وما تخفى صدورهم أكبر

                    " وما تخفى صدورهم أكبر "
    يا ترى كيف يرى أهل الكتاب من يهود ونصارى الإسلام  ؟ وكيف يرون رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وكذلك الشيعة كيف يرون أهل السنة من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ؟
 الحق أني  ما كنت أود أن أذكر لهم شيئا فى كتاباتى ؛ ولكن ما دفعني  أن أسجل هنا ما يكتبونه بأنفسهم دون حذف أوتغيير هو واجبنا فى الدفاع عن ديننا ونبينا محمد الله عليه وسلم .
وحتى لا يلومنا أحد إن تكلمنا عن كتبهم وما فعلوه فيها .والجدير بالذكر أن ما يقومون به ليس عملا فرديا بل إن ما ستقرأه عنهم هو جهد منظم بل ومعمول به داخل الكنائس ومسموح لهم بالحديث عنه متى وجدوا الفرصة أو استطاعوا إلى ذلك سبيلا ؛ ولعل ما يقوله زكريا بطرس وغيره  لهو دليل على ما قاله الحق سبحانه وتعالى حين قال " قد بدت البغضاء من أفواههم وما نخفى صدورهم أكبر "
فسنعرض ما قالوه وهم ومن على شاكلتهم دون تغيير او تبديل ثم نعلق على كل فقرة على حدة لنبين أن ما يقولونه لا ينم إلا عن جهل وحقد دفين ؛ ولأن ديننا علمنا أن نجادلهم بالتى هى أحسن فرأيت أن أصبر وأنا أعرض كتاباتهم ؛ ثم نناقشها ونبين لهم الصواب فإن أبصروا واهتدوا فبها ونعم ؛ وإن عميت بصائرهم وأصروا واستكبروا استكبارا نقول له ما قاله القران الكريم  {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64
ونقول لمن يدافع عنهم إقرأ أعمالهم أولا ثم تفكر فيها وبعدها قرر إما أن تكون معهم ولا حول ولا قوة إلا بالله وإما أن تنصحهم ما دمت قريبا منهم  وإما أن تبتعد عنهم لئلا يمسك ما يمسهم لقول الله  جل وعلا  {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113  ولقول الله تعالى لهؤلاء وأمثالهم  ) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) سورة النساء109
ونحن إذ نعرض أعمالهم فلا نكرههم على الدخول فى الدين ولكن نصحح ما يزعمونه لأن الحق سبحانه وتعالى يقول (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة256
ولكن أردنا أن نبين للناس ما أخفاه هؤلاء من أحقاد وأطماع تجاهنا وتجاه مقدراتنا والعجيب رغم أننا نعاملهم بالتي هي أحسن . وما رأوا منا إلا كل طيب من القول والعمل  . ولكننا ما رأينا منهم إلا كل غيظ وحقد .
ولذا يقول الحق تبارك وتعالى { هاآنتم  أؤلاء تحبونهم ولايحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم}
 ولقد استعنت في العديد من فقرات هذا البحث بما قام به العديد من الباحثين على شبكة الانترنت ولكن كانت هناك كتابات دون اسماء فمن وجدت لها صاحبا أحلت الكلام اليه مع بعض التعديلات التى تناسب المقال الذي نحن بصدده ؛ ومن لم اجد له صاحباكتبته بالتعديلات المناسبة ونساله السماح والدعاء .

                            

بسم الله الرحمن الرحيم

  

      " وماتخفى صدورهم أكبر "

                   
                                      إعداد

أ/ أحمد إسماعيل زيد 

محاضر بالأكاديمية الإسلامية

محاضر بقناة الأمة الفضائية


محتويات الكتاب

الباب الأول"  من // 7     إلى     49

" النصارى" 

هل النصارى هم الأقباط؟

{ وما تخفى صدورهم أكبر}

ورقة بن نوفل

-- خديجة بنت خويلد رضى الله عنها -
الزواج قبل الإسلام

المسيحيون وقت رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم للملوك

وللرد على فرية الحاقد

--------------------------

الباب الثاني من//50إلى 81

{ أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}

هل الإسلام دين أم دولة؟

ويضيف الحاقد وأعوانه قائلين

سقيفة بني ساعدة

لماذا استخدم الأقباط فى القديم كلمات: نصارى/والبسملة الإسلامية/والله ؟

هل الأقباط هم المسيحيون الأرثوذكس ؟

عمرو بن العاص رضي الله عنه وأراء المسيحين

بين كمال غبريال و // د / بباوي

إنقاذهم من ظلم الرومان

والفرية الأكبر

------------------------------

الباب الثالث من 82// إلى 99

الإسلام بين المنصفين من أبناء الغرب والمغرضين منهم
ثانيا : أقوال المغرضين دون تعيير أو تحريف .
"حتى يسمع كلام الله "

المناضل الهندي  : غاندي

وصايا الرسول الكريم بالنصارى

 الأقليات المسلمة بين التغريب وحملات الاضطهاد

----------------------------------

الباب الرابع من // 100 إلى 132

الروافض

متى ظهرت فرقة الرافضة

عقيدة البداء التي يؤمن بها الرافضة

أوجه التشابه بين اليهود والرافضة

ابن سبأ

الشيعة والروافض والخيانة

الطبع يغلب التطبع

{ قد بدت البغضاء من أفواههم }

موقف هولاكو من الشيعة واليهود والنصارى

{ فقطع دابر القوم الذين ظلموا }

تعاون الشيعة مع العدو الصهيوني

"قادة الشيعة العراقية عملاء مباشرون لإسرائيل

-------------------------------

الباب الخامس من //133   إلى 174

لماذا يحمل النصارى همْ الشيعة في مصر؟

ما هو سر التحول العجيب من عداوة إلى صداقة ؟!
بعض فرق النصارى:
نصوص من الكتاب المقدس تنفي ألوهية المسيح

تفنيد عقيدة التثليث
الحلول والاتحاد عند علماء الرافضة :-

{تشابهت قلوبهم }


علماء النصارى وصكوك الغفران
           النصارى وهيكل اليهود المزعوم

المصادر //175

 

                                                  المقدمة

  بسم الله الرحمن الرحيم

                    " وما تخفى صدورهم أكبر "

    يا ترى كيف يرى أهل الكتاب من يهود ونصارى الإسلام  ؟ وكيف يرون رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وكذلك الشيعة كيف يرون أهل السنة من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ؟

 الحق أني  ما كنت أود أن أذكر لهم شيئا فى كتاباتى ؛ ولكن ما دفعني  أن أسجل هنا ما يكتبونه بأنفسهم دون حذف أوتغيير هو واجبنا فى الدفاع عن ديننا ونبينا محمد الله عليه وسلم .

وحتى لا يلومنا أحد إن تكلمنا عن كتبهم وما فعلوه فيها .والجدير بالذكر أن ما يقومون به ليس عملا فرديا بل إن ما ستقرأه عنهم هو جهد منظم بل ومعمول به داخل الكنائس ومسموح لهم بالحديث عنه متى وجدوا الفرصة أو استطاعوا إلى ذلك سبيلا ؛ ولعل ما يقوله زكريا بطرس وغيره  لهو دليل على ما قاله الحق سبحانه وتعالى حين قال " قد بدت البغضاء من أفواههم وما نخفى صدورهم أكبر "

فسنعرض ما قالوه وهم ومن على شاكلتهم دون تغيير او تبديل ثم نعلق على كل فقرة على حدة لنبين أن ما يقولونه لا ينم إلا عن جهل وحقد دفين ؛ ولأن ديننا علمنا أن نجادلهم بالتى هى أحسن فرأيت أن أصبر وأنا أعرض كتاباتهم ؛ ثم نناقشها ونبين لهم الصواب فإن أبصروا واهتدوا فبها ونعم ؛ وإن عميت بصائرهم وأصروا واستكبروا استكبارا نقول له ما قاله القران الكريم  {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

ونقول لمن يدافع عنهم إقرأ أعمالهم أولا ثم تفكر فيها وبعدها قرر إما أن تكون معهم ولا حول ولا قوة إلا بالله وإما أن تنصحهم ما دمت قريبا منهم  وإما أن تبتعد عنهم لئلا يمسك ما يمسهم لقول الله  جل وعلا  {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113  ولقول الله تعالى لهؤلاء وأمثالهم  ) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) سورة النساء109

ونحن إذ نعرض أعمالهم فلا نكرههم على الدخول فى الدين ولكن نصحح ما يزعمونه لأن الحق سبحانه وتعالى يقول (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة256

ولكن أردنا أن نبين للناس ما أخفاه هؤلاء من أحقاد وأطماع تجاهنا وتجاه مقدراتنا والعجيب رغم أننا نعاملهم بالتي هي أحسن . وما رأوا منا إلا كل طيب من القول والعمل  . ولكننا ما رأينا منهم إلا كل غيظ وحقد .

ولذا يقول الحق تبارك وتعالى { هاآنتم  أؤلاء تحبونهم ولايحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم}

 ولقد استعنت في العديد من فقرات هذا البحث بما قام به العديد من الباحثين على شبكة الانترنت ولكن كانت هناك كتابات دون اسماء فمن وجدت لها صاحبا أحلت الكلام اليه مع بعض التعديلات التى تناسب المقال الذي نحن بصدده ؛ ومن لم اجد له صاحباكتبته بالتعديلات المناسبة ونساله السماح والدعاء .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                   "بين يدى الكتاب"

 لقد أخبرنا القرآن الكريم بأن النصارى هم الذين يعتقدون بأن الله جل وعلا هو الإله الواحد الأحد وبأن المسيح عيسى بن مريم هو عبد الله و رسوله وأن الله تعالى أنزل عليه الإنجيل وفى إنجيله البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول من الله جل وعلا للناس بعد المسيح عليه السلام وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) سورة الصَّف6 

وهذا ليس بخفى أو غامض على بنى إسرائيل فلقد قال عنهم الحق سبحانه وتعالى {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة البقرة146

ومن كانت فيهم هذه الصفات فتجدهم يحبون المسلمين لأنهم عرفوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به ومن هؤلاء ملك الحبشة النجاشي الذي هاجر إليه المؤمنون في بداية الدعوة وطاردهم الكفار فحماهم النجاشي منهم .وفى هؤلاء يقول سبحانه وتعالى { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُواإِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) سورة المائدة 82
وبين القرآن الكريم السبب فى ذلك فقال تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) سورة المائدة83.
زهذا لأن الإنجيل الصحيح الذى جاءهم به سيدنا عيسى عليه السلام فيه مثل مافى القرآن من مبادئ وأساسيات فنجد الإنجيل الصحيح يقول: بأن الله واحد لا شريك له وبأن عيسى رسول الله إلى بني إسرائيل كما تجده يحرم الخمر والنجس ومنها الخنزير .
كما أنه يوصى بإتباع الناموس والتطهر والسجود لله ويقول بأن عيسى لم يصلب وبأن الله رفعه .
إلا أنه لم يطل بهم العهد إلا وقالوا : بأن المسيح يشترك في الإلوهية مع الله وبأنه( حاشا لله ) ابنه ومعه أنجيل فيه قتل المسيح وقيامته وبأنه مع الله والروح القدس واحد .

وفى هؤلاء قال تعالى ( لَقَدْ كَفَرَالَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوامِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة المائدة73.
وكذلك من قال بأن المسيح هو الله وبأنهما واحد فهولاء قال عنهم القرآن الكريم  (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ المَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوااللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) سورة المائدة72

ومن أجمل ما نادى به القرآن الكريم هو حرية العقيدة فلم يجبر أحد على الدخول فى الإسلام   فقال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) سورة يونس99.وأمرنا الحق سبحانه وتعالى بأن نتركهم وشأنهم لأن الله جعل الناس أحرارا وبأن الله سيحكم بينهم يوم القيامة فقال تعالى ( اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ   فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة الحج69 

وليس هذا فحسب بل وجهنا القرآن الكريم وحدد لنا كيفية النقاش مع أهل الكتاب قال تعالى ( وَلَاتُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة العنكبوت46.

إلا أن نصارى هذا الزمان:-

 اتخذوا احبارهم ورهبانهم اولياء من دون الله واتخذوا المسيح ابن مريم عليه السلام الها ومخلصا و قالوا بصلبه  وأنه دفن ثم قام من بين الأموات ولا حول ولا قوة إلا بالله

وأما اليهود فهم الذين بدلوا التوراة التي أنزلها الحق سبحانه وتعالى على عبده ونبيه موسى عليه السلام  ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا العديد من الأنبياء واولوا قتل لمسيح عليه السلام إلا أن الله جل وعلا رفعه إلى السماء وجعل لهم أخر شبيها به فقتلوه وصلبوه لتثبت عليهم الحجة  وليس هذا فحسب بل بل وجدناهم يحاولون قتل المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم مرارا وتكرارا ولكن الله تعالى سلم  وفوق كل هذا وجدناهم أشد الناس عداوة لنا كما حكى القرآن الكريم فقال تعالى {ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا }

أما الشيعة فهم فرقة انشقت على الإسلام وشرعوا يكيدون لإخوانهم من أهل  السنة لا لشئ إلا حقدا وغلا زرعه فيهم أعوانهم من اليهود والنصارى  .

ولأنهم شديدي الشبه في أفكارهم  وتحركاتهم وما يدبرونه لنا رأيت أن أعرض لك عزيزي القارئ الثلاث طوائف اليهود والنصارى والشيعة لتعلم صدق القرآن الكريم حين قال تعالى {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر }

                      " الباب الأول"                    

                      " النصارى"

تمهيد :

هل النصارى هم الأقباط؟

لو سألنا كثيرا من المسلمين  خاصة فى مصر من هم الأقباط ؟ سيجيبون بكل تأكيد أنهم النصارى! مع أن هذه ليست الحقيقة . فالأقباط ليس مسمى النصارى أو بمعتى أوضح أن كلمة الأقباط ليست مرادف لكلمة النصارى وإلا لكان نصارى أمريكا ولبنان وحتى الصين والهند من الأقباط وهذا ليس صحيحا.
إذن لماذا أطلق على النصارى في مصر مسمى الأقباط؟

أو بمعنى أخر ؛ لماذا يحتكر النصارى  فى مصر مسمى الأقباط ؟ مع أن أهل مصر كلهم أقباط  سواء كانوا مسلمين أو نصارى.. بشرط أن تكون أصولهم مصرية. ولذا فإن سؤالا أخر يطرح نفسه :من هم أهل مصر الأصليون ؟
-- من المعلوم  أن مصر لم تكن عربية قبل الفتح الإسلامى لها ؛ كما أنها لم تكن مسيحية قبل دخول النصرانية إليها ؛  بل كانت قبطية . بدليل أن الرسائل الموجودة فى خزانات المتاحف ودور المحفوظات والمخطوطات الأثرية  .

والسؤال الأن : ألم تكن مصر فرعونية ؛ وبالتالى فأهلها كانوا يسمون الفراعنة ؟
والإجابة هى:-
-- إن الفراعنة هم حكام مصر وملوكها من أبناء أرضها الأصليين . أما الشعب فلم يعرف تاريخيا بأنه فرعونى. بل كل الرسائل القديمة وأسفار كتب اليهود المقدسة تقول عنهم أقباط ومصريون.. ولم تذكر فراعنة بالمرة.

-- وأما عن مسمى المقوقس فهو لقب  للملوك الذين حكموها لفترة ما في زمن الرومان . فهؤلاء المقوقسون لم يكونوا إلا ولاة مصريين لامبراطورية روما ولا يستقلون بحكم مصر لأنفسهم . فلذلك كان يتغير مسمى حكام مصر تبعا لألقاب  للحكام .

الخصائص الوراثية للشعب المصري
إذن فأهل مصر هم الأقباط أو القبط كما ورد فى بعض الروايات سواء المسيحى أو اليهودى من أصل مصرى أو حتى الوثني. فكلهم اقباط.وللشعب المصرى القديم الذى عاش قبل الفتح الإسلامى وقبل دخول النصرانية خصائص وراثية تميزهم كشعب ونوع من البشر كأى نوع آخر مثلهم.
فكما أن الترك فى الصين واليابان ومنغوليا يتميزون بصفات وراثية واحدة بحكم أنهم من جنس واحد أو كما يقول المؤرخون العرب بنوا أب واحد..كذلك المصريون بنوا أب واحد ولهم خصائص وراثية تميزهم عن غيرهم..
-- وفي هذا يقول الأستاذ سليم حسن فى موسوعته مصر القديمة والتى ضمت 16 مجلدا عن مصر أيام حكم الفراعنة والبطالمة والرومان والفرس والهكسوس وغيرهم

--كانت للمصرين سحنات مميزة تستطيع من خلالها أن تجزم بمصرية صاحبها كان المصريون سمر اللون يميل سمارهم إلى السواد. أقوياء البنية نسبيا طوال القامة غليظوا الشفاه عريضوا الأفواه ..قد ثبت ذلك من خلال دراسة جماجم المصريين يرجع تاريخ وفاتها لــ 4000 سنة. وكذلك من جثث الملوك المحنطة والموجودة فى المتاحف العالمية.
-- واستدل على ذلك بنقوش المعابد الملونة والتى يرسم عليها المصريون أشخاصا سمرا أو سودا فى بعض الآحيان.. فعلام يدل هذا؟؟ أليس يدل على أن المصريين الأصليين سود اللون ..
وبالتالى يتطرق سؤال إلى الآذهان.. مالذى حدث ولماذا نرى المصريين الأن تغيرت ألوانهم بشكل كبير فصرنا نرى بينهم من يشبه الآوروبيين فى ملامحه .
-- فأرجع المؤلف ذلك التغير إلى الزواج من الرومان الذين استوطنوا مصر وكذلك الفرس أيام حكمهم وكذلك البطالمة الذين اختلطوا واندمجوا مع المصريين بشدة حتى أصبحوا مع حلول الرومان على مصر مصريين قلبا وقالبا.كل ذلك كان له التأثير الكبير على تغير الجينات الوراثية للشعب المصرى..
-- وأعقب ذلك كله الفتح العربى لمصر حيث اندمج العرب بصورة أشد من البطالمة واتخذوا من مصر زوجات وأزواج واصهار.

إلا أنه لاتزال هناك طائفة تحتفظ بهذه الصفات إنهم النوبيون فى الجنوب.. فالصفات تنطبق عليهم بشكل كبير.. وهم معروفون بعدم تزويج غير النوبيين منهم.. فحافظوا على صفاتهم الوراثية القديمة بلا تغيير.. سواء الذين أسلموا أو الذين ظلوا على دينهم القديم إذن فالمصريون اقباط من قبل أن يتنصروا .. فلماذا يحتكر النصارى هذا الاسم؟؟؟!!
فما الهدف من ذلك؟
-- الهدف هو محاولة اليهود والنصارى اثبات أن المسلمين غزاة محتلون .. اغتصبوا بلادهم وارضهم وليعلنوا للعالم بأن المسلمين ليسوا أصحاب هذه البلاد ؛ أو أننا نحن المسلمين إنما جئناهم غزاة ومحتلين  ولو أخذنا بهذا المنطق. ألا نعتبر النصارى أيضا مغتصبون فقد دخلوا مصر قبلنا ؟  إنما هى كذبة من أكاذيبهم التى اختلقوها و صدقوها وعاشوا عليها.. وهم فى الحقيقة إما سلالة رومان أو إسرائيليين وهو الغالب أو فرس أو بطالمة يونانيون إذن فكلنا هنا وافدون.. ولا حكم إلا لله العلى الكبير..وبناء عليه فالقبط اسم جنس وليس اسم دين.. وإلا فإن جميع نصارى العالم أقباط

{ وما تخفى صدورهم أكبر}

 إن ما ستقرأه الأن عزيزي القارئ هو جهد منظم من يهود أو نصارى بل ومعمول به داخل الكنائس  المسيحية والمعابد  اليهودية ومسموح لهم بالحديث عنه متى وجدوا الفرصة أو استطاعوا إلى ذلك سبيلا  ولعل ما يقوله زكريا بطرس أو ما يفعله أهل الدانمارك وغيرهم من يهود ونصارى الغرب بين الحين والأخر  لهو دليل على ما قاله الحق سبحانه وتعالى حين قال " قد بدت البغضاء من أفواههم وما نخفى صدورهم أكبر "

فسنعرض ما قاله أحدهم دون تغيير أو تبديل ثم نعلق على كل فقرة على حدة لنبين أن ما يقوله هذا وأمثاله لا ينم إلا عن جهل وحقد دفين  ؛ ولأن ديننا علمنا أن نجادلهم بالتى هى أحسن فرأيت أن أصبر وأنا أعرض كتاباته ثم نناقشها ونبين لهم الصواب فإن أبصروا واهتدوا فبها ونعم ؛ وإن عميت بصائرهم وأصروا واستكبروا استكبارا نقول لهم ما قاله القرآن الكريم  {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

ومحاولة منه فى تضليل أتباعه حاول زكريا بطرس أن يأخذ القارئ بعيدا فى كلمات وعبارات ومصطلحات يحذف منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء وكأنه مؤرخ عاش من زمن المسيح عليه السلام إلى الأن مما يعطه الحق فى تغيير أو تعديل أو حذف بعض المصطلحات المتعارف عليها   فيقول :

" نود أن نشير إلى ثلاث كلمات مختلفة وهى ناصرى و نصارى ومسيحيين ونحيط علم القراء أن المسلمين كثيراً ما يخلطون بين كلمة ناصرى وكلمة نصارى ولتوضيح الفروق كالآتى :-

--كلمة : ناصرى : أطلقت على السيد المسيح لأنه ينتمى إلى بلدة الناصرة تعبر عن المكان وكلمة ناصرى كلمة تطلق على البشر الذين ولدوا أو عاشوا فى بلدة الناصرة أى أن الناصرين ينتمون إلى مكان أو منطقة أو بلدة  وكانوا يطلقون عن من يتبع المسيح " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5)

ولكن فيما بعد أطلق أسم الناصرى على طائفة أو مجموعه أعتقدت فكراً خاصاً حتى أصبحت هذه الشيعة أو الطائفة أو البدعة لها عقيدة دينية تختلف عن العقيدة المسيحية وأتخذت اسم شيعة الناصرين أو طائفة الناصريين فبعد أن كانت كلمة ناصرى تعبر عن المكان أصبحت تعبر عن فكر وعقيدة لمجموعة من البشر

-- ونكرر أن هذه كانت طائفة تختلف تماما عن معتقدات المسيحيين الذين هم أتباع رسل وتلاميذ المسيح وقد اختفت هذه الشيعة أو أنقرضت .

أما كلمة : نصارى:  أطلقت على طائفة من الناس ابتدعوا فكراً ومعتقدا مختلفاً عن العقيدة المسيحية أيضاً  .. ويقول بعض المؤرخين أن العقيدة النصرانية ظهرت قبل ميلاد السيد المسيح بحوالى 50 سنة وأنهم هم الطائفة السينائية .

-- أما النصارى الذين ذكرهم القرآن هم ألأبيونيين الذين هم اليهود الذين آمنوا بالمسيح إيماناً مختلفاً عن المسيحيين أى أنهم تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات والشريعة اليهودية وآمنوا بموعظة السيد المسيح على الجبل فقط وأتخذوها دستوراً وحياة وشريعة لهم وهم طائفة قليلة العدد بالمقارنة بالمسيحيين الذين تبعوا تلاميذ ورسل المسيح وقد كانت لهم تجمعات فى بعض البلدان فكان يطلق عليهم مثلاً نصارى مكة  نصارى الشام , نصارى نجران وهكذا ...

التعليق :

-- نحمد الله جل وعلا أن أنطق هذا المدعو بالحقيقة فلقد قال كما قرأت عزيزى القارئ أن النصارى الذين حكى عنهم القرآن الكريم هم " من تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات والشريعة اليهودية وآمنوا بموعظة السيد المسيح على الجبل فقط وأتخذوها دستوراً وحياة وشريعة لهم" فما يريد أكثر من ذلك ؟

-- وكعادتهم دائما سرعان ما يلقون بالتهم جزافا على من يكرهون فلقد قال فى بداية حديثه أن الناصريين والنصارى هم من تبعوا المسيح عليه السلام ثم اتهمهم بالكفر والخروج من الدين لانهم لم يتبعوا تلاميذ ورسل المسيح فآى الامرين أصوب وأحق بالاتباع ان يكونوا اتباع المسيح عليه السلام ويسيرون على نهجه ومبادئه أم يسيرون على نهج ومبادئ التلاميذ ؟ الحق و بدون جدال أن من تبع المسيح عليه السلام فهو الأولى والأصوب والأحق ؛  إلا أنهم يرفضون ذلك . تدرى لماذا ؟ لأن المسيح عليه السلام كان قد أمر تلاميذه بامور عدة منها  :  

-- أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ وأن لا يخرجوا بالدعوة من حدود فلسطين حتى لا يمتلئ العالم بديانة فارغة لا مضمون لها ولا هدف إلا المعاداة ؛ فاستطاعوا خلق فئة لا عمل لها إلا معارضة ومخالفة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وقت ظهوره ونحن لا نقول هذا من تلقاء أنفسنا بل بالدليل ومن كتبهم وليست الكتب التى ينكرونها بل من الكتب التى بين أيديهم الأن:

فإليك عزيزى القارئ ما يدل على علمهم بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم فقد ضرب لهم المسيح عليه السلام مثلا بالأنبياء كالتالى :   

33«اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ

-- أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ

-- 37فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ:«أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا».

-- 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! 43لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44

وقد كان : فقد نُزع ملكوت الله من بنى إسرائيل وكان من نصيب بنى إسماعيل عليه السلام  وهو المقصود بالحجر الذى رفضوه فى بداية الأمر وزعموا انه ابن الجارية هاجر ومن ثم فلا حق له فى النيوة ولكن شاء الله أن يصبح هو رأس الزاوية ويتمم الله سبحانه وتعالى الانبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو من  نسل إسماعيل عليه السلام .

 

 

أما عن تلاميذ المسيح عليه السلام وما قاموا به من تغيير وتبديل فقد أمرهم المسيح عليه السلام بأن يدعوا بنى إسرائيل فقط وألا يخرجوا عن حدودها فإذا بهم بعد رفعه عليه السلام يتقولون عليه ويفعلون مالم يأمرهم به ؛ وإليك عزيزى القارئ ما أمرهم به المسيح عليه السلام وهو بين ظهرانيهم ؛ وما فعلوه بعد رفعه إلى السماء .

 أولا : -

1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.

5هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً:«إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، 10وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا

ثانيا :- إلا أنهم بعدما رفع المسيح عليه السلام غيروا وبدلوا وذهبوا إلى العديد من الأمم ليضلوهم قبل مجئ المعصوم صلى الله عليه وسلم فزعموا أن المسيح عليه السلام ظهر لهم بعد رفعه فيزعمون أنه فقال لهم

1وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. 2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.  

5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ :«لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا».

 8فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».

11وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. 12فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً 13قَائِلِينَ:«قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. 14وَإِذَا سُمِعَ ذلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ». 15فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.

16وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ، حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. 18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً:«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.

فآى النصين أولى بالتصديق ؟ ما قاله وهو بين ظهرانيهم أم ما زعموه بعد رفعه ؟

  -- ويكمل زكريا بطرس حديثه فيقول :

وبمضى الزمن أطلق أسم النصارى على الأبيونيين فقط , وكان هؤلاء النصارى (الأبيونيين) لهم فكر خارج عن الإيمان المسيحى فى العالم كله أى أنهم بدعة خارجه عن المسيحية وكان منهم القس ورقة ابن نوفل أسقف مكة وخديجة أبناء عم محمد من قرابه بعيده وتزوج محمد من خديجة طبقاً للعقيدة الأبيونية النصرانية وعقد العقد كاهن نصرانى هو ورقة ابن نوفل أسقف مكة وظل محمد أمينا فى زواجه النصرانى بشريعة الزوجة الواحدة حتى ماتت خديجة .

وكان يأمل ورقة أن يخلفه محمد فى زعامة هذه الفئة النصرانية العربية القريشية , ولعل القارئ يلاحظ عند الإطلاع على القرآن يجد أنه يتكلم عن النصارى (الأبيونيين) وعقيدتهم وعقائد مختلفة أخرى من البدع الخارجة عن العقيدة المسيحية التى أنتشرت فى العربية .. ولكنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى العقيدة المسيحية المستقيمة القويمة التى كانت منتشرة فى جميع أنحاء العالم القديم , وقد كان القس ورقة أبن نوفل أسقفاً لمكـــة  يعد محمد ليكون أسقفاً يخلفه له على النصارى الأبيونيين فى مكة .

 ولكن حدث خلاف مع البيزنطيين المسيحيين نتج عنه إقصاء ورقة أبن نوفل عن أسقفية مكة وهذا هو موضوع كتاب " قس ونبى " لكاتب أسمه موسى الحريرى . فالنبوة بدل الأسقفية وهذا الأستنتاج يفسر أيضاً مدى الكره والبغضاء للمسيحيين الذين ظلوا على مسيحيتهم ومنهم الأقباط ولليهود الذين لم يصدقوا نبوة محمد وأحرجوه بأسئلتهم , وقد أنتهت وتلاشت الطائفة النصرانية اليوم ولكن ما زال أسمهم فى القرآن حتى اليوم ويعتقد المسلمون أن أى مسيحى هو نصرانى ولكن هذا خطأ ؛ فالنصارى هم اليهود الذين أعتقدوا فى المسيح أنه المسيا المنتظر وأن الخلاص يتم عن طريق القوة ..

التعليق :فيما سبق العديد من المغالطات منها :-

--يقول بأن ورقة بن نوفل كان نصرانيا أعده النصارى ليكون أسقفا لمكة وهذا كذب محض ولو اطلع على الكتب والأثار لعلم الحقيقة وهى كالتالى : -

ورقة بن نوفل

هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصى الذي يجتمع نسبه مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جده الرابع  "  قصى " يقول ابنُ مَنِّ الله في " حديقة البلاغة " في رده على ابن غرسية: ” وكانت فيهم (أى العرب) الملّة الحنيفية الإسلامية، والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادى، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بنى عدى ” (نوادر المخطوطات 1/ 327).—

-ورقة بن نوفل شاهد على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام-

 عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل قال ورقة بن نوفل لمحمد: أبشر ثم أبشر، ثم أبشر، فإنى أشهد أنك الرسول الذي بشر به عيسى برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد، فأنا أشهد أنك أنت أحمد، وأنا أشهد أنك محمد، وأنا أشهد أنك رسول الله، وليوشك أن تؤمر بالقتال وأنا حى لأقاتلن معك. فمات ورقة. فقال نبي الإسلام : رأيت القس في الجنة عليه ثياب خضر ” (مصنف ابن أبى شيبة 14 / 293 – سيرة ابن اسحاق 113 – دلائل النبوة للبيهقى 2/ 158 البداية والنهاية 3/ 9-10 – نسب الأشراف 106).

 ولعل كلمة " قس " هنا لا تعني القسيس بمفهوم النصارى وإنما تعنى من قس أمر أي تتبعه ليعلم حقيقته ؛(معجم مقاييس اللغة 5/9 – لسان العرب 6/ 174 والقاموس المحيط 729). والقُسس : هم العقلاء، والساقة الحذاق (نفس المصادر السابقة .

 فهو قد قرأ في الأناجيل ليعلم حقيقة النبي الذي سيبعث أخر الزمان كما أخبره أحبار اليهود وكهنة النصارى ؛  وعلم الحقيقة ومن ثم فيعتبر هو من  أوائل من آمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؛ إلا انه وافته المنية قبل أن يؤمر الرسول  بالجهر بالدعوة

وورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه لما سُئل عن ورقة قال : ” أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس ” (مسند أبى يعلى 2/ 299 تحقيق وتعليق إرشاد الحق الثرى ”.

وقال السهيلى في الروض الأنف : ” ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم” (الروض الأنف 1/173).

 ويقول ابن القيم الجوزية في زاد المعاد : ” واسلم  ورقة بن نوفل، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول الإسلام قومه.

وفى جامع الترمذى أن رسول الإسلام رآه في هيئة حسنة. وفى حديث آخر أنه رآه في ثياب بيض ” (زاد المعاد 3/21).

ومما يدل على اعتناق ورقة للتوحيد قوله لبعض أصحابه: ” تعلمون، والله ما قومكم على دين، ولقد أخطأوا الحجة، وتركوا دين إبراهيم ؛ ما حجر تطيفون به ؟ لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضرُّ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين ” (البداية والنهاية 2/ 341 وسيرة ابن هشام 1/ 242 والمنمق 175-176) ومن هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين إبراهيم، ويدعو أصحابه أن يُثنوا أقوامهم عن عبادة الأصنام.

 والقصة من بدايتها : أن ورقة و أصحابه الثلاثة كانوا يبحثون عن الحق دائماً، ويشغلهم التفكر في أمور الدين، لذا فقد خرج ورقة ذات يوم هو وزيد بن عمرو بن نفيل، ليسألا عن الدين، ورد في مسند الطياليسى : ” خرج ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو بن نفيل : من أين أقبلت يا صاحب البعير ؟ قال من بيت إبراهيم. قال : وما تلتمس ؟ قال : ألتمس الدين. قال : ارجع ؛ فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك ” (مسند الطياليسى 32).

  ولذا شرع يقرأ التوراة والإنجيل ليعرف المزيد عن النبى القادم وأوصافه وما هى أولى علامات النبوة ؟ وماذا سيحدث له ؟ وهذا ما جعله يخبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بذلك دون تردد كما سنرى بعد قليل إن شاء الله تعالى .

أول من بشَّر بنبوَّة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

وعن هذا الموقف تقول السيدة خديجة رضى الله عنها حين عاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم من غار حراء يخبرها بما راى وبما سمع : إنطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصي، وهو ابن عمها، وكان ورقة يقرأ كتب النصارى ، وسمع من أهل التوراة والإنجيل، فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه رأى وسمع ؛ فقال ورقة بن نوفل : قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر (2/ 74) الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له : فليثبت.

فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة بن نوفل، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف، صنع كما كان يصنع بدأ بالكعبة فطاف بها، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال : يا ابن أخي أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال له ورقة : والذي نفسي بيده، إنك لنبي هذه الأمة، وقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى . وليكذبنك قومك  وسيقاتلوك ويخرجوك ؛ ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه، ثم أدنى رأسه منه، فقبل يافوخه، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منـزله.‏ .

ولم تكن هذه المرة الأولى لأن ورقة بن نوفل كان أول من بشَّر السيدة خديجة بنبوَّة الرسول محمد بعدما أخبرته بما حدث أثناء سفر محمد صلى الله عليه وسلم مع ميسرة بتجارتها إلى الشام ، وما كان من أمر السحابة التي كانت تظله حتى دخل مكة، قال لها: (لئن كان هذا حقاً يا خديجة، فإنّ محمداً لنبي هذه الأُمّة، وقد عرفت أنّه كائن لهذه الأُمّة نبي يُنتظر هذا زمانه!) (الروض الأنف ج2، 161). ولم يمض شهر أو أقل أو أكثر قليلاً على هذا الكلام إلاّ وتزوجت السيدة خديجة برسول الإسلام. .

 ولورقة بن نوفل قصيدة في هذا يبدو من سياقها أنّها نُظِّمت بعد هذا الحدث لما فيه من ذكر لسفر رسول الإسلام بتجارة خديجة، واستبشار بنبوّته ووعد باتباعه، وفيها يقول بعاطفة جياشة مخاطباً السيدة خديجة (حسب رواية ابن إسحاق عن يونس) وهي من شعره:

             أَتُبْكِرُ أم أنت الْعَشِيَّةَ رائحُ             وفي الصدر من إضْمَارِكَ الحزنَ قادح

            لِفُرْقةِ قومٍ لا أحب فِرَاقَهُمْ                  كأنك عنهم بعد يومين نازح

            وأخبارِ صِدْقٍ خَبَّرَت عن محمد              يخبرها عنه إذا غاب ناصح

          فتاك الذي وجهت يا خيرَ حُرَّةٍ               بِغَوْرٍ وبالنَّجْدَيْنِ حيث الصَّحاصِحُ

         إلى سُوقِ بُصْرَى في الركاب التي غدت            وَهُنَّ من الأحمال قُعْصٌ دَوَالح

            فخبَّرنا عن كلِّ خير بِعلمه                     وللحق أبوابٌ لَهُنَّ مفاتح

             بأن ابنَ عبدِالله أحمدَ مُرْسَلٌ          إلى كلِّ مَنْ ضُمَّتْ عليه الأباطح

         وظنِّي به أنْ سوف يُبْعَث صادقاً        كما أُرْسِلَ العبدان هُودٌ وصالح

          وموسى وإبراهيمُ حتى يُرى له            بهاءٌ ومنشورٌ من الذكر واضح

         ويتبعه حَيَّا لُؤيٍّ جماعة                   شيابُهم والأشْيَبُون الْجَحَاجحُ

      فإن أبْقَ حتى يُدركَ الناس دَهرُه           فإني به مُسْتَبْشرُ الْود فارح

        وإلاَّ فإني يا خديجة – فاعلمي        عن أرضِك في الأرض العريضة سائح

وهذا يدل على أن ورقة كان على دين النبي إبراهيم عليه السلام كما تقول معظم الروايات حيث كان رافضاً للديانة المسيحية لانحرافها ؛ واليهودية لأنها كانت مختصة باليهود كما زعموا

 

 ولذا دعى ورقة بن نوفل إلى التوحيد النقي على ملة أبي الأنبياء والرسل إبراهيم، وله في ذلك شعراً:

         لقد نصحتُ لأقوام، وقلتُ لهم:         أنا النذيرُ، فلا يَغْرُرْكم أَحَدُ

               لا تَعْبُدُنَّ إلهاً غيرَ خالِقكم        فإن دَعَوْكُمْ فقولوا: بيننا جَدَدُ

          سُبْحَانَ ذي العرشِ سُبْحاناً يدوم له   وقبلنا سَبَّحَ الجْوُدِيُّ والْجُمُدُ

              مُسَخَّر كلُّ ما تحت السماءِ له        لا ينبغي أن يُناوي مُلْكَه أحدُ

            لا شَيْء مما ترى تبقى بشاشتُهُ         يَبْقَى الإلهُ ويُودِي المالُ والْوَلَدُ

و حسب السيرة النبوية، المجلد الثاني. فإن ورقة كان يستبطئ نبوة محمد بعد مجيء خديجة له حيث قال في ذلك شعرا منه:

لججت وكنت في الذكرى لجوجا    لهمّ طالما بعث النشيجا

ووصف من خديجة بعد وصف      فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين على رجائي        حديثك أن أرى منه خروجا

ومع ما سبق :-

 

 

يزعم غير المسلمين أن نبيً الإسلام تلقى القرآن وتعاليم الرسالة الإسلامية عن ورقة بن نوفل لأنهً كان متمكناً من العبرانية ودرس الأديان كما تقول الروايات..لكن المسلمون يعتقدون ببطلان هذه الأقاويل لأنها مجردة من الدليل، خالية من التحديد والتعيين، ومثل هذه الدعاوي لا تقبل ما دامت غير مدللة ،كما أنه يشار أن ورقة لم يلتقي ولم يكن له أي علاقة متبادلة بالنبي تمكنه من تعليمه وتدريسه .

و إلا  لطعن فيه قريش واحتجوا بذلك عليه وماكان همهم إلا أن يجدوا شيئاً يحد من انتشار الإسلام في بداياته ويرد المسلمون على فرضية أن القرآن مصدره ورقة بن نوفل مبنية على الخيال لأن ورقة مات في السنوات الأولى للبعثة  عن عمر يزيد عن المئة عام ،إذ أنّ ورقة بن نوفل يكبر رسول الإسلام بستين عاماً.

و قد بقى الوحي والقرآن ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم  طوال 20 عاماً تقريباً بعد وفاة ورقة.حيث ورقة بن نوفل لم يعاصر التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم على مدى 23 سنة من نزوله منجماً، إذ انه قد توفي كما في صحيح البخاري باب بدء الوحي في أول البعثة؟

فأين ورقة من سؤال يسأله المشركون أو اليهود أو غيرهم للرسول فنرى الإجابة قد وجدت في حينها وجاء القرآن يشرحها ويحدد موقفه منها كقول القرآن الكريم  : " يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ.. " وكقوله : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ.. " وكقوله : " يَسئَلونكَ عن الخمرِ والميسرِ قُل فيهِما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للنّاسِ وإثمُهُما أكبرُ مِن نَّفعهما، ويسئَلونَكَ ماذا يُنفقونَ قُلِ العَفو "...

 وكثيراً ما كان يسأل المؤمنون أو اليهود أو المنافقون أو المشركون الرسول صلى الله عليه وسلم، فيسألون عن أشياء يريدون فهمها أو عن أشياء أراد اليهود تعجيز الرسول الكريم وإظهاره بمظهر عدم العارف ليضعفوا من شخصيته ومهابته، وكان نزول القرآن مفرقا يتيح للرسول أن يتلقى الرد عليهم من جبريل بما يريد الله، ولذلك تجد كثيراً في القرآن (يسألونك) أو (يسألك الناس) وتجد الرد بعد ذلك حتى بلغ (يسألونك) نحو خمسة عشر سؤالا وجهت للرسول في أوقات متباعدة، ونزل القرآن للرد عليها،

 فأين هو ورقة بن نوفل من هذه الأسئلة وهو الذي لم يعاصر التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم على مدى 23 سنة من نزوله؟

ثم لماذا اختص ورقة بن نوفل محمداً من دون البشر ليوكل له مهمة النبوة وهو كان أميّ لا يعرف القراءة والكتابة بالعربية وهي لغته ولغة قومه، فكيف بقراءة العبرية والآرامية واليونانية والترجمة والنقل منها ؟؟

 ثم يسأل المسلم إن كان ورقة قد صنع نبى مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، فلماذا لم يصنع من نفسه نبياً ؟؟ هل من الممكن أن يُضحى إنسان بنفسه إلى هذا الحد فلا يجعل من نفسه نبى ويصنع بدلا منه نبى آخر ؟؟ وإذا كان ورقة هو الذي يوحى للرسول بالوحى، فلماذا استمر الوحى بعد وفاة ورقة سنوات عديدة ؟

والسؤال الآن : فإن كان قد تنصر، فمتى كان ذلك ؟ وكيف كان ؟ ومن دعاه إلى الدخول في المسيحية ؟ وفى أى الديار تنصر ؟ وإن كان تعلم المسيحية، فمتى كان ذلك ؟ وعند من درسها ؟ وفى أى البلاد ؟ وفى أى المدارس ؟ وكم دام تحصيله لها ؟

 “ ويعقب الدكتور المطرفى : ” ونحن إذا طلبنا إجابات عن هذه الأسئلة المُلحّة التي طرحناها بشأن ما تنسبه الروايات الحديثية، والتاريخية إلى ورقة بن نوفل من الدخول في النصرانية، والاستحكام فيها، واتباع كتبها من أهلها في الجاهلية، لم نجد لأىٍّ من هذه الأسئلة جواباً محدداً، ولا غير محدد، يوضح متى تنصّر ورقة بن نوفل، ولا كيف تنصر.

 كما لم يُذكر في أى من هذه الروايات، ولا في غيرها من الأخبار الصحيحة الإسناد، ولا غير الصحيحة مَنْ دعاه إلى الدخول في النصرانية، بل  ما دعاه أحد من الناس إلى الدخول في النصرانية ولا رَغّبَهُ فيها، وحبّبَهُ فيها، ولا كيف تعلمها، ولا ذكرت أسماء أشخاصٍ، لا معروفين ولا غير معروفين تلقّاها عنهم، ولا شيوخ، لا من الرهبان، ولا ممن هم دونهم درسها عليهم، أو سمع أخبارها منهم.

