Sobre o Artigo

Autor :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Data :

Thu, Sep 18 2014

Categoria :

Fatwas

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 226

الشيخ : ... اجلس هنا ، والآخر هنا ، وليكن أحدكم قريبا مني ويرد عليه أحدهما حفظك الله بالسنة يا شيخنا ؛ ويرد عليه الشيخ  بكلمة آمين وبدعواتكم الطيبة إن شاء الله ، أسأل الله أن يزيدنا وإياكم توفيقا ونشرا للدعوة الصحيحة دعوة الكتاب والسنة الصحيحة وأن يزيدنا معكم توفيقا .

السائل : اللهم آمين .

الشيخ : كيف حالك عساك بخير ، ألا تزال في المسجد وتؤم الناس إن شاء الله ؟

الشيخ : نعم ، نفعنا الله بك .

السائل : الله يبارك فيك .

سائل آخر : لكنه ينوي السفر أيضا إلى مصر .

الشيخ : خير ، خير ؛ أقول خيرا لماذا ؟

السائل : انتهى عقده من ها هنا وطلبوا من الأزهر أعني الجامعة الأردنية هنا طلبت تجديد عقده من أجل تعليم الناس علم القرآن والتجويد والتلاوة ، وأرسلوا ذلك إلى شيخ الأزهر مباشرة فجاء الرد وهو يكمل لك القصة .

سائل آخر : هم حريصون عليه ليفيد الطلاب هناك فقالوا له لا ، لابد أن يأتي .

الشيخ : هذا يدل على عزة نفسه .

سائل آخر : نعم هذه عزة .

الشيخ : أيوه يا شيخ .

السائل : أرجوا الله أن يوفقنا بفضل دعواك يا شيخ .

الشيخ : اللهم آمين ، نسأل الله أن ييسر لك الخير حيثما توجهت وينفع الناس بك .

السائل : اللهم آمين يا رب العالمين .

الشيخ : نحن اليوم يا مشايخ مصابون في نشئ جديد ، صحيح أنه بيحب أن ينطلق على الكتاب والسنة لكنهم لا يقدرون العلم حق قدره ، ويتوهمون أن أحدهم يستطيع أن يصبح عالما ، عالما بمعنى الكلمة بالكتاب والسنة ما بين عشية وضحاها ، يتوهمون الأمر هكذا ؛ ثم يصابون بكثير من العجب والغرور وبحب الظهور ، وقديما قال بعض الحكماء كما تعلمون : " حب الظهور يقطع الظهور "، ولذلك يتكلم بعضهم بما قام في نفسه متوهما أنه هو العلم بعينه ، وكثيرا ما ينطلقون في هذا المجال المدعى أنه علم وهو في الحقيقة جهل ، ردا لبعض العقائد المنحرفة عن الكتاب والسنة ؛ ولكن تكون النتيجة أنه أو أنهم يعالجون الأمر على طريقة أبي نواس " وداوني بالتي كانت هي الداء " .

الشيخ : ... فمثلا هذه المسألة التي رددنا عليه فيها هم يزعمون أن الطريق في رد عقيدة الجبر التي نشأت عند الجبرية من غلوهم في الإيمان بالقضاء والقدر وفهمهما أو فهمهم لهذه العقيدة فهما خاطئا ، استلزموا من هذه العقيدة الجبر ، فقالوا بلازمه ـ في زعمهم ـ أنه كما جاء في بعض أشعارهم " ألقاه في اليم مكتوفا ثم قال له إياك إياك أن تبتل بالماء "، هذا يصور عقيدة الجبرية ؛ فمن أين جاءت الجبرية ؟ من الإيمان بالقضاء والقدر مع الفهم الخاطئ ، مع الفهم الخاطئ ؛ فعالج هذا الخطأ الفريق الآخر وهو المعتزلة ، قالوا لا سبيل لنا إلى إبطال الجبر إلا بما اتكئوا عليه من الإيمان ، وهو القدر ؛ إذا لا قدر ؛ كلاهما على طرفي نقيض ، وكلاهما على مذهب أبي نواس " وداوني بالتي كانت هي الداء " وأنا أرى أن كثيرا من العقائد يساء فهمها فتعالج على هذا المذهب المنحرف عن الحق ، وقد يقع في مثل هذا كثير من كبار العلماء المشهورين ، وعذرهم في ذلك إساءة العامة وربما بعض الخاصة معهم في العقيدة الصحيحة فيضربون سوء الفهم بضرب العقيدة الصحيحة ؛ لاشك أنكم تعلمون أنه من العقائد الصحيحة التي توارثها الخلف عن السلف الإيمان بنزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، ويقترن معه الإيمان بخروج المهدي .

