Om artikkelen

Forfatter :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Dato :

Sat, Sep 20 2014

Kategori :

Fatwa (Q&A)

nedlasting

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 357

 

الشيخ : سألقي كلمة إن شاء الله موجزة حول الدّعوة الّتي ندعو النّاس إليها فأقول مفتتحا بخطبة الحاجة الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يعلّمها أصحابه إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله أمّا بعد فإنّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار. دعوتنا الّتي اصطلحنا ولكلّ قوم أن يصطلحوا على ما شاءوا الدّعوة الّتي اصطلحنا على تسميتها بالدّعوة السّلفيّة هي قائمة على ما اتّفق عليه كلّ الفرق الإسلاميّة وهو الكتاب والسّنّة ولكن رأينا مع التّجارب طيلة هذه القرون الطّويلة وبخاصّة في العصر الحاضر أنّه لا يكفي لمن كان يريد أن يكون على بيّنة من ربّه وعلى هدى من سنّة نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم تبيّن لنا من قديم عهد المسلمين وحاضرهم أنّه لا يكفي هذا الانتساب إلى هذين الأصلين اللّذين لابدّ منهما لكلّ مسلم ولكن لا يكفي ذلك بل ولابدّ من أن يضمّ إليهما على منهج السّلف الصّالح فدعوتنا قائمة اذن على الكتاب والسّنّة ومنهج السّلف الصّالح نقول هذا لأنّ المسلمين جميعا كما كرّرنا هذا على مسامع كثير من إخواننا ولا نزال نكرّر لأنّها حقيقة هامّة جدّا ومع ذلك فهي غائبة عن أذهان أكثر المسلمين في العصر الحاضر وفيهم كثير ممّن ينتمون إلى الدّعوة الإسلاميّة ويقال إنّهم من الدّعاة إلى الإسلام بل وفيهم من يريد أن يقيم دولة الإسلام ولكن ليس على المنهج هذا الّذي نحن ندندن حوله وإنّما على فهم له إمّا أن يستقيه من بعض من مضى وهذا الّذي استقاه منه لم يكن مصيبا فيما ذهب إليه وإمّا أن يجتهد هذا المعاصر أو هذا الدّاعية في العصر الحاضر فيفهم الآية أو يفهم الحديث كما يبدو له دون أن يعود إلى المرجع الثّالث وهو المرجع السّلفي من أين جئنا بهذه الضّميمة الثّالثة نقول الكتاب والسّنّة ومنهج السّلف الصّالح نقول نحن دائما وأبدا أخذنا ذلك من الكتاب ومن السّنّة ومن أقوال السّلف الصّالح أيضا فالكتاب كلّكم يقرأ فيه قول الله عزّ وجلّ (( ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرا )) لو كان الله عزّ وجلّ لا يريد أن يشرّع للنّاس ضرورة التّمسّك بهذا المرجع الثّالث ألا وهو سبيل المؤمنين لم يقل عطفا على قول ربّ العالمين (( ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى )) قال (( ويتّبع غير سبيل المؤمنين )) فإذن هو رب العالمين تبارك و تعالى ذكر في هذه الأية شيئا ثالثا غير ما كان عليه الرّسول عليه السّلام حيث قال (( ومن يشاقق الرّسول من بعدما تبيّن له الهدى و يتبّع غير سبيل المؤمنين )) فإذن على كلّ من كان حريصا على اتّباع كتاب الله و حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله و سلّم أن يفهم كلاّ من هذين المصدرين الكتاب و السنّة على سبيل المؤمنين على ما كان عليه المسلمون الأوّلون و الأمثلة تكثر في مثل هذا الموضوع ولا أريد أن أتوسّع لأنّي أريد أن أضيف إلى ذلك شيئا آخر كما ستسمعون قريبا إن شاء الله لكنّي أوجز الكلام حول هذه الدّعوة دعوة الكتاب و السّنّة وعلى منهج السّلف الصّالح لماذا نحن ندندن دائما و أبدا وعلى منهج السّلف الصالح؟ عرفتم أوّلا بهذه الآية الكريمة حيث أن الله عز و جل حذّر من مخالفة سبيل المؤمنين ولم يقتصر في تحذيره على مخالفة ما كان عليه الرّسول فجمع بين الأمرين فقال (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ))كذلك السنّة تؤكّد هذا المعنى الإضافي إلى الكتاب و السنّة فقوله عليه الصّلاة و السّلام في حديث الفرق ( و ستفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النّار إلاّ واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة ) فإذا لفت النّظر هنا وكأنّه اقتباس من الآية السّابقة الجماعة أي ما كان عليه الرّسول عليه السّلام وجماعته من الصّحابة الكرام هذا الحديث يلتقي تمام الالتقاء مع الآية السّابقة كذلك حديث العرباض بن سارية الّذي فيه وأختصر الّذي فيه أنّه لم خطب فيهم قالوا أوصنا قال ( أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن وليّ عليكم عبد حبشيّ و إنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنّتي ) و لم يقف هنا وإنّما عطف على سنّته فقال عليه السّلام ( وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي ) إذن هنا سنّتان سنّة الرّسول عليه السّلام وسنّة الأصحاب الكرام و بخاصّة منهم الخلفاء الرّاشدين هذا كتاب الله و هذه أحاديث رسول الله عليه السّلام أما أقوال السّلف الصّالح هؤلاء الّذين ننتمي إليهم و نتشّرف بالانتساب إليهم ونرجوا الله تبارك وتعالى أن يوفقّنا لأن نتمسّك بهديهم لأنّهم هم الّذين نستطيع أن نقول إنهّم كانوا على هدى من ربهم بينما كلما تأخر الزمن كلّما ابتعد النّاس عن فهم هدي الرسول صلّى الله عليه وسلّم من جهة  وعن تطبيق ما فهموه من جهة أخرى فمن أقوال هؤلاء السّلف الّتي تلتقي مع ما سبق من الكتاب و السنّة ما يذكر في كتب البدع التي ألّفت للتّحذير منها و النّهي عنها قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه " كلّ عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا تعبّدوها " أي فلا تتعبّدوها " كلّ عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا تتعبّدوها " أحالنا حذيفة بن اليمان وكلّكم يعلم أنّه كان صاحب سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا يحذّرنا وينهانا عن أن نتعبّد الله تبارك وتعالى بعبادة لم يكن عليها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ذلك أيضا قول بن مسعود رضي الله تعالى عنه " اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " " اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق "وهناك قصّة ذكرناها مرارا وتكرارا خلاصتها أنّ ابن مسعود وقف على حلقات في المسجد لا يرقصون رقص الرّقّاصين من الدّراويش ومن أصحاب الطّرق كالمعروفين بالمولوية أو بأمثالهم ممّن يدورون يزعمون أنّهم يذكرون الله تبارك وتعالى, لا. كانت هذه الحلقات الّتي رآها ابن مسعود في المسجد يذكرون الله يسبّحون الله ويحمدون الله ويكبّرون الله ومع ذلك أنكر عليهم هل أنكر عليهم بالتّسبيح والتّحميد و التّكبير؟ لا. وإنّما لأنّه رأى فيهم أمرا محدثا نكرا ماذا؟ وجد أمام كلّ واحد من أصحاب الحلقات حصى يعدّ به التّسبيح والتّكبير والتّحميد وفي وسط كلّ حلقة شيخ رئيس حلقة رئيس ذكر خلّينا نسمّيه هكذا الآن ,تفضّل يقول لمن حوله سبّحوا كذا احمدوا كذا كبّروا كذا فيطقطون بالحصى أو بالحصى يعدّون العدد الّذي أمرهم به شيخ الحلقة هذا فقط الّذي رآه ابن مسعود من أصحاب الحلقات فماذا كان موقفه؟ قال لهم محذّرا ومؤنّبا " ويحكم ما هذا الّذي تصنعون؟ " وكان قد تلثّم وأزال اللّثام من وجهه وقال " أنا صحابيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عبد الله ابن مسعود ما هذا الّذي تصنعون؟ " قالوا " حصى " كما يقول المبتدعة اليوم يا أخي ما فيها نصلّي على الرّسول ونذكر الله قالوا " حصى نعدّ به التّسبيح والتّحميد والتّكبير " قال " عدّوا سيّئاتكم وأنا الضّامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء عدّوا سيّئاتكم وأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم ما أسرع هلكتكم هذه ثيابه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم تبل وهذه آنيته لم تكسر والّذي نفسي بيده أإنّكم لأهدى من أمّة محمّد " أي أصحاب محمّد جماعة محمّد " والّذي نفسي بيده أإنّكم لأهدى من أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم أو إنّكم متمسّكون بذنب ضلالة " انظروا البلاغة العربيّة الفصيحة ما قال أو إنّكم متمسّكون بضلالة وإنّما بذنب ضلالة تحقيرا للضّلالة فكان جوابهم جواب كلّ المبتدعة في كلّ زمان وفي كلّ مكان فاحفظوا هذا الرّدّ من ابن أمّ مكتوم من بن أمّ عبد هذا ابن مسعود جاء الكناية عنه بهذا التّعبير في حديث ( من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا طريّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد ) فهذا احفظوا جوابه ماذا قال جوابا على قولهم والله يا أبا عبد الرّحمن ما أردنا إلاّ الخير قال " وكم مريد للخير لا يصيبه " " وكم مريد للخير لا يصيبه " يستدلّ على ذلك قال لقد حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( سيكون أقوام في آخر الزّمان يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقيامه مع قيامهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة ) يقول ابن مسعود لأصحاب الحلقات إنّه نحن سمعنا الرّسول عليه السّلام يحدّث عن أقوام هم أشدّ عبادة منّا نحن معشر أصحاب رسول الله عليه السّلام ومع ذلك يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة العبرة من هذه القصّة أنّ راويها قال " فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النّهروان " أي أصبحوا من الخوارج الّذين خرجوا على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فقاتلوه وهم مبطلون وهو المحقّ حتّى استأصل شأفتهم وقضى على ضلالهم ولم ينج منهم إلاّ أفراد قليلون فأودت بهؤلاء المبتدعة هذه البدعة الصّغيرة الّتي كانوا يتحاقرونها ولا يهتمّون بها ويظنّون أن لا شيء فيها أودتهم إلى البدعة الكبرى وهي الخروج على الخليفة الرّاشد من هنا قلنا اقتباسا من قول العلماء " الصّغائر بريد الكبائر " يعنون بهذه الكلمة أنّ المسلم لا ينبغي أن يحقر ارتكابه للصّغائر فيقول معليش لأنّها إذا صارت ديدنا وصارت عادة للمرتكب لهذه الصّغائر فسيوصله ذلك لارتكاب الكبائر أقتبسته أنا من كلمة هؤلاء العلماء أنّ البدعة الصّغيرة بريد البدعة الكبيرة وهذا هو المثال الواقع في هذه القصّة وهي مرويّة بالسّند الصّحيح في سنن الدّارميّ إذا اجتمع الكتاب والسّنّة وأقوال سلفنا الصّالح على أنّ المسلمين إذا أرادوا أن يفهموا دينهم فهما صحيحا فعليهم أن يلزموا ثلاثة أشياء كأصل لهم الكتاب والسّنّة وما كان عليه السّلف الصّالح وهذا أمر واضح جدّا لأنّهم كانوا شهود أعيان يرون الرّسول كيف فعل ولذلك هم نقلوا لنا كلّ ما كان عليه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى ما يتعلّق بثيابه ما يتعلّق بشعره ما يتعلّق حتّى بنعله فقد جاء في الصّحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال ( كان لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نعلان لهما قبالان ) نعلان لهما قبالان يعني سيرين صندل أو شاروخ أو ما أدري ماذا يسمّى باختلاف البلاد التي مستعملة