Om artikkelen

Forfatter :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Dato :

Sat, Sep 20 2014

Kategori :

Fatwa (Q&A)

nedlasting

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 354

السائل : شيخنا الله يجزيك الخير كنت دائما الله يجزيك الخير تنهى الشّباب هؤلاء المتسرّعين والمتحمّسين عن الأعمال التي كانوا ينزلون ويسووا عمليّات في الضّفّة الغربيّة يقولوا عنها أعمال استشهاديّة طبعا الأعمال كأنّها تطوّرت والعياذ بالله الفتن هذه قد تحصل بهذا البلد فما هي نصيحتكم للشّباب شبابنا في هذا الوقت الله يجزيكم الخير في مثل هذه الظروف

الشيخ : النّصيحة هي هي كما قال عليه السّلام بالنّسبة لزمن الفتن كلّها( كونوا أحلاس بيوتكم ) كلّما اشتدّت الفتنة كلّما قوي هذا الأمر النّبويّ الكريم ( كونوا أحلاس بيوتكم ) و مع الأسف من الملاحظ في العالم الإسلامي أنّ مع هذا الّذي ندندن به كثيرا ونرفع من أجله رؤوسنا عالية ألا وهي الصّحوة الإسلاميّة أنّنا نلاحظ أنّ مع هذه الصّحوة شيء من الغرور واتّباع الهوى والابتعاد عن طلب العلم الصّحيح وعن الصّبر عليه ولذلك فنجد في هؤلاء الشّباب الّذين بهم تتمثّل الصّحوة المشار إليها انحرافا عن أمر مهمّ جدّا وهو الانطلاق من العلم الصّحيح وعدم الانطلاق من التّصرّفات الفرديّة الشّخصيّة