... نعود إلى أصل المسألة القدر ، فكيف عالجت المعتزلة الجبر معالجة سيئة ، وذلك لما لم يستطيعوا أن يفهموا القدر الإلهي فهما لا يستوجب الجبر بل هم شاركوا الجبريين في فهمهم للقدر ؛ لأنه يستلزم الجبر والجبر باطل وما لزم منه باطل فهو باطل ؛ وإذا لم يجدوا  وسيلة أعني بطبيعة الحال المتعتزلة لمحاربة الجبر إلا بنسف عقيدة القدر ، وهم بلاشك ما يستطيعون وإن كانوا ضلالا فهم مؤمنون بكتاب الله عزوجل ، فهم لا يستطيعون أن ينكروا القدر كلفظ مذكور في القرآن الكريم في غير ما آية ، لا يستطيعون أن ينكروا ذلك وإلا خرجوا من الدين ؛ لكنهم ـ وهكذا شأن كل الفرق الضالة الذين انحرفوا عن الكتاب والسنة أنهم يؤمنون بألفاظ الكتاب ولا يؤمنون بمعانيها ـ فهم آمنوا بالقدر ولكنهم تأولوا القدر بما يساوي العلم كما فعلوا في كثير من الآيات المتعلقة بالصفات الإلهية ، مثلا هم ينكرون أن يكون الله تبارك وتعالى له صفة السمع والبصر ، وهم يعلمون مثل قول رب العالمين آية التنزيه ... (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))، فهم لا يستطيعون أن ينكروا هاتين الصفتين أنه سميع وبصير إلا بالطريقة ذاتها التي أنكروا فيها القدر ألا وهو التأويل بل هو التعطيل ، فقالوا السميع البصير يعني العليم ؛ فكذلك أولوا القدر بمعنى أيش ؟ العلم مع أنه كما لا يخفاكم العلم صفة ذاتية ؛ أما التقدير الإلهي فصفة فعل ، من صفات الأفعال ؛ فهم خلطوا بين هذه الصفة الذاتية وبين الصفة العلمية ؛ لماذا هذا الخلط ؟ ليضربوا الجبر ؛ ولكن أصابهم كما يقول المثل في بعض البلاد " كانوا تحت المطر فصاروا تحت المزراب " هذا المثل معروف عندكم ؟ .

السائل : نعم بالذات.

الشيخ : هذا هو ، والشاعر العربي القديم كما تعلمون يقول  أوردها سعد وسعد مشتمل  *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل  فيجب الجمع بين الصفات الإلهية كلها والمشتقة من كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يجوز ضرب بعضها ببعض أو إنكار بعضها على حساب البعض ؛ وأحسن ما قال ابن القيم رحمه الله في هذه المناسبة

" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه

 ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه .

كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه  "

وهذا هو الموقف العدل لا تعطيل ولا تشبيه وإنما هو الإيمان على ما أرد الله عزوجل بهذه الآيات وأحاديث الرسول عليه السلام التي تثبت الصفات الإلهية ؛ الشاهد أعود إلى ما كنت انتهيت إليه أن كثيرا من العلماء حينما يريدون أن يعالجوا بعض الانحرافات التي أصابت الجماهير قديما وحديثا إنما يعالجون بانحراف مثله أو بأخطر منه ، وضربت على ذلك مثلا عقيدة نزول عيسى عليه السلام .

 

الشيخ : ... أنا أذكر جيدا أنني حينما نشأت في طلب العلم أنني انتفعت بالسيد رشيد رضا وبمجلته المنار خاصة انتفاعا كثيرا ، بل أعتقد أنه لم يكن المفتاح الذي فتح لي طريقة السلف إلا هذه المجلة ، أي نعم ؛ لكن وجدته في كثير فيما بعد من مقاتله أنه انحرف في قليل أو كثير من ما جاءت به السنة ، والسبب في ذلك أنه كان ابتلي بمن يسمون بالقاديانية ؛ تعرفونهم ؟ القاديانية الذين يسمون أنفسهم بالأحمديين ، غلام أحمد القادياني ؛ فهم معروفون عند أهل السنة بالقاديانية وهم يفرون من هذه النسبة إلى النسبة الأحمدية ، فهم يقولون نحن أحمديون ، ولهم هدف خبيث من فرار من تلك النسبة إلى هذه ؛ لأن النسبة الأولى إنما هي نسبة إلى البلدة التي خرج منها نبيهم الكذاب ميرزا غلام أحمد القادياني وهي قاديان ، وينتسبون إلى أحمد لأن ميرزا غلام أحمد القادياني ؛ ليس اسمه أحمد وإنما هو غلام أحمد ؛ وهذا أسلوب في اللغة الهندية تفسيره خادم أحمد ؛ فهو ليس أحمد وإنما هو خادم أحمد ؛ والمقصود بأحمد هو نبينا عليه الصلاة والسلام ؛ والأعاجم لهم مثل هذه النسبات افتخارا بانتسابهم للرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فغلام أحمد هكذا عرف الرجل ولكنه لما ادعى المهدوية ثم ادعى النبوة وحمل على نفسه بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة جرها جرا على نفسه مثل قوله تعالى : (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) من هذا أحمد ؟

سائل آخر : هو رسول الله صلى الله عليه وآهل وسلم .

