Om artikkelen
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 352
الحلبي : شيخنا في مسألة لعلّنا نختم بها الجلسة من أجل الوقت كثير من الشّباب تجد عنده طاقات يعني يريد الدّعوة للإسلام وحبّ العمل للإسلام لكن يعني بسبب البيئة ما يجد هذا سبيلا شرعيّا صحيحا لتفريغ هذه الطّاقة فتراه يلجأ إلى بعض مثلا كما أشار أخونا جزاه الله خير إلى بعض التّنظيمات والأحزاب ليفرّغ هذه الطّاقة يقول لك أنا لا أريد أن أبقى جالس أريد أشتغل أريد أتحرّك أريد كذا حتّى أحيانا يذهب إلى بعض من يعرف أنّه غير أهل لأن يعطيه نفسه ثقة وطاعة أو شيء من هذا كلّه فما أدري يعني هل حبّ العمل هذا يجيز له أن يخالف الشّرع أو أن يفعل شيئا هو نفسه في قرارة ذاته لا يرضاه بزعم أنّه يريد العمل للإسلام والدّعوة للإسلام؟
الشيخ : طبعا الجواب لا لا يجوز له ما دام مقتننع أنّه لا يعطيه ما ينشده لكن أنا في نفسي, فيه انحراف الآن في الشّباب انحراف جذري يعني يقول أنا أريد أن أعمل للإسلام
الحلبي : الله أكبر
الشيخ : فيتوهّم أنّ العمل للإسلام لا يكون إلاّ على هذا النّمط
الحلبي : يا سلام
الشيخ : بينما, بينما لو تفرّغ لعبادة الله أن يكون حمامة المسجد هذه لله عزّ وجلّ هذا الاتجاه للتّفرّغ لعبادة الله اليوم كلام لا يذكر ما عملا فتجد الشّباب كلّه هاجم على إيش؟ على عمل جماعي اجتماعي أمّا إنّه واحد ينطوي على نفسه لعبادة ربّه ويعتزل الفتن وهذه المشاكل كلّها هذه ما تخطر على بال أحد الشّباب ولو فتح هذا المجال لملأوا ذلك الفراغ إذا لم يجدوا ما يشغلهم على ما أشرت إليه ممّا يوافق الشّرع فهم ضيّقوا دائرة العمل للإسلام فضاقت عليهم السّبل ويقولون لك نحن مضطرّون أن نعمل ولو مع أعاجم نراه قد انحرف ولو بعض الانحراف هذا هو السّبب
الحلبي : شيخنا حتّى تراهم ينكرون على من يفرّغ نفسه زي ما تفضّلت للعبادة أو كذا فيقول هذا ليل نهار في مكتبته وأربع غرف ولا يعرف الواقع وجاهل
الشيخ : الله أكبر الله أكبر عليهم
الحلبي : سبحان الله جزاك الله خير يا شيخ
الشيخ : وإيّاك
الشيخ : نعم .
السائل : حديث حذيفة رضي الله عنه الذي فيه أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لحذيفة أن يعتزل تلك الفرق عندما لا يكون للمسلمين إمام ولا جماعة هل هذا الحديث يدلّ على تحريم الدّخول في المجالس النّيابيّة الّتي يدّعي بعض النّاس أنّه يصل من خلالها إلى تطبيق شرع الله أم لا؟
الشيخ : الحديث يدلّ على هذا وعلى أكثر من ذلك وهو أن لا ينضمّ إلى حزب من الأحزاب ولو كانت إسلاميّة فضلا أن ينضمّ إلى برلمان يحكم بغير ما أنزل الله
السائل : نعم والإدّعاء الّذي يقولونه نحن من خلالها نسعى بهذا المحظور إلى إقامة مشروع؟
الشيخ : أينعم هذه الدّعوة ليست إسلاميّة لأنّها قائمة على القاعدة الغربيّة الكافرة الّتي تقول الغاية تبرّر الوسيلة
السائل : نعم
الشيخ : فلا يجوز أن يرتكب المسلم ما حرّم الله في سبيل الوصول إلى ما شرع الله هذا من جهة ومن جهة أخرى لقد جرّب كثير من هؤلاء الذين ينطلقون في حياتهم بناءا على هذه القاعدة الكافرة والّتي لو جوبهوا بها لأنكروها بألسنتهم ولكنّهم يطبّقونها بأفعالهم لقد جرّب هؤلاء النّاس سنين طويلة ودخلوا البرلمانات في كثير من البلاد العربيّة ثمّ ما استفادوا من ذلك شيئا إلاّ الرّجوع القهقرى
السائل : نعم
الشيخ : وبعبارة أوضح يدخلون للإصلاح فيخرجون وقد فسدوا هم
السائل : يقولون مثلا الضّرورات تبيح المحظورات
الشيخ : وهذه أيضا قاعدة شرعيّة صحيحة
السائل : نعم
الشيخ : ولكنّهم يسيئون تطبيقها الضّرورات تبيح المحظورات موضعها حينما تقع الضّرورة ما خشية أن تقع بمعنى لا يجوز مثلا لمسلم أن يأكل محرّما وهو لم يقع في المحظور وهو الهلاك والموت خشية أن يقع وإنّما إذا وقع في هذه الخشية حينذاك يجوز له أن يأكل ما كان أصله محرّما
السائل : نعم
الشيخ : فالضّرورات تبيح المحظورات ليست أن ترتكب شيئا لعلّه تصل إلى شيء لعلّ هنا كما جاء في بعض الآثار عن ابن عمر أنّه قال " اجعل لعلّ عند ذاك الكوكب " هذا من جهة ومن جهة أخرى هذا هو الأساس عندنا خير الهدى هدى محمّد صلّى الله عليه وسلّم
السائل : صلّى الله عليه وسلّم
