرّهم فهذا من شؤم التّكتّل واضح الجواب؟

السائل : نعم

الشيخ : سبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك .

السائل : سؤال ...

الشيخ : خلاص انتهى .

الشيخ يصلّي وقراءته في الركعة الأولى لما تيسّر من سورة غافر من الآية  38 إلى الآية 44.