الشيخ : لا ، هو أحمدهم ، هكذا ؛  وبناء على ذلك حتى يصح له جر هذه الآية وحملها على ذاته غير اسمه في مؤلفاته ، أنا هذا درسته شخصيا لأني ابتليت بمجادلة القاديانية هناك في دمشق سنين طويلة ، فهو كان يكتب اسمه في مؤلفاته " ميرزا غلام أحمد " أي خادم أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، فحذف ميرزا غلام أحمد وقال أحمد ، أي اسمه أحمد لكي يضلل الناس بأن هذه الآية تعنيني أنا وأنا اسمي أحمد ؛ أما محمد النبي المبعوث رحمة للعالمين اسمه محمد وليس اسمه أحمد ؛ هكذا أوهم المغررين به أي نعم ؛ ولذلك فهو إتماما لإضلال شيخه لهم يضلون العالم بأنهم أحمديون ، ليسوا منتسبين لأحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المطلب وإنما لأحمد الدجال الكذاب ؛ هؤلاء كالمعتزلة بل وأشد إغراقا في الضلال ؛ لأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، يؤمنون بكل الكتاب ولكن لفظا وليس معنى ؛ ولا يخفى على أهل العلم أن اللفظ في كل الكلام فضلا عن الكلام الإلهي ليس مقصودا بذاته وإنما هو وسيلة للمعاني ، وكما يقال الألفاظ قوالب المعاني ؛ فما هي الفائدة إذا آمن مؤمن ما بآية ما ثم لف ودار عليها ، واستخرج لها من ضلاله معنى لا صلة لهذا المعنى باللفظ القرآن ؛ هكذا كل الفرق الضالة شأنهم مع القرآن الذين لم يعلنوا الخروج عن الإسلام وإنما لا يزالون يدعون أنهم مسلمون ونؤمن بالقرآن ؛ القاديانيون هكذا مثالهم يؤمنون بألفاظ القرآن في كثير من نصوصه ولكنهم يحرفون الكلم من بعض مواضعه كما حكى ربنا في ذلك في القرآن الكريم عن اليهود ، هم يعتقدون مثلا بأن باب النبوة مفتوح على محمد عليه الصلاة والسلام على الرغم مثل قوله تبارك وتعالى في القرآن : (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) هم لا ينكرون أنه خاتم النبيين لكنهم ينكرون كما أنكر المعتزلة القدر وأنكروا الصفات الإلهية ونحو ذلك ؛ فهم يقولون خاتم النبيين ليس معناه آخرهم وإنما خاتم النبيين كالخاتم في الأصبع ، فهو زينة ... طيب هذا موقفهم من القرآن ؛ ما هو موقفهم من الأحاديث المتواترة بأنه لا نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ما استطاعوا تأويله حرفوه كما حرفوا القرآن ، وما لم يستطيعوه نسفوه نسفا ، فقالوا هذا مخالف للقرآن ؛ من أشهر الأحاديث التي تثبت أن لا نبي بعده عليه السلام حديث مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي حينما سافر إلى تبوك غازيا وترك عليا في المدينة وبكى علي فآنسه عليه السلام بقوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي )، قالوا هذا الحديث صحيح لكن ما فهمتموه جيدا ، لا نبي بعدي أي معي ؛ أما بعدي يعني بعد وفاته فيه نبي ، ... هذا مثال كيف يحرفون الكلم من بعض مواضعه .

السائل : هذا ذكاء .

الشيخ : ذكاء لكن ذكاء بدون عقل ما يفيد شيئا أبدا ؛ ولذلك حكى ربنا عزوجل في القرآن الكريم عن الكفار والمشركين (( قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )) لذلك الذكاء شيء والعقل شيء .

 

الشيخ : ... عفوا أنا جعلت الاستطراد طويلا جدا يعني كنت أتكلم عن السيد رشيد رضا وأنني استفدت منه لكن رأيت منه بعض الانحرافات ، منها بسبب رده على القاديانية والقاديانيون يدعون من دعاويهم الباطلة أن ميرزا غلام أحمد القادياني هو عيسى المبشر به في الأحاديث وهذا أيضا من تأويلهم الباطلة ( لينزلن فيكم عيسى بن مريم حكما عدلا )، ليس المقصود عيسى وإنما لمضاف محذوف تقديره مثيل عيسى ؛ لف ودوران ؛ من هو هذا المثيل ؟ ميرزا غلام أحمد القادياني ؛ فالسيد رشيد رضا رحمه الله كأنه شعر أنه ما استطاع أن يقيم الحجة عليهم حجة دامغة قاهرة إلا بالتشكيك في أحاديث نزول عيسى عليه السلام ، عشان إيش ؟ من أجل أن يخلص الجمهور المتأثر بالقاديانية ، فلا عيسى ولا مهدي ؛ كذلك قلنا بالنسبة لمعرفته وعلمه :

" أوردها سعد وسعد مشتمل ***  ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .

وأنا كتبت في بعض ما كتبت من المؤلفات والكتب إن السبيل في كل هذه الأمثلة وسواها ليس هو التأويل الذي هو أخو التعطيل وإنما هو فهم النصوص فهما جيدا كمسلمين حتى لا يقعوا في انحراف سلبي أو إيجابي ؛ نعود إلى مسألة القدر وهي مشكلة المشاكل في الواقع من يوم ولدت المعتزلة إلى اليوم ؛ المعتزلة يقولون إذا قلنا إن الله عزوجل قدر على الإنسان الإيمان والكفر والخير والشر فهذا معناه أنه مجبور لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ؛ إذا ما المخرج عندهم ؟ لا قدر ، إذا ماذا نقول في الآيات التي أثبتت القدر ؟ نؤولها بالمعنى الذي سمعته ، العلم ، آه ؛ لكن ما استفادوا شيئا من هذا الإنكار ؛ لأنه لا فرق بين كل المؤمنين الذين يؤمنون بالعلم الإلهي وبين أكثر المؤمنين أيضا بالقدر الإلهي من حيث المشكلة التي أوردها المعتزلة ، لا فرق بين العقيدتين ، عقيدة الإيمان بالعلم الإلهي الأزلي والإيمان بالقدر الإلهي لا فرق من حيث المشكلة ؛ ما هي المشكلة ؟ قالوا إذا قلنا إن الله قدر وكتب الإيمان والكفر ، والخير والشر لزم منه الجبر ، كذلك نقول نحن لاشك ولاريب عند كل المؤمنين بالقدر الإلهي أنه وفق العلم الإلهي ، كذلك الكتابة الإلهية على مراحلها المتعددة كما شرح ذلك الإمام ابن القيم في كتابه العظيم المسمى إيش ؟ بالحكمة والقدر والتعليل نعم " شفاء الغليل " نعم أحسنت ؛ فهناك مراحل للكتابة ، كل هذا  الكتابة الأولى و الأخيرة التي والولد في بطن أمه ، طبعا بطبيعة الحال على وفق العلم الإلهي ؛ فإذا الإشكال الذي أوردوه لا يزال قائما بمعنى حذفنا الآن من أذهاننا ما حذفوه هم من عقائدهم وهو القدر الإلهي ؛ طوينا عنه صفحة مؤقتة ، كذلك الكتابة الإلهية وأن نتفق معهم هناك العلم ، أو هم يتفقون معنا ؛ طيب سبق في العلم الإلهي أن فلانا سيكفر ؛ هل يمكن أن يتغير العلم الإلهي ؟ طبعا لا ؛ طيب الكتابة الإلهي يتغير ؟ لا ، القدر الإلهي يتغير ؟ لا ؛ فما الذي استفدتموه من قولكم لا قدر ؟ واضح ؟ إذا يجب الإيمان بكل ما جاء من العلم والكتابة والقدر وتأويل ذلك بما يتفق مع الأدلة الأخرى .