كما لم يُذكر في هذه الروايات، ولا في غيرها اسمٌ لبلدٍ تعلم فيه ورقة بن نوفل النصرانية لا مدرسة، ولا معهد، ولا كنيسة، ولا أى مؤسسة من مؤسسات النصارى التي كانوا ينشرون نصرانيتهم من خلالها ” (ورقة بن نوفل في بطنان الجنة ص 58 و 59).

 ويضيف الدكتور ” عويد المطرفى ” إذ يقول : ” قول الرواية ” تنصر في الجاهلية ” لا ينهض دليلاً قاطعاً، ولا شبه قاطع على تديّنه بالنصرانية، لا من قريب ولا من بعيد لأمور منها :

 1- إن الإخبار عنه بالتنصر إخبار باعتناق دين النصرانية، وهي انتماء دينى، وأمر عقدى. وكلاهما فعل قبلى لا يتأكد إلا بأمور منها : أولا : التصريح الحقيقى في حال اليسر، والعسر ممن نُسب إليه ذلك الإنتماء، والاعتقاد بأنه قد دان بذلك الدين، أو المذهب الذي دان بدين من الأديان التي كان الناس يدينون بها في حياته، وبعد مماته حتى وقتنا الحاضر. والمعلوم المعروف من ورقة بن نوفل أنه لم يُصرح في يوم من الأيام أنه يدين بالنصرانية، بل على العكس من ذلك كان يصرح بأنه على الحنيفية فإن ديدنه، وهجيراه في حياة صديقه ونديمه زيد بن عمرو بن نفيل، وبعد مماته أن يقول : إلهى إله زيد، ودينى دين زيد ”.

وهذا هو ما رواه الإمام البزار بإسناده من طريق الشعبي عن جابر رضى الله عنه في حديث ذكر فيه قصة سؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل. وفيه أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يستقبل القبلة، ويقول : ” دينى دين إبراهيم، وإلهى إله إبراهيم ”، و” ورقة بن نوفل كان يستقبل القبلة ويقول : إلهى إله زيد، ودينى دين زيد ” – كشف الأستار 3/281 “

ويكمل الدكتور المطرفى : ” بل إن مما يدل على بعد ورقة بن نوفل عن النصرانية أنه حين ذكر لخديجة بنت خويلد – رضى الله عنها – تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرحه بمبعثه، واستبشاره به أيما استبشار

 فإنه لم يذكر عيسى بن مريم في الروايات الصحيحة في البخارى ومسلم – رحمهما الله – الذي جاء بالنصرانية فلم يقل هذا هو الناموس الذي نزّل الله على عيسى عليه السلام مثلاً بل قال : ” هذا هو الناموس الذي نزّل الله على موسى ” (صحيح البخارى 1/4) و(صحيح مسلم 2/ 142)

مما يدل على أن استحضار قلبه لذكر موسى أسرع من استحضاره لذكر عيسى عليهما الصلاة والسلام … ولم يُعلم لورقة بن نوفل كلمة واحدة في الدفاع عن النصرانية، ولا عن رجالها، ولا في الدعوة إليها، ولا في ترغيب أحد فيها، وهذا يدل على أن لا علاقة بينه، وبينها ولا صلة له بها، ولا برجالها، ولا بالبلدان التي تنتشر فيها هذه الديانة الغريبة عنه وعن أسرته وعشيرته، وبلده، وقومه القرشيين..

 ولا رؤوا له مكاناً يرتاده يُشبه معابد النصارى، لا في بيته الذي كان يقع تحت أنظار عموم الناس من أهل مكة، وغيرهم غربي الكعبة بينه وبينها تسعة أذرع، تفئ الكعبة على دارهم بالضحى، وتفئ دارهم على الكعبة بالعشى، حتى إن الدوحة التي كانت في دارهم ربما تعلّق بعض أفنانها بأثواب بعض الطائفيين بالكعبة لقرب دارهم منها (أخبار مكة للفاكهى 3/307)، ولا رؤوا له شيئاً من ذلك – أيضا- في بلده مكة، لا في جبالها، ولا في كهوفها مع سعتها، وكبر مساحتها، وتوفر كل ذلك فيها لو أراد عمل شيء منه ” أ.ه (ص 66)

وعن رواية ” استحكم في النصرانية ” يقول الدكتور المطرفى : ” إنها مردودة من وجهين : الوجه الأول : أنها لم تثبت بإسناد صحيح، بل لم يذكر ابن اسحاق في السيرة لها أصلا. الوجه الثاني من وجهى ردها على فرض أن ورقة بن نوفل استحكم في النصرانية، فليس معنى استحكامه فيها أنه قد دان بها، بل معناه أنه علمها حق العلم بها، وعرف حقائقها، وأسرارها وتاريخها بأخذ كُتبها من أهلها.

 وإن لم يفعل ذلك لقيل – جدلاً – إنه لم يطلع حق الاطلاع على النصرانية، بل إنه هو قد تحدثه نفسه بأن النصرانية المعاصرة له قد تكون على شيء من التوحيد الذي يبحث عنه هو، وزملاؤه الآخرون، ولكنه لرجاحة عقله، وقوة فهمه وحسن تبصّره في أمره، وتحققه في بحثه عن الحنيفية ملة أبيه إبراهيم حصل على كتب أهل الكتاب من أهلها، فرأى – بلا ريب – أن النصرانية ليست على شيء من دين إبراهيم دين التوحيد الخالص لله تعالى.

 فهل يعقل أن يُقال : إن ورقة بن نوفل بعد اطلاعه على كتب النصرانية تلك وتحققه مما فيها من تناقضات، وتحريفات ووثنية الثالوث قد رضيها دينا لنفسه، وهو الذي رفض الوثنية من أصلها بما فيها من فكرة تعدد الآلهة ؟! ” أ. ه (ص 70 و 71).

يقول البعض أنه ابن القيم ذكر أن ورقة ” قس ”، ولكن المسلمون يقولون أن قس لا تعنى نصرانى باللغة والاصطلاح ،وإنما تعنى : تتبع الشئ وتطلّبه

ما ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها:-

وبعدما وضحنا حقيقة ورقة بن نوفل نقدم إليك عزيزى القارئ ما ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها وهى تحكى قصة بداية الوحى فتقول :

أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيَتَحَنَّث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها.

 حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال‏:‏ اقرأ‏:‏ قال‏:‏ (‏ما أنا بقارئ‏)‏، قال‏:‏ (‏فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلنى، فقال‏:‏ اقرأ، قلت‏:‏ مـا أنـا بقـارئ، قـال‏:‏ فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ، فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال‏:‏ ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ‏}‏‏[‏العلق‏:‏1‏:‏ 3‏]‏‏)‏

 فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال‏:‏ (‏زَمِّلُونى زملونى‏)‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة‏:‏ (‏ما لي‏؟‏‏)‏ فأخبرها الخبر، (‏لقد خشيت على نفسي‏)‏

 فقالت خديجة‏:‏ كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امرأ قرأ عن النصرانية في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي ـ فقالت له خديجة‏:‏ يابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة‏:‏ يابن أخي، ماذا ترى‏؟‏ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأي، فقال له ورقة‏:‏ هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعا، ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏أو مخرجيّ هم‏؟‏‏)‏ قال‏:‏نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودِىَ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقة أن توفي، وفَتَر الوحى‏.‏

-- خديجة بنت خويلد رضى الله عنها :-
أما عن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها "والله ما أبدلني الله خيراً منها , قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس, ورزقني الله منها الولد "

بعدما وفقنا الحق سبحانه فى تفنيد وتوضيح ما قاله  زكريا بطرس عن ورقة بن نوفل نذكرك عزيزى القارئ بما قاله عن السيدة خديجة رضى عنها ثم نصحح ما حاولوا افساده ونبين أنواع الزواج قبل الإسلام .

وكيف تزوج المعصوم صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضى الله عنها زواجا شرعيا أقره الإسلام فيما بعد أما لكونه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج معها طيلة حيانها فلم يدر بطرس ولا غيره أن رسولنا صلى الله عليه وسلم " ما ينطق عن الهوى " ولا يتصرف من تلقاء نفسه بل ينفذ ما يأمره ربه جل وعلا به  وأن تعدد الزوجات فيما بعد إنما هو بأمر الله تعالى  بدليل أنه لما اكتمل الدين وبلغ التشريع منتهاه قال تعالى  {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52

فيقول الحاقد زكريا بطرس  " وتزوج محمد من خديجة طبقاً للعقيدة الأبيونية النصرانية وعقد العقد كاهن نصرانى هو ورقة ابن نوفل أسقف مكة وظل محمد أمينا فى زواجه النصرانى بشريعة الزوجة الواحدة حتى ماتت خديجة .  
فإليك عزيزي القارئ بعضا مما جاء فى كتب السيرة بخصوص السيدة الطاهرة أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين  وزواجها بالمعصوم صلى الله عليه وسلم .
فهى : - خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسديةكانت تدعى قبل وبعد البعثة  " الطاهرة " كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة ذات شرف و مال ، فلمّا بلغها عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضـت عليه أن يخرج في مالٍ لها الى الشام تاجراً ، وتعطيـه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجـار ، مع غلام لها يقال له مَيْسَـرة ، فقبل الرسول –صلى الله عليه وسلم- وخرج في مالها حتى قَدِم الشام وفي الطريق نزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من  الرهبان  فسأل الراهب ميسرة من هذا الرجل ؟ )فأجابه رجل من قريش من أهل الحرم ) فقال الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قطٌ إلا نبي )ثم وصلا الشام وباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سلعته التي خرج بها ، واشترى ما أراد ، ثم أقبل قافلاً الى مكة ومعه ميسرة ، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدَّ الحرّ يرى مَلَكين يُظلاَّنه -صلى الله عليه وسلم-من الشمس وهو يسير على بعيرهو لمّا قدم -صلى الله عليه وسلم- مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربحت ما يقارب الضعف .

عقد الزواج المبارك

وأخبر ميسرة السيدة خديجة بما كان من أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- فبعثت الى رسول الله وقالت له يا ابن عمّ ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك ، وشرفك في قومك وأمانتك ،وحُسْنِ خُلقِك ، وصِدْقِ حديثك ) ثم عرضت عليه نفسها ، فذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك لعمّه الحبيب الذي سُرَّ وصل الخبر الى عم السيدة خديجة ، فأرسل الى رؤساء مُضَر ، وكبراءِ مكة وأشرافها لحضور عقد الزواج المبارك .

فكان وكيل السيدة عائشة عمّها عمرو بن أسد ،و ابن عمها ورقة بن نوفل ، ووكيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمّه أبو طالب .
وكان أول المتكلمين أبو طالب فقال :

 الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم ، وزرع إسماعيل وضئضئ معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا حضنة بيته ، وسُوّاس حرمه ، وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن ابن أخي هذا ، محمد بن عبد الله لا يوزن برجلٍ إلا رجح به ، وإن كان في المال قد  قِل ، فإن المال ظِلّ زائل ، وأمر حائل ، ومحمد مَنْ قد عرفتم قرابته ، وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وقد بذل لها من الصداق ما آجله وعاجله اثنتا عشرة أوقية ذهباً ونشاً -أي نصف أوقية- وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم ، وخطر جليل .
ثم وقف ورقة بن نوفل فخطب قائلا  : الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضلنا على ما عددت ، فنحن سادة العرب وقادتها ، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ، ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم ، وقد رغبنا في الإتصال بحبلكم وشرفكم ، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله .
كما تكلم عمُّهـا عمرو بن أسـد فقال اشهدوا عليّ يا معاشـر قريـش أنّي قد أنكحـت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد ) وشهـد على ذلك صناديـد قريـش

فهل هذا زواجا كنسيا ؟ واين العقد الكنسى الذى أبرمه ورقة بن نوفل ؟ فهل ما قام به ورقة بن نوفل من رد  وقبول لطلب أبي طالب اصبح زواجا كنسيا ؟ وصدق ربى جل وعلا حين قال " أفلا تعقلون "  

وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة ،وولدت السيدة خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم ، القاسم -وبه كان يكنى- ، والطاهر والطيب -لقبان لعبد الله - ، وزينب ،ورقيـة ، وأم كلثـوم ، وفاطمـة عليهم السلام فأما القاسـم وعبد اللـه فماتوا في الجاهلية ، وأما بناتـه فكلهـن أدركـن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم

-- وللمرة الثانية أستميحك عزوا عزيزى القارئ أن نقرأ ونبين  لزكريا بطرس ونبين له نبذة مختصرة عن انواع الزواج قبل الإسلام ليرى كيف تزوج المعصوم صلى الله عليه وسلم زواجا راقيا شرعيا كالذى شرعه الإسلام ولم يكن زواجا كنسيا كما وضحنا من قبل .

 

 

 

الزواج قبل الإسلام:-

من المعلوم أنه لم يكتف الرجل في الجاهلية بزوجة واحدة وخاصة إذا كان زعيم قومه أو رئيسهم ؛ فكان يتزوج عددا كبيرا من النساء ومن قبائل شتى بغرض سياسي ؛ فبارتباطه مع تلك القبائل برباط المصاهرة يضمن ولائهم ويتجنب حربهم ؛ و التاريخ الماضي والحاضر حافل بالعديد من الملوك والأمراء الذين نزوجوا من كل قبيلة زوجة .

أنواع  الزواج قبل الإسلام :-

 

(1) زواج الصداق كان ذلك في كثير من قبائل العرب وهو أن يطلب الرجل بنت الرجل فيصدقها بصداق يحدد مقداره ثم يعقد عليها .وهذا ما تزوج عليه المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة رضى الله عنها قبل الإسلام.

(2) نكاح السبي ويقضي بأن يتزوج الرجل المحارب من إحدى النساء اللواتي وقعن في الأسر سبايا ولا يشترط في هذا الزواج الصداق وبالطبع فرئيس القبيلة أو العشيرة له اجمل السبايا وأكثرهن شرفا .

(3) نكاح الإماء وهو من حق الرجل العربي في الجاهلية أن ينكح الأمة أي العبدة

(4) نكاح المتعة وهو أن يتزوج الرجل المرأة لأجل محدد مقابل صداق أو اجر معين ويفترق الاثنان في نهاية المدة المحددة

 (5) نكاح البدل وهو أن يقول الرجل للرجل أنزل ليّ عن امرأتك وأنزل لك عن أمرأتي.

(6)نكاح الشغار وهو أن يزوج الرجل أبنته على أن يزوج الآخر أبنته وليس بينهما صداق.

(7) نكاح الجمع وهو أن يجتمع الكثير من الناس فيدخلون على المرأة ولا تمنع نفسها ممن أتاها وهن البغايا وكن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما لمن أراد أن يدخل عليهن.

(8) المخادنة والإستبضاع (ذلك أن المرأة كانت في الجاهلية إذا طهرت من الحيض يقول لها زوجها أرسلي إلي فلان استبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها)

(9) نكاح الرهط هو أن تجتمع جماعة دون العشرة ويدخلون على امرأة من البغايا ذوات الرايات كلهم يطؤها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال أرسلت إليهم فلم يستطع رجل أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان وتسمي من أحبت منهم .

وعن ابن عباس رضى الله عنه :-

ان في حياة ام المؤمنين خديجة لكثيرا مما ينبغي التوقف عنده والافادة منه ولعل اجلاه واهمه ما كان لها من دور مشهود في مؤازرة زوجها العظيم وتخفيف ما تكبده من اعباء كثيرة في سبيل دعوة الحق وفي هذا قال ابن عباس: (كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله وصدق محمدا في ما جاء به عن ربه وآزره على امره فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له الا فرج الله عنه بها تثبته وتصدقه وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه
وهنا يبرز ما يمكن ان يكون للمراة المؤمنة في كل زمان ومكان من دور اجتماعي ورسالي هادف تخدم به ابناء مجتمعها لا سيما زوجها الذي لا غنى له عن مساندتها ومؤازرتها .
ان في وسع المرأة المؤمنة ان تفعل الكثير في طريق الحق والخير اذا ما شاءت ذلك ولن تشاءه الا اذا آمنت بأهميته من جهة وبقدراتها وقابلياتها من جهة اخرى تلكم القدرات والقابليات التي تهدرها نساء كثيرات في امور لا تعود بأي نفع عليهن وعلى مجتمعاتهن هذا ان لم تكن تعود بالضرر

إذن فالسيدة خديجة رضى الله عنها رمز رفيع لكنها لم تكن مثالا مصنوعا من خيال كانت انسانا واقعيا وصل الى ما وصل اليه بارادته البشرية ووعيه ووجدانه وفي هذا فليتنافس المتنافسون

 ويكمل الحاقد زكريا بطرس حديثه فيقول :

وعليه من الخطأ إطلاق أسم النصارى على المسيحيين , ونحيط القارئ علماً أن المسيحيين هم من آمنوا بالمسيحية بعد أن بشرهم بالمسيح تلاميذ ( الحواريين) المسيح ورسله , فمسيحى روما بشرهم بطرس تلميذ المسيح , وأقباط مصر بشرهم بالمسيح مرقس رسول المسيح . وهكذا , وملخص القول أن الإيمان الحقيقى المسيحى هو الذى تسلمته أمة ما من تلاميذ ( الحواريين) المسيح ورسله فقط أما باقى الفئات التى يطلق عليهم نصارى أو ناصريين .. ألخ ولم تمتد جذورهم إلى تلميذ أو رسول للمسيح ففى إيمانهم شيئ ناقص أو مخالف للأيمان المستقيم الذى تسلمته الكنائس الرسولية القديمة من الآباء التلاميذ ( الحواريين) والرسل

التعليق :-

-- كنا نعجب من زكريا بطرس وأمثاله حين تحدثوا عن الإسلام ولم يقرأوا عنه  ونحن الآن أشد عجبا لعدم إطلاعهم أيضا على دينهم ولم يقرأوا عنه شيئا ؛ فلقد أخبر بقوله السابق أن تلاميذ المسيح هم الذين نشروا الدين المسيحى إلى البلاد والأمم فهل نصدقه أم نصدق كتابه الذي يؤمن به ويؤكد أنه من عند الله جل وعلا ففى كتابهم " إنجيل متى " يؤكد المسيح عليه السلام أن دعوته لا ينبغى لها أن تخرج عن حدود فلسطين بل وأصر على ذلك وأكد عليه ونهى تلاميذه أن يخرجوا بالدعوة عن حدود فلسطين  فنذكر ما قاله لهم المسيح عليه السلام ودون تعليق : -

 1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.

5هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً:«إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، 10وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق÷ طَعَامَهُ.

يزعم المسيحيون أن القرآن أهمل ذكرهم :-

ويكمل الحاقد زكريا بطرس حديثه فيقول :

إن القرآن أهمل ذكر المسيحيين وذكر فقط طوائف خارجة عن المسيحية ومنتشره فى العربية  ذكر القرآن فئة النصارى واليهود والصابئة وأهمل أسم المسيحيين , والدليل على أن القرآن أهمل ذكر المسيحيين بالأسم أن المسيحيين كانوا منتشرين فى جميع بقاع الأرض وكانوا ملة أكثر عدداً ومنهم الروم والرومان والأقباط وغيرهم .

وهناك دليل آخر على معرفة محمد نبى الإسلام الطوائف الأخرى أن الرسالة التى ارسلها محمد صاحب الشريعة الإسلامية لهرقل يدعوه فيها إلى الإسلام ذكر طائفة  خارجة عن المسيحية وهم الأريوسيين .

 ودليل ثالث ..وهو أنه أقحم القرآن الذى جمعه عثمان اسم النصارى إلى جانب اليهود دون مبرر سوى العداوة التى أوجدها الغزو الإسلامى حينما هاجم دول الجوار فقد ورد مثلاً فى سورة البقرة " كونوا هوداً-أو نصارى- تهتدوا" 2/135 ويرى المفسرون أن لفظة "أو نصارى" مقحمة لأن الجدال كان بين محمد واليهود ولا دخل للنصارى فيه .

وحينما أقحم عثمان فى القرآن لفظ "أو نصارى" فى سورة البقرة " كونوا هوداً-أو نصارى- تهتدوا" 2/135أفسد النظم المسجع الذى أعتدنا عليه فى قرآن النبى فيكون أصلها اذأ فى قرآن النبى " كونوا هوداً تهتدوا "  

وعلى هذا يمكن القول فى ثقة أن كل ما جاء ( أنزل) فى القرآن هو أمر خاص بالنصارى وعقيدتهم النصرانية ولا دخل للمسيحيين به

التعليق :-

--للمرة العاشرة نقرأ لهؤلاء اقرأوا !!!!!  لأن فى المقال السابق العديد من المغالطات منها :-

أولا :- والدليل على أن القرآن أهمل ذكر المسيحيين بالأسم أن المسيحيين كانوا منتشرين فى جميع بقاع الأرض وكانوا ملة أكثر عدداً ومنهم الروم والرومان والأقباط وغيرهم . وهناك دليل آخر على معرفة محمد نبى الإسلام الطوائف الأخرى أن الرسالة التى ارسلها محمد صاحب الشريعة الإسلامية لهرقل يدعوه فيها إلى الإسلام ذكر طائفة  خارجة عن المسيحية وهم الأريوسيين

 

ثانيا :-وهو أنه أقحم القرآن الذى جمعه عثمان اسم النصارى إلى جانب اليهود دون مبرر سوى العداوة التى أوجدها الغزو الأسلامى حينما هاجم دول الجوار فقد ورد مثلاً فى سورة البقرة " كونوا هوداً-أو نصارى- تهتدوا" 2/135 ويرى المفسرون أن لفظة "أو نصارى" مقحمة لأن الجدال كان بين محمد واليهود ولا دخل للنصارى فيه .

وحينما أقحم عثمان فى القرآن لفظ "أو نصارى" فى سورة البقرة " كونوا هوداً-أو نصارى- تهتدوا" 2/135أفسد النظم المسجع الذى أعتدنا عليه فى قرآن النبى فيكون أصلها اذأ فى قرآن النبى " كونوا هوداً تهتدوا "  

ثالثا :- وعلى هذا يمكن القول فى ثقة أن كل ما جاء ( أنزل) فى القرآن هو أمر خاص بالنصارى وعقيدتهم النصرانية ولا دخل للمسيحيين به

وللرد على الفرية الأولى نقول :

  بأنه إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بل وإلي يومنا هذا وإلي يوم القيامة لن يعترف القرآن بالمسيحين وإن كانوا ملئ الأرض عددا . لأنه وبمنتهى البساطة لا تختلق طائفة منهم دين ما  ؛ ثم يحاولون إرغام الأخرين للإعتراف بهم ؛  فالمسيح عيسى عليه السلام إنما جاء بالإنجيل ومن تبعه فى عصره كانوا ناصريين له ؛ إما أنهم من بلدة الناصرة وإما أنهم ناصروه وآمنوا به رغم عداء اليهود ؛ ولذا سماهم القرآن نصارى وهم الذين انتقل من بينهم المسيح عليه السلام ورفع الى السماء وهو عنهم راض .

أما أن يسلك من بعدهم سلوكا اخر غريبا ويتبعون بولس وتعاليمه الذى أوهمهم أن الله هوالمسيح ومن ثم فمن آمن  به فهو مسيحي . فامثال هؤلاء ليس لديهم عندنا إعتراف ؛  تماما مثل آى طائفة منشقة على الدولة ؛  فيسمون انفسهم ماشاؤا ؛  فالدولة لن تعترف بهم إلا تحت مسميات تسمح بها الدولة ويشرعها لها القانون .

المسيحيون وقت رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم للملوك

كما أنه لم يكن للمسيحين مكان  ولا أثر على مسرح الحياة وإلا لأنكر الملوك والأمراء الرسائل والمسميات التى أطلقها عليهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم  فلقد أرسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم وأخبرهم بأنهم إن لم يؤمنوا تحملوا إثم شعوبهم النصارى ولم ينكر أحد منهم ذلك فها هى الرسائل كما هى موجودة فى كل المراجع

وبهذه الرسائل يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك الأرض، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر، ولكن شغل فكره هؤلاء الكافرين، وخاطب كل باسمه ودينه ؛ والمذهل أنه صلى الله عليه وسلم أخبر كل ملك عن الدين الذى يدين به هو وشعبه ودعاهم جميعا مع إختلاف عقائدهم ودينهم إلى الإسلام لأنه الدين المهيمن على كل الأديان وهو الدين الخاتم .

1 ـ الكتاب إلى النجاشي ملك الحبشة‏:‏

وهذا النجاشي اسمه أصْحَمَة بن الأبْجَر، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن أمية الضَّمْرِي في آخر سنة ست أو في المحرم سنة سبع من الهجرة‏.‏ روي البيهقي عن ابن إسحاق نص ماكتبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي :

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ هذا كتاب من محمد رسول الله إلى النجاشي، الأصحم عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدي، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبه ولا ولداً، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الإسلام، فإني أنا رسوله فأسلم تسلم، ‏{‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‏}‏ فإن أبيت فعليك إثم النصارى من قومك‏)‏‏.‏

وفيما ورد عن  ابن القيم :

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى النجاشي عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد‏:‏

فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسي بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسي من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعو إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبل نصيحتى، والسلام على من اتبع الهدى‏)‏‏.‏

ولما بلغ عمرو بن أمية الضمري كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي أخذه النجاشي، ووضعه على عينه، ونزل عن سريره على الأرض، وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وإليك عزيزي القارئ  نصه‏:‏

‏[‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ إلى محمد رسول الله من النجاشي أصحمة، سلام عليك يا نبي الله من الله ورحمة الله وبركاته، الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد‏:‏

فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسي، فورب السماء والأرض إن عيسي لا يزيد على ما ذكرت تُفْرُوقا، إنه كما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قرينا ابن عمك وأصحابك، فأشهد أنك رسول الله صادقاً مصدقاً، وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين‏)‏‏.‏

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من النجاشي أن يرسل جعفراً ومن معه من مهاجري الحبشة، فأرسلهم في سفينتين مع عمرو بن أمية الضمري، فقدم بهم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر‏.‏

وتوفي النجاشي هذا في رجب سنة تسع من الهجرة بعد تبوك، ونعاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاته، وصلي عليه صلاة الغائب، ولما مات وتخلف على عرشه ملك آخر كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً آخر، ولا يدري هل أسلم أم لا‏؟‏‏.‏

2 ـ الكتاب إلى المقوقس ملك مصر‏:‏

وكتــب النبــي صلى الله عليه وسلم إلى جُرَيْج بـن مَتَّي الملقب بالمُقَوْقِس ملك مصر والإسكندرية‏:‏ ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبــط، ‏{‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‏ }

واختار لحمل هذا الكتاب حاطب بن أبي بَلْتَعَة‏.‏ فلما دخل حاطب على المقوقس دار بينهما الحوار التالي :

قال حاطب بن أبي بَلْتَعَة له‏:‏

 إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر غيرك بك‏.‏

فقال المقوقس‏:‏

 إن لنا دينا لن ندعه إلا لما هو خير منه‏.‏

فقال حاطب‏:‏  

ندعوك إلى دين الإسلام الكافي به الله فَقْدَ ما سِواه، إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصاري، ولعمري ما بشارة موسي بعيسي إلا كبشارة عيسي بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، فكل نبي أدرك قوماً فهم أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، وأنت ممن أدركه هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكنا نأمرك به‏.‏

فقال المقوقس‏:‏  

إني قد نظرت في أمر هذا النبي، فوجدته لا يأمر بمزهود فيه‏.‏ ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجده بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوي، وسأنظر‏.‏

وأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعله في حُقِّ من عاج، وختم عليه، ودفعه إلى جارية له، ثم دعا كاتباً له يكتب بالعربية، فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم ا لقبط، سلام عليك، أما بعد‏:‏

فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين، لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت بغلة لتركبها، والسلام عليك‏)‏‏.‏

ولم يزد على هذا ولم يسلم، والجاريتان مارية، وسيرين، والبغلة دُلْدُل، بقيت إلى زمن معاوية ، واتخذ النبي صلى الله عليه وسلم مارية سرية له، وهي التي ولدت له إبراهيم‏.‏ وأما سيرين فأعطاها لحسان بن ثابت الأنصاري‏.‏

3 ـ الكتاب إلى كسرى ملك فارس‏:‏

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك فارس‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فـارس، سـلام على من اتبع الهدي، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك‏)‏‏.‏

واختار لحمل هذا الكتاب عبد الله بن حذافة السهمي، فدفعه السهمي إلى عظيم البحرين، ولا ندري هل بعث به عظيم البحرين رجلاً من رجالاته، أم بعث عبد الله السهمي، وأيّا ما كان فلما قرئ الكتاب على كسرى مزقه،  

وقال في غطرسة‏:‏ عبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبلي، ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏مزق الله ملكه‏)‏، وقد كان كما قال .

 فقد كتب كسرى إلى بَاذَان عامله على اليمن‏:‏  

ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به‏.‏ فاختار باذان رجلين ممن عنده، أحدهما‏:‏ قهرمانه بانويه، وكان حاسباً كاتباً بكتاب فارس‏.‏ وثانيهما‏:‏ خرخسرو من الفرس ، وبعثهما بكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن ينصرف معهما إلى كسري،  

فلما قدما المدينة، وقابلا النبي صلى الله عليه وسلم، قال أحدهما‏:‏ إن شاهنشاه ‏[‏ملك الملوك‏]‏ كسرى قد كتب إلى الملك باذان يأمره بأن يبعث إليك من يأتيه بك، وبعثني إليك لتنطلق معي، وقال قولاً توعده فيه، فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم أن يلاقياه غداً‏.‏

وفي ذلك الوقت كانت قد قامت ثورة كبيرة ضد كسرى من داخل بيته بعد أن لاقت جنوده هزيمة منكرة أمام جنود قيصر، فقد قام شيرويه بن كسرى على أبيه فقتله، وأخذ الملك لنفسه، وكان ذلك في ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادي الأولي سنة سبع ، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الوحي.

 فلما غدوا عليه أخبرهما بذلك‏.‏ فقالا‏:‏ هل تدري ما تقول‏؟‏ إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر، أفنكتب هذا عنك، ونخبره الملك‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم أخبراه ذلك عني، وقولا له‏:‏ إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى ‏!‏ وينتهي إلى منتهي الخف والحافر، وقولا له‏:‏ إن أسلمت أعطيتك ما تحت يدك، وملكتك على قومك من الأبناء‏)‏

 فخرجا من عنده حتى قدما على باذان فأخبراه الخبر، وبعد قليل جاء كتاب بقتل شيرويه لأبيه، وقال له شيرويه في كتابه‏:‏ انظر الرجل الذي كان كتب فيه أبي إليك، فلا تهجه حتى يأتيك أمري‏.‏

وكان ذلك سبباً في إسلام باذان ومن معه من أهل فارس باليمن‏.‏

4 ـ الكتاب إلى قيصر ملك الروم‏:‏

روى البخاري ـ ضمن حديث طويل ـ نص الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم هرقل، وهو هذا‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدي، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ‏{‏ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‏}‏‏)‏ ‏[‏آل عمران‏:‏64‏]‏‏.‏

واختار لحمل هذا الكتاب دَحْيَة بن خليفة الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصري، ليدفعه إلى قيصر، وقد روي البخاري عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، كانوا تجاراً بالشام، في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء .

 فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا ترجمانه فقال‏:‏ أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي‏؟‏ قال أبو سفيان‏:‏ فقلت‏:‏ أنا أقربهم نسباً، فقال‏:‏ أدنوه مني، وقربوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه‏:‏ إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فو الله لولا الحياء من أن يأثروا على كذباً لكذبت عليه‏.‏

ثم قال‏:‏ أول ما سألني عنه أن قال‏:‏ كيف نسبه فيكم‏؟‏ فقلت‏:‏ هو فينا ذو نسب، قال‏:‏ فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فهل كان من آبائه من ملك‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم‏؟‏ قلت‏:‏ بل ضعفاؤهم‏.‏ قال‏:‏ أيزيدون أم ينقصون‏؟‏ قلت‏:‏ بل يزيدون‏.‏ قال‏:‏ فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه‏:‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فهل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فهل يغدر‏؟‏ قلت‏:‏ لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها ـ قال‏:‏ ولم تمكنني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة ـ

قال‏:‏ فهل قاتلتموه‏؟‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فكيف كان قتالكم إياه‏؟‏ قلت‏:‏ الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه‏.‏ قال‏:‏ ماذا يأمركم‏؟‏ قلت‏:‏ يقول‏:‏ ‏(‏اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم‏)‏، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة‏.‏

فقال للترجمان‏:‏ قل له‏:‏ سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب من قومها‏.‏ وسألتك‏:‏ هل قال أحد منكم هذا القول قبله‏؟‏ فذكرت أن لا‏.‏ قلت‏:‏ لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت‏:‏ رجل يأتسي بقول قيل قبله‏.‏

وسألتك‏:‏ هل كان من آبائه من ملك‏؟‏ فذكرت أن لا‏.‏ فقلت‏:‏ فلو كان من آبائه من ملك قلت‏:‏ رجل يطلب ملك أبيه‏.‏ وسألتك‏:‏ هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‏؟‏ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس، ويكذب على الله‏.‏

وسألتك‏:‏ أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم‏؟‏ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل‏.‏ وسألتك‏:‏ أيزيدون أم ينقصون‏؟‏ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم‏.‏ وسألتك‏:‏ أيرتد أحد سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه‏؟‏ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب‏.‏ وسألتك‏:‏ هل يغدر‏؟‏ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر‏.‏وسألتك‏:‏ بماذا يأمر‏؟‏ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف.

 فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظنه أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه‏.‏

ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ، فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا، قال‏:‏ فقلت لأصحابي حين أخرجنا‏:‏ لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبي كَبْشَة، إنه ليخافه ملك بني الأصفر ، فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله على الإسلام‏.‏

هذا ما رآه أبو سفيان من أثر هذا الكتاب على قيصر، وقد كان من أثره عليه أنه أجاز دحية بن خليفة الكلبي، حامل كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم بمال وكسوة، ولما كان دحية بحِسْمَي في الطريق لقيه ناس من جُذَام، فقطعوها عليه، فلم يتركوا معه شيئاً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل بيته، فأخبره.

 فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى حسمي، وهي وراء وادي القري، في خمسمائة رجل، فشن زيد الغارة على جذام، فقتل فيهم قتلاً ذريعاً، واستاق نَعَمهم ونساءهم، فأخذ من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف، والسبي مائة من النساء والصبيان‏.‏

وكان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قبيلة جذام موادعة، فأسرع زيد بن رِفَاعة الجذامي أحد زعماء هذه القبيلة بتقديم الاحتجاج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد أسلم هو ورجال من قومه، ونصروا دحية حين قطع عليه الطريق فقبل النبي صلى الله عليه وسلم احتجاجه، وأمر برد الغنائم والسبي‏.‏

5 ـ الكتاب إلى المنذر بن سَاوِي‏:‏

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام، وبعث إليه العلاء بن الحضرمي بذلك الكتاب، فكتب المنذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏[‏أما بعد، يا رسول الله، فإني قرأت كتابك على أهل البحرين، فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه، ودخل فيه، ومنهم من كرهه، وبأرضي مجوس ويهود، فأحدث إلى في ذلك أمرك‏]‏‏.‏

فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، فإني أذكرك الله عز وجل، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيراً، وإني قد شفعتك في قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب، فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلم نعزلك عن عملك‏.‏ ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية‏)‏‏.‏

6 ـ الكتاب إلى هَوْذَة بن على صاحب اليمامة‏:‏

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن على صاحب اليمامة‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهي الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك‏)‏‏.‏

واختار لحمل هذا الكتاب سَلِيط بن عمرو العامري، فلما قدم سليط على هوذة بهذا الكتاب مختوماً أنزله وحياه، وقرأ عليه الكتاب، فرد عليه رداً دون رد، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك‏)‏، وأجاز سليطاً بجائزة، وكساه أثواباً من نسج هجر‏.‏

فقدم بذلك كله على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم كتابه فقال‏:‏ ‏(‏لو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد، وباد ما في يديه‏)‏‏.‏ فلما انصرف رسول الله من الفتح جاءه جبريل عليه السلام بأن هوذة مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبي، يقتل بعدي‏)‏، فقال قائل‏:‏ يا رسول الله، من يقتله‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏أنت وأصحابك‏)‏، فكان كذلك‏؟‏‏.‏

7 ـ الكتاب إلى الحارث بن أبي شَمِر الغساني صاحب دمشق‏:‏

كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله وصدق، وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقي لك ملكك‏)‏‏.‏

واختار لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة، ولما أبلغه الكتاب رمي به وقال‏:‏ ‏[‏من ينزع ملكي مني‏؟‏ أنا سائر إليه‏]‏، ولم يسلم‏.‏ واستأذن قيصر في حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فثناه عن عزمه، فأجاز الحارث شجاع بن وهب بالكسوة والنفقة، ورده بالحسني‏.‏

8 ـ الكتاب إلى ملك عُمَان‏:‏

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كـتاباً إلى ملـك عمان جَيْفَر وأخيه عبد ابني الجُلَنْدَي، ونصه‏:‏

‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي، سلام على من اتبع الهدي، أما بعد‏:‏

فإني أدعوكما بدعاية الإسلام، أسلما تسلما، فإني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما، وإن أبيتما ‏[‏أن تقرا بالإسلام‏]‏ فإن ملككما زائل، وخيلي تحل بساحتكما، وتظهر نبوتي على ملككما‏)‏‏.‏

واختار لحمل هذا الكتاب عمرو بن العاص رضي الله عنه قال عمرو‏:‏ فخرجت حتى انتهيت إلى عمان، فلما قدمتها عمدت إلى عبد ـ وكان أحلم الرجلين، وأسهلهما خلقاً ـ فقلت‏:‏ إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك وإلى أخيك، فقال‏:‏ أخي المقدم على بالسن والملك، وأنا أوصلك إليه حتى يقرأ كتابك، ثم قال‏:‏ وما تدعو إليه‏؟‏ قلت‏:‏ أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وتخلع ما عبد من دونه، وتشهد أن محمداً عبده ورسوله‏.‏ قال‏:‏ يا عمرو، إنك ابن سيد قومك فكيف صنع أبوك‏؟‏ فإن لنا فيه قدوة‏.‏

قلت‏:‏ مات ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ووددت أنه كان أسلم وصدق به، وقد كنت أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام‏.‏ قال‏:‏ فمتى تبعته‏؟‏ قلت‏:‏ قريباً‏.‏ فسألني أين كان إسلامك‏؟‏ قلت‏:‏ عند النجاشي، وأخبرته أن النجاشي قد أسلم‏.‏ قال‏:‏ وكيف صنع قومه بملكه‏؟‏ فقلت‏:‏ أقروه واتبعوه‏.‏ قال‏:‏ والأساقفة والرهبان تبعوه‏؟‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ انظر يا عمرو ما تقول، إنه ليس من خصلة في رجل أفضح له من الكذب‏.‏

قلت‏:‏ ما كذبت، وما نستحله في ديننا، ثم قال‏:‏ ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي‏.‏قلت‏:‏ بلي، قال‏:‏ فبأي شيء علمت ذلك‏؟‏ قلت‏:‏ كان النجاشي يخرج له خرجاً، فلما أسلم وصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ لا والله لو سألني درهما واحداً ما أعطيته، فبلغ هرقل قوله، فقال له اليَنَّاق أخوه‏:‏ أتدع عبدك لا يخرج لك خرجاً، ويدين بدين غيرك ديناً محدثاً‏؟‏

 قال هرقل‏:‏ رجل رغب في دين، فاختاره لنفسه، ما أصنع به‏؟‏ والله لولا الضن بملكي لصنعت كما صنع‏.‏ قال‏:‏ انظر ما تقول يا عمرو‏؟‏ قلت‏:‏ والله صدقتك‏.‏

قال عبد‏:‏ فأخبرني ما الذي يأمر به وينهي عنه‏؟‏ قلت‏:‏ يأمر بطاعة الله عز وجل وينهي عن معصيته، ويأمر بالبر وصلة الرحم، وينهي عن الظلم والعدوان، وعن الزنا، وعن الخمر، وعن عبادة الحجر والوثن والصليب‏ .

‏ قال‏:‏ ما أحسن هذا الذي يدعو إليه، لو كان أخي يتابعني عليه لركبنا حتى نؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ونصدق به، ولكن أخي أضن بملكه من أن يدعه ويصير ذنباً‏.‏

قلت‏:‏ إنه إن أسلم مَلَّكَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه، فأخذ الصدقة من غنيهم فيردها على فقيرهم‏.‏ قال‏:‏ إن هذا لخلق حسن‏.‏ وما الصدقة‏؟‏ فأخبرته بما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقات في الأموال، حتى انتهيت إلى الإبل‏.‏ قال‏:‏ يا عمرو، وتؤخذ من سوائم مواشينا التي ترعي الشجر وترد المياه‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم، فقال‏:‏ والله ما أري قومي في بعد دارهم وكثرة عددهم يطيعون لهذا‏.‏

قال‏:‏ فمكثت ببابه أياماً، وهو يصل إلى أخيه فيخبره كل خبري، ثم إنه دعاني يوماً فدخلت عليه، فأخذ أعوانه بضبعي فقال‏:‏ دعوه، فأرسلت فذهبت لأجلس، فأبوا أن يدعوني أجلس، فنظرت إليه فقال‏:‏ تكلم بحاجتك، فدفعت إليه الكتاب مختوماً، ففض خاتمه، وقرأ حتى انتهي إلى آخره، ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثل قراءته، إلا أني رأيت أخاه أرق منه،

 قال‏:‏ ألا تخبرني عن قريش كيف صنعت‏؟‏ فقلت‏:‏ تبعوه، إما راغب في الدين، وإما مقهور بالسيف‏.‏ قال‏:‏ ومن معه‏؟‏ قلت‏:‏ الناس قد رغبوا في الإسلام واختاروه على غيره، وعرفوا بعقولهم مع هدي الله إياهم أنهم كانوا في ضلال، فما أعلم أحداً بقي غيرك في هذه الحَرجَة، وأنت إن لم تسلم اليوم وتبعته توطئك الخيل وتبيد خضراءك، فأسلم تسلم، ويستعملك على قومك، ولا تدخل عليك الخيل والرجال، قال‏:‏ دعني يومي هذا، وارجع إلى غداً‏.‏

فرجعت إلى أخيه فقال‏:‏ يا عمرو، إني لأرجو أن يسلم إن لم يَضِنَّ بملكه، حتى إذا كان الغد أتيت إليه، فأبي أن يأذن لي‏.‏ فانصرفت إلى أخيه، فأخبرته أني لم أصل إليه، فأوصلني إليه، فقال‏:‏ إني فكرت فيما دعوتني إليه، فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلاً ما في يدي، وهو لاتبلغ خيله هاهنا، وإن بلغت خيله لقيت قتالاً ليس كقتال من لاقي‏.‏ قلت‏:‏ أنا خارج غداً، فلما أيقن بمخرجي خلا به أخوه فقال‏:‏ ما نحن فيما ظهر عليه، وكل من أرسل إليه قد أجابه، فأصبح فأرسل إلى، فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعاً، وصدقا النبي صلى الله عليه وسلم، وخليا بيني وبين الصدقة، وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني‏.‏

وبهذه الكتب كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك الأرض . كل باسمه وبدينه وبدين قومه  .وإني أرجو من بطرس وأعوانه قرأة التاريخ قبل الإفتراء .