في البلاد الحجازيّة أربع أصابع في حجرة والإبهام في حجرة هاتان الحجرتين هاتين قبالان في اللّغة العربيّة ماذا يهمّ في هذا الموضوع أنّ الرّسول كان له نعلان لهما قبالان ليس لهذا علاقة بالعبادة والدّين إطلاقا لكن هذا إن دلّ على شيء كما يقال اليوم فإنّما يدلّ على حرص أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن ينقلوا إلى من يخلفهم من بعدهم ما شاهدوه من النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي ذلك فائدة أخرى أرجو الانتباه لها كأنّهم نقلوا كلّ شيء وتركوا البحث في هذه الأشياء لمن يأتي من بعدهم متأثّرين بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه, فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) يعني ممكن أن يأتي في الجيل الثّاني في القرن الثّاني الّذين هم من التّابعين أفراد يفهمون ممّا سمعوه من بعض الصّحابة ما لم يفهمه بعض الصّحابة إذن هم نقلوا كلّ شيء ممّا يتعلّق بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم سواء كان ممّا يسمّيه بعض الفقهاء بسنّة العبادة أو كان ممّا يسمّونه بسّنّة العادة إذا لا مناص لكلّ مسلم من أن يتعرّف ليس فقط على الكتاب والسّنّة بل وعلى ما كان عليه السّلف الصّالح ولابدّ من التّذكير هنا بأنّ التّعرّف على ما كان عليه الصّحابة سبيله سبيلا واحدة وليس هو سبيل المفسّرين ولا الفقهاء ولا اللّغويين ولا و لا عدّوا ما شئتم من أهل الاختصاص في مختلف العلوم وإنّما هو سبيل جماعة واحدة هم أهل الحديث, أهل الحديث هم الّذين يستطيعون أن يقدّموا الشّرطين الّذين يليان الشّرط الأوّل الكتاب الشّرط الأوّل فهذا والحمد لله كما قال تعالى(( ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدكّر )) أمّا السّنّة فلا يستطيع أن يقدّمها إلى المسلمين إلاّ طائفة واحدة هم أهل الحديث ولذلك جاء عن بعض السّلف وعلى رأسهم أحمد بن حنبل إمام السّنّة أنّ قوله عليه الصّلاة والسّلام في الحديث المتواتر ( لاتزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خالفهم حتّى تقوم السّاعة ) قال هم أهل الحديث هؤلاء الطّائفة المنصورة هم أهل الحديث في كلّ زمان ومكان لأنّهم هم الّذين يستطيعون أن يعرفوا على ما كان عليه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أوّلا ثمّ هم الذين يستطيعون أن يعرفوا ما كان عليه أصحابه صلّى الله عليه وآله وسلّم لذلك فالحكم الفصل وهذه خلاصة الكلمة الحكم الفصل في تمييز المتمسّكين بالكتاب والسّنّة حقيقة وليس اسما إنّما هم الّذين يعرفون ما كان عليه السّلف الصّالح أوّلا ثمّ يمشون على طريقتهم كما سمعتم في الآية السّابقة من التّحذير عن مخالفة سبيل المؤمنين وأوّل ما ينصرف ذهن التّالي لهذه الآية الكريمة أنّ المقصود بسبيل المؤمنين هم أصحاب الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لما امتازوا به من خصال معروفة لديكم جميعا إذن عرفتم لماذا نحن ندعو إلى الكتاب والسّنّة وعلى منهج السّلف الصّالح لأنّ كلّ المذاهب وكلّ الطّرق وكلّ الأحزاب الّتي حدثت خاصّة في هذا الزّمان لا تخرج عن دائرة الإسلام لا يوجد فيها جماعة أو حزب يقول نحن لسنا على الكتاب والسّنّة لكن حطّهم على سبيل المؤمنين فتجدهم خارجين عن سبيل المؤمنين لماذا؟ لأنّهم يفسّرون نصوص الكتاب والسّنة على مفاهيمهم الخاصّة الّتي تنقدح في أذهانهم ويخالفون في ذلك ما كان عليه السّلف الصّالح من الهدى ومن النّور الشّيء الثّاني الّذي أريد أن أضمّه بعد أن لخّصت لكم سبب دعوتنا إلى الكتاب والسّنّة وهو على منهج السّلف الصّالح .