سائل آخر : السّلام عليكم

الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته, فتجد في كثير من البلاد حركات أشبه بالحركات الثّوريّة إن لم نقل الدمويّة الّتي لم يكن يعرفها الإسلام من قبل ولا يتعرّف عليها الإسلام من بعد لأنّ الإسلام إنّما هو دين دعوة كما قال عزّ وجلّ (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجالدهم بالّتي هي أحسن )) فكثير من هؤلاء الشّباب لا يفرقون بين وضع و وضع وبين عهد وعهد لا يفرقون بين أن تكون الدّولة الإسلاميّة قائمة على ساقها وقويّة في حكمها وفي انطلاقاتها وبين ما هو واقع اليوم في العالم الإسلاميّ اليوم ينطبق عليه تماما إنذار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأمّته أن تنحرف عن شريعة ربّها وأن تتباهى بكثرة عددها دون أن تكون عند حسن الظّنّ بها ذلك هو قوله عليه الصّلاة و السّلام ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ولينزعنّ الله الرّهبة من صدور عدوكم وليقذفنّ في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حبّ الدّنيا وكراهية الموت ) لا يفرق هؤلاء الشّباب بين أن تكون الدّولة الإسلاميّة قائمة لها حاكمها المسلم الّذي يتحاكم إلى الله ورسوله ولا يتحاكم إلى الطّواغيت والقوانين الأرضيّة وبين أن يكونوا كما قال عليه السّلام في هذا الحديث الصّحيح ( أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ) وقد ابتلينا في عصرنا الحاضر بكثير من الحركات إن لم نقل الثّورات الإسلاميّة قامت في بعض البلاد من باب إصلاح الأوضاع القائمة بسبب هذه الحكومات الّتي تحكم بغير ما أنزل الله فيريدون أن يصلوا إلى تحقيق الحكم الإسلاميّ وإقامة الدّولة الإسلاميّة على طريقة الثّورات الدّمويّة وهذا بلا شكّ كما قلت في مطلع هذه الكلمة شيء لم يأتي به الإسلام ولا يتعرّف عليه الإسلام إطلاقا ولذلك فلم تفد هذه الحركات إن لم نقل الثّورات لم تفد العالم الإسلاميّ شيئا بل أضرّت به ضررا بالغا كثيرا حيث رجع بالدّعوى القهقرى ما شاء الله من سنين كثيرة ولذلك فنحن ننصح دائما وأبدا بأن يعنى المسلمون قبل كلّ شيء بأن يصلحوا أنفسهم على حدّ قوله تبارك وتعالى (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم )) لقد ترك جماهير المسلمين هذا الأمر الإلهي فقط على الأقلّ وأخذوا يشتغلون بالفرض الكفائيّ عن الفرض العينيّ وينشغلون بالفرض الكفائيّ قبل أن تتهيّأ له أسبابه وظروفه , الفرض العينيّ (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم )), تجد في العالم الإسلاميّ كلّه الّذين يقومون بهذه الحركات القائمة على الاستعجال بالأمر وعدم الاستعداد له إنّما يقوم بذلك بعض الشّباب المتحمّسين الّذين لم يعرفوا الإسلام في أصوله وقواعده المتّخذة أو المستنبطة من كتاب الله ومن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولذلك تكون العاقبة مع الأسف الشّديد ضررا على العالم الإسلاميّ تحقيقا للحكمة الّتي أخذت من نصوص من الكتاب والسّنة تلك الحكمة الّتي تقول " من استعجل الشّيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " وقد ذكرت في أكثر من جلسة وقد تكون منها جلسة في هذا المكان بالذّات أنّ الله عزّ وجلّ حينما يخاطب النّاس بقوله (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم )) إنّما وجّه هذا الخطاب ليس لعامّة النّاس وإنّما لخاصّة النّاس ألا وهم المؤمنون حقّا وأعدّوا لهم بداهة لا أحد أوتي شيئا من الفهم والفقه في اللّغة فضلا عن الكتاب والسّنّة لا يتبادر إلى ذهنه أنّ الخطاب في قوله (( وأعدّوا )) إنّما هو موجّه للكفّار لا أحد يفهم هذا لكن أنا أدري هذا وأقول ما هو كالشّمس في رابعة النّهار بداهة تمهيدا للفهم الآخر أيضا الّذي لا يمكن أن يتبادر إلى ذهن أحد وإن كان أخفى قليلا من الأوّل فأقول قوله تعالى (( وأعدّوا )) كما أنّه ليس خطابا للكفّار فليس خطابا إلى المنافقين الّذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر بالله ورسوله هذا الأمر الثّاني والثّالث وهو أخفى من الأمرين السّابقين ليس المقصود بهذا الأمر هم فسّاق المسلمين وأعدّوا ليس المقصود بهذا الأمر هم فسّاق المسلمين وعصاتهم وإنّما المقصود بهذا الأمر هم المؤمنون حقّا ولست أشكّ أنّ مثل هؤلاء المؤمنين لهم وجود في كلّ زمان وفي كلّ مكان ولو بنسب متفاوتة كثرة وقلّة ذلك ممّا يدلّ عليه قوله عليه الصّلاة والسّلام ( لاتزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خالفهم حتّى تقوم السّاعة ) فإذن أوّل ما يتبادر إلى الذّهن أنّ المقصود بهذا الأمر الموجّه في الآية السّابقة (( وأعدّوا )) هم المؤمنون و لا أقول وانتبهوا هم هؤلاء المؤمنون لأنّي سأقول أخيرا إنّما المقصود هؤلاء المؤمنون إذا كانوا متكتّلين ولم يكونوا متفرّقين على الأقلّ لم يكونوا متفرّقين في أبدانهم وفي بلدانهم أي أنّه لا يكفي أن يكونوا مجتمعين في أفكارهم وفي عقائدهم وأفهامهم على الكتاب والسّنّة كما هي دعوتنا منذ أكثر من نصف قرن من الزّمان لا يكفي الالتقاء على هذا الفكر وعلى هذه العقيدة فقط بل يجب أيضا أن يكونوا مجتمعين في مكان واحد و أن يكونوا كما لو كانوا رجلا واحدا وعلى قلب رجل واحد فهل هذا في ما تعلمون له وجود في زمانكم؟ الجواب مع الأسف الشّديد لا إذن كيف يتعجّل هؤلاء النّاس البسطاء الّذين يلملمون بعض الشّباب المتحمّس لإسلامه قد يكون تحمّسا فائقا جدّا ولكنّه من حيث العلم ومن حيث العمل فأقول هؤلاء قد يكونون متحمّسين أشدّ التّحمّس ولكن قلوبهم لم تمتلئ بعد بهذا الإيمان الّذي يدفع أوّلا إلى أن يكونوا يدا واحدة كما ذكرت آنفا ثمّ بعد ذلك قد يمكن وأقول وأنا أعني ما أقول قد يمكن أن يحقّقوا هذا الأمر القرآني (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) فقد يكونون العكس من ذلك قد يكونون في وضع محيط بهم الكفّار من كلّ جانب ولا يدعون لهم مجالا لحمل ولو سلاح سهل بسيط من الأسلحة القديمة كالسّهام والرّماح والسّيوف ونحو ذلك فضلا عن هذه الأسلحة الحديثة الّتي لا يمكن الاستغناء عنها اليوم لمقاتلة الكفّار إلاّ بها فإذن نستخلص ممّا سبق أنّ قوله تعالى (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) إلى آخر الآية فيها أمر صريح بإعداد السّلاح المادّي ولكن فيه أمر ضمنيّ وهو أنّ السّلاح الأولى من هذا السّلاح الماديّ هو سلاح الإيمان الّذي إذا استقرّ في القلب لم يبال بحطام الدّنيا وزخرفها وزينتها وإذا كانوا كذلك بإمكانهم حينئذ أن يكونوا هم الّذين قال عنهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( لن يغلب اثني عشر ألف من قلّة ) فاثنا عشر ألف لا يعني أن يكونوا مبعثرين هكذا أفراد في هذا البلد وإفراد في بلد آخر وثالث ورابع إلى آخره وإنّما يكونون على قلب رجل واحد هيّأوا في أنفسهم الإيمان الصّحيح القائم على الكتاب والسّنّة ثمّ طبّقوا هذه الآية الكريمة (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) يومئذ يجب على هؤلاء المسلمين أن يعلنوها صراحة ويومئذ يمكن تحقيق الحكم الإسلامي الّذي عليه رئيس يأمر وينهى فيجب إطاعته فيما يأمر وفيما ينهى إلاّ في معصية الله تبارك وتعالى فقوله صلّى الله عليه وسلّم ( أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله ) هذا القول يجب أن نتنبّه إنّما صدر من الحاكم المسلم الّذي لم يكن ولن يكون له مثيل في الدّنيا إطلاقا إلاّ وهو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ إنّما يصدر هذا ممّن ينوب عنه من الحكّام المسلمين فإذن يجب أن نفرّق بين وضع كوضع المسلمين اليوم متفرّقون شذر مذر كما ذكر عليه الصّلاة والسّلام في الحديث السّابق فيوم يصبحون على قلب رجل واحد كما شرحنا يومئذ يختارون منهم رجلا يبايعونه على الإسلام يبايعونه على الموت هذا الرّجل مع هذه الجماعة هم الّذين يحقّ لهم دينا وإسلاما أن يقاتلوا من حولهم إذا لم يستجيبوا لدعوتهم دعوة الحقّ ولذلك فمن الخطأ الفاحش ما وقع بعيدا وما وقع قريبا في الجزائر مثلا من الثّورة الّتي ثار فيها بعضهم فكانت العاقبة كتلك العواقب الأخرى الّتي أشرنا إليها آنفا ولذلك فأنا أنصح كلّ الشّباب مهما قامت فتن من بعض الدّول سواء كانت دول اسما دول إسلاميّة أو انحرفت عن الإسلام كثيرا أو قليلا فثارت هناك فتن في الدّاخل أو جاءت من الخارج فأنا أنصح أن يلزموا دورهم إلاّ في حالة واحدة حينما يغزى أحدنا في عقر داره وهو قد ابتعد عن الفتن تجاوبا مع أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المذكور آنفا فيومئذ له الحقّ أن يدافع عن نفسه أمّا أن يلقي بنفسه في خضم الخلاف والفتنة القائمة بين طائفة وأخرى أو دولة وأخرى فهنا يرد قوله عليه السّلام ( كونوا أحلاس بيوتكم ) هذا ما عندي جوابا عن ذلك السّؤال