وللرد على فرية الحاقد

1-المرحلة الأولى في العهد النبوي:

زعم الحاقد زكريا بطرس أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه  أقحم في القرآن الكريم  ما ليس منه وظن هذا الحاقد أن أجدادنا كأجداده الذين أضلهم بولس وغيروا دين المسيح عليه السلام حتى أصبحوا وليس لديهم من الدين شئ  ولذا ساعرض عليه كيف نزل القرآن وكيف جمع لأقطع الطريق على أمثال هؤلاء وفضح نواياهم وكشف خبثهم .

فالثابت وبالدليل القاطع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة  القرآن الكريم  الذي ينزل عليه، وثبت أنه كان له كاتب أو كتاب يكتبون الوحي، حتى شُهر زيد بن ثابت بلقب (كاتب النبي لاختصاصه بكتابة الوحي)، وبوَّب البخاري في كتاب (فضائل القرآن) (باب كتَّاب النبي ، وذكر فيه حديثين:

الأول: أنا أبا بكر ? قال لزيد: (إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله.. والثاني: عن البراء قال: لما نزلت لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ..." قال النبي: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة».

 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب القرآن الكريم في مكة أيضا قبل الهجرة،والمعروف أن الخلفاء الراشدين الأربعة كانوا كتبة، فلعلهم كانوا يكتبون القرآن الكريم في مكة، ومما يدل على أن القرآن كان مكتوبا في مكة قصة إسلام عمر بن الخطاب ودخوله على أخته، وبيدها صحيفة فيها سورة طه، وقد أعلم الله تعالى في القرآن بأنه -أي القرآن- مجموع في الصحف في قوله تعالى {:رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً"} [البينة: 2].

وقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن كله مكتوب لكنه غير مجموع في موضع واحد، وكان مكتوبا على العسب واللخاف, ومحفوظا في صدور الرجال، ومع حفظه في الصحف وفي الصدور كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه مرتين في العام الذي قبض.

ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع القرآن في مصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء لوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة المحمدية.

 -2 المرحلة الثانية في عهد أبي بكرالصديق رضي الله عنه

كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب اليمامة كثير من حفظة القرآن، وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر بمشورة عمر بن الخطاب بجمع القرآن؛ حيث جمع من الرقاع والعظام والعسب ومن صدور الرجال

وأسند الصديق هذا العمل العظيم إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصاري، يروى زيد بن ثابت  فيقول: بعث إليَّ أبو بكر  لمقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله؟ فقال عمر: هذا والله خير،

 فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله  فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن، فتتبعت القرآن من العسب واللخاف صدور الرجال والرقاع والأكتاف.

 قال: حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" [التوبة: 128] وكانت الصحف عند أبي بكر في حياته حتى توفاه الله، ثم عمر في حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم

ونستخلص من المرحلة الثانية في جمع القرآن بعض النتائج:

أ- أن جمع القرآن الكريم جاء نتيجة الخوف على ضياعه نظرا لموت العديد من القراء في حروب الردة، وهذا يدل على أن القراء والعلماء كانوا وقتئذ أسرع الناس إلى العمل والجهاد لرفع شأن الإسلام والمسلمين بأفكارهم وسلوكهم وسيوفهم، فكانوا خير أمة أخرجت للناس ينبغي الاقتداء بهم لكل من جاء بعدهم.

ب- إن جمع القرآن تم بناء على المصلحة المرسلة، ولا أدل على ذلك من قول عمر لأبي بكر حين سأله كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ قال:  إنه خير. وفي بعض الروايات أنه قال له: إنه والله خير ومصلحة للمسلمين. وهو نفس ما أجاب به أبو بكر زيد بن ثابت حين سأل نفس السؤال، وسواء صحت الرواية التي جاء فيها لفظ المصلحة أو لم تصح فإن التعبير بكلمة خير يفيد نفس المعنى، وهو مصلحة المسلمين في جمع القرآن مبني على المصلحة المرسلة أول الأمر، ثم انعقد الإجماع على ذلك بعد أن وافق الجميع بالإقرار الصريح أو الضمني.

ج- وقد اتضح لنا من هذه الواقعة كذلك كيف كان الصحابة يجتهدون في جو من الهدوء يسوده الود والاحترام، هدفهم الوصول إلى ما يحقق الصالح العام لجماعة المسلمين، وأنهم كانوا ينقادون إلى الرأي الصحيح وتنشرح قلوبهم له بعد الإقناع والاقتناع، فإذا اقتنعوا بالرأي دافعوا عنه كما لو كان رأيهم منذ البداية، وبهذه الروح أمكن انعقاد إجماعهم حول العديد من الأحكام الاجتهادية

ولعل سائلا يسأل ما هي المقومات الأساسية لزيد بن ثابت للقيام بهذه المهمة؟

لقد اختار أبو بكر الصديق رضي الله عنه  زيد بن ثابت رضي الله عنه  لهذه المهمة العظيمة، وذلك لأنه رأى فيه المقومات الأساسية للقيام بها، وهي:

أ- كونه شابا؛ حيث كان عمره 21 سنة، فيكون أنشط لما يطلب منه.

ب- كونه أكثر تأهيلا، فيكون أوعى له؛ إذ من وهبه الله عقلا راجحا فقد يسر له سبيل الخير.

ج- كونه ثقة، فليس هو موضعا للتهمة، فيكون عمله مقبولا، وتركن إليه النفس ويطمئن إليه القلب.

د- كونه كاتبا للوحي، فهو بذلك ذو خبرة سابقة في هذا الأمر، وممارسته عملية له، فليس غريبا عن هذا العمل ولا دخيلا عليه

هـ- ويضاف لذلك أنه أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي  فعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك  : من جمع القرآن على عهد النبي ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت،وسالم مولى أبي حذيفة

وأما الطريقة التي اتبعها زيد في جمع القرآن فكان لا يثبت شيئا من القرآن إلا إذا كان مكتوبا بين يدي النبي ومحفوظا من الصحابة، فكان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، خشية أن يكون في الحفظ خطأ أو وَهْم، وأيضا لم يقبل من أحد شيئا جاء به إلا إذا أتى معه شاهدان يشهدان أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله  وأنه من الوجوه التي نزل بها القرآن. وعلى هذا المنهج استمر زيد  في جمع القرآن حذرا متثبتا مبالغا في الدقة والتحري

* وسائلا أخر يسأل هل هناك فرق بين المكتوب في العهد النبوي وعهد الصديق؟

الفرق بين المكتوب في العهد النبوي وما كتب في عهد أبي بكر: أن القرآن كان مكتوبا في العهد النبوي، مفرقا في الصحف والألواح والعُسب والكرانيف والقصب وأدوات أخرى، ولم تكن مجموعة سوره في خيط واحد.

وأما الذي تم في أيام أبي بكر فهو كتابة القرآن في صحف كل سورة أو سور في صحيفة مرتبة آياته على ما حفظوه عن رسول الله  فكانت مهمة زيد بن ثابت أن يكتب ما كان مكتوبا في العهد النبوي في صحف، كل سورة في صحيفة مرتبة فيها الآيات ترتيبا توقيفيا .

 -3المرحلة الثالثة في جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

والسؤال الآن  ماهو ا لباعث على جمع القرآن في عهد عثمانبن عفان رضي الله عنه ؟ عن أنس بن مالك: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير, وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف،

وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق

ويؤخذ من هذا الحديث الصحيح أمور، منها:

أ- أن السبب الحامل لعثمان على جمع القرآن مع أنه كان مجموعا مرتبا في صحف أبي بكر الصديق إنما هو اختلاف قراء المسلمين في القراءة اختلافا أوشك أن يؤدي بهم إلى أخطر فتنة في كتاب الله تعالى، وهو أصل الشريعة ودعامة الدين، وأساس بناء الأمة الاجتماعي والسياسي والخلقي، حتى إن بعضهم كان يقول لبعض:

 إن قراءتي خير من قراءتك، فأفزع ذلك حذيفة، ففزع فيه إلى خليفة المسلمين وإمامهم, وطلب إليه أن يدرك الأمة قبل أن تختلف فيستشري بينهم الاختلاف ويتفاقم أمره ويعظم خطبه، فيمس نص القرآن وتحرف عن مواضعها كلماته وآياته، كالذي وقع بين اليهود والنصارى من اختلاف كل أمة على نفسها في كتابها.

ب- أن هذا الحديث الصحيح قاطع بأن القرآن الكريم كان مجموعا في صحف ومضموما في خيط، وقد اتفقت كلمة الأمة اتفاقا تاما على أن ما في تلك الصحف هو القرآن كما تلقته عن النبي في آخر عرضة على أمين الوحي جبريل عليه السلام، وأن تلك الصحف ظلت في رعاية الخليفة الأول أبي بكر الصديق، ثم انتقلت بعده إلى رعاية الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ثم لما عرف عمر حضور أجله ولم يولِّ عهده أحدًا معينا في خلافة المسلمين، وإنما جعل الأمر شورى في الرهط المصطفين بالرضا من رسول الله ،

 أوصى بحفظ الصحف عند ابنته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، وأن عثمان اعتمد في جمعه على تلك الصحف، وعنها نقل مصحفه (الرسمي)، وأنه أمر أربعة من أشهر قراء الصحابة إتقانا لحفظ القرآن ووعيا لحروفه وأداء لقراءته وفهما لإعرابه ولغته: ثلاثة قرشيين وواحدا أنصاريا، وهو زيد بن ثابت صاحب الجمع الأول في عهد الصديق بإشارة الفاروق، وفي بعض الروايات أن الذين أمرهم عثمان أن يكتبوا من الصحف اثنا عشر رجلا، فيهم أبي بن كعب، وآخرون من قريش والأنصار .

ج- ونأخذ من هذا أن الفتوحات في عهد عثمان كانت بإذن وأمر من الخليفة، وأن القرار العسكري يصدر من المدينة، وأن الولايات الإسلامية كلها كانت خاضعة لأمر الخليفة عثمان في عهده؛ بل يدل على أن هناك إجماعا من الصحابة والتابعين في جميع الأقاليم على خلافة عثمان. وقدوم حذيفة بن اليمان إلى المدينة، لرفع اختلاف الناس في قراءة القرآن، يدل على أن القضايا الشرعية الكبرى كان يستشار فيها الخليفة في المدينة، وأن المدينة ما زالت دار السنة ومجمع فقهاء الصحابة

ثانيًا: استشارة جمهور الصحابة في جمع عثمان:

جمع عثمان  المهاجرين والأنصار وشاورهم في الأمر، وفيهم أعيان الأمة وأعلام الأئمة وعلماء الصحابة، وفي طليعتهم علي بن أبي طالب ?، وعرض عثمان هذه المعضلة على صفوة الأمة وقادتها الهادين المهديين، ودارسهم أمرها ودارسوه، وناقشهم فيها وناقشوه، حتى عرف رأيهم وعرفوا رأيه، فأجابوه إلى رأيه في صراحة لا تجعل للريب إلى قلوب المؤمنين سبيلا، وظهر للناس في أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم، فلم يعرف قط يومئذ لهم مخالف ولا عرف عند أحد نكير، وليس شأن القرآن الذي يخفى على آحاد الأمة فضلا عن علمائها وأئمتها البارزين

إن عثمان  لم يبتدع في جمعه المصحف، بل سبقه إلى ذلك أبو بكر الصديق كما أنه لم يصنع ذلك من قِبَل نفسه، إنما فعله عن مشورة للصحابة -رضي الله عنهم- وأعجبهم هذا الفعل وقالوا: نعم ما رأيت، وقالوا أيضا: قد أحسن (أي في فعله في المصاحف

وقد أدرك مصعب بن سعد صحابة النبي حين مشق عثمان  المصاحف فرآهم قد أعجبوا بهذا الفعل منه  

وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه   : 

" يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا أو قولوا خيرا, فوالله ما فعل الذي فعل -أي في المصاحف- إلا عن ملإٍ منا جميعا -أي الصحابة- والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل .

وبعد اتفاق هذا الجمع الفاضل من خيرة الخلق على هذا الأمر المبارك، يتبين لكل متجرد عن الهوى أن الواجب على المسلم الرضا بهذا الصنيع الذي صنعه عثمان وحفظ به القرآن الكريم


قال القرطبي في التفسير:

وكان هذا من عثمان  بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وجلة أهل الإسلام وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت من القراءة المشهورة عن النبي واطراح ما سواها، واستصوبوا رأيه، وكان رأيا سديدا موفقا.

ثالثـًا: الفرق بين جمع الصديق وجمع عثمان رضي الله عنهما:

قال ابن التين:

1-الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشيته أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حملته ؛ لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتبًا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

2-وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرأوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك إلى تخطئة بعضهم البعض، فخشى من تفاقم الأمر في ذلك فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبًا لسوره، واقتصر في سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع في قراءاته بلغة غيرهم، دفعًا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة قد انتهت، فاقتصر على لغة واحدة.

وقال القاضي أبو بكر الباقلاني:

- لم يقصد أبو بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، إنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي وإلغاء ما ليس كذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أثبت مع تنزيل، ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه، خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد.

وقال الحارث المحاسبي:

 المشهور عند الناس أن جامع القرآن عثمان، وليس كذلك؛ إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات، فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه القراءات المطلقات على الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن، فأما السابق إلى جمع الجملة فهو الصديق، وقد قال علي  لو وليت لعملت بالمصاحف التي عمل بها عثمان .

وقال القرطبي:  

فإن قيل: فما وجه جمع عثمان الناس على مصحفه وقد سبقه أبو بكر إلى ذلك وفرغ منه  قيل له: إن عثمان  لم يقصد بما صنع جمع الناس على تأليف المصحف، ألا ترى كيف أرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك  وإنما فعل ذلك عثمان لأن الناس اختلفوا في القراءة لتفرق الصحابة في البلدان، واشتد الأمر في ذلك وعظم اختلافهم وتشبثهم، ووقع بين أهل الشام والعراق ما ذكره حذيفة .

رابعًا: هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة:

ذهب الشيخ المحقق صادق عرجون -رحمه الله- إلى أن صحف الصديق التي كانت أصلا للمصحف الإمام بإجماع المسلمين لم تكن جامعة للأحرف السبعة التي وردت صحاح الحديث بإنزال القرآن عليها، بل كانت على حرف منها، هو الذي وقعت به العرضة الأخيرة واستقر عليها الأمر في آخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 وإنما كانت الأحرف السبعة أولا من باب التيسير على الأمة، ثم ارتفع حكمها لما استفاض القرآن وتمازج الناس وتوحدت لغاتهم.  

قال الإمام الطحاوي:  

إنما كانت السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم؛ لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم، فلما كان يشق على كل ذي لغة أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، وسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا،

 فكانوا كذلك حتى كثرت منهم من يكتب, وعادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدروا بذلك على تحفظ ألفاظه, فلم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها.  

قال ابن عبد البر:

 فبان بهذا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف وعاد ما يقرأ به القرآن على حرف واحد

وقال الطبري:  

إن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة، وإنما كان جائزا لهم ومرخصا لهم فيه، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد أجمعوا على ذلك إجماعا شائعا، وهم معصومون من الضلالة.

وهذا الحرف الذي كتبت به صحف الإجماع القاطع ونقل عنها المصحف الإمام جامع لقراءات القراء السبعة وغيرها، مما يقرأ به الناس ونقل متواترا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأحرف الواردة في الحديث غير هذه القراءات.

قال القرطبي:

قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة، وهو الذي جمع عليه المصحف .

 وأقرب الآراء إلى الفهم عند ظننا في معنى الأحرف إنما هو الرأي القائل بأنها هي أفصح لغات العرب وأشهرها، وهي مبثوثة في القرآن كله، وإليه ذهب القاسم بن سلام وابن عطية في جماعة من الأجلاء، وإليه يرجع نحو سبعة أقوال مما ذكره السيوطي في الإتقان في معنى الأحرف .

 

خامسًا: عدد المصاحف التي أرسلها عثمان  إلى الأمصار:

لما فرغ عثمان  من جمع المصاحف أرسل إلى كل أفق بمصحف، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسله إلى الآفاق،

 وقد اختلفوا في عدد المصاحف التي فرقها في الأمصار، فقيل: إنها أربعة وهو الذي اتفق عليه أكثر العلماء، وقيل: إنها خمسة، وقيل: إنها ستة، وقيل: إنها سبعة، وقيل: إنها ثمانية.

 أما كونها أربعة فقيل: إنه أبقى مصحفا بالمدينة، وأرسل مصحفا إلى الشام، ومصحفا إلى الكوفة، ومصحفا إلى البصرة.  

وأما كونها خمسة؛ فالأربعة المتقدم ذكرها، والخامس أرسله إلى مكة.

 وأما كونها ستة فالخمسة والمتقدم ذكرها، والسادس اختلف فيه، فقيل جعله خاصا لنفسه، وقيل: أرسله إلى البحرين.  

وأما كونها سبعة، فالستة المتقدم ذكرها، والسابع أرسله إلى اليمن.  

وأما كونها ثمانية، فالسبعة المتقدم ذكرها، والثامن كان لعثمان يقرأ فيه، وهو الذي قتل وهو بين يديه.

وبعث مع كل مصحف من يرشد الناس إلى قراءته بما يحتمله رسمه من القراءات مما صح وتواتر، فكان عبد الله بن السائب مع المصحف المكي، والمغيرة بن شهاب مع المصحف الشامي، وأبو عبد الرحمن السلمي مع المصحف الكوفي، وعامر بن قيس مع المصحف البصري، وأمر زيد بن ثابت أن يقرئ الناس بالمدني

سادسًا: موقف عبد الله بن مسعود من مصحف عثمان:

لم يثبت أن ابن مسعود  خالف عثمان في ذلك، وكل ما روي في ذلك ضعيف الإسناد، كما أن هذه الروايات الضعيفة التي تتضمن ذلك تثبت أن ابن مسعود رجع إلى ما اتفق عليه الصحابة في جمع القرآن، وأنه قام في الناس وأعلن ذلك، وأمرهم بالرجوع إلى جماعة المسلمين في ذلك .

 وقال: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا، ولكن ينتزعه بذهاب العلماء، وإن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، فجامعوهم على ما اجتمعوا عليه، فإن الحق فيما اجتمعوا عليه، وكتب بذلك إلى عثمان وقد ورد عن ابن كثير رجوع ابن مسعود إلى الوفاق وأكد الذهبي ذلك فقال: وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان ولله الحمد .

فلا وجهة للرافضة بالطعن على عثمان بقصة ابن مسعود هذه, فإنه لم يضربه ولم يمنعه عطاءه، وإنما كان يعرف له قدره ومكانته، كما كان ابن مسعود شديد الالتزام بطاعة إمامه الذي بايع له وهو يعتقد أنه خير المسلمين وقت البيعة

سابعًا: فهم الصحابة لآيات النهي عن الاختلاف:

قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [الأنعام: 153], فالصراط المستقيم هو القرآن والإسلام والفطرة التي فطر الله الناس عليها، والسبل هي الأهواء والفرق والبدع والمحدثات، قال مجاهد: وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ" يعني البدع والشبهات والضلالات(

ونهى الله -سبحانه وتعالى- هذه الأمة عما وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق من بعد ما جاءتهم البينات، وأنزل الله إليهم الكتاب فقال سبحانه: وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران: 105

ونهى الأمة أن يكون أفرادها من المشركين، الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، فقال عز من قائل: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ? مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"لروم: 30- 32

وأخبر سبحانه وتعالى أن رسول الله  برئ من الذين يفرقون دينهم ويكونون شيعا وأحزابا, قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" [الأنعام: 159].

 

 

 

 

 

 

 

 

                             الباب الثاني

{ أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}

تمهيد :-

بعدما راينا من جهل زكريا بطرس ومن هم على شاكلته فإذا به يتمهنا بما هو فيه من جهل وعدم قراءة فيقول :

وفى العصر الحديث ظهرت بدع أخرى الآن تحمل أسماء مسيحية ولكنها تختلف فى الإيمان عن المسيحيين , وعندما تكلم مسلماً لا تجد عنده المعلومات السابقة كما لا يعرف الفرق بين الطوائف المختلفة لسبب واحد فقط لا يخرج عنه وهو أنه يستقى معلوماته من مصدر واحد ألا وهو القرآن ويظن أن القرآن فيه كل شئ يحتاجه من معلومات :

والقرآن ذكر اسم النصارى فقط ولم يذكر اسم المسيحيين إطلاقاً , لهذا عندما تناقشة يسألك بما هو موجود فى قرآنه والموجود فى قرآنه هو ما كان يعتقد ويدين به طائفة خارجة عن المسيحية هم النصارى الأبيونيين وهم بدعة وعقيدة خارجه عن المسيحية !!!

والشئ المضحك أن اليوم لا يوجد شخصاً واحداً فى العالم كله من الطائفة النصرانية فقد تلاشت هذه الطائفة وإنتهت ولكن ما زال يوجد أسمها فى القرآن ومن جهل المسلمين شيوخاً وعامة وإعلاماً وحكومة ودولة يطلقون أسم النصارى على كل المسيحيين مع أن طائفة النصارى طائفة خارجة عن الملة المسيحية ديناً وعقيدة وفكراً وممارسة ، فهل يمكن أن نطلق على العلويين سنة ، أو الشيعة سنة أو اليزيدين سنة أو القرامطة سنة بالطبع لا كل طائفة لها أصولها وعباداتها ومعتقدها وفكرها سواء إقتربت من الخط الرئيسى لطائفة الأغلبية أو إبتعدت عنه ولم يحدث فى أى عصر منذ نشأة المسيحية ان أطلق عليهم أسم نصارى ، حقاً إن العلم والمعرفة نوراً أضاء أخيراً فى ظلام دام أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان .  

وشئ آخر نود أن نضيفه لإثراء معلومات قارئ تاريخ أقباط مصر أن الإسلام هو تجنس وليس الأرض , أى أن المسلم لا يجب أن يقول أنه مصرى , ولكن يقول " أنا مسلم فقط "  لأن إنتماؤه موجه ناحية هدف واحد هو الإسلام وليس نحو الوطن , لهذا لا يمكن أن يطلقون على أنفسهم أسم الأمة المصرية ولكنهم يطلقون على أنفسهم أسم " الأمة الإسلامية " لأنهم حسب قول محمد صاحب الشريعة الأسلامية أنهم أى المسلمين " خيـــر أمـــة أخرجــــت للناس " فأمة الأسلام  التى ينتمون إليها فى رايهم خير من أمة مصر فلماذا إذاً يريدون ان ينتموا إلى مصر اليوم ؟؟؟؟

التعليق :-

لم يكن يخطر ببالى أن أرى بعينى الأشخاص الذين قال عنهم الحق سبحانه وتعالى " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر " وليس هذا فحسب بل إنهم الخبثاء . ففى راى أولئك " الذين  لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم "وقبل أن نصدر الأحكام نعرض لك عزيزى القارئ ما قاله بعض من ينتمون إلى الإسلام .

والعجيب أنهم تبوأوا مكان الصدارة فى الأمة يوما ما ولذا أدركنا سبب تبوأهم تلك المكانة لأن ما خاضوا فيه وتحدثوا عنه كان من المستحيل أن يخوض فيه غيرهم من أعداء الدين الإسلامى وحتى لا أسقط عليك عزيزى القارئ رأى فإليك أولا ما قالوه دون تغيير ولا تبديل ولا حتى مقاطعة حنى ينتهوا من حديثهم تماما ثم نعلق على حديثهم كاملا : -

فطرحوا سؤالا لشغل وقت المسلمين وأفكارهم ، وهو من أكثر الاسئلة التي تمحورت حولها الصراعات والخلافات بينهم وهو من أكثرها التي اججت النزاعات والتشاجرات فسالت الدماء حوله غزيرة.

والسؤال : هل الإسلام دين أم دولة؟

لم يزل الأعدا والمرجفون يطرحون هذا السؤال حتى يومنا هذا جيلا بعد جيل فأعاده الكثيرون من الكتاب المغرضين ، بهذه الصيغة او تلك، بهذا المعنى أو ذاك، لانه مازال حياً تجري في عروقه الدماء،

فسنعرض لك عزيزي القارئ أراء من لوثوا التاريخ بأفكارهم الفاسدة ولا أدرى هل قالوا ذلك وهم " يحسبون أنهم يحسنون صنعا " أم أنهم كانوا حقا يريدون إحراج الإسلام وليرفعوا مكانتهم أمام محبيهم من الأمم الأخرى ؟  وأيا كان الأمر فنعرض ما قالوه ثم نعلق عليه وندع الحكم عليهم لله جل وعلا الذى لا تخفى عليه خافية .

فينقل زكريا بطرس وأعوانه عن هؤلاء الكتاب المغرضين ظنا منه أنه بهذا قد يضعنا فى حرج فلا نرد أو نجيب عليهم بحجة أنهم مسلمون ؛ ولكن نسى هذا وأمثاله أننا لسنا أمثالهم فكل علمائنا من الممكن الأخذ منهم والرد عليهم ؛ فإذا وافقت أقوالهم ما قال الله سبحانه وتعالى وبين رسوله الكريم فبها ونعم ؛ وعلى العين والرأس ؛  وإن خالفت أرأهم ما جاء فى الكتب والسنة فلا طاعة لهم علينا ؛ ولذا رأيت أن أذكر ما قاله هؤلاء الكتاب الذين حاول بطرس وأمثاله الإستشهاد بهم ثم نرد عليهم بإذن الله تعالى من الكتاب والسنة والله يحكم بيننا وإليه المصير .

 فيقول : كان من رجال الدين الشجعان الذين طرحوا هذا السؤال وأجابوا عنه بجسارة فريدة الشيخ الأزهري علي عبد الرازق في كتابه المثير:"الإسلام وأصول الحكم" الصادر في العام 1925 حيث حاول فيه الشيخ أن يثبت أن الخلافة (أو الحكم) ليست أصلاً من أصول الإسلام .

وأن هذه المسألة دنيوية سياسية أكثر من كونها مسألة دينية وأنها مع مصلحة الأمة نفسها مباشرة، ولم يرد بيان في القرآن ولا في الأحاديث النبوية في كيفية تنصيب الخليفة أو تعيينه، وذهب في كتابه إلى القول بأن :" التاريخ يبين أن الخلافة كانت نكبة على الإسلام وعلى المسلمين وينبوع شر وفساد".

 لأن دعوة الدين دعوة إلى الله تعالى، قوام تلك الدعوة لا يكون إلا البيان، وتحريك القلوب بوسائل التاثير والإقناع. ولأول مرة في الثقافة الإسلامية يقترب الشيخ علي عبد الرازق من خط الإلتباس الحاصل بين الدين والدولة فيضع اصبعه على ذلك الخط ويؤكد: " ان الرسالة غير الملك، وانه ليس بينهما شئ من التلازم بوجه من الوجوه، وان الرسالة مقام والملّك مقام آخر".

جاء بعد الشيخ علي عبد الرازق المتنور طه حسين ليمسك بتلابيب هذا السؤال المقلق في بداية الجزء الأول من كتابه : "الفتنة الكبرى" الصادر في العام1964 عن دار المعارف بمصر، وبَينَ ان القرآن لم ينظم أمور السياسة تنظيماً مجملاً ومفصلاً، وإنما امرَّ بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي،ورسم للناس حدودأً عامة، ثم ترك لهم تدبير امورهم كما يحبون الا يتعدوا هذه الحدود،

وان النبي نفسه لم يرسم بسنته نظاماً معيناً للحكم ولا للسياسة ولم يستخلف على المسلمين احداً من اصحابه بعهد مكتوب أو غير مكتوب حين ثقل عليه المرض، ويستخلص طه حسين هذه النتيجة: "لو قد كان للمسلمين نظام سياسي مُنزل من السماء لرسمه القرآن أو لبين النبي حدوده وأصوله، ولفُرض على المسلمين الإيمان به والإذعان له في غير مجادلة ولا مناضلة ولامماراة"

فقد كان الاسلام ومازال ديناً قبل كل شئ وبعد كل شئ، وجه الناس الى مصالحهم في الدنيا وفي الآخرة بما بين لهم من الحدود والاحكام التي تتصل بالتوحيد اولاً، وبتصديق النبي ثانياً، وبتوخي الخير في السيرة بعد ذلك

ثم يتطرق الحاقد زكريا بطرس وأعوانه إلي إستشهاد أخر محاولا ربط قصيدة شعرية لأحمد شوقى بالقرآن الكريم ؛ ومع جدير احترامنا لأمير الشعراء أحمد شوقى فإنه لم يكن مفسر للقرآن الكريم ومن ثم فإذا كتب أبيات شعرية لانعتبرها حجة على آيات القرآن الكريم لأنهم أرادوا أن يستشهدوا بقصيدة " سلوا قلبي " فقالوا :

--في قصيدة "سلو قلبي" مَدَحَ أحمد شوقي النبي محمد و دولته العربية التي أقامها تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حتي إمتلكت إمرة الأرض فقال فيها هذه الأبيات الخالدة:

وكان بيانه للهدي سبلا *** و كانت خيله للحق غابا
وعلمنا بناء المجد حتى *** أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
ومانيل المطالب بالتمني *** و لكن تؤخذ الدنيا غلابا
و كأني بالشاعر العظيم قد إستوحي أبياته هذه من آيات القرآن التي تحض علي الحرب و القتال و الجهاد و التي أشهرها ما جاء في سورة الأنفال (60 و 61) وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم

و أيضا ما جاء قي سورة التوبة (5 و 29) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
ويضيف الحاقد وأعوانه قائلين :

و اليوم تتردد علي أفواه مشايخ الإسلام عبارة كثيرا ما يراد بها تثبيت مركزهم في الدولة العربية أو تعزيز مكانتهم لدي الحاكم الذين يأتمرون بأمره فيصرخون في وجه كل من ينادي بالعلمانية و فصل الدين عن الدولة رافعين شعار "الإسلام دين و دولة" فيغلقون بهذه العبارة كل باب للإصلاح في وجه كل مفكر يسعي لرقي بلده و رفاهيتها فيجد فيها سيف التكفير جاهزا مسلطا علي رقبة من يجرؤ علي نقد الشريعة أو الحكم المتأسلم الذي فرضه النبي محمد علي بدو الجزيرة العربية منذ 1400 سنة مضت و الذي يفرضه الآن الحاكم الدكتاتوري و هو يصنع من الإسلام حبلا يشنق به كل معارضيه.

ويضيف :

و قد يظن القارئ إنني أدّعي أن مشايخ الإسلام يكذبون بعبارتهم المطاطة هذه إلا إنني ما قصدت من هذه المقال إلا أن أبين للقارئ العزيز إن مقولة "الإسلام دين و دولة" إنما هي عبارة مبهمة يصعب علي الإنسان أن يتصور من وجهة نظر دينية كيف يمكن أن تكون صحيحة ؟ فمن يوم خرج النبي محمد بدعوته في الجزيرة العربية إلي أن ورثها عنه خلفاؤه الأربعة فقد كشرت الدولة العربية عن نياتها الحقيقية و إنكشفت أهدافها في قيام المملكة العربية معلنة بذلك سيادة الدولة التي أسموها الإسلامية و ظهرت أطماعها في التوسع الإمبراطوري الذي بلغ حدود الصين شرقا و الأندلس غربا. فالعبارة المبهمة تنجلي في الإجابة علي التساؤل البسيط مَن يخدم مَن؟ هل يخدم الدين الدولة بمعني إن الدين أداة و وسيلة لإقامة الدولة أم أن الدولة هدفها هو نشر الدين و تثبيته؟

ويستكمل حديثه فيقول :

و من تتبع التاريخ الشخصي للنبي محمد نستطيع أن نري أن الإسلام الذي أسسه لم يكن هو الغاية و لا معرفة الله كانت هدفا بل كان هو الوسيلة التي بها أمكنه السيطرة علي قريش و بقية القبائل العربية ثم كل الجزيرة العربية شاهرا السيف الذي أسماه الإسلام الذي لم يكن للدين فيه أي نصيب بل إن الغزو و القتل و السلب و النهب و الإحتلال كان هو الهدف و الغاية أما الدين و الله و الرسالة و ما إليه فكان الوسيلة التي إستخدمها النبي محمد في إرساء ملكه .
و الذي يقرأ التاريخ العربي لشبه الجزيرة في زمان ظهور النبي محمد يجد إن العرب و قريش علي وجه التحديد كان لهم باع كبير في معرفة الله و التوحيد و خاصة بالنصرانية أو التحنف أو التحنث, فلماذا رفضت قريش دعوة النبي محمد حين بدأها في مكة ؟ هل كان هذا الرفض دينيا أم سياسيا؟

و بعبارة أخري هل رفضت قريش الله أم رفضت محمدا أن يترأس عليها؟ فإن الذي يراجع التاريخ ليدرس أديان العرب قبل الإسلام سيجد إسم الله منتشر في عباداتهم و أدعياتهم و أشعارهم و أسمائهم , فالكثير منهم إسمه عبد الله (فإسم النبي نفسه محمد إبن عبد الله) و كان من بين أسماءهم أيضا عبد الرحمن. و لم تكن الوثنية العربية وثنية إلحادية خالصة (كالفرعونية أو اليونانية أو الرومانية القديمة) بل كانت في غالبيتها وثنية وساطة المعبودات بين العابدين و بين الله .

فداخل الكعبة ذاتها لم يكن بها سوي صور أنبياء اليهودية إلي جانب صور المسيح و العذراء مريم من دون أوثان العرب, أما تماثيل الآلهة الوثنية فكانت خارج الكعبة. و نحن نقرأ عن الآيات التي ألقيت إلي النبي محمد ثم رفعت بعد أن تلاها علي مسامع قريش "...تلك الغرانيق العلي و إن شفاعتهن لترتجي" أي أن الأوثان كانت للشفاعة و ليست للعبادة الخالصة و قد سجد العرب حين سمعوا هذه الآيات التي الغيت فيما بعد بدعوي إن الشيطان هو الذي أوحي بها.

و المعروف في التاريخ إن القس ورقة إبن نوفل و محمد إبن عبد الله و خديجة بنت خويلد هم أبناء عمومة , و حين سمعت السيدة خديجة عن إهتمام الراهب بحيرا بمحمد و إعداده للنبوة فأسرعت و تزوجته بمباركة القس ورقة فقد كان الجميع أبيونيي المذهب و هو أحد شيع النصرانية المنتشرة في الجزيرة العربية. و كان النبي محمد يتعبد في غار حراء و يتتلمذ علي يد القس ورقة و ينهل من تعاليمه التي كان يستقيها من إنجيل العبرانيين و باقي الأناجيل المنحولة التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية, و كان تأثير القس ورقة ظاهرا في تعاليم النبي محمد حتي أنه قيل "ما لبث ورقة أن مات و فتر الوحي" و السؤآل هنا هو لماذا رفضت قريش محمد إبن عبد الله و لم ترفض ورقة إبن نوفل؟ و السبب البسيط هو إن قريش لم ترفض دينا كانت أغلبيتها تعتنقه بل رفضت نظاما كان فيه محمد ملكا و رئيسا.

فحين أسس النبي محمد مملكة العرب التي جعل عاصمتها يثرب فقد أقامها مؤسسا إياها علي ثلاثة ركائز و هي:

1 – أنه هو محمد ابن عبد الله القرشي نبي مرسل من عند الله إلي قومه العرب فله عليهم حق الطاعة و الخضوع في كل ما يسنه و يشرعه لهم و أن يصدقوه في كل ما يقول لهم أنه كلام من عند الله (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول), و الخضوع له سيكافأ بغنائم من كنوز الروم و الفرس و سبي قبائل اليهود و النصاري و كل من لا يخضع من بقية القبائل العربية لسلطة النبي محمد فهو كافر حتي لو آمن بتوحيد الله من دون أن يقبل رئاسة النبي محمد و سلطانه , أما من قُتِل أو أُستشهد في جهاد الكفار فإلي الجنة و حور العين و الولدان المخلدون. و كان شعار دعوة النبي محمد للعرب هي "لا إله إلا الله محمد رسول الله" , مشركا إسمه "محمد" مع إسم الله بينما هو يدعوهم إلي التوحيد لله و أن لا شريك له. فكان هذا أحد أسباب رفض قريش لهذه الدعوة التي رأوا فيها خضوعا لشخص محمد إبن عبد الله أكثر منها خضوعا لذات لله.

2 – إن كتابا من عند الله قد أنزل عليه – أي علي النبي محمد - بواسطة من كان يعتقد أنه ملاك – كما علمته ذلك زوجته السيدة خديجة بنت خويلد - و هو قد أسماه جبريل , و قد دُعي هذا الوحي قرآن منزّل فيه الشرائع المُنَظِّمة لهذه المملكة و الشروط التي ينبغي أن تتوفر في من ينضم أو يُضم تحت لواءها (و أساسها الخضوع للنبي محمد) و كذلك قواعد السلوك الأخلاقي و الديني و السياسي لأفراد المملكة , و جاءت تشريعات القرآن مطابقة لنهج البيئة البدوية و خاصة في التصريح للبدوي بالإستمتاع بما ملكت أيمانه من النساء السبايا و الجواري و العبيد المشترين من أسواق النخاسة, و الحث علي الغزو و القتال تحت تشريع الجهاد في سبيل الله.

 كما علمهم ذلك الكتاب إسلوب المراوغة الكلامية بما فيه من الناسخ و المنسوخ أي تبديل الكلام و الرجوع عنه و أيضا إسلوب التقية أي الكذب و الخدعة ليس في الحرب فقط بل أيضا في العلاقات العائلية و الإجتماعية. و قد رفضت قريش هذا القرآن الذي سيحول علاقاتها التجارية السلمية مع جيرانها من العرب و الفرس و الروم من علاقات سلمية و إنتفاع و مصالح مشتركة و تجارة إلي علاقة حرب و غزو و سلب و نهب.

3 – إن عقيدة هذه المملكة أو دينها أسماها النبي محمد "الإسلام" الذي إدّعي القرآن أنه كان دين جميع الأنبياء من قبل و إن جميع الرسالات التي أتي بها هؤلاء الأنبياء – من آدم إلي يسوع المسيح مرورا بنوح و إبراهيم و موسي و داود - قد حرّفها البشر و زوروها و ليس فقط تجاهلوها و لم يتبعوها , فجاء النبي محمد بالإسلام مصححا لها , فاتهم الإسلام النصاري بأنهم الضالين و اليهود بأنهم المغضوب عليهم و وصفهم جميعا بالمشركين بالله غير الموحدين , و عليه وجبت معاداتهم و إذلالهم في بلاد الإسلام أو إجلائهم عنها.

و جعل النبي محمد الدخول في هذا الدين أمرا لا خيار فيه سوي الإذلال أو السيف أما الخروج منه أو العدول عنه فالقتل باستباحة الدم و العرض و المال. و قد رفضت قريش هذا الدين الذي يفرض عليها أن تتخلي عن حرية تفكيرها و إرادتها و دراسات أدباءها و شعراءها و مدارسهم الفلسفية و الفكرية التوحيدية منهم و غير التوحيدية , و عن المذاهب التي كانوا يتحاججون فيما بينهم عنها بأشعارهم و مقولاتهم و منطقهم الحر.

و قد أخضع النبي محمد جميع القبائل في شبه الجزيرة العربية تحت سلطانه و قيادته مؤسسا بذلك دولة العرب مارا بعدة مراحل قبل أن تكتمل له المملكة قبل وفاته. فحين أقنعته زوجته خديجة بنت خويلد أنه نبي هذه الأمة لم يلبث أن بدأ الدعوة إلي التوحيد و رفض الأصنام بين أهل مكة الذين لما تبينوا رغبته في الرئاسة عليهم رفضوا دعوته فحاول أن ينشر دعوته في الطائف فرفضوه أيضا و لما ماتت زوجته خديجة قرر الهجرة من مكة حيث كان يعيش إلي يثرب التي كانت تضمر المنافسة التجارية الشديدة لمكة فقبلوه و رحبوا به و هناك .

و ضع أسس العمل العسكري الذي إبتدأه بسرايا التحرش بقوافل تجارة قريش ثم السطو عليها و نهبها – حتي يكسب عيشه هو و أتباعه – (كما جاء في الحديث الصحيح "جُعِلَ رزقي تحت سيفي – أو رمحي") فجرذلك إلي معارك و غزوات هُزِم في بعضها و نجح في البعض الآخر حتي تم له فتح مكة ذاتها فدانت له الجزيرة العربية عدا الجيوب التي كان يسيطر عليها النبي مسيلمة الذي دعاه النبي محمد بالكذاب و التي سيطر عليها في ما بعد أبو بكر الخليفة الأول للنبي محمد بغزو تلك القبائل و إخضاعها بعد أن قتل النبي مسيلمة.

و في سبيل توطيد مملكته طارد النبي محمد قبائل اليهود و قضي عليهم و كذلك قبائل النصاري أصحاب دين النصرانية (و هي هرطقة خارجة عن المسيحية تدعو إلي عبادة المسيح من دون الله و إلي إتخاذ أحبارهم و رهبانهم أربابا) الذي كان منتشرا في الجزيرة العربية و قتل و شرد كل من رفض أن ينطوي تحت لواء دولة دين الإسلام .

ثم مهد لإنتشار الدولة و إقامة الإمبراطورية العربية فبعث برسائل إلي أباطرة الممالك و حكام و ملوك الدول المحيطة بالجزيرة العربية التي أهمها بيزنطة و فارس و اليمن و الحبشة و مصر و الشام يدعو الجميع إلي الخضوع للإسلام و له شخصيا و قبوله نبيا مفوضا من عند الله فكانت الردود التي تلقاها بالرفض هي أساس التوسع العربي و خروج جيوش المسلمين من الجزيرة العربية طالبين للغنائم و السبايا و الجزية و العبيد و خيرات الأمم المحيطة بالجزيرة العربية.

و السؤال هنا هو لماذا بعث النبي محمد برسائله إلي الملوك و الأباطرة – إلا أذا كان يعتبر نفسه ملكا مثلهم و يطالبهم بخضوعهم السياسي و العسكري إليه – لأنه إذا كانت دعوة النبي محمد دعوة نبوية لاهوتية عن مذهب جديد في عبادة الله الواحد لكان النبي قد وجّه رسائله إلي الأساقفة و البطاركة و الكنائس و الرؤساء الدينيين داعيا إياهم إلي مذهبه الجديد و ربما أيضا إلي مناظرته فيما أتي به من تعاليم لاهوتية. و قد إحتوت رسائله علي عبارات سياسية مثل "إسلم تسلم" و أيضا "تصيروا منا لكم ما لنا و عليكم ما علينا" .

 أما العبارات الدينية مثل "ولا نشرك به أحدا" فكانت هذه مبدأ و مذهب معظم بلاد الإمبراطورية الرومانية (المتعددة المذاهب), فلم يكن فيها جديد. و لم يكن موقف الفرس الخشن من رسل النبي محمد إلا لأنهم رأوا فيه ملكا مناوئا لإمبراطوريتهم و ليس داعية فكريا أو دينيا لأن مملكة الفرس إنتشرت فيها الأديان المختلفة بدون أو بقليل من القلاقل.