الشيخ : وكلّ المسلمين سواء كانوا يعني ينتمون إلى حزب أو إلى مذهب أو إلى السّلف الصّالح كلّهم يتّفقون على كلمة سواء وهي ما كان يخطب بها عليه الصّلاة والسّلام في خطبه حينما يفتتحها من قوله عليه السّلام ( وخير الهدى هدى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فهل عرف المسلمون من سيرته عليه الصّلاة والسّلام أنّه كان يرتكب ما حرّم الله في سبيل الوصول إلى ما شرع الله؟
السائل : أبدا
الشيخ : حاشا لله لذلك نحن نقول
" أوردها يا سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
هؤلاء الّذين يدخلون البرلمانات بزعم الإصلاح هؤلاء أوّلا لا يصلون إلى الإصلاح لأنّه كما قيل " وهل يصلح العطّار ما أفسده الدّهر " ثانيا خالفوا منهج الرّسول عليه السّلام في إقامة الدّولة المسلمة فكيف صنع الرّسول عليه السّلام؟ لقد علّم النّاس وربّاهم على الإسلام
السائل : نعم
الشيخ : وهذا هو الخطّ الّذي يجب على المسلمين اليوم الّذين يحرصون حقّا على تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الحكم الإسلامي على وجه الأرض
السائل : نعم
الشيخ : وليس عكس الهدي النّبويّ وأن يسلكوا المسالك المخالفة للشّريعة باعترافهم ولكنّهم من حيث الواقع يسلكون القاعدة المشار إليها آنفا الغاية تبرّر الوسيلة ,نعم
السائل : في حديث حذيفة رضي الله عنه قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قال حذيفة إذا لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة قال ( فاعتزل تلك الفرق ) فكيف بهذا الاعتزال تتحقّق إعادة الخلافة الإسلاميّة؟
الشيخ : بالتّربية الّتي أشرت إليها آنفا
السائل : إذن ما معنى الاعتزال هنا
الشيخ : الاعتزال هو أن لا يتحزّب لجماعة على الجماعات الإسلاميّة الأخرى وإنّما يمشي على مقتضى الأحكام الشّرعيّة
السائل : نعم
الشيخ : ولا يتكتّل ولا يتحزّب فيعادي المسلمين كما هو واقع كثير من الجماعات اليوم
السائل : ...
الشيخ : خليه يكمل سؤاله بعد ذلك علق ما عندك .
السائل : نقول بارك الله هذا الاعتزال اعتزال فكري وإلا اعتزال مكاني؟ أم يشمل الكلّ؟
الشيخ : اعتزال حزبي
السائل : يعني عفوا بمعنى لو أنا عندي في هذا المكان هذه الغرفة مثلا دعاة على أبواب جهنّم أو قوم يهدون بغير هدي النّبيّ فهل أنا مأمور باعتزالهم بمعنى لو أنا دخلت على هؤلاء النّاس وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وإلاّ أعتزل حتّى مكانهم؟
الشيخ : ما تكون يا أخي متحزّبا لهم و إلا أنت يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
السائل : إذن ممكن المخالطة
الشيخ : آه ما في مانع
السائل : طيّب نهاية الحديث ( ولو أن تعضّ بأصل شجرة ) وآخر الحديث سياقه يشير إلى الاعتزال المكاني أم ما رأيكم؟
الشيخ : لا ليس اعتزال مكان وإنّما اعتزال الّتكتّل والتحزّب, صار وقتك أبو ليلى؟ لاتحركش
أبو ليلى : أبدا
الشيخ : نعم
السائل : المقصود بارك الله فيك
الشيخ : يا أخي المقصود أن لا يتكتّل مع الجماعة ما دام ليس هناك خليفة بويع من جماعة المسلمين
السائل : نعم
الشيخ : فهو يظلّ ماشيا على الشّرع
السائل : نعم
الشيخ : ومن الشّرع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لكن هذا ما ينافي أنّه إذا رأى ناس انحرفوا أن ينصحهم ويذكّرهم لكن أن لا يتكتّل معهم ولا يمشي معهم في نظامهم في منهاجهم وهكذا فهذا هو المقصود من حديث حذيفة رضي الله عنه وإلاّ الأمر في آخره بالعضّ ( ولو أن تعضّ على جذع شجرة )
السائل : نعم
الشيخ : هو كناية عن عدم الانضمام إليهم حزبيّا وتكتليّا وبس
السائل : يعني لا يفيد الاعتزال المكاني
الشيخ : لا ما عندك يا أبا عبد الرّحمن انت؟
أبو عبد الرّحمن : جزاك الله خيرا أنا ما أدري كأنّي فهمت وأريد أن أعرض هذا الفهم فهمي للحديث بأنّ هذا الوضع خاصّ يعني قد يكون في آخر الزّمان بحيث يفسد الأمر ولا مجال للشّخص إلاّ أن يعني أن يكون أمر النّاس قد فسد للأسف فيكون بهذا الحلّ فأثارني قضيّة سؤال الأخ جزاه الله خيرا إنّه كيف يكون يعني إقامة المجتمع الإسلامي عن طريق تصرّف يعني مثلا حذيفة فأنا ما فهمته وكنت أفهمه سابقا إنّه يعني هذا يكون وضعا خاصّا قد يكون في آخر الزّمان يعني يفسد النّاس بحيث يعني يعمّ الهوى وينتشر بحيث إنّه الإنسان ينجو بنفسه طبعا أبرزها كما تفضّلتم الحزبيّة والعصبيّة وكذا لكن كأنّه وضع خاصّ إنّه في آخر الزّمان بحيث إنّه لا يرد موطن السّؤال إنّه يقال كيف تقام دولة الإسلام؟ بحيث إنّه خير للإنسان ينجو لأنّه الآن ما في مجال للإنسان يعني لا يكاد أن يحفظ نفسه أو أن يحفظ أهله