أي نعم يا سيدي كنا وصل بنا الحديث إلى المعتزلة ، أيوه فما استفادوا شيئا من انكارهم القدر بحجة أنه إذا كان القدر لا يتغير ؛ فإذا صار المكلف مجبورا ؛ نقول لهم هل العلم الإلهي يتغير ؟ سيكون الجواب العلم الإلهي ما يتغير ، فسيكون جوابهم أنه لا يتغير ؛ إذا هل سبق في العلم الإلهي أن فلان سعيد فلان شقي ؟ فمن قولهم أنه أحاط بكل شيء علما، إذا لا يتغير ؛ فما جوابكم عن العلم الإلهي الذي لا يتغير فهو جوابنا عن القدر الإلهي الذي لا يتغير ؛ هذا كما لا يخفاكم جواب جدلي لكنه حق ؛ لكن عندي جواب آخر ، ما سبق في العلم الإلهي أو في القدر الإلهي هو بلاشك يوافق ما سيقع ، لا يختلف قيد شعرة ؛ وإذا كان الأمر كذلك فنحن نرد على كل من الفريقين المعتزلة وخصومهم الجبرية الجواب يشمل الفريقين معا ، ثم نعود على الجبرية بتفصيل لا يحتاجه المعتزلة ؛ إنهم معنا في أن العلم الإلهي يعرف الوقائع على حقائقها الجلية ، ونحن نعلم من واقع المكلفين أن أعمالهم وحياتهم فيها ما هم مختارون ضرورة وما هم مجبورون أيضا ؛ نبدأ بعمل القلب ، عمل القلب مجبورون فيه لأنه من خلق الله الذي ليس للبشر فيه خيرة ، ولذلك إذا شاء الله عزوجل عطّل هذه الحركة بإماتة صاحبها ؛ كذلك نقول في كون زيد من الناس طويل آخر قصير بدين نحيف و و إلى آخر ما هنالك ، هنا يصدق قوله تعالى : (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) لكن هناك أمور أخرى تتعلق بهذا الإنسان المجبور من هذه الزاوية ، هناك أمور أخرى تصدر منه باختياره ؛ الآن أنا أتكلم وأنتم تصغون وأحيانا تتكلمون أيضا معنا ، هل أنتم يا معشر المعتزلة ، طبعا الجبرية لهم خطاب آخر قلنا آنفا ، أنتم معشر المعتزلة تقولون إننا نحن الآن في هذا الكلام مختارون أم مجبرون ؟ سيكون من قولهم مختارون ؛ طيب في الحالة الأولى أو الأمثلة الأخرى مختارون أم مجبورون ، يعني في كون حركات القلب وكون إنسان طويل وآخر قصير وأبيض وأسود وأسمر إلى آخره ، مختارون أم مجبورون ؟ لا يستطيعوا أن يقولوا مختارون ؛ إذا هذا الواقع بقسميه بصورتيه سبق في علم الله عزوجل ، سبق في علم الله عزوجل ، العلم يشملها الصورتين ؛ ننزل الآن إلى ما أنكرتم من القدر ، القدر يشملهما أيضا لأننا قلنا إن القدر الإلهي وفق العلم الإلهي فما في اختلاف بينهما من حيث أنه يكتشف الواقع على حقيقته ، يكتشفان الواقع على حقيقته قبل وقوعه ؛ فمن هذه الحيثية القدر مطابق للعلم الإلهي ؛ إذا أين الإشكال إذا كان ما قدره الله من القسم الأول فأنا لا أسئل عنه ؛ لأني لا إرادة لي ، كون واحد أسود فاحم قد يعير الأبيض بسواد بشرته مثلا لكن لا يعير لأن هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؛ لكن أنا إذا انحرفت أو شتمت أعير لماذا ؟ لأنه من القسم الآخر في إرادته ؛ فإذا ما هو الإشكال في انكاركم القدر والقدر يكتشف الواقع بقسميه ؛ نحن آنفا ضربنا القسم الأول لأنه واضح لا جدل فيه إطلاقا وهو مفهوم لدى الجميع ؛ الآن نضرب مثلا في أعمالنا نحن التي تصدر من جوارحنا ، إنسان رمى عصفورا فأصاب إنسانا فقتله ؛ هذا قتل خطأ ، لكن بفعل أيش ؟ الإنسان مش بفعل الإلهي مباشرة كما هو القسم الأول ؛ هذا سبق في العلم الإلهي هذا العمل أم لا ؟ بلى ؛ ولذلك كان من العدل الإلهي أنه لن يواخذه في الآخرة ؛ لأنه قتله خطأ ؛ طيب كذلك نحن نقول نحن المؤمنين بالقدر الإلهي القدر الإلهي سجل علي هذا الخطأ ، هذا القتل خطئا ولذلك ما يؤاخذني ؛ لكن إنسان آخر وفي ليلة لا قمر فيها رصد خصما له وهيأ لقتله فرماه ببندقية أو طعنه بخنجره هل يستوي هذا وذاك ؟ لا يستويان مثلا ، آه ، هذا متعمد وكما يقولون  في القضاء اليوم عن سابق تصميم وإصرار ، كلاهما الصورتان سبقتا في العلم الإلهي بلاشك لأنه أحاط بكل شيء علما ؛ فما المانع يا معتزلة أن يكون هذا العلم الإلهي سجل في اللوح المحفوظ فكان قدرا ؟ القدر إذا يحيط بالواقع على حقيقته إن كان جبرا لا مؤاخذة وإن كان اختيارا فهنا مؤاخذة ؛ فلماذا تخشون من القول بالقدر ؛ واضح هذا الجواب ؟ هذا الجواب ملزم بالإيمان بالقدر ، كذلك الجواب الأول لكن ذاك جواب جدلي وهذا مؤكد لذاك الجواب ؛ على هذا يجب أن تعالج كل العقائد الإسلامية الصحيحة منها قضية نزول عيسى عليه السلام ، أشكل الأمر على السيد رشيد رضا رحمه الله ، ومنه استقينا نحن هذا المنهج السلفي والحديثي ، وأشكل على كثير من علماء الأزهر كشلتوت وأمثاله أنكروا عقيدة نزول عيسى عليه السلام بآخر الزمان لماذا ؟ قالوا لأن كثيرا من الناس ادعوا العيسوية ، وهذا غلام أحمد القادياني ، كثير منهم ادعوا المهدوية وجاركم هناك في السودان المهدوي هذا معروف وفي التاريخ الإسلامي كثير ممن ادعى العيسوية وادعى المهدوية ؛ إذا سدا لباب هذه الدعوات الباطلة نريح الناس من عقيدة نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي ؛ هذا خطأ ومعالجة الخطأ بخطأ مثله وشر منه ؛ أنا قلت في بعض ما كتبت ردا على هؤلاء ، أنا أخشى ما أخشى أن يأتي يوم يعالج فيه بعضهم الإلهية فينكرها ؛ لأن الفراعنة ما انتهوا بعد ؛ فبعضهم يدعي الإلوهية ؛ فلنريح الناس من هذه الدعوة وهي أبطل الباطل ننهي الألوهية وانتهت المشكلة ؛ هل هذا معالجة صحيحة ؟ نحن نقول أخيرا نزول عيسى عقيدة صحيحة آمن بها السلف فتبعهم الخلف على هدى من ربهم ؛ لكن ليس في هذه الأحاديث ولا في أحاديث المهدي عليهما السلام أن على المسلمين أن لا يعملوا لإسلامهم ولعزة دينهم حتى ينزل عيسى ويخرج المهدي ، لا يوجد في هذه الأحاديث كلها ما يشعر لهذا الفهم الخاطئ الذي وقع في بعض المسلمين ؛ ولذلك أنكر بعض المصلحين هذه الأحاديث من أجل إزالة العثرة بزعمهم من طريق عامة المسلمين ما في فائدة ما في فائدة لا ينزل عيسى ويخرج المهدي ؛ هذا فهم خطأ كما فهم الجبريون من القدر وهو ومعهم المعتزلة ثم أنكروا الجبر وأنكروا معهم القدر ؛ مادام لا يوجد في الأحاديث الصحيحة التي نزلت في عيسى عليه السلام وفي خروج المهدي ما يشعرنا بالتواكل على مجيئهما ، إذا يجب علينا أن نعمل لأن عيسى إن نزل وجد الأرض مهيئة لقائد يقودهم ، وإذا نزل عيسى عليه السلام والمسلمون كما هم اليوم أنا أقول هذا الكلام مؤمنا به سوف لا يستطيع عيسى أن يجمع المسلمين في لحظة في يوم وليلة يجمع المسلمين الصالحين منهم بطبيعة الحال حول قيادته ؛ لأنه سوف لا يكون في اعتقادي أحزم وأقدر على جمع قلوب الناس حوله من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو لبث في قومه عشرين سنة حتى استطاع أن أوجد هذه النواه التي غذاها الله عزوجل في قوته وعلمه ثم امتددت ظلالها كما تعلمون في التاريخ الإسلامي ؛ فإذا عيسى عليه السلام يجب أن لا نتصور أنه ينزل إلا والأرض قد هيئت له لقبوله ؛ إذا ينبغي أن نفهم أحاديث النزول والخروج بأنها تحض المسلمين على العمل لإعادة الإسلام إلى مجده الغابر ، لا أن ينتظروا عيسى والمهدي ليعيد لهم المجد الغابر ، إذا آمنا هكذا فما المشكلة من أحاديث عيسى وخروج المهدي ؟ لا إشكال أبدا ، دائما المشاكل تأتي من سوء فهم النصوص ، وهذه الحقيقة نقطة مهمة جدا في نزول عيسى عليه السلام في العالم الإسلامي من حيث أنهم أساءوا فهم بعض النصوص فأساءوا فهم نصوص أخرى ؛ ونسأل الله عزوجل أن يوفقنا جميعا وإياكم للفهم الصحيح عن الله ورسوله .