سائل آخر : ذكرت في الحديث ( لاتزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله)

الشيخ : نعم

سائل آخر : فيه رواية ( يقاتلون ) فما تفسيركم لهذا الحديث

الشيخ : نعم نعم

سائل آخر : الحديث فيه رواية  ( يقاتلون )

الشيخ : نعم نعم فيه رواية  ( يقاتلون )  وهي رواية صحيحة

سائل آخر : نعم

الشيخ : هذه الرّواية تفهم على الضّوء السّابق  ( يقاتلون )  حينما يكونون مهيّئين للقتال واضح

سائل آخر : طيّب نوعيّة التّهيئة ما فهمتها

الشيخ : التّهيئة نحن لنا كلمات كثيرة وهي تتلخّص في كلمتين

سائل آخر : نعم

الشيخ : التّصفية والتّربية سمعت هذه المحاضرة؟ التّصفية والتّربية

سائل آخر : عارف أنّ مبدأ السّلف هذا

الشيخ : نقصد بالتّهيئة

سائل آخر : نعم

الشيخ : هو هذه الفئة المنصورة الّتي أشرنا إليها في آخر الكلام تكون قد تفقّهت على الكتاب والسّنّة وطبّقت عمليّا الكتاب والسّنّة ربّت أنفسها ومن يلوذ بها حتّى صاروا كما ذكرت آنفا كأنّهم على قلب رجل واحد فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ويومئذ يستطيعون أن يقاتلوا أعداء الله .

السائل : والمكان مكان الطّائفة هل هي في بيت المقدس؟

الشيخ : ليس هناك نصّ مرفوع صريح عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكن هناك روايتان إحداهما صحيحة ولكنّها موقوفة وهي في صحيح البخاري فإنّ من روّاة هذا الحديث حديث الطّائفة المنصورة معاوية بن أبي سفيان حينما روى على الملأ هذا الحديث قال لهم وهذا معاذ بن جبل يقول هم في الشّام هذه رواية صحيحة الرّواية الأخرى المرفوعة إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهي ضعيفة ( إنّها في أكناف بيت المقدس ) هذه مرفوعة ولكنّها ضعيفة السّند وهذا وذاك أي هذه الرّواية الضّعيفة وتلك الرّواية الصّحيحة الموقوفة لا تنفي أن تكون الطّائفة المنصورة في بعض البلاد الإسلاميّة وليس تكون محصورة في الشّام مثلا إذا فرضنا أنّ هذا الحديث الموقوف له حكم المرفوع وإذا سلّمنا بأنّ هذا الحديث الموقوف هو في حكم المرفوع فلا شكّ أنّه سيكون الأمر كذلك ونحن أشرنا آنفا إلى أنّ المؤمنين موجودون في كلّ بلاد الإسلام ولو أنّها قلّة قلّة ضعيفة ومبعثرة ومتفرّقة ولكن في النّهاية حينما تريد أن تقيم حكم الله في الأرض فلا بدّ أن يكونوا متجمّعين في مكان معيّن وعلى ذلك فلا يبعد أن يكون هذا المكان هو الشّام كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه كما في صحيح البخاريّ ثمّ لا نستبعد أن يكون أخصّ بلاد الشّام هي دمشق الشّام حيث قال عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح ( فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى في الغوطة بجانب مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشّام يومئذ ) هذا حديث صحيح لكن متى يكون هذا؟ الله أعلم ونحن بهذه المناسبة نقول يجب أن نسعى لنكون من تلك الطّائفة المنصورة علما ثمّ من الطّائفة المنصورة جهادا وقتالا وليس يهمّنا أن نقيم هذه الدّولة قبل أن نتّخذ أسباب إقامتها سواء كانت هذه الأسباب معنويّة أو مادّيّة كما شرحت لكم آنفا ذلك انطلاقا من قوله تبارك وتعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) إلى آخر الآية .

السائل : والمكان مكان الطّائفة هل هي في بيت المقدس؟

الشيخ : ليس هناك نصّ مرفوع صريح عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكن هناك روايتان إحداهما صحيحة ولكنّها موقوفة وهي في صحيح البخاري فإنّ من روّاة هذا الحديث حديث الطّائفة المنصورة معاوية بن أبي سفيان حينما روى على الملأ هذا الحديث قال لهم وهذا معاذ بن جبل يقول هم في الشّام هذه رواية صحيحة الرّواية الأخرى المرفوعة إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهي ضعيفة ( إنّها في أكناف بيت المقدس ) هذه مرفوعة ولكنّها ضعيفة السّند وهذا وذاك أي هذه الرّواية الضّعيفة وتلك الرّواية الصّحيحة الموقوفة لا تنفي أن تكون الطّائفة المنصورة في بعض البلاد الإسلاميّة وليس تكون محصورة في الشّام مثلا إذا فرضنا أنّ هذا الحديث الموقوف له حكم المرفوع وإذا سلّمنا بأنّ هذا الحديث الموقوف هو في حكم المرفوع فلا شكّ أنّه سيكون الأمر كذلك ونحن أشرنا آنفا إلى أنّ المؤمنين موجودون في كلّ بلاد الإسلام ولو أنّها قلّة قلّة ضعيفة ومبعثرة ومتفرّقة ولكن في النّهاية حينما تريد أن تقيم حكم الله في الأرض فلا بدّ أن يكونوا متجمّعين في مكان معيّن وعلى ذلك فلا يبعد أن يكون هذا المكان هو الشّام كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه كما في صحيح البخاريّ ثمّ لا نستبعد أن يكون أخصّ بلاد الشّام هي دمشق الشّام حيث قال عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح ( فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى في الغوطة بجانب مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشّام يومئذ ) هذا حديث صحيح لكن متى يكون هذا؟ الله أعلم ونحن بهذه المناسبة نقول يجب أن نسعى لنكون من تلك الطّائفة المنصورة علما ثمّ من الطّائفة المنصورة جهادا وقتالا وليس يهمّنا أن نقيم هذه الدّولة قبل أن نتّخذ أسباب إقامتها سواء كانت هذه الأسباب معنويّة أو مادّيّة كما شرحت لكم آنفا ذلك انطلاقا من قوله تبارك وتعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) إلى آخر الآية .

