About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 424

السائل : كذلك الشّعب الأفغاني فإذن علينا أن نبحث ماهي الطّريقة العمليّة الّتي يمكن أن ندعو بموجبها الشّعب الأفغاني لأن يتّجه إلى الطّريق الصّحيح وهو الطّريق السّلفي فلا يجوز أن نلوم القادة , القادة عاجزون على أن ينشروا الدّعوة بأنفسهم أو بعدد الأفغانيّين القليلين جدّا حولهم من الدّعاة لأنّ في هذا الوقت أمامهم أمر هامّ وهو الجهاد إذن عليهم أمرين أوّل أمر الجهاد الثّاني الدّعوة , الجهاد أمر ملحّ و لا يمكن أن يمتدّ عشرات من السّنين الطّويلة عليهم أن يحسموا هذا الأمر إنّما الدّعوة الصّحيحة بين شعب جاهل كما وصفوه الإخوان يحتاج إلى سنين طويلة فإذن نحن علينا أمرين الأمر الأوّل أن ندعم الجهاد الأفغاني بطريقة من الطّرق و الأمر الثّاني أن ننشر الدّعوة الصّحيحة .

سائل آخر : يعني موجود تعقيب على الأستاذ أبو يوسف , أنّ قادة الجهاد السّلفيّين هؤلاء النّاس يا شيخ سعيد قادة الجهاد الأفغانيّين تحرّكوا في هذين الخطّين فأنشأوا الجامعات الشّرعيّة تدرّس العقيدة ... يعني كلّيّة الجهاد و الدّعوة في بابو أنشأوها رأيت كيف تخرّج شباب على مستوى من العلم الشّرعي أو العلوم الشّرعيّة كلّها رأيت كيف على الخطّ الصّحيح الخطّ السّلفي كذلك هناك معاهد لإعداد المعلمّين أكثر من معهد موجود في بيشاور حتّى نقلت هذه هذا التّدريس نقل في الدّاخل فهنالك كان موجودا الدّكتور عبد الله رحمه الله مديريّة اسمها مديريّة التّعليم تهتمّ بنشر الفكر أو زي ما تقول العقيدة السّلفيّة بين النّاس وهنالك جماعات موجودة في داخل أفغانستان وخارجها في بيشاور لها شبه تنظيم أو جلسات تجلس ما بعضهم و تدرّس القرآن و التّفسير و الحديث رأيت و عمل الشّيخ عبد الله رحمه الله معسكرات تربويّة شرعيّة لجمع الأفغان من جميع الأحزاب ووضع كلّ اثنين في خيمة يعني أجل الخيمة ثمانية اثنين رأيت كيف منها حزب إسلامي الحزب الإسلامي كان يضمّ جميل الرّحمن رأيت كيف و اثنين من حكمت يار و اثنين من ربّاني و اثنين من سيّاف ومعظمهم قادة جبهات الّذين جمعوا في حدود الخمسمائة , كلّ معسكر كان يضمّ خمسمائة واحد هؤلاء الناس رأيت كيف كلهم من قادة الجبهات تقريبا ويجلسوا مع بعض حتّى يحبّوا بعض و يتعاونوا مع بعض و يتفاهّموا بعض ونحن جالسين هناك في المخيّم يأتون بعض النّاس -إن شاء الله - يقولون يا أخي فهمّونا تريدون تشرحوا للنّاس إنّ عقائد الأفغان المشركة و الفاسدة لازم تبيّنوها للنّاس قلنا يا أخي من خلال التّعلّم للإسلام و القرآن و دراسة الحديث كلّ هذا يبيّن أمّا أنت توقّف بمواقف يعني أسلوب صعب و تقف وتقول الأفغان كذا وكذا وهذا ما حصل في الجبهات أنّ بعض الإخوة السّلفيّين السّعوديّين أتوا حطّوا هناك يحترموا الشّهيد كثير وهذا عمل غير صحيح شرعا يحطّون علم على القبر جاء واحد من إخواننا السّعوديّين أخذ العلم فهو الرجل لا تعلّم ولا كذا مسّك الرّشاش و رشّوا فرّغ المخزن فيه اعتبره ضدّ دينه يا أخي فهذه القضيّة زي ما تفضّل أخونا الأستاذ أبو يوسف قال هذا ما العيب على الأفغان العيب على العلماء التي قاعدة برّة رأيت كيف وزي ما كان الشّيخ عبد الله ... استشاري الشّيخ عبد الله موجود ما في واحد يسيب محلّه ينادي ابنه حذيفة في العالم الإسلامي أين العلماء ليسدّوا الثّغرة أو الفجوة الّتي تركها والدي وكان على جميع الجهات رحمه الله رأيت كيف يدرّس ... .

الشيخ : هذا بارك الله فيك نحن لا نختلف أنّه الدّعوة يجب أن تكون بالأسلوب الحسن لكن يجب أيضا أن نحكي الواقع كما حكاه هنا الأستاذ جمال بالنّسبة للشّيعة وموقفهم و عداؤهم الشّديد لأهل السّنّة كذلك يجب أن نتكلّم عن واقع العقيدة في هذه البلاد فحينما تتفضّل و تقول إنّ هؤلاء الدّعاة من عشرين سنة دعوا إلى عقيدة التّوحيد ينبغي أن لا يكون هناك مثل هذا الشّرك الذي يترتب من وراءه لمّا بالغ في أسلوبه ذاك السّلفي كما تشير فراح الرّشاشة وعمل عمله , عشرين سنة في الدّعوة فنحن نتمنّى أن يكون هذا الخبر صحيحا , لكن الّذي نعرفه أنّه ليس هناك ناس يهتمّون بالدّعوة كما قال أبو يوسف الدّعوة كما يهتمّون بالجهاد نفسه .

الشيخ : ونحن أظنّ لا خلاف بين مسلمين إطلاقا إنّه أساس كلّ انتصار على الكفّار هو العقيدة , أليس كذلك ؟ طيّب , ثمّ إذا اختلف المسلمون في العقيدة فهم سيختلفون فيما دون العقيدة من باب أولى و الخلاف في العقيدة هو الّذي يضرّ و الخلاف في الفروع هو الّذي لا يضرّ إذا ما الإنسان أخلص في اتّباع الحقّ حيثما كان فترك جماهير الدّعاة الإسلاميّين اليوم ليس هناك فقط , في كلّ البلاد الإسلاميّة الاهتمام بنشر العقيدة الصّحيحة بين الشّعوب هذا قصور من العلماء كلّهم فيجب الاهتمام بهذه النّاحية ونسمع من أخينا جمال ما عنده ونستفيد منه .

السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم , نحن رجونا رجاء في بداية الحديث وبعض الإخوة تجاوزوا هذا الرّجاء

الشيخ : خيرا إن شاء الله .