و الواقع إن هذا التحول في علاقة القبائل العربية تحت لواء دولة الإسلام مع جيرانها الفرس و الروم كان غير مألوف, فالقبائل العربية كانت تمتهن التجارة و لها معاهدات و إرتباطات قوية مع كلا الإمبراطوريتين فكانت القوافل العربية تحمل التجارة بين جنوب الجزيرة و شمالها و بين شرقها و غربها و لا تتدخل في خلافات و معارك الطرفين , كما أنه لم يكن في الجزيرة العربية أي شئ يدعو إلي مهاجمتها و إحتلالها من قبل أي قوات أجنبية فلم يكن علي أرضها ما يثير طمع أيا من جيرانها فلم يحدث أن تعرضت لأي هجوم أجنبي, و كانت معاركها الداخلية عربية – عربية لا تعني شيئا لأي من الإمبراطوريتين.

 لذلك كان خروج القوات العربية لغزو جيرانها شيئا غير متوقع و غير مبال به من قِبَل القوتين المتناحرتين لإنشغالهما بعضهما ببعض و لسؤ تقديرهما للقوة القتالية للعرب و الخطأ في تقييم أسباب الغزو و خاصة في جو تسوده المنافع التجارية بينهم و بين العرب , أما نظرتهم الحربية للقبائل العربية فلم تعدو كونهم جماعات بدائية ليس لها أي تكتيك أو خبرة عسكرية و كل ما يملكونه هو الخيل و السيف و الرمح و القسي.

 و قد بدأ هجوم العرب علي جيرانهم حين أنهك الفرس و الروم بعضهم بعضا و تدهورت حالة الإمبراطوريتين جدا فتمكن العرب من كليهما وغنموا إيوان كسري و كنوز الروم و كفوا أنفسهم مشقة حمل التجارة بينهما.

فالتاريخ الإسلامي العربي قائم علي المعارك و الغزوات التي قادها النبي محمد أو من بعث بهم في حياته , ثم قام أبوبكر من بعده بسفك دماء عشرات الألوف من القبائل العربية التي إرتدت عن الخضوع للدولة الإسلامية عقب موت النبي محمد ثم قاد عمر ابن الخطاب فتوحات فارس و الشام و مصر و شمال أفريقيا ثم إقتتل المسلمون – بعضهم بعضا - فصارت الحرب بين معاوية ابن ابي سفيان و علي ابن ابي طالب .

و انقسم المسلمون إلي شيعة أهل البيت و سنة النبي محمد. و قد قامت الدولة العربية الإسلامية الأولي علي قتل و سفك دم قادتها أنفسهم , فإن النبي محمد نفسه مات مسموما بعد بضعة سنين من جراء السم الذي دسته له في طعامه إمرأة يهودية و يشاع إن خليفته أبو بكر مات مسموما أيضا (و إن كان لا يوجد تأكيد قاطع علي هذا القول) أما بقية الخلفاء : عمر ابن الخطاب , عثمان ابن عفان و علي ابن أبي طالب فقد قتلهم المسلمون –عدا عمر فقد قتله مشرك - بالسيف

بعد ذلك يطالعنا التاريخ بمهازل ووحشية إنتقال السلطة في الدولة الأموية و العباسية و الفاطمية و حتي الدولة الأخيرة أي العثمانية التركية. ورغم إتساع الإمبراطورية العربية فلم تقم للجزيرة العربية قائمة و لم تُعرف لها أي حضارة لا في عهد النبي محمد و لا بعده سوي الشعر و اللغة و لم يعرف سكانها سوي الرعي و التجارة , و يحاول العرب أن ينسبوا لأنفسهم حضارة جنوب اليمن و شمال الجزيرة – قبل الإسلام – و هي الحضارات التي قضت عليها جيوش المسلمين  و إتخذت الإميراطورية الإسلامية لها عواصم غير مكة و غير يثرب فكانت دمشق للأمويين و بغداد للعباسيين و القاهرة للفاطميين و القسطنطينية للعثمانيين .

و لم تكن للجزيرة العربية أي نتاج حضاري إلا ما إغتصبته الإمبراطورية الأموية من حضارة الشام و الفينيقيين ,والعباسية من حضارة ما بين النهرين ,والفاطمية من ما تبقي من الحضارة المصرية المنهارة. و مهما كان شكل الدولة العربية فقد كان الدين هو الوسيلة التي سيطر بها العرب علي البلاد التي غزوها.

و اليوم يا قارئي العزيز قد يتساءل البعض هل الإسلام دين و دولة ؟ لكن السؤآل الذي يدوي اليوم أكثر من أي يوم مضي ما هو هذا الدين الذي أشرك محمدا مع الله في العبادة و الخضوع له مع الله و كسّرت شرائعه جميع الشرائع التي أعطاها الله لموسي و ناقضت تعاليمه جميع تعاليم محبة المسيح .

التعليق:-

وبعد الإطلالة السريعة على ما كتبه هؤلاء المغرضون عن الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان ؛ وبعدما ذكر أمورا لا تنم إلا عن غباء وحقد دفين بل وجهل وعدم إطلاع على الحقائق التي أذهلت الدنيا فلقد شهد للمعصوم محمد صلى الله عليه وسلم العدو قبل الصديق  ؛ كما شهد العالم ببراعة وصدق وإخلاص المسلمين  وحسن تعاملهم مع البلاد التى فتحوها .

نقول حقا صدق ربنا جل وعلا حين قال " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر " فلقد أرادوا أن ينفثوا سمومهم وأحقادهم فيتهمون رسول الله محمد والذين معه بصفات ما سمعناها إلا من أشباههم والعجيب أن عاونهم بعض بني جلدتنا على هذا ونحن لا نقول لهم إلا ماقاله القرآن الكريم " موتوا بغيظكم "  فما ذنبنا إن كنتم لا تعقلون أو لا تسمعون  وما ذنبنا إن كنتم من جاهلون .

فما أنتم إلا كالأنعام بل أضل  لأنكم تتحدثون عن أمور قتلت بحثا وحاول فيها الألاف من فبلكم أن ينالوا فرجع اليهم فكرهم خاسئا وهو حسير .فسيرة نبينا وأصحابه الكرام لا تخفى على أحد وتاريخهم ملئ السمع البصر أما إن كنتم لا تبصرون فهذا شئ أخر .

ومع هذا فإن ما جئتم به في هذا المقال قد أجبنا عن بعضه ووضحناه فى بداية الكتاب مثل موضوع ورقة بن نوفل . أما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أجل وأعظم من أن أذكر تاريخه فى صفحات قليلة  ؛ ولكن رأيت أن أجيب عن السؤال الذي يقتلهم : ألا وهو هل الإسلام دين ودولة ؟ وسأجيب عليه من خلال تاريخ الصحابة ومن جاء بعدهم ليرى هذا الحاقد واعوانه كيف ربى رسول الله صحابته .

وليقارن بينهم وبين أجداده الذين أضلهم بولس وأعوانه وأذلهم الرومان وغيروا تعاليم دينهم حتى أعادوهم إلى القرون الغابرة الوثنية فهل هناك عاقل يقول أن :1+1+1=1 فهذا هو منتهى إيمان النصارى فيصرون على أن الله جل وعلا والمسيح والروح القدس إله واحد  فكيف ذلك ؟

وإن كان الأمر كذلك فلا نعاقب التلاميذ إذن ومن ثم ينبغى أن نضع قوانين جديدة للعلم الرياضيات .

ولأنه مشرك كما ترون فأراد أن يسوى ما يفعلونه ويقولونه بشهادتنا بأنه " لا اله الا الله وأن محمد رسول الله " فأين هذه من تلك ؟ فنحن نؤمن بأن الله جل وعلا هو الخالق الرازق البارئ لا شريك له ؛ وأن الذي بلغنا بهذا هو محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسله الله سبحانه وتعالى  إلينا والى العالمين رسولا ونبيا فأين الشرك إذن ؟ وهو صلى الله عليه وسلم القائل لأصحابه الذين أردوا أن يقفوا له تعظيما وتبجيلا حين دخل عليهم ذات يوم فقال صلى الله عليه وسلم لهم : لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم .

ومن ثم فرأيت أن أحيلهم الى كتب السيرة والى التاريخ الصحيح ليقرأوه واتفرغ الأن إلى الإجابة على السوال السابق" ألا وهو هل الإسلام دين ودولة ؟

فنعرض ما قاله  د – علي الصلابي بتصريف يسير 

وبداية لابد أن نستعرض أول هذه الأمة بعد انتقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلي جوار ربه جل وعلا فقد كان المعصوم صلى الله عليه وسلم هو النبي والقائد ونجح فى إدارة الأمة وفي تبليغ الرسالة بشكل منقطع النظير بهر العالم ولا زال فما إن انتقل إلى جوار ربه حتى شرع الصحابة فى وضع أسس يسيرون عليها لأنهم يعلمون أن النبي كان يسير تبعا لأوامر ربه جل وعلا أما بعده صلى الله عليه وسلم وقد انفطع الوحي  فقاموا بناء على ما لديهم من كتاب وسنة يفكرون في كيفية إدارة الأمة في عهودها التالية فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ليختاروا خليفة لرسول الله يقودهم إلى الصواب على المنهج الذي وضعه لهم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  

سقيفة بني ساعدة:

ما إن علم الصحابة رضي الله عنهم بوفاة رسول صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة في اليوم نفسه وهو يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة، وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده والتف الأنصار حول زعيم الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه ولما بلغ خبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة أبي بكر الصديق رضي الله ومن معه من المهاجرين وهم يجهزون رسول الله صلى الله عليه وسلم للغسل والدفن .

قال عمر رضي الله عنه :  

فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمِّلُ بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ماله؟ قالوا: يُوعَك. فلما جلسنا قليلاً تشهَّد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله .

 ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم -معشر المهاجرين- رهط، وقد دفت دافة من قومكم .

فلما سكت أردت أن أتكلم- وكنت قد زوَّرتُ (أعددت) مقالة أعجبتني أريد أن أقدّمها بين يدي أبي بكر- وكنت أداري منه بعض الحدِّ، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك. فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت.

 فقال: ماذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحيِّ من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً. وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم -فأخذ بيدي ويد أبي عُبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا .

فقال قائل من الأنصار: أنا جُذيلها المحكَّك، وعُذيقُها المرجَّب منا أمير ومنكم أمير يامعشر قريش، فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار

 

رابعاً: أهم الدروس والعبر والفوائد في هذه الحادثة:

1- الصديق وتعامله مع النفوس وقدرته على الإقناع:

 أن أبا بكر استدل على أن أمر الخلافة في قريش بوصية رسول الله بالأنصار خيراً، وأن يقبلوا من محسنهم ويتجاوزا عن مسيئهم، احتج به أبو بكر على الأنصار قوله: إن الله سمانا (الصادقين) وسمّاكم (المفلحين) إشارة إلى قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (سورة الحشر، آية:8-9).

وقد أمركم أن تكونوامعنا حيثما كنا فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (سورة التوبة، آية:119). إلى غير ذلك من الأقوال المصيبة والأدلة القوية. فتذكرت الأنصار ذلك وانقادت إليه .

وبين الصديق في خطابه أن من مؤهلات القوم الذين يرشحون للخلافة أن يكونوا ممن يدين لهم العرب بالسيادة وتستقر بهم الأمور، حتى لاتحدث الفتن فيما إذا تولى غيرهم، وأبان أن العرب لايعترفون  بالسيادة إلا للمسلمين من قريش لكون النبي منهم ولما استقر في اذهان العرب من  تعظيمهم واحترامهم.

وبهذه الكلمات النيرة التي قالها الصديق اقتنع الأنصار بأن  يكونوا وزراء مُعينين وجنوداً مخلصين كما كانوا في عهد النبي وبذلك توحد صف المسلمين .

  -2زهد عمر وأبي بكر رضي الله عنهما في الخلافة وحرص الجميع على وحدة الأمة: بعد أن تمّ أبو بكر حديثه في السقيفة قدّم عمر وأبا عبيدة للخلافة، ولكن عمر كره ذلك وقال فيما بعد: فلم أكره مما قال غيرها. كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لايقرِّبني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمَّر على قوم فيهم أبو بكر.

وبهذه القناعة من عمر بأحقية أبي بكر بالخلافة قال له: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، قال: فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار وجاء في رواية قال عمر: يامعشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤمَّ الناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر  فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

وقد اهتم بذلك النبي في مرض موته فأصرّ على إمامة أبي بكر  ، ولقد ظهر زهد أبي بكر في الإمارة في خطبته التي اعتذر فيها من قبول الخلافة حيث قال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوما ولاليلة قط ولاكنت فيها راغباً ولاسألتها الله عزوجل في سرّ وعلانية، ولكني أشفقت من الفتنة، ومالي في الإمارة من راحة ولكن قلدت أمراً عظيماً مالي به من طاقة ولايد إلا بتقوية الله عزوجل، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني .

وقد ثبت أنه قال: وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين، أبي عبيدة أو عمر فكان أمير المؤمنين وكنت وزيراً

وقد تكررت خطب أبي بكر في الاعتذار عن تولي الخلافة وطلبه بالتنحي عنها. فقد قال: ... أيها الناس هذا أمركم إليكم تولوا من أحببتم على ذلك وأكون كأحدكم فأجابه الناس رضينا بك قسماً وحظاً وأنت ثاني اثنين مع رسول الله  .

وقد قام باستبراء نفوس المسلمين من أي معارضة لخلافته واستحلفهم على ذلك فقال: أيها الناس أذكر الله أيما رجل ندم على بيعتي لما قام على رجليه، فقال علي بن أبي طالب، ومعه السيف، فدنا منه حتى وضع رِجلاً على عتبة المنبر والأخرى على الحصى وقال: والله لانقيلك ولانستقيلك قدّمك رسول الله فمن ذا يؤخرك .

ولم يكن أبو بكر وحده الزاهد في أمر الخلافة والمسؤولية بل إنها روح العصر. ومن هذه النصوص التي تمّ ذكرها يمكن القول: إن الحوار الذي دار في سقيفة بني ساعدة لايخرج عن هذا الاتجاه، بل يؤكد حرص الأنصار على مستقبل الدعوة الإسلامية واستعدادهم المستمر للتضحية في سبيلها، فما اطمأنوا على ذلك حتى استجابوا سراعاً لبيعة أبي بكر الذي قبل البيعة لهذه الأسباب.

 وإلا فكيف قبل الأنصار بتلك النتيجة وهم أهل الديار وأهل العدد والعدة ؟ وكيف انقادوا لخلافة أبي بكر ونفروا في جيوش الخلافة شرقاً وغرباً مجاهدين لتثبيت أركانها؟ لو لم يكونوا متحمسين لنصرتها .

 -3سعد بن عبادة  وموقفه من خلافة الصديق:

فالصواب اتضح من حرص الأنصار على تنفيذ سياسة الخلافة والاندفاع لمواجهة المرتدين، وأنه لم يتخلف أحد من الأنصار عن بيعة أبي بكر فضلاً عن غيرهم من المسلمين وأن أخوة المهاجرين والأنصار أكبر من تخيلات الذين سطروا الخلاف بينهم في رواياتهم المغرضة عن -سعد بن عبادة  وموقفه من خلافة الصديق:

إن سعد بن عبادة  أعقاب النقاش الذي دار في سقيفة بني ساعدة قد بايع أبا بكر بالخلافة إذ أنه نزل عن مقامه الأول في دعوى الإمارة وأذعن للصديق بالخلافة، وكان ابن عمه بشير بن سعد الأنصاري أول من بايع الصديق رضي الله عنهم في اجتماع السقيفة ولم يثبت النقل الصحيح أية أزمات، لابسيطة ولاخطيرة ولم يثبت أي انقسام أو فرق لكل منها مرشح يطمع في الخلافة كما زعم بعض كتاب التاريخ.

 ولكن الأخوة الإسلامية ظلت كما هي، بل ازدادت توثقاً كما يثبت ذلك النقل الصحيح، ولم يثبت النقل الصحيح تآمراً حدث بين أبي بكر وعمر وأبي عبيدة .

فهم كانوا أخشى لله وأتقى من أن يفكروا في إحتكار الحكم بعد وفاة رسول الله  ذلك.  وقد حاول بعض الكتّاب من المؤرخين أصحاب الأهواء أن يجعلوا من سعد بن عبادة  منافساً للمهاجرين يسعى للخلافة بشره، ويدبر لها المؤامرات، ويستعمل في الوصول إليها كل أساليب التفرقة بين المسلمين .

وكذبوا لأن  هذا الصحابي الجليل- إذا راجعنا تاريخه وتتبعنا مسلكه، وجدنا مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم  تجعله من الصفوة الأخيار، الذين لم تكن الدنيا أكبر همهم، ولامبلغ علمهم، فهو النقيب في بيعة العقبة الثانية حتى لجأت قريش إلى تعقبه قرب مكة وربطوا يديه إلى عنقه وأدخلوه مكة أسيرا حتى أنقذه منهم جبير بن مطعم بن عدي حيث كان يجيرهم في المدينة وهو من الذين شهدوا بدراً .

وحظى بمقام  أهل بدر ومنزلتهم عند الله، وكان من بيت جود وكرم وشهد له ذلك رسول الله وكان  يعتمد عليه -بعد الله- وعلى سعد بن معاذ كما في غزوة الخندق عندما استشارهم رسول الله في إعطاء ثلث ثمار المدينة لعيينة بن حصن الفزاري، فكان رد السعدين يدل على عمق الإيمان وكمال التضحية.

فمواقف سعد مشهورة ومعلومة، فهذا الصحابي الجليل صاحب الماضي المجيد في خدمة الإسلام والصحبة الصادقة لرسول الله لايعقل ولم يثبت أنه كان يريد أن يحي العصبية الجاهلية في مؤتمر السقيفة لكي يحصل في غمار هذه الفرقة على منصب الخلافة، كما أنه لم يثبت ولم يصح ماورد في بعض المراجع من أنه -بعد بيعة أبي بكر- كان لايصلي بصلاتهم ولايفيض في الحج بإفاضتهم كأنما انفصل  عن جماعة المسلمين .

فهذا باطل ومحض افتراء، فقد ثبت من خلال الروايات الصحيحة أن سعداً بايع أبا بكر، فعندما تكلم أبو بكر يوم السقيفة، فذكر فضل الأنصار وقال: ولقد علمتم أن رسول الله قال: لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار .

ثم ذكرّ سعد بن عبادة قوله لأبي بكر: بقول فصل وحجة لاترد فقال: ولقد علمت ياسعد أن رسول الله من قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم قال سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء فتتابع القوم على البيعة وبايع سعد .وبهذا تثبت بيعة سعد بن عبادة، وبها يتحقق إجماع الأنصار على بيعة الخليفة أبي بكر

4 – ما يروى من خلاف بين عمر والحباب بن المنذر:

أما مايروى عن تنازع في السقيفة بين عمر وبين الحباب بن المنذر السلمي الأنصاري، فالراجح أنه غير صحيح، وأن عمر لم يُغضب الحباب بن المنذر منذ عهد رسول الله ، فقد روى عن عمر قال: فلما كان الحباب بن المنذر هو الذي يجيبني لم يكن لي معه كلام، لأنه كان بيني وبينه منازعة في حياة رسول الله فنهاني عنه فحلفت أن لاأكلمه كلمة تسؤوه أبداً . كما أن مايروى عن الحباب في هذه المنازعة مخالف لما عُهد عنه من حكمة، ومن حسن تأتيه للأمور، إذ كان يلقب (بذي الرأي) في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لقبول مشورته في بدر وخيبر.

 وأما قول الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير، فقد سوغ ذلك وأوضح أنه لايقصد بذلك الوصول إلى الإمارة، فقال: فإنا والله ماننفس عليكم هذا الأمر ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوانهم فقبل المهاجرون قوله وأقروا عذره ولاسيما أنهم شركاء في دماء من قتل من المشركين .

5 - حديث الأئمة من قريش وموقف الأنصار منه:

ورد حديث الأئمة من قريش في الصحيحين، وكتب الحديث الأخرى، بألفاظ متعددة، ففي صحيح البخاري عن معاوية قال: قال رسول الله  : إن هذا الأمر في قريش لايعاديهم أحد إلا أكبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين .

وفي صحيح مسلم لايزال الإسلام عزيزاً بخلفاء كلهم من قريش  -- لايزال هذا الأمر في قريش مابقي منهم اثنان.وعن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله  : الناس تبع لقريش في هذا الشأن

حتى قال رسول الله مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم .

وعن بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك الأنصاري: أحدثك حديثاً ما أحدثه كل أحد، كنا في بيت من الأنصار فجاء النبي  وقف فأخذ بعضادتي الباب .

فقال: الأئمة من قريش إن لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا وإن عاهدوا أوفوا وإن حكموا عدلوا .

وفي فتح الباري أورد ابن حجر أحاديث كثيرة تحت باب الأمراء من قريش أسندها إلى كتب السنن والمسانيد والمصنفات فالأحاديث في هذا الباب كثيرة لايكاد يخلوا منها كتاب من كتب الحديث، وقد رويت بألفاظ متعددة، إلا أنها متقاربة تؤكد جميعها أن الإمرة المشروعة في قريش، ويقصد بالإمرة الخلافة فقط أما ماسوى ذلك فتساوى فيه جميع المسلمين .

وبمثل ما أوضحت الأحاديث النبوية الشريفة أن أمر الخلافة في قريش فإنها حذرت من الإنقياد الأعمى لهم، وأن هذا الأمر فيهم ما أقاموا الدين كما سلف في حديث معاوية وكما جاء في حديث أنس: إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا أوفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

وبهذا حذرت الأحاديث من اتباع قريش إن زاغوا عن الحكم بما أنزل الله فإن لم يمتثلوا ويطبقوا مثل هذه الشروط، فإنهم سيصبحون خطراً على الأمة وحذرت الأحاديث الشريفة من اتباعهم على غير ما أنزل الله ودعت إلى اجتنابهم والبعد عنهم واعتزالهم،

ومن هذه النصوص تتضح الصورة لمسألة الأئمة من قريش، وأن الأنصار انقادوا لقريش ضمن هذه الضوابط وعلى هذه الأسس، وهذا ما أكدوه في بيعاتهم لرسول الله على السمع والطاعة، والصبر على الأثرة، وأن لاينازعوا الأمر أهله، إلا أن يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان

فقد كان للأنصار تصور تام عن مسألة الخلافة، وأنها لم تكن مجهولة عندهم، وأن حديث الأئمة من قريش كان يرويه كثير منهم، وأن الذين لايعلمونه سكتوا عندما رواه لهم أبو بكر الصديق ولهذا لم يراجعه أحد من الأنصار عندما استشهد به

حكمة الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

 ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان نبيا ورسولا ويوحى إليه فلو أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالخلافة  لصارت وكأنها دينا يجب اتباعه ولا ينبغي مخالفته ؛ وماذا يفعل المسلمون بعد الخليفة الأول ؟  ستكون هناك خلافات ؛  لأنه لم يكن نبيا فيوصي بوحي ؛  ومن ثم كان الحل الأمثل هو أن يدعهم الرسول وينصحهم ويعلمهم مبدأ الشوري .

 وقد كان والحمد لله اتى بثمار لم يشهد العالم لها مثيلا تم بالتشاور والاحتكام إلى النصوص الشرعية والعقلية التي أثبتت أحقية قريش بها، ولم يسمع عن أحد من الأنصار بعد بيعة السقيفة أنه دعا نفسه بالخلافة، مما يؤكد اقتناع الأنصار وتصديقهم لما تمّ التوصل إليه من نتائج ؛

وبهذا يتهافت ويسقط قول من قال أن حديث الأئمة من قريش شعار رفعته قريش لاستلاب الخلافة من الأنصار أو أنه: رأي لأبي بكر وليس حديثاً رواه عن الرسول، وإنما كان فكراً سياسياً قرشياً، كان شائعاً في ذلك العصر يعكس ثقل قريش في المجتمع العربي في ذلك الحين، وعلى هذا فإن نسبة هذه الأحاديث إلى أبي بكر وأنها شعار لقريش، ماهي إلا صورة من صورة التشويه التي يتعرض لها تاريخ العصر الراشدي وصدر الإسلام الذي قام أساساً على جهود المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، وعلى روابط الأخوة المتينة بين المهاجرين والأنصار .

يحاول زكريا بطرس الخروج من مأزق لم نضعه فيه ؛ فيقول :

لماذا استخدم الأقباط فى القديم كلمات: نصارى/والبسملة الإسلامية/والله ؟

يزعم الحاقد زكريا بطرس أن بعض المراجع القديمة استخدمت كلمة نصارى للأشارة عن المسيحيين مثل الأنبا ساويرس بن المقفع نقلاً عن قول البطاركة وذلك لأن هذه الكلمة كانت قد أصبحت شائعة الاستخدام وكان فى هذه العصور المظلمة من يغير هذه المسميات يقتل فى الحال بدون دفاع .

 والعجيب أنه يضيف فيقول : وعندما نقتبس أى عبارة من هذه المراجع فننقلها فى هذا الموقع بدون تغيير للأمانة التاريخية وأثراءً للفكر , والأقباط يعرفون الأسباب التى دفعت الأنبا ساويرس وغيره لأستعمال هذه الكلمة وغيرها  .

 ويقول أيضا : وليس هذا فحسب فقد أضطر الأقباط كتابة البسملة الإسلامية فى التخاطب والمكاتبات الرسمية مع الحكام المسلمين وقد أستخدم الأقباط هذه الكلمات خوفاً  من الإبادة , فليتصور القارئ المسلم ماذا سيحدث للمسيحيين الأقباط إذا أرسلت الكنيسة رسالة إلى خليفة أو أميراً والياً مسلماً على مصر رسالة فى مقدمتها ( عن اليمين فى أعلى الصفحة ) البسملة المسيحية التى تقول : " باسم الاب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين !!!! " .

ويتابع فيقول : وتحوي مكتبة دير سانت كاترين وهو تابع للروم الأرثوذكس (الملكيين) مخطوطات مسيحية تم تدوينها باللغة العربية يتضح بها التأثيرات الإسلامية حيث تستهل في بدايتها بالبسملة ‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏)‏ وتختتم ‏(‏ بالحمد لله‏)‏ وتؤرخ بالتقويم الهجري وتبدأ أسفار الكتاب المقدس في كثير من المخطوطات كالآتي ‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم نبتدي بعون الله ونكتب أول سفر‏)‏

وما حدث مع كلمة نصارى والبسملة حدث أيضاً مع كلمة " الله " لتحل محل إيلوهيم الإله الحقيقى فى التوراه والإنجيل المترجم باللغة العربية ولا يوجد اسم الله فى أى ترجمة للكتاب المقدس ( التوراة والأنجيل ) بأى لغة فى العالم ، بل إنه وصل الأمر أن كتب الأقباط البسملة الإسلامية بسم الله الرحمن الرحيم فى بداية رسائلهم.

التعليق :-

--ونحن نشهد أن كاتب هذه المقالة كذاب لانه وفى عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يرغم أحدا على كتابة البسملة بل إنه صلى الله عليه وسلم وافق على أن يمسحها حين أصر سهيل بن عمرو موفود قريش فى صلح الحديبية . وإليك عزيزى القارئ ما حدث فى صلح الحديبية من أوله لتري بعينيك أن المسلمين الأوائل ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما أرغموا أحدا أن يكتب شيئا لم يؤمن به . لأن هذا الحاقد وأعوانه لم يقرأوا قول الحق سبحانه فى القرآن الكريم ( لا إكراه فى الدين ) على كل حال نذكر صلح الحديبية أولا ثم نكمل الحوار :

- صلح الحديبية الحديبية هو صلح عقد في شهر شوال من العام السادس للهجرة (مارس 628 م) بين المسلمين وبين قريش لعدم اراقة الدماء و عدم مقاتلتهم لمدة 10سنوات

== الأسباب ==  في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة، أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة، وأذّن لأصحابه بالرحيل إليها لأدائها وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف وأربع مئة من المهاجرين والأنصار، ليس معهم سلاح لأنهم يرغبون في السلام ولا يريدون قتال مع المشركين، ولبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا لقريش أنهم يريدون العمرة ولا يقصدون الحرب، وما حملوا من سيوف إنما كان للحماية مما قد يعترضهم في الطريق. وعندما وصلوا إلى (ذى الحليفة) أحرموا بالعمرة. فلما اقتربوا من مكه بلغهم أن قريشاً جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام.

فلما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديبية أرسل عثمان بن عفان إلى قريش وقال له: أخبرهم أنّا لم نأت للقتال، وإنما جئنا عماراً، وإدعهم إلى الإسلام، وأَمَرَه أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، وأن الله عز وجل مُظهر دينه بمكة. فانطلق عثمان، فأتى قريشاً، فقالوا: إلى أين ؟ فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، ويخبركم: أنه لم يأت لقتال، وإنما جئنا عماراً. قالوا: قد سمعنا ما تقول، فانفذ إلى حاجتك.

ولكن عثمان احتبسته قريش فتأخر في الرجوع إلى المسلمين، فخاف الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، وخاصة بعد أن شاع أنه قد قتل، فدعا إلى البيعه، فتبادروا إليه، وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وهذه هي بيعة الرضوان.

وفود قريش:

أرسلت قريش عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين فرجع إلى أصحابه، فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً. ، وإذا أمر أطاعوا أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، ثم قال: وقد عرض عليكم خطة رشد فوافقوا عليه.

ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم  قال: قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فتكلم سهيل طويلاً ثم    اتفقا على قواعد الصلح.

شروط الصّلح

فلما اتفقا دعى علي بن أبي طالب فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم
فقال سهيل: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب.
فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم
فقال : اكتب: باسمك اللهم
ثم قال: اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله
فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله
فقال: إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله

ثم تمت كتابة الصحيفة على الشروط التالية:

--وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه, ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه.

-- هدنة مدتها 10 سنين

-- أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل.

-- عدم الاعتداء على أي قبيلة أو على بعض مهما كانت الأسباب

-- أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه, وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين.

ودخلت قبيلة خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل بنو بكر في عهد قريش.

فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلقوا، وما قام منهم رجل، حتى قالها ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، قام ولم يكلم أحداً منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً.

أرأيت كيف تعامل الرسول الكريم مع قريش وهم أهل كفر وشرك بل وهم المحاربون له والصادون له عن المسجد الحرام ولم يكن عن ضعف فقد بايعه أصحابه على القتال وقريش ما لجأت للصلح إلا لعلمها بهذه البيعة إذن فتساهل الرسول الكريم إنما سببه سماحة الإسلام الذي جاء به المعصوم وأمر به أصحابه والتابعين ليوم الدين وليس هذا من عند الرسول فحسب بل إن الحق سبحانه وتعالى أمر الجميع بقوله تعالى "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه "

ومن ثم سار الصحابة الكرام على هذا النهج الطيب فها هو الفاروق الذي دخل بيت المقدس منتصرا فاتحا ومع هذا اعطي اهلها عهدا كان ولا يزال حجة على من يسب المسلمين ويزعم انهم وحوش ضارية فها هوا العهد كما ترويه كل كتب التاريخ الإسلامية وغيرها :

- عهد الأمان

-- عهد الامان من عمر الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد كتابا أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان وسبب هذا العهد أنه بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك سافر عمربن الخطاب إلى القدس ليتسلمها من بطريرك القدس صفرونيوس في 15 هـ

نص العهدة

نذكر نص العهدة العمرية والذي يحفظونه جيدا وبدون تعليق

" بسم الله الرحمن الرحيم"

"هذا ما أعطى عبدُ الله عمرُ أميرُ المؤمنين، أهلَ إيليا من الأمان :

أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملته ؛ أنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيِّزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيليا أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الرومَ واللصوصَ. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثلُ ما على أهل إيليا من الجزية. ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعَهم (أي كنائسهم) وصُلُبَهم(أي صلبانهم)، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعِهم وصُلُبهم حتى يبلغوا مأمنهم. ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعد وعليه مثلُ ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رحل إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.

وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله، وذمّةُ رسوله، وذمّةُ الخلفاء، وذمّةُ المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.

شهد على ذلك: خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان

وكتب وحضر سنة خمس عشرة للهجرة»

هل الأقباط هم المسيحيون الأرثوذكس ؟

وعاود زكريا بطرس وأعوانه نفث سمومهم  فيحاول أن يلوي عنق التاريخ ضاربا بعلم الأجناس  وبالتاريخ عرض الحائط ؛ وما يفعل هذا إلا ليثبت لأبناءه أن الأقباط هم المسيحيون الأرثوذكس الذين ترجع أصولهم إلى قدماء المصريين .

 ويعلل لذلك فيقول :ومن تقاليد الأقباط رسم وشم صليب على معصمهم أسفل يدهم اليمنى وإذا ذهبوا إلى أورشليم يوشمون على أيديهم رسم السيد المسيح فى قيامته وتحت صورة الوشم يوشمون سنة زيارتهم وإذا زاروا أورشليم مرة أخرى يوشمون السنة وهكذا إذا زاروها فى مرات متعددة والوشم موروث من موروثاتهم العديدة من أجدادهم قدماء المصريين حيث يذكر المؤرخون أن أقدم وشم عثر عليه كان فى ‏مومياء‏ ‏أمونيت‏ ‏كاهنة‏ ‏الإلهة‏ ‏حتحور ومرضعة‏ ‏مونحتب‏ ‏الثاني .

ويضيف فيقول : والأقباط المسيحيين فى مصر هم أمة يرجع جذورهم إلى قدماء المصريين تكلموا الهيروغليفية وهى لغة الخاصة بهم كشعب ,وهم أقرب شعب يرث آباؤهم فراعنة مصر فى صفاتهم واعمالهم وحضارتهم .

ويبدوا أنه لا يعي ما يقول فبعدما ذكر أن الأقباط هم ابناء المصرين القدماء عاد فقال : ومما يذكر أن مرقس هو رسول الرب يسوع إلى شعب مصر ومنذ دخوله إلى مصر وهم يؤمنون بالمسيحية بدون تغيير , وتعتبر مسيحيتهم من أقدم نظم المسيحيية فى العالم التى لم يطرأ عليها اى تغيير نتيجة لإنعزالهم بعيداً عن التيارات الحديثة , وقد عرفت الكنيسة المصرية المسيحية باسم الكنيسة القبطية , وعرفت اللغة الفرعونية بعد أن أعاد الأقباط كتابتها بإستخدام الحروف اليونانية باسم اللغة القبطية , فالمسيحيون الأقباط هم ورثة أجدادهم المصريين القدامى لغة وتاريخ وأسماً وإمتداداً , وما زال الأقباط يصلون باللغة الفرعونية القديمة ( القبطية الحديثة ) فى كنائسهم حتى يومنا هذا .

وويزعم أن سبب ظهور اسم الأقباط اليوم نتيجة لهجرة أبنائها إلى الغرب كما يظهر أسمهم بين الحين والآخر نتيجة للإضطهاد الإسلامى الذى حدث فى عصر الجمهوريات الإسلامية المستقلة والذى يظهر على صفحات الصحف والإعلام المسموع والمرئى فى العالم كله اليوم .

التعليق :

كما رأيت عزيزي القارئ " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر" وليس هذا فحسب بل بعدما الصق نفسه زورا وبهتانا بالفراعنة وزعم أنه  هو وحده الابن الشرعى لمصر واننا دخلاء عليه ؛  فإذا به يتهمنا بأننا نضيق عليهم  ونضطهدهم . ونحن والتاريخ نشهد أنه كذاب لأنه ومن يوم فتحت مصر والمسلمون يعاملونهم معاملة حسنة ولم يروا مثلها فى التاريخ .

 وليرجع الى كتب أجداده ليرى لماذا عاش كل كهنتهم ورهبانهم فى الصحراء ؟ أليس هروبا من إخوانهم فى الدين ألا وهم الرومان المسيحيون ؟ فالمسيحيون فى مصروالعالم العربى لم يتفسوا الصعداء إلا بعد مجئ الإسلام . ولكن المشكلة أنهم تعودوا أن لا يعترفوا بالفضل لأهله فلقد أنكروا فضل الله عليهم وخانوا الله من قبل فماذا ننتظر منهم ؟

ولذا رأيت أن أبين له

أولا : - معني كلمة أقباط ليرى أنهم ليسوا وحدهم هم الأقباط بل انها تنطبق على كل من يقطن مصر مسلما كان أم مسيحيا ولينتهى عن هذه النغمة التى يرطن بها ليل نهار ويغذى بها ابناءه بدلا من تعليمهم الحقيقة .

وكأنهم عشقوا الباطل والتحريف فبعدما تأكدوا من تحريف كتبهم وأنهم لا مقدرة لهم للعودة إلي الصواب فإذا بهم يحرفون التاريخ ليصرفوا أذهان ابناهم عن الحق ألا وهو الإسلام وإلا فماذا سيكسب الابن المسيحى حين يعلم أنه ابن الفراعنة أو ابن الرومان أو غيرهم .  لأننا لو أخذنا بهذا المنطلق لدخل العالم فى صراع مع بعضه البعض بسبب جذورهم وأجدادهم فيا هذا افق وانتبه واعرف الحقية وعلمها ابنائك ودعك من هذا الهراء ومع هذا إليك بحثا مطولا عن كلمة الاقباط ومعناها ومغزاها لكي تهدأ ويكشف ابناءك زيفك ومغالطاتك .

ما معتى كلمة الأقباط ؟

وكلمة قبط هو صورة مختصرة من لفظة إيجيبتوس Aegyptos , وهى لفظة أطلقها البيزنطيين على أهل مصر مأخوذه من العبارة الفرعونية  ( حت - كا - بتاح Het- Ke - Path )   أو ( ها - كا - بتاح أو بيت)  (كا (روح) بتاح )  وهو اسم لمعبد فرعونى فى مدينة منف (ممفيس) التى كانت عاصمة مصر القديمة .

وقد حور الإغريق ومن بعدهم البيزنطيين نطق هذه العبارة " هى جى بتو" ثم أضافوا حرف السين وهو يساوى الضمة فى لغتهم ويضاف حرف السين دائما إلى نهاية الأسماء الذى تطور بمرور الزمن , فأطلقوا أسم " هيجبتس " أو " إيجيبتوس " ويقول الدكتور زاهى حواس " واعتقد العلماء أن اليونانيين قد سموا اسم إيجوبنوس لمصر وذلك لاحتمال الاشتقاق من اسم  أجبي وهو اسم ينسب إلي الماء الأزلي أو إلي النيل والفيضان " ‏.‏

ومنها جائت كلمة EGYPT فى اللغة الإنجليزية وفى باقى اللغات الأوربية مثل اللغة الفرنسية   L, EGYPTE , وفى الإيطالية L, EGITTO , وفى الألمانية AEGYPTE , مصر بالانجليزي ايجبت وبالفرنساوي لاجيبسيان وبالأسباني هيبتو وجميعها تعني قبط

ويجمع المؤرخون أن الكلمة العربية قبط هي تعريب للكلمة القبطية گِپْتياس، من اليونانية أَيْگُپْتيوس Αιγύπτιος التي تعني مصري؛ من أَيْگُپْتوس Αίγυπτος، الاسم اليوناني لمصر، المشتق من اسم مصري قديم لمصر، ربما يكون كمت "

وهناك رأى آخر وهو أنه فيما يبدوا كان فى مصر القديمة إقليم باسم " نومى " فى مصر العليا (الصعيد) هذا الإقليم كانت عاصمته يطلق عليها أسم جيبتو Gebtu (باللغة اليونانية كوبتوس Coptos) وكان مركز التجارة فى البلاد .

وكلمة قبطى شاعت عندما كانت مصر تحت الحكم البيزنطى , وهذه الكلمة ما هى إلا ترادف لكلمة مصرى .

 ومع هذا يصر زكريا بطرس على أن يقول أنها تطلق على المصرى المسيحى الأرثوذكسى التابع لكنيسة الأسكندرية وليس عداها وكانت فى مصر كنيسة للروم وطوائف أخرى وقد اطلقت هذة الكلمة خاصة على المصريين المسيحيين الذين يقطنون منطقة الجيزة حتى جنوب مصر (أى الوجه القبلى) وهم المصريون المسيحيون . وعلى هذا فهذه الكلمة موجودة منذ العصر الأغريقى واقتصر إطلاقها فى العصور اللاحقة على المسيحيين التابعين لكنيسة الأسكندرية بالرغم من وجود طوائف مسيحية أخرى فى مصر .

هل وصل إليك عزيزي القارئ الغرض الذي يلهث وراءه بطرس وأعوانه من البداية ألا وهو : يحاول مرارا وتكرارا أن يغرس فى نفوس ابناءه أن الجنوب لهم تماما كما فعل اشياعهم بالسودان الشقيق.  ولكن هيهات لأن ما قاله عار تماما من الصواب فلقد أوضحنا أن كلمة القبط إنما تشير إلى جميع المصريين مسيحين كانوا أم مسلمين وعليه فإن دعواه باطلة .والعجيب أنه قصرها على المسيحين الأرثوذكس وحرم إخوانه من الطوائف الأخرى من الإنتماء إلى مصر فأي فكر هذا ؟

عمرو بن العاص رضي الله عنه وأراء المسيحين

كالعادة يحاول بطرس وأعوانه نفث سمومهم فأرادوا النيل من الصحابي الجليل عمرو بن العاص الذي أنقذهم من بطش الرومان الذين ساموهم سؤء العذاب فيزعمون أنه رضى الله عنه أهانهم فسنذكر ما قاله زكريا بطرس الحاقد ولن نرد عليه بل ندع المجال لبعض إخوانه المنصفين ليردوا هم عليه .

 فيقول بطرس الحاقد : سقط حصن "بابليون" على يد القائد العربي عمرو بن العاص في 641م بعد حصار دام سبعة أشهر ، وكان سقوطه إيذانا بفتح مصر ودخول الإسلام إليها، والتي تتزامن مع موجة من الجدل أثارتها تصريحات لأستاذ الفلسفة الإسلامية د. يوسف زيدان وصف بها عمرو بن العاص بأنه واحد من أهم الشخصيات فى التاريخ السياسى والعسكرى، قائلا ".. لو أنصفته الكنيسة المرقسية لصنعت له تمثالا، لأنه هو الذى أقامها وجعل لها كيانا"، وهو ما أثار عليه كثير من الأقباط المشككين في مصداقيته .

ويضيف الحاقد فيقول :ويكون التساؤل : كيف تعامل عمرو بن العاص مع أهل مصر الذين كانوا يدينون بالمسيحية ، وما حقيقة الإدعاء بالجزية الباهضة المفروضة عليهم والتي وصلت لحد بيع ممتلكاتهم ؟! كان الحصن الذي فتحه عمرو بن العاص يعرف بقصر الشمع أو قلعة بابليون ، ويقع بمدينة القاهرة وكان بداخله المتحف القبطى وست كنائس قبطية ودير ، وقد أمر ببنائه الامبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي حينما كان الرومان يحتلون مصر ، وقام الإمبراطور الروماني أركاديوس بتوسيعه وترميمه في القرن الرابع الميلادي .

وعندما تم للمسلمين فتح بلاد الشام وفلسطين اتجهت أنظارهم إلى مصر، التي كان فتحها ضرورة ملحة لاستتباب الأمن والسلام في الشام الذي لن يكون في مأمن أبدا ما دام أسطول الروم يعتمد في قواعده على مصر.