الشيخ : تفضّل

السائل : نحن نعلم أنّ العمل الإسلامي ينقسم إلى قسمين هما العمل بالإسلام ونحن والحمد لله نعمل بالإسلام في العبادات وغيرها والعمل للإسلام فما السّبيل الأصحّ للعمل للإسلام؟

الشيخ : هذا يا أخي أخذت جوابه دون أن توجّه سؤاله السّبيل قد وضّحته لك الآن أسألك ويبدو أنّك لم تتنبّه لورود الجواب ضمنا في البحث السّابق عن هذا السّؤال اللاّحق هل هناك أفراد مؤمنون فهموا الكتاب والسّنة وطبّقوها في أنفسهم عمليّا يوجد هؤلاء أم لا يوجد؟

السائل : يوجد

الشيخ : يوجد طيّب هؤلاء هل هم متفرّقون أم مجتمعون؟

السائل : متفرّقون بالطّبع

الشيخ : فإذن الجواب حين يجتمع هؤلاء المؤمنون على فرض شيئين اثنين الشّيء الأوّل أنّهم تفقّهوا على الكتاب والسّنّة وتربّوا على ذلك والشّيء الثّاني أنّهم اجتمعوا على ذلك وهذا لاوجود له فالعمل يبدأ من هنا من هنا ننطلق ولهذا قلت للأخ هنا مشيرا أنّ لي كلمة مسجّلة مرارا وتكرارا لابدّ من التّصفية والتّربية أنت الآن تقول يوجد وأنا أشهد معك ولكن كثير من أولئك الّذين يظنّون أنّهم على الكتاب والسّنّة ليسوا حقيقة على الكتاب والسّنّة وهذه حقيقة مرّة مع الأسف الشّديد ولكن يجب أن نعترف بها كالمريض مصاب بمرض فلا ينبغي أن يتكتّم في مرضه بل يجب أن يكشف عن مرضه لكي يتمكّن من معالجته فالآن المجتمعات الإسلاميّة في كلّ البلاد الإسلاميّة إذا أنت نظرت إليها فستجد هناك أفرادا قليلين جدّا هم ضاعوا في تلك الكثرة الّتي وصفها الرّسول عليه السّلام بأنّهم  ( غثاء كغثاء السّيل ) الآن نحن في هذا المجتمع أعني المجتمع الأردني كم مذهب يوجد كم طريقة تتحكّم في عقول النّاس ودعك عن الأحزاب الجديدة الطّارئة فما وزن هؤلاء الأفراد؟ وما نسبتهم وأعني بهم الّذين فهموا الإسلام فهما صحيحا وطبّقوه تطبيقا صحيحا؟ هذا مع الأسف نادر وعزيز جدّا ولذلك فأمامنا شوط طويل وبعيد جدّا لكي نهيّئ الأسباب لذاك التّكتّل الّذي لابدّ منه أن يكون على الكتاب والسّنّة وأن يكون اجتماعا في مكان واحد يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله نعم

سائل آخر : لو يا شيخ يجتمعوا الأيّام هذه في مكان واحد يقطعون عليهم الماء

الشيخ : كيف؟

سائل آخر : لو اجتمعوا في محلّ واحد يقطعوا عليهم الميّه

الشيخ : ما هو هكذا آه, ولذلك فالإنسان يجب أن يعرف واقعه وأن يبدأ كما قلنا في آية سبقت (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم )) نحن نجد كثيرا من الجماعات الإسلاميّة قد وقعوا مع الأسف في الاستعجال بالأمر فيحرمون العاقبة الّتي ينشدونها أنا أعتقد أنّ أيّ جماعة وأيّ طائفة في أيّ بلد من البلاد الإسلاميّة تعمل في الحقل السّياسي في هذا الزّمن فهو عمل غير ناجح أقلّ ما يقال لا أقول هذا لأنّ العمل السّياسي لاينبغي بل هو واجب لكن هذا العمل السّياسي لا ينبغي أن يكون عملا سياسيّا كأيّ عمل سياسيّ في أيّ دولة من الدّول الكافرة أو الفاسقة يجب أن يكون عملا سياسيّا متميّزا بأصوله وقواعده عن عمل سياسيّ آخر في جماعات أخرى أو أحزاب أخرى ... أن يكون العمل السّياسيّ من أمّة مسلمة أي جماعة مسلمة وقد أنهوا المرحلة الأولى الّتي لابدّ منها والّتي بدأ بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي الدّعوة إلى الإسلام وأوّل ما يبدأ المسلم إنّما يبدأ بالتّوحيد الآن ولست أريد أن أسمّي ليتذكّر كلّ واحد من الحاضرين الآن جماعة من الجماعات الإسلاميّة الّتي تعمل للإسلام وربّما يكون عندها من الحماس الشيء الكثير ولكن هل بدأوا بما بدأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلنا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنّما بدأ بما بدأ به أسلافه من إخوانه الأنبياء والمرسلين كما أمره ربّ العالمين في القرآن الكريم (( فبهداهم اقتده )) ابدأ بالدّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك كان ممّا أمر به عليه الصّلاة والسّلام في القرآن أمرا وجّه إلى شخصه والمراد به أمّته (( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله )) فالآن قلت آنفا تأمّلوا في أيّ جماعة سياسيّة هل بدأت بما بدأ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدعوة على الأقلّ لا أقول الأمّة كليّا بدعوة الأصحاب والأتباع الّذين يلتفّون حولها إلى التّوحيد والتّوحيد الصّحيح هذا مع الأسف شيء مفقود ثمّ هذا لا يكفي بالنّسبة إلينا اليوم لأنّ الإسلام جاء على سنّة الله في التّدرّج أمّا نحن اليوم فقد تلقّينا الإسلام كاملا حينما قيل له عليه الصّلاة والسّلام (( قم فأنذر وربّك فكبّر وثيابك فطهّر )) يعني أوّل نزول الوحي عليه لم يكن هناك شيء اسمه صلاة شيء اسمه صيام إلى آخر أركان الإسلام الخمسة لم يكن إلاّ الرّكن الأوّل ألا وهو التّوحيد فبه بدأ عليه الصّلاة والسّلام ثمّ بدأ يدعو النّاس إلى ما أنزل الله عليه من أحكام أصوليّة أساسيّة فنحن اليوم إذن يجب أن نبدأ بما بدأ به الرّسول عليه السّلام ونهتمّ ببقيّة الإسلام وكما قيل