سائل آخر : يعني في طريق للهرب اعتزل فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له ( إن لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة فالهرب ) فلا أدري هل وقف الشّيخ على هذه الرّواية أم لا؟
الشيخ : كيف يا أبا عبد الرّحمن؟ يعني الحديث واضح جدّا إنّه إذا لم يكن هناك إمام بويع من المسلمين فتعتزل تلك الفرق كلّها أنت الآن فيما فهمت والله أعلم من كلامك عم تضيّق دلالة الحديث وتحصره في زمن معيّن هو في آخر الزّمان وتحديد أوّلا آخر الزّمان كيف يمكن مع الإعراض عن العلّة المذكورة في الحديث وهي أن لا يكون لتلك الجماعة إمام فالآن لو قال لنا قائل هذا هو آخر الزّمان الّذي يتعلّق باعتزال الفرق كلّها وقلت له ما هو الدّليل؟ هو عدم وجود الخليفة ما يكون الجواب ما قلت يا أبا عبد الرّحمن ما قلت لي بالنّسبة لتخصيصك للمسألة بآخر الزّمان مع وجود العلّة وقيامها؟
أبو عبد الرّحمن : هو معك الحقّ لكن أنا لم يسعفني لفظي لم يسعف نيّتي هذه وقصدي
الشيخ : كيف
أبو عبد الرّحمن : أنا الّذي قصدته أنّ المسلمون يبلغون من الفساد يعني كلمة آخر الزّمان لاشكّ أنّها خطأ لكن قصدت أنّ المسلمين يبلغون من الفساد بحيث لا يرد معه سؤال الأخ كيف يقيمون المجتمع الإسلامي مثلا في هذا الوضع؟ كأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تحدّث بهذا بأنّ الوضع يعني يبلغ من الفساد العظيم وهذا الحلّ أن يفعلوا كذا وكذا فهنا يرد السّؤال يعني يحمّلهم ما لا يطيقون يعني أكثر من هذا وهو سؤال الأخ إنّه كيف يقيمون المجتمع الإسلامي أو دولة الإسلام من خلال الاعتزال يعني في هذا الوضع الّذي يكون فيه المسلمون في انهيار فلا أدري ما هو رأيكم؟
الشيخ : يا أخي الرّسول قلنا آنفا نحن خير الهدى هدى محمّد الآن نحكي متمسّكين بلفظة الاعتزال الرّسول عليه السّلام اعتزل المشركين أم لم يعتزلهم؟ والآية ما تقول (( و أعتزلكم و ما تعبدون من دون الله )) فالآن ما هو الجواب هل الأنبياء وآخرهم محمّد صلّى الله عليه وسلّم اعتزل المشركين أم لم يعتزلهم؟ أنا جوابي اعتزلهم وما اعتزلهم وعلى هذا الجواب هو الجواب المتعلّق بحديث حذيفة رضي الله عنه لكن لتوضيح المسألة ما هو جوابكما أنتما الآن الرّسول اعتزل المشركين أم لا؟
أبو عبد الرّحمن : نعم اعتزل
الشيخ : طيّب قام بواجب نّصحهم وهدايتهم وإرشادهم؟
أبو عبد الرّحمن : بلا شكّ
الشيخ : إّن يمكن الجمع بين اعتزالهم وعدم اعتزالهم اعتزالهم في منهجهم في ضلالهم في خلطتهم إلى آخره لكن هذا لا يعني اعتزالهم بمعنى عدم القيام بواجب تعليمهم وإرشادهم ودعوتهم إلى التّوحيد وإلى أحكام الإسلام
أبو عبد الرّحمن : نعم
الشيخ : والتّاريخ يعيد نفسه والمجتمع الإسلامي لا يتحقّق إلاّ بأن توجد هناك نواة يتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر وهذا لايعني أنّهم يعتزلون النّاس الآخرين لا ينصحوهم ولا يدلّونهم على ما هم يريدونه ما لهم من الخير فإذن ما في إشكال المجتمع الإسلامي يتحقّق مع ذاك الاعتزال ومع تحقيق الاعتزال بالمعنى الثّاني نعم
السائل : باقي إشكال أخير يا شيخ
الشيخ : تفضل
السائل : القلب يطمئنّ بكلّ الكلام الّذي قلته ولكن أنا لمّا راجعت لفتح الباري في شرح الحديث لابن حجر ذكر في رواية طريق ما عرفت صحّتها هذا الرّواية هي الّتي تشكل على الكلام الّذي قلته
الشيخ : تفضّل وهي؟
السائل : فيها أنّ حذيفة بعدما سأل النّبيّ إن لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة قال ( فالهرب ) هذا اللّفظ أشكل
الشيخ : نفس الهرب يا أخي ما فيه إشكال الهرب هو الاعتزال يعني الهرب ليس من عدم نصحهم وإنّما الهرب من عدم مشاركتهم في منهجهم وفي تحزّبهم وتكتّلهم فما في إشكال يعني الهرب والاعتزال يعني لفظان متغايران يلتقيان في حقيقة واحدة وهي اعتزالهم عن منهجهم والهرب من منهجهم وعدم الهرب من دعوتهم إلى العمل بالكتاب والسّنّة دون أيّ تأويل أو تغيير .