خرج عمرو بن العاص من "قيسارية" بالشام على رأس قوة صغيرة تبلغ نحو أربعة آلاف عام  639م، وحقق انتصارات في بعض مدن مصر حتى توقف عند حصن بابليون الذي كان يستغله الروم في شن غارات سريعة على المسلمين، فاضطر عمرو إلى طلب النجدة، حتى يكمل مسيرته، فبعث إليه خليفة المسلمين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - بأربعة آلاف مقاتل، وبكتاب يقول فيه: "قد أمددتك بأربعة آلاف، فيهم أربعة رجال، الواحد منهم بألف رجل"، وكان هؤلاء الأربعة هم: الزبير بن العوام، وعباد بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، والمقداد بن الأسود، وكلهم من شجعان الرجال.

وضرب المسلمون حصارًا قويًا على الحصن المنيع، مما جعل اليأس يدب في نفس "المقوقس" حاكم مصر، فأرسل في طلب المفاوضة والصلح، فما كان من هرقل إلا أن أرسل إليه وإلى قادة الروم يعنفهم على تخاذلهم وتهاونهم إزاء المسلمين، ولم يكن لهذا معنى سوى رفض شروط الصلح.

واستأنف المسلمون القتال وشددوا الحصار بعد فشل الصلح، وتطوَّع الزبير بن العوام بتسلق سور الحصن في ظلام الليل، ولم يشعر الروم إلا بتكبيرة الزبير، تهزُّ سكون الليل، وفي 16 من إبريل 641م كان قائد الحصن يعرض الصلح على عمرو ومغادرة الحصن، فكان ذلك إيذانًا بعهد جديد تسلكه مصر.

حقيقة الفتح

ويقول د. عادل بدر  رئيس قسم الفلسفة بجامعة المنصورة في حديثه  ردا على مزاعم الحاقدين :  أن عمرو بن العاص كان لا يميز في المعاملة بين مسلم ومسيحي فالجميع يعاملون دون اضطهاد، حيث تولى بن العاص ولاية مصر في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يحقق  قول الله تعالى في كتابه  "وجادلهم بالتي هي أحسن" .

ولم يكن هناك اضطهاد للمسيحيين بدليل أنه حين حدث تجاوز من ابن عمرو بن العاص بحق قبطي من أهل مصر وأرسل والده مظلمة إلى الخليفة عمر بن الخطاب استدعاه الخليفة وأمر أن يرسل عمرو بن العاص وابنه إليه على دابة عارية غير مزينة وقال لابن القبطي اضرب ابن الأكرمين، وهذا مظهر من مظاهر العدل ويعد هذا التجاوز الوحيد الذي حدث من عمرو بن العاص.

يواصل أستاذ الفلسفة الإسلامية: هناك كتب عديدة درست تاريخ الأقباط في مصر أثناء الفتح الإسلامي ولم تذكر أية تجاوزات حدثت، لأن الفتح العربي كان يهدف للمؤاخاة بين المسلمين والأقباط.

والبعض ينتقد فرض المسلمون لجزية على اهل البلاد الذميين ، وهذا الحديث لا ضرر منه لأن الجزية التي كانت تفرض على الموالي كانت في مقابل دفاع المسلمين عنهم فهم لا يشتركون في الجيش، وحين كان المسيحون يعتنقون الإسلام تسقط عنهم .

 ولكن لا صحة للروايات القائلة بأنهم كانوا يبيعون أولادهم لسداد الجزية، فإذا كان عتق الرقاب له قيمة لدى المسلمين ودينهم يأمرهم به،  فكيف لهم أن يفرضوا جزية مبالغ فيها إلى هذا الحد؟.

والتاريخ شهد كثيرا سقوط الجزية عن أهل الذمة ممن لم يستطيعوا دفعها لعوز أو فقر، والفتح الإسلامي كان يخير أهل الأمصار بين دفع الجزية والبقاء على دينهم أو الدخول في الإسلام.

بين كمال غبريال و // د / بباوي

في الوقت الذي ينظر فيه كمال غبريال لدخول العرب إلى مصر باعتباره "احتلالا" ، وقال :أرفض التقليب في التاريخ من أجل استدعاء أضغان وكراهية تنعكس على الواقع، لأن تاريخ جميع الأمم مليء بالمآسي مما نعتبره حاليا جرائم، فمن الجيد أن نبحث التاريخ في سياقه بشرط ألا يلقي ذلك بظلال سوداء على الواقع.

وقال : أنا لا أنتقد الإسلام كدين ، فكلا الإسلام والمسيحية يحظيان باحترام الشرق  ، وقال : ما معنى أن نقيم تمثالا لعمرو بن العاص بدعوى أنه أقام الكنيسة المرقسية في مصر ؟ ، مضيفا أن الشعوب العربية اعتادت أن تحتفي بجلاديها فهكذا نفعل مع جمال عبد الناصر، وصدام حسين .

وتابع : كيف نحتفي بقبائل بدوية لم تتحلى بأخلاق الإسلام لأنها كانت حديثه العهد به – يقصد العرب – وجاءت إلى مصر من أجل احتلالها والاستيطان بها ، مضيفا : "مصر كانت دولة زراعية مستقرة واحتلال الرومان لها كان احتلالا عسكريا لم ينهب ثروات وخيرات البلد مثلما فعل العرب"!.

ويرى غبريال أن عمرو بن العاص تحديدا كان رجلا سياسيا وأكثر رحمة بكثير ممن تولى الولاية بعده، لكن هذا لم يمنع من انتشار الفقر في مصر والمجاعات في ولايته ، كما أن الفلاحين هجروا أراضيهم  بسبب كثرة الضرائب المفروضة عليهم، الأمر الذي أدى إلى تدهورالأراضي الزراعية وجفاف الترع وسدها بسبب تراكم الطمي، ومارسوا استنزاف الأراضي واستولوا على خيراتها!، وقد كان النيل سبعة أفرع وأصبح فرعين فقط.

ويختتم غبريال حديثه قائلا : الأقباط كانوا يتأذون من الجزية التي فرضها المحتل عليهم وكان كثير منهم يدين بالإسلام هروبا منها ومع ذلك كان العرب يأخذونها منهم.

إنقاذهم من ظلم الرومان

ويرد على  ما ذكره "غبريال" المفكر القبطي د.نبيل لوقا بباوي فيقول : أن القائد عمرو بن العاص جاء إلى مصر بأربعة آلاف حندي وفي هذا الوقت كان في مصر 180 ألف جندي بيزنطي بقيادة هرقل، وكانت الدولة الرومانية تؤمن بالمذهب الكاثوليكي أما الأقباط أهالي مصر فكانوا يؤمنون بالمذهب الأرثوذوكسي، والمذهبان يختلفان حول طبيعة السيد المسيح.

وفي عام 630 ميلادية أصدر هرقل إمبراطور الدولة الرومانية مرسوما إمبراطوريا قال فيه أنه يتعين على كل رعايا الدولة الرومانية في كل الولايات أن يتبعوا الملة الكاثوليكية ومن ثم كانوا يضغطون على أقباط مصر لتغيير مذهبهم.

وقال بباوي أن ما سبق دعا ساويرس بن المقفع مطران الآشوريين للقول في كتابه "تاريخ البطاركة" أن عدد الأرثوذوكس الذين قتلوا على أيدي الكاثوليك أتباع الإمبراطورية الرومانية وصل إلى 100 ألف شخص، ودماء الأقباط المصريين وصلت إلى ركب خيول جنود الرومان.

ويروي بباوي :-

بعض وقائع التعذيب التي مارسها الرومان ضد الأقباط المصريين مثلما حدث مع الأنبا بنيامين المطران رقم 33 الذي عذبوه هو وأخوه الأنبا متياس وسكبوا عليه الزيت وحرقوه حتى يضغط على الاقباط ويقنعهم بتغيير مذهبهم.

ساعد هذا المناخ القاسي – يواصل بباوي - الذي عاش فيه الأقباط في مصر بالإضافة إلى الضرائب الباهظة المفروضة عليهم من قبل الرومان، أن يرحب المصريون بقدوم عمرو بن العاص ومساعدته أن يدخل مصر، حيث أمدوهم بالمداد اللازم من الأطعمة بالإضافة إلى إرشادهم إلى أيسر الطرق للدخول إلى مصر، وإن لم يحدث ذلك فكيف بأربعة آلاف جندي أن يهزموا 180 الف جندي؟.

أما فيما يتعلق بتصريحات د. زيدان فيؤكد د. بباوي أن بن العاص أعطى الأمان بالفعل للمسيحيين والرهبان، ففي عام 642 أي بعد عامين من دخول عمرو بن العاص مصر عاد الأنبا بنيامين ليباشر اختصاصاته الدينية في الإسكندرية بعد هروب دام 13 عاما في "أوس" بالصعيد.

أما عن الجزية فقد فرضها العرب على الأقباط مقابل حق انتفاعهم بالمرافق العامة والدفاع عن الوطن، لأن القبطي كان ممنوعا من الاشتراك في الجيش حتى لا يدافع عن العقيدة الإسلامية الذي لا يؤمن بها، والمسلم يؤدي الزكاة المفروضة عليه وفي المقابل يدفع القبطي الجزية التي تمثل نوعا من الضرائب، وتعد جزء ضئيلا مقارنة بالضرائب التي كان يفرضها الرومان على المصريين، لتغطية نفقات حروبهم مع الفرس، حيث كانوا يفرضون ضرائبهم على دفن الموتى أيضا!.

وأعفي من دفع الجزية في عهد عمرو بن العاص أكثر من 75% من الأقباط فهي لا تفرض على النساء، الشيوخ، المرضى، الرهبان والشباب حتى سن البلوغ.

 

 

 

                       الحقيقة:      

الحقيقة أننا أمام مخطط ليس له نهاية فكنا نشكوا من زكريا بطرس وفليل من إخوانه الذين دفعت بهم الكنيسة ليتدحثوا عنها وباسمها فإن نجحت الخطة فبها ونعم وإن أخفقت وثار المسلمون تعلن الكنيسة أنها بريئة منهم فى الظاهر حتى تخمد ثورتنا.

وسبحان الله شاء الله سبحانه أن تبدوا البغضاء من أفواههم ويظهر علينا الرجل الثانى فى الكنيسة وهو الأنبا بيشوي ليعلن ما هو أسوأ مما قاله أسلافة فيزعم أننا نحن المسلمين ضيوفا عليهم ومن ثم فقد آن لنا أن نرحل وكأنهم حين قدموا إلى مصر قبلنا كانت خالية من البشر أو ربما أنهم نزلو مع آدم عليه السلام وقت هبوطه إلى الأرض واقتسموا البلاد فكانت مصر من نصيبهم. !!!!

والفرية الأكبر

والفرية الأكبر التى يزعمها بيشوي هو أن القرآن الكريم به مغالطات ينبغى إعادة النظر إليها  والحقيقة إن ما يقوله بيشوي هو ما يدور بخلد كل قيادات الكنيسة الفارق الوحيد أن بيشوي صرح بما يدور في خلده وأمتنع الآخرون أو أنهم لا يؤمنون بالأقوال ولا يعترفون إلا بالأفعال . وقد تكون تلك التصريحات أختبارات جس نبض من الكنيسة للإقدام على خطوات تصعيدية أخرى تباعاً ففي الوقت الذي تخالف فيه الكنيسة القانون وتتحدى نظام الدولة وتمتنع عن تنفيذ أحكام القضاء ويصرح قادتها رسمياً أنهم لن ينفذوها ومع قيام الكنيسة باحتجاز مواطنات مصريات بغير حق تقف الدولة عاجزة عن ردع الكنيسة خصوصاً مع الاستقواء الغربي وتنفيذ أجندات خارجية

ولا ننسى تصريحات أقباط المهجر بتأييدهم لليهود وأنهم ليسوا كالمسلمين يريدون حرب اليهود وأنهم لا تعنيهم القضية الفلسطينية وأن حربهم وصراعهم مع اليهود قد أنتهى بتحرير كامل الأراضي المصرية والآن أختفت أقباط المهجر ليظهر نصارى مصر وقد أزداد الغلو والتطرف عند قيادات الكنيسة حتى وصل التبجح إلى التصريح بأن آيات من القرآن تم وضعها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدف التشكيك في العقيدة الإسلامية الراسخة والطعن في الصحابة رضوان الله عليهم .

 ناهيك عن التصريحات الغير مسؤولة بأن مصر بلد النصرانية وأن المسلمين ضيوف في بلدهم ووطنهم وصدق الله العظيمُ إذ يقول { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر } (فهذه مقدمة لمطالبة الكنيسة بتنصير مصر على غرار تهويد اليهود لأرض فلسطين الحبيبة )

 ووقتها ستعود محاكم التفتيش التي أقامها أجدادهم مع المسلمين في الأندلس . وقد نستيقظ صباح يوم مشؤوم على دوي الأسلحة والذخائر التي تمتلكها الكنيسة للفتك بمن تمسك من المسلمين بدينه وأرضه وما أحداث جنوب شرق أسيا ببعيدة .

  فالكنيسة تبذل الغالي والنفيس وتعد العدة لشيء ما ‏وقد { مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال‏ فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام } ونقول لهم ما يقوله الحق تبارك و تعالى { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ

وما يحدث هو مجرد توزيع أدوارمخطط له من قديم الزمان ويتم تنفيذه جزئياً كلما سنحت لهم فرصة ، وما يقوله بيشوي لا يوافق عليه رئيسه البابا شنوده فحسب بل يباركه  كما يوافق عليه باقي رجال الكنيسة .ومن ثم فينبغي علينا أن نحذرهم كما نبهنا الحق سبحاه ونعالى في قرآنه الكريم بقوله جل وعلا :"وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك"

وبمكرون ويمكر الله

لقد حاولت وسائل الإعلام أن تقلل من قيمة شباب الإسلام  ومكانته واتهموهم بأنهم سلبيون ورجعيون متخلفون ؛ ولكنهم فاجأوا العالم بما لم يكن في الحسبان فقد قام شباب مصر في 25 يناير 2011 بثورة لم يسبق لها مثيل  فقامو بمظاهرة سلمية وتصرفوا بتصرفات بهرت العالم أجمع حتى قال عنها أوباما الرئيس الأمريكى " إن المصريين علمونا ؛ أرشدونا ؛ نبهونا وينبغي أن نعلم أبناءنا ما قام به المصريون في المطالبة بحقوقه بتحضر منقطع النظير "

  

                    الباب الثالث

الإسلام بين المنصفين من أبناء الغرب والمغرضين منهم
 ولذا رأيت أن أعرض لبيشوي وأمثاله ما قاله المنصفون من أهل ملتهم عن الإسلام {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا} وكذلك ما قاله المغرضون والمرجفون منهم ليعلم أننا لسنا مثلهم حين نعرض الحيققة فقد علمنا القرآن الكريم أن نذكر جميع الآراء التي تقال عنا دون تغيير أو تحريف  وإن أردنا أن نكتب تعليقا أو نوضح أمراما فهذا وشأننا المهم أن تكون الأمور واضحة أمام القارئ دون الحجر على فكره أو أن نفعل كما يفعل أهل الكتاب بأن نعرض الأمر من وجه نظر واحدة فقط . وسنبدأ الآن بأراء المنصفين من كتاب ومفكري الغرب من ابناء أهل الكتاب :

أولا : أراء المنصفين من ابناء أهل الكتاب .
ايرفنج: مستشرق أمريكي
يقول ايرفنج : إن القرآن ليس معجرة بمحتواه وتعليمه فقط ،إنه أيضاً ويمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة تسموا على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف .. إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ، قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن .
بلاشير مستشرق فرنسي .
أما المستشرق الفرنسي بلاشير فيقول : إن القرآن لم يقدر فقط على اصلاح عرب الجاهلية ، بل إنه يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية ، والحاجات الإجتماعية في كل الأزمنة .إن الأدوات التي يوفرها التنزيل القرآني قادرة ولا ريب على بناء مجتمع حديث .وعن إنسانية الإسلام يقول :ابتعت نسخة من ترجمة سافاري الفرنسية لمعاني القرآن وهي أغلى ما أملك . فلقيت من مطالعتها أعظم متعة وابتهجت بها كثيراً حتى غدون وكأن شعاع الحقيقة الخالد قد أشرق علي بنوره المبارك .

بيكارد كاتب انجليزي ( أعلن اسلامه )
أما الكاتب الإنجليزي بيكارد والذي أعلن إسلامه فيقول : إنه لابد منا  الإقرار بأن القرآن ، فضلاً عن كونه كتاب دين وتشريع ، فهو أيضاً كتاب لغة عربية فصحى . وللقرآن فضل كبير على ازدهار اللغة ولطالما يعود إليه ائمة اللغة ، في بلاغة الكلمة وبيانها ، سواء كان هؤلاء الأئمة مسلمين أم مسيحيين . وإذا كان المسلمون يعتبرون أن صوابية القرآن هي نتيجة محتومة لكون القرآن منزلاً ولا تحتمل التخطئة ، فالمسيحيون يعترفون أيضاً بهذه الصوابية ، بقطع النظر رعن كونه منزلاً أو موضوعاً ، ويرجعون إليه للإستشهاد بلغته الصحيحة ، كلما استعصى عليهم أمر من أمور اللغة .

عالمة الذرة (جونان التوت)
وتقول عالمة الذرة (جونان التوت) التي أسلمت على يد البيصار من بين (250) رجلاً وامرأة أشهروا إسلامه في اليوم نفسه ومن بينهم سفير غانا- :(المسألة ليست انتقالاً من دين إلى دين آخر ولا هي تحد لمشاعر وطقوس توارثناها –إنما هي الحرية المنشودة والفردوس المفقود الذي نشعر بأننا في أشد الحاجة إليه .نحن الشباب في الغرب ، نرفض واقع الدين الرومانسي ، والواقع المادي للحياة وحل هذه المعادلة الصعبة هي أن نشعر بالإيمان بالله )

 وتضيف قائلة : بعض الشباب غرق في الرقص بحثاً عن الله - في الشيطان ، في المخدرات ، وفي الهجرة إلى الديانات الشرقية القديمة وخاصة البوذية – وقليلون هم الذين أعطوا لأنفسهم فرصة التأني والبحث والدراسة . وهؤلاء وجدوا في الدين الإسلامي حلاً للمعادلة الصعبة – وإذا كان عددهم لا يزال قليلاً حتى الآن .

أحد قساوسة جنوب أفريقيا

ويقول أحد قساوسة جنوب أفريقيا مخاطباً مبعوث مجلة الاعتصام المنتدب لزيارة المركز الإسلامي هناك :(أنا قس من رجال الدين المسيحي أحمل اسماً مسيحياً. وهذا الاسم لا يعنيكم ولن أقوله-ولكن أقول- بالرغم من أني دربت على المسيحية ، وتعلمتها في جامعات بريطانيا ، وأعددت لأكون راية للمسيحية ، وداعية لها ، إلا أني لم أشعر بأن المسيحية استطاعت أن تجيب على تساؤلاتي ، لأنها مرتبكة في جسمي- وقد فكرت في التخلص من المسيحية السوداء التي لا تعترف بآدميتنا ، والتي جاءتنا بالإنجيل في يد وبالعبودية في اليد الأخرى وجاءنا أدعياؤها بالإنجيل في يد ، وبزجاجة الخمر في اليد الأخرى ) .

 ثم يضيف قائلاً : لقد رأيتكم تصلون .فإذا بالأبيض بجانب الأسود ‍‍، والغني بجانب الفقير‍‍، والمتعلم بجانب الجاهل ، لهذا أقول إن الأفريقي ليس بحاجة إلى المسيحية إنه في حاجة إلى هذا الدين العظيم- وبعد أن اغرورقت عيناه بالدموع قال : لماذا حجبتم عنا هذا الدين ؟

أميل درمنجهم
ويقول أميل درمنجهم الذي كتب كتاباً في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
ولما نشبت الحرب بين الإسلام والمسيحية ، اتسعت هوة الخلاف ، وازدادت حدة ، ويجب أن نعترف بأن الغربيين كانوا السابقين إلى أشد الخلاف فمن البيزنطيين من احتقر الإسلام احتقاراً من غير أن يكلفوا أنفسهم مؤنة دراسته ، ولم يحاربوا الإسلام إلا بأسخف المثالب – فقد زعموا أن محمداً لص! ، وزعموه متهالكاً على اللهو! ، { قاتلهم الله }وعذرا لك يارسول الله !!!

 وزعموه ساحراً !، وزعموه رئيس عصابة من قطاع الطرق! بل زعموه قسا رومانياً !!، مغيظاً محنقاً، إذ لم ينتخب لكرسي البابوية – وحسبه بعضهم إلهاً زائفا!!!ً يقرب له عباده الضحايا البشرية وذهبت الأغنيات إلى حد أن جعلت محمداً صنماً من ذهب وجعلت المساجد ملأى بالتماثيل والصور

كتاب معالم تأريخ الإنسانية
وفي كتاب (معالم تأريخ الإنسانية) يقول ويلز (كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط. ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنى سارت سوى دين الإسلام.

هنري دي شاميون
ويقول (هنري دي شاميون ) تحت عنوان  الانتصار الهمجي على العرب) لولا انتصار جيش (شار مارتل) الهمجي على العرب في فرنسا في معركة (تور) على القائد الإسلامي (عبد الرحمن الغافقي) لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى . ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني- ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش ، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون
ويقول( أناتول فرانس) عن أفظع سنة في تأريخ فرنسا هي سنة (732)م وهي السنة التي حدثت فيها معركة بواتيه) والتي انهزمت فيها الحضارة العربية أمام البربرية الإفرنجية- ويقول أيضاً :
ليت( شارل مارتل) قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي (عبد الرحمن الغافقي) إن انتصاره أخر المدنية عدة قرون)

ويقول كارليل الإنجليزي في كتابه ( الأبطال)
من العار أن يصغي الإنسان المتمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين أن دين الإسلام دين كذب وأن محمداً لم يكن على حق : لقد آن لنا أن نحارب هذه الادعاءات السخيفة المخجلة – فالرسالة التي دعا إليها هذا النبي ظلت سراجاً منيراً أربعة عشر قرناً من الزمن لملايين كثيرة من الناس- فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التي عاشت عليها هذه الملايين ، وماتت أكذوبة كاذب أو خديعة مخادع ؟! لو أنة الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة سخفاً ، وعبثاً .وكان الأجدر بها أن لا توجد.
إن الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبني بيتاً من الطوب لجهله بخصائص البناء، وإذا بناه فما ذلك الذي يبنيه إلا كومة من أخلاط هذه المواد –فما بالك بالذي يبني بيتاً دعائمه هذه القرون العديدة وتسكنه مئات الملايين من الناس.
وعلى ذلك فمن الخطأ أن نعد محمداً كاذباً متصنعاً متذرعاً بالحيل والوسائل لغاية أو مطمع …فما الرسالة التي أداها إلا الصدق والحق وما كلمته إلا صوت حق صادر من العالم المجهول وما هو إلا شهاب أضاء العالم أجمع .ذلك أمر الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
إدوارد مونتيه

ويقول ادوارد مونتيه (الإسلام دين سريع الانتشار .يروج من تلقاء نفسه دون أي تشجيع تقدمه له مراكز منظمة لأن كل مسلم مبشر بطبيعته .فهو شديد الإيمان ،وشدة إيمانه تستولي على قلبه وعقله.وهذه ميزة ليست لدين سواه .ولهذا نجدأن المسلم الملتهب إيماناً بدينه ، يبشر به اينما ذهب وحيثما حل .وينقل عدوى الإيمان لكل من يتصل به.

وهذه طائفة أخرى من اقوالهم وعلمائهم ومفكريهم
يقول البروشادور في حديث له عن المسلمين :
إن هذا المسلم الذكي الشجاع ، قد ترك لنا حيث حل آثار علمه وفنه ، أثار مجده وفخاره. ثم يقول: من يدري ؟ قد يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الإفرنج مهددة بالمسلمين.فيهبطون من السماء لغزو العالم مرة أخرى- ولست أدعي النبؤة، ولكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة لا تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها .

مرماديوك
ويقول مرماديوك : (إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً ، إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول .

وهذه مجموعة اخرى من أقوالهم عن الإسلام
" هانوتو ــ وزير خارجبة فرنسا سابقاً .

--  لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين .
"
آنا ماري ــ عميدة المستشرقين الألمان .

"أوهام الغرب عن الإسلام مصدرها خرافات القرون الوسطى "
"
هلمتن ــ من علماء انجلترا .

"إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل مايؤذيها ويشين سمعتها "
"
بسمارك ــ سياسي ألماني .

"أعطوني عشرة آلاف مسلم أفتح لكم بهم العالم "
"
كليفورد لونغلي" 

 الإسلام يحسن معاملة الأقليات وله في ذلك تاريخ طويل ولكن المسلمين الآن لم يتعودوا أن يكونوا أقلية "

الأمير تشارلز ــ ولي عهد بريطانيا .

"نحن أبناء الغرب نحتاج إلى أن يعلمنا معلمون مسلمون كيف نتعلم بقلوبنا كما نتعلم بعقولنا "
" برنارد لويس ــ من كتاب الإسلام في التاريخ 

"لم يعد في الإمكان السخرية من الإسلام ، علاوة على ذلك فإن الإسلام قوة حتى في حال انحسار الدعوة "

" بايرون ــ شاعر انجليزي .

"لو قدر لي أن أؤمن لاعتنقت الإسلام . إن أكثر المشاهد إجلالاً منظر مسلم ينزع نفسه من خضم الحياة ومسؤلياتها الملحّة حين يؤذن ليقف في خشوع يتعبد بين يدي ربه وكأنه نسي العالم كله "
هذا ما يدل على عظمة هذا الدين الحنيف بشهادة أعدائه

ثانيا : أقوال المغرضين دون تعيير أو تحريف .
بن جوريون

"اِن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمدٌ جديد"
الحاكم الفرنسي في الجزائر بعد مرور مئة عام على احتلالها

يجب أن نزيل القرآن من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من السنتهم ,حتى ننتصر عليهم .

مورو بيرجر

اِن الاسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الافريقية.
سالازار

اٍن الخطر الحقيقي الذي يهددنا مباشراً وعنيفاً هو الخطر الاسلامي, فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي,فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم , ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد دون حاجة اذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية.
.لاكوست وزير المستعمرات الفرنسى ,عام 1962
وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا.

المستشرق البريطانى مونتجومري وات
إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الاسلام, فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى فى العالم مرة أخرى .

.المستشرق الأمريكى وك سميث الخبير بشؤون الباكستان
إذا أعطى المسلمون الحرية في العالم الإسلامي , وعاشو في ظل انظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذة البلاد , وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الاسلامية ودينها .

 آرنولد توينبي

إن الوحدة الإسلامية نائمة , لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ .

المبشر لورانس براون
إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية , أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً أو أمكن أن يصبحوا نعمة له, أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير.

مرماديوك باكتول
المسلمون يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الأن بنفس السرعة التى نشروها بها سابقاً بشرط أن يرجعوا الي الأخلاق التى كاموا عليها حين قاموا بدورهم الأول , لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود امامروح حضارتهم

ألبير مشادور
من يدري ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين يهبطون اليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية , وفى الوقت المناسب.

لورانس براون
لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام , وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته المدهشة .

كلادستون , رئيس وزراء بريطانيا سابقاً
ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين , فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق

 

"حتى يسمع كلام الله "

إن ما قرأناه آنفا إنما هو من الغرابة بمكان : إذ مازال البعض يتهم الاسلام بالتعصب و يتهم المسلمين باساءة معاملة أهل الاديان الاخري في البلاد الاسلامية.وعملا بقول الحق سبحانه وتعالى " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " رأيت وبدلا من مقابلة الإساءة بالإساءة أن ارد على هؤلاء المغرين بالحجة والموعظة الحسنة كما لمنا القرآن الكريم حين قال تعالى " ولا تجادلوا أهل الكاب إلا بالتي هي أحسن "وأن أبين لهم أنه بدلا من إلقاء التهم جزافا  وبدلا من تلقين ابناءكم امورا ليس لها أساس من الصحة اقرأوا أولا وتيقنوا ثم تحدثوا حتى لا تتحملوا إثمكم وأثام من يقرأ لكم أو يقتفي أثركم .

 لأن اخواننا المسيحيين وبخاصة الذين يساكوننا في البلد الواحد، اشقاؤنا و يجري في عروقنا دم واحد، و نكن لبعضنا البعض كل الاحترام و التقدير، ولكن ينبغي أن  نرد على ادعاءات هؤلاء الذين لم تتح لهم الفرصة لمعرفة حقيقية الاسلام أو هؤلاء الذين سقطوا ضحايا لبعض المتشددين الذين يفترون بالباطل علي الاسلام ، و يزورون الحقائق و المفاهيم الواضحة وضوح نور الشمس، و يضلون الناس بالباطل عبر القنوات الفضائية و مواقع الانترنت.

 فالعلاقة بين الاسلام و اهل الكتاب علاقة مشرقة لها جذور ضاربة في عُمق التاريخ، و كما اخبرتنا المصادر المسيحية فان المسيحيين تعرضوا لأكبر اضطهاد في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس في الفترة بين 284م – 305م ؛ فدمرت الكنائس، وأحرقت الكتب السماوية والكتب الدينية، وكثر عدد الضحايا من المسيحيين، وكان ذلك أعنف اضطهاد تعرض له المسيحيون. وحتى لا تنسى الكنيسة القبطية في مصر تلك الأحداث جعلت هذا العام هو بداية لتأريخها  وأطلقت على هذا العصر "عصر الشهداء 284م"

و منذ فجر الإسلام وهناك من يدين بالمسيحية، ودخل منهم العديد في الاسلام دون اي ضغط او ارهاب، و ليس بسبب الجزية كما يروج البعض .

و اذا ما قارنا هذا بحال المسلمين و اليهود في اسبانيا بعد سقوط غرناطة و سيطرة الاسبان المسيحين عليها، فسنجد ان العرب و اليهود الذين كانوا يعيشون مع الاسبان تحت الحكم الاسلامي بحرية و في سلام تام ، فان حالهم بعد سقوط غرناطة عام 1492م و خروج العرب منها تبدل تماما،

و ارتكبت الكثير من الأعمال الوحشية ضدهم، فبدأت حملات الإبادة و دمرت المنازل ، وتحولت المساجد إلى كنائس، و أجبر المسلمون و اليهود علي اعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد، و قد تناول الكاتب "جيفري هيث "طرد المسيحيين الاسبان للعرب و اليهود من أسبانيا في كتابه " اللهجات الاسلامية و اليهودية في العربية المغربية".

في حين رحبت الدولة العثمانية المسلمة باليهود المضطهدين في الغرب المسيحي، و سمحت لهم بالعيش تحت كنفها وكفلت لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية وأقامت لهم أماكن العبادة اليهودية في مدينة اسطنبول ، تلك الاماكن التي ما تزال شاهدا علي تسامح المسلمين. فاليهود لم يجدوا ملجأ بعيدا عن اضطهاد الكنيسة في اوروبا سوي في بلاد الاسلام . و قد فر جزء آخر من يهود الاندلس الي المغرب العربي، و هذا أكبر دليل علي تسامح المسلمين و حسن معاملتهم لاهل الكتاب.

وفي قصة عمر بن الخطاب و المصري القبطي مثال علي عدالة الاسلام فعندما حدث سباق للخيل بين ابن عمرو بن العاص وشاب قبطي " آى من أهل مصر"  وكسب السباق القبطي و ضرب ابن عمرو بن العاص القبطي وقال أتسبق ابن الأكرمين.!!!

لم يقبل القبطي بالاهانة وهذا لعلمه بأن الإسلام لايفرق بين كريم أو وضيع إلا بالتقوى ومن ثم خرج من مصر إلي المدينة المنورة يشكو إلي خليفة المسلمين، الذي طلب علي الفور احضار ابن عمرو بن العاص اليه، واعطي عمر بن الخطاب للقبطي السوط و قال له اضرب ابن الاكرمين. فلو أن المصري يعلم أن المسلمين مثلم مثل الرومان أو غيرهم لظل حبيس البيت بل كان سيسعد بهذه الضربة ولكن دفعه عدل الإسلام أن يطالب بحقه وقد كان والحمد لله رب العالمين .

و هناك قصة اخري لامير المؤمنين عمر بن عبد العزيز عندما اشتكى له مسيحيو دمشق من الخليفة السابق الوليد بن عبد الملك الذي هدم جزءا كبيرا من كنيسة "يوحنا" ليقيم عليها مسجدا فاصدر امره، علي الفور، بهدم الجزء من المسجد الذي تم بناؤه علي ارض الكنيسه، الا ان علماء المسلمين اتفقوا مع قادة الكنيسة ليتنازلوا عن الجزء الماخوذ من كنيستهم وابلغوا الخليفة عمر بن عبد العزيز بذلك . نعم انها السماحة والمحبة التي ربطت بين المسلمين و المسيحيين علي مر العصور.

المناضل الهندي  : غاندي

و يقول المناضل الهندي غاندي عن رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في حوار لصحيفة "ينج إنديا: " أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته.

 بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ،مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف".

وصايا الرسول الكريم بالنصارى

و قد أوصي رسولنا الكريم بحسن معاملة النصاري فقال – صلي الله عليه و سلم: ( استوصوا بالقبط خيراً، فإن لكم منهم نسباً وصهراً ). ، وقال: (من آذى ذمياً، كنت خصمه يوم القيامة) .

و يكفينا ان نتأمل تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى وتاريخ أوروبا في عصورها المظلمة؛ فكلنا يعلم ماذا حدث لعلماء اوروبا و مفكريها في هذه الفترة السوداء؛ أمثال العالم كوبرنيكوس و العالم الفلكي جاليليو . و لم تتوقف الجرائم البشعة عند ذلك الحد بل تمت لاحقا ابادة الهنود الحمر لآنهم جند الشيطان وغير موجودين فى الكتاب المقدس.

و في العصر الحديث فاننا نجد ان المذابح التي ارتكبت بحق المسلمين لا تحصي و لا تعد و تحتاج إلى مجلـــدات لإحصائها، هذه المجازر لا يمكن ان يغفلها التاريح و ستظل شاهدا علي الجرائم التي ارتكبت بحق المسلمين:

 1- مذبحة سيبيرنيتسا ، المذابح ضد المسلمين الالبان في كوسوفو .

2-  مذبحة 20 يناير في اذربيجان عام 1990 علي ايدي الجيش السوفيتي .

3-  مذابح ناجورنو قراباخ علي ايدي الارمن.

4-  مذابح الشيشان علي ايدي الروس.

5- الابادة المستمرة للاويغور في الصين.

6-  مذابح الروس ضد المسلمين في اسيا الوسطي و في القوقاز و تتارستان و بشكوردستان.

 7-مذابح الصرب ضد المسلمين في البلقان.

8- مذابح الايطاليين للليبين

9-  مذابح الجزائريين على ايدي الفرنسيين و الاندونيسيين علي ايد الهولنديين .

10-  المذابح الاسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في الاراضي المغتصبة.

و في الوقت الراهن نجد ان هناك تصعيد حاد في الهجمات العنصرية ضد المسلمين و مقدساتهم في بعض الدول التي تتشدف بالحرية و حقوق الانسان ، فحظر للمآذن، و تصعيد اعلامي ، مصحوب بتفرقة عنصرية ضد المسلمين.

ففي روسيا علي سبيل، يذبح المسلمون في الطرقات علي ايدي حالقي الرؤوس دون ان يجدوا من يغيثهم ، فهل يحدث هذا في بلاد المسلمينلأحد من النصارى؟ يقول الروس و الاوروبيون المقيمون في الدول العربية و الاسلامية انهم يعيشون في أمن و طمأنينة في البلاد الاسلامية ، و يُعاملون معاملة حسنة من المسلمين بينما لا يجد المسلمون نفس الشئ في تلك البلاد.

فالتاريخ الاسلامي منذ فجره الى الآن زاخر بالتسامح الاسلامي ، و لننظر الى اخلاق المسلمين في الحروب وكيف اوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعدم قتل الاطفال و الشيوخ و النساء و عدم هدم دور العبادة وكيف يتعامل المسلمون مع الأسير.

 و انظر الي بقر بطون الحوامل في البوسنة و الهرسك و في ناجورنوكرابخ والى غير ذلك علي يد النصارى من الوحشية في عصر المنظمات الدولية و احترام حقوق الانسان.

 

-- الأقليات المسلمة بين التغريب وحملات الاضطهاد

 

ونترك الأرقام والأحداث تتكلم عن الفارق الشاسع بين معاملة المسلمين للمسيحين وبين معاملة المسيحين واليهود للأقليات المسلمة .
في بلاد كثيرة من العالم تعيش أقليات مسلمة تتباين نسبتها وتختلف مواقعها بين فئات المجتمع الأخرى في تلك الدول سواء في مجال الثروة والنفوذ أو في غيرهما ، وبقدر ما يتاح لها من حرية العقيدة وحرية العبادة ، ينعكس ذلك كله على فرص التعليم والعمل وإمكانات المحافظة على تراثها وهويتها الثقافية.
وفي الغالب الأعم فإن هذه الأقليات تتعرض لمزيد من الاضطهاد أو الضغوط السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية ، إضافة إلى التباين في احتمالات العزلة أو الاندماج أو التعايش ، وهذه كلها تمثل ظواهر جديرة بالاهتمام والدراسة .
وتذكر الإحصاءات أن عدد الأقليات المسلمة وصل إلى ما يقرب من 95 مليونا ، 50 % من هذا الرقم لاجئون بسبب الاضطهاد .
ومنذ إعلان الحرب الصليبية ، والتي استمرت قرنين من الزمان ، حتى انتهت في القرن الثالث عشر  ومنذ ذلك الوقت يتعرض المسلمون لحرب معلنة وأخرى غير معلنة ، تستهدف تشويه صورتهم وإبادتهم بشكل جماعي .
ومن هنا فقد أصدرت منظمة إذاعات الدول الإسلامية دراسة حول " وضع الأقليات الإسلامية في العالم " وجعلت منها المدخل الأساسي الواقعي إلى وضع السياسات واتخاذ المواقف والتحرك الإيجابي للدفاع عن الإسلام في كل بقعة من الأرض يوجد بها مسلمون .
وإزاء الأساليب غير الإنسانية اضطرت قطاعات كبيرة من المسلمين إلى الهجرة هربا من التعذيب والتنكيل ، ولم تقتصر الهجرة على المواطنين العاديين فقط ، بل اضطر كثير من النخبة للهجرة حتى بلغت نسبة المهجرين 70 % من عدد اللاجئين في العالم لتحقيق قدر من الكرامة الإنسانية ، وتكوين المناعة الذاتية للأقليات المسلمة ، وتوفير فرص البقاء والازدهار لتكون امتدادا حيا لدعوة الإسلام عقيدة وحضارة وأسلوبا في الحياة بكل ما ينطوي عليه ذلك من عدل وكرامة وسماحة .

 

 

 

أربع مجموعات من الأقليات المسلمة

 

واتجهت الدراسة إلى التركيز على أربع مجموعات من الأقليات المسلمة في:  " أمريكا الشمالية وأوربا وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا الجنوبية "

في محاولة لرصد أوضاعها الراهنة وعلاقاتها بمجتمعاتها ، وببقية المسلمين في أرجاء العالم والشبكات والقنوات الاتصالية المتاحة أمامها ، مع تتبع جذورها التاريخية والثقافية ، والعوامل ذات التأثير المباشر أو غير المباشر في مستقبلها باعتبارها جزء من كيانات سياسية واجتماعية قائمة بما يترتب على ذلك من حقائق والتزامات ، وباعتبارها أولا وأخيرا جزءا من الأمة الإسلامية وامتدادا طبيعيا للعقيدة الإسلامية .

تحديات في مواجهة الأقليات الإسلامية

وعن أهم التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة تذكر الدراسات :

أنها تشهد احتكاكا وصراعاً مباشرا بمختلف التيارات وأبرزها الجماعات اليهودية التي تشكل " لوبي " ضغط على الأقليات المسلمة ومحاولات دائمة للوقيعة بينهم وبين مختلف المؤسسات الأمريكية ، والاعتداءات المتكررة على المسلمين ، وخاصة السود منهم ، وانتزاع حقوقهم السياسية ، وإظهار المسلمين بمظهر التعصب
إلا أن المسلمين يحاولون استغلال ما هو متاح لإقامة مجتمع إسلامي يعيش حياة إسلامية دون إذابة لهويتها الإسلامية أو انتقاص من ذاتيتها الثقافية ، والقيام بواجب الدعوة الإسلامية ومهامها المتعددة بالوسائل التقليدية والمبتكرة ، على الرغم من وجود حواجز اللغة وتباين الخلفية الثقافية التي تعتمد عليها اللغة في حالة الكثيرين ممن يتحدثون اللغة الإنجليزية دون أن تكون لديهم الخلفية الثقافية الأمريكية .
فضلا عن وجود إحساس عام لدى الجميع بأن أمريكا دولة نصرانية يهودية دون اعتبار للوجود الإسلامي ، فضلا عن الأديان الأخرى ، مما يزيد عمق التحديات التي تواجه المسلمين هناك ، ودعوة الأمريكان لتحرير المرأة المسلمة في محاولة لمسخ المكانة التي يمنحها الإسلام للمرأة .

 

 

 

بورما ومقدونيا

وعلى جانب اللاجئين تؤكد الدراسات أن المسلمين في بورما يلاقون أنواعا شتى من العذاب والتنكيل  ووصلت مجازرها إلى إبادة 50 ألف مسلم ، وانتهاك أعراض النساء منذ عدة سنوات ، ومحاولات نهب بيوتهم وثرواتهم ، وذلك في محاولة لإكراه المسلمين حتى يرحلوا عن ديارهم بعد أن هدموا لهم 70 مسجدا و 60 مدرسة وحرقوا 9 آلاف نسخة من المصحف الشريف .
وفي جمهورية مقدونيا يعيش نحو 7 ملايين مسلم لاجئين من ألبانيا وتركيا ، وهم حسب الدستور الجديد يعتبرون مواطنون من الدرجة الثانية ، ولذلك قامت السلطات بهدم الأسوار المحيطة ببيوتهم وهدم مساجدهم .

مركز معلومات إسلامي

ومن ثم فينبغي أن تقوم شبكة إسلامية للاتصال والمعلومات في صورة مركز معلومات إسلامي يتيح لتنظيمات هذه الأقليات معلومات عن بعضها البعض ، وعن الموضوعات الإسلامية التي تعنى بها .
وأن يكون لهذه الشبكة دور تعليمي إسلامي في إعداد برامج ذات طابع تعليمي عن حضارة الإسلام في ماضيها وحاضرها ومستقبلها وأن تهتم الدول الإسلامية التي تمتلك قنوات فضائية أو تستخدم مؤسساتها الحكومية أو الأهلية للبث المباشر أو شبه المباشر بتخصيص برامج ذات محتوى إسلامي متطور لخدمة هذه الأقليات واستخدام اللغة العربية واللغات الإنجليزية والفرنسية لتلبية حاجتها من البرامج الإسلامية المتنوعة .

 وأن يعمل المسلمون من الأقليات على شراء أسهم تسمح لهم بنفوذ في شركات الخدمة الاتصالية ، والتوسع الأفقي بين جماعات هذه الأقلية.
ومن المعروف أن حقوق الأقليات الدينية مصانة تمامًا في الإسلام منذ العصر الإسلامي الأول وحتى يومنا هذا, فلم يسمع عن اعتداءات على الكنائس والمعابد في النطاق الإسلامي, اللهم وإن حدث إعتداء فما هو تهمة إعلامية روّج لها الإعلام الصليبي وألصقها بالمسلمين كما يحدث بين الحين والأخر .
أما الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية وغيرها تعاني إما من هدم مساجدها كما حدث في المسجد 'البابري' في الهند, وليته كان لذنب أو جرم ارتكبه المسلمون, وإنما هو  تنفيس للحقد الهندوسي على المسلمين.