السائل : وذلك لتعمّ الفائدة ونختصر دون التّفصيلات أعود إلى حيث انتهينا في كلامنا .

الشيخ : تفضّل .

السائل : أمّا عن نصيحة الأستاذ بالنّسبة لاستخدام تعبير الوهّابيّة فنصيحتك جزاك الله خيرا في مكانها .

الشيخ : الله يبارك فيك .

السائل : المقصد كان استخدام التّعبير الدّارج في معرض الحديث أنا ذكرت التّعبير ولم أقصد للدّلالة ... .

الشيخ : نعم أنا ما تكلّمت عن قصدك , كقصدك كالنّور لكن تكلّمنا عن اللّفظ .

السائل : أكرمكم الله جزاكم الله خيرا , المسألة الثّانية و هي عن موضوع العقيدة ولا أظنّ اثنين يختلفان أنّها هي المنطلق وهي المنتهى وهي الموضوع كلّه بداية و نهاية , الّذي أقوله أنّه ربّما حصل لبس في فهم كلمتي عندما قلت أنّ عقيدة وكنت أتكلّم عن قيادات التّنظيمات وقلت أنّ عقيدتهم عقيدة سلفيّة ثمّ فهم بعد ذلك أنّني أتكلّم عن المجتمع الأفغاني , ما قلت هذا , تماما مثل ما تفضّل الأخ وذكر القيادات و الصّف الأوّل و الثّاني وتقريبا الثّالث الآن حولهم من النّاس الّذين ليس هناك شكّ في عقيدتهم وهذا ربّما كان السّبب يا أستاذ من أسباب تأثّر الوضع لأنّ هؤلاء التّنظيمات قد سلّموا المسؤوليّات أمام أماكن التّأثير لخاصّتهم الّذين قد درسوا في الجامعات الإسلاميّة وغير ذلك ممّا جعل هنالك من طرف آخر قصور أنّ هؤلاء الأشخاص و شخصيّات قد أخرجت من أماكنها من الجهاد فشخص كان قائد جبهة ثمّ هو أرسل إلى الجامعة الإسلاميّة على سبيل المثال عند رجوعه أصبحت علاقته بالجبهة علاقة شكليّة أو رسميّة لأنّها أوكلت إلى شخص آخر وهو قد استلم المسؤوليّة , السّبب في هذا اجتهادهم أنّه يكون أصحاب التّاثير و القرار و الكلمة بيد أشخاص موثوقين من جماعتهم وهذا هو السّبب الرّئيسي أنهم يحرصون على إرسال خاصّتهم أو النّخبة إلى الدّراسة في الخارج , ثانيا الجامعات ودور التّعليم للعلم رغم أنّ التّنظيمات أيّها الأخوة مستقلّة , ولكن اللّجنة الوحيدة الّتي مازالت مرتبطة ولم تفضّ هي لجنة التّربية و التّعليم فهي اللّجنة الوحيدة بين كلّ التّنظيمات رغم انحفكاك الحكومة السّابقة , و الحكومة الحاليّة متزعزعة بينما لجنة التّربية و التّعليم مازالت على ماهي عليه ومسؤوليها وذلك لأنّهم مدركون لهذه المسألة و أنا سمعت من لسان أحد القادة قال لتحقيق فكرة أنّنا نحن لم نحسن فعلا الدّخول في هذه القضيّة ولم ندرك أين مكاننا الحقيقي , قال إن أردتم تربية الشّعب فهذه أفغانستان أمامكم , ورسالة مفتوحة افعلوا ما تريدون و إيّاكم أن تتدخّلوا في قضايانا الدّاخليّة و المشاكل السّياسيّة الحاصلة و فعلا نحن لم ننتهز و لم نستفد من هذا وحتّى هذه اللّحظة يقول لك في التّعليم و التّربية افعل ما تريد , افعل ما تشاء و هذا نتكلّم كلام أيّ شخص الآن ساحة يا أستاذ الجهاد مليئة على الأقلّ بأربعة عشر معهدا شرعيّا أنشأته جمعيّات وجهات إسلاميّة مختلفة معاهد متوسّطة تعطي بما يشبه بالدّيبلوم لمدّة سنتين هذه إضافة إلى الجامعات هنالك ثلاث جامعات عند المجاهدين و الجامعات من يدرّس فيهم غالبا طبعا جامعات و كليّات الشّريعة وكلّيّات لغة عربيّة في الغالب تكون وربّما يضاف إليها كلّيّة أصول الدّين في إحدى الجامعات فتح أساتذتها جلّهم هم من الأساتذة العرب الّذين ينتدبونهم من الخارج ولذلك يبيّن لماذا يسلّمون هؤلاء علما بأنّ عندهم من الدّكاترة الّذين يعملون الأفغان الّذين كانوا يعملون في جامعة كابل إلى غير ذلك , المقصد أنّ فعلا عندهم جهد كبير كما ذكر الأخ هم الآن عندهم حرص على مسألة الصّفّ الثّالث و الصّفّ الرّابع وهكذا هم بدأوا ينشرون حلقات ينتشرون فيها ثانيا جهودهم التّربويّة العامّة بين المجاهدين في الدّاخل وفي ساحة المهاجرين وهنالك برامج وضعت خلال الشّتاء لأنه خلال الشّتاء يأتون المجاهدين من الدّاخل إلى بيشاور ففرصة طيّبة لأنّه يا أستاذ لا تستطيع أن تقوم بعمل تربوي كامل و صحيح في داخل الجبهة لانعدام الأمن ما تستطيع هذا وبالتّالي ينتهزون فرصة مجيئهم إلى بيشاور و باكستان يطبّقوا هذه البرامج وهنالك برامج محدودة تطبّق في بعض المناطق القريبة و الحدوديّة و الّتي فيها أمان نسبي و الأمان من الله المهمّ أن نقول فعلا أنّ هنالك جهد مبذول ولكنّه نسبة إلى حجم الجهد المطلوب في قضيّة شعب كامل تقريبا ثمانية عشر أو عشرين مليون تكاد لا تذكر إضافة لهذا ... أرجو بهذا لشّكل أن أكون قد بيّنت

الشيخ : بارك الله فيك .

السائل : إنّما عقيدة العامّة للحقّ فيها خلط و تجد منهم أنّه تسأله يقول لك أنا ما أعرف الله موجود و أنا هؤلاء الشّيوعيّين أريد أن أقاتلهم و محمّد صلّى الله عليه وسلّم و أنا أصلّي هذه الصّلاة .

الشيخ : هذه إشارة سلفيّة بس هل يعنيها ؟! آه ما رأي يا أبو مالك ؟

السائل : بالفطرة يا أستاذ .

