About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 441

الشيخ : طيب في شيء غيره

السائل : شيخنا لازال فيه سؤالان أوّلا فيه سؤال أصولي أو السّؤال الأخير ماهي نصيحتكم أوّلا للجبهة الإسلاميّة للإنقاذ في الجزائر و تصل إليهم إن شاء الله و إلى رجالها و إلى الشّباب المسلم في الجزائر . بارك الله فيكم .

الشيخ : و فيكم بارك , على ضوء ما سبق من كلامي و البيان ما أظنّ عندي شيء جديد أقدّمه جوابا على هذا السّؤال لكنّي ألخّص فأقول أنا أنصح إخواننا في الجزائر و في كلّ البلاد الإسلاميّة الّذين قيّض الله لهم منزلة و مكانا بين إخوانهم المسلمين أن يعنوا بالعلم بدراسة العلم وأنّ مع الزّمن يخرجون علماء يتولّون تعليم الشّعب المسلم و بالتّالي ننصح هذا الشّعب المسلم بشيئين اثنين , الشّيء الأوّل أن يلجأ إلى العلماء يستفتيهم في كلّ ما يتعلّق بشؤون حياتهم و ثانيا أن لا يقعوا في مثل ما نلمس نحن في هذه البلاد و غيرها أنّ كثيرا من الشّباب حينما يشعرون أنّهم أوتوا شيئا من الفهم و القراءة و الكتابة فيستعجلون بالإفتاء بما يجوز و ما لا يجوز و هذا حرام و هذا حلال فيغترّون بالشّيء القليل ممّا عندهم من الثّقافة و ينسون قول الله تبارك و تعالى (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) فهم يعلمون من قرارة نفوسهم أنّهم ما صاروا من العلماء الّذين يجوز لهم أن يجيبوا فيما إذا سئلوا (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) مع ذلك فهم يستعجلون في الأمر و يحلّلون و يحرّمون اعتمادا على هذا العلم القليل الّذي عندهم و الّذي لا يسوّغ لهم أن يفتوا أنفسهم بأنفسهم فضلا عن أن يفتوا غيرهم , علم العلم و العمل بالعلم إن شاء الله . خلاص انتهى؟

السائل : خلاص , فيه سؤال قدّمه أحد الإخوان الآن .

الشيخ : نعم .

السائل : يقول بعض بلاد المسلمين تشتهر فيها دور البغاء و تشرف الدّولة عليها و تعطي البغايا أجورا على البغاء و معلوم نهي النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم عن البغي أو عن هذا ...

أبو مالك : عن مهر البغي .

السائل : نعم عن مهر البغيّ .

الشيخ : أي نعم .

السائل : فماذا تقولون في هذا ماذا توجهون ..

أبو مالك : يعني هل يكفّر الحاكم بهذا ..

الشيخ : آه هذه ليست أوّل مخالفة من هذه القوانين بلا شكّ هذا نوع من الكفر فقد يكون كفرا اعتقاديّا و قد يكون كفرا عمليّا فمن يشرّع هذا القانون على أنّه جائز و مباح فهو كفر يخرج صاحبه من الملّة أمّا من يشرّعه كأولئك الّذين يأكلون أموال النّاس بالباطل بأيّ طريق من الطّرق كالسّرقة و السّرقة المقنّنة كالبنوك مثلا فكلّ هذه الأشياء هي محرّمة إسلاميّا فمن استحلّها و لم يعترف بتحريم الشّرع إيّاها فهذا كافر مرتدّ عن دينه أمّا من استحلّها معترفا بمخالفتها للشّريعة فشأنه شأن الّذي يزني و الّذي يسرق و الّذي يستغيب و ينمّ و و إلى آخره كلّ هذه معاصي لا يخرج بارتكابها من دائرة الإسلام ما دام لا يزال يتمنّى عقيدة حكم الإسلام فإذا لم يتبنّى هذه العقيدة فهو حينذاك كافر .

السائل : السلام عليكم يا شيخ أوّل ما أبدأ به كلامي

الشيخ : في عندك سؤال

السائل : تمهيد للسؤال يعني

الشيخ : تفضل .