الشيخ : أريد ان أربط الكلمة التّالية وأرجو أيضا أن تكون موجزة بقصّة ابن مسعود الآنفة الذّكر حيث أنكر ابن مسعود على أصحاب الحلقات تسبيحهم وتحميدهم وتكبيرهم كلّ ذلك لله عزّ وجلّ لماذا؟ لأنّهم أحدثوا شيئا لم يكن  عليه العمل في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لكن هل هذه عبادة أم ليست عبادة؟ يمكن الجواب بجوابين متناقضين هذه عبادة لأنّ فيها تسبيح وتحميد وتكبير ولكنّها ليست عبادة لماذا؟ لأنّ العبادة كما عرفتم هي ما كان موافقا لما كان عليه الرّسول عليه السّلام والصّحابة هذا ممّا أشار إليه علماء التّفسير في آية واحدة ألا وهي قوله تبارك وتعالى(( فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا)) في هذه الآية قالوا شرطان ليكون العمل صالحا الشّرط الأوّل أن يكون موافقا للسّنّة وهذا الّذي كنّا ندندن حوله آنفا لماذا أنكر ابن مسعود على أصحاب الحلقات وهم يذكرون الله؟ لأنّهم ذكروا الله على وجه لم يكن ذلك الوجه معهودا ومعروفا في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذن هذا ليس عملا صالحا فالعمل الصّالح يشترط فيه أن يكون على السّنّة وهذا له أدلّة كثيرة منها وأقف عنده قوله عليه السّلام ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) إذن العبادة ولو كانت عبادة في ظاهرها كما سمعتم تسبيح وتحميد وتكبير لكن إذا لابسها أو أحاط بها شيء حادث لم يكن في عهد الرّسول عليه السّلام خرج هذا العمل عن كونه صالحا وضرب به وجه صاحبه لما سمعتم من الإشارة في الآية على ما قال علماء التّفسير وصريح الحديث ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) الشّيء الثّاني الّذي أريد أن ألفت النّظر إليه وهذا قلّ ما نتطرّق  إليه لأنّه في الحقيقة أمر لا يخفى على كلّ المسلمين مهما كانت مذاهبهم ومهما كانت طرقهم ولذلك فنحن نادرا ما نذكّر به وعلى العكس من ذلك إنّما ندندن في التّذكير حول أمور النّاس عنها غافلون فلا يحسن مثلا أن نتحدّث عن الزّنا وعن السّرقة وشرب الخمر لأنّها موبقات وذنوب وكبائر لا يوجد في المسلمين من يجهل ذلك لكن على طريق الوعظ والتّذكير لابأس لكن الّذي يجب التّحديث به والدّندنة حوله دائما وأبدا هو إذا رأينا النّاس قد انقلبت عليهم المفاهيم كما أشار إلى ذلك ربّ العالمين في مثل قوله عزّ وجلّ (( قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا )) فاليوم المسلمون في غفلة ساهون هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا ولكنّهم في الواقع يسيئون صنعا في كثير من العبادات أكثرها بروزا وأكثرها تكرارا ووجوبا هي الصّلاة ولا تكاد في جماهير المصلّين تجد فيهم من يحقّقون أمره عليه السّلام في الحديث الصّحيح في البخاري( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ) ولذلك إن كان يحسن أن نقول ( من ترك الصّلاة فقد كفر ) تحذيرا من ترك الصّلاة هذا واجب لأنّ كثيرا من النّاس اليوم لا يعبأون بالصّلاة ولا يقيمونها ولكن يجب تنبيه المصلّين أنفسهم لأنّهم يصلّون ولا يصلّون هذه هي المشكلة يصلّون ولا يصلّون كما قال عليه الصّلاة والسّلام لذلك الرّجل الّذي اصطلح العلماء على تسمية حديثه بحديث المسيء صلاته روى البخاريّ ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يوما في المسجد فدخل رجل وقام يصلّي ولمّا انتهى من الصّلاة جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال " السّلام عليك يا رسول الله " قال ( وعليك السّلام ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّي ) إذن هذا صلّى وما صلّى هذه مشكلة