أبو مالك : هو تصديقا لما يقال بالفطرة ... .

الحلبي : ... .

الشيخ : وحينما يقال بالعلم تنكر

أبو مالك : وهذا هو الشيء المؤسف

الشيخ : نحن غاية كلامنا أنّه يكون فيه اهتمام أكبر يوجّه مثل ما قال الأستاذ أبو يوسف إلى تصحيح العقيدة لأنّه بدون تصحيح العقيدة ما في نجاح ..

السائل : و لا في فائدة من كل هذا الجهاد ..

الشيخ : نعم ؟

السائل : ليس هنالك فائدة من كلّ هذا القتال .

الشيخ : هذا هو بارك الله فيك .

السائل : أنا ما أظنّ أنّ اثنين يختلفان في هذه و الحقّ أنني لم أركّز على هذه النّقطة إيقانا منّا أنّها مسألة مفهومة و مسلّمة .

الشيخ : لكن أنت مخطئ حينما تقول لا يختلف في هذا اثنان .

السائل : طيّب على الأقلّ من هذه الجلسة .

الشيخ : كيف ألا تعتقد أنّه هناك جماعات و أحزاب يعتقدون أنّه لا يجوز إثارة أيّ خلاف الآن ويجب التّوحّد و الاجتماع على الإسلام وكما قلت في أوّل كلامي معك إسلام عامّ , ألا تعتقد أنّه فيه ناس يعتقدون هكذا ؟

السائل : نحن سمعنا هذا نحن سمعناه و قرأنا هذا .

الشيخ : سبحان الله فكيف تقول إذن لا يختلف في هذا اثنان ؟ إلاّ إذا قصدت الجماعة الحاضرين ..

السائل : لا أنا قصدت أوسع من هذا أنّ هذا الجمع للحقّ أنّهم ليسوا في اعتباري لأنّه من يقول هذا الظّنّ أنا بظنّي أنّه لا يدرك حقيقة الصّراع والجهاد بين الإسلام و الكفر .

الشيخ : لكن بارك الله فيك هذه عقيدة أكثر المسلمين اليوم .

السائل : اذن هذا يزيد العبء علينا كذلك .

الشيخ : هو كذلك , ولذلك يجب علينا أن نهتمّ بالعقيدة و نشرها .

السائل : طيب نرجع للموضوع يا أستاذ .

الشيخ : تفضّل .

السائل : هذا الّذي بيّنته في هاتين النّقطتين فإن تحبّ أن تستوضح عن أمر آخر .

الشيخ : لا فقط أنا أضمّ صوتي إلى صوت أبو مالك إنّه نحن استفدنا منك في وصف الدّاء هناك فينبغي أن نفهم ما هو الدّواء .

السائل : أنا أقول لكم , بسم الله الرّحمن الرّحيم رقم واحد يا أستاذ السّاحة الّتي هناك تحتاج إلى نوعيّة خاصّة من الأشخاص الّذين يفهمون بداية أنّ واجبهم هو أنّهم دعاة ويعني ماذا تعني كلمة دعوة فهم في حاجّة إلى نوعيّة خاصّة وليس كل الأشخاص الّذين عندهم هذا الاستعداد الفطري و العلمي المكتسب , ثانيا لابدّ شخص أنّه يدرك حقيقة السّاحة الّتي سيتّجه إليها و يعمل فيها ويدرك الألغام الموجودة له في الطّريق حتّى لا يصطدم في معارك جانبيّة و ينسى معركته و هدفه الأساسي , ثالثا لابدّ أنّه يستفيد من تجارب من سبقوه , رابعا الجوّ هنالك مهيّئ و مفتوح وأنا للحقّ أقول إذا أراد المسلمون أن يبنوا خطّة مستقبليّة عامّة لأفغانستان أو خطّة لأفغانستان فلابدّ أن نبنيها للعقدين أو الثّلاث عقود القادمة , هذا العقد تأصّلت فيه عقد كثيرة فحرام علينا أن نتعامل مع قضيّة حسب واقعها الحالي لأنّ جيل المستقبل سوف يضيع , يا أستاذ الاتحاد السّوفيتّي سنويّا حتى الآن يأخذ ثلاثين ألف طفل أفغاني أطفال من سنّ الثّامنة و العاشرة يربّوا في داخله في داخل الاتحاد السّوفيتّي إضافة للبعثات و للشّبيبة أي ما يسمّونها بالشّبيبة أي الشّباب و الشّابّات و إضافة للرّحلات و إضافة للضّغط الإعلامي إضافة إلى أن كلّ منهاج التّعليم في داخل أفغانستان قد مزّق وقد اختلف يعني قد وضع على حسب ما هم يريدون فهذا الشّخص لابدّ أن يفهم هذا الكلام , فالوضع هنالك مهيّأ لهذه المسألة تهيّئ كبير بالشّرط الّذي ذكرته أو بهذه الشّروط الّتي ذكرناها و أنا بظنّي يا أستاذ أنّ ربّما من هنا كان هنالك تأثير كبير في أنّ كان للعرب تأثيرات سلبيّة نوعا ما رغم أنّ و الشّهادة لله عزّ وجلّ نشهد بها أقول أنّ الجهد الّذي قام به العرب في الجهاد الأفغاني في المجالات الثّلاثة الرّئيسيّة الّتي عملوا بها كان جهدا مباركا من الله سبحانه و تعالى ولا يمكن لأحد أن يغفل عن هذا الجهد ولا يمكن أحد أن ينساه , ولكن هنالك بعض المجموعات قد حادت عن الهدف الأساسي وهو أنّه حيثما كنت طبيبا مهندسا كذا فلابدّ أنني أطوّع مهنتي حتّى لا أنسى هدفي الأساسي و مهنتي الأساسيّة الّتي أوكلها الله عزّ وجلّ لي , والحقّ الّذي أقوله و الآن بدأت هذه تتضّح هنالك كثيرا فالتّنظيمات الآن القيادات الّتي فوق , قبل فترة يا أستاذ عقدت ندوة اجتمعت فيها قيادات أربعة رئيسيّة وجمعت عن قيادات جانبيّة و كانت مفيدة جدّا تتكلّم في نشر الصّحوة الإسلاميّة و النّهضة الإسلاميّة في أفغانستان , وماهي المشاكل ولماذا الآن هذا واقع ولماذا يكونون أبناء وكانوا في صفّ واحد وفي جامعة واحدة يحصل هذه الشّكليّات بينهم أو التّعصّب في قضايا ليست لها قيمة فكانت مفيدة جدّا , التّركيز الأساسي كان وهو ضعف التّربية بحيث أنّه كان عليهم ضغوط كبيرة و كانوا وحدهم في الميدان ولم يكن هنالك معهم أحد إلاّ الله عزّ و جلّ الآن هم ازدادوا قناعة في هذا فالّذي أريد أن أقوله أنّ الدّواء يجب بداية أن نكون نحن مقتنعين أنّ السّاحة الّتي نعمل فيها لا نعمل يا إخواننا في ساحة مدرسة أو نادي , نعمل في ساحة عشرين مليون مسلم عشرين مليون طفل أم كم مليون سيخرج بعد ثلاثة عقود شعب كامل بلد كاملة على هذا الأساس لابدّ أن يكون تفكيرنا واسع و متّسع ونفهم فعلا حقيقة التّحدّي الّذي أمامنا و الله أعلم .