السائل : أوّل ما أبدأ به كلامي أنّني أحبّك في الله

الشيخ : أحبّك الله الّذي أحببتني له , نعيش بحبّكم و بدعواتكم الصّالحة إن شاء الله .

السائل : بارك الله فيك يعني فيما يخصّ الدّراسة في الجامعات , يعني أريد توضيحا هناك بعض الإخوة في الجزائر سمعوا فتوتكم

الشيخ : فتواكم

السائل : فتواكم في هذا الموضوع هناك من قال أنّ هذه الفتوى صالحة إلاّ للبلدان الّتي نجد فيها جامعات مختلطة و جامعات غير مختلطة فيها اختلاط وهناك جامعات ما فيها اختلاط و هناك من قال أنّها صالحة لكلّ البلدان . فأريد منكم توضيحا في هذا الموضوع .

الشيخ : الّذي أفهمه من هذا التّفريق من ذاك البعض أنّه كأنّه ينطلق في هذا التّفريق من قاعدة معروفة و هي غير معروفة القاعدة هي الّتي تقول " الغاية تبرّر الوسيلة " فشرح قوله أنّ العلم هذا لابدّ منه فإذا كان يوجد جامعة ليس فيها اختلاط فهذا هو السّبيل لتحصيل هذا العلم أمّا إذا لم يكن مثل هذه الجامعة إلاّ جامعة فيها اختلاط فالغاية تبرّر الوسيلة , الغاية هي تحصيل العلم و الوسيلة هي هذه الجامعة الّتي فيها الاختلاط . نحن نقول هذه القاعدة ليست معروفة في الإسلام هذه القاعدة قاعدة للكفّار هم الّذين نشروا هذه القاعدة بفعلهم و بثقافتهم الغاية تبرّر الوسيلة , الشّرع لا يجيز الوسيلة الّتي ليست مباحة شرعا في سبيل تحصيل مصلحة شرعيّة على العكس من ذلك الإسلام أحيانا يوقف الأخذ بالمصلحة دفعا للمفسدة و هنا القضيّة بالعكس الغاية تبرّر الوسيلة يعني أن تتّخذ وسيلة في سبيل تحقيق مصلحة . هنا يأتي في بالي الشّاعر القديم الّذي لا أحفظ منه إلاّ الشّطر الثّاني لعلّ الأستاذ يمدّنا بمحفوظاته أنا أحفظ قوله " ليتها لم تزن و لم تتصدّق " إيش الشّطر الأوّل ؟

سائل آخر : " أمطعمة الأيتام من كدّ فرجها     ويل لك لا تزني و لا تتصدّقي "

الشيخ : ارفع صوتك حتى يسجل

سائل آخر : " أمطعمة الأيتام من كدّ فرجها     ويل لك لا تزني و لا تتصدّقي "