 أو التهديد بهدم المساجد أو إغلاقها كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا, أو الاعتداء على أملاك المسلمين وأرواحهم, أو توافر الحياة لهم في أدنى مستوى معيشي, كما أن هناك مجتمعات متعددة في دول العالم عرف عنها اضطهاد الأقليات المسلمة؛ لا لشيء إلا لأنهم مسلمون.
 وفي مثل هذه الظروف يحتاج المسلم إلى تأكيد كونه مواطناً كاملاً في تلك الدول. وللأقليات جذور تمتد في أعماق التاريخ, حيث تشير الحقائق التاريخية إلى أن الدعوة الإسلامية قد عرفت طريقها إلى أوروبا في وقت مبكر من عام 711م, وأصبحت الأندلس قاعدة انطلقت منها تلك الدعوة إلى عمق القارة.

 ثم تحول البحر المتوسط إلى معبر ينتقل خلاله الإسلام إلى دول العالم الغربي, ثم دخل المسلمون البلقان عام 1355م, وانتشر في جميع أوروبا الشرقية حتى وصل أسوار فيينا عام 1620م, واستمر في أوروبا قرونًا طويلة تاركًا آثارًا ثقافية وحضارية خالدة, وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية شهدت الدول الأوروبية تدفقًا كبيرًا للمسلمين؛ نظرًا لحاجتها الشديدة إليهم في بناء ما دمرته الحرب.
ولا يملك المرء الآن إلا أن يقف حزينًا إزاء الوضع المؤسف الذي يعيشه المسلمون في دول الغرب خاصة, على الرغم من كثرتهم؛ حيث يبلغ تعدادهم قرابة 30 مليونًا, إلا أنهم يعيشون في شقاق وخلاف وصراع, بالإضافة إلى المشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية المتعددة التي تحاول القضاء على هويتهم وتمزيق وحدتهم والنيل من عقيدتهم.
ويعتبر الجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية من أبرز المشكلات التي يعاني منها كثير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم وبخاصة أوروبا, وقد أجمع الكثير من المواطنين المسلمين على أن تغييب الدين الإسلامي, ومنع تدريس المواد الدينية إبان فترة الحكم الشيوعي لهذه البلدان, إضافة إلى بعدها عن العالم الإسلامي - والذي قلّما ينظر بعين الرعاية والاهتمام إلى تلك الأقليات؛ نظرًا لانشغاله بخلافاته الداخلية والتي ألهاه بها الاستعمار الفكري الغربي – وتقصير المسلمين بعد زوال الحكم الشيوعي؛ أسباب رئيسة في المعاناة التي يشعرون بها.
ويعد الجهل بالإسلام الذي تعاني منه الأقليات سببه الرئيس الإعلام السلبي وعدم مواجهته بإعلام صحيح قوي, ولعل أهم سبل معالجة هذه المشكلة هو تكثيف المطبوعات والمنشورات والكتب التي تبرز الوجه الحقيقي للإسلام.
وكذلك يجب الاهتمام بمضاعفة جهود المسلمين في مجال إنشاء المراكز الإسلامية وتزويدها بالدعاة والمعلمين الأكفاء.
ولكن الملاحظ أن هناك انفصامًا وتباعدًا بين الأقليات العربية والإسلامية والدول التي تنتمي إليها هذه الأقليات, وكأن هذه الدول قد لفظت أبناءها وتخلصت منهم, فهم مواطنون غير مرغوب فيهم, وكثيرًا ما تشير أصابع الاتهام إلى أنهم 'إرهابيون' تارة, أو مارقون فقدوا الانتماء والهوية تارة أخرى, واستهوتهم الحياة الغربية المنفتحة.
وخلاصة القول: إن هذه الأقليات تعاني من مشكلات كبيرة نضعها هنا بين يدي من يهمه الأمر فمنها ما يخص المسلمين أنفسهم:
· كأن يتعامل المسلم مع هذا المجتمع على أنه مواطن من الدرجة الثانية, باعتبار استمرار نظره لنفسه كمهاجر أو كمواطن غير مرتبط بشكل أصيل بهذه الدولة.
· عدم ممارسته لجميع حقوقه, والاكتفاء بدفع الضرائب وغيرها, فهو يطبق نصف قاعدة الحقوق والواجبات, فيتنازل طواعية أو عجزًا عن حقوقه, مقابل العيش في سلام لإحساسه بالوحدة بين مسلمي العالم, وعدم استشعار العون والمؤازرة من إخوانه من المسلمين.
مع نشأة جيل ثانٍ من الأبناء بالذات في الغرب, تنشأ فجوة بينهم وبين ذويهم الذين يعجزون عن مواكبة الصراع النفسي لدى الناشئة, وعلى سبيل المثال من ناحية الجنسية بمعنى أن الأسرة لو أوضحت لأبنائها الفرق بين حمل الجنسية لبلد ما والانتماء إلى دين الإسلام أي أنه يجب عليه حب الخير لهذا البلد وذلك بهدايته للإسلام مثلما يفعل أي مسلم في أي بلد مسلم في بلاد العرب أو غيرها, فهو يحب الخير له وفق ما تمليه عليه تعاليم الإسلام, وليس لمجرد الحمية لهذا العرق أو ذاك.
ومنها ما يختص بممارسات تلك الدول تجاه الأقليات:
· فهناك دولة تجبر المسلمين على تغيير أسمائهم وحتى أسماء الموتى منهم, وهي بهذا الشكل تؤذي المسلمين وتعاقبهم لمجرد أنهم ينتمون إلى عقيدة دينية مختلفة هي عقيدة الإسلام.
· وفي دول أخرى يُكره المسلم, ويُجبر على ترك عقيدته الإسلامية, أو يضطر لممارسة شعائره الدينية في الخفاء خوفًا من اضطهاد المجتمع الذي يعيش فيه, بل وامتد هذا الأمر إلى الأغلبيات في بعض الدول, مثلما عاش المسلمون الألبان فترة من فترات تاريخهم, حتى أن الأمر وصل بهم لأن يُضطر المسلم لأن يفطر في شهر رمضان؛ حيث إن التعبد جريمة في نظر تلك المجتمعات, وما كانت تلك المهانة والذلة ليحدثان في العهود الزاهرة للإسلام والمسلمين, ولكنها حدثت ويا لخزينا يوم ضاعت هيبتنا في عيون أعدائنا وهنّا عليهم فهان عندهم المستضعفون من المسلمين.
وهكذا فإن سجل اضطهاد الأقليات المسلمة في بعض دول العالم ينوء بما تحمل صفحاته من المآسي والظلم, فبعض الدول تعتبر الأقليات المسلمة كيانات غريبة في نطاق مجتمعاتها, وغير مرغوب في إقامتهم, وتجردهم من حق المواطنة, وتطالبهم بالعودة من حيث أتوا, بل وتطردهم من ديارهم, وتجردهم من أموالهم وممتلكاتهم؛ ليعيشوا في حال لجوء يعانون من العِوز والاحتياج والمرض, وما حدود بعض الدول التي يسكنها اللاجئون من المسلمين منا ببعيدة.

على سبيل المثال بنجلاديش وباكستان, ولا نملك لهم سوى بعض البطاطين التي لا تصلح للغطاء في حر الصيف, فما بالنا بصقيع الشتاء وبعض البقايا من الطعام والفتات التي تقذف به أيدي بعض أثرياء المسلمين, إلى جانب بعض الاستنكار وقليل من الدموع المنهمرة ممن لا حول لهم ولا قوة, هذا, وقد ازدادت التحديات التي تواجه هذه الأقليات في الآونة الأخيرة؛ حيث اعتبر الإسلام كمنظومة فكرية بديلة تواجه الفكر الغربي بعد سقوط الشيوعية؛ ما أدى إلى ملاحقة المسلمين ومحاربتهم في أرزاقهم, وفرض القيود على تمثيلهم في المجالس النيابية لممارسة حقوقهم الانتخابية.
وفي الحقيقة فإن الأقليات الإسلامية في العالم الغربي محاصرة بكم هائل من وسائل الإعلام الحديثة, التي تقدم دومًا كل ما هو منافٍ لأخلاق وتعاليم ديننا الحنيف.
وفي الوقت الذي تلهث فيه هذه الأقليات جاهدة لتحقيق شخصيتها الثقافية والتمسك بمرجعيتها العقدية فإنها تواجه عقبات كثيرة كعدم توافر المدارس واختلاف نظم التعليم في الغرب, حتى إن الأغلبية العظمى من أبناء تلك الأقليات لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه, وبالتالي قد انقطعت صلتهم بلغتهم الأم.
وهناك أيضًا المنظمات اليهودية والأنشطة التنصيرية, بالإضافة إلى الفرق الضالة التي تدعي الإسلام ظاهرًا وتبطن العداء الشديد له, مثل البهائية والقاديانية وغيرها ممن يقفون حجر عثرة في طريق الدعوة الإسلامية في تلك البلاد.
إن الأمر جد خطير, ويحتاج إلى المزيد من التضحية بكل غالٍ ونفيس, وكذلك وقفة أمينة صادقة خالصة لوجه الله لمعونة هذه الأقليات؛ للحفاظ على هويتها والدفاع عن دينها, ومن ثم استثمارها لتشكل جسورًا تعبر من خلالها الدعوة الإسلامية إلى الملتقى الغربي, ولا سيما أن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية في أوروبا والولايات المتحدة بسرعة وقوة تذهل خبراء السياسة والعلاقات الدولية, ولو وجد هذا الدين من يقدمه إلى الرأي العام الغربي بصورته الصحيحة لحدث انقلاب كامل وتغيير لشكل الحياة في هذه المجتمعات.
فهل نأمل أن تتحرك الحكومات والمنظمات الإسلامية لتحيق هذا الأمل بدلاً من مناصبة هذه الأقليات العداء أو العمل على توظيفها لتحقيق الأغراض السياسية لأنظمة الحكم القائمة في العالم الإسلامي؟
وأخيرًا ولأن هذه الأقليات المسلمة من وجهة نظر التاريخ هي ترجمة للمد الإسلامي تاريخيًا وجغرافيًا, فتوزع هذه الأقليات في مناطق متفرقة من العالم هو جزء من الجغرافيات الإسلامية, وتمسّك الأقليات المسلمة بعقيدتها الإسلامية هو ترجمة لتواصل حلقات التاريخ الإسلامي المجيد,

أرأيت عزيزي القارئ الفارق بين معاملة المسلمين للنصارى واليهود وبين معاملة اليهود والنصارى للمسلمين لاأجد لهذه العامل وتل إلا قل الحق سبحانه وتعالى " هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم عضوا عليكم الأنامل من الغيظ "                              

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                          الباب الرابع

                        الروافض

تمهيد:

بعد الحديث عن النصارى وما قالوه عن الذات الإلهية سبحانه وتعالى وما قاموا به من تحريف وتغيير وتبديل لما أمرهم الله تعالى به . وجدناهم لم يقفوا عند هذا الحد بل أرادوا أن لا يكونوا هم العاصون وحدهم فحاولوا جهدهم في إضلال أكبر عدد من البشر والعجيب أن استجابت لهم طوائف عدة ومنها طائفة الشيعة وبخاصة الروافض منها .

ولعل سائلا يسأل ما علاقة الروافض والشيعة بالأديان ؟ وما هي علاقة الشيعة بالنصارى ومعاملتهم للمسلمين ؟ ولذا رأيت قبل أن أبدأ الحديث عن الروافض ومن هم وما هى أفكارهم وما يدعون إليه ؛ رأيت أن أذكرك عزيزى القارئ بقول الحق سبحانه ونعالى  " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ "وأن أبين لك أن الشيعة والروافض ما هم إلا صنيعة اليهود والنصارى .

لأن اليهود حين جاءهم المسيح عليه السلام يدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد ونبذ عبادة الآلهة الأخرى ؛وأن يتمسكوا بالتوراة الحقيقية ؛ ناصبوه العداء لأنهم كانوا يحلمون بمسيح أخر فظا غليظا يخيفون به الأعداء ويعيدون به ما أخذه منهم نبوخذ نصر والإسكندر وغيرهم إلا أنهم حين رأوا المسيح عليه السلام بهذا التواضع وتلك الرحمة ناصبوه العداء ورفضوه وزاد رفضهم له حين أخبرهم أنه ما بعث إلا ليبشرهم بالنبي الخاتم محمد صلى الله  عليه وسلم وزاد حنقهم وبغضهم حين أخبرهم أن محمد صلى الله عليه وسلم من العرب من بني إسماعيل عليه السلام .

حينها جن جنونهم ووقفوا له بالمرصاد وحاولوا قتله إلا ان الله جل وعلا مطلع عليهم حافظ لأنبياءه فرفع المسيح عليه السلام  إلى السماء وشبه أحدهم به ففتكوا  به فثبتت الحجة عليهم  .

وبعدها ظلوا يقتلون كل من يردد كلام المسيح عليه السلام فوجدوا اتباعه في ازدياد فلم يجدوا بدا من تغيير تعاليم المسيح عليه السلام فأرسلوا واحدا منهم الا وهو " بولس "  وزعم أنه رأى المسيح عليه السلام وأمره بنشر دينه فقام بتغييره قدر المستطاع حنى انك حين تطلع علي تعاليم " بولس" وتعاليم المسيح عليه السلام تجدهما مختلفين غاية الاختلاف وبرعوا فى هذا الجانب واطمأنوا حين رأوا اتباع االمسيحية يزداد وهم على هذا الباطل .

 وحين بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ورأوا فيه الصفات التى كانوا يعرفونها ناصبوه العداء ؛ وألبوا عليه القبائل ؛ حاربوه ؛ ولكن مكنه الله تعالى منهم ونصره عليهم . فبعد انتقاله عليه الصلاة و السلام إلى جوار ربه تعالى أرسلوا واحد منهم ألا وهو " عبد الله بن سبأ " الذي زعم أنه مسلم ؛ تماما كما فعل سلفه " بولس " وأراد أن يفعل بالإسلام ما فعل سلفه بالمسيحية ,

ولكن شاء الله تعالى أن يرد كيده في نحره لأنه تعالى يقول " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فلم يستطع فعل شئ  إلا أنه بدأ في وضع تخاريف نعرفها في حينها . والشيعة والروافض بشكل خاص من الفرق التي تبعته ؛ وهذا يفسر لنا سبب اهتمام اليهود والنصارى بالشيعة والروافض واعانتهم على أهل السنة بين الحين والأخر وهذا ما سنتعرف عليه فى الصفحات التالية إن شاء الله تعالى .

وسنعرض الآن من هم الشيعة ومن هم الروافض وسبب تسميتهم ؛ وما هى مبادئهم ومدى ارتباطها باليهود والنصارى .  ولترى عزيزي القارئ مدى التشابه الشديد بينهم وبين اليهود والنصار ى.

متى ظهرت فرقة الرافضة   

نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي اسمه ( عبد الله بن سبأ ) ادَّعى الإسلام ، وزعم محبة آل البيت ، وغالى في علي رضي الله عنه  وادعى له الوصية بالخلافة ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية ، وهذا ما تعترف به الكتب الشيعية نفسها ومنها :- 

-- قال القمي في كتابه ( المقالات والفرق ) ص 10 - 21 ، يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة ، كما قال به النوبختي في كتابه ( فرق الشيعة ) ص 19 - 20 ، 

-- قال البغدادي : ( السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غالى في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً حتى زعم أنه الله .

-- وقال البغدادي كذلك : وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة ، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة ، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيأ وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد صلى الله عليه وسلم

-- وذكر الشهرستاني عن ابن سبأ أنه أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه- وذكر عن السبئية أنها أول فرقة قالت بالتوقف بالغيبة والرجعة ، ثم ورثت الشيعة فيما بعد ، رغم اختلافها وتعدد فرقها ، القول بإمامة علي وخلافته نصاً ووصية ، وهي من مخالفات ابن سبأ وقد تعددت فيما بعد فرق الشيعة وأقوالها إلى عشرات الفرق والأقوال

وهكذا ابتدعت الشيعة القول بالوصية والرجعة والغيبة بل القول بتأليه الأئمة اتباعاً لابن سبأ اليهودي .

لماذا سمي الشيعة بالرافضة ؟

هناك العديد من الأسباب لتسمية الروافض نذكر منها :-

-- هذه التسمية ذكرها شيخهم المجلسي في كتابه ( البحار ) وذكر أربعة أحاديث من أحاديثهم . انظر البحار للمجلسي ص 68 - 96 ويجدر بالذكر هنا أن بحار الأنوار للمجلسي يعتبر من مراجعهم الحديثة المتأخرة وهو كتاب ملفق أي أن مؤلفه المجلسي لم يؤلفه كاملاً بل ألف بعضه وسرق البعض الآخر وكتب على الغلاف تأليف : المجلسي   

 وقيل سموا رافضة ، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين ، فقالوا : تبرأ من أبي بكر حتى نكون معك ، فقال : هما صاحبا جدي بل أتولاهما ، قالوا : إذاً نرفضك ، فسموا رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية . وقيل سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر ، وقيل سموا بذلك لرفضهم الدين . ومهما كان السبب فهم رفضوا الدين والإسلام وتولوا اليهود والنصارى فهنيئاً لهم !!!

إلى كم تنقسم فرق الشيعة ؟ جاء في كتاب دائرة المعارف أنه ( ظهر من فروع الفرق الشيعية ما يزيد كثيراً عن الفرق الثلاث والسبعين المشهورة ) . دائرة المعارف ( 4 / 67 ) . بل جاء عن الرافضي مير باقر الداماد أن جميع الفرق المذكورة في الحديث ، وهو حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، هي فرق الشيعة وأن الناجية منهم فرقة الإمامية . ومير باقر هذا هو محمد باقر بن محمد الأسد ، من كبار شيوخ الشيعة وذكر المقريزي أن فرقهم بلغت ( 300 ) فرقة .

-- وقال الشهرستاني : إن الرافضة ينقسمون إلى خمسة أقسام : الكيسانية والزيدية والإمامية والغالية والإسماعيلية ) . الملل والنحل للشهرستاني ص 147

--     وقال البغدادي : ( إن الرافضة بعد زمان علي - رضي الله عنه - أربعة أصناف زيدية وإمامية وكيسانية وغلاة ) . الفرق بين الفرق للبغدادي ص 41

 -- مع ملاحظة أن الزيدية ليست من فرق الروافض باستثناء طائفة الجارودية

 -- عقيدة البداء التي يؤمن بها الرافضة :

البداء ? هو بمعنى الظهور بعد الخفاء ، أو بمعنى نشأة رأي جديد . والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم ، وكلاهما محال على الله ، لكن الرافضة تنسب البداء إلى الله تعالى  . جاء عن الريان بن الصلت قال : ( سمعت الرضا يقول : ما بعث الله نبياً إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله البداء ) . أصول الكافي ص 40

-- وعن أبي عبد الله أنه قال : ( ما عبد الله بشيء مثل البداء ) . أصول الكافي ( 1/ 331

( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) انظر أخي المسلم كيف ينسبون الجهل إلى المولى سبحانه وتعالى وهو القائل جل وعلا عن نفسه : ( قل لايعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) النمل آية : 65   

وفي المقابل يعتقد الرافضة أن الأئمة يعلمون كل العلوم ولا تخفى عليهم خافية كما سبق ؛ تماما مثل ماقال اليهود عن الحاخامات وأنهم أكثر علما من الحق سبحانه وتعالى (حاشاه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ) كما ذكروا فى العديد من النصوص في البروتوكولات وكما ذكر النصاري عن البابوات وأنهم يملكون الحق في الثواب والعقاب مما يدل على ان المنبع الذي يستقي منه الرافض انما هو من اليهود  وسنرجئ التشابهات بين الشيعة واليهود حتى ننتهى من التعرف على الشيعة والروافض وكيف خانوا الله والرسول وكذلك الأوطان التي عاشوا فيها .

  عقيدة الرافضة في الصفات :

والرافضة مثلهم مثل اليهود ؛  فكما أن اليهود ذكروا الله تعالى فى كتبهم  وقاموا بتجسيده فذكروا أنه يأكل ويشرب ويمشي معهم في عمود السحاب نهارا وفي عمود نار ليلا كذلك قال الرافضة  

-- وعنهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : أن من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض هو هشام بن الحكم . انظر منهاج السنة ( 1 / 20 ) . وهشام بن سالم الجواليقي ، ويونس بن عبدالرحمن القمي ، وأبو جعفر الأحول . انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 97 . --- وكل هؤلاء المذكورين من كبار شيوخ الاثنا عشرية ، ثم صاروا جهمية معطلة كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين سبحانه وتعالى بالصفات السلبية التي ضمنوها الصفات الثابتة له سبحانه فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول إنه تعالى ( لا يوصف بزمان ، ولا مكان ولا كيفية ، ولا حركة ولا انتقال ولا شيء من صفات الأجسام وليس حساً ولا جسمانياً ولا صورة) . التوحيد لابن بابويه ص 57    

-- فسار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة . كما أنهم ينكرون نزول الله جل شأنه ، ويقولون بخلق القرآن ، وينكرون الرؤية في الآخرة جاء في كتاب ( بحار الأنوار ) أن أبا عبدالله جعفر الصادق سئل عن الله تبارك وتعالى : هل يرى يوم المعاد ؟ فقال سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ، إن الأبصار لا تدرك إلا ماله لون وكيفية والله خالق الألوان والكيفية .

-- بل قالوا : لو نسب إلى الله بعض الصفات كالرؤية حكم بارتداده ، كما جاء ذلك عن شيخهم جعفر النجفي في كتاب ( كشف الغطا ) ص 417 ، علماً أن الرؤية حق ثابت في الكتاب والسنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة.

-- ومن السنة ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال : كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال : إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكرها . سبحان الله ؟!!

-- وفرقة الأباضية المبتدعة يقرون نفس عقيدة الروافض قاتلهم الله جميعاً ، ولذلك نرى الأباضية لا يردون على الرافضة بل يتولونهم ويحبونهم لأنهم جميعاً يعتقدون اعتقاد الجهمية والمبتدعة .

اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم الموجود بين أيدينا :

-- لقد ذهب صواب الروافض ومن هم على شاكلتهم من فرق الشيعة فقالوا : إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، بل قد غير وبدل وزاد فيه ونقص منه . وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه : ( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب ) . ص 32 .

 محمد بن يعقوب الكليني :

وأما محمد بن يعقوب الكليني فيقول كذبا وافتراء في ( أصول الكافي ) تحت باب ( أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة ) ( عن جابر قال : سمعت أبا جعفر يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده .

-- ولقد افترى أحمد الطبرسي في ( الاحتجاج ) والملا  " حسن  " في تفسيره ( الصافي ) فقالا : إن عمر قال لزيد بن ثابت : إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار . 

وقد أجابه زيد إلى ذلك ، ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر عليّ القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم ؟ فقال عمر : ما الحيلة ؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة ، فقال عمر : ما حيلته دون أن تقتله ونستريح منه . فدبَّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك ( قاتلهم الله )

ويضيف الحاقد : فلما استخلف عمر سألوا علياً - رضي الله عنه - أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال عمر : يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه ؟ فقال : هيهات ، ليس إلى ذلك سبيل ، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة  ( إنا كنا عن هذا غافلين ) أو تقولوا : ( ما جئتنا ) .

ثم يكمل أحقاده فيقول :  إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر : فهل وقت لإظهار معلوم ؟ ، فقال علي : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه ) . الاحتجاج للطبرسي ص 225 . وكتاب فصل الخطاب ص 7  

والحق أن هؤلاء ليس مخطئين فحسب  بل أغبياء كذلك لأنهم لم يقرأوا  عن الود والتفاهم والتناغم الذي كان بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكم كان يأنس بعضهم ببعض  ويسترشد بعضهم بأراء  أخيه فكثيرا ما كنا نقرأ  قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو يمدح  الإمام علي بن أبي طالب فيقول : "بئس المقام بأرض ليس بها أبو الحسن"  وليس هذا فحسب بل  زوج الإمام علي ابنته ام كلثوم لعمر رضي الله عنه

-- ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيدة التقية ، فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة ، يثبت بها انهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن

 ويضيفون :  أن هناك قرآنين أحدهما معلوم ، والآخر خاص مكتوم ومنه أسقط من القرآن آية وهي : ( وجعلنا علياً صهرك ) زعموا أنها أسقطت من سورة ( ألم نشرح ) وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية ولم يكن علي صهراً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة .

 

عقيدة الرافضة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

تقوم عقيدة الرافضة على سب وشتم وتكفير الصحابة - رضوان الله عليهم - ذكر الكليني في ( فروع الكافي ) عن جعفر عليه السلام : ( كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة : فقلت : من الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ) . فروع الكافي للكليني ، ص 115 . وذكر المجلسي في ( حق اليقين ) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له : ( لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر ؟ فقال : إنهما كانا كافرين ، الذي يحبهما فهو كافر أيضاً ) . حق اليقين للمجلسي ص 522    

ونحن نشهد  : أن علي بن الحسين وأهل البيت أجمع يتبرؤون من هذا كله الذي افتراه عليهم الرافضة قاتلهم الله أنى يؤفكون

ويقولون في كتابهم ( مفتاح الجنان ) : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما … إلخ . مفتاح الجنان ص 114 . ويعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة .        

   كما أنهم يحتفلون باليوم الذي قتل فيه الفاروق عمر بن الخطاب ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بابا شجاع الدين رضي الله عن الصحابة أجمعين وعن أمهات المؤمنين

  انظر أخي المسلم ما أحقد وما أخبث هذه الفرقة المارقة من الدين وما يقولونه في خيار البشر بعد الأنبياء - عليهم السلام - والذين أثنى الله عليهم ورسوله وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم ، وشهد التاريخ والواقع والأمور المعلومة الضرورية بخيرتهم وسابقتهم وجهادهم في الإسلام .

أوجه التشابه بين اليهود والرافضة :

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وأيه ذلك أن  ماقام به  الرافضة  يشبه تماما ماقام به  اليهود ، وذلك أن اليهود قالوا :

1-  لا يصلح الملك إلا في آل داود ، وقالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي   

2- وقالت اليهود : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيف ، وقالت الرافضة : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء .  

3-  واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم ، وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم .   

4- واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن

  5-  واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة 

 6- واليهود تبغض جبريل يقولون هو عدونا من الملائكة ، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد 

 7- وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى ، ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعاً ، وكذا الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلونها

 إلأ أن اليهود والنصارى أفضل من الرافضة لسببين:   

 1- سئلت اليهود : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وسئلت النصارى : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : حواري عيسى ،

2- وسئلت الرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .         ولذا فنقول : هنيئاً للرافضة مشابهتهم لليهود والنصارى بل قد فاقوهم باطلاً وضلالاً والعياذ بالله

" ابن سبأ "

إن الشائع عند -معاشر الشيعة- أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية لا حقيقة لها، اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتـهم، فنسبوا إليه تأسيس التشيع، ليصدوا الناس عنهم وعن مذهب أهل البيت . ولكن  نسي هؤلاء أن أهل السنة ليسوا في حاجة إلى إختلاق الحجج أو الأسباب التي يعلقون عليها أخطاء الأخرين ولذا رايت أن أنسب شئ هو أن أترك أهل البيت يتتحدثون عن عبد الله بن سبأ .

1- عن أبي جعفر u: (أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله -تعالى عن ذلك- فبلغ ذلك أمير المؤمنين u فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو، وقد كان قد ألقى في روعي أنت الله وأني نبي، فقال أمير المؤمنين u: ويلك قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى، فحبسه، واستتابه ثلاثة أيام، فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: "إن الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك").

2- وعن أبي عبد الله أنه قال: (لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين u، وكان والله أمير المؤمنين u عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم)، (معرفة أخبار الرجال) للكشي (70-71)، وهناك روايات أخرى.

3- وقال المامقاني: (عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو) ؛(غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين u بالنار، وكان يزعم أن علياً إله، وأنه نبي) (تنقيح المقال في علم الرجال)، (2/183، 184).

4- وقال النوبختي: (السبئية قالوا بإمامة علي وأنـها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال: "إن علياً u أمره بذلك" فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن.

وحكى جماعة من أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بـهذه المقالة، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي u وأظهر البراءة من أعدائه .. فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة)، (32-44).

5- وقال سعد بن عبد الله الأشعري القمي في معرض كلامه عن السبئية: (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي وابن اسود وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم) (المقالات والفرق)، (20).

6- وقال الصدوق: وقال أمير المؤمنين u: (إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟

فقال: أو ما تقرأ: ]وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ[ [الذاريات:22]، فمن أين يطلب الرزق إلا موضعه؟ وموضعه -الرزق- ما وعد الله عز وجل السماء) (من لا يحضره الفقيه) (1/229).

7- وذكر ابن أبي الحديد أن عبد الله بن سبأ قام إلى علي وهو يخطب فقال له: (أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له -علي- ويلك من أنا، فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه)، شرح نـهج البلاغة (5/5).

8- وقال السيد نعمة الله الجزائري:

(قال عبد الله بن سبأ لعلي u: أنت الإله حقاً، فنفاه علي u إلى المدائن، وقيل أنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي) (الأنوار النعمانية) (2/234).

 وليس هذا فحسب بل زاد الروافض فى الامر وغالوا فى على بن ابى طالب رضي الله عنه حتى جعلوا لعلي صفات لله واعطوه مكانة افضل من رسول الله حتى قالوا فيه ان الدين لم يقم الا به وان رسول الله لا يقدر ان يستغني عنه ولم ينتشر الاسلام الا به وانه لما يملكه من القدرات في مشاطرت رب العباد باسمائه وصفاته العلى فهو الحاشر وهو من يدخل اهل الجنة الجنة وهو من يدخل اهل النار النار ومفاتيح الغيب بيده

والعجيب أنهم بعد ذلك اثبتوا عجزه من خلال ارث فاطمة رضي الله عنها و اغتصاب الخلافة من قبل الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم وحادثة كسر الضلع فاصبح بغاية العجز والجبن والضعف وحاشى له .سبحانك ربي هذا بهتانا عظيم .
والسؤال: -
1ـ كيف قبل وسلم ان تغتصب الخلافة منه من قبل الخلفاء الثلاثة ؟؟!!
2
ـ كيف بعد ذلك جاء وبايع ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟؟!!
3
ـ كيف سمح لأبي بكر رضي الله عنه ان يغتصب ارث الزهراء ولا يعطيها ارثها ان كان هنالك ارث؟؟!!
4
ـ كيف بعد ذلك زوج علي ابنته ام كلثوم لعمر رضي الله عنه ؟؟!!
5
ـ كيف سمح لعمر رضي الله عنه ان يكسر ضلع الزهراء رضي الله عنها ؟؟؟؟!!
كل هذه الاسئلة لم نجد لها اجابة منهم فان دل ذلك دل على بطلان حججهم الواهية في مايدعوه زورا ً وكذبا ً وبهتانا ً .

              الشيعة والروافض والخيانة

 

ونتناول هنا نماذج من خيانة الروافض والشيعة عبر التاريخ ونستعين ببعض ما كتبه الدكتور / راغب السرجاني  بتصريف يسير ؛ وهنا سؤال يطرح نفسه : ماذا يضيرنا إن تحول هؤلاء وأمثالهم عن الإسلام الحقيقي ؟

 فهؤلاء أناس اختاروا لانفسهم منهجا كما قال هرقل عن النجاشي " وجل رضي لنفسه دينا "  الحقيقة أنه لا يضيرنا شئ فالامور لدينا واضحة فالحق سبحانه وتعالى يقول " ولا تزر وازرة وزر أخرى " فليختر كل امرى ماشاء فالحق جل وعلا يقول " لا اكراه في الدين "

وانما تكمن المشكلة في تصرفاتهم وما يضمرونه لنا من أحقاد والعجيب أنهم لا تبدوا عليهم أمارات الحقد والغل ولكن تظهر هذه الأحقاد جلية حين نضعف أو تمر بنا بعض الأزمات تجدهم كا لفيروسات التي لا تتحرك ولا تنشط إلا إذا كان الجسد يعاني بعض الشئ .

وهذه التصرفات تعد خيانة ومن المعلوم أنه لا آمان لخائن ؛  فالخائن  الذي يخون ربه ودينه علام يبقي ؛  فلا يفرق مع من يكون خائنًا، ومع من يكون أمينًا، فإن الخيانة داء إذا خالط دماء الإنسان فإنه يجعله خائنًا ولو مع أقرب الناس إليه.

ونحن لانتجنى على الشيعة والروافض فقد ثبتت خيانتهم للدين منذ البداية والعجيب أنه خانوا من غيروا دينهم وتصرفاتهم بشأنهم فمن اللحظات الأولى لظهور التشيع رأينا خيانتهم لأهل البيت  إبَّان الفتن التي ثارت ثائرتها بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضوان الله عليهما.

وإليك عزيزي القارئ صورا من خياناتهم عبر التاريخ الإسلامي لترى بعينيك لماذا نحذر منهم وهل نآمنهم بعد ذلك أم لا ؟

1- خيانتهم لعلي بن أبي طالبt: فقد كان أكثر شيعة علي بن أبي طالب t من أهل العراق وعلى وجه الخصوص أهل الكوفة والبصرة، وعندما عزم علي بن أبي طالب t  على الخروج بهم إلى أهل الشام بعد القضاء على فتنة الخوارج خذلوه، وكانوا وعدوه بنصرته والخروج معه، ولكنهم تخاذلوا عنه وقالوا:

"يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه، حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير"

رأي الإمام علي في الشيعة

"وأدرك الإمام علي أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة  ؛ وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس ؛  وما أنتم لي بثقة ؛ وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم ، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون .

والعجيب أن شيعة علي بن أبي طالب من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي:

"يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته ؛  وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من عررنموه ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون .

2- خيانتهم للحسن بن على

حين قتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبويع ابنه الحسنربالخلافة لم يكن يؤمن بجدوى حرب معاوية وخصوصًا أن شيعته خذلوا أباه من قبل،

ذكاء الإمام الحسن رضي الله عنه 

حين عاد الشيعة من أهل العراق يطالبون الحسن بالخروج لقتال معاوية وأهل الشام أظهر الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة أفقه، فهو لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليم الأمر له حقنًا لدماء المسلمين، لأنه يعرف خفة أهل العراق وتهورهم ، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه .

فوافقهم على المسير لحرب معاوية وعبأ جيشه وبعث قيس بن عبادة في مقدمته على رأس اثني عشر ألفا، وسار هو خلفه فلما وصلت تلك الأخبار إلى معاوية وتحرك هو أيضًا بجيشه ونزل مسكن.

 

الطبع يغلب التطبع

 وبينما الحسن في المدائن إذ نادى منادي من أهل العراق أن قيسًا قد قتل، فسرت الفوضى في الجيش وعات إلى أهل العراق طبيعتهم في عدم الثبات، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا متاعه حتى أنهم نازعوه بساطًا كان تحته، وطعنوه وجرحوه.

 وهنا فكر أحد شيعة العراق وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي في أمر خطير وهو أن يُوثق الحسن بن علي ويسلمه طمعًا في الغنى والشرف، فقد جاء عمه سعد بن مسعود الثقفي  وكان وليًّا على المدائن من قبل علي، فقال له: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقال له عمه: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول اللهr فأوثقه بئس الرجل أنت.

بل إن الحسن t كان يقول: "أرى معاوية خيرًا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وأخذوا مالي والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي في أهلي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني؛ فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلما، والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير .

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

 حين قتل على بن أبى طالب وكانت  خلافته  خمس سنين وثلاثة اشهر الا أربع عشر يوما - ثم دخلت سنه إحدى وأربعين هجريه وما كان فيها تسليم الحسن بن على الأمر إلى معاوية ودخول معاوية الكوفة – وبيعه أهل الكوفة معاوية بالخلافة  وحمى الله المسلمين من فتنه أخرى على يد الإمام الحسن بن على وصدق فيه قول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ( ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )  وتسمى هذه السنة : بسنة الجماعة وكان معاوية رضي الله عنه يقول " أنا أول الملوك وأخر خليفة "

3- خيانة الفاطميين

من يقرأ التاريخ يرى كم بذلت الدولة الفاطمية جهودًا خبيثة في محو السنة ونشر التشيع، وكانت خطتها المتبعة أنه في حال غياب الدولة توزع الدعاة سرًا ليقوموا بالدعوة إلى مذهب الإسماعيلية الشيعي، وفي حالة أن تكون لهم دولة فإنهم يجعلون الدين الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي.

 بالطبع كما قال اليهود في )البروتوكول  الرابع عشر)  "بقولهم   حينما نمكن لأنفسنا  فنكون سادة الأرض  لن نبيح قيام دين  غير ديننا  لهذا السبب  يجب علينا تحطيم كل عقائد الأديان   "

وعندما بدأ الفاطميون دعوتهم في بلاد المغرب، وجدوا أن التشيع كان منتشرًا هناك، لأن دولة الأدارسة التي أقامها إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 172هـ

هي في الأصل دولة علوية شيعية، فمن ثم أصبحت بلاد المغرب صالحة للدعوة الإسماعيلية، فانتشر التشيع واعتنقه كثير من البربر، حتى إن أكثر وزراء الأغالبة (في تونس) كانوا على المذهب الشيعي، وكان من أبرز الدعاة للفاطميين في تلك البلاد رجل يقال له أبو عبد الله الشيعي من بلاد اليمن، له من ضروب الحيل ما لا يحصى.

رغبة الفاطميين الشيعة في امتلاك مصر

ولم يكتف أبو عبد الله الشيعي بنشر الدعوة للفاطميين في بلاد المغرب، بل أخذ يعمل على بسط نفوذهم في شمال إفريقية فوقعت في يده عدة مدن، وأعلن الفاطميون قيام دولتهم سنة 296هـ إثر انتصارهم على الأغالبة في موقعة الأربس.

ورأى الفاطميون بعد أن أمتد نفوذهم في بلاد المغرب، أن هذه البلاد لا تصلح لتكون مركزًا لدولتهم، ففضلاً عن ضعف مواردها كان يسودها الاضطراب من حين لآخر، لذلك اتجهت أنظارهم إلى مصر لوفرة ثرواتها وقربها من بلاد المشرق الأمر الذي يجعلها صالحة لإقامة دولة مستقلة تنافس العباسيين .

الفاطميون يخدعون المصريين

وقد وجه الفاطميون أكثر من حملة للاستيلاء على مصر بدءًا من 301- وحتى 350هـ وفي سنة 358هـ عهد الخليفة الفاطمي إلى جوهر الصقلي كتابًا بالأمان وفيه:

" أن يظل المصريون على مذهبهم أي لا يلزمون بالتحول إلى المذهب الشيعي، وأن يجري الأذان والصلاة وصيام شهر رمضان وفطره والزكاة والحج والجهاد على ما ورد في كتاب الله ورسوله .

ولم يكن كتاب جوهر لأهل مصر إلى مجرد مهادنة، وعندما وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في سنة 362هـ ركز اهتمامه في تحويل المصريين إلى المذهب الشيعي، واتبعت الخلافة الفاطمية في ذاك عدة طرق منها:

 إسناد المناصب العليا وخاصة القضاء إلى الشيعيين، واتخاذ المساجد الكبيرة مراكز للدعاية الفاطمية، كالجامع الأزهر وجامع عمرو ومسجد أحمد بن طولون، كذلك أمعن الشيعة الفاطميون في إظهارهم شعائرهم المخالفة لشعائر أهل السنة، في الآذان يضيفون حي على خير العمل، بعد حي على الفلاح ؛ كما أنهم يحتفلون بيوم العاشر من المحرم الذي قتل فيه الحسين بكربلاء.

وكان الفاطميون لا يقتصرون في تهييج أهل السنة على إقامة الشعائر الشيعية بل  كانوا يرغمون أهل السنة ويعتدون عليهم ليشاركوهم طقوسهم.

قال المقريزي:

"وفي العاشر من المحرم سنة 363هـ سار جماعة من المصريين الشيعيين والمغاربة في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين، وصاروا يعتدون على كل من لم يشاركهم في مظاهر الأسى والحزن مما أدى إلى تعطيل حركة الأسواق وقيام القلائل .

       { قد بدت البغضاء من أفواههم }

1- ولما آلت الخلافة إلى العزيز سنة 365هـ عني كأبيه المعز بنشر المذهب الشيعي وحتم على القضاة أن يصدروا أحكامهم وفق المذهب الشيعي كما قصر المناصب الهامة على الشيعيين، وأصبح لزامًا على الموظفين السنيين الذين تقلدوا بعض المناصب الصغيرة أن يسيروا طبقًا لأحكام المذهب الإسماعيلي، وإذا ما ثبت على أحدهم التقصير في مراعاتها عزل عن وظيفته، وكان ذلك مما دفع الكثيرين من الموظفين السنيين إلى اعتناق المذهب الفاطمي.

2- ولما قبض الحاكم بأمر الله زمام الأمور عمد إلى إصدار كثير من الأوامر والقوانين المبنية على التعصب الشديد للمذهب الفاطمي، فأمر في سنة 395هـ بنقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق والشوارع والدروب وصدرت الأوامر إلى العمال في البلاد المصرية بمراعاة ذلك.

3- ومن الأسماء الشيعية الشهيرة في العصر الفاطمي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر الذي كان يسمى بدر الجمالي، وكان مغاليًا في مذهب الشيعة فأظهر روح العداء والكراهة إزاء أهل السنة فجدد ما كان من أوامر بلعن الصحابة وإضافة عبارة حي على خير العمل للآذان – وغير ذلك.

4- وبرغم ما فعلت الخلافة الفاطمية من محاولات للقضاء على أهل السنة ومذهبهم إلا أن المذهب السني ظل محتفظًا بقوته رغم تحول بعض المصريين إلى المذهب الفاطمي.

والعجيب أنه لم يؤثر أن الخلافة الفاطمية قامت بغزو أو عمليات عسكرية ضد الفرنجة لتوطيد أركان الإسلام، بل الثابت تاريخيًّا أنهم كانوا حربًا على أهل الإسلام سلمًا على أعدائه، فهم يضيقون الخناق على أهل السنة ويجيشون الجيوش لإرغامهم على التشيع، بينما هم مع الفرنجة سلم لهم، بل يستنجدون بهم على أهل السنة وغير ذلك.

تواطؤا الفاطميين مع الفرنجة

من خيانات الفاطميين وتواطؤهم مع الفرنجة ما ذكره المقريزي في الخطط والآثار من أن صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي – وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به – قوى نفوذه في مصر وأخذت سلطة العاضد في الضعف، حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على أهل القصر الفاطمي، وتجلى استبداده بأمر الدولة وإضعاف الخلافة الفاطمية، حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد، وقد أتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة، وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه.

وحين جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة 565هـ، وضيقوا على أهلها وقتلوا أمما كثيرة، جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية وخوفًا من استيلاء المسلمين على القدس، وأرسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق، يستنجده فأمده، وبعث صلاح الدين جيشًا بقيادة ابن أخيه وخاله شهاب الدين وأمدهما بالسلاح والذخائر، واضطروهم للبقاء في القاهرة خشية أن يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمين بتدبير المؤامرات ضده.  