   " العلم إن طلبته كثير              والعمر عن تحصيله قصير

   فقدّم الأهمّ منه فالأهمّ "

السائل : نقف على سؤال يا شيخ

الشيخ : لا ما فيه مجال للوقوف الآن وعلى هذا أنا أقول العمل السّياسي يجب أن يتقدّمه العلم الصّحيح بالإسلام ككلّ لا يتجزّأ ومن حيث البدء نبدأ بما بدأ به الرّسول عليه السّلام وأنا أعلم أنّ الأحزاب الإسلاميّة السّياسيّة خالفت هدي الرّسول عليه السّلام من حيث ما هو بدأ فعلا ومن حيث ما هو أمر به قولا فقد جاء في صحيح البخاريّ وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا أرسل معاذا إلى اليمن قال له ( ليكن أوّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله فإن هم أطاعوك فأمرهم بالصّلاة فإن هم أطاعوك فأمرهم بالزّكاة ) وهكذا هكذا تصنيف الأولويّات فأرسل الرّسول عليه السّلام معاذا إلى اليمن قال له بلسان عربيّ مبين ( ليكن أوّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلاّ الله ) نحن اليوم معشر المسلمين يبدو لكثيرين منّا أنّنا لسنا بحاجة إلى أن ندعو المسلمين إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله لأنّنا  لا ندعو كفّارا وإنّما ندعو مسلمين والإسلام هو كما سمعتم ( إنّما أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله ) إذن نحن لسنا بحاجة إلى أن ندعو المسلمين إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله أنا أقول كذلك لسنا بحاجة إلى أن ندعوهم أن يقولوا فإنّهم قد قالوا ولكنّنا بحاجة أن ندعوهم إلى أن يفهموا ما قالوا لقد قالوا كلمة الإسلام لا إله إلاّ الله هل فهموها؟ هنا مع الأسف الشّديد نقول لا لم يفهموها وهذا بحث طويل يتعلّق بالتّوحيد وأقسامه توحيد الرّبوبيّة توحيد الألوهيّة أو العبوديّة وتوحيد الأسماء والصّفات أكثر الأحزاب الإسلاميّة لا تعرف هذا التّفصيل أبدا فكيف نطمع نحن أن نقيم دولة الإسلام على أيدي ناس أوّلا لم يفهموا الإسلام فهما صحيحا ولا إن كانوا فهموه فهما صحيحا فهم يريدون أن يصلوا إلى الأهرام قفزة واحدة ولا يسيرون على السّنن الكونيّة والشّرعيّة أن نبدأ بالأهمّ فالأهمّ كما فعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكما أمر به معاذا حينما أرسله إلى اليمن هذا ما عندي جواب عن هذا السّؤال والبحث طويل ولعلّ هذا يكفي إن شاء الله تريد تشرّبني

السائل : نعم

الشيخ : طيّب بسم الله .

السائل : يعني شيخنا نحن نقول نحن ماشين على الكتاب والسّنّة وهذه الدّعوة مؤمن بها النّاس حتّى يكونوا مجتمعين على هذه الدّعوة ولكن نرى شخص الشّيخ الألباني العالم هو الذي قائم بمهمّة العلم ولكن التّربية على هذا الشّيء خلّينا نقولها بصراحة مفقود

الشيخ : الله يهديك هو الشّيخ الألباني نبيّ الإسلام؟

السائل : لا

الشيخ : الشّيخ الألباني يريد مئات من أمثاله حتّى يتوزّعوا المسؤوليّات كلّ واحد يقوم بجانب ممّا فرض الله عليه ماذا مكمّل أنت لا نبيّ بعد رسول الله

السائل : صلّى الله عليه وسلّم

الشيخ : رسول الله جمع قوى القوّات كلّها بمختلف اختصاصاتها في شخصه عليه السّلام فلا غرابة أنّ الله اصطفاه رسولا للعالمين جميعا ولذلك أنا أقول لبعض الجماعات الحزبيّة يقولون لي هذا عملك كويّس وطيّب وكذا إلى آخره ولكن ليس بهذا العمل يقوم الإسلام أنا أقول هو كذلك , هو كذلك بهذا العمل فقط لا يقوم الإسلام لكنّي أقول لن يقوم الإسلام إلاّ بمثل هذا العمل وغيره ولذلك لا تنسوا قلت لكم آنفا العمل السّياسي لابدّ منه طيّب هل يقوم بالعمل السّياسيّ والعمل التّربويّ والعمل العلميّ والعلوم شتّى وشتى  إلى آخره هل يقوم بذلك شخص واحد؟ هذا أمر مستحيل فأنا أقول لهم هبوا أنّه هذا الشّيخ الألباني شيخ كتّاب فيه يعني أقلّ علما من شيخ كتّاب بعلّم الأطفال الصّغار هل من عاقل يقول إنّه ما نريد شيخ كتّاب بدون شيخ كتّاب ما نوجد دكتور صحّ

السائل : نعم

الشيخ : إذن هؤلاء الّذين ينقمون على بعض الأفراد من المسلمين حيث كرّسوا حياتهم لعلم ليكن تنازلا منّا هو مثل علم شيخ الكتّاب مع أنّني بفضل الله عزّ وجلّ أقول هذا العلم الّذي منحني الله عزّ وجلّ لي ليس من هذا القبيل بل هو ممّا لا يمكن أن تقوم دعوة إسلاميّة صحيحة إلاّ على تصفية السّنّة وتصفية العقيدة ممّا دخل فيها لكن من العبث ومن قلّة العقل أن يكلّف انسان واحد سواء كان هو هذا الألباني أو غيره أن يقوم بكلّ الواجبات المترتّبة على الطّائفة المنصورة هذا أمر مستحيل ولذلك قلت آنفا من أنّ الطّائفة المنصورة يجب أن يتجمّعوا في مكان واحد وأن يستعين كل متخصّص بأخيه المتخصّص في علم آخر يعني هذا يمدّ هذا بما عنده وهذا يمدّ الأوّل بما عنده وهكذا يتعاونون جميعا على الخير أصحاب الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لدى جميع النّاس لم يكونوا بنسبة واحدة في كلّ أمر من الضّروريّ أن يكون المسلم متخلّقا به مثلا هل كانوا بالعلم بالسّنّة سواء؟