الشيخ : نسأل الله التّوفيق

السائل : اللهم آمين

الشيخ : أنا فقط رأيي أنّه لابدّ من الدّندنة حول العقيدة في العالم الإسلامي كلّه ومنه الأفغان , وقصور العالم الإسلاميّ كلّه انصرافه عن العقيدة وعن تبيينها للنّاس و أكبر دليل إنّه أحزاب إسلاميّة معروفة بكثرة عددها وطول أمدها في التّحزّب يرون أنّ الاشتغال بالدّعوة و بتصحيح الأفكار هذا خطأ ولنا تجارب مؤسفة جدّا ومنذ ثلاثين سنة وأنا في المدينة جمعنا مجلس كهذا المجلس تماما لكن كنّا جالسين جلسة عربيّة على الأرض و أنا كان جلوسي محلّ الأخ هذا منير أظنّ ما هكذا ؟ يعني آخر واحد دخل رجل خطيب مصقع كما يقال و رئيس حزب إسلامي معروف في بعض البلاد , فسلّم وبدأ يصافح لاحظت ملامح وجهه تمعّرت كما جاء في الحديث السّبب ما أحد قام له و لا شكّ أنّ هذا أمر غير معتاد في مثل هذه الاجتماعات و بالنّسبة للدّاخل له مركز اجتماعي حتّى وصل إليّ و أنا آخر الجالسين هناك عند الباب تماما قلت له يا أستاذ كما يقولون عندنا في الشّامّ " عزيز بدون قيام " لأنّني أنا شعرت أنّه هو صار في نفسه شيء من عدم قيام هؤلاء النّاس له هو ما كاد يسمع هذه الكلمة إلاّ انفجر وقال يا أستاذ نحن الآن نريد نقعد نشتغل بهذه الجزئيّات وكذا وكذا وهو بيهدر كما يقولون في اللّغة العربيّة " هدير الفحل " خطيب هو لازم نكون كلمة واحدة ونحن نعيش الآن مع البعثيّين و الشّيوعيّين و و إلى آخره فتركته حتّى انتهى قلت يا أستاذ هل يكفي ما سمعته منك إنّه يكفينا الإجتماع على لا إله إلاّ الله ولو بدون فهم قال ولو بدون فهم ما رأيك بقى ؟ رئيس حزب إسلاميّ و أنا أعرف إنّه هذه الأحزاب تعيش على هذا الأصل يكتفون من عامّة المسلمين أن يقولوا لا إله إلاّ الله ولو لم يفهموا أنّه هذه الشّهادة أو هذه الكلمة الطّيّبة تستلزم الكفر بالطّاغوت لكن ليس الكفر بالطّاغوت فقط بالمعنى العصري اليوم لأنّه هذا أيضا من مصائب العصر الحاضر , كثير من الشّباب المسلم الآن الطّاغوت هو الحاكم الّذي يحكم بغير ما أنزل الله بينما هناك طواغيت متنوّعة هذه النّذور وهذه الأيمان و هذه الدّعوات الّتي توجّه إلى غير الله عزّ و جلّ هذه تنافي كلمة لا إله إلاّ الله بالنّسبة لمن يفهم أنّ لا إله إلاّ الله تعني توحيد الألوهيّة وتوحيد العبادة هذا العالم الإسلامي يعيش على هذا ولذلك فعلى الدّعاة الإسلاميّين حقّا أن يجمعوا ليس فقط في الأسلوب الحسن الّذي دندنت حوله بل ومعه العلم الصّحيح بالكتاب و السّنّة وهذا ما هو العالم الإسلامي بحاجة إليه ليس الأفغان فقط ولهذا عطفا على كلمة الأستاذ أبي مالك آنفا لأخينا هناك في الزّاوية و في الزّوايا خبايا كما يقولون أنّه لفت نظره أنّه الألباني يقول أنّه يجب على المسلمين وجوبا عينيّا أنّهم يجاهدون في أفغانستان أنا أرى هذا الرّأي و لا أزال و أضمّ إلى هذا الرّأي شفيعا أقول إنّ العرب الّذين يذهبون إلى هناك هم يقومون بواجبين واجب جهاد الكفّار الشّيوعيّين هناك وواجب الدّعوة إلى العلم الصّحيح الّذي هم بحاجة إليه وهذه النّقطة كثير من الدّعاة الإسلاميّين لا يلاحظونها فأنا اجتمعت مع بعض الشّيوخ السّعوديّين لهم رأيهم ما في مانع يقولون لا الجهاد هناك فرض كفائي وليس فرض عين أنا أقول إن كان هذا فرض كفائي على عامّة المسلمين أو بالنّسبة لعامّة المسلمين فهذا فرض عين على علماء المسلمين ليذهبوا إلى هناك لكي يقوموا بالواجبين واجب القتال لمن يستطيع وواجب الجهاد أن يجمع بين الأمرين أو على الأقلّ من لا يستطيع فيجاهد النّاس بنشر العلم الصّحيح , هذا الجهاد هذا النّوع اليوم في العالم الإسلامي مفقود ونحن نعتقد جازمين أنّه قوله تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم )) أوّل نصر لله عزّ و جلّ ولدينه هو العقيدة الصّحيحة أظنّ هذا الذي لا ينبغي أن يكون فيه خلاف أليس كذلك ؟ الظّاهر فيه خلاف تفضل

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم و الله يا أستاذ الحقّ أنّ ما تفضّلت به يعرف الإنسان دركته فعلا