  { الله لطيف بعباده}

وكان من فضل الله أن رد كيد الفرنجة والشيعة الفاطميين الذين كاتبوهم ففشلت هذه الحملة، وانصرف الفرنجة عن دمياط، وذلك لما تسرب إليهم من قلق من جراء ما عانوه في سبيل تموين قواتهم، وكما وقع الخلاف بين قوادهم على الخطة التي يتبعونها في مهاجمة المدينة، فضلاً عن ذلك بلغهم أن نور الدين محمود قد غزا بلادهم وهاجم حصن الكرك وغيره من نواحيهم وقتل خلقًا من رجالهم، وسبي كثيرًا من نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم  

والمذهل أنهم دائمًا في كل خيانة يحدثونها يجعلون الأمة الإسلامية بين شقي الرحى، بين عدو خارجي وعدو داخلي، فاللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.

4- خيانتهم فى العراق إبان التتار

قال ابن كثير رحمه الله تعالى – في أحداث سنة 642هـ:

"وفيها استوزر ( أي عينه وزيرا )  الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي المشئوم على نفسه وعلى أهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة؛ فإنه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم .

وقال ابن كثير أيضًا في أحداث 656هـ والتي جاء فيها الطوفان التتاري إلى بغداد دار الخلافة العباسية:

"استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولاكو خان وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفًا على نفسه من التتار، ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى.. وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب..

خيانة ابن العلقمي الشيعي لأهل العراق

وكان قدوم هولاكو خان بجنوده كلها، وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل.. وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب أن هولاكو خان لما كان أول بروزه من همدان متوجهًا إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سَنِيَة ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم .

 فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير أيبك، وقالوا: إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الأموال، وأشاروا بأن يبعث بشيء يسير فأرسل شيئًا من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان، وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه، ولم يلقيا به بالا  حتى أزف قدومه .

 ووصل هولاكو بغداد بجنوده الكثير الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة، ممن لا يؤمنوا بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية الضعف ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم بقية الجيش، فكلهم كانوا قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله.

وهذا كله من آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة، حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات.

وفي هذا يقول ابن كثير رحمه الله في أحداث 655هـ: " وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهبت الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العلقمي وكان ذلك من أقوى الأسباب في ممالأته للتتار.

وقد يكون هذا بعض الدافع، ولكن الحقيقي لخيانة هذا الرافضي الخبيث هو ما يكنه من عقائد، وقد بينا في البداية أنهم لا يرون إقامة الجهاد إلا بحضور المهدي "وهو إمامهم الثاني عشر" روي الكليني صاحب الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

"كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل" وذكر هذه الرواية أيضًا شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة.

وفي الصحيفة السجادية الكاملة: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية، وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشبعتنا".

وروى محدثهم النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل: " عن أبي جرف عليه السلام قال: مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان .

فهل كان يرجى من هؤلاء أن يعلنوا الجهاد ضد التتار أو غيرهم وهم يروننا كفارًا، ومهديهم لم يخرج؟

 ولهذا كان أول من برز إلى التتار – هو ابن العلقمي – فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع به السلطان هولاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت، وقتلوا عن آخرهم.

 وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد في صحبته خوجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئًا كثيرًا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفسية، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة .

وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة.

فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله، ويقال: إن الذي أشار بقتله هو الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الألموت وانتزعها من أيدي الإسماعيلية، وكان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين.

 وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك، فقتلوه رفسًا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه.. فباؤا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده.

 ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ، والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقني الوسخ وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة.. وكذلك في المساجد والجوامع والربط،

موقف هولاكو من الشيعة واليهود والنصارى

ولك أن تتخيل أنه لم ينج من أهل بغداد أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم، وعادت بغداد بعدما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة.

إعداد ابن العلقمي الشيعي لهزيمة أهل السنة

 1- وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر والأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبقى سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وطمعهم في البلاد وسهل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعًا منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة، وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتين والله غالب على أمره .

2- وكان الوزير ابن العلقمي الرافضي الخائن شديد الحنق على العلماء من أهل السنة، حتى أنه كان يتشفى بقتلهم، ومن أبرزهم في ذلك الوقت الشيخ محي الدين يوسف بن الشيخ أبي   الفرج بن الجوزي وهو وأولاده الثلاثة "عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم" وأكابر الدولة واحدًا واحدًا،     

3- وكان الرجل يستدعي به من دار الخلافة فيذهب به إلى مقبرة الغلال فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه، وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار، وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعَلَمهم بها وعليها.

تقديرات ضحايا هذه الخيانة الشيعية:

قال ابن كثير رحمه الله: " وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة، فقيل ثمانمائة ألف وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فإنا لله وإنا إليه راجعون" .

"القتلى في الطرقات كأنها التلال، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو، وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون" .

بعد عرض تفاصيل هذه الخيانة الرافضية أحب أن أقرر أمرين:

الأول: لا نستطيع أن نقول إلا أن حال الخليفة العباسي في ذلك الوقت كان في غاية السوء، وفساد الرأي والتدبير، قال ابن كثير رحمه الله : "ولم تكن أيدي بني العباس حاكمة على جميع البلاد، وكما كانت بنو أمية قاهرة لجميع البلاد والأقطار والأمصار، فإنه خرج عن بني العباس.. دول حتى لم يبق مع الخليفة إلا بغداد وبعض بلاد العراق، وذلك لضعف خلافتهم واشتغالهم بالشهوات وجمع الأموال في أكثر الأوقات.

الثاني: العجب كل العجب من أمر هذا الوزير الرافضي كيف فعل ما فعل برغم تسامح الخليفة السني العباسي من استوزاره له في حين أن الشيعة متى صارت لهم دولة فإنهم لا يمكنون أهل السنة من الوصول إلى أي مناصب قيادية وهذا أمر مضطرد حتى الآن عندهم .

 ففي إيران المعاصرة يحكي الأستاذ ناصر الدين الهاشمي في بيان موقف أهل السنة في إيران، وهو يبين الأمور التي يمنع منها السنة هناك مثل بناء المساجد في المدن الكبيرة، ومنع طبع كتبهم، والإفتاء لهم بمذهبهم.

قال: "وأهل السنة ممنوعون من العمل في الإدارات الحكومية حيث لا يوظف منهم ولو من حملة شهادات الدكتوراه، لا بالوظائف المهمة ولا غير المهمة، ناهيك عن القلة القليلة الباقية من النظام السابق في الإدارات الحكومية وذلك بعد تطهير واسع بعد الثورة" .

5- الشيعة واستعانهتم بالفرنج ضد أهل السنة

لم ينس الشيعة أن صلاح الدين الأيوبي هو الذي أزل دولتهم الفاطمية في مصر ومهد للسنة من جديد، لذلك حاولوا مرارًا الفتك به لإقامة الدولة الفاطمية من جديد، واستعانوا في هذه المؤامرات بالفرنج وكاتبوهم.

يقول المقريزي في السلوك:

-"وفيها – أي سنة 569هـ - اجتمع طائفة من أهل القاهرة على إقامة رجل من أولاد العاضد – آخر خليفة فاطمي بمصر – وأن يفتكوا بصلاح الدين وكاتبوا الفرنج؛ ومنهم القاضي المفضل ضياء الدين نصر الله بن عبد الله بن كامل القاضي، والشريف الجليس، ونجاح الحمامي، والفقيه عمارة بن علي اليماني، وعبد الصمد الكاتب، والقاضي الأعز سلامة العوريس متولي ديوان النظر ثم القضاء، وداعي الدعاة عبد الجابر بن إسماعيل بن عبد القوي، والواعظ زين الدين بن نجا.

   - فوشى ابن نجا بخبرهم إلى السلطان. وسأله أن ينعم عليه بجميع ما لابن كامل الداعي من الدور والموجود كله، فأجيب إلى ذلك؛ وأحيط بهم وشنقوا.. وتتبع – أي صلاح الدين – من له هوى في الدولة الفاطمية، فقتل كثيرًا وأسر كثيرًا، ونودي بأن يرحل كافة الأجناد وحاشية القصر، ، وقبض على رجل يقال له قديد بالإسكندرية من دعاة الفاطميين يوم الأحد خامس عشر من رمضان . وبرغم قتل الخائنين المتآمرين إلا أن الفرنجة جاءوا حسب المكاتبة.

نتيجة خيانتهم

قال المقريزي:

" وفيها نزل أسطول الفرنج بصقلية على ثغر الإسكندرية لأربع بقين من ذي الحجة بغتة وكان الذي جهز هذا الأسطول غاليالم بن رجار متملك صقلية ولي بعد أبيه في سنة 560هـ.. ولما أرسى هذا الأسطور على البر أنزلوا من طرائدهم ألفًا وخمسمائة فرس، وكانت عدتهم ثلاثين ألف مقاتل، ما بين فارس وراجل وعدة السفن التي تحمل آلات الحرب، والحصار ست سفن والتي تحمل الأزواد والرجال أربعين مركبًا فكانوا نحو الخمسين ألف راجل .

 ونزلوا على البر مما يلي المنارة، وحملوا على المسلمين حتى أوصلوهم إلى السور، وقتل من المسلمين الكثير، وزحفت مراكب الفرنج إلى الميناء، وكان بها مركب المسلمين فغرقوا منها، وغلبوا على البر وخيموا به، فأصبح لهم على البر ثلاثمائة خيمة، وزحفوا لحصار البلد، ونصبوا ثلاث دبابات بكباشها وثلاثة مجانيق كبار تضرب بحجارة سود عظيمة .

 وكان السلطان – صلاح الدين – على فاقوس، فبلغه الخبر ثالث يوم نزول الفرنج؛ فشرع في تجهيز العساكر وفتحت الأبواب وهاجم المسلمون الفرنج وحرقوا الدبابات، وأيدهم الله بنصره.. وقتل كثير من الفرنج، وغنم المسلمون من الآلات والأمتعة والأسلحة ما لا يُقدر على مثله إلا بعناء، وأقلع باقي الفرنج في مستهل سنة 570".

أرأيت كم حجم الخيانة ومقدارها لولا أن مَنَّ الله على صلاح الدين ورجاله ونصرهم،وبالطبع كما قال المقريزي بعد عناء وأرواح ودماء أسيلت، وما هذا إلا بفعل الشيعة.

الشيعة وخيانة أخرى

ولم تكد تمضي هذه السنة 569هـ وتدخل سنة 570هـ حتى دبر الشيعة خيانة أخرى لإقامة الدولة الفاطمية والفتك بصلاح الدين.

قال المقريزي:

".. وفيها جمع كنز الدولة والي أسوان العرب والسودان وقصد القاهرة يريد إعادة الدولة الفاطمية، وأنفق في جموعه أموالاً جزيلة، وانضم إليه جماعة ممن يهوى هواهم، فقتل عدة من أمراء صلاح الدين، وخرج في قرية طود رجل يعرف بعباس بن شادي، وأخذ بلاد قوص، وانتهب أموالها؛ فجهز السلطان صلاح الدين أخاه الملك العادل في جيش كثيف ومعه الخطير مهذب بن مماتي فسار وأوقع بشادي وبدد جموعه وقتله.

ثم سار فلقيه كنز الدولة بناحية طود، وكانت بينهما حروب فر منها كنز الدولة بعد ما قتل أكثر عسكره، ثم قتل كنز الدولة في سابع صفر، وقدم العادل إلى القاهرة .

{ فقطع دابر القوم الذين ظلموا }

ولم تكن هذه الخيانة مجرد مؤامرة للفتك بصلاح الدين السني الذي أزال دولة الشيعة في مصر، وإنما ترتب عليها أن استفحل خطر الفرنجة في بلاد الشام، وعندما عزم السلطان صلاح الدين على التوجه إليهم كان من أهم معوقاته خيانة الشيعة له في داخل سلطنته بمصر.

قال ابن كثير رحمه الله:

"استهلت سنة 570هـ والسلطان الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب قد عزم على الدخول إلى بلاد الشام لأجل حفظه من الفرنج، ولكن دهمه أمر شغله عنه، وذلك أن الفرنج قدموا إلى الساحل المصري في أسطول لم يسمع بمثله في كثرة المراكب وآلات الحرب والحصار والمقاتلة..

ومما عوق الملك الناصر عن الشام أيضًا رجلاً يعرف بالكنز سماه بعضهم عباس بن شادي، وكان من مقدمي الديار المصرية والدولة الفاطمية، كان قد استند إلى بلد يقال له أسوان، وجعل يجمع عليه الناس فاجتمع عليه خلق كثير من الرعاع من الحاضرة والغربان وكان يزعم أنه سيعيد الدولة الفاطمية ويدحض الأتابكة التركية .

ولما تمهدت البلاد، ولم يبقى فيها رأس من الدولة العبيدية – الفاطمية – برز صلاح الدين في الجيوش التركية قاصدًا البلاد الشامية، وذلك حين مات سلطانها نور الدين محمود بن زنكي، وأخيف سكانها، وتضعضعت أركانها، واختلف حكامها.. وقصده جمع شملها، والإحسان إلى أهلها، ونصرة الإسلام، ودفع الطغام، وإظهار القرآن، وإخفاء سائر الأديان، وتكسير الصلبان، في رضى الرحمن، وإرغام الشيطان.

فدخل دمشق وجاءه أعيان البلد للسلام عليه فرأوا منه غاية الإحسان.. ثم نهض إلى حلب مسرعًا لما فيها من التخبيط والتخليط، واستناب على دمشق أخاه طغتكين بن أيوب الملقب بسيف الإسلام، فلما اجتاز حمص أخذ ربضها، ولم يشتغل بقلعتها، ثم سار إلى حماه فتسلمها من صاحبها عز الدين بن جبريل، وسأله أن يكون سفيره بينه وبين الحلبيين؛ فأجابه إلى ذلك، فسار إليهم، فحذرهم باسم صلاح الدين؛ فلم يلتفتوا إليه، بل أمروا بسجنه واعتقاله.

 فأبطأ الجواب على السلطان؛ فبعث إليهم كتابًا يلومهم فيه على ما هم فيه من الاختلاف وعدم الائتلاف.. وذكرهم بأيامه وأيام أبيه وعمه في خدمة نور الدين في المواقف المحمودة التي يشهد بها أهل الدين، ثم سار إلى حلب فنزل على جبل جوشن" .

{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }

"وهنا نزغ الشيطان الإنسي في قبل ابن الملك نور الدين محمود أن يحرض أهل حلب على قتال صلاح الدين وذلك بإشارة من الأمراء المقدمين، فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته، على كل أحد، وشرط عليه الروافض منهم أن يعاد الآذان بحي على خير العمل. وأن يذكر في الأسواق، وأن يكون لهم في الجامع الجانب الشرقي.

 وأن يذكر أسماء الأئمة الاثنى عشر بين يدي الجنائز، وأن يكبروا على الجنازة خمسًا، وأن تكون عقود أنكحتهم إلى الشريف بن أبي المكارم حمزة الحسيني، فأجيبوا إلى ذلك كله، فأذن بالجامع وسائر البلد بحي على خير العمل وعجز أهالي البلد عن مقاومة الناصر، وأعملوا في كيده كل خاطر.

 فأرسلوا أولاًً إلى شيبان صاحب الحسبة، فأرسل نفرًا من أصحابه إلى الناصر ليقتلوه؛ فلم يظفر منه بشيء؛ بل قتلوا بعض الأمراء ثم ظهر عليهم فقتلوا عن آخرهم فراسلوا عند ذلك القومص صاحب طرابلس الفرنجي ووعدوه بأموال جزيلة إن هو رحل عنهم الناصر وكان هذا القومص قد أسره نور الدين وهو معتقل عنده مدة عشر سنين، ثم افتدى نفسه.. وكان لا ينساها لنور الدين .

" وفي سنة 571هـ في رابع عشر ذي الحجة، وثب عدة من الإسماعيلية على السلطان صلاح الدين فظفر بهم بعدما جرحوا عدة أمراء والخواص .

وفي سنة 573هـ لما خرج السلطان صلاح الدين من القاهرة لجهاد الفرنجة فتوجه         إلى عسقلان فسبي وغنم وقتل وأسر، ومضى إلى الرملة وأشرف عليهم الفرنج، وقدمهم      البرنس أرناط صاحب الكرك في جموع كثيرة فانهزم المسلمون وثبت السلطان في طائفة فقاتل   قتالاً شديدًا، واستشهد جماعة وأخذ الفرنج أثقال المسلمين، فمر بهم في مسيرهم إلى القاهرة من العناء ما لا يوصف ومات منهم، ومن داوبهم كثير، وأسر الفرنج جماعة منهم الفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري، ودخل السلطان إلى القاهرة فحلف لا تضرب له نوبة حتى يكسر الفرنج وقطع أخباز جماعة من الأكراد، من أجل أنهم كانوا السبب في هذه الكسرة.

"وفي سنة 584هـ ثار اثنا عشر رجلاً من الشيعة في الليل ينادون: يال علي! يال علي! وسلكوا الدروب وهم ينادون كذلك ظنًا منهم أن رعية البلد يلبون دعوتهم، ويقومون في إعادة الدولة الفاطمية فيخرجون من في الحبوس ويملكون البلد فلما لم يجبهم أحد تفرقوا .

 

تعاون الشيعة مع العدو الصهيوني

يذكر الأستاذ/ عبد الله محمد الغريب: أن "تعاون الشيعة مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان حقيقة ثابتة وليس أسطورة اخترعها خصوم الرافضة، فلقد تحدثت الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعالمية عن هذا التعاون ولمسه المسلمون والنصارى في الجنوب لمس اليد واعترف به الطرفان الشيعي واليهودي".

قالت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في 1/7/1982: "إن القوات الصهيونية التي احتلت البلد سمحت لمنظمة أمل بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها وبحمل جميع ما لديها من أسلحة. وصرح أحد قادة مليشيات منظمة أمل ويدعى حسن مصطفى أن هذه الأسلحة ستستخدم في الدفاع عنا ضد الفلسطينيين، وبعد أن أعلنت إسرائيل عن عزمها الانسحاب من لبنان ضاعفت منظمة أمل من مطاردتها للقوات الفلسطينية في بيروت الغربية والجنوبية، وفي جنوب لبنان، وكانت ادعاءات إسرائيل ضد منظمة التحرير الفلسطينية تشبه ادعاءات أمل، فهل تتم مثل هذه الأمور بشكل عفوي بين الطرفين؟ ".

تجيبنا على هذا السؤال صحيفة (الجروزاليم بوست) في عدد لها بتاريخ 23/5/1985: " إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل.. إن إسرائيل ترددت حتى الآن في تسليم أمل مهمة الحفاظ على الأمن والقانون على الحدود بين فلسطين ولبنان.

 وإن الوقت قد حان لأن تعهد إسرائيل إلى أمل بهذه المهمة". كما يجيبنا على هذا السؤال رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية آنذاك " إيهود براك " حيث يقول: " إنني على ثقة تامة من أن أمل ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإسرائيلية".

ويجيبنا على السؤال – أيضًا- وزير الخارجية السويدي (بيير أوبيرت) الذي أكد في جنيف في 24/6/1985 أنه نقل رسالة من رئيس حركة أمل  " نبيه بري"  إلى القيادة الإسرائيلية.. إلا أنه رفض إعطاء تفاصيل عن الرسالة .

وفي تقرير نشرته مجلة الأسبوع العربي بتاريخ 24/10/1983عن مقابلة أجرتها المجلة مع "حيد الدايخ" أحد قادة أمل في الجنوب جاء فيه:

"وصلنا إلى معسكر حيدر الدايخ.. وكانت عناصره ترتدي الثياب العسكرية وتحمل الأسلحة.. بعضهم لم يتجاوز العشرين وبعضهم أطلق لحيته فأدركنا عندئذ أن هذه العناصر من أفراد الجيش الشيعي، وأن إسرائيل هي التي تدربهم، خصوصًا عندما شاهدنا على بعد أمتار قليلة من المعسكر (فيلا) يتمركز فيها الإسرائيليون ؛ وكان أحد الإسرائيليين بين الحين والآخر يرفع منظاره إلى عينيه ويحدق في الوجوه.

اقتربنا من "حيدر الدايخ "  في وسط المعسكر، وقد رفع العلم اللبناني وقد كتبت بعض السيارات (قوات كربلاء) وسألنا "حيدر" عن سبب التسمية فقال: موقعة كربلاء لها مدلولات كثيرة في نظري، هي مأساة الإمام الحسين الذي حارب الظلم، ونحن نحارب الظلم، وفي رأي أن لبنان كله يمر بكربلاء حاليًا، لأن موقف لبنان مثل موقف الحسين بكربلاء، كان أعداء الإمام كثيرين والأصدقاء تخلوا عنه، وهكذا لبنان، لذلك نسترشد بالإمام الحسين ونمشي على خطاه.

وسألنا: أحد عساكر "الدايخ" عن سبب حمله السلاح فأجاب: إن السبب في حملي السلاح يعود إلى المخاطر التي تتعرض لها الطائفة الشيعية وإلى التفتت الذي قد يعترضها في المستقبل.

وسألنا "حيدر الدايخ ": هل تعتبر أن تسميتكم الجيش الشيعي تعود إلى أن عناصركم من الطائفة الشيعية؟ فقال: نحن في منطقة شيعية وجميع عناصري (أولاد الجنوب اللبناني) هم من الطائفة الشيعية، لكن هذا لا يعني أننا طائفيون، بل ليس لدينا أي بعد أو تفكير طائفي، يا أخي إذا كنا شيعة ماذا نفعل ؟ هل نغير هويتنا؟ هل نغير طائفتنا كي نرضي بعض الناس؟ نحن لا يمكن أن نتخلى عن هذه الهوية، ولا يمكن أن نكر بأننا إسلام.

ثم يمضي " الدايخ " في حديثه: " كل الناس تعلم والحكومة أيضًا بأننا نحمل السلاح منذ بداية الأحداث، وخضنا المعارك ضد الإرهاب الفلسطيني وضد التجاوزات التي كانت تحدث في الجنوب".

ثم يثني على إسرائيل فيقول: " كنا نحمل السلاح قبل دخول إسرائيل إلى الجنوب، ومع ذلك فإنها فتحت لنا يدها وأحبت أن تساعدنا فقامت باقتلاع الإرهاب الفلسطيني من الجنوب وغيرها ولن نستطيع أن نرد لها الجميل ولن نطلب منها أي شيء لكي لا نكون عبئًا عليها.

وأرجو بعد نقل هذه الدلائل على خيانة القوم وتعاونهم مع العدو الصهيوني أن يفيق كل مسلم يرى بعض الفصائل الشيعية في لبنان كحزب الله وهي تحارب إسرائيل فيخدع بمواقفها، إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد دفاع قومي أو وطني تتأجج ناره وتخمد حسب تقلبات السياسة، فمتى غضبت عليهم إسرائيل حصل التصادم، ومتى رضيت أخمدت النار، وفي الأمر من الخفايا ما سينكشف إن شاء الله ربما لنا، وربما لأجيال من بعدنا.

والحقيقة أن هذه المواقف إنما تذكرني بخطط اليهود في كل زمان ومكان فيذكر لنا التاريخ أنه في إبان الحرب العالمية الأولى وما بعدها أراد اليهود ومن عاونهم حينئذ من قوات الحلفاء في تقويض الخلافة الإسلامية ورتبوا لذلك أمر غاية في الغرابة .

وهو أن دبروا مع ضابط صغير كان يسمى " مصطفى كمال أتا ترك " وكان علمانيا يكره الإسلام  كرها لم يسبق له مثيل واتفقوا معه على أن يجعلوه على قيادة كتيبة تركية ليقابل فيلقا انجليزيا وبحيلة مرتبة يجعلونه يتغلب على الفيلق ليبدوا أمام العالم أنه القائد المتصر الذي استطاع أن يهزم جيوش بريطانيا العظمى وزاع صيته في البلاد حتى قال عنه أحمد شوقي :

                    الله اكبر فكم للحرب من عجب           يا خالد الترك حي خالد العرب

     " العراق وخياتة الشيعة " "وما أشبه الليلة بالبارحة "

إن الجرح الغائر في أعماق الأمة الإسلامية والذي لم يندمل بعد هو دمار العراق وأن هناك شيعة لازال ولاءها لإيران، وقد كان الخميني يستخدمهم كأداة تخريبية في العراق في أكثر الأحيان.

وخيانة الشيعة في العراق للأنظمة المتعاقبة في حكمها ترجع إلى شعورهم بالاضطهاد ونقمتهم على حكامهم من أهل السنة وولائهم المتزايد نحو شيعة إيران.

1- "فالشيعة في العراق اليوم يعتقدون أن نسبتهم أكثر من 70٪ ومع ذلك فهم محرومون مضطهدون.. وعلى شيعة العراق أن يتحرروا من القيادة السنة التي تتحكم بهم منذ عصور طويلة كما أن وجود المدن الثلاثة المقدسة عند الشيعة (النجف – كربلاء – الكاظمية) وبها المزارات جعل شيعة العراق يتطلعون إلى التأييد العام في الشيعة في كل مكان إذا هم أعلنوا الثورة  .

2- وفعلاً استغل الشيعة ذكرى الأربعين للحسين في 5/2/1977 فأطلقوا شرارة الثورة، وقاموا بمظاهرات وحوادث شغب شملت معظم المدن في جنوب العراق، ويبدو أن الأمر كان أكبر من مجرد مظاهرة واضطراب، فلقد كان الشيعة يوزعون نشرات دورية في العراق والخليج تحت عنوان (العراق الحر) (صوت الشعب المضطهد) وفي هذه النشرات كانوا ينادون بالثورة على حكام بغداد.

 3- ومن يقرأ هذه النشرات يعلم أنها شيعية لأول وهلة فهم إذا أرادوا وصف ظلم حكام بغداد شبهوهم بهارون الرشيد أو بحكام العصر الأموي وبعد حوادث النجف وكربلاء أسس الشيعة ما يسمى بالجبهة الوطنية الإسلامية في العراق، وأصدروا كتيبًا تحت عنوان برنامج الجبهة الوطنية الإسلامية في 22/2/1977 أي بعد الحوادث بأسبوعين.

4- وقد نظرت حكومة العراق إلى هذا الحزب في ضوء التشجيع الواضح من الخميني للنضالية الشيعية على اعتباره طابورًا خامسًا يهدف إلى توحيد العراق وإيران.. فقامت الحكومة العراقية بعمليات قمع واسعة النطاق.. ووجهت تهمة الخيانة بالتخطيط لإقامة دولة شيعية في العراق إلى بعض زعماء الشيعة وقامت بإعدامهم وكان على رأسهم باقر الصدر وأخته بنت الهدى، وتم إعدامهم في أبريل 1980.

5- وبرغم ما حاول النظام العراقي فيما بعد إتباع سياسة الاسترضاء، فقام بإنفاق مبالغ كبيرة في إعمار المساجد والمراكز الدينية الشيعية في العراق ، وإعطاء الحوافز للقادة والأفراد الشيعيين، بل أعلن صدام حسين رئيس النظام أنه من نسل الحسين بن علي، وأعلن ميلاد علي بن أبي طالب عيدًا قوميًّا.. وبرغم ذلك كله فإن كبار أئمة الشيعة رفضوا التعاون مع حزب البعث. وظلت روح التذمر موجودة تتحين الفرص من آن لآخر للفتك بهؤلاء الحكام .

 

6- ولم تزل روح التذمر والسخط موجودة عند الشيعة في العراق فكانت ولاتزال  لا تبرح صدروهم، ومع طلعة كل شمس كانوا يتطلعون إلى إعلان دولة الشيعة في العراق أو التوحيد مع أم الشيعة إيران، وهذا لا يكون إلا بالإطاحة بالنظام الحاكم والتخلص من قيوده .

7- وبمجرد ما واتتهم الفرصة عندما أعلنت أميركا وبريطانيا الحرب على العراق بحجة محاربة الإرهاب وإحلال الديمقراطية.. وجد الشيعة لهم متنفسًا للتخلص من نظام صدام حسين .

وظهرت خيانتهم في أنهم لم يشاركوا في المقاومات التي قام بها سواء الجيش أو الشعب العراقي ضد هذا العدو الغازي، ووقفوا موقف المتفرج، بل أعانوا العدو الصليبي وأمدوه بما استطاعوا من المعلومات كما فعل ابن العلقمي والطوسي.. قديمًا أيام التتار.

8- وعندما سقطت بغداد خرج الشيعة في الشوارع كالكلاب المسعورة يخطفون وينهبون ويخربون حتى المستشفيات.. وكل هذا في ظل نظام حماية سادتهم الأمريكيين. واستغل العدو الأمريكي هذه المناظر التي أحدثها الشيعة في العراق في إظهار نفسه بدور المنقذ المخلص لهذا الشعب المضطهد.

والواقع أننا في الوقت الحالي أمام مشكلة معلوماتية يعرف منها حقيقة الأمر تفصيلاً، وذلك لما اكتنف هذه الحرب من غموض، ولكن يومًا سنكشف إن شاء الله هذا الغموض، إما لنا وإما لأجيال بعدنا ليؤكد الحقيقة التي لا تستبعد على القوم وهي تآمرهم وخيانتهم.

ومن بعض المقتطفات الإخبارية يمكن أن نرى كيف أن الشيعة كانوا متطلعين إلى زوال النظام العراقي وإحلال نظام شيعي محله أو تكون فيه أغلبية شيعية.

9- والطريف في هذا ما أعلن عن عودة كثير من القادة الشيعيين الذي كانوا قد نفاهم نظام صدام لإحداثهم الشغب وإشعال الثورة في البلاد وتركيزهم بعد العودة على المطالبة بأن تضم الحكومة الجديدة الانتقالية التي أزمعت أمريكا تشكيلها أكبر عدد من رجال الحوزة الدينية الشيعية.

وقد نشرت جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 12/7/2003 بأن محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (شيعي) عاد إلى العراق وعندما طرحت أمريكا تشكيل مجلس مؤقت لإدارة العراق اشترط ضم أكبر عدد ممكن من الشيعة للمجلس ليشكلوا غالبية مريحة من الأعضاء، على أن توضع صيغة مكتوبة تنص على صلاحيات المجلس التنفيذية كضمان لعدم التراجع.. وأن يتولى رئاسة المجلس الجديد مسعود البرزاني (شيعي).

وفي ذات الجريدة في نفس العدد:

"ذكرت أن الإمام المهدي موسوي من أبرز علماء الشيعية العراقيين قد عاد إلى بغداد في يوم 11/7/2003 بعد غياب 30سنة قضاها في المنفى.. ألقى مدرسي خطبة أمام أنصاره بمسجد الكاظمية في شمال بغداد طالب فيه بضرورة تنصيب حكومة منتخبة بالعراق بأسرع وقت ممكن وأكد أن حقوق الأقليات في العراق سوف تكون مكفولة إذا وصلت إلى السلطة حكومة تمثل غالبية أبناء الشعب".

الشيعة دائما مستعدون لجني ثمار الخيانة

أرأيت كيف ينظر الشيعة إلى السنة على أنهم أقلية، ويدعي أن حقوقهم ستكون مكفولة عند تشكيل حكومة غالبيتها من الشيعة!!

وفي نفس العدد: "ذكر تومي فرانكس القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية أن هناك عناصر إيرانية تنشط في العراق وتحاول التأثير على مجريات الأحداث وأوضح أن هناك رجال دين مدعومين من إيران يشاركون في الحوار السياسي في إطار الطائفة الشيعية كما أن أجهزة المخابرات الإيرانية تنشط في الجنوب العراقي لكن دون تقديم أي دعم عسكري ضد الجنود الأمريكيين".

ولا يعترضون على العدو الأمريكي!!

وفي جريدة الأهرام – أيضًا- بتاريخ 22/6/2003 ذكرت أن حشدًا كبيرًا من الشيعة في العراق شكلوا مظاهرة سلمية توجهوا بها إلى مقر القيادة الأمريكية البريطانية، وقدم ممثلون عنهم عريضة يطالبون فيها بسرعة تشكيل حكومة عراقية وبإقامة مجالس محلية وحكومية تحت إشراف الحوزة الدينية الشيعية.. ونظم المظاهرة أنصار مقتدى الصدر نجل الإمام آية الله محمد صادق الصدر الذي اغتيل في عام 1995 في النجف.

وفي جريدة الأهرام – أيضًا – بتاريخ 16/5/ 2003 ذكرت أنه تظاهر نحو 500 عراقي في بغداد للمطالبة بإقامة حكومة إسلامية وأعلنوا رفضهم قيام أي حكومة علمانية تشكلها الولايات المتحدة وطالب المتظاهرون الذين يمثلون الحوزة الشيعية في مدينة النجف بمنع العراقيين حريتهم في اختيار حكومتهم.

"قادة الشيعة العراقية عملاء مباشرون لإسرائيل

1- وفي جريدة الأسبوع المصرية بتاريخ 7/4/2003 تحت عنوان: "قادة المعارضة العراقية عملاء مباشرون لإسرائيل" ذكرت أنه عندما أطلقت أمريكا ما أسمته إعادة ترتيب العراق روجت دوائر صهيونية عديدة في أمريكا وإسرائيل على حد سواء لاسم (أحمد الجلبي) أحد قادة المعارضة العراقية الواقعين المعترفين بالكيان الصهيوني وإمكانية تعاونه مع هذا الكيان في وقت لاحق في مرحلة ما بعد إعادة ترتيب العراق..

وكان الجلبي في إشارة واضحة تبين موقفه من الكيان الصهيوني قد قال في لقاء صحفي نشرته صحيفة (هاآرتس العبرية) من المفضل ألا يقترب منا القادة الإسرائيليون وألا يبحثون عن اتصال. مضيفًا: عليهم ألا يسارعوا إلينا عندما نكون في السلطة- وهذا لتمويه وصرف الأعين عن علاقته بالكيان الصهيوني

– ومن المعروف أن  " أحمد جلبي "  كان  أحد قادة المعارضة الشيعة يعتبر من وجهة نظر الصهاينة أحد أهم المعارضين المعروفين على الساحة الدولية منذ عام 1991؛ خاصة بعد فشل التمرد الشيعي في ذلك العام والذي نفي على أثره.. علمًا بأنه قد قام بزيارات سرية لإسرائيل عدة مرات التقى فيها بعدد من المسئولين الصهاينة، من أبرزهم (افرايم هاليفي) رئيس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المسماة مجلس الأمن القومي والرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد،

2-وليس " أحمد جلبي "  فقط هو من كان يصارع في هذا المجال. فهناك غيره كثير على هذه الشاكلة أغلبهم يرى نفسه أحق المتآمرين للحصول على أكبر قدر من الغنائم وأهمها كرسي الحكم.

منهم ذلك المعارض الذي يسكن واشنطن (نجيب صالحي) أحد الضباط الكبار في الجيش العراقي قبل أن يفر إلى الولايات المتحدة ليخدم بكل ما أوتي من قوة أعداء العراق.

3- ومنهم  كما جاء في إحدى المجلات البحثية التي يصدرها مركز الدراسات الإسرائيلية عن الحالمين بالحكم في بغداد – الشريف علي بن الحسين من سلالة العائلة الحاكمة التي حكمت العراق قبل الإطاحة بالملكية وإبعادها عن الحكم.. وهو يعتقد أن على العراق العودة إلى النظام الملكي.

4- ومنهم: سعيد صلاح جفعر يقول عنه الإسرائيليون إنه الصديق المخلص لدولة   إسرائيل: "أن والد سعيد قد خدمات جليلة لليهود يوم أن كان وزيرًا للداخلية بالعراق. ولولا مساعدته لما نجحت حملة تهجير اليهود، ويضيف أن سعيد ورث حب إسرائيل واليهود عن أبيه،  وقد هرب إلى لندن ليعمل على توحيد قوى المعارضة العراقية وانتخب رئيسًا لبرلمان المنفى     خاصة بعد دعم الولايات المتحدة له.

وسعيد صلاح هذا له علاقات قوية جدًّا مع قادة يهود العالم خاصة داخل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ذلك إلى جانب دعمهم المالي السري كي يستميل أكبر عدد من المعارضة العراقية لصالح إسرائيل".

وفي جريدة الأخبار المصرية بتاريخ 13/7/2003 تحت عنوان: "الشيعة يطالبون أمريكا بتعويضهم عن عقود الاضطهاد تحت حكم صدام" : "ذكرت الصحيفة أنه في انعقاد أول جلسة لمجلس الحكم الانتقالي والذي مثل الشيعة فيه 13 ممثلاً والسنة 5، والأكراد5، وتركماني1، ومسيحي1  

- وطالب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم قوات الاحتلال الأمريكي بتعويض الشيعة عن عقود الاضطهاد، وكان قد صرح لوكالة رويتر بأن شيعة العراق قد ينقلبون ضد قوات الاحتلال إذا لم يحصلوا على تعويض سياسي مناسب عن عقود الاضطهاد التي عانوا خلالها في ظل الحكم السابق".

الشيعة والمصالح الشخصية

الخطورة في الوجود الشيعي وتمركزهم علي القيادة هو أنهم لا يهمهم إلا الصالح الشخصي لهم فقط، فهم يعلونها صراحة بأنهم لم يعترضوا على الاحتلال إلا إذا لم يلبوا مطالبهم ويقوم بتعويضهم عما أسموه الاضطهاد السياسي، واعتقد أنه سيفعل لأن العدو ماهر في شراء ذمم الخونة.

وفي حين يطالب الشيعة بتعويض عن الاضطهاد السياسي في العقود الماضية كما زعموا   يقاوم أهل السنة الاحتلال الأمريكي البريطاني ويبذلون دمائهم في سبيل الله عز وجل.

والعجيب أن الشيعة لا تراهم وقت المحنة ففي تقرير إخباري لجريدة الأخبار بتاريخ 13/7/2003 نشرت صورة لجمع كبير من الناس في مسجد وهو يتبرعون بدمائهم للجرحى المقاومين وكان التعليق تحتها:

"المسلمون السنة في العراق يتبرعون بدمائهم بعد صلاة الجمعة في جامع عبد القادر الجيلاني في بغداد – الصورة للأخبار من أ.ف.ب".

و الحقيقة لو قلبت صفحات التاريخ وكذلك الأخبار والنشرات التي تصدر عن الأوضاع في العراق وفي غيرها من البلاد التي بها الشيعة لما أعجزك أن تقف على خيانات الشيعة والتعامل مع كل الأعداء اليهود والصليبيين ظنًا منهم بأنهم هم الذين سيعيدون الحكم للحوزة الشيعية ويعاونوهم في تأسيس دولة شيعية.

قدر أهل السنة

ولكن بإذن الله ستظل مقاومة أهل السنة حتى يرحل الغزاة أو يهلكون ؛  ساعتها ستنكشف خيانات الخائنين أكثر وأكثر، طال الأمد في تحقيق هذا الهدف أو قصر، والرجاء في الله وحده فهو المستعان.

لقد بلغت الخيانة الشيعية ذروتها، وهي تسعى في مواجهة أهل السنة أن يفكر أحد الحكام الإيرانيين في استدعاء حملات تنصيرية وعقد اتفاق معها لتنصير المسلمين السنيين من الأكراد.

عود على بدء

تذكرنا الدكتورة/ أمال السبكي في كتابها تاريخ إيران السياسي: إن من الأشياء المريبة حقًا في السياسة التبشيرية الأمريكية أن يتم عقد اتفاق مع حكومات كل من إيران والعراق وتركيا في أدنبرة 1910 ينص صراحة على حق الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في القيام بالتبشير للديانة المسيحية بين شعب الأكراد المسلمين في الأقطار الإسلامية الثلاث.. وقد جددت الحكومية الإيرانية في عهد الشاه رضا بهلوي الاتفاق سنة 1928، وكان قصد الشاه الإيراني تحقيق أهداف عدة منها:

أولاً: التخلص من الكثافة السكانية الكردية التي تقطن بأذربيجان بإيران منذ مئات السنيين، والتي كثيرًا ما عاونت تركيا السنية ضد إيران للتخلص من الظلم الواقع عليهم.

ثانيًا : كسر شوكتهم بتحويل الكثير منهم إلى المسيحية بعد أن تغير موقف الحكومة التركية عن تأييدهم بعد ثورة كمال أتاتورك في الربع الأول من القرن العشرين.

ثالثًا: تذويب الهوية الكردية (السنية) في القومية الإيرانية لإحكام السيطرة عليهم، والحيلولة دون التئام شمل القومية الكردية مع نظائرها في العراق وتركيا وسوريا

ونحن نسأل هؤلاء الخونة : أيرضى علي بن أبي طالب أو أحد من آل البيت بارتداد واحد عن الإسلام إلى النصرانية أو غيرها؟

 والعجيب أنهم يرون الأكراد (وهم سنيون) لو تحولوا إلى النصرانية لخفت حدتهم، ولأمنوا شرهم. وهذا ليس مجرد سياسة بل عقيدة عند القوم، ويرون أن (السني) أشد كفرًا من النصراني واليهودي، ولذلك يرى أئمتهم جواز الصدقة على الذمي وعدم جوازها على السني.

فيقول آيتهم الخميني:

"ويعتبر في المتصدق عليه في الصدقة المندوبة الفقر لا الإيمان والإسلام، فتجوز على الغني الذمي والمخالف إن كان أجنبيين نعم، ولا تجوز على الناصب ولا على الحربي وإن كان قريبين .

وهذا يعني أن هذا الفعل وهو الاتفاق مع حملات التنصير بين الأكراد لم يكن نظرة خاصة بالشاة رضا بهلوي الذي ثار الخميني ضده، وإنما هي نظرة الخميني أيضًا وعموم الشيعة الرافضة الغالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الباب الخامس

لماذا يحمل النصارى همْ الشيعة في مصر؟

الهيثم زعفان : بتاريخ 20 - 2 - 2009

لعلك عزيزي القارئ بعد ما استعرضنا بعضا من تاريخ خيانة الشيعة تفهم مغزى الخطاب النصراني سواء كان غربياً بشقيه الأمريكي والأوروبي أو مصرياً وبخاصة أقباط المهجر فتجدهم يدندنون على ثلاثية متلازمة نسمعها أينما اتيحت لهم فرصة الهجوم على القيادة المصرية ؛ تلك المتلازمة المتمثلة فيما يرونه حقوق مسلوبة من ( البهائين – المرتدين- الشيعة )
فهي ثلاثية موضوعة دائماً على أجندة الضغوطات على مصر، وتشتد وطأتها قبل زيارات أي  مسئول مصري رفيع المستوى  للولايات المتحدة الأمريكية. الأمر الذي يفرض تساؤلاً ملفتاً وهو لماذا يحمل النصارى همْ الشيعة في مصر بدفاعهم عن حقهم في التبشير بالتشيع داخل المجتمع المصري، ومهاجمة إدارة مصر للملف الشيعي وفق أمنها القومي؟
ومع علم النصارى أنه لايوجد في مصر شيعة ولا بهائين  ولا علمانيين بقدر يجعل لهم ثقل سياسي . إلا أنهم يحاولون ذكرهم معهم في عبارات واحدة ليربكوا الرأي العام العالمي ويشعروهم بأن بمصر أقليات كثيرة محرومة من حقوقها . والحق أن ما يقولونه باطل لأنه وبمنتهى البساطة ليس هناك على الأرض الحقيقية ما يدعون . فأين الشيعة والبهائيين وغيرهم فى مصر . ونحمد لله رب العالمين على أننا ليس بيننا هؤلاء الخونة  .