السائل : أولا ابن خلدون يتكلم عن أحاديث المهدي ، ما رأيكم بأحاديث المهدي بقول إنها ضعيفة كلها ؟

الشيخ : أولا لا يخفاكم أن ابن خلدون هو مؤرخ وحكيم في التاريخ وليس عالما بالحديث ، وما أردت أن أقول ليس متخصصا في الحديث  بل هو ليس عالما في الحديث ؛ ثم من قرأ كتابته في تاريخه أو في مقدمة تاريخه حول أحاديث المهدي يجد هناك في بعض الأحاديث اعترافا بالصحة لهذا البعض ، ولذلك فيخطئ كثيرا من الكتاب الذين كتبوا في هذه القضية ومنهم شيخ قطر إذا سمعتم به ؟ ... محمود هذا ، يخطئ كثيرا كهذا الشيخ حين يعزو إلى ابن خلدون أنه ضعف كل أحاديث المهدي ، هذا خطأ ليس فقط على الحديث النبوي بل وخطأ آخر على ابن خلدون المؤرخ ؛ ثم علم الحديث في الواقع فيه دقائق هي التي صرفت كثيرا من العلماء عن الاشتغال بالحديث ؛ لأنه يتطلب جهدا ودأبا قد لا يستطيعه أكثر النفوس ولو كانوا من أهل العلم والفضل ، أضرب لك مثلا بين عالم يكتب بحثا علميا وكاتب يكتب مقالة أدبية ، كم الفرق بينهما ؟ الفرق شاسع جدا ، الذي يكتب مقالة أدبية الأفكار المخزونة في مخه وفكره يسيل بها قلمه ما يحتاج إلى أن يراجع هذه الكتب يلي بسموها بعض الناس ظلما الكتب الصفراء هذه ، لا يحتاج ، بينما الذي يريد أن يكتب ويحرر مقالة علمية خاصة في آخر الزمان الذين علمهم كأمثالنا في سطورهم وليس في صدورهم هؤلاء بحاجة إلى أن يراجعوا على الأقل يتثبتوا ؛ أما ذاك الكاتب فهو لا يحتاج إلى مراجعة يكتب يشحبر كما يقولون عندنا في الشام بالقلم الأسود ، النسبة التي ذكرتها بين الكاتب العالم والكاتب الأديب هي النسبة بين العالم المحدث المتخصص بالحديث والعالم يحتاج إلى صبر ومراجعات كثيرة وكثيرة جدا ؛ لماذا ؟ لأن كثيرا من الأحاديث هي من القسم الذي يسميه علماء الحديث صحيح لغيره حسن لغيره ؛ أحد العلماء كالترمذي مثلا إذا قال في حديث ما  حديث حسن  وهذا من الغرائب واللطائف التي لا ينتبه لها أكثر العلماء بل وكثير من المحدثين ، إذا قال الترمذي في حديث حسن يعني إسناده ضعيف ؛ أسمعتم بهذا ؟ إذا قال في حديث ما حديث حسن يعني أن إسناده ضعيف ؛ أنا بقول إذا قال في حديث ما حديث حسن يعني اسناده ضعيف أي ما نقفز قفزة الغزلان بارك الله فيك ، يعني ليس بصحيح يعني أن إسناده غير حسن ، يعني مش ليس بصحيح ؛ إذا قال الترمذي في حديث ما حديث حسن يعني هذا الحديث الذي حسنه الترمذي ، إسناده ضعيف ، كيف هذا ؟ هذا اصطلاح ، على خلاف ما إذا قال في حديث آخر حديث حسن غريب ، فإنما يعني حديث حسن إسناده ؛ كلمة غريب حددت المراد من قوله حسن ؛ أما إذا عرى هذه الكلمة حسن عن لفظة غريب فهو يعني حسن متنه ضعيف إسناده ؛ من أين جاء هذا التحسين ؟ من علمه أن لهذا المتن شواهد وطرق أخرى ارتقت به من الضعف الذي جاءه من هذا الإسناد ؛ إذا من أجل ذلك قال علماء الحديث إذا وقف طالب العلم على حديث إسناده ضعيف فهل يجوز له أن يقول حديث ضعيف ؟ قالوا وقالوا ، قالوا لا يجوز لأنه قد يكون له إسناد آخر ؛ إما أن يكون هذا الاسناد الآخر حسنا لذاته أو صحيحا لذاته أو على الأقل يجعل هذا الحديث الضعيف إسناده حسنا أو صحيحا لغيره ؛ ولذلك فلا يستقل بالقول بأن هذا حديث ضعيف وإنما يقول حديث إسناده ضعيف ، ثم استثنوا فقالوا اللهم إلا رجل عالم متمكن في علم الحديث محيط ما شاء الله بطرق الحديث ثم لم يجد لهذا الحديث إلا هذا الاسناد فلمثله فقط أن يقول هذا حديث ضعيف ، لصعوبة ... .