الشيخ : بارك الله فيك

السائل : عندما يكون في داخل المحنة أو داخل الامتحان أضيف أنّ الواجب الّذي ينتظر في داخل أفغانستان أهون بكثير يا أستاذ من الواجب الّذي ينتظر هنا فالشّعب الأفغاني سهل جدّا التّأثير عليه رغم هذه الخلفيّة المترتّبة عنده , إن كان هنالك إنسان عالم بيومه و الحقّ أنّك استعملت تعبير علماء وهذه نسأل أن تصل إلى من تعنيهم هذه الكلمة والّذي أريد أن أقوله أنّه لا يحتاج الإنسان إلى العقل الفكري الكبير بمقدار ما يحتاج إلى وضوح الكلمة و الأسلوب البسيط , و أضرب لكم مثالا لأبيّن لكم طبيعة الشّعب الأفغاني نعمل هنالك وقد ألمح إليها الأخ أبو أكرم شيء نسمّيه مخيّمات التّربية الإسلاميّة هذه خلال الشّتاء يأتي المجاهدون فنتّفق نحن مع القادة و نأخذ من كلّ تنظيم حوالي مائة واحد نجمعهم في مكان واحد نعزلهم عن مجتمعهم ونبدأ برنامجا تربويّا من ضمن البرنامج بعد صلاة الفجر وبعد الأذكار تكون كلمة ... خلال هذه الكلمة نبدأ نتكلّم عن ماذا تعني كلمة محبّة الله ومحبّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهم لمحبّة النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم لها تأثير كبير جدّا في نفوسهم ونبدأ من هنا ندخل إلى ما معنى المحبّة وكيف أنّه لابدّ من الانقياد للحبيب و إلى غير ذلك فتجد صدّقني يا أستاذ أنّ الدّرس الأوّل , الدّرس الثّاني يبدأون يأتون بعد الدّرس يقدّمون لنا التّمائم و التّعاويذ وعلب النّسوار الشّمّة هذه و علب السّجائر ولهم مطلب واحد يقول لك خذها و أعطني المصحف , خذها و أعطني مصحف وكنّا نحن نقول لهم هذا أحضروها وخذوا مصاحف فكان مطلب الأفغانيّين كلّ مطلبهم خلال تلك الفترة أعطنا مصاحف لأنّه ما عندهم مصاحف , وعندما ترى اهتمامهم واعتزازهم بكتاب الله عزّ وجلّ ترى فعلا مقدار قربهم من الفطرة فهم يجعلوها أوّلا في داخل, ربّما رأيتم هذه في داخل الشّعوب ..

الشيخ : فقط هذا يدلّ على ماذا ؟ هذا يدلّ على عاطفة إسلاميّة و على لا علم .

السائل : صحيح .

الشيخ : هذه المشكلة ... .

السائل : هذه العاطفة الإسلاميّة و اللاّ علم هذه تسهّل لك الفكرة ... .

الشيخ : هذا صحيح , لكن هل يلفت نظرهم إلى هذه الحقيقة يعني حينما ترى مسلما عامّيّا يقبّل القرآن , لكن تعلمه أنّه لا يعمل ..

السائل : هذا الشّخص الّذي يطلب القرآن بعدما نحن نوضّح له أنا قلت أنّنا نحن نبدأ معه في الحديث عن محبّة الله ... .

الشيخ : أنا عارف لكن , أقول هذا الّذي مهّدت له حينما تراه يهتمّ بالقرآن , وهو إن قرأه إن أحسن قراءته لا يفقه منه شيئا لأنّه أعجميّ مثلي هو أفغاني و أنا ألباني , فالمقصود لكن فيه عاطفة هذه العاطفة تستغلّ بهذا التّمهيد وبهذه المناسبة , هذا الذي أردت أن أقوله .

السائل : صدقت .

الشيخ : بهذا التّمهيد الّذي أنت تحدّثت عنه وبهذه المناسبة ونحن حينما ننتسب إلى السّلف الصّالح كثير من النّاس الذين لا يعلمون حقيقة هذا الانتساب , يستغربون إن لم نقل يستنكرون إنّما ننتسب لأنّنا نشعر تماما أنّهم هم الّذين فهموا دعوة الإسلام دعوة الحقّ , فنجد في بعض الآثار الّتي مرّت بنا أنّ أحد الصّحابة أظنّ عبد الله بن مسعود رأى رجلا يقبّل القرآن قال له " تعظيم القرآن ليس بتقبيله و إنّما بالعمل بما فيه " , اليوم تقبيل القرآن يعني كأنّها فريضة من الفرائض لا كأنّني لم أسمع أحدا من أهل العلم يقتدي بهذا السّلفي بن مسعود فيلفت نظر هؤلاء المقبّلين و المزخرفين للقرآن و المزوّقين إلى آخره أنّ تعظيمه لا يكون بهذه الأفعال و إنّما بالعمل بما فيه , هذا هو المقصود نسأل الله أن يلهمنا الصّواب , نعم .

السائل : الحقيقة من باب محبّـتنا لك نحنا يا سيدي التقينا في الثّلاث و سبعين في دار محمّد رأفت .

الشيخ : ما شاء الله .

السائل : و الحمد لله نحن نحبّك في الله سيدي .

الشيخ : أحبّك الله الّذي أحببتني فيه .

السائل : ونعتزّ برؤيتك و الحديث معك .

الشيخ : الله يجزيك الخير

السائل : يعني من باب يعني الرّجل القويّ و المسلم القويّ أن لا يخشى في الله لومة لائم وكأنّ هنالك أثار فضولي الأستاذ أبو مالك لفتوتك الشّرعيّة بأنّ الجهاد في أفغانستان فرض عين مع أنّي في منى وعندما كنت موجود في مخيّم الإخوة السّلفيّين سنة السّتّ و ثمانين سمعت شريطا لك لا تفتي به بفرضيّة العين في أفغانستان وتعقيبا على ذلك مع أنّ الحاجة الماسّة لك و لأتباعك في ساحة الجهاد وعندما التقينا في دار محمّد رأفت قلت لك سيدي كم لك من السّنين تدعو النّاس إلى هذه العقيدة ؟ قلت لي أربعين سنة , قلنا لك كم من الأتباع لك صار ؟ لأنّك أنت قلت عشرين سنة من العقيدة الصّحيحة في أفغانستان , أين أثرها الآن أريد أن أتكلّم معك أين أثر هذه الدّعوة في بلاد العرب إلّي هي لغة القرآن الآن سيدي أنا أرى زي ما قال الأخ أبو يوسف أنّ وجودك مع إنّك تعتقد هذا الاعتقاد بفرضيّة العين في الجهاد الأفغاني وجودك هناك للدّعوة و الجهاد رأيت كيف هذا شيء كثير في إعادة  رأيت كيف إعادة الخلافة أو إعادة بيضة الإسلام أو دار الإسلام إلى ما كانت عليه , يعني هذا فضل كبير يعني أنا أرى بناء على مثل ما قال الأستاذ أنّ وجودك هناك أفضل بكثير من هنا .

الشيخ : الله أعلم .

السائل : و الله أعلم .

السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .

السائل : الواقع هذه جلسة طويلة رحمانيّة مباركة .

الشيخ : إن شاء الله .