السائل : تكملة نهائيّة الله يجزيك خير
الشيخ : تفضّل
السائل : طبعا الآن اتّضح حديث حذيفة رضي الله عنه نستطيع أن نقول بداهة إنّه هذا الحديث يمنع من الدّخول مثلا في الجيش أو أو من هذه الأمور؟
الشيخ : هذا ما قلته لك أكثر من ذلك أنت سألت عن الدّخول في البرلمانات فعطفت على ذلك والدّخول في الأحزاب الإسلاميّة الأخرى فلمّا تجي الآن وتذكر الجيش فمن باب أولى ولكن لمّا تذكر الجيش تذكر معنا بأنّ هناك في كثير من البلاد العربيّة ما يسمّى بالخدمة الإجباريّة
السائل : نعم
الشيخ : فلمّا تقول أنت ومن ذلك عدم الدّخول في الجيش نقول نعم الدّخول الاختياري فهذا طبعا نحن لا نشجّعه بل ننهى عنه أشدّ النّهي أمّا الدّخول الإجباري (( لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها ))
السائل : للضّرورة
الشيخ : باستطاعتك تهرب من الدّخول الإجباريّ, أيضا لا تقصّر فلذلك الأحكام الشّرعيّة لها حدود ولها تفاصيل والقاعدة (( لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها )) أنت تستطيع أن لا تخدم في أيّ جيش من الجيوش القائمة اليوم والّتي تخالف الإسلام في قليل أو كثير من أحكامه اختيارا
السائل : نعم
الشيخ : لكن لمّا لا تستطيع أن تخرج من ذاك البلد وهم يجرّونك جرّا إلى الخدمة الإجباريّة فحينئذ نقول (( لايكلّف الله نفسا إلاّ وسعها )) إذا كان مثل عديّ بن حاتم الطّائيّ نزل في حقّه قوله تعالى كما جاء في كتب التّفسير (( إلاّ من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان )) فهذا فيه توسعة للنّاس على أن لا يشكل عليهم ما قد يضطرّون اضطرارا إلى أن يقعوا في مخالفة الشّرع
السائل : ولو كان بحلق اللّحى؟
الشيخ : سبحان الله مكانك راوح حسب النّظام العسكري اختيارا والا اضطرارا؟
السائل : اضطرارا
الشيخ : الله يهديك إذن ماذا يفعل؟ أنت عم بتقول ولو إيش؟ حلق اللّحية
السائل : نعم مضطرّ
الشيخ : اختيارا أم اضطرارا؟
السائل : اضطرارا
الشيخ : وأنا أعطيتك الجواب الله يهديك
السائل : بعضهم يفرّق بين الاضطرار القولي والاضطرار الفعلي هل ترون هذه التّفرقة؟
الشيخ : لا أناقش الآن في الألفاظ الإضطرار الفعلي هذا ماذا يفعل هو تجاهه؟
السائل : بمعنى
الشيخ : يعني جاءوا وغلّلوه وحلقوا له لحيته ما يساوي ما يطلع بيده؟
السائل : لا هو أصلا يفعل هذا الفعل بنفسه يعني يقولون له مثلا لو أنت ما حلقت سنسجنك فيروح هو لو ما حلق إيش يسجن فهل الاضطرار هذا
الشيخ : إذن هذه مسألة أخرى بارك الله فيك أنا أقول للنّاس أنت لا تحلق لحيتك بيدّك أنت لا تفعل بنفسك
السائل : لا سؤالي الآن الله يبارك فيك إنّه يجي الذي يدخل الجيش يقول لك أنا مضطرّ طيّب أنت مضطرّ تعمل إيه؟ فيروح يحلق لحيته
الشيخ : أنا أقول لك يا أخي انصح هذا إنّه ما يحلق لحيته بيده وإنّما هم يحلقون له لحيته غصبا عنه
السائل : وضحت الآن المسألة
الشيخ : أنا هذا الّذي قصدته
السائل : نعم بارك الله فيك الله يعزّك
الشيخ : ونحن عندنا نعم خلّص الوقت يعطيك العافية
السائل : سألتك عن الانتفاضة فقلت لا أؤيّد
الشيخ : وهو كذلك
السائل : ولكن ما شرحت لي الأسباب والّذي زاد الأمر حاجة للسّؤال الّذي زاد حاجتي للسّؤال أنّي لمّا رحت مكّة أعتمر التقيت الشّيخ عبد العزيز بن باز فوجّهت له نفس السّؤال على أساس يفصّل لي الأمر الّذي أنت ما فصّلته لي بالتّليفون لعدم الظّروف يعني فتفاجأت من الشّيخ عبد العزيز بجواب مختلف تماما قال لي لابأس أنا اؤيّد هذا فرحت وسألت الشّيخ بن عثيمين نفس السّؤال فقال لا اؤيّده قلت له لماذا؟ قال لعدم الاستطاعة فاستغربت أنا
الشيخ : لعدم إيش
السائل : لعدم الاستطاعة قال
الشيخ : أنا أخي جوابي عن القضيّة يعرف الأخ وإخواننا هنا نابع من ما أدندن دائما حوله ولعلّه سبق الإشارة إلى شيء من ذلك إنّه نريد أن نستأنف الحياة الإسلاميّة ونريد أن نقيم دولة الإسلام على وجه الأرض ما هو الطّريق؟ الطّريق فنحن ندين الله بأنّ هذه الأمّة الإسلاميّة يستحيل أن يعود إليها عزّها ومجدها ودولتها إلاّ بأن يستأنفوا الحياة الإسلاميّة واستئناف الحياة الإسلاميّة تتطلّب ركيزتين أساسيّتين الرّكيزة الأولى هو العلم النّافع والرّكيزة الثّانية العمل الصّالح أنا أكني عن النّاحيتين لمّا أشرح بأقول لابدّ من التّصفية والتّربية أعني بالتّصفية ما لايصعب عليك إن شاء الله أن تفهمه إنّه نحن اليوم في أوّل القرن الخامس عشر علمنا ليس كعلم السّلف
