درباره مقاله

نویسنده :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

تاریخ :

Sat, Sep 20 2014

دسته بندی :

Fatwa (Q&A)

دانلود

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 461

الحلبي : يقول شيخنا ورد سؤال أو هاتف من بعض إخواننا في السّعوديّة يقول فيه أنّ جريدة عكاظ في السّعوديّة قد نشرت خبرا مفاده أنّ الشّيخ ناصر الدّين الألباني قد قام بزيارة العراق في الأيّام الأخيرة قبل الحرب مشاركا المؤتمر الإسلامي الّذي أقيم هناك دعما للعراق بعامّة و صدّام حسين بخاصّة , و إن كنّا نعلم بطلان هذا الكلام لصلتنا بكم و قربنا منكم و اطّلاع على كثير من الأحوال حولكم , لكن نريد كلمة و تعليقا طيّبا لعلّنا نستطيع أن ننشره هناك أو نرسل الشّريط لبعض الإخوة هناك لندرأ هذه الفرية الّتي ألصقت بكم بغير حقّ و جزاكم الله خيرا .

الشيخ : و قبل الإجابة عن هذا السّؤال كنت أودّ أن تضيف إلى كلامك فتقول و من جملة ما نعلم أنّك لم تفارقنا كلّ هذه الأيّام وما قبلها إلى هذه السّاعة .

الحلبي : جزاك الله خيرا , قلتها عنّي يا شيخنا ... .

الشيخ : ... لا نؤمن بها لغيرنا حتّى نؤمن بها لأنفسنا ... جوابا عن هذا السّؤال أقول إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيّئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله يؤسفني جدّا أن يقع الإعلام الإسلامي في تقليد للكفّار حتّى في الإعلام , فإنّ الكفّار لا يصدقون فيما ينشرونه من الأخبار و بخاصّة إذا كانت هذه الأخبار تحقّق لهم مصلحة سياسيّة . يؤسفني هذا لأنّنا هدينا نحن معشر المسلمين يختلف عن هدي أعدائنا الكافرين فهم كما قال ربّ العالمين في القرآن الكريم (( قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرّمون ما حرّم الله و رسوله و لا يدينون بدين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون )) ، الشّاهد من هذه العبارة ليس هو لفت نظر الدّول الإسلاميّة كلّها إلى أنّهم مخالفون لهذه الآية في أهمّ مواضعها و هي مقاتلة هؤلاء الكفّار الّذين لا يحرّمون ما حرّم و رسوله فإنّ هذا النّوع من القتال الذي تميّز به المسلمون على الكفّار و هو الجهاد في سبيل الله عزّ و جلّ أصبح نسيا منسيّا عند حكّام المسلمين قاطبة فربّنا يقول (( قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر )) فنحن لا نقاتل هؤلاء الّذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرّمون ما حرّم الله و رسوله بل نحن نناصرهم و ننتصر بهم و نقلّدهم في كلّ ما يفعلون و من ذلك فلا أريد أن أبعد كثيرا عن موضوع السّؤال فممّا نقلّدهم فيه عدم تتبّع الأخبار الصّادقة و عدم التّحرّي فيما يبلغنا من الأخبار لأنّنا بعدنا عن ديننا في أحكامنا الّتي هي أهمّ من لدّقّة في تحرّي الأخبار و قد ذكرت آنفا و من ذلك الجهاد في سبيل الله تبارك و تعالى ومن شرعنا قوله تبارك وتعالى (( يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) و أكّد ذلك نبيّنا صلوات الله و سلامه عليه في بعض الأحاديث الصّحيحة الواردة عنه من ذلك قوله صلّى الله عليه و سلّم ( كفى بالمرء كذبا بأن يحدّث بكلّ ما سمع ) ... .

الشيخ : كنت أودّ أنّ النّاشر لذاك الخبر الكذّاب أن يتحرّى و يعرف حقيقة من نُسب إليه ذلك الخبر فأنا رجل قد منّ الله تبارك و تعالى عليّ أن أقول الحقّ الّذي أدين الله به غير مراع في ذلك صديقا أو قريبا أو غير ذلك ممّا يراعيه النّاس أو بعض النّاس على الأقلّ لو أنّ الدّولة السّعوديّة الّتي تجمعنا معهم على الأقلّ عقيدة التّوحيد دعتني إلى الحضور إلى ذاك المؤتمر الّذي أقيم مقابل المؤتمر الّذي أقامه العراقيّون لو أنّ الدّولة السّعوديّة دعتني لمؤتمرهم لما حضرته فضلا عن أن أحضر مؤتمر العراقيّين الّذين لا نلتقي مع دولتهم في أعزّ العقيدة كما نحن نلتقي مع الدّولة السّعوديّة , فنحن نتأدّب بأدب القرآن الكريم كما قال عزّ وجلّ (( و لا يجرمنّكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى )) والّذين نشروا ذاك الخبر الكاذب هم أنّهم لا بدّ وصلتهم عديد من الأشرطة و التّسجيلات الّذي أبديت رأيي في هذه الفتنة الّتي ألمّت و أحاطت بالعالم الإسلاميّ في هذه الأيّام الأخيرة و فيها إنكاري الشّديد قبل كلّ شيء على الحكومة العراقيّة الّتي بغت على الدّولة الكويتيّة و ذكرت في ذلك ما شاء الله أن أذكر و لا أريد أن أعيد الكلام الّذي جاء متفرّقا في تلك الأشرطة لكن حسبي أن أذكّر أنّ في بعضها التّصريح بأنّ الدّولة العراقيّة هي الباغية و الظّالمة على الدّولة الكويتيّة و أنّ الدّولة السّعوديّة لو أرادت أن تقوم بالواجب الشّرعي لحقّقت قول الله تبارك و تعالى (( و إن طائفتان من لمؤمنيناقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله )) ذكرت هذا و قلت آسفا ... .