السائل : خصوصا أنّه بيننا شيوخنا الأحبّة و سعدنا بما أبدوه لنا من نصائح وتعليقات و استمعنا إلى جمال و أبي أكرم و الجميع ولابدّ أن نجمل بعض الكلمات حتّى نخرج من الاجتماع بشيء مهمّ و بحكمة نريد أن نستمع من شيخنا العزيز إلى الحكمة النّهائيّة الّتي ممكن أن نقول هذه هي نتيجة هذا الاجتماع فأنا أقول بداية قبل أن نستمع إلى شيخنا تكون آخر كلمة لك ..

الشيخ : لا تفضّل فيك البركة يا أستاذ .

السائل : تسلم , أنّ الجهاد في الأفغان أو غير الأفغان هو لإنشاء حكومة إسلاميّة تعمل بالإسلام , تحكم بالإسلام و بالشّورى هذا هو الهدف , هدف الجهاد الحكم بالإسلام .

الشيخ : تمام .

السائل : الدّعوة هي أوّل مهمّة للمسلم هذا أمر مهمّ , إذن أمامنا عدّة أمور , حكومة إسلاميّة تعمل بالإسلام الصّحيح وهذا يحتاج إلى نشر الدّعوة قبل أن تنشأ هذه الحكومة , إذا انتهى الجهاد بعد سنة أو سنتين أو عشرة , لا يمكن أن تنتشر الدّعوة بالشّكل الصّحيح خلال سنوات قليلة لا يمكن , فإذن لدينا عربة ويجرّها حصان من يكون أمام ؟ الحصان أو العربة ؟ الحصان يكون أمام العربة , في حالتنا ماهو أهمّ شيء من هو الّذي يجرّ الجهاد أم الدّعوة أوّلا نريد أن نتّفق على هذا .

الشيخ : كلاهما .

السائل : من الأهمّ ؟

الشيخ : كلاهما .

السائل : نقول كلاهما مع بعض كالعربة و الحصان مع بعض , فإذن يجب أن نعمل من هذا المنطلق , يجب أن نركّز على الدّعوة , وبنفس الوقت ندعم الجهاد حتّى في النّتيجة إذا انتهى الجهاد بأمر الله إلى شيء جميل و نشأت الدّولة الإسلاميّة هناك حتّى تكون جذورها جذور إسلاميّة عميقة وليست كجذور الدّولة الإسلاميّة الّتي نشأت في إيران , الكلّ سرّ و ابتهج عندما حصلت الثّورة في إيران ولكن هذه النّتيجة تعرفونها , لا نريد إجهاضا لهذا الجهاد إذا لم نهتمّ بالدّعوة , أنا أقول سيجهض هذا الجهاد لأنّ في النّتيجة سنرى دولة عقيمة , دولة ضعيفة , دولة تعمل بالطّريق الأعوج فأهمّ شيء أنا أقول هو الدّعوة حتّى أقول قبل الجهاد لأنّ جهاد بدون دعوة صحيحة يكون ناقصا , فيجب وليس فقط على شيخنا , شيخنا هو فرد واحد نريد من علماء الأمّة كلّها , نريد عمل مؤتمر لبحث هذه النّقطة فقط لا يكون غير هذه النّقطة فيه ما هو مسقبل أفغانستان , لو نفترض انتهى الجهاد ماهي النّتيجة ؟ نبتديء من البداية لو افترضنا انسحبت إسرائيل من الضّفّة الغربيّة ونريد أن نحكم الضّفّة الغربيّة من سيحكم ؟ كيف سيكون الحكم ؟ ما هو نوعه ؟ الأمّة الإسلاميّة كلّها لا تفكّر في هذا الشّيء تفكّر في اليوم الّذي تعيش فيه فقط , نريد أن نضع استراتيجيّة إسلاميّة لهذا العمل سواء كان في فلسطين أو في أفغانستان هو نشر الدّعوة الصّحيحة حتّى من يصل إلى الحكم من القادة يكون مؤمنا بهذا الطّريق فنريد الحكمة النّهائيّة أن نستمعها من شيخنا الجليل .

الشيخ : بارك الله فيك سمعنا الحكمة النّهائيّة , لكنّي أؤكّد ما تفضّلت به أوّلا بالتّذكير بحديث يجمع الجهادين معا قال عليه الصّلاة و السّلام ( جاهدوا المشركين بأموالكم و ألسنتكم و أنفسكم ) هذا هو الجهاد الّذي يجب أن نقوم به ليس الجهاد بمعنى قتال الكفّار فقط بالسّلاح لا سيما ونحن كما هو واقعنا المؤسف ضعفاء في السّلاح فعلينا أن نجمع بين الجهادين جهاد اللّسان وجهاد السّنان و أضمّ إلى وجوب الدّعوة الّتي جاء الكتاب في نصوصه المعروفة وهذا الحديث مؤكّدا لهذه النّصوص وهو تبليغ الدّعوة إلى النّاس أقول لا يكفي أن يعنى الدّعاة الإسلاميّون بالدّعوة إلى الإسلام قلت هذا و أكرّر على مسامعكم إسلاما عامّا غير مفهوم لدى العامّة و إنّما يجب أن يكون مفهوما , هذا الإسلام الّذي يدعو إليه الدّعاة يجب أن يكون مفهوما على الأقلّ في أصوله وعقيدته , ثانيا يجب أن يكون أو أن تكون الدّعوة مقرونة بالتّربية الإسلاميّة , ونحن نشعر اليوم بشيء يفرح القلب بلا شكّ وهو ما صار عرفا عامّا فيقال الصّحوة الإسلاميّة نحن نشعر بهذه الصّحوة لكنّي أقول آسفا إنّها صحوة فكريّة وليست صحوة تربويّة يعني المسلمون الآن بلا شكّ هم خير ممّا كانوا قبل ربع قرن من الزّمان أو أكثر من النّاحية الفكريّة و الصّحوة هذه صحوة علميّة لكنّهم من النّاحية التّربويّة لا يزال الكثير لا أقول من عامّة المسلمين بل الدّعاة الإسلاميّين أنفسهم لا يعنون في ذوات نفوسهم أوّلا وفي ذوات من يلوذ بهم ومن هم مسؤولون عنهم ثانيا بتطبيق هذا الإسلام الّذي فهموه ووجب عليهم العمل به فالآن الدّعوة الإسلاميّة قائمة على اللّسان فقط دون العمل بها إلاّ ما شاء الله و قليل ما هم ولهذا لعلّ الأستاذ أبو مالك يذكر جيّدا أنّه جزاه الله خيرا حينما هيّأ لي إلقاء تلك الكلمة في المعهد العلمي و إلاّ إيش كان اسمه؟

أبو مالك : المعهد الشّرعي .