الشيخ : فهذه تزني من أجل ماذا ؟ من أجل أن تتصدّق , تغنّي و تبني مسجدا بمالها المحرّم ليس لهذا المال ذلك الأجر الّذي تبغاه من وراء بناء المسجد فهذه قاعدة كافرة " الغاية تبرّر الوسيلة " و أرجو أن تفهموا هذا جيّدا لأنّ كثيرا من الأحزاب الإسلاميّة تقوم تصرّفاتها على هذه القاعدة " الغاية تبرّر الوسيلة " يصل الأمر أحيانا إلى بعض هؤلاء الأحزاب أن يفتروا على غيرهم من المسلمين تحطيما لهم لأنّهم لا ينضمّون إلى حزبهم الغاية تبرّر الوسيلة هذا ليس من الإسلام لا من قريب و لا من بعيد . فنعود الآن إلى ذلك البلد الّذي لا يوجد فيه إلاّ جامعة مختلطة ما هو هذا العلم الّذي يراد تحصيله أهو فرض عيّن أم فرض كفاية ؟ لاشكّ أنّه ليس فرض عيّن هناك قد يدرسون على العكس من ذلك علما لا يجوز دراسته كمثل دراسة قوانين الاقتصاد و السّياسة و نحو ذلك ممّا يخالفون فيها الشّريعة الإسلاميّة في كثير من فروعها فحينما يقول ذلك القائل أنّه هذه الفتوى صحيحة إذا وجدت جامعتان إمّا إذا لا يوجد إلاّ جامعة واحدة نحن نعرف هذا و صدر من أخ لنا عزيز علينا في الكويت قبل المحنة الأخيرة هذه و صرّح تصريحا خطيرا جدّا بأنّه لا يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة إلاّ بارتكاب بعض المحرّمات و أنا أعتقد أنّ كلّ جماعة إسلاميّة تريد أن تحشر نفسها في العمل السّياسي القائم الآن في الحكومات الإسلاميّة ستضطرّ إلى الوقوع في مثل هذه المخالفة يعني في ارتكاب ما حرّم الله على قاعدة " الغاية تبرّر الوسيلة " هذا ليس من الإسلام في شيء فلذلك نحن نقول لو لم تقم قائمة هذه الجامعة القائمة على معصية الله عزّ و جلّ ماذا سيصيب المسلمين من الدّمار و الهلاك ؟ لا شيء . بل على العكس من ذلك حينما يتبنّون حكم الإسلام سيضطرّون أن يوجدوا جامعة قائمة على نظام الإسلام و أنتم تعلمون أنّ مسجدا ضرارا أنشئ لا يجوز الإقامة فيه و الصّلاة فيه و هو مسجد لعبادة الله عزّ و جلّ وحده لا شريك له مع ذلك أنشئ إيش ؟ ضرارا . لهذا القصد إذن يجوز بل يجب أن يهدم من أصله من أساسه فهذه الجامعة القائمة على الاختلاط الغير مشروع ما هي الفائدة العلميّة الّتي ستقدّمها إلى الشّباب المسلم أنا أعتقد أنّ هذا ليس هو السّبيل لتحصيل العلم و نحن حينما نقول هذا الكلام لا ننسى أنّ الإسلام يأمر المسلمين أن يتعلّموا كلّ علم نافع , كلّ علم نافع و ليس هذا خاصّا في العلم الشّرعي بل أيّ علم فيزياء , كيمياء فلك إلى آخره ممّا يمكن أن يستفيده المسلمون و أن يقيموا حياتهم الحاضرة عليها هذا فرض كفائي لكن في سبيل تحقيق هذا الفرض الكفائي , لا يجوز أن يعرّض المسلم نفسه لمخالفة شرعيّة هنا تحضرنا كثير من الأمور الّتي يقع فيها الشّباب المسلم و الشّابّات المسلمات نحن نقول مثلا اليوم أنّ الطّبّ انتشر و صار له تخصّصات عديدة في جوانب متعدّدة جدّا و أنّ النّساء بحاجة إلى طبيبات هذه حقيقة لا يجهلها إنسان و أنّه لا يجوز شرعا للمرأة المسلمة أن تعرض بدنها بسبب مرض ألم ّبها عند رجل طبيب فإذا يجب أن يكون عندنا طبيبات مسلمات لكن ما هو الطّريق ؟ على قاعدة الغاية تبرّر الوسيلة يرى بعضهم أن نسمح لبناتنا , لأخواتنا , لنسائنا أن يدخلن هذه الجامعات المختلطة في سبيل تحصيل هذا العلم لأنّه فرض كفائي لابدّ منه نحن نقول لا . لأنّه هذا الاختلاط يعرّض فتياتنا و نساءنا للفتنة و بخاصّة إذا كان نوع الطّبّ الّذي يتطلّب من المرأة أن يقترب وجهها من وجه الطّبيب المعلّم نفسها من نفسه إلى آخره هذه تعرّض نفسها للفتنة و تقع هناك مشاكل أنتم لابدّ سمعتم الشّيء الكثير أو القليل منها لذلك نحن نقول من كان مسلما و يغار على عرضه و على نسائه فلا يجوز له أن يقدّم بنته أو أخته فضلا عن زوجته لتحصّل هذا الفرض الكفائي و كما قيل قديما لكلّ ساقطة في الحيّ لاقطة أنا أعتقد أنّ المسلمين و المسلمات ليسوا كلّهم بمثابة واحدة من الاهتمام بالأحكام الشّرعيّة فلابدّ يوجد هناك من الشّباب و الشّابّات من لا يهتمّون بالحرام و الحلال و بخاصّة إذا وجدوا بعض الأقوال الّتي تساعدهم على استحلال ما يقول الآخرون بأنّه غير حلال هذا النّوع هو الّذي سيكون كبش الفداء و لا ينبغي نحن أن نجعل نساءنا كبش الفداء بالتّالي لا نجعل نحن أنفسنا كبش الفداء في سبيل تحصيل ذلك العلم الّذي هو فرض كفاية و ليس فرض عين لأنّ فرض الكفاية لا يجوز تحصيله بارتكاب ما هو فرض عين اجتنابه أي المحرّمات , فالمحرّم هو فرض اجتنابه فلا يجوز ارتكابه في سبيل تحصيل ماذا ؟ فرض كفائي . هذا هو جواب ما سألت .نعم

السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

أبو ليلى : عرف نفسك أولا

السائل : ابو همام عمر ... .

الشيخ : أهلا

أبو ليلى : الذي كان حزينا لأجل ما رآك

الشيخ : كيف ؟

أبو ليلى : الذي كان حزينا لأجل ما رآك

الشيخ : أهلا وسهلا .

السائل : يا شيخ عندي ثلاثة أسئلة , السّؤال الأوّل يعني في قضيّة أفغانستان هل الجهاد في أفغانستان فرض عين و إن كان فرض عين ما نصيحتك هل هناك جماعة تقوم على الكتاب و السّنّة تنصحنا بالذّهاب إليها ؟

الشيخ : أنا لا أزال أعتقد أنّ الجهاد في أفغانستان هو فرض عين بل الآن آكد ممّا مضى من الزّمان لأنّي أعتقد أنّ الّذين يذهبون إلى هناك من البلاد العربيّة فهم يذهبون أوّلا لمجاهدة الكفّار الّذين هم الشّيوعيّون واستحلّوا البلاد و حكموها بالدّمار و ثانيا أنّهم سينقلون إليهم شيئا من العلم الّذي هم بحاجة إليه كنّا هذا نقوله قديما أمّا الآن فهناك شيء آخر يجب على من يستطيع أن يذهب إلى هناك في سبيل الجهاد أيضا في سبيل تقريب وجوه الاختلاف بين القادة الّذين وقع الخلاف بينهم كما بلغنا مع الأسف و لعلّ ذلك كان من أسباب عدم اقتطاف ثمرة هذه العشر سنوات الّتي كنّا نسمع أنّه كادوا أن يبلغوا العاصمة الّتي هي كابل و إذا بهم وقفوا أخيرا و الله أعلم بسبب أو لعلّه من الأسباب هو الخلاف الّذي وقع بين الرّؤساء هناك فهذا أمر طارئ جديد لم يكن من قبل يوجب على المسلمين الغيورين أن يذهبوا إلى هناك لمقاتلة الأعداء من الكفّار الشّيوعيّين أوّلا ثمّ لمحاولة الإصلاح بين هؤلاء المختلفين هذا جوابي عمّ سألت .

السائل : بارك الله فيك السّؤال الثّاني

السائل : ما موقفنا إذا دخلت الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ في الجزائر للبرلمان ماذا يكون موقفنا هل ننتخب أم لا خاصّة بعدما قلت بأنّ دخول البرلمان هذا ما ثبت عن سلفنا الصّالح ؟

الشيخ : نحن قلنا لإخواننا الجزائريّين و قلنا هنا أيضا نحن لا ننصح أحدا من المسلمين أن يرشّح نفسه ليكون عضوا في البرلمان و عرفتم السّبب فيما سبق من البيان بجانب هذا نقول إذا وجد هناك ناس من الشّباب المسلم رشّح نفسه نائبا في البرلمان مقابل أفراد آخرين من أحزاب غير إسلاميّة فأنا أرى و الحالة هذه أن ننتخب الجنس الأوّل لأنّنا إن لم ننتخبه نجح الجنس الآخر يعني من باب تحقيق أخفّ الضّررين عرفت الفرق لا ننصح مسلما بأن يرشّح نفسه فإن أبى و رأى أنّ هذا يعني فيه خير و رشّح نفسه فيجب علينا أن نرشّحه بديل أن نرشّح ذاك الكافر أو الفاسق أو تلك المرأة الفاجرة و نحو ذلك .