السائل : عفوا للمقاطعة ،

الشيخ : تفضل ما في مقاطعة .

السائل : يعني ما هو الفرق بين أن نقول إن هذا الحديث حسن وبين أن نقول إن هذا الحديث حسن صحيح ؟ كما جاء في الترمذي وإلا إيش يلي جاب كلمة حسن وأظن أن الترمذي هو الذي جاء بهذا الاصطلاحات ؟

الشيخ : الاصطلاح خاص بالترمذي نعم .

السائل : فعند ما نقول هذا حديث حسن بنقول حسن لذاك أو لذاته بنقول حسن وأن نقول هذا حديث حسن صحيح هل الاثنين في مرتبة ؟

الشيخ : الأمر كما قلت بأن الترمذي جاء بهذا الاصطلاح ؛ لكن قبل أن نذكر ما قاله العلماء في هذا الاصطلاح يجب أن نذكر والذكرى تنفع المؤمنين التعبير الصحيح أن نقول إن هذا الاصطلاح أشاعه الترمذي وليس جاء به لأنه مسبوق إليه ومسبوق إليه من إمامه البخاري صاحب الصحيح ، فهو في كثير من كتبه غير الصحيح يقول في بعض الأحاديث حديث حسن صحيح ؛ لكن الذي أشاعه إنما هو الإمام الترمذي ؛ ما الذي يقصده ؟ أنا أجيب بجواب موجز هو رأيي ، الله أعلم ، لأمرين اثنين : الأمر الأول  أن الترمذي نفسه لم يعبر عن اصطلاحه هذا الذي حكاه وأشاعه ؛ والأمر الثاني والأخير أن العلماء ما جاءوا بجواب شاف كاف يطمئن له النفس وينشرح له الصدر ، منهم من قال حسن معناه صحيح إسناده ، منهم من قال حسن في نفس النتيجة لكن المعنى مختلف شوية ، حسن حكما أي عمل به وصحيح إسناده بخلاف ما إذا قال حديث صحيح فهو يشير إلى أن إسناده صحيح لكن لم يعمل به ؛ منهم من قال حسن بالنظر إلى سند يعني له اسنادان ... ، فاعتبار أحدهما حسن وباعتبار الآخر صحيح ؛ فعلى هذا بنوا قالوا كما قال فيه الترمذي في حديث حسن صحيح أقوى مما قال فيه صحيح ؛ لأنه إذا قال صحيح فيعني أن إسناده صحيح ؛ أما إذا قال حسن صحيح فيعني له إسنادان ، أحدهما صحيح لكن زاد عليه إسناد آخر حسن ؛ فهو أصح مما قال فيه صحيح ؛ لأن الصحيح له سند وهذا له سند صحيح وآخر حسن فهو أقوى ؛ لكن هذا انتقض بأن الترمذي في كثير من الأحيان يجمع بين ثلاث عبارات أو ثلاث ألفاظ فيقول حسن صحيح غريب ، ومعنى غريب أنه ليس له إلا إسناد واحد ، بينما هذا انتقض بالتأويل السابق الذكر ؛ منهم من قال أخيرا حسن باعتبار نظر بعض الأئمة في أحد الرواة فلم يرفع حديثه إلى مرتبة الصحيح ، وآخرون رفعوا حديثه إلى مرتبة الصحيح فهو حسن لوجهة نظر بعض الأئمة وصحيح لوجهة نظر أئمة آخرين ؛ وكل هذا وهذا وهذا الباحث لا يطمئن له ؛ لأنه في كثير من الأحيان لا يجد الدليل الذي يجعله يطمئن إليه وأحيانا كما رأيتم يجد الدليل مناقضا له لهذا التأويل ؛ هذا هو الجواب الذي نعرفه بالنسبة لهذا السؤال فغرضي كان من كلامي السابق أن علم الحديث يحتاج إلى جهود جبارة جدا .