الشيخ : الشّرعي , وكان موضوعها التّصفية و التّربية , التّصفية والتّربية لابدّ من القرن بين القضيّتين تصفية الإسلام وهذا مجال الدّعوة تصفية الإسلام ممّا دخل فيه , كلّكم يعلم و أعني كلّكم إن شاء الله الحاضرين كلّكم يعلم أنّه دخل في الإسلام في العقيدة ما ليس من الإسلام في شيء , ودخل في الفقه و الأحكام الشّرعيّة ما ليس للإسلام بسبيل ودخل في السّلوك وفي التّربية الإسلاميّة ما ليس من الأخلاق الإسلاميّة له علاقة إطلاقا , فإذن إذا سألنا سائل من أين نبدأ ؟ نبدأ بالدّعوة مقرونة بالتّربية و المقصود بالدّعوة ليست هي الدّعوة القائمة اليوم و أصبحت الدّعوة بدعة عصريّة , يعني صار فلان داعية وفلانة أيضا داعية صار عندنا فلانات داعيات و أنا أعتقد أنّه هذه ليست ممّا يفرح المسلم لأنّ معنى هذا أنّ الرّجال العلماء هم مقصّرون في الدّعوة ولذلك فجاءت النّسوة يكملن أو يسدّدن هذا التّقصير الّذي قصّر فيه الرّجال لم يكن في العهد الأوّل و لا في العهد الثّاني و لا الثّالث في عهد العلم الأوّلين الّذين نحن نتّبعهم اليوم لم يكن هناك دعاة من النّساء إطلاقا أكبر داعية يمكن أن تكون من النّساء هي السّيّدة عائشة ومع ذلك فقد خرجت خرجة ندمت على هذا الخروج وكانت تبكي وتبلّ خمارها بدموعها بسبب خروجها للانتصار لمن ؟ للقتيل المظلوم عثمان رضي الله عنه وهي كانت بلا شكّ أعلم بكثير من رجالات العلماء فضلا عن غيرهم وكانت أحقّ من كثير من هؤلاء الرّجال أن تكون داعية أمّا اليوم فما شاء الله تأخذ بعض الدّاعيّات الحريّة ويستولون على مسجد من المساجد ويمنعون الرّجال ممّن قد فاتتهم الصّلاة ليدخلوا لأنّه الآن فيه درس خاصّ للنّساء , المهمّ لابدّ من قرن التّربية بالتّصفية فتصفية الإسلام من كلّ دخيل فيه هو الّذي يمكن أن يعيد إلينا المجتمع الإسلامي و بالتّالي أن يحقّق لنا الدّولة الإسلاميّة وليس الأمر كما يظنّ بعض الدّعاة الإسلاميّين وهم كثر حيث يظنّون قبل كلّ شيء إقامة الدّولة المسلمة ومثل ما قال أبو يوسف قلت لهم هبوا الآن في ليلة لا قمر فيها فوقع انقلاب إسلامي كيف سيحكم هؤلاء الانقلابيون الإسلام هم لا علم عندهم بالإسلام لا يعرفون العقيدة لا يعرفون الأحكام سيضطرّون أن يعملوا بالقوانين الّتي ورثوها من سلفهم و السّلف الّذين انقلبوا عليهم فإذن الدّعوة قبل كلّ شيء ودعوة الناس اليوم ستأخذ من الدّعاة الإسلاميّين الّذين يدعون حقّا وبكلّ إخلاص لله عزّ وجلّ ليسوا مأجورين لا يعملون للوظيفة و للرّاتب كما هو واقعنا اليوم إلاّ من شاء الله وقليل ما هم , فهؤلاء الدّعاة المخلصون إذا قاموا بواجبهم سيستمرّ دعوتهم سنين طويلة حتّى يتكوّن الشّعب الّذي إذا ما استطاع إقامة الدّولة المسلمة فأعلنت بعض الأحكام الشّرعيّة منها مثلا أنّه لا يجوز للنّساء أن يخرجن متبرّجات كان الشّعب مهيّئا لقبول مثل هذا الحكم أمّا إذا لم يكن هناك علم ولم يكن هناك تربية فسيكون أوّل من يعصي هذا القرار الّذي يوضع من قبل الحاكم صاحب الانقلاب أهله سيخالفونه في قراره لأنّه لم يربّهم على هذه التّربية الصّحيحة ولذلك فأنا دائما أدندن حول هاتين النّقطتين أيّ دعوة لا تقوم على أساس تصفية الإسلام ممّا دخل فيه أوّلا مقرونا بالتّربية الصّحيحة ثانيا فلا حياة لهذه الدّعوة و لا ثمرة لها و لا يهمّنا كما قال صاحبنا آنفا أنّه هل يستجيب النّاس أو لا يستجيبون نحن علينا أن نمشي في دعوتنا ما دمنا نعتقد أنّ دعوتنا هي الحقّ و أن نتلطّف كما قال الأستاذ جمال في الدّعوة ما يهمّنا بعد ذلك إن كان المستجيبون كثيرين أم كانوا قليلين ولنا في ذلك أسوة ببعض الأنبياء السّابقين فقد جاء في صحيح مسلم عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله و سلّم من حديث ابن عبّاس أنّه عليه الصّلاة والسّلام رأى سوادا في الأفق فسأل عن هذا السّواد فقال " هذا موسى وقومه " ثمّ نظر جهة أخرى فرأى سوادا أعظم فسأل عن هذا السّواد قال " هذه أمّتك " قال عليه الصّلاة والسّلام في تمام الحديث ( ثمّ عرض عليّ النّبيّ ومعه الرّهط و الرّهطان و النّبيّ ومعه الرّجل و الرّجلان و النّبيّ وليس معه أحد ) كثير من الدّعاة الإسلاميّين اليوم يتفاخر بعضهم على بعض بأنّ عدد أتباعهم أكثر من عدد الآخرين وهذا ليس من الإسلام في شيء خاصّة ونحن نقرأ في الحديث الصّحيح ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ) إلى آخر الحديث فلا ينبغي نحن أن نتفاخر بكثرة العدد لأنّ كثير من هؤلاء المتفاخرين يتوهّمون خلاف الحقّ حينما يجدون أتباعهم كثيرين يتوهّمون أنّ هذا بسبب دعأن وتهم هي دعوة حقّ و بالتّالي يتوهّمون أن من كان أتباعه قليلين فدعوته ليست دعوة الحقّ لذلك نحن يهمّنا جدّا أن ننشر السّنّة فالسّنّة كما قال عليه السّلام في الحديث المعروف عندكم جميعا ( تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب الله وسنّتي و لا يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ) فالكتاب و السّنّة هي المنجاة هي سفينة نوح عليه الصّلاة و السّلام ونحن نجد اليوم عامّة الدّعاة الإسلاميّين يعرضون عن دراسة السّنّة ويكتفون بدراسة بعض القوانين و أحسنهم من يقرأ بعض الكتب الفقهيّة و لا يعرّج على دراسة السّنّة الّتي بها تتحقّق التربية كمثل هذا الحديث يقول فيه ( وعرض عليّ النّبيّ وليس معه أحد ) عنيت أن أقول في استشهادي بهذا الحديث قد يقول قائل إنّه فلان من الدّعاة الإسلاميّين لكن أسلوبه سيّء قد يكون كذلك وقد يكون المدّعي أن أسلوبه سيء هو مخطئ لكن نحن لا نبرّئ أحدا و لاندّعي في أحد العصمة أبدا لكن الّذي نريده من الدّعاة الإسلاميّين حقّا أن لا يستلزموا من قلّة الأتباع بطلان دعوة الدّاعي وإلاّ تسرّبت هذه الدّعوة إلى مسّ مقام أولئك الأنبياء الّذين ذكر الرّسول عليه الصّلاة و السّلام عنهم أنّه رأى النّبيّ معه الرّهط و الرّهطان ومعه الرّجل و الرّجلان و النّبيّ وليس معه أحد هل كان هذا النّبيّ في دعوته مبطلا الجواب حاشا لله هل كان أيضا في أسلوبه في دعوته مبطلا الجواب لا إذن لم يتّبعه أحد لأنّ الأرض لم تكن خصبة وهكذا الدّعوة الصّالحة إذا وجدت الأرض الصّالحة آتت أكلها وثمارها و العكس بالعكس تماما لذلك أنا يا أبا يوسف أدندن حول القضيّتين لابدّ من التّصفية و التّربية فالدّعوة يجب أن تكون دعوة باللّسان و بالسّنان عند الإمكان , عند الإمكان ويجب أن تقرن مع الدّعوة التّربية و إلاّ فلا فائدة من الكلام وهنا يأتي قوله تبارك وتعالى في القرآن (( يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) فيجب أن نكون دعاة و عاملين بما ندعو النّاس إليه ومربّين لمن كان على الأقلّ حولنا على هذه الدّعوة الصّالحة إن شاء الله تبارك وتعالى ونرجو الله تبارك وتعالى أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن يوفّقنا للعمل بما علّمنا , نعم .