السائل : لا

الشيخ : هل أبو بكر كان في السّنّة وهو أفضل الصّحابة كأبي هريرة؟ لا لكن هل كان أبو هريرة في حسن الصّحبة وقوّة الصّحبة لرسول الله والكياسة والفطنة والسياسة مثل أبي بكر؟ لا وعلى ذلك قل بالنّسبة لعمر وبقيّة الخلفاء وبقيّة العشرة وبقيّة الصّحابة لكن هذه المجموعة الطّيّبة لمّا تكتّلوا على أساس واحد هو الكتاب والسّنّة نصرهم الله عزّ وجلّ على أعدائهم لذلك فأنت بارك الله فيك كن واقعيّا لاتكن خياليّا الألباني بالكاد أن يربّي نفسه أوّلا بهذا العلم الّذي نذر له نفسه وأن يربّي أولاده وذويه الّذين يدندنون حوله أمّا أن يكون مربّيا للشّعب!؟ نحن وجدنا مربّين للشّعب أو لشعوب كثيرين لكن كان ينقصهم العلم الصّحيح أنا أقول بمثل هذه المناسبة وذكرت هذا أظنّ في بعض الكتابات أنّ حسن البنّا له فضل على الشّباب المصري حيث أنقذهم من القهاوي والسّينمايات إلى آخره لعلّ بعضكم يذكر شيئا من هذا الكلام أنا كتبته في بعض مؤلّفاتي

سائل آخر : نعم شيخنا في لقائكم مع مندوب مجلّة المجتمع الكويتيّة

الشيخ : نعم كويّس المقصود ولكن كان حسن البنّا ناقصا وكان يجب أن يكمّل هذا النّقص بغيره من أصحابه كان ناقصا لم يكن عالما في الكتاب والسّنّة ولذلك صدرت منه بعض الآراء الّتي تخالف السّنّة الصّحيحة مثلا موقفه بالنّسبة للأسماء والصّفات موقفه بالنّسبة للتّوسّل إلى آخره ما موقف رجل عالم متمكّن, لا عنده أفكار عامّة هكذا ويجعلها من الأمور الخلافيّة الّتي يمكن أن يباح الخلاف فيها قلت كان المفروض أن يكمل نقصه بغيره وقد كان عنده جماعة من كبار المثقّفين لكن تجد الإخوان المسلمين وقد اضطررنا الآن نسمّيهم ,إلى اليوم لا يوجد هذا العالم الّذي يوجّههم ويربّيهم على الكتاب والسّنّة ولذلك فالعالم الإسلامي الّذي يموج بهذه الكثرة الكاثرة يجب أن يستصفى منهم مئات إن لم أقل ألوف من العلماء كلّهم يجتمعون على كلمة سواء أي على الكتاب والسّنّة وهم لايزالون مختلفين حتّى الآن يعني مثلا نضرب بالبوطي والّذي تسمعون وتقرؤون عن كتاباته لا يزال إلى الآن يجادل بالباطل لأنّه نحن نقول يجب الرّجوع إلى الكتاب والسّنّة ويجب نبذ العصبيّة المذهبيّة والتقاء جميع الدّعاة ما نقول العامّة على هذه الكلمة السّواء الرّجوع إلى الكتاب والسّنّة ما يكون في داعية مثل البوطي ما مذهبك شافعي واحد ثاني ما مذهبك؟ حنفي هذا مثلا يلّي في حلب أو غيره. لم هذا التّحزّب؟ لم هذا التّمذهب؟ مادام (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر )) فإذا كان هؤلاء الرّؤوس بعد لم يتّفقوا على أصول وقواعد من قواعد الشّريعة الإسلاميّة؟ فكيف يرجى أنّ توجد هناك كتلة متوحّدة على الفهم الصّحيح للكتاب والسّنّة وأن يجتمعوا على هذه الأصول وتربية النّاس الّذين هم حولهم فعلى كلّ حال هذا بحث في الحقيقة له شعب كثيرة وكثيرة جدّا وإنّما المقصود هو التّذكير بأنّ العمل السّياسي يجب أن يكون قائما على العلم ولا يستطيع أن يقوم به شخص منفرد كما هو الواقع الآن في الجزائر من سبب هذه الثّورة؟ شخص شخصين ليس عندهم ذاك العلم المنشود لكن تكتّلت الملايين حولهم فماذا كان وراء ذلك ما كان إلا الضرر بالدعوة فقس على الثّورات الّتي سمعتم بها .

السائل : هل الطّائفة المنصورة هم أهل الحديث وإذا كانوا هم

الشيخ : أهل الحديث ومن ينهج منهجهم لأنّه ليس عندنا نحن نصّ عن الرّسول عليه السّلام أنّهم أهل الحديث أو أهل السّنّة

السائل : كلام العلماء

الشيخ : نعم

السائل :كلام العلماء

الشيخ : كلام العلماء و أنا أقول كلام العلماء لمّا يقولوا هم أهل الحديث ...