السائل : إلى معرفة بهذا العلم ودأب ...

الشيخ : ودأب ودأب ، أيوه هو هذا ، هو هذا .

السائل : طيب سيادتك عرفت ( إنما الأعمال بالنيات ) هذا الحديث فيه رواية سمعت عمر بن الخطاب على المنبر ، كلمة على المنبر موجودة ، هذا علقمة بن وقاص هذا راوى الحديث وعلقمة بن وقاص هل في رواية للحديث سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول إنما ( الأعمال بالنيات ) ؟

الشيخ : الحقيقة إن هذه الرواية لها وجود بلاشك ولكني لا أستحضر أنها صحيحة الإسناد بخلاف الحديث فهو صحيح بلاشك ولا ريب ويكفي في صحته أنه أخرجه الشيخان وأن البخاري افتتح كتابه الصحيح بهذا الحديث ؛ أما هذه الزيادة فتحتاج في الحقيقة إلى دراسة خاصة ونحن في الواقع يعني منهجي في تخريج الأحاديث ينطلق في ظرفين : الظرف الأول أشعر بحاجة للبحث في زيادة ما أو في حديث ما فأبحث عنه فأكتب الخلاصة إما في السلسة الصحيحة أو السلسلة الضعيفة ؛ والشيء الآخر أنني قد أسأل عنه ، ويترتب على الإحابة عليه فائدة علمية هامة ؛ فحينئذ أنطلق وأبحث لأستطيع الجواب بعد البحث والاجتهاد ؛ ولأول مرة يعرض علي مثل هذا السؤال وأرجوا أن أوفق للبحث عن هذه الجملة ... إن شاء الله .

السائل : جزاكم الله خيرا .

الشيخ : وإياكم .

السائل : نحن ضيعنا منك الوقت ولكننا سعدنا وهذه أسعد أوقات حياتي أن ألتقي بعلماء الحديث بالذات لأنه ورد أنهم يكونون هؤلاء خلف الأنبياء يوم القيامة .

الشيخ : هذا على ذمة الراوي ، ...

السائل : ورثة الأنبياء ...

الشيخ : ورثة الأنبياء هذا صحيح فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء .

السائل : على أن غيرهم من العلماء سيكونون في جمالة الناس ، فإن كانوا أتقى كان لهم أنوار أكثر ...

الشيخ : بلا شك .

السائل : وإن لم يكونوا أتقى فهم كبقية الناس .

الشيخ : نسأل الله أن يجعلنا من العلماء وأهل الحديث من ورثة الرسول عليه السلام إن شاء الله .

السائل : بالنسبة لهذا الحديث يلي على المنبر يعني فيه شيء هنا لفت انتباهي له ؟

الشيخ : أنا أقول لك إيش ...

سائل آخر : عرفت أنه ما نقله إلا عمر ؟

الشيخ : ما دام عرفته تفضل .

سائل آخر : هو الصحابة سمعوه ما نقله إلا عمر .

السائل : لهذا الاعتراض ، الاعتراض لما قاله على المنبر لماذا كان الحديث غريبا لأن علقمة ومحمد بن ابراهيم التيمي ثم جاء يحيى بن سعيد الثالث هو الذي أشاعه ونشره هو صحيح من هذه الجهة  إنما كيف يكون قيل على المنبر وما نقله من الصحابة إلا عمر ؟

الشيخ : هذا الإشكال لا إشكال فيه ؛ لأن الغرابة كالصحة والحسن والضعف ، هذه كلها أمور نسبية الذي يقول عن حديث ما هذا حديث ضعيف كما قلنا آنفا هذا بالنسبة لما وصل إليه ، وقد يأتي آخر ويقول هذا حديث حسن ؛ لماذا ؟ لأنه وجد له شاهد ، وقد يأتي ثالث فيقول هذا حديث صحيح ؛ لماذا ؟ لأنه وجد له شواهد ؛ فكل صادق بما يقول بالنسبة إليه وأشدهم توفيقا من أصاب الحقيقة ؛ فهنا جاء قوله عليه السلام المعروف لديكم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) ،كذلك حينما يقول قائلهم هذا حديث غريب ، فهو بالنسبة لوقوفه على هذا الإسناد ، ثم من أجل ذلك لعلكم تذكرون معي أن علماء المصطلح قسموا الغرابة إلى قسمين :... غرابة مطلقة ، وغرابة نسبية يعني المقصود بالغرابة النسبية يعني هذا غريب بالنسبة لهذا الشيخ بمعنى شيخ كالامام الزهري مثلا له تلامذة كثر وثقات مشهورون بالرواية عنه ، يأتي أحد هؤلاء الثقات فيروي حديثا عن الزهري وهو ثقة ما في مجال للغمز والطعن في حفظه ثقة حافظ لكنه يتفرد عن تلامذة الزهري الآخرين برواية ... .