السائل : استكمالا لما طلبه الوالد الكريم كذلك نريد توجيها لو سمحت نصيحة أو توجيه للإخوة العرب الشّباب الّذين يذهبون و الّذين لم يذهبوا وإلى العلماء ومن عندهم قسط من العلم فيما يتعلّق بالقضيّة الأفغانيّة .

سائل آخر : أنا عندي قصّة ظريفة بس تذكّرتها ..

السائل : ... .

سائل آخر : في دقيقة واحدة .

الشيخ : تفضّل .

السائل : تقريبا في سنة ألف و تسعمائة وتسع و أربعين عندما كنت أتعلّم في القاهرة كان في ذلك الوقت وجود حسن البنّا رحمة الله عليه .

الشيخ : رحمه الله .

السائل : جاءه حوالي عشرة من القادة قادة الحزب وقالوا له نحن حضّرنا لانقلاب عسكريّ ونحن مطمئنّون و متأكّدون أنّه سينجح .

الشيخ : الله أكبر .

السائل : ونريد منك أن توافق فقط قال لهم شيء جميل أنا متأكّد أنّكم ستنجحون لأنّه لديكم مليون مسلّح في ذلك الوقت كان لديهم مليون مسلّح وماهي الخطّة قالوا سنحتلّ وزارة الدّفاع و الإذاعة ما كان تلفزيون .

الشيخ : عفوا يقصد يعني ينجحون يعني يعملون انقلاب ؟

السائل : يعملوا انقلاب وتروح الملكيّة ويصير حكما إسلاميا .

الشيخ : طيّب .

السائل : قال شيء جميل يعني نحن حزب الإخوان في مصر هذا هدفنا ولكن قولوا لي شيء واحد لم تصفوه لي وصفتم ماذا ستحتلّون وكم واحد سيشترك و الأسلحة الّتي ستستخدمونها وكلّ شيء .

الشيخ : الله أكبر .

سائل آخر : لكن في شيء بسيط لم أفهمه أريد منكم أن تعلموني هل أعددتم برنامجا لمدّة أسبوع في الإذاعة ؟ فأخذ كلّ واحد ينظر إلى الآخر ماذا يعني أستاذنا هذا شيء غير مهمّ قال لهم هذا أهمّ شيء لأنّ الشّعب عندما يسمع بأنّنا قمنا بانقلاب عسكريّ ..

الشيخ : عسكري إسلامي .

السائل : ونريد أن نعمل حكما إسلاميّا فكلّ واحد يريد أن يتوقّع أن يكون هذا الحكم الإسلامي شيء جديد و يستمع إلى شيء جديد في الإذاعة و في الصّحف و تتغيّر الوزارات وكلّ شيء فهل تريدوا أن تسمعوا الشّعب أغاني أمّ كلثوم وعبد الوهّاب أو تريدوا أن تضعوا مرش عسكري لمدّة أسبوع فيعد أن تذهبوا وتضعوا برنامجا لمدّة أسبوع عودوا لي حتّى أوافق على الانقلاب .

الشيخ : رحمه الله .

السائل : فمضت سنين ولم يضعوا هذا البرنامج

الشيخ : و لا يستطيعون

السائل : هذا تفسير عمليّ لما كنت أقوله

الشيخ : هذا صحيح

السائل : و شكرا .

الشيخ : أهلا . يلا

السائل : ما سمعنا النّصيحة يا أستاذ .

الشيخ : معليش فقط بعض إخوانا يريد يروح ونحن نبقى معك . نعم

سائل آخر : سيدي لمّا ذكرنا يعني أنت لمّا أجبت لم ... الأفغان لحدّ ما لهم أثر في القاعدة , أنا ضربت مثلا معك ..

الشيخ : لا لا يستويان مثلا ما أحببت أن أناقشك في هذا المثال هذا يحتاج إلى بحث , وقد يظنّ أنّه انتصار للنّفس ولذلك أعرضنا عنه أنا لا أزال بارك الله فيك أعتقد حتّى سئلت بمناسبة ما يبلغنا من الاختلاف بين بعض الأحزاب هناك و التّقاتل الّذي أيضا بلغنا للأسف أحيانا بينهم فهل تزال عند رأيك بأن الجهاد هناك فرض عين فأقول ما ازددت إلا إيمانا وبخاصّة الآن يعني لمّا دنا كما كنّا نتصوّر وقت اقتطاف الثّمرة إذا بإخواننا هناك يرجعون القهقرى فيتوقّفون فهم الآن بحاجة إلى