السائل : إذا لم يكونوا هم فمن هم ؟

الشيخ : اسمع يا أخي حينما يقولون أهل الحديث هل الرّجل العامي هو من أهل الحديث ؟

سائل آخر : لا

السائل : السؤال الثاني من هم أهل الحديث ؟

الشيخ : سيأتيك الجواب أنت أجب رجل عاميّ من عامة المسلمين هل هو من أهل الحديث ؟

السائل : لا

الشيخ : متى يكون من أهل الحديث ؟

السائل : إذا درس الحديث

الشيخ : لا لا هنا الخطأ يكمن ما إذا درس الحديث لا إذا تبنى منهج أهل الحديث

السائل : ماشي

الشيخ : وإلّا لا يمكن يكونوا كلّ المسلمين علماء في الحديث ولذلك أقول الطّائفة المنصورة هم أهل الحديث كما قال أئمة الحديث الأوّلين كمالك وعليّ بن المدينيّ وغيرهما ولكن ليس المقصود بهذه النّسبة هو جماعة معيّنين في بلد معيّن بأسماء معيّنين إلى آخره لا هم  طائفتان أهل الحديث طائفتان قلّة و كثرة القلّة هم العلماء العلماء بالسنّة والكثرة هم الذين يمشون على منهج أهل الحديث لو رجعنا أدراجنا إلى العهد الأوّل القرن الذي شهد له الرّسول عليه السّلام بأنّه خير الناس الصّحابة لا يشكّ ذو علم وبصيرة أنّهم كانوا على هذا المنهج يعني منهج الكتاب والسّنّة ولكن هل هم كلّهم كانوا عارفين بالكتاب والسّنّة ؟ لا. يذكر ابن القيم وغيره بأن العلماء من الصحابة الذين كانوا معروفين بالإفتاء للألوف المؤلفة من الصحابة هم بالكاد يبلغ عددهم مئتين صحابي بالكاد يبلغون هذا العدد يزيدون قليلا أو ينقصون و البقيّة يستنبطون ويعتمدون على هؤلاء إذن التاريخ يعيد نفسه فمن تبنى منهج اهل الحديث وأهل السنة فهو من الطائفة المنصورة ولذلك حينما أنا أسأل بمناسبة حديث  ( وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال هي الجماعة وفي رواية هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) .

الشيخ : يقولون يتساءلون أو يسألون هل الحزب الفلاني أو الجماعة الفلانيّة هي من الفرق الاثنين وسبعين أنا أقول لا يجوز الإجابة بأنّها فرقة من الاثنين و السبعين أو ليسوا كذلك لماذا ؟ لأنّني أعلم بالتّجربة أنه يوجد فيهم أفراد يتبنّون منهج أهل الحديث والسّنّة فعقيدتهم على عقيدة السّلف صلاتهم وصيامهم كذلك كل ما في الأمر أنهم تحزّبوا هذا التّحزّب وتكتّلوا هذا التّكتّل بدعوى أنه لا يمكن إقامة الإسلام إلا بهذا التّكتّل فإذن هؤلاء متحزّبون ولكنّهم مع ذلك هم على منهج أهل السّنّة وهم من أهل الحديث فهذا هو الجواب عمّا سألت

السائل : طيّب يا شيخ فيه تعليق بسيط ممكن

الشيخ : تفضّل

السائل : هل هناك كتب أو علماء ممكن عن طريقهم عن طريق الكتب أو عن طريق العلماء أن يصل النّاس إلى هذه الطائفة

الشيخ : طبعا عندك كتب معروفة

السائل : وهل ممكن ترشد الشّباب إلى هذه الكتب

الشيخ : كتب ابن تيميّة وابن القيّم الجوزيّة وصدّيق حسن خان والشّوكاني والصّنعاني وابن الوزير والحمد لله كثيرون والآن يوجد بعض العلماء في بعض البلاد الإسلاميّة ينهجون منهج السّلف الصّالح لكن كلّهم على تفاوت فناس مثلا بارزون بالتّوحيد لكن ضعفاء في علم الحديث ناس بارزون في الفقه ولكن ليسوا بارزين في علوم أخرى وهكذا فيمكن لطلاّب العلم أن يستعينوا بمثل هؤلاء الأفراد قديما وحديثا حتّى يكملوا النّقص الّذي في أنفسهم كما أشرت آنفا بالنّسبة لكبار العلماء لا يكمل أحدهم إلاّ بأخيه المرء قويّ بأخيه

سائل آخر : ذكرت قديما أستاذ أمثلة لو تذكر عن الحديث

الشيخ : حديثا

سائل آخر : نعم

الشيخ : نقول مثلا الشّيخ ابن باز وابن عثيمين وهناك في باكستان مثلا أو كشمير بعض العلماء والجمعيّة السّلفيّة هناك في الهند هؤلاء كلّهم ينهجون منهج أهل السّنّة وأهل الحديث , اللّهمّ اسق من سقاني .

السائل : فيه سؤال في الواقع كيف نستطيع أن نرتقي بإسلامنا إلى مستوى حضارات العالم

الشيخ : كيف؟

السائل : كيف نستطيع أن نرتقي بإسلامنا إلى مستوى حضارات العالم

الشيخ : مالك ولحضارات العالم ماذا فعل نبيّك حينما بعث إلى العرب الوثنيّين بالحضارة الفارسيّة والحضارة الرّوميّة ماذا فعل بها؟ نحن مغشوشون الآن بما يسمّى الحضارة الغربيّة كلّ الغشّ وهذا في الواقع سببه أنّ المسلمين ما عادوا يعتزّون بدينهم وذلك بسبب جهلهم بإسلامهم أوّلا ثمّ لبعدهم عن ان يكونوا قد ربّوا على هذا الإسلام الّذي لا يسمح لأحدهم لو ربّي على الإسلام أن يقيم وزنا لأمّة سوى امة الإسلام ولا لحضارة سوى حضارة الإسلام ولذلك لا يهمّك مثل هذه الحضارات .

السائل : في الواقع فيه لي بعض الأصدقاء في الدّول في أمريكا واروبا لكن يطبّقون الإسلام فاستشهدت بحديثك بالحديث عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ( أنا بريء من كلّ من أقام بين ظهراني الكفّار لأكثر من ثلاث ) فماذا تنصح هؤلاء الشّباب المسلم في الدّول الكافرة ليكونوا دعاة للإسلام

الشيخ : أوّلا أريد أن ألفت النّظر بأنّ قولك يطبّقون الإسلام فيه تسامح كبير في التّعبير أليس كذلك؟

السائل : ما فهمت قصدك يعني

الشيخ : قصدي واضح ولكن تأمّل فيما أقول أقول إن تعبيرك بأنّ أولئك القاطنين في بلاد الكفر أمريكا وأوروبا قلت إّنّهم يطبّقون الإسلام فيه تسامح في هذا التّعبير