السائل : نعم
الشيخ : علم السّلف كان صافيا ما دخل عليهم من انحراف لافي العقيدة ولا في العبادة ولا في السّلوك
السائل : نعم
الشيخ : أمّا اليوم فكلّ هذا قد دخل فيه ما هو غريب عن الإسلام ولذلك الإسلام هو العلاج كما كان من قبل فهو سيكون فيما بعد. فالإسلام هو الّذي أعزّ العرب وأنقذهم من الشّرك إلى التّوحيد من الظّلام إلى النّور من الضّلال إلى الهدى هذا الإسلام بصفائه هو الّذي سيعيد المجد إلى هؤلاء المسلمين أمّا إذا كان هذا الإسلام قد دخل فيه ما ليس منه فسوف لايعطي الثّمرة الّتي كانت أعطته من قبل لأولئك العرب. واضح إلى هنا؟
السائل : إلى الحين واضح
الشيخ : إذن الواجب على علماء المسلمين اليوم وما أقلّهم مع الأسف أن يقوموا بواجب التّصفية لأنّه هذا العلم هو الدّواء فإذا دخل الدّواء شيء من الدّاء فسوف لايعطي شفاء واضح
السائل : واضح
الشيخ : آه لذلك فلابدّ لعلماء المسلمين المخلصين منهم والعارفين بالكتاب والسّنّة الصّحيحة أن يقوموا بواجب التّصفية
السائل : نعم
الشيخ :سواء في ما يتعلّق بالعقيدة أو بالعبادة أو بالسّلوك ويقترن مع هذه التّصفية التّربية واضح
السائل : واضح
الشيخ : الآن أينما نظرت في العالم الإسلامي كلّه مع الأسف ليس شيء من هذا متحقّقا في جماعة متكتّلين على هذين الرّكيزتين أو هذين الأساسين واضح
السائل : واضح
الشيخ : إذا تبيّن لك هذا فالانتفاضة في فلسطين على أيّ أساس قامت؟
السائل : ليس على عقيدة
الشيخ : هذا هو أنا على مثل اليقين أنّ أكثر الجماعة هناك التّوحيد عندهم ماهو صافي فضلا عن العبادات الصّلاة والصّيام فضلا عن السّلوك يعني الآن خلّينا نكون صريحين هل هناك في بلاد الإسلام ألف رجل فقط ما ألوف مؤلّفة ولا أقول مليون وملايين علّموا تعليما واحدا على هذا الأساس من التّصفية وربّوا تربية واحدة حتّى كانوا كقلب رجل واحد؟
السائل : إلى الآن لا
الشيخ : لذلك بناءا على هذا أنا أعتقد إنّه أي ثورة تقوم في أيّ بلد من بلاد الإسلام على غير هذا الأساس فهي غير ناجحة والواقع أكبر شاهد الفتنة الّتي أقامها بعض النّاس في الحرم المكّي
السائل : نعم
الشيخ : وما العهد عنك ببعيد
السائل : نعم
الشيخ : هؤلاء كانوا تقريبا يعتبرون سلفيّين
السائل : نعم
الشيخ : لكن
السائل : طلبة عند الشّيخ عبد العزيز
الشيخ : آه لكن ما كانوا أوّلا على علم جامع وما ربّوا نشأوا الآن في نهضة علميّة يسمّوها اليوم صحوة لكن ما في تربية الآن كثير من طلاّب العلم تلاقيهم هاجمين هجوم على تأليف رسائل وهنّي بعد في أوّل الطّريق هذا ما يبدي لّنا؟ يبدي لّنا إنّه ما في تربية ما في خوف من الله ما في بعد عن الرّياء وحبّ الظّهور وقديما قالوا " حبّ الظّهور يقطع الظّهور " وإلى آخره هذا يحتاج إلى زمن التّربية يعني
السائل : مفهوم
الشيخ : بعد التّصفية يحتاج إلى تربية هذا كأمّة كجماعة غير موجود اليوم على وجه الأرض وبخاصّة في فلسطين ما أصيبوا في فلسطين لاحتلال اليهود لبلادهم لأنّهم كانوا مسلمين حقّا ولا أنا أزكّي غيرهم كلّ البلاد الإسلاميّة كلّ الشّعوب الإسلاميّة هكذا لكن لكلّ شعب دوره في علم الله عزّ وجلّ من هذا المنطلق أنا أقول ما أؤيّد الانتفاضة ولا أؤيّد الثّورة السّوريّة الّتي قامت أخيرا كما لا أؤيّد الثّورة الّتي قامت بالحرم والّذين قاموا عندكم في مصر وقتلوا السّادات إلى آخره ولا يزالون حتّى اليوم نعم
سائل آخر : في سوريّة
الشيخ : أنا قلت في سوريّة كلّ هذا لا يفيد إطلاقا وإنّما الّذي يفيد هو أن نظلّ نمشي على العلم الصّحيح أنا ربّي أولادي وبناتي والثّاني والثّالث والرّابع وهكذا يعني التّاريخ يعيد نفسه كيف فعل الرّسول عليه السّلام ونحن يجب أن نفعل كذلك .