إذا ما قلنا أكثر المصلّين فيقينا مشكلة كثير من المصلّين أنّهم يصلّون ولا يصلّون فرجع الرّجل وصلّى ثمّ عاد قائلا " السّلام عليك يا رسول الله " قال ( وعليك السّلام ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّي ) وهكذا ثلاث مرّات أخيرا عرف الرّجل أنّه لا يحسن الصّلاة لأنّه صلّى ثلاث مرّات وكلّ مرّة يقول له عليه السّلام ( لم تصلّ ) فقال يا رسول الله والله لا أحسن غيرها علّمني فقال له عليه الصّلاة والسّلام ( إذا قمت إلى الصّلاة فتوضّأ كما أمرك الله ثمّ أذّن ثمّ أقم ) جملة معترضة ثمّ أذّن ثمّ أقم هذه ليست في الصّحيحين وأنا أروي لكم كما صدّرت الرّواية بقولي أخرجها الشّيخان في صحيحيهما في سنن أبي داود وغيره ( ثمّ أذّن ثمّ أقم ) أقول هذا للفائدة لأنّ كثيرا من النّاس إذا فاتتهم الصّلاة في المسجد قام رأسا الله أكبر لا أذّن ولا أقام وبخاصّة إذا صلّى في العراء هذا خطأ يخالف الحديث الصّحيح ( ثمّ أذن ثمّ أقم ) ولا نريد أن نقف هنا ( ثمّ استقبل القبلة ثمّ أذّن ثمّ أقم ثمّ كبّر ثمّ اقرأ ما تيسّر من القرآن ثمّ اركع حتّى تطمئنّ راكعا ثمّ ارفع حتّى تطمئنّ قائما ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجدا ثمّ ارفع حتّى تطمئنّ جالسا ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجدا ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها فإن أنت فعلت ذلك فقد تمّت صلاتك و إن أنت انقصت منها فقد انتقصت من صلاتك ) فالشّاهد أنّ كثيرا من النّاس اليوم عباداتهم لم يتحقّق فيها الشّرط الأوّل للقبول وهي أن توافق السّنّة إنّما أريد كما أشرت أن أتكلّم عن الشّرط الثّاني وهو (( و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا )) الآية تقول (( فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا )) ما قال فليعمل عملا وضع شرطين اثنين الشّرط الأوّل عملا صالحا وقد شرحنا ما هو العمل الصّالح الموافق للسّنّة الشّرط الثّاني والأخير (( ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا )) ما قال لا يشرك بالله الشّرك بالله شيء والإشراك في عبادة الله شيء آخر ومن هنا أخذ علماء التّفسير هذا الشّرط الثّاني فقالوا لا تقبل صلاة المصلّي وصيامه وحجّه وكلّ الطّاعات والعبادات إلاّ إذا تحقّق الشّرط الثّاني وهو أن يكون مخلصا لله عزّ وجلّ في عبادته أيّ شيء كانت هذه العبادة ولا يمكن إحصاؤها وحصرها فإذا مثلا خطيب يخطب يوم الجمعة أو غير الجمعة أو مدرّس يدرّس في أيّ يوم في أيّ وقت وهو لا يرجو بتلك الخطبة أو بهذا الدّرس وجه الله خالصا له ينعكس خيره إلى شرّ تنعكس عبادته إلى ضلالة ذلك لأنّه أخلّ بالشّرط الثّاني فلو فرضنا خطيبا يخطب على الكتاب والسّنّة وعلى منهج السّلف الصّالح ولكنّه إنّما يريد بذلك أن يظهر أمام النّاس أو يدرّس درسا على الكتاب والسّنّة ومنهج السّلف الصّالح لكن لا يبتغي فيه وجه الله فدرسه هذا يعود عليه أوّلا هباءا منثورا وثالثا ينقلب أجره إلى وزر ذلك ما جاءت به أحاديث ... -المسجد عندكم قريب-, تمام الكلمة الثّانية الّتي كنت بدأت بها عقب الكلمة الأولى الكلمة الأولى كما عرفتم هي لماذا ننتمي إلى السّلف الصّالح؟ لأنّ دعوة الإسلام لا يمكن أن تفهم إلاّ من طريق منهج السّلف الصّالح فالإسلام كتاب وسنّة ومنهج السّلف الصّالح أمّا الكلمة الثّانية فأردت بها أن ألفت نظر الحاضرين وكما قال عليه السّلام ( و ليبلّغ الشّاهد الغائب ) أنّ أيّ عمل يأتي به المسلم وهو عمل صالح أي على الكتاب والسّنّة فلا يقبل عند الله عزّ وجلّ إلاّ إذا كان خالصا لوجهه تبارك وتعالى أمّا إذا لم يكن كذلك فهو كما سمعتم في نهاية الكلام السّابق ينقلب أجره إلى وزر عليه والأحاديث والآيات الّتي جاءت لتؤكّد هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدّا فالله عزّ وجلّ يقول في القرآن الكريم (( و ما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين )) فالعبادة يشترط فيها علاوة على الشّرط السّابق وأعود فأقول لا حاجة للتّذكير فقد عرفتم ما هو الشّرط السّابق أن يكون على السّنّة فالشّرط الآخر هو أن يكون ليس لإنسان ما شركة في هذه العبادة الّتي هو يعبد الله بها وإنّما جعلها خالصة لوجهه تبارك وتعالى ذلك هو قوله عزّ وجلّ (( وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين )) كذلك قال عليه الصّلاة والسّلام ( بشّر هذه الأمّة بالرّفعة والسّناء والمجد والتّمكين في الأرض ) أي إذا قامت بعبادة الله وحده لا شريك له بدليل تمام الحديث ( و من عمل منهم عملا للدّنيا فليس له في الآخرة من نصيب ) ومن عمل منهم عملا للدّنيا فليس له في الآخرة من نصيب والعبادة تشمل كلّ العبادة لا فرق في ذلك بين صلاة وصيام وجهاد فلعلّكم جميعا طرق سمعكم على الأقلّ يوما ما قوله عليه الصّلاة والسّلام ( إنّما الأعمال بالنّيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) الآن تعلمون أنّ هناك جهادا لايزال قائما في أفغانستان فهل هذا الجهاد يؤجر عليه كلّ مجاهد؟ الجواب لا من كان ذهابه إلى أفغانستان للجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ لا ليقال فيه فلان راح جاهد شهر شهرين ثلاثة ورجع ما شاء الله ومتمرّن على القتال واستعمال أنواع الأسلحة إلى آخره لا تقبل له هذه الخصلة من الجهاد إلاّ إذا كان خالصا لوجه الله تبارك وتعالى وعلى ذلك فقيسوا أيّ جهاد تسمعون به ممّا لايزال مثلا في أرض فلسطين ممّا يسمّى بالانتفاضة وممّا وقع حديثا ممّا يسمّى بحرب الخليج هل هذه كلّها هي عبادة لله عزّ وجلّ؟ الجواب على التّفصيل السّابق ما كان منه موافقا للكتاب والسّنّة ومنهج السّلف الصّالح أوّلا ومن كان في ذلك مخلصا لله تبارك وتعالى ثانيا فهو الّذي تقبل عبادته وترفع إلى الله عزّ و جلّ كما قال (( إليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصّالح يرفعه )) وأشدّ الأحاديث ترهيبا وتحذيرا من أن يتطلّب المسلم بعبادة من العبادات شيئا من حطام الدنيا هو حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الّذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ومن هول هذا الحديث حينما يشعر المسلم الممتلئ رهبة وخوفا من الله عزّ وجلّ وخشية أن يكون عمله الصّالح غير مقبول عند الله عزّ وجلّ الّذي يستحضر هذه الخشية حينما يريد أن يسوق هذا الحديث لا يكاد ينطق لسانه به كما وقع لراوي الحديث وهو أبو هريرة رضي الله تعالى عنه حيث كان في مجلس في حضرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه فطلب منه أحد الجالسين أن يروي له حديث الرّسول عليه السّلام في الثّلاثة الّذين تسعر بهم النّار يوم القيامة فتهيّأ أبو هريرة ليتحدّث بهذا الحديث ولكنّه سرعان ما أغمي عليه وغشي عليه لرهبة الحديث ثمّ نضحوا في وجهه الماء حتّى أفاق وهكذا ثلاث مرّات حتّى عادت إليه روحه ونفسه وقدرته وقوّته فابتدأ الحديث يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( أوّل من تسعر بهم النّار يوم القيامة ثلاثة عالم ومجاهد وغنيّ ) هؤلاء نخبة النّاس الّذين يستطيعون أكثر من غيرهم أن يعمّ النّاس بالفائدة العامّة ثلاثة عالم ومجاهد وغنيّ قال أبو هريرة قال رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم ( يؤتى بالعالم فيقال له أي عبدي ماذا عملت بما علمت؟ فيقول يا ربّي نشرته في سبيلك فيقال له كذبت إنّما فعلت ليقول النّاس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النّار ) من هو؟ العالم العالم المفروض أنّه يصدق فيه قوله تبارك وتعالى (( يرفع الله الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات )) هؤلاء المفروض فيهم أن يرفعهم الله درجات عالية في الجنّات و إذا بهم أوّل من تسعر بهم النّار يوم القيامة لماذا؟ لأنّه حينما علّم النّاس ما قصد بذلك وجه الله وإنّما قصد أن يتحدّث النّاس ويحسنون الثّناء عليه وأن يقولوا فيه ما شاء الله فلان رجل عالم هكذا كان قصده و هنا نقطة لا بأس منها القصد في القلب كما سمعتم في الحديث السّابق إنّما الأعمال بالنيّات ولا يطّلع على النيات إلا علاّم الغيوب فمن علم الله منه أنّه يعلم النّاس لوجه فلا يضره بعد ذلك أأحسن النّاس الثّناء عليه أم أساءوا؟ فالأمر عنده سيّان و على العكس من ذلك إذا لم يقصد بعلمه وجه الله تبارك و تعالى فلا ينفعه ثناء الناس عليه مطلقا لأنّ الله العليم بما في الصّدور قد علم منه أنّه لم يقصد بعلمه وجه الله تبارك وتعالى فمن علّم النّاس ليقول النّاس عنه فلان عالم فهو لم يحقّق الغاية من العبادة الّتي ذكر الله  عزّ وجلّ في الآية السّابقة (( وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين )) هذا هو العالم يلقى في النّار قبل كثير من النّاس الآخرين لماذا؟ لأنّه لم يكن مخلصا لله في علمه ( ثمّ يؤتى بالمجاهد فيقال له أي عبدي ماذا عملت فيما أعطيتك من قوّة فيقول يا ربّي قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت إنّما قاتلت ليقول النّاس فلان بطل فلان شجاع وقد قيل ) هنا يقال وقد قيل خذوا به إلى النّار كما قيل في العالم كذلك يقال للجنس الثّالث وهم الأغنياء ( فيؤتى بالغنيّ فيقال له ماذا فعلت بما أنعمت عليك من مال؟ فيقول يا ربّي أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنّما فعلت ليقول النّاس كريم وقد قيل خذوا به إلى النّار) قال عليه الصّلاة والسّلام خاتما لهذا الحديث ( فهؤلاء الثّلاثة أوّل من تسعر بهم النّار يوم القيامة ) ويعني بذلك ثلاثة أجناس العلماء والمجاهدون والأغنياء قصدوا بما أوتوا من نعمة العلم و القوّة و المال قصدوا غير وجه الله تبارك وتعالى قصدوا حسن الثّناء عليهم من النّاس فحصلوا على ما إليه قصدوا ولذلك كأنّ الله عزّ وجلّ يقول لهم قد حصّلتم ما أردتم أنت أيّها العالم أردت أن يقول النّاس فلان عالم قد قالوا فأخذت أجرك وأنت أيّها المجاهد قاتلت شجاعة ليقول النّاس فلان بطل وقد قالوا فقد حصّلت أجرك وأنت أيّها الغنيّ أنفقت وقيل فلان أكرم من حاتم الطّائيّ مثلا هذا الّذي قصدته بإنفاقك قد حصّلته فأخذت أجرك أمّا اليوم فلكم النّار لماذا؟ لأنّكم أشركتم معي في عبادتي غيري لذلك قال تعالى (( فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا )) فإذا حصيلة هاتين الكلمتين في هذه اللّيلة أنّه كما يجب على كلّ مسلم أن يكون مخلصا في كلّ عبادة يتعبّد الله بها فيجب عليه أيضا أن يكون في كلّ عبادة يتعبّد الله بها أن تكون عبادته على منهج السّلف الصّالح فإذا اختلّ شرط من هذين الشّرطين فلا تكون العبادة عبادة مقبولة عند الله تبارك وتعالى فنسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا مخلصين في عباداتنا ومتّبعين لنبيّنا صلّى الله عليه وسلّم في كلّ عباداتنا وبهذا القدر الكفاية والحمد لله ربّ العالمين

قراءة الشّيخ لسورة الطّارق كاملة .