السائل : سؤالي الأخير هو سؤال يعني في الصّلاة , يعني سمعت فتوى لك و ربّما أسأت فهمها لأنّني تناقشت مع الأخ هاشم قلت له يعني ذات يوم دخلت إلى مسجد ... و كانت صلاة العشاء و أنا مسافر فقال لي إيّاد الذي يعمل مع أبي ليلى صلّ معهم العشاء و انو المغرب و الرّكعة الثّالثة دون تشهّد لما أصل للركعة الثالثة أسلّم فأقوم و أكبّر و أدخل مع الإمام في الرّكعة الرّابعة ثمّ يعني عندما يسلّم الإمام أنا أتمم بركعة و أسلّم و لمّا قلت للأخ هاشم قال لي ... .

الشيخ : عفوا تقول تجيء  بركعة واحدة يعني بيكون صلّيت العشاء ركعتين ؟ أو أربعة ؟

السائل : يعني صلّيت ثلاث ركعات مع الإمام ..

الشيخ : ثلاث ركعات المغرب ؟

السائل : نعم

الشيخ : أنا أسألك أنت صلّيت العشاء ركعتين أو أربعة ؟

السائل : ركعتين .

الشيخ : طيّب ما الخلاف الّذي جرى بينك و بين هاشم ؟

السائل : أنا قلت له أنا هكذا سمعت الفتوى أو سألتك عن طريق الهاتف أذكر ... فقال لي ربّما ما هكذا يكون خطأ ..

الشيخ : هو كذلك , أنت حينما صلّيت المغرب ثلاث ركعات و فارقت الإمام في الرّكعة الرّابعة جلست و سلّمت خرجت من صلاة المغرب .

السائل : فارقت الإمام في الرّكعة الثّالثة ..

الشيخ : أنا أتكلّم , صلّيت المغرب ثلاث ركعات و قمت و أدركت من صلاة الإمام ركعة , نويت أنت أن تصلّي العشاء فالإمام لمّا سّلم قمت أنت و جئت بركعة ثانية و سلّمت .

السائل : نعم .

الشيخ : هذا خطأ لأنّك أنت لمّا اقتديت بالإمام المقيم تنقلب صلاتك إلى صلاة مقيم لا فرق بينك في هذه الصّورة و بين أنّك لو أدركت صلاة العشاء مع الإمام المقيم في أوّلها ماذا تفعل إذا دخلت المسجد و أقيمت صلاة العشاء و أنت تريد أن تصلّي صلاة العشاء الإمام أحرم بالصّلاة من هنا و أنت  أحرمت معه فحينما قام للرّكعة الثّالثة تقوم معه أم لا ؟

السائل : أقوم معه .

الشيخ : طيّب , كذلك هنا أو قبل أن أقول لك كذلك هنا , لماذا تقوم معه لأنّك اقتديت بالإمام المقيم و لا فرق حينذاك اقتديت بالإمام المقيم في أوّل الصّلاة أو في ثاني ركعة أو في ثالث ركعة أو قبل السّلام أقلّ شيء هو أن تدرك الإمام في التّشهّد قبل أن يسلّم مجرّد ما اقتديت بالإمام المقيم و أنت مسافر تنقلب صلاتك من صلاة مسافر إلى ... واضح لعلّها ليست منتشرة عندكم لأنّي أسمعها كثيرا منكم هذا معناه ..

السائل : أنا شابّ أدرس في أوروبا .

الشيخ : أعانك الله .

السائل : و المصيبة أنّني أعيش في مجتمع جاهلي كافر .

الشيخ : الله أكبر .

السائل : و في الجامعة لا تستطيع أن تتصوّر ماذا يجري داخل الجامعة .