السائل : يا شيخ الله يكرمك أنا أثقلت عليك أنا مبسوط من الكلام الّذي قلته جزاك الله خير عليه وإن شاء الله مستقرّ في قلبي
الشيخ : إن شاء الله
السائل : لكن في حاجة دائما نحن لمّا نراك نستحي أن نسألك فيها مع أنّه نحن جهلة فيها ولكن حياءنا منك يمنعنا لكن المرّة هذه نسأل وتعذرنا كل الكلام الّذي قلته نحن نسلّم به إن شاء الله ولكن النّقطة الأخيرة نريد توضيحها يأتي طلاّب العلم أو أو أو ويقولون نحن نسلّم معكم تصفية وتربية وكل الكلام هذا نحن نسلّم به ولكن السّؤال متى تنتهي هذه المرحلة؟ ومتى مثلا أنا عالم
الشيخ : هذا سؤال لا يجوز هذا السّؤال لا يجوز لأنّه قضيّتنا نحن ما قضيّة ماديّة كالأمور الاقتصادية يضعون خمس سنوات ويمشون على منهج وبعدين إيش ينتقلون إلى منهج ثاني هذه أمور لها علاقة بالأمور القلبيّة والتّربويّة إلى آخره شو متى؟ نحن علينا أن نمشي في الطّريق لكن متى نصل؟ لسنا مسؤولين
السائل : ليس القصد النّاحية الزّمنيّة
الشيخ : لكان إيش القصد؟
السائل : أنت كعالم مثلا متى تحدّد إنّ الأمّة الآن مهيئة مثلا لتنصيب إمام ما وقت زمن يعني العلامات
الشيخ : سبق الجواب آنفا أنا قلت لك هل علمت ألف رجل اجتمعوا على أساس التّصفية والتّربية؟ ما كان جوابك؟
السائل : لا طبعا
الشيخ : طيّب أنا أعيد السّؤال عليك وأنت أعده على من سألوك متى يجتمعوا هؤلاء الألف على تصفية واحدة وتربية واحدة متى؟
السائل : بدون تحديد
الشيخ : هذا هو الجواب هذا هو الجواب إذا كان ألف رجل ما نقدر نقول متى فكيف هذه الأمّة التي تريد توجد الخليفة وتبايع الخليفة حتّى ربّنا عزّ وجلّ ينصر المسلمين على أعدائهم؟ أنا أقول
السائل : يعني هل تكون الصّبغة الغالبة عليهم التّديّن؟ أو جماعة تصل مثلا إلى اثني عشر ألفا لقول النّبيّ لا يغلب
الشيخ : أنا قلت لك ألف أنا قانع بألف إذا الألف غير موجودين يكون اثنا عشر ألف موجودون؟
السائل : لا مستحيل طبعا
الشيخ : يستحيل انظر أنا لمّا أتكلّم بشيء من التّفصيل وهذا رجل عنده تسجيلات حول النّقطة هذه أقول يعجبني بهذه المناسبة شعر الجاهلي الشاعر العربي الجاهليّ يقول
" بكى صاحبي لمّا رأى الدّرب دونه وأيقن أن لاحقينا بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنّما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
الشّاهد هو الشّطر الأخير هذا
" لا تبك عينك إنّما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
هذا رجل جاهلي وهو يسعى وراء ملك ما يقدّم ولا بأخّر كافر وهو مشرك بالله نحن علينا أن نمشي في ما فرض الله علينا من تعلّم العلم الصّحيح ونربّي أنفسنا ومن يلوذ بنا التّربية الإسلاميّة الصّحيحة يومئذ ربّنا عزّ وجلّ يأذن للمسلمين بأن ينصرهم نحن لو وقفنا عند الآية التي كلّ الإسلاميّين يذكرونها ولكن لا يفكّرون في دلالتها وما أوسع هذه الدّلالة (( إن تنصروا الله ينصركم )) إيش معناها؟
السّائل : إذا طبّقتم أوامر الله ومشيتم على منهج الله ينزل عليكم نصره ويعزّكم
الشيخ : جميل جدّا هذا يعني معنى معروف تماما لكن المجهول عند العالم الإسلامي إلاّ أفراد قليلين
السّائل : طريقة السّلف
الشيخ : نعم؟
السّائل : طريقة السّلف
الشيخ : آه (( إن تنصروا الله ينصركم )) أي تعملوا بأحكامه ما رأيك اليوم هذه الأحكام دخل فيها استحلال ما حرّم الله هل ينصرون؟
السائل : لا ينصرون
الشيخ : إذن نحن ما لازم نفكّر متى نصر الله لأنّ الجواب (( ألا إنّ نصر الله قريب )) لكن يجب أن نفكّر ما هو الطّريق الّذي نستاهل به نصر الله تبارك وتعالى والطّريق عندي واضح جدّا هو ما أكني عنه بالتّصفية والتّربية أمّا أن نسأل متى؟ إلى متى نمشي هكذا؟ لماذا لا نتكتّل لماذا لا نتحزّب؟ ولا ننتظره إلى آخره ذلك لأنّنا في أنفسنا كأفراد ما انتظمنا كيف ننتظم كجماعة؟ فيه هناك كلمة تروى عن بعض المعاصرين من الدّعاة الإسلاميّين والّذين ينتمون إليه ما اعتبروا بهذه الحكمة وهي " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " سمعت هذه الحكمة وإلا لا؟
السّائل : منّك من سيّد قطب
الشيخ : كويّس هل أقام المسلمون هذه الحكمة في نفوسهم؟