الشيخ : إنّ الدّولة السّعوديّة كان الأمل أن تكون هي الدّولة الّتي تحقّق هذا الأمر الإلهي (( فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله )) لكن خاب الأمل و طاح الرّجاء لأنّ الدّولة السّعوديّة مع الأسف الشّديد ما تهيّأت و لا اتّخذت الأسباب الّتي تمكّنها يوما ما من أن تقاتل الفئة الباغية فهي كانت عاجزة باعترافها أن تصدّ عدوان الحكومة العراقيّة و على رأسها الصّدّام كانت عاجزة أن تحقّق هذه الآية و لذلك استعانت بالكفّار و أحللتهم في ديارها و مكّنتهم من التّصرّف فيها كما يشاؤون و رفعت الصّليب في أرض التّوحيد و اقترن الصّليب مع راية لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله فقلت و الشّاهد هنا في جملة ما قلت أنّ هذه مخالفة خطيرة جدّا من دولة التّوحيد أن تدخل الصّليبيّين إلى أرضها دون أن يراق من دماء هؤلاء الصّليبيّين و لا قطرة دم , هذه خطيرة و عظيمة جدّا من دولة التّوحيد يكفي أن نفهم أنّها أولا خالفت نصّا صريحا من قوله عليه السّلام ( إنّا لا نستعين ) وفي رواية مسلم ( لن نستعين بمشرك ) و ثانيا خالفت الواقع الّذي يشهده كلّ مسلم لا فرق بين حاكم و محكوم و لا فرق بين عالم و متعلّم من حيث أنّ الدّولتين الّتين استغاثت بهما من دون الله تبارك و تعالى ألا و هي أمريكا و بريطانيا يعرفون جيّدا كلّ المسلمين حكّاما و محكومين بأنّهم أعدى الدّول الكافرة للإسلام و المسلمين و هما الدّولتان الرّئيستان في مساعدة اليهود و التّمكين لهم في فلسطين مع ذلك فلا تزال الدّولة السّعوديّة تقول و تصف هاتين الدّولتين بأنّها من الدّول الصّديقة فإذا كانت أمريكا و بريطانيا هي دولتان صديقتان لبلاد التّوحيد فما أدري كيف أمكن الإعلام السّعودي أن يجمع بين النّقيضين بين التّوحيد و بين الشّرك و الكفر بالله عزّ وجلّ الشّاهد قلت في كثير من تلك التّساجيل الّتي وصلت إلى يد كثير من المسؤولين هناك و لا شكّ أنّ تلك الجريدة قد وصلت إليها كان منها قولي بأنّ هذه السّيّئة الّتي وقعت فيها الدّولة السّعوديّة دولة التّوحيد هي سيّئة من سيّئات صدّام حسين و هنا الشّاهد في الجواب على تلك الفرية فأنا أعتقد أنّ كلاّ من الدّولتين مخطئتان أشدّ الخطأ مع الإسلام و المسلمين و أنّ الخطيئة الأولى صدرت من صدّام كان من آثارها خطيئة الحكومة السّعوديّة باستجلاب الكفّار و إحلالهم بتلك الدّيار فإذا كيف يتصوّر هؤلاء و لا يفكّرون في أنّ الألباني لا يمكنه عقيدة أن يتجاوب و أن يحضر مؤتمر العراق و هو يقول بأنّ من مساوئ العراق سيّئة السّعوديّين الّتي أحضروا الكفّار الصّليبيّين إلى بلادهم كان يكفي أن يعرفوا هذه الحقيقة لتردعهم عن نشر تلك الفرية هذا لو لم يكن عندهم وسائل أخرى ليتعرّفوا بها أنّ الألباني بعد حجّ السّنّة الماضية و أرجو الله من أن يمكّنني من الحجّ في السّنة الآتية لم أخرج من عمّان إلى بلد آخر إذا كان ليس لهم من الحرص أو كان الحرص عندهم من باب حسن الظّنّ بهم ليس عندهم وسيلة تمكّنهم من أي يعرفوا أنّ الألباني ما فارق هذا البلد منذ حجّ الحجّة السّابقة كان يكفيهم أن يقفوا على تلك الأشرطة و التّسجيلات ليعلموا هذه الحقيقة الّتي صرّحت بها آنفا أنّ دولة التّوحيد و هي أقرب الدّول العربيّة الإسلاميّة إلينا عقيدة لو دعتني لم أستجب لها لأنّها خالفت شريعة الله في إحلالها الكفّار في بلاد هي عقر دار الإسلام فكيف أستجيب لدولة العراق و هي السّبب في كلّ هذه الفتنة , إضافة إلى ذلك أن نذكّر السّامعين جميعا بأنّ بلاد العراق هي مذكورة في بعض الأحاديث الصّحيحة بأنّها مثار الفتن و القلاقل و أنا حين أذكر هذا لست أعني أنّه ينبغي أن تكون دائما هي مثار القلاقل و الفتن و قد يوجد فيها العلم و قد كانت كما يقال...سنين طويلة مثابة للعلم و طلاّب العلم في عهد العبّاسيّين و بعض عصر الأمويّين ولكن الفتنة الآن قد ذرّت قرنها حينما بدأ صدّام بالاستيلاء على الكويت ثمّ لم تستطع مع الأسف الشّديد دولة التّوحيد فضلا عن الدّول الإسلاميّة الأخرى أن تردع هذا الظّلم و أن ترفعه عن المظلومين الكويتيّين إلاّ بالاستعانة بالكفّار و المشركين ثمّ كان من نتيجة ذلك مساوئ و مساوئ خطيرة و خطيرة جدّا الّتي منها ما نشهده الآن من طغيان الكفّار الأمريكيّين و البريطانيّين على المسلمين العراقيّين بكلّ وسائل التّدمير كما أصبح ذلك معلوما لدى عامّة البشر سواء كانوا مسلمين أو كفّارا فالآن تشارك السّعوديّة