الشيخ : الله أكبر .

السائل : ما هي نصيحتك ؟

الشيخ : نصيحتي , النّجاة النّجاة -يضحك - و ماذا تدرس؟

السائل : أقدّم دراسات عليا على الكمبيوتر .

الشيخ : في الكمبيوتر , و كم سنة مضى عليك ؟

السائل : الآن أنا عندي ستّة أشهر في دراسة اللّغة السّويديّة .

الشيخ : و استطعت أن تعيش في هذا الجحيم ؟

السائل : أنا منعزل عن هذا الجحيم .

الشيخ : كيف ؟

السائل : منعزل لا أخرج كثيرا

الشيخ : كيف منعزل

السائل : من الدّراسة إلى البيت أو إلى المسجد .

أبو مالك : السّويد شيخنا , تعتبر أفسد بلاد الدّنيا . أفسد بلاد الدّنيا

الشيخ : الله أكبر .

أبو مالك : يعني كلّ ما يتصوّر العقل الإنساني من فساد على وجه الأرض و الانحراف في الفساد موجود هناك .

السائل : و هي أقوى دولة في هذا العلم الّذي اسمه الدّاتا , هي أقوى دولة في العالم هي تعتبر الدّولة الثّالثة مع أمريكا و اليابان هي الثالثة

الشيخ : الظّاهر أنت يا أبا إيش أنت ؟

السائل : أبو عثمان .

الشيخ : أبا عثمان ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فيبدو يا أبا عثمان أنّك ما كنت تعرف أنّ هذه البلاد كما يقول الأستاذ هنا أفسد بلاد الدّنيا .

السائل : كنت أعرف .

الشيخ : كنت تعرف ؟! الله أكبر . و كيف عرفت و انحرفت ؟

السائل : عندي صديق دكتور هناك هو مهّد لي الطّريق للدّراسة .

الشيخ : ماذا تعني بكلمة تمهيد .

السائل : هو جهّز لي وجد لي كلّ الظّروف حتّى ألتحق بالجامعة .

أبو مالك : يعني الالتحاق هناك صعب ؟

السائل : أي نعم .

أبو مالك : فيسّر له الالتحاق . يعني يسّر له الشّرّ

الشيخ : ألا ترى أنّ هذا يدخل في القاعدة السّابقة الغاية تبرّر الوسيلة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : يا الله , لا حول و لا قوّة إلاّ بالله طيّب و بعد أن تتخرّج ماذا تتصوّر سيكون عملك ؟ مشروعا أم غير مشروع ؟

السائل : هذا عمل واجب عليّ .

الشيخ : ما أجبتني .

السائل : مشروعا أنا أظنّ .

الشيخ : كيف مثلا ؟ ستكون موظّف في بنك مثلا .

السائل : لا هذا ليس للبنك هذا لتسيير المؤسّسات و هذا شيء مفقود .

الشيخ : لا أرجوك من دون شرح أنا ظننت أنّك ستكون موظّفا في البنك قلت لا ... تكن موظّفا ؟

السائل : أسيّر معامل , تسيير المعامل و هذا  شيء مفقود .

الشيخ : و هذه المعامل يعني ماشية بدون كمبيوتر؟ و ليس لها علاقة بالبنوك .

السائل : لا توجد لها علاقة بالبنوك , إنّما بتطوير الكمبيوتر الآن من الممكن أن أتّصل باليابان بدون هاتف عن طريق الكمبيوتر أنا أستطيع أن أتكلّم مع أيّ شركة في اليابان أو في أمريكا بدون هاتف نستطيع أن نتكلّم أن يقدّم لي الأسعار أو أيّ شيء من هذا ... .

الشيخ : نعم هذا معلوم لكن أقول هل ستكون المعاملة مشروعة ؟

السائل : نعم لماذا لا تكون مشروعة ؟

الشيخ : هل تعلم أنت شركة قائمة على أساس شرعي ؟

السائل : لا لا يوجد شركة قائمة على أساس شرعي .

الشيخ : إذن لم سألتني لم لا يكون ؟ فقد عرفت لم لا يكون .