السائل : لا والله ما أقمناها
الشيخ : بارك الله فيك إذن نحن هنا لازم نشتغل ما لازم نفكّر الآن متى سيأتي زمان نخرج اليهود من فلسطين لا لازم نفكّر نحن الآن متى نستطيع أن نقيم دولة الإسلام في قلوبنا نحن متى تستطيع أن تقيم دولة الإسلام في دويلتك الصّغيرة في دارك ومع الأسف أكثر الّذين ينادون بإقامة حكم الإسلام على وجه الأرض هم لا يقيمون حكم الإسلام في دورهم في ذوات أنفسهم في أولادهم في بناتهم في نسائهم فاقد الشّيء لا يعطيه لذلك فأنا أظنّ أوضحت لك
السائل : واضح
الشيخ : ما كان أشكل عليك إنّه أنا ما بأيّد الانتفاضة لأنّ ما هي قائمة على أساس (( إن تنصروا الله ينصركم ))
السائل : أنا ظنّيتك تقصد لعدم وجود الاستطاعة لكن الآن تبيّنت الأمور الله يجزيك الخير
أبو ليلى : شيخنا إن شاء الله نحن سوف نزيده الأشرطة السّتّة الّتي تضمّ كلام الشّيخ كلّه
السائل : في هذا الموضوع
أبو ليلى : مواضيع طبعا كلّها طيّبة وخصوصا بالتّنظيم والحزبيّة
السائل : أصلا نحن لمّا كنّا في أبو ظبي كانت هذه الأمور غير
الشيخ : غير واضحة
السائل : موجودة لكن لم تكن تثار أوّل ما نزلت مصر أوّل شهرين اشتهر عندنا في البلدة هناك جاءنا واحد سلفي تلميذ الألباني وأنا ما تلميذ الألباني ولا شيء لكن خلاص انتشر عند الشّباب هذا الفكر فأصبحوا يأتون ويطرحون كلّ هذه الأسئلة وأنا أجيبهم والحمد لله يقتنعون فقلت أنا أزور الشّيخ في الأردن عسى الله يبارك فيك
الشيخ : أهلا وسهلا .نعم .
السائل : شيخ ماهي الشروط الّتي يجب توفّرها قبل قيام أيّ تكتّل سلفي؟
الشيخ : الشروط هي التّصفية والتّربية وعندك محاضرة هنا مفهوم أظنّ الجواب باختصار؟ مفهوم الجواب عندك
السائل : إذا يوجد أشرطة سوف نستفيد منها
الشيخ : لالا قبل ما تجيئك الأشرطة الآن لمّا أقول لك التّصفية والتّربية مفهوم هذا الجواب
السائل : مفهوم
الشيخ : تفضّل .
السائل : السّؤال الثّاني ماهي حدود السّمع والطاعة في جماعة الدّعوة
الشيخ : ليس هناك حدود لأنّ الطّاعة الّتي تجب إنّما هي لشخصين في الدّنيا فقط من بعد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام الأوّل الخليفة والآخر هو الزّوج فإذا أمر الخليفة بأمر كان هذا الأمر أصله في الشّرع مباحا صار واجبا كذلك الزّوج إذا أمر زوجته بأمر ما وأصله مباح أيضا يجب عليها أن تنفّذه أمّا من سوى ذلك فلا طاعة واجبة الأمر يعود حينئذ إلى المأمور به إن رأى فعل وإن لم يفعل فلا إثم عليه .
السائل : السّؤال الثّالث هل هناك عهد شرعيّ يلزم صاحبه بالسّمع والطّاعة في المنشط والمكره في ما أحبّ وكره في إطار هذا التّكّتل مع تغليب المصلحة الشّرعيّة؟
الشيخ : أظنّ سبق الجواب الجواب عن هذا السّؤال هذا ما فيه شيء جديد بالنّسبة للسّؤال السّابق
السائل : هناك العهد يعني
الشيخ : ليس هذا الحكم إلاّ للخليفة الطّاعة في المنشط والمكره هو للخليفة فقط
السائل : والعهد لايلزم شيء
الشيخ : سبق الجواب
السائل : ماحكم التّسلسل الهرمي في جماعة الدّعوة
الشيخ : يعني قيل لنا في موسم الحجّ ذكر أحدهم أثرا رواه أبو داوود في سننه أنّ ابن مسعود رضي الله عنه كان ينكر على عثمان بن عفّان حينما كان يصلّي في منى في موسم الحجّ أربعا كان ينكر عليه ذلك ويقول بأنّ الرّسول عليه السّلام إنّما صلّى ركعتين ركعتين ومع ذلك كان ابن مسعود يصلّي وراء عثمان أربعا وكانوا بعض النّاس يلاحظون ذلك عليه يقولون له أنت تنكر عليه الإتمام ثمّ تصلّي تماما فكان يقول " الخلاف شرّ " هذا الأثر في سنن أبي داود
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته فذكر لي محدّثي بأنّ الّذين يحتجّون بوجوب طاعة الأمير اليوم وما أكثر الأمراء في آخر الزّمان احتجّ بمثل هذا الأثر في إطاعة بن مسعود لعثمان فقلنا هاتوا عثمان حتّى نطبّق هذا الأثر. عثمان كان خليفة, الخليفة كما قلت آنفا له طاعة لا تجب هذه الطّاعة لغيره هذا هو الجواب عمّا سألت طيّب غيره
السائل : إن وجد تكتّل ولكنّه تمّ توزيع العمل إلى جنسيّات بحيث يعمل كلّ من هؤلاء على حدة ولكنّهم يتّفقون على أصول المنهج السّلفي ولكن لتسهيل العمل الدّعوي؟
الشيخ : ما في مانع من هذا .