في ضرب المسلمين في العراق بالقنابل المدمّرة تتعاون مع الأمريكان اليهود و اليهود الّذين استولوا على فلسطين بمساعدة البريطانيّين و الأمركيّين أصبح من آثار استجلاب الكفّار إلى بلاد السّعوديّة أن يقاتل السّعوديّون معهم المسلمين و هذه يعني مصيبة الدّهر لا يمكن أن يتصوّرها مسلم علما أنّنا كنّا نسمع دائما و أبدا قبل أن تحلّ هذه الفتنة في بلاد التّوحيد نسمع منها تذكيرا ببعض الأحكام الإسلاميّة الّتي ما اعتدنا أن نسمعها من إذاعات في بلاد إسلاميّة أخرى فكنّا نفرح لها فرحا شديدا و نعتقد أنّ هذا من آثار دعوة التّوحيد الّتي قام بها محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله في تلك البلاد كنّا نسمع ذلك و إذا بنا نفاجئ بعكس ما كنّا نسمع من قبل بادّعاء أنّ الضّرورة هي الّتي أجازت للدّولة السّعوديّة بأن تستعين بالكفّار على محاربة العراقيّين كنّا قرأنا قديما في رسالة لفضيلة الشّيخ عبد العزيز بن باز الّذي نحن نذكره دائما بالعلم و الفضل و من فضله ما كنّا قرأناه في رسالته نقد القوميّة العربيّة على ضوء الإسلام و الواقع يقول بارك الله فيه و أطال عمره بالخير و العلم النّافع و العمل الصّالح قال " و ليس للمسلمين أن يوالوا الكافرين أو أن يستعينوا بهم على أعدائهم فإنّهم من الأعداء و لا تؤمن غائلتهم " كلام حقّ عظيم " و قد حرّم الله موالتهم ونهى عن اتّخذاهم بطانة و حكم على من تولاّهم بأنّه منهم و أخبر أنّ الجميع من الظّالمين كما سبق ذلك في الآيات المحكمات و ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قِبل بدر فلمّا كان بحرّة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرءة و نجدة ففرح أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حين رأوه فلمّا أدركه قال لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم جئت لأتّبعك و أصيب معك , قال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ( تؤمن بالله و رسوله ؟ ) قال لا , قال ( فارجع فلن أستعين بمشرك ) , قالت ثمّ مضى حتّى لمّا كنّا بالشّجرة أدركه الرّجل فقال له كما قال أوّل مرّة فقال له النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كما قال أوّل مرّة فقال لا , قال ( فارجع فلن أستعين بمشرك ) " فلن للتأبيد لن أستعين بمشرك " , قالت ثمّ رجع فأدركه في البيداء فقال له كما قال أوّل مرّة تؤمن بالله و رسوله ؟ قال نعم , فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فانطلق، قال الشّيخ بارك الله فيه تعليقا على هذا الحديث الصّحيح " فهذا الحديث الجليل يرشدك إلى ترك الاستعانة بالمشركين و يدلّ على أنّه لا ينبغي للمسلمين أن يدخلوا في جيشهم غيرهم لا من العرب و لا من غير العرب لأنّ الكافر عدوّ لا يؤمن , و ليعلم أعداء الله أنّ المسلمين ليسوا في حاجة إليهم إذا اعتصموا بالله و صدقوا في معاملته لأنّ النّصر بيده سبحانه و تعالى لا بيد غيره و قد وعد به المؤمنين و إن قلّ عددهم و عدّتهم كما سبق في الآيات و كما جرى لأهل الإسلام في صدر و يدلّ على ذلك أيضا قوله تعالى (( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينّا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )) فانظر أيّها المؤمن إلى كتاب ربّك و سنّة نبيّك عليه الصّلاة و السّلام كيف يحاربان موالاة الكفّار و الاستعانة بهم و اتّخاذهم بطانة و الله سبحانه أعلم بمصالح عباده و أرحم بهم من أنفسهم فلو كان في اتّخاذ الكفّار أولياء من العرب أو غيرهم و الاستعانة بهم مصلحة راجحة لأذن الله فيه و أباحه لعباده و لكن لمّا علم الله لما في ذلك من المفسدة الكبرى و العواقب الوخيمة نهى عنه و ذمّ من يفعله و أخبر في آيات أخرى أنّ طاعة الكفّار و خروجهم في جيش المسلمين يضرّهم و لا يزيدهم ذلك إلاّ خبالا كما قال تعالى (( يا أيّها الّذين آمنوا إن تطيعوا الّذين كفروا يردّوكم على أعقابكم فتنقبلوا خاسرين بل الله مولاكم و هو خير النّاصرين )) و قال تعالى (( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة و فيكم سمّاعون لهم و الله عليم بالظّالمين ))، فكفى بهذه الآيات تحذيرا من طاعة الكفّار و الاستعانة بهم و تنفيرا منهم و إيضاحا لما يترتّب على ذلك من العواقب الوخيمة عافا الله المسلمين من ذلك " إلى آخر ما ذكر الشّيخ جزاه الله خيرا ، انتهى كلام فضيلة الشيخ بن باز جزاه الله خيرا على هذه النّصيحة