السائل : هذا شيء واجب عليّ أن نأخذ كلّ المعلومات من أوروبا و نقدّمها لأوطاننا ولأي دولة عربية.

الشيخ : هذا صحيح بارك الله فيك لكن على البيان السّابق بدون ما يحرق نفسه , بدون ما يخالف شرعه ... .

السائل : الآن بالسّويد كلّ شيء علمي , أداة علميّة حديثة أوّل دولة تأخذها هي السّويد و هي أغنى دولة في العالم و كلّ البحوث أوّل دولة تتحصّل عليه السّويد أنا آخذ منهم هذه البحوث وأقدّمها إلى بلدي , هناك بعض الشّباب إخوة يبرمجون في المستقبل بأعمال للجزائر .

الشيخ : نحن قلنا بارك الله فيك كلّ علم , آنفا قلنا و ما العهد عنك ببعيد كلّ علم يستفيد منه المسلمون فهو فرض كفاية تحصيله من بعض المسلمين ألم نقل هذا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فأنت الآن تشرح هذه النّقطة و تقول أفعل كذا و أقدّم للمسلمين نقول نعم و لكن بشرط أن لا نقع في مخالفة شرعيّة فإذا كنت أنت ذاك الرّجل فأنت أنت .

السائل : فبم تنصحني الرّجوع إلى الوطن ؟

الشيخ : و الله أنت أدرى لأنّه يعني أنت تتصوّر الوضع الّذي أنت تكون فيه , هل أنت موافق للشّرع أم مخالف فإن كنت موافقا للشّرع فحصّل هذا العلم و كما قلت قدّمه إلى إخوانك المسلمين في الجزائر أمّا إذا كنت مخالفا للشّرع فالغاية لا تبرّر الوسيلة فلذلك أنا ما أستطيع أقول لك يعني تابع أو لا تتابع . أهل مكّة أدرى بشعابها و صاحب الدّار أدرى بما فيها ثمّ أنا أظنّ أنّ الشّباب المسلم المندفع لتحصيل العلوم العصريّة هو في الواقع ذهنه فارغ من الأحكام الشّرعيّة منها مثلا لا يعلمون أنّ الاستيطان في بلاد الكفر حرام . نادر جدّا من الشّباب إلاّ في العصر الأخير صار عنده شيء من العلم و التّوعية و أنّهم يعلمون أنّه لا يجوز أن يسافروا لأمريكا , لبريطانيا , للسّويد , إلى آخره لأنّ الرّسول عليه السّلام يقول ( من جامع المشرك فهو مثله ) ما المقصود من جامع بمعنى الجنس لا. هي المخالطة الّتي كنّا ندندن حولها بالنّسبة للجامعات ( من جامع المشرك ) أي خالطه و عاش معه فهو مثله و أوضح في الدّلالة معنى قوله عليه السّلام ( أنا بريء من كلّ مسلم مقيم بين ظهراني المشركين ) و الأحاديث بهذا المعنى كثيرة و كثيرة جدّا لماذا ؟ لأنّ الطّبع سرّاق تفهمون هذا الكلام أظنّ ؟ الإنسان بلاّشعور كما يقولون يكسب أخلاق من يجالسهم سواء كانت هذه الأخلاق حسنة أو كانت أخلاقا سيّئة ولذلك جاءت الأحاديث الصّحيحة تترى و تدندن حول الحظض على مجالسة الصّالحين و الابتعاد عن مجالسة الكفّار و الفاسقين من ذلك قوله عليه الصّلاة و السّلام ( مثل الجليس الصّالح كمثل بائع المسك إمّا أن يحذيك ) أي يعطيك مجّانا ( و إمّا أن تشمّ منه رائحة طيّبة وإما أن تشتري منه ) فأنت على كلّ حال مستفيد منه إمّا مجّانا و هذه أكبر فائدة و إمّا أن تشمّ منه و هذه أقلّ فائدة و إمّا أن تتبضع منه وتشتري ( و مثل الجليس ... إمّا أن تشمّ منه رائحة كريحة ) و لهذا و لبيان تأثير المجتمع الفاسد على السّاكنين فيه جاء الحديث الّذي لابدّ أنّكم أو على الأقلّ بعضكم سمع منه أو قرأه و هو قوله عليه السّلام ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة و تسعين نفسا ثمّ أراد أن يتوب إلى الله فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على راهب أي على متعبّد جاهل ) فقال له أنا قصّتي كذا و كذا ( فهل لي من توبة ؟ قال له مستنكرا فعلته قتلت تسعة و تسعين نفسا و تسأل عن توبة لا توبة لك ) فقطع رأسه و أكمل عدد المائة به لكن الرّجل مخلص فلم يزل يسأل عن عالم فدلّ على عالم فأتاه و قال له ( إني قتلت مائة نفس بغير حقّ هل لي من توبة ؟ قال و من يحول بينك و بين التّوبة و لكنّك بأرض سوء ) هنا الشّاهد ( فاخرج منها و اذهب إلى القرية الفلانيّة الصّالح أهلها فانطلق إليها في الطّريق جاءه الموت فتنازعته ملائكة الرّحمة و ملائكة العذاب ) كلّ يدّعي أنّه من حقّه ( فأرسل الله إليهم ملكا و قال لهم قيسوا ما بينه و بين كلّ من القريتين الّتي خرج منها و الّتي قصد إليها فقاسوا فوجدوه أقرب إلى الّتي قصدها بميل الرّجل في مشيته فتولّته ملائكة الرّحمة ) هذا مثال من تأثير الجوّ الفاسد , الجوّ الفاسد معنويّا و خلقيّا كالجوّ الفاسد ماديّا وطبّيّا تماما و لذلك قال عليه السّلام بالنّسبة للطّاعون ( وإذا سمعتم بالطّاعون في أرض فلا تدخلوها ) فأنتم الآن تدخلون الأرض المطعونة و هذا الطّعن أخطر من ذاك بكثير و كثير جدّا في سبيل ماذا ؟ أوّلا أنا أقول ليس في سبيل الله يقينا إلاّ أفرادا قليلين جدّا , في سبيل الطعام والشراب فقط في سبيل الحصول على الطّعام و الشّراب ما شاء الله (( و من يتّق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )) فلذلك ينبغي على المسلمين أن يلزموا بلادهم و أوطانهم و أن لا يخرج عنها إلاّ لضرورة و أنّهم إذا اضطرّوا للخروج إلى بلاد موبوءة فإمّا أن يتحصّنوا تماما كما يفعل الممرّضون إذا دخلوا أرضا موبوءة ماذا يفعلون ؟ تجدونهم يحتاطون بالإبر و بالحقن و بالكمّامات و ما شابه ذلك كلّ هذا في سبيل المحافظة على سلامة الجسم فالمحافظة على سلامة القلب و الخلق أهمّ و أهمّ بكثير , الآن السّاعة الحادية إلاّ ثلث و لعلّ في هذا القدر كفاية و بخاصّة أنّ أمامنا و لا نقول أمامكم فأنتم قوم سفر , أمامنا نحن الصّيام أمّا أنتم فلكم الخيار من شاء صام و من شاء أفطر هكذا قال عليه السّلام .

سائل آخر : و الله يا شيخ الشّعب الجزائري اشتاق إلى رؤيتكم ... .

الشيخ : الله يبارك فيكم لو كنت أرى جواز الصّورة من أجل إرواء الغليل كنت قدّمت لكم صورة .

سائل آخر : شيخ نقدّم لكم دعوة إلى الجزائر ووجودكم هناك يفيد و يفيد جدّا وهذا مطلب و نلحّ في الطّلب

الشيخ : جزاكم الله خيرا هذا طلب يتكرّر و كثير من إخواننا الطّيّبين من أمثالكم وجّهوا إلينا مثل هذا الطّلب لكن قلت في الصّيف ضيّعت اللّبن مضى مضى الوقت

" ألا ليت الشّباب يعود يوما         لأريه ما فعل المشيب "

وسبحانك اللّهمّ و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك .

السائل : جزاك الله خيرا .