السائل : هل يجوز لهذه التّكتّلات الدّخول في مجلس الأمّة
الشيخ : لا يجوز
السائل : سمعنا يا شيخ
الشيخ : لأنّ تسمية هذه مجلس الامة إسلاميّة وهي الّتي تحكم بما شرع الله وإمّا أن تكون غير أمّة والجواب حينئذ على هذا التّفصيل فهو إذا كان لا يحكم بشرع الله فلا يجوز الانضمام إلى مثل هذا المجلس لأنّه لا يمثل الأمّة الإسلاميّة
السائل : سمعنا أنّك قلت يجوز لكن بشروط
الشيخ : لا ما يجوز هذه الشّروط إذا كانت ستكون نظريّة وغير عمليّة فهل أنت تذكر ما هي الشّروط الّتي بلغتك عنّي؟
السائل : الشّرط الأوّل أن يحافظ الإنسان على نفسه
الشيخ : وهل يمكن هذا؟
السائل : ما جرّبت
الشيخ : إن شاء الله ما تجرّب -يضحك الشّيخ رحمه الله- طيّب
السائل : يعني هذه الشّروط لا يمكن
الشيخ : لا يمكن تحقيقها ونحن نشاهد كثيرا من النّاس الّذين كان لهم منطلق في حياتهم على الأقلّ في مظهرهم في لباسهم في لحيتهم حينما يدخلون ذلك المجلس وإذا بظاهرهم تغيّر وتبدّل وطبعا هم يبرّرون ذلك ويسوّغونها إنّ هذا من باب المسايرة لكن نحن قد ثبت لدينا بأنّ الظّاهر عنوان الباطن وأنّ صلاح الباطن مرتبط بصلاح الظّاهر فإذا بدأ الإنسان يفسد ظاهره بمخالفته لشرعه فذلك دليل على أنّ الفساد قد تسرّب إلى الباطن ومن ذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام في حديث النّعمان بن بشير المعروف وفيه ( ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب ) فرأينا ناسا دخلوا البرلمان باللّباس العربيّ الإسلاميّ ثمّ بعد أيّام قليلة غيّروا لباسهم وغيّروا زيّهم فهذا دليل فساد وإلا صلاح؟ ففي ما سبق من الكلام مثال لأنّ الدّاخل اليوم في المجتمعات الّتي يغلب عليها الفساد أنّه يفسد هو بدل أن يصلح غيره يا أخي .
السائل : شيخ يعني الإخوة في الجزائر وعملهم هذا ودخولهم المعترك السّياسي , هذا خطأ؟
الشيخ : لا ننصح, لا ننصح بالعمل السّياسي في أيّ بلد من بلاد الإسلام لأنّ الّذين يريدون أن يعملوا العمل السّياسيّ يجب عليهم أن يكونوا قد تربّوا على الإسلام تربية صحيحة وآنفا قلت في الجواب المختصر أنّه الأساس هو التّصفية والتّربية فهل وجدتم جماعة ما نقول اثنا عشر ألفا وإنّما نقنع الآن مبدئيّا بألف علّموا التّعليم الإسلامي الصّحيح أي المصفّى سواء ما كان منه متعلّقا بالعقيدة أو بالعبادة أو بالسّلوك وربّوا على ذلك برهة من الزّمن طويلة واجتمعوا حتّى كانوا على قلب رجل واحد؟ أنا في علمي لا أجد هؤلاء على وجه الأرض اليوم فإذا ما دخلوا في العمل السّياسي جرّتهم السّياسة إلى الحظوظ النّفسيّة وكان ذلك مدعاة وسببا للانشغال عن الدّعوة وهي الّتي أوّلا التّعليم الصّحيح ثمّ على التّربية الصّحيحة فنحن لا نجد اليوم بلدة فيها أو قرية فيها ألف رجل مضى عليهم سنين طويلة وهم عندهم علماء وليس عالم واحد عندهم علماء وهم مشتغلون بالتّصفية وبالتّربية معا ولذلك أنا قلت في بعض الأجوبة الّتي وجّهت إليّ وأكرّرها أنا أرى اليوم من السّياسة ترك السّياسة ولا أعني أنّه ليس هناك في الإسلام سياسة وكيف وشيخ الإسلام بن تيمية قد ألّف رسالته المشهورة والمعروفة بالسّياسة الشّرعيّة لكن أريد من هذا أن لا نستبق النّتائج قبل أن نحقّق المقدّمات وإلاّ فالحكمة الّتي يقولها بعض النّاس هي تنطبق تماما اليوم " من استعجل الشّيء قبل أوانه أبتلي بحرمانه " ثمّ نحن خاصّة نحن معشر السّلفيّين دائما ندندن حول قوله عليه الصّلاة والسّلام ( خير الهدى هدى محمّد صلّى الله عليه وسلّم ) فهل اشتغل الرّسول عليه السّلام في أوّل ما بعث بالسّياسة؟ أم بالدّعوة؟ الجواب المتّفق عليه هو الدّعوة لكن الشّيء الّذي يغفل عنه كثير من الدّعاة الإسلاميّين فضلا عن غيرهم أنّهم لا يلاحظون الفرق بين العلم الّذي كان ينزل فورا من السّماء على قلب الرّسول عليه الصّلاة والسّلام مباشرة ثمّ هو ينقله من فمه إلى آذان الصّحابة ثمّ يربّيهم على ذلك تربية سنين طويلة لا يلاحظ الدّعاة الإسلاميّين اليوم الفرق بين ذلك الوقت وبين وقتنا الحاضر نحن قد ورثنا إسلاما مع الأسف الشّديد ليس هو الإسلام الّذي نزل على قلب محمّد