لقد كنت أودّ أن يعمل حكّام السّعوديّة بهذه النّصيحة الإسلاميّة الّتي قدّمها الشّيخ عبد العزيز بن باز رضي الله عنّا و عنه ووفقّنا لاتّباع ما كتب في هذه القضيّة و في غيرها من الحقّ الّذي جاء في الكتاب و السّنّة و لو أنّنا أمعنّا النّظر في كلمة الشّيخ بارك الله فيه لخرجنا بنتيجة خطيرة جدّا وهي إمّا أن يكون الّذين استعانوا , أنا الآن لا أقول شيئا من عندي و إنّما أعيد كلام الشّيخ ابن باز على أهل بلده و حكّام بلده , إمّا أن يكون الّذين استعانوا بالكفّار ليسوا مسلمين و إمّا أن يكون المستعان بهم هم من المسلمين هذا خلاصة ما يمكن أن يؤخذ من هذا البيان القويم , و بهذا القدر كفاية ليعلم إخواننا الّذين يريدون أن يعرفوا الحقّ ... ما بين عشيّة و ضحاها بسبب تورّط بعض الحكّام المسلمين و اتّباعهم لبعض السّياسات الّتي أقلّ ما يقال فيها إنّها مخالفة للشّرع و أنا أعتقد و أقول بكلّ صراحة و العاقبة للمتقّين و الدّائرة على الظّالمين لو أنّ الحكومة السّعوديّة قبل أن تقدم على الاستعانة بهؤلاء الكفّار إن كانوا استعانوا كما يصرّحون , أمّا إن كان فرض ذلك عليهم فهذه مصيبة أخرى أن يكون الأمركيّون و البريطانيّون فرضوا عليهم النّزول في أرضهم شاؤوا أم أبوا كما يشيع ذلك بعض النّاس و نحن لا نعلم و لا نتمكّن من أن نصل إلى قلوب الحكّام هناك و من فهمه ندينهم هم يقولون أنّهم استعانوا بهؤلاء أي كان في إرادتهم أن لا يستعينوا و لم يفرض نزولهم في بلدهم رغم أنوفهم و إنّما هم استعانوا بهؤلاء الكفّار بمحض اختيارهم و إرادتهم فإذا كان الأمر كذلك فأنا أعتقد أنّ الحكّام السّعوديّين لو كان عندهم مجلس شورى كما أمر الله عزّ و جلّ في غير ما آية في القرآن الكريم منها (( و شاورهم في الأمر )) و الخطاب للنّبيّ صلّى الله عليه و سلّم الّذي يغنيه صلته بالله عزّ وجلّ بوحي السّماء أن يستشير أهل الأرض و لكن كما يقول بعض العلماء و الفقهاء إنّما قال الله عزّ و جلّ لنبيّه (( و شاورهم في الأمر )) لتتّخذه أمّته من بعده أسوة يستشيرون أمثالهم أمّا النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم لا مثيل له في البشريّة قاطبة مع ذلك أمره ربّه تبارك و تعالى أن يستشير أصحابه ليتعلّم النّاس و الحكّام من بعده أنّه من باب أولى يجب عليهم أن يستشيروا أهل العلم . و أنا على مثل اليقين بأنّ الحكومة السّعوديّة لو قامت بهذا الواجب القرآني استشارت أهل العلم قبل أن تتخّذ قرار الإستعانة بالكفّار الأمريكان و البريطان لما وجدتم أحدا من العلماء المخلصين و على رأسهم الشّيخ عبد العزيز بن باز بارك الله فيه و في حياته ما وجد من هؤلاء يوافق بعد استشارتهم أن يستجلب هؤلاء الكفّار إلى بلاد الإسلام و لكن جعلوا تحت الأمر الواقع فخالفت فتواهم فتواهم السّابقة الّتي كانت نشرت و كانت في الإذاعات تنهى و أهل العلم ينهون المسلمين عن موالاة الكفّار فأين تبقى موالاة المخالف للشّريعة الّتي نهى عنها الله عزّ وجلّ في هذه الآيات الّتي تلوناها على مسامعكم من كلام الشّيخ ابن باز جزاه الله خيرا أين الموالاة المنهي عنها ؟ و أنّهم إذا والوهم يكونو منهم إذا لم تكن مثل هذه الموالاة الّتي أحلّوا الكفر و الصّليبيّة و الصّلبان في بلاد الإسلام ثمّ تعاونوا معهم في ضرب بلاد المسلمين , لا ينبغي أن يتورّط أحد من طلاّب العلم كما قد جاءني من بعضهم و يدلّسون عمدا أو سهوا لا أدري كلّ حسب نيّته يقولون و يزعمون أنّ الألباني حينما تكلّم بما تكلّم إنّما تكلّم بناء على ما بلغه من أخبار و أنا أقول ردّا لهذا الظّن الخاطئ أنا تكلّمت قبل أن أرى المصيبة الّتي حلّت في بلاد السّعوديّة بعد أن ذرّت قرنها في مظاهر كثيرة و كثيرة جدّا يعالجها بعض المخلصين من إخواننا الدّكاترة و أمثالهم من أهل العلم و الفضل الآن في السّعوديّة منها تلك التّظاهرة الفاجرة النّسائيّة من المتبرّجات اللاّتي يطالبن بالحقّ المهضوم في زعمهنّ و اللاّتي صرّحن بأنّهم يريدون علماء مبصرين و لا يريدون علماء عمي هكذا يدلّسون في كلامهنّ و في طلابتهنّ فالشّاهد أنا حذّرت و نبّهت مِن أنّ هذه مخالفة قبل أن نرى آثار استجلاب الأمريكان في البلاد السّعوديّة فنحن نقول إذا لم يكن ما فعله السّعوديّون وأخيرا مقاتلهم مع اليهود ضدّ المسلمين في العراق إذا لم يكن هذا هو الموالاة المحرّمة في كتاب الله عزّ وجلّ فليس هناك موالاة محرّمة و إذا لم يكن هذا استعانة هي الاستعانة الّتي حذّر منها الرّسول عليه السّلام في قوله ( لن أستعين بمشرك ) فأيّ معاونة حينئذ تكون محرّمة ؟ هذا معناه تعطيل للأحكام الشّرعيّة و أنا أريد الآن أن ألفت نظر المخلصين من طلاّب العلم و أهل العلم في أيّ زمن و مكان كانوا أنّنا يجب أن لا ننسى أنّ التّعطيل الّذي يدندن حوله علماء السّلف و أتباعهم من أمثالنا من الخلف حول التّعطيل للآيات المتعلّقة بصفات الله عزّ و جلّ و الأحاديث الصّحيحة فهناك تعطيل آخر يقع فيه المعطّلون للتّعطيل الأوّل و لكن يشاركهم في هذا التّعطيل الثّاني كثير من أهل العلم الّذين هم من أمثالنا ممّن ينكرون على الّذين يعطّلون آيات الصّفات و أحاديث الصّفات بإخراجها عن دلالتها و تعطيل معانيها الصّريحة و لذلك سمّوا بالمعطّلة فأنا أريد أن أذكّر أنّ هناك تعطيل من نوع آخر وهو تعطيل دلالة الأحاديث في الأحكام الشّرعيّة كمثل ما نحن الآن في صدده عطّلنا بهذه الاستعانة بالكفّار و إحلالهم في الدّيار المسلمة بشتّى التّأويلات و التّعطيلات لمثل هذه الآيات إن لم يكن هناك ما فعلته السّعوديّة من الاستعانة بالكفّار الأمريكان و البريطان و هم ألدّ أعداء الإسلام فليس هناك موالاة محرّمة و ليس هناك استعانة محرّمة و هذا هو التّعطيل لشريعة الله و أحاديث نبيّه صلّى الله عليه و سلّم و قبل أن أنهي أريد أن أذكّر بشيء آخر و هو أنّنا نعلم أنّ الحكومة السّعوديّة في قوانينها و في تصرّفاتها عامّة أحكامها مستنبطة من المذهب الحنبلي مذهب إمام السّنّة الّذي نتشرّف نحن بالانتماء إلى مشربه و لا أقول إلى مذهبه , إلى منهجه و لا أقول تقليده . هذا الإمام فقهه و الّذي زيد على فقهه أضعافا مضاعفّة من بعده و المسطّر في كتب المّذهب الحنبلي و من ذلك الكتاب المغني و الشّرح الكبير هذه الكتب هي عمدة فتاوى الأحكام الّتي عليها قامت أحكام الدّولة السّعوديّة . فأنا لا أدري كيف تجرّأت الدّولة السّعوديّة على استحلال الاستعانة بهؤلاء الكفّار و قد عرفنا أنّهم أخطر الدّول على وجه الأرض اليوم على الإسلام و المسلمين مع أنّ مذهبهم في الشّرح الكبير و في المغني لابن قدامة المقدسي يصرّحون أنّ الاستعانة بالكفّار إن جازت فإنّما تجوز بشرط و هو أن تكون الغلبة للمسلمين على الكافرين , أن تكون الغلبة للمسلمين على الكافرين و هذا قيد ضروري جدّا جدّا ذلك لأنّه إذا كان الأمر كما فعلت السّعوديّة أن يكون المستعان به أقوى و أكثر عددا و عدّة فحينئذ هذا لا يقول به مسلم على وجه الأرض أبدا حتّى المذهب الحنبلي الّذي يحكمون به وضع هذا القيد و هذا الشّرط أن يكون المسنعين من المسلمين بالكفّار أقوى و أغلب عليهم منهم و الآن قد قلت في بعض الأشرطة السّابقة و أذكّر من الذّي يحول ببن الأمريكان و فيهم الألوف المؤلّفة يقينا من اليهود و إن لم يكونوا يهود فهم مع اليهود فلا فرق بين أمريكان و يهود , و هاهم نحن الآن نسمع كيف يمدّونهم تباعا بالصّواريخ المدمّرة و نحوها لو أراد هؤلاء اليهود فقولوا اليهود أو الأمريكان ألفاظ متعدّدة تؤدّي إلى حقيقة مرّة واحدة و هي أنّهم لا يريدون الإسلام إلاّ خبالا كما جاء في الآيات الّتي ذكرها الشّيخ ابن باز جزاه الله خيرا , لو أراد هؤلاء اليهود أو هؤلاء الأمريكان أن يحتلّوا خيبر هل باستطاعة السّعوديّة أن يصدّوهم و أن يردّوهم على أعقابهم خائبين ؟ لا . هنا يظهر السّرّ و الحكمة البالغة الّتي وضعها علماء الفقه الحنبلي الذي يستندون إليه في أحكامهم حين قالوا بشرط أن تكون الغلبة للمسلمين , الآن الغلبة للكافرين و أكبر دليل على ذلك ما كانت الإذاعات العالميّة كلّها أشاعت بأنّ السّعوديّة اتّفقت مع قائد الجيش الأمريكي أن تكون القيادة بيد قائد الجيش الأمريكي , فإذا السّعوديّون الآن هم مأمورون من القيادة الأمريكيّة , إذا قيل للطّيّارين السّعوديّين اضربوا العراق و هم يتفرّجون فما عليهم إلاّ أن ينفّذوا الأمر , أين هذا الواقع المؤلم من قول الله عزّ وجلّ (( و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) فنسأل الله تبارك و تعالى أن يكشف هذا الهمّ و هذا الغمّ الّذي أصاب المسلمين و لن يكون ذلك أبدا لأنّ سنّة الله لن تتغيّر إلاّ إذا رجع المسلمون حكّاما و محكومين إلى دينهم ... و ذلك من معاني قوله تبارك و تعالى (( إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم )) و صلّى الله على محمّد و على آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا .

السائل : طبعا أمريكا و بريطانيا و فرنسا نعرف من خلال الكتاب و السّنّة بعداوتهم (( ما يودّ الّذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربّكم )) (( و لا يزالون يقاتلونكم حتّى يردّوكم عند دينكم إن استطاعوا )) إلى غير الآيات الّتي جاءت فيهم و هم هؤلاء و الآن هم يرمون بكلّ ما يملكون ليس من أجل تحرير الكويت كما تبيّن الآن الحمولة الّتي ترمى على العراق و ربّما طبعا نزلت على مساجد و على أناس يصلّون و نقول حكم العراق ليس حكما إسلاميّا لكن الدّولة دولة إسلاميّة , فالّذي يفعلونه الآن طبعا نحن من شعورنا و قلوبنا لا نرضى بما يفعله الأعداء هذا و نتمنّى أنّ الله سبحانه و تعالى يخزيهم و ينصر شعب العراق و جيش العراق عليهم و إن كان طبعا الحكم ليس إسلاميّا لكن هذا شعورنا ذكرت العلم القليل لمّا كان المؤمنون يفرحوا بغلبة الرّوم على الفرس أنّ الفرس أهل وثنيّة فكان المشركون يحبّون أن يغلب الفرس و المؤمنون كانوا يحبّون أن يغلب الرّوم لأنّهم أهل كتاب فالآن شعب العراق و جيش العراق و أطفال العراق و نساء العراق ما زالوا دولة إسلاميّة و إن كان الحكم على ما هو عليه لكن شعورنا من الدّاخل نتمنّى أن ينهزم الكفّار و يكون النّصر للشّعب العراقي .