السائل : في الواقع ما قصدته يطبّقون العبادات

الشيخ : أنا عارف يا شيخ ماذا قصدت

السائل : جزاك الله خير

الشيخ : لكن امش معي فيه تسامح في التّعبير صحّ؟ آه ما تريد تقول صحّ؟

السائل : معليش صحّ

الشيخ : إلاّ هزّا بالرّأس -يضحك - يعني خائف تسجّل عليك

السائل : لا ما خائف -يضحك-

الشيخ : ما في خوف هنا اعتراف بالحقّ يعني

السائل : صحّ مظبوط

الشيخ : المقصود أنا أنصح كلّ مسلم يقيم في بلاد الكفر بما نصح به الرّسول عليه السّلام ولا يمكنني إلاّ أن أكون كذلك ولكن فقه الإسلام يجعل لي فسحة بأن أقول إذا وجدت طائفة من المسلمين في بعض بلاد الكفر متكتّلة متجمّعة ويشعرون بأنّهم يستطيعون .

السائل : شيخنا الله يجزيك الخير كنت دائما الله يجزيك الخير تنهى الشّباب هؤلاء المتسرّعين والمتحمّسين عن الأعمال التي كانوا ينزلون ويسووا عمليّات في الضّفّة الغربيّة يقولوا عنها أعمال استشهاديّة طبعا الأعمال كأنّها تطوّرت والعياذ بالله الفتن هذه قد تحصل بهذا البلد فما هي نصيحتكم للشّباب شبابنا في هذا الوقت الله يجزيكم الخير في مثل هذه الظروف

الشيخ : النّصيحة هي هي كما قال عليه السّلام بالنّسبة لزمن الفتن كلّها( كونوا أحلاس بيوتكم ) كلّما اشتدّت الفتنة كلّما قوي هذا الأمر النّبويّ الكريم ( كونوا أحلاس بيوتكم ) و مع الأسف من الملاحظ في العالم الإسلامي أنّ مع هذا الّذي ندندن به كثيرا ونرفع من أجله رؤوسنا عالية ألا وهي الصّحوة الإسلاميّة أنّنا نلاحظ أنّ مع هذه الصّحوة شيء من الغرور واتّباع الهوى والابتعاد عن طلب العلم الصّحيح وعن الصّبر عليه ولذلك فنجد في هؤلاء الشّباب الّذين بهم تتمثّل الصّحوة المشار إليها انحرافا عن أمر مهمّ جدّا وهو الانطلاق من العلم الصّحيح وعدم الانطلاق من التّصرّفات الفرديّة الشّخصيّة

سائل آخر : السّلام عليكم

الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته, فتجد في كثير من البلاد حركات أشبه بالحركات الثّوريّة إن لم نقل الدمويّة الّتي لم يكن يعرفها الإسلام من قبل ولا يتعرّف عليها الإسلام من بعد لأنّ الإسلام إنّما هو دين دعوة كما قال عزّ وجلّ (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجالدهم بالّتي هي أحسن )) فكثير من هؤلاء الشّباب لا يفرقون بين وضع و وضع وبين عهد وعهد لا يفرقون بين أن تكون الدّولة الإسلاميّة قائمة على ساقها وقويّة في حكمها وفي انطلاقاتها وبين ما هو واقع اليوم في العالم الإسلاميّ اليوم ينطبق عليه تماما إنذار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأمّته أن تنحرف عن شريعة ربّها وأن تتباهى بكثرة عددها دون أن تكون عند حسن الظّنّ بها ذلك هو قوله عليه الصّلاة و السّلام ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ولينزعنّ الله الرّهبة من صدور عدوكم وليقذفنّ في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حبّ الدّنيا وكراهية الموت ) لا يفرق هؤلاء الشّباب بين أن تكون الدّولة الإسلاميّة قائمة لها حاكمها المسلم الّذي يتحاكم إلى الله ورسوله ولا يتحاكم إلى الطّواغيت والقوانين الأرضيّة وبين أن يكونوا كما قال عليه السّلام في هذا الحديث الصّحيح ( أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ) وقد ابتلينا في عصرنا الحاضر بكثير من الحركات إن لم نقل الثّورات الإسلاميّة قامت في بعض البلاد من باب إصلاح الأوضاع القائمة بسبب هذه الحكومات الّتي تحكم بغير ما أنزل الله فيريدون أن يصلوا إلى تحقيق الحكم الإسلاميّ وإقامة الدّولة الإسلاميّة على طريقة الثّورات الدّمويّة وهذا بلا شكّ كما قلت في مطلع هذه الكلمة شيء لم يأتي به الإسلام ولا يتعرّف عليه الإسلام إطلاقا ولذلك فلم تفد هذه الحركات إن لم نقل الثّورات لم تفد العالم الإسلاميّ شيئا بل أضرّت به ضررا بالغا كثيرا حيث رجع بالدّعوى القهقرى ما شاء الله من سنين كثيرة ولذلك فنحن ننصح دائما وأبدا بأن يعنى المسلمون قبل كلّ شيء بأن يصلحوا أنفسهم على حدّ قوله تبارك وتعالى (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم )) لقد ترك جماهير المسلمين هذا الأمر الإلهي فقط على الأقلّ وأخذوا يشتغلون بالفرض الكفائيّ عن الفرض العينيّ وينشغلون بالفرض الكفائيّ قبل أن تتهيّأ له أسبابه وظروفه , الفرض العينيّ (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم )), تجد في العالم الإسلاميّ كلّه الّذين يقومون بهذه الحركات القائمة على الاستعجال بالأمر وعدم الاستعداد له إنّما يقوم بذلك بعض الشّباب المتحمّسين الّذين لم يعرفوا الإسلام في أصوله وقواعده المتّخذة أو المستنبطة من كتاب الله ومن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولذلك تكون العاقبة مع الأسف الشّديد ضررا على العالم الإسلاميّ تحقيقا للحكمة الّتي أخذت من نصوص من الكتاب والسّنة تلك الحكمة الّتي تقول " من استعجل الشّيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " وقد ذكرت في أكثر من جلسة وقد تكون منها جلسة في هذا المكان بالذّات أنّ الله عزّ وجلّ حينما يخاطب النّاس بقوله (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به