الشيخ : للشّعب العراقي .

السائل : نعم , و إذا دعونا في قنوتنا في الصّلاة هذا بيكون من قلبنا فلا ندري هذا شعور في الدّاخل نؤاخذ عليه أم فيه إثم أم فيه انحراف عن العقيدة ... بارك الله فيك ؟

الشيخ : بارك فيك , الإنحراف عن العقيدة يكون على العكس من ذلك , هذا الشّعور هو شعور كلّ مسلم بالنّسبة لكلّ شعب مسلم و لو كان الحاكم لهذا الشّعب المسلم نقول كلمة حقّ و هي أّنّه لا يحكم بما أنزل الله , ثمّ سواء كان هؤلاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله هم كفّار كفرا اعتقاديّا أو كفرا عمليّا فالمهمّ في هذه الآونة أن نعلم أنّ هذا الحكم غير إسلامي لكنّنا يجب أن نفرّق كما ألمحت في سؤالك بارك الله فيك أن نفرّق بين هؤلاء الحكّام الذّي يدور أمرهم أن بين يكون كفرهم كفرا إعتقاديّا أو في أحسن الأحوال أن يكون كفرا عمليّا , سواء كان كفرهم من هذا النّوع أو من ذاك يجب أن نفرّق بين هؤلاء الحكّام و بين المحكومين فإنّ المحكومين شعب مسلم , لا نستثني أيّ شعب من الشّعوب الإسلاميّة الّتي ابتليت بحكّام لا يحكمون بالإسلام , لا فرق عندي بين الشّعب العراقي كشعب مسلم و إن كان في هذا الشّعب شيعة و إن كان في هذا الشّعب سنيّة منحرفون كثيرا أو قليلا عن السّنّة كما هو الشّأن في مصر , في سوريّة مثلا , فلا فرق بين هذه الشّعوب إطلاقا و أّنّه لا يجوز لعالم مسلم يعرف حقيقة هذه الشّعوب أن يلحقهم بحكّامهم إلاّ أن كانوا من تلك الطّائفة الّتي ابتليت الأمّة الإسلاميّة بهم في هذه الآونة وهي الّتي تقول بتكفير حكّام المسلمين و محكومهم إلاّ من كان معهم في انحرافهم عن الإسلام السّلفي الّذي نقول نحن على منهج السّلف الصّالح , فلا يمكن لعالم مسلم أن يلحق الشّعوب المسلمة بالحكّام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله لأنّه يكون قد خالف آيات كثيرة تدندن كلّها حول قوله تبارك و تعالى (( ولا تزروا وازرة وزر أخرى )) فهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها إلاّ أولئك الخوارج الّذين هم أذناب الخوارج القدامى فهم يغالون في تكفير المسلمين بالجملة لا يفرّقون بين حاكم و محكومين و بين حاكم يؤمن بوجوب الرّجوع إلى الله و لكن تغلبه أهواءه و بين من تبنّى غير الإسلام دينا و قانونا و نظاما و قد يصرّح أو يخرج ذلك على فلاتات لسانهم بأنّ هذا الإسلام لم يعد صالحا لأن يكون حاكما على النّاس هذا النّوع بلا شكّ كافر مرتدّ عن دينه لكن يجب التّفريق بين من كان بهذه المثابة و بين من كان يعتقد و يظهر اعتقاده على بعض تصرّفاته كمحافظته على الإسلام في صلاة , في زكاة , في صيام , في الحجّ إلى بيت الله الحرامة... فهذا التّفريق لا يمكن أن يتجاهله عالم له يعني قدم سبق في هذا العلم . إن الأمر كذلك فما ذكرته آنفا أنّ شعورنا و أنّ دعواتنا يجب أن تكون لأن ينصر الله عزّ و جلّ الشّعب العراقي على هؤلاء الكفّار البريطان و الأمريكان و الفرنسيّين و أمثالهم من المتعاونين ممّن يسمّون بالحلفاء و أن لا ننسى حقيقة مرّة و هي أنّ مع هؤلاء الكفّار بعض الدّول الإسلاميّة الّذين يشاركون هؤلاء الكفّار في تحطيم الشّعب المسلم العراقي فنحن يجب أن ندعو أن ينصر الله عزّ و جلّ الشّعب العراقي على الكفّار و المنافقين و لا يجوز لنا أن ندعو سوى ذلك , كنّا نتمنّى و أنا قلتها صريحة و بعض إخواننا الحاضرين الآن يذكرون معي جيّدا قبل أن تقع هذه المصيبة الكبرى من ضرب العراق من هؤلاء المسمّون بالحلفاء قلت إذا قامت الحرب بين العراق و الأمريكان فيجب مقاتلة الأمريكان في صفّ العراقيّين أمّا إذا وقع القتال بين الأمريكان و من معهم من المسلمين من جهة و العراقيّين من جهة أخرى فنحن ننصح هنا بالاعتزال و نورد بهذه المناسبة قوله عليه السّلام ( كونوا أحلاس بيوتكم ) أمّا إذا استقلّ الأمريكان و البريطان و من معهم من الكفّار بمقاتلة العراقيّين ففي هذه الحالة يجب علينا أن نناصر العراقيّين و ليس أن نصادر حكومة العراقيّين لأنّها حكومة بعثيّة , وهنا أريد أن أذكّر ببعض ما جاء في بعض الأشرطة ممّا يدلّ على أنّ السّياسة السّعوديّة الآن منحرفة كلّيّا عن السّياسة الشّرعيّة الإسلاميّة و أنا أذكّر ببعض الفتاوى سمعتها صادرة من بعض العلماء الأفاضل هناك كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تجيزوا الاستعانة بالكفّار بدعوى أنّ خطر حزب البعث في العراق أخطر من الصّليبيّين , لو سلّمنا بهذا جدلا و العراقيّون أو البعث في العراق لا يزال بعيدا عن البلاد السّعوديّة و الواقع أنّ الخطر الصّليبي حلّ في البلاد السّعوديّة لكنّي أتعجّب كيف رضوا لأنفسهم أن يجمعوا ماذا يقولون بين النّقيضين في آن واحد بين تجويز الاستعانة بالكفّار لدفع خطر حزب البعث أن يحلّ في البلاد السّعوديّة و هم من ناحية أخرى أن يحلّ في البلاد السّعوديّة حزب البعث السّوري فما الفرق بين حزب البعث السوري و البعث العراقي و العلماء يقولون الكفر ملّة واحدة و حزب البعث أيضا ملّة واحدة أليس في هذا أنّ هؤلاء الّذين يسخّرون الإعلام السّعودي ليسوّغوا ضلالتهم الكبرى ألا و هي الاستعانة بدول الكفر لردّ الكفر الأكبر في زعمهم و هو البعث العراقي فما بالهم استساغوا أن يحلّوا في ديارهم البعث السّوري, أنا أفهم من هذا أنّ الأمريكان قالت للسّعوديّة استعيني بالدّولة الفلانيّة و الدّولة الفلانيّة و منها البعث السّوري فقالت و وضعت كلمة لبّيك في موضع الكفر بدل أن يكون هناك في تلك البلاد لبّيك اللهمّ لبّيك , هذا أمر عجيب و عجيب جدّا ما أدري كيف يغفلوا عن هذه الحقيقة المرّة أولئك الأفاضل و بعض الطّلاّب و الدّكاترة الّذين يقولون أنّ الشّيخ ما يعرف الواقع هناك . طيّب أنتم عرفتم الواقع , هل عرفتم أنّ البعث السّوري نزل أرضكم أم لا ؟ فإن قلتم لا فمثلكم مثل النّعامة و إن قلتم بلى فإذا كيف تحاربون البعث بالعث و الكفر بالكفر حسبكم ما سمعتم آنفا من كلمة الشيخ بن باز جزاه الله خيرا و ثبّتنا و إيّاه على كلمة الحقّ فأنا أقول لك بارك الله فيك لتبقى على شعورك و على عاطفتك الّتي تربطك بالمسلمين في كلّ بلاد الدّنيا و قد قلت أنا في بعض الأشرطة , هناك فرق من زاوية أخرى لا يفكّر فيها هؤلاء الّذين يزعمون أنّ الضّرورة هي الّتي اضطرّتهم بالاستعانة بالكفّار في سبيل محاربة البعث العراقي , أنا أقول إنّ البعث سواء كان في العراق أو في سوريّة أو في أيّ بلد آخر يكون بلدا إسلاميّا لا يمكن أن يكون حاكما أبد الدّهر لأنّ الشّعب المسلم لابدّ أن يتغلّب على الحاكم الكافر يوما ما , لكن الأمريكان حكومة و شعبا هو كافر فهو حين يحتلّ بلدا ما صلحا أو حربا فليست الحكومة فقط هي الّتي ستبثّ أفكارها و صليبيّتها بل و الشّعب معه كلّه لأنّ الشّعب و الدّولة في ضلالة واحدة بينما الحزب البعثي في سوريّة أو في العراق فهو لا يمثّل الشّعب السّوري و لا يمثّل الشّعب العراقي فمن الخطأ الفاحش جدّا جدّا أن يتصوّر هؤلاء المفتون بأنّ السّعوديّين الآن يقاتلون شعبا كافرا و ليس شعبا كافرا فقط بل هو أكفر من الصّليبيّين الّذين استعانوا بهم هذا تكفير للمسلمين و هم يعلمون خطر التّكفير و يجهرون بذلك في محاضراتهم و إذاعاتهم و لكن مع الأسف الشّديد إنّهم يقولون ما لا يفعلون أو أساؤوا تطبيق ما يقولون فلم يفرّقوا بين الحاكم و المحكوم . نحن نعلم يقينا أنّ الحاكم السّعودي غير المحكومين مهما قلنا أنّ الحاكم السّعودي خير من حكّام المسلمين لكن مع ذلك له بعض انحرافات لا يمكن لأحد أن ينكرها هل هناك مسلم موحّد على وجه الأرض و بخاصّة بلاد التّوحيد هل فيهم من ينكر من أهل العلم و الفضل أنّ انتشار الصّور للملوك السّعوديّين و وضعها في صدور المجالس أنّ هذا ينافي التّوحيد هل تتصوّرون وجود أحد يخالف هناك نتصوّر وجود مثل هؤلاء المجيزين لتعليق الصّور في البلاد السّوريّة و المصريّة و نحوها أمّا علماء سعوديّون نشؤوا على التّوحيد و ربّوا على التّوحيد هم و لا شكّ في قرارة نفوسهم ينكرون مظاهر شركيّة تبدأ الدّولة السّعوديّة الآن بنشرها  بين الشّعوب كلّها فضلا عن الشّعب السّعودي فهذه مخالفة , لكنّهم ينكرونها على الأقلّ بقلوبهم على المرتبة الثّالثة الّتي لا ذرّة إيمان بعدها كما هو في الحديث الصّحيح , فإذا كما يوجد في الشّعب السّعودي أفراد ينكرون بعض تصرّفات الحكّام لمخالفتها لشّريعة الإسلام فكذلك يوجد في الشّعوب الأخرى ينكرون تارة بالقلب و تارة بالقول و تارة بالثّورة على بعض الحكّام الّذين يحكمون بغير ما أنزل الله فكيف يجوز أن نلحقهم بحكوماتهم و نطلق لفظة الكفر عليهم ... .