ولذا نود أن يتحدث النصارى عن أنفسهم فقط فهم شركائنا في الوطن وإخواننا في العمل لهم مالنا وعليهم ما علينا والإسلام  أمرنا بالإحسان إلى الجميع  ومنهم النصارى  فقال تعالى " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " وأمرنا سبحانه وتعالى بقوله " لا إكراه في الدين "

. وإليك عزيزي القارئ بعض الفقرات التي يذكرها النصارى بين الحين والأخر لإرباك الرأي العالمي  :-

 فيقولون : -
1
– " النخبه الحاكمة في مصر تضطهد مواطنيها من (الشيعة) والبهائيين والمتحولين عن الإسلام، وتحاول إلغائهم بحرمانهم من التسجيل في الكشوف القومية".
  - 2
ندعو البهائيين واللادينيين و(الشيعة المصريين) وأيضاً العلمانيين المسلمين المتنورين ومضادى الدولة الدينية إلى التجمع والتعاضد والتكاتف مع الأقلية القبطية وتكوين اتحاد الأقليات المصرى الديموقراطي العلماني ليكون نواة لمعارضة منظمة تكشح هذه الفئة التى تحكم مصر".
3
  - من يجرؤ اليوم على إنكار أن البهائيين محرومون من أبسط حقوقهم الدستورية والإنسانية في حمل بطاقة هوية للبلد الذي ينتمون إليه؟. من يجرؤ اليوم على إنكار أن (الشيعة) والقرآنيين يتعرضون لحملات إعلامية تحض على كراهيتهم وعزلهم؟".
4
- لو دافع الأقباط عن البهائيين، ودافع البهائيون عن الأقباط والأثنين معاً دافعا عن (الشيعة سوف يتبدل الحال ودوام الحال من المحال".
5
- في يوم 24 يونيو 2008 تقدم عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري " فرانك وولف " بمشروع قرار إلى مجلس النواب الأمريكي بعنوان (مطالبة الحكومة المصرية باحترام حقوق الإنسان وحريتي الدين والتعبير في مصر)؛ وقد وقع على المشروع إلى جانب وولف أربعة عشر نائباً آخرين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ تناول مشروع القرار التمييز ضد الأقباط والبهائيين، والمضايقات والملاحقات الأمنية التي يعاني منها (الشيعة) والقرآنيون وشهود يهوه في مصر".
6
– وكانت النتيجة ان ضغط البرلمان الأوروبي على مصر بقوله "الأقليات الدينية في مصر مثل الأقباط والبهائيين و(الشيعة) مازالوا يعانون بشكل محزن من الشلل المفروض عليهم من شبكات العزلة الطائفية والأصولية".
7
-و يقول مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر المواطنة الذي نظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان بالقاهرة "لقد شهدت مصر أحداثاً مؤسفة في الفترة الأخيرة، تمثلت في القبض على مواطنين بتهمة إزدراء الأديان، أو التبشير، وهو ما تعرض له بعض الأقباط والقرآنيين وبعض (الشيعة
8
- تتمثل مطالب أقباط المهجر في الموافقة على بناء أول محفل بهائي في شمال أفريقيا على أرض مصر، ومنع وزارة الأوقاف من التدخل برفض بناء دور عبادات (شيعية)، وعدم اعتبار التبشير تهمة لأنه لم يرد بها نص في الدستور، والسماح للمتنصرين بممارسة شعائرهم بحرية".

ومن ثم فهناك عدة تساؤلات لهذا التحالف الغير مبرر
1
- ما هو المقابل الذي سيحصل عليه النصارى بحملهم لملف الشيعة في مصر؟.
2
- كيف تتعامل إيران ويتعامل الشيعة مع هذا الموقف النصراني في دفاعهم المستميت لقضية الشيعة في مصر؟.
3
- طبيعي ومنطقي أنني أقدم لك خدمات فتقدم لى مكافآت فما هي طبيعة المكافآت الشيعية للنصارى نظير حملهم لملف الشيعة وضغطهم على المؤسسة الرسمية المصرية وإحراجها في المنتديات العالمية لتحقيق مكاسب في هذا الشأن؟ 
4
 - إذا كان النصارى لهم موقف خاص من المسلمين بسعيهم لتنصيرهم فلماذا يحملون همْ الشيعة الذين هم بنظر البعض مسلمون موحدون تصطدم عقيدتهم بالعقيدة النصرانية؟ هل أحارب الإسلام السني بيد وأمد اليد الأخرى للدفاع الحار عن الإسلام الشيعي؟.
5  
 - المنظومة النصرانية تبشيرية في أصلها فهل من المعقول أن يقتصر تبني النصارى لملف الشيعة عند حدود إحداث الفوضى الدينية داخل المجتمع المصري وخلخلة العقيدة السنية للمصريين لحساب التشيع والشيعة دون إحراز مكاسب عقدية نصرانية إلا إذا كانت هناك مكاسب خفية  ؟
6
- إذا كان الغرب النصراني يعلنها حرباً صليبية على الإسلام، ومن ناحية أخرى يصعد في لهجته العدائية مع إيران فلماذا يتبنى ملف الشيعة في مصر وهو يعلم بأن كل تقدم للشيعة في مصر يزيد من قوة إيران في المنطقة؟
7
- وفي مجلة "المصريون" مقال بعنوان ( بؤرة جديدة للفاتيكان في مصر) لرائحة التحالف الشيعي الكاثوليكي في منطقة السادس من أكتوبر فهل كلها مصادفات بحتة أن يتم هذا التلاقي الشيعي على أرض مصر مع طوائف نصرانية عدة ؟
8
- الشيعة لا يتركون ثغرة إلا استثمروها جيداً فهل يستثمر الشيعة النصارى؟ ومن ثم يكون المتحكم في خيوط تصعيد الضغوط على مصر في ملف الشيعة هم الشيعة أنفسهم؟ أم أن القضية برجماتية استثمرها النصارى في كسب ود الشيعة والفوز بعطاياهم؟
9
- النقطة السابقة تشدد على جزئية من يمسك بتلابيب الضغوط على مصر وإحراز المكاسب في ملف الشيعة داخل مصر: النصارى أم الشيعة؟.
 

 

 

 

         " تطور العلاقة بين النصارى والشيعة "

ما هو سر التحول العجيب من عداوة إلى صداقة ؟!
بعد دراسات وأبحاث في تاريخ كل هذه الطوائف من نصارى وشيعة إقتربنا لمعرفة أسباب التقارب بينهم .وهم متحابون متقاربون لأن الإنسان دائما عدو لما يجهل.أما هؤلاء فهم حاولوا الإقتراب من بعضهم البعض إلى أن وجدوا أنفسهم تفريبا يخرجون من بوتفة واحدة  فأرأهم وأفكارهم  وامنياتهم واحدة .

وحتى لا نذهب بك عزيزي القارئ يعيدا فنعرض إليك أفكارهم لترى كم هي متشابه لحد يجعلك في حيرة وتتسأل : هل هي مصادفة ؟  أم تعلم أحدهم من الأخر ؟  ونبدا بعرض سريع لتاريخ كل طائفة تاركا لك عزيزي القارئ الحكم في نهاية المطاف.   

 أولا : تاريخ النصارى :
فهم من تبع عيسى عليه السلام من بني إسرائيل وسموا بذلك لأنهم ناصروه أو نسبة لبلدة  الناصرة  وهي قرية المسيحوبعد رفع الله تعالى لعيسى عليه السلام لم تمض بضع سنين حتى اختلف النصارى في المسيح عليه السلام، فقال سبحانه وتعالى : ( وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن )
وفي سنة 325م عقد اجتماع بأمر الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي اعتنق النصرانية يضم ممثلين لجميع الكنائس المسيحية للفصل في الخلاف في ألوهية المسيح عليه السلام. فخلصوا إلى قرارات من أهمها : إثباتهم ألوهية المسيح! وحرق كل كتاب لا يقول بذلكوفي سنة 381م عقد المجمع القسطنطيني الأول فقرر ألوهية ( روح القدس  وبذلك أصبحت العقيدة النصرانية تقوم على هذين العنصرين:
1
-التثليث، وهوالإيمان بثلاثة أقانيم .( الأقنوم : كلمة يونانية الأصل تدل على شخصية متميزة. ويوازيها في الإنجليزية كلمة Person أي : شخص وبهذا يكونون قد كفروا بالله رب العالمين  فقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة

  .  -2 صلب المسيح فداء عن الخليقة وقيامه من قبره ورفعه .

مصادر النصارى :
-
يعتبر الكتاب المقدس بعهديه القديم ( التوراة سابقا) والجديد ( الإنجيل سابقا ) هو مصدر النصرانية .
-
أما الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام والذي قال الله تعالى فيه : ( وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) هذا الإنجيل غير موجود اليوم بيد النصارى! ولعل هذا مصداقاً لقوله تعالى : ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذُكروا به  .
-
أما الذي بين يدي النصارى اليوم فإنه أربعة أناجيل :
1-
إنجيل متى. 2- إنجيل مرقص. 3- إنجيل لوقا. 4- إنجيل يوحنا.
-
وهذه الأناجيل الأربعة لم ينسب واحد منها إلى المسيح عليه الصلاة والسلام، وإنما هي منسوبة إلى هؤلاء الأشخاص الذي يزعم النصارى أن اثنين منهم ( متى ويوحنا ) من الحواريين.
-
وهذه الأناجيل تحتوي على تاريخ لعيسى عليه السلام؛ حيث ذكر فيها ولادته ثم تنقلاته في الدعوة ثم نهايته بصلبه ( كما يزعمون ) ثم قيامه وصعوده إلى السماء, كما تحتوي على مواعظه وخطبه ومجادلاته مع اليهود، ومعجزاته .
-
فهذه الأناجيل أشبه ما تكون بكتب السيرة إلا أن بينها اختلافات ليست بقليلة، وبعضها اختلافات جوهرية لا يمكن التوفيق بينها إلا بالتعسف .
-
إضافة إلى أن هذه الأناجيل الأربعة لم تعرف إلا في زمن متأخر بعد رفع المسيح عليه السلام حوالي ( 166-170م ) حيث لم يُشر إليها أحد من المتقدمين من النصارى .
بعض فرق النصارى:
1  -الكاثوليك : وهم أتباع البابا في روما وأهم ما يتميزون به هو:
1
-قولهم بأن الروح القدس انبثق من الأب والابن معا .
 -2
يبيحون أكل الدم والمخنوق .
 -3
أن البابا في الفاتيكان هو الرئيس العام على جميع الكنائس الكاثوليكية.
 -4
تحريم الطلاق بتاتاً حتى في حالة الزنا .
-
والكاثوليك هم أكثر الأوربيين الغربيين وشعوب أمريكا الجنوبية وتُسمى كنيستهم الكنيسة الغربية.

2-الأرثوذكس : افترقوا عن الكاثوليك سنة 869م ؛ لخلاف الفرقتين حول روح القدس : هل انبثق من الأب والابن كما يقول الكاثوليك, أم من الأب فقط كما قاله الأرثوذكس ؟ - وهم النصارى الشرقيون الذين تبعوا الكنيسة الشرقية في القسطنطينية وأهم ما يتميزون به هو :
-1
أن الروح القدس انبثق عندهم من الأب فقط .
-2
تحريم الطلاق إلا في حالة الزنا فإنه يجوز عندهم .
-3
لا يجتمعون تحت لواء رئيس واحد بل كل كنيسة مستقلة بنفسها .
-
وهذا المذهب منتشر في أوربا الشرقية وروسيا والبلاد العربية؛ كمصر .
-
3 البروتستانت : ويسمون : "الإنجيليين"، وهم أتباع مارتن لوثر الذي ظهر في أوائل القرن السادس عشر الميلادي في ألمانيا وكان ينادي بإصلاح الكنيسة وتخليصها من الفساد الذي صار صبغةً لها –
-
وأهم ما يتميز به أتباع هذه النحلة هو:
-1
أن صكوك الغفران دجل وكذب وأن الخطايا والذنوب لا تغفر إلا بالندم والتوبة.
-2
أن لكل أحد الحق في فهم الإنجيل وقراءته وليس وقفاً على الكنيسة.
3
-تحريم الصور والتماثيل في الكنائس باعتبارها مظهراً من مظاهر الوثنية.
4
-منع الرهبنة.
-5
أن العشاء الرباني تذكار لما حل بالمسيح من الصلب في زعمهم، وأنكروا أن يتحول الخبز والخمر إلى لحم ودم المسيح عليه السلام .
-6
ليس لكنائسهم رئيس عام يتبعون قوله.
-
وهذه النحلة تنتشر في ألمانيا وبريطانيا وكثير من بلاد أوربا وأمريكا الشمالية

عقيدة النصارى في الله عز وجل
قبل أن تبدأ التحاور مع المسيحي في تفنيد عقيدة ألوهية المسيح التي يؤمن بها ، لابد لك أولاً من مقدمة منطقية تقبلانها معاً ، فمثلاً:
قل له : " ألست معي على أن الكثيرين وقعوا في أخطاء جسام لأنهم أيقنوا أن ما ورثوه من عقائد ومقدسات هو قمة الصواب ولا يقبل مجرد النظر فيه ، وإن كان ظاهره البطلان والفساد كعبادة الأصنام والحيوانات ، وأنهم بسبب هذه القناعات ظلوا على ما هم عليه فحرموا نعمة الحق إلى يومنا هذا
الجواب الطبيعي لهذا السؤال هو بلى!
فقل له : إذاً دعنا نبحث عن الحق معاً بالأدلة والبراهين ، كما قال تعالى:
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
وكما طلب منكم المسيح فقال: " وتعرفون الحق والحق يحرركم
فإن وافقك على ذلك فاشكره، وادعُ الله عز وجل أن يهديكما معاً سبل الرشاد ويلهمكما الحق ويرزقكم اتباعه ، ثم وجه له السؤال التالي :
ما عقيدتك في عيسى  ؟ سيجيبك قائلاً : هو الله أو سيقول ابن الله أو سيقول : هو أحد الآلهة الثلاثة ( الله + عيسى + روح القدس) والتي تكون في مجموعها ..الله !!
هذه مجموع عقائدهم في عيسى .
فقل له : وكيف جعلتم بشراً مثلنا إلهاً ما هي أدلتكم ؟؟
قد يستشهد لك بأول جملة في إنجيل يوحنا والتي نصها كالتالي: " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله"
فهذا النص هو الركيزة الأولى التي يستند إليها النصارى في تشكيل العقيدة النصرانية في الله.
إذن في هذا النص الذي يصعب فهمه وتصور أن الله سبحانه وتعالى كان "كلمة " !!
وإذا كان الله "كلمة" فمن الذي ألقى وتلفظ بهذه الكلمة التي صارت الله!!.
إذا كانت الكلمة هي الله ،ومتى ألقيت هذه الكلمة ، وإذا ألقيت في البدء كما تقولون فمتى هذا البدء !؟
إن الله أزلي ودائم لا بداية له ، ولا يجوز أن نقول عنه أنه كان في البدء ؛ لأن الله أزلي لا بداية له ولا نهاية ، والله جل جلاله لا يكون البتة "كلمة" من الكلمات ، ولا الكلمة تكون البتة "الله" أو إلهاً "  

هذا من ناحية ، ثم من ناحية أخرى حسب النص أن الكلمة هي الله ، فكم إله هناك؟! إذاً على الأقل اثنين . الله الذي كانت عنده الكلمة، ثم الكلمة التي أصبحت الله؛ وبالتعويض يتضح ذلك :
" في البدء كان الله( الكلمة ) والله (الكلمة) كان عند الله وكان الله(الكلمة) الله
نلاحظ عدم وضوح هذا النص، فهل هناك نص صريح لعيسى يقول فيه أنا الله أنا ربكم أنا إلهكم أو قال اعبدوني؟!! الجواب : كلا .. لا يوجد أي نص على لسان عيسى  يدّعي فيه الألوهية أو يطلب من الناس أن يعبدوه ، بل إن هناك نصوصاً في العهد القديم والعهد الجديد أيضاً تؤكد أن المسيح ليس إلهاً
.
نصوص من الكتاب المقدس تنفي ألوهية المسيح
أولا: ً نصوص في العهد القديم :(التوراة)
1)جاء في سفر التثنية : " اسمع يا إسرائيل ، الرب إلهنا رب واحد
2)وفي سفر التثنية أيضاً : " الرب هو الإله وليس آخر سواه"
3)وفي سفر أشعيا : " هكذا يقول الرب .. أنا الأول والآخر ولا إله غيري"

 فالله سبحانه وتعالى يعلن عن نفسه أنه هو الأول والآخر.
4)وفي سفر أشعيا أيضاً : " أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض"
5)وقال داوود : "يا رب لا إله غيرك"
6)وقال النبي نحميا : " أنت هو الرب وحدك"  
7)وفي سفر الملوك الأول : "ليعلم كل شعوب الأرض ، أن الرب هو الله وليس آخر"
وينفي سبحانه أن يكون مثله احد:
1)ففي سفر التثنية : " ليس مثل الله "
2)يقول أيوب في سفره : "لأنه ليس إنسان مثلي "
3)ويقول داوود : " يا الله من مثلك
ثانياً : نصوص في العهد الجديد:( الإنجيل ) تدل على التوحيد:
1)أعظم الوصايا وأول الكل .سأل رجل عيسى عن أي الوصايا هي أعظم وأول الكل ،فأجاب :
" إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد .. فقال له الكاتب : جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه الله واحد وليس أخر سواه

فهو رب جميع الناس ورب عيسى ؛ لأن عيسى قال ربنا ، وعلى هذا فإن عيسى ليس رباً ؛لأن الرب لا يكون له رب آخر ،و إلا لكان للرب الآخر رب ولهذا الرب الآخر رب آخر ..،وهكذا سلسلة في الأرباب لا تنتهي ، وهذا غير معقول.
2)ويقول عيسى في خطابه للتلاميذ : " وإني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "

فالمسيح كالتلاميذ فالله أبوه وأبوهم مجازاً وهو إلهه وإلههم ، فهم مساوون له ، أم هم أيضاً آلهة؟!
3)ويقول عيسى : " إلهي لقد أتممت العمل الذي أعطيتني لأعمله ، وهو أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي وحدك ،والذي أرسلته رسولك يسوع المسيح"
4)ويقول عيسى أيضاً : " والمجد الذي من الإله الواحد لستم تقبلونه" فالنص يؤكد وحدانية الله بجلاء.
5)وهذا نص آخر لعيسى يقول فيه :" ولا تدعوا لكم أباً على الأرض ،لأن أباكم واحد الذي في السماوات ،ولا تدعوه معلمين ؛لأن معلمكم واحد المسيح"

فعيسى يحذر قومه من أنه لا يوجد إله على الأرض بل الله في السماء ،فلا وثنية بل وحدانية فالله واحد في السماوات وعيسى ليس إلا معلماً في الأرض وليس إلهاً ولا ابن إله كما تدّعي الكنائس.

تفنيد عقيدة التثليث
" إن التثليث النصراني يتأرجح بين التوحيد والشرك ، فهم يقولون إن الله واحد في ثلاثة ، أو ثلاثة في واحد ، وكأنهم لا يدرون أهو واحد أم ثلاثة ‍‍؟‍ كيف يكون الواحد في ثلاثة أو الثلاثة في واحد ؟‍ وحول هذا المعنى يتفلسفون مضطربين في إجاباتهم، كثير منهم غير مقتنعين ؛ فإذا سألت أياً منهم هل تعبد إله واحد أم آلهة متعددة ؟ سيجيبك : بل أعبد إله واحد وأؤمن بإله واحد فقانون الإيمان المسيحي عندنا يقول نؤمن بإله واحد.
وإذا قلت له : من هو هذا الإله الواحد؟
سيجيبك : الله(الأب) + الله (الابن) + الله( الروح القدس)، فقل له : كيف ؟ هؤلاء ثلاثة آلهة وأنت قلت أنك تعبد إله واحد ؟ سيجيبك : هؤلاء ثلاثة ولكنهم واحد.
فقل له : معنى هذا أن 1+1+1 يعطي النتيجة (‍1) سيقول لك : هي هكذا.
فقل له : في أي قانون من قوانين علم الرياضيات هذه المعادلة ، " فلو أتينا بكل علماء الرياضيات ،وبعث (اينشتاين) مرة ثانية إلى الحياة ، وعقدنا له امتحاناً في حل هذه الطلاسم والألغاز لما حصل هذا العالم إلا على صفر في الامتحان"

فكيف للعامة بفهم هذه المعادلة ؟ فإذا كانت هذه العقيدة لا يفهمها الفلاسفة فكيف بالبسطاء من الناس؟‍! فاستحلفك بالله لمن جاءت هذه العقيدة ، ولمَ جاءت؟!
سيجيبك قائلاً : هذه عقيدة جاءت لكل البشر ، ولكن فهمها يصعب عليهم لأنه سر من أسرار الكنيسة .هذه هي الإجابة النهاية عند عدم القدرة على إقناع الآخرين أو حتى إقناع نفسه.

ويحاولون توضيح للثالوث المسيحي فيقولون :  
هناك ثلاثة أقانيم (أشخاص) كل واحد منهم يتميز بمميزات ليست في الآخر ، ثم هم متساوون في بعض الأمور :
1)مختلفون في الأعمال والوظائف : فالله (الأب)يختص ببعض الأعمال : مثل الاختيار والدعوة والله (الابن)تنسب إليه أعمال محاسبة الناس والفداء، والله(الروح القدس) تنسب إليه أعمال التجديد والتقديس

ويضيفون أنهم متساوون مع بعضهم البعض في :
· القدرة الإلهية ، فكل واحد منهم يملك القدرة الكاملة .
· أنهم جميعهم أزليون لا بداية لأحد منهم .
فهذا قاموس الكتاب المقدس يقول : هو إله واحد الأب والابن والروح القدس ، جوهر (ذات) واحد متساوون في القدرة والمجد.
هذه هي عقيدة التثليث عند النصارى ، والتي تخالف الحس والعقل معاً، وبسبب ذلك جعلوها سراً غيبيا ًمن ضمن مجموعة أسرار غيبية  .

والحقيقة أن كثيرين من النصارى يخفون بداخلهم الريبة والشك من هذه العقيدة ذات الفلسفة العجيبة التي يرفضها العقل والمنطق ، ولكن النصارى يحاولون تقريب الثالوث بضرب الأمثلة التي نتج عنها تصورات مختلفة ومتناقضة أيضاً ومع ذلك لم يصلوا إلى إقناع أنفسهم فضلاً عن إقناع غيرهم.
ويقدمون بعض الأمثلة لتقريب الثالوث عند النصارى:
1)الثالوث كالروح والماء والدم: يقول إنجيل يوحنا : " والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق فإن الذين يشهدون هم ثلاثة ( الروح والماء والدم ) والثلاثة متفقون .ولكن هذا المقطع قد أزيل من الكتاب المقدس
2)يقول (كانت) في القرن الثامن عشر : " الأب ، والابن، والروح القدس ، ثلاث صفات أساسية في اللاهوت ،وهي القدرة والحكمة والمحبة ، أو ثلاث فواعل هي : الخلق والحفظ و الضبط"
3)والبعض يشبهها بالشجرة فإن لها أصل وهي الجذور والساق والورق.
4)"ومرة يشبهونها بالشمس المكونة من جرم وأنها تنير الأرض وتدفئها "

 

5)وبعض الفلاسفة يقول إن الله سبحانه وتعالى يتكون من ثلاثة أقانيم (أي ثلاثة عناصر أو أجزاء) : الذات، والنطق ، والحياة ؛ فالله موجود بذاته ، ناطق بكلمته، وحي بروحه، وكل خاصية من هذه الخواص تعطيه وصفاً معيناً ، فإذا تجلى الله بصفته ذاتاً سمي الأب وإذا نطق فهو الابن ، وإذا ظهر كحياة فهو الروح القدس"
ولكن القس (توفيق جيد ) يعترض على هذه الفلسفات قائلاً :
" إن تسمية الثالوث باسم الأب والابن والروح القدس تعتبر أعماقاً إلهية وأسراراً سماوية لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها وتحليلها ، ونلصق بها أفكاراً من عنديّاتنا "، ويقول أيضاً في كتابه (سر الأزل ) : " إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه ، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه! "
ويرى كذلك فلاسفة المسيحية أن الإنسان خلق على صورة الله ، فكما أن الله مثلث الأقانيم كذلك فإن الإنسان مكون من ثلاثة عناصر ، فالإنسان بذاته كائن على صورة الله ومثاله، وناطق على صورة الله ومثاله، وحي على صورة الله ومثاله"
هكذا يتخبطون فيجعلون الأقانيم الثلاثة وهي أشخاص ثلاثة ، صفات فهم يحولون الأشخاص إلى صفات لجوهر واحد وهو الإله.
ونحن نقول : إن هذا الإله لا يتصف بصفات ثلاث بل يتصف بعشرات ، بل بمئات الصفات فهو الخالق الرازق القادر الحكيم العليم ..إلخ من أسمائه وصفاته ،ولتقريب الفهم أكثر نقول : إن جميع الناس يتصفون بصفات عديدة ، ولكن لم يقل أحد أن هذه الصفات هي ذوات متعددة ، فالرجل الواحد يوصف بأنه : طويل ، أسمر ، كريم ، شجاع ، مثقف ،ذكي ..إلخ من الصفات المتعددة، ولكنها لذات واحدة لا لأشخاص متعددين وهذا ما يفهمه العقل ويقبله المنطق.

فلسفة التثليث عضو غريب
"والحقيقة إن فلسفة التثليث عضو غريب أ ُدخل إلى جسد المسيحية المريض ، فإذا به يزيد الجسد اعتلالاً ويبعث فيه بدل الانتظام والصحة ، فوضى واضطراب ، ليصبح علة وعالة عليه، يحمله الجسد العليل ، فينوء بحمله ، فلا هو ملفوظ منه ، ولا هو مقبول فيه"

النص الذي يعتمد عليه المسيحيون في التثليث
اعلم أيها القارئ الكريم أن(الثالوث)لم يرد بهذا الاسم ولا مرة واحدة في كتب العهد القديم ولا العهد الجديد  

وأن النص الذي يعتمدون عليه في التثليث ما جاء في إنجيل متّى فقط دون غيره من الأناجيل ".... وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس "

والسؤال الذي يوجه إلى المسيحيين

 هل في هذا دليل على الثالوث؟ وهل ذكر ثلاثة أشخاص متتالية تمثل شخص واحد ؟! الجواب : كلا لأن العطف يقتضي المغايرة ، أي عمدوهم باسم كل واحد من هذه الثلاثة المتغايرة ؛فالأب هو الله وهو أب لكل الأنبياء بل لعموم المؤمنين كما هو مصرح في الإنجيل ، والابن الذي يراد منه المسيح فقد أطلق ابن على إسرائيل وآدم وداود وسليمان وعلى كل صالح كما هو مصرح في الإنجيل أيضاً ، والروح القدس ، فهو ملك الوحي والذي تنـزل على جميع الأنبياء وليس على المسيح فقط"  هذا من ناحية .

 ثم من ناحية أخرى فإن العلماء يشكون في هذا النص الذي في خاتمة إنجيل متّى فهذه الخاتمة مشكوك فيها ويعتبرونها دخيلة ؛ ويرجع هذا الشك كما يقول (أدولف هرنك)- وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي- يقول : إن صبغة التثليث هذه غريب ذكرها على لسان المسيح ولم يكن لها نفوذ على عصر الرسل وهو الشيء الذي كانت تبقى جديرة به لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً"
ثم إن متّى وحده قد تفرد بذكر هذه الحقيقة دون سائر كتبة الأناجيل الأخرى ؛ فكيف يتفرد متّى بهذه العقيدة التي لا تُقبل مسيحية أي نصراني إلا بهذه العقيدة؟!
" لماذا لم ينقل إلينا كل من مرقس ولوقا ويوحنا هذا القول عن المسيح إن كان صدر منه حقاً ؟! وهم الذين ذكروا من الأمور ما هو أتفه وأقل قيمة ً وقدراً من هذا الركن الأساسي في الإيمان ؟ أتراهم لم يسمعوا بهذا القول عن المسيح ، من أجل ذلك لم يذكروه أو يدونوه في أناجيلهم التي ألفوها ؟!!! أم أنهم خانوا أمانة النقل ؟! أم أن المسيح لم يقل بهذا القول ، و الذي ذكره متّى كان غرض من أغراضه ، فنسبها إلى المسيح حتى تسود وتأخذ طابع القدسية ؟؟!!"

النصارى يقولون باتحاد اللاهوت بالناسوت
الله الكلمة المتجسد ويستشهدون بما جاء في الكتاب المقدس

 -1  أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14، 11
2- كل ما هو لي فهو لك وكل ما هو لك فهو لي" (يو10:17

3-لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب" (يو22:5
4- أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" (يو1:14
5- مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو9:14
ويقولون : السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد له لاهوت كامل وناسوت كامل ولاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، اتحاداً كاملاً اقنومياً جوهرياً لا ينفصل مطلقاً ، حتى قيل عنه أنه سر عظيم (1تى 3 : 16
وباتحاد الطبيعتين الالهيه والبشرية داخل رحم العذراء مريم تكوّنت منهما طبيعة واحدة هي طبيعة الله الكلمة المتجسد
العذراء لم تلد إنساناً وإلها و إلا كان لها ابنان الواحد منهما إله ، والآخر منهما إنسان . أنها ولدت الإله المتجسد . إن المسيح هو الابن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كــل الدهــور و هـو نفسـه ابـن الإنســـان الذي صـار بكـراً وسـط إخــوة " إخـوة كثيـريـن ( رو 8 : 29 ) " من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى " ( لو 1 : 43 )
ويقولون : هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى أسمه عمانوئيل .....الذى تفسيره الله معنا
يتكلم البابا شنوده مجيبا على سؤال نصه ما يلى في هذا المقطع  اذا كانت الخطيئه التى وجهت فى حق الله غير محدوده و تلزمها كفاره غير محدوده ..فكيف يتحقق هذا و الذى مات هو الجسد المحدود فقط ؟؟؟
و يجيب البابا شنوده قائلا : أن الجسد عندما مات كان متحدا باللاهوت و بهذا فقد اعتبرت الفديه غير محدوده و لو ناقشنا كلام البابا شنوده سيظهر لنا أنه كلام واضح البطلان حيث أن "الفداء" قد اكتسب صفة" اللامحدوديه" نظرا لاتحاد الناسوت باللاهوت وقت الموت على الصليب .
والسؤال :كيف تثبتون أن للمسيح طبيعتين متحدتين في شخص واحد ؟ يتضح ذلك مما جاء في الكتاب المقدس من أن له جميع صفات الناسوت وجميع صفات اللاهوت معاً في شخص واحد. فقيل في شأن ناسوته أنه ذو جسد مولود من امرأة كان ينمو في القامة ويري ويشعر به ويلمس وأنه ذو نفس كانت تتعب وتفرح وتحزن وتنمو في الحكمة وتجهل بعض الأحوال والأمور. وقيل في شأن لاهوته أنه إله علي الكل عالم بكل شئ قادر علي كل شئ أزلي. ولذلك يعلمنا الكتاب أن الجوهرين المجموعين في شخصه أي الناسوت واللاهوت طبيعتان ممتازتان.
            وها هي اقوال الرافضة مشابهة لما سبق  !!!

الحلول والاتحاد عند علماء الرافضة :-
أنظر إلى أقوال الخمينى  أحد بل أكبر علماء وقادة الرافضة وهو يتحدث عن الإمام علي رضي الله عنه وحاول أن تتذكر ما يقوله النصارى عن المسيح عليه السلام  : فيقول الخميني عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : ( خليفته ( يعني خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ) القائم مقامه في الملك والملكوت ، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت ، أصل شجرة طوبى ، وحقيقة سدرة المنتهى ، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى ، معلم الوحانيين ، ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين ) . مصباح الهداية ص 1.
وجاء ايضا عنه : ان لنا مع الله حالات  فيقول : هو نحن/ ونحن هو/ وهو هو  :- هذا هو قولهم بالحلول الخاص والعام وهو واضح وصريح ومشابهتهم للنصارى !!
وليس هذا فحسب بل زعم غلاة الرافضة أن الله جل وعلا حلَّ في علي ولا تزال مثل هذه الأفكار الغالية والإلحادية في أذهان هؤلاء الشيوخ كما ترون و من هذا المنطلق نسب الخميني إلى علي قوله : ( كنت مع الأنبياء باطناً ومع رسول الله ظاهراً ) . مصباح الهداية ص 142 .
و يعلق عليه الخميني قائلاً : ( فإنه عليه السلام صاحب الولاية المطلقة الكلية والولاية باطن الخلافة .. فهو عليه السلام بمقام ولايته الكلية قائم على كل نفس بما كسبت ، ومع الأشياء معية قيومية ظلية إلهية ظل المعية القيومية الحقة الإلهية ، إلا أن الولاية لما كانت في الأنبياء أكثر خصهم بالذكر ) . مصباح الهداية ص 142 .
أنظروا كيف يعلق الخميني على تلك الكلمة الموغلة في الغلو و المنسوبة زوراً لأمير المؤمنين بما هو أشد منها غلواً و تطرفاً فهو عنده ليس قائماً على الأنبياء فحسب بل على كل نفس . و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

الفرية الأكبر
1- ويقول الخميني في قول الله تعالى ( { يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون } قال : ( أي ربكم الذي هو الإمام ) . مصباح الهداية ص 145. و هذا الكلام تأليه صريح لعلي رضي الله عنه و لو كان علي موجوداً لأحرقهم بالنار و لقتلهم أشد قتلة كما فعل بأسلافهم.
2- ثم ينقل عن الامام كما بينا أنه قال : ( لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن ، وهو نحن ، ونحن هو..الخ ) . ثم يعلق بقوله : ( وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله : الحق خلق ، والخلق حق ، والحق حق ، والخلق خلق ) .
3- ثم نقل جملة من كلام ابن عربي ( النكرة ) الملحد الهالك و الخميني يستدل كثيراً على مذهبه بأقوال ابن عربي الملحد الوجودي والذي يصفه بالشيخ الكبير ( مصباح الهداية ، ص 84 ، 94 ، 112 على سبيل المثال لا الحصر  . بل ويقول ايضا انه لا يعبد الله !! حيث يحتج على الله قائلا ً :
--  إننا لا نعبد إلهاًيقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين ، ثم يقوم بهدمه بنفسه ، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه ) كشف الأسرار–ص 123.
فالخميني يعلن بصراحة أنه لا يعبد الله تعالى الذي لم يلبي طلباته و أمانيه. هذا الخطاب يتحدث عن الله – سبحانه و تعالى انظر كيف يوجب على الله ما يشاء و ما يريد اذن من تعبد يا خميني ؟؟!!!
                     {تشابهت قلوبهم }


أنظر عزيزي القارئ إلى الفقرات الآتية لترى مدى التشابه بين النصارى والشيعة الرافضة فكان النصا رى يحرفون كتابهم المقدس قصدًا إذا رأوا في التحريف مصلحة لهم أو انتصارًا لعقيدتهم :
-- فقد جاء في كتاب (مختصر إظهار الحق  .... في رسالة يوحنا الأولى 5 / 7- فإن الذين يشهدون ( في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض ) هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد .
-- وقد كان أصل العبارة على ما قال محققوهم هكذا : فإن الذين يشهدون هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد ، وهذا نص طبعة سنة 1865م . أي بدون الزيادة التي بين القوسين المعقوقتين .
-- أما نص طبعة سنة 1825م و1826م فهكذا لأن الشهود الذين يشهدون ثلاثة وهم الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة تتحد في واحد .
-- وقد كتب هورن اثنتي عشرة ورقة في تحقيق هذه العبارة ، فقام بتلخيصها جامعو تفسير هنري وإسكات ، وفي تلخيصهم ذكروا أدلة الذين يثبتون أن هذه العبارة كاذبة كما يلي :
1-أن هذه العبارة لا توجد في نسخة من النسخ اليونانية المكتوبة قبل القرن السادس عشر الميلادي .
2 -أن هذه العبارة لا توجد في النسخ المطبوعة التي طبعت بالجد والتحقيق التام في الزمان الأول
-3  أن هذه العبارة لا توجد في أكثر النسخ القديمة اللاتينية ، ولا توجد أيضا في ترجمة من التراجم القديمة غير الترجمة اللاتينية .
-4  أن هذه العبارة لم يتمسك بها أحد من القدماء ولا مؤرخو الكنيسة .
- أن هذه العبارة أسقطها من المتن أئمة فرقة البروتستانت ومصلحو دينهم ، وبعضهم وضع عليها علامة الشك .
وبهذا يظهر لك جليًا أن النصارى كانوا يحرفون كتبهم قصدًا إذا رأوا في التحريف مصلحة لهم أو انتصارًا لعقيدتهم . وسبحان الله تشابهت قلوبهم وها هي اقوال علماء الشيعة بالتحريف انتصارا لعقيدتهم ايضا :
يقول الشيخ الحجة الإمام شيخ الإسلام أبن تيمية في كتابه (( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية )) ص – 22 -28. تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم .
قال: و لهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة في الخبث وتباع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود, وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل وغبر ذلك من أخلاق النصارى, ما أشبهوا به هؤلاء من وجه وهؤلاء من وجه, ومازال يصفونهم بذلك.
ولهذا كما ترون تشابهت قلوبهم واقوالهم في الغلوا والتشبيه والقول بالتحريف واقول للشيعة كيف تتبعون هؤلاء ؟

 الستم تقولون نحن اتباع رسول الله واهل البيت فأتبعوهم فان كل منكر منكم لهذا القول الذي يقوله علمائكم اي القول بالتحريف يصفوه علمائكم بالجاهل في المذهب الشيعي ولا يعرف بان القران تعرض للتحريف سبحان الله !!
اتبعوا يا شيعة ما انزل اليكم من ربكم وبما جاء به نبيكم ولا تتبعوا الهوى وهؤلاء الشياطين فتضلوا هداكم الله الى الحق ورؤيته .

 

أراء الروافض و النصارى في أصحاب الأنبياء المخلصين !!
وإليك عزيزي القارئ بعض ما قال علماء النصارى في الحواريين: وصفوهم بأنهم :

1-  قليلو الإيمان وأنهم  قساة القلوب :

 فقالوا "ألا تدركون بعد ولا تفهمون ؟ أما زالت قلوبكم متقسية ؟"
2- خذلوا معلمهم
"
عندئذ تركه الجميع وهربوا "مرقس (14 :50

3- لا يفهمون بسهولة
"يا قليلي الفهم وبطيئي القلب في الإيمان "لوقا (24 :25  
"
ولكنهم لم يفهموا شيئا من ذلك "لوقا (18 :34

4- يحلفون كذبا "ولكنه بدأ يلعن ويحلف : "إني لا أعرف هذا الرجل "مرقس (14 : 71
5- شكاكون فيه "في هذه الليلة ستشكون في كلكم" متى (26 :31 "يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟"متى (14 :31
6- شياطين "اغرب من أمامي يا شيطان , لأنك تفكر لا بأمور الله , بل بأمور الناس "
مرقس (8 :33

و أقوال الروافض في صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سبحان الله تشابهت قلوب واقوال الروافض مع اقوال النصارى في اصحاب خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم : قال سليم بن قيس :كذبا وإفتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم :
" فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به، أما حمزة فقتل يوم أحد، وأما جعفر فقتل يوم مؤتة، وبقيت بين جلفين جافيين ذليلين حقيرين عاجزين: العباس وعقيل، وكانا قريبي العهد بكفر

 


وإليكم  رواية لا تقبل الشك عندهم وهي :
حديث ما نصه حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي ( صلى الله عليه و آله) إلا ثلاثة فقلت: و من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي كتاب سليم بن قيس ص 216
ويقولون أيضا : وعن جعفر عليه السلام قال: ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة نفر: المقداد بن الاسود، وأبوذر الغفاري وسلمان الفارسي
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ قال : المقداد و أبوذر وسلمان الفارسي     22/352
قلت لابي عبدالله عليه السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة : أبوذر وسلمان والمقداد
:
قال أبوجعفر عليه السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة نفر : سلمان وأبوذر والمقداد قال : قلت : فعمار ، قال : قد كان جاض جيضة  ثم رجع قلت لابي عبدالله عليه السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة أبوذر وسلمان والمقداد  : قلت لابي عبدالله ارتد الناس الا ثلاثة أبوذر وسلمان والمقداد
--  حَنَانٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ كَانَ النَّاسُ أَهْلَ رِدَّةٍ بَعْدَ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) إِلَّا ثَلَاثَةً فَقُلْتُ وَ مَنِ الثَّلَاثَةُ فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَيْهِمْ
-- عن الباقر عليه الصلاة والسلام قال كان الناس أهل ردة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة قيل ومن الثلاثة قال المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي رحمهم الله
واليكم بما افتى به سماحة اية الله العظمى الامام الروحاني !!
السؤال: قد ذكر ثقة الاسلام الكليني رضوان الله تعالى عليه في الكافي ج 8 - ص 245 ح341، حديث ما نصه حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي ( صلى الله عليه و آله) إلا ثلاثة فقلت: و من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة الله و بركاته عليهم ثم عرف أناس بعد يسير

 و قال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا و أبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) مكرها فبايع وذلك قول الله تعالى: { و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين }  

و سؤالنا عن سند الحديث ما حكمه؟ و هل الواسطة بين الكليني و بين حنان في هذا الحديث هو علي بن ابراهيم عن ابيه، كما ذكر هذا المجلسي في البحارج 28 - ص 236 ح22 قال.. الكافي: علي عن أبيه عن حنان مثله؟
وكانت الإجابة :
أن حنان في الخبر هو ابن سدير و قد وثقه الشيخ و جماعة من الرجالين بانه ثقة و الخبر مروي عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن حنان فالخبر موثق و في صدر الخبر كان الناس اهل ردة بعد النبي صلي الله عليه و آله الا ثلاثة و قد روي ارتداد الصحابة جميع المخالفين في كتبهم

ياللعجب

من يجرؤ ويتقول على  الصحابة المهاجرين والانصار الذين تربوا على يد رسول الله كلهم فجأة يرتدون  حسب الروايات واقوال معميكم الذين تشابهت قلوبهم واقوالهم اقول النصارى !!
وان صدقتم ذلك فمن الذي قام بنشر الاسلام ، ومن الذي حطم تاج كسرى، وقهر المجوس ، وحارب الروم ...الخ

ومن الذي حارب البلدان لتحرير العباد من الطغيان والظلم والعبودية ولتحريرهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد فكيف الصحابة مرتدين عن الاسلام خالدين في جهنم يدعون الى الاسلام !!

ولكي نثبت كذب هذه الروايات وكذب من الفها ولفقها ووثقها ورواها :
هؤلاء فقط حسب رواياتكم الصحيحة !!
سلمان الفارسي رضي الله عنه ، و المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه الذين ظلوا على إسلامهم فأين باقي الصحابة هل ارتدوا ؟  لماذا ؟

هل لانهم لم يبايعوا علي رضي الله عنه وبايعوا ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فاصبحوا جميعا مرتدين عن الاسلام  ؟

فهنا سؤال يتبادر الى الذهن : عند وصول الخلافة لعلي رضي الله عنه من بايعه وهل يوجد من الصحابة المرتدين عن الاسلام من بايعه وكيف قبل علي البيعة من مرتدين عن الاسلام ؟؟!!


اتهام النصارى لمريم عليها السلام :

اتهام النصارى لمريم عليها السلام بالزنى وحاشا لسيدة النساء العذراء البتول هذا الكلام القبيح !!
فيذكرون أنها عليها السلام كانت ملازمة في كل حركاتها وسكاناتها لرجل يدعى بوسف فيقولون فى انجيل متى اصحاح 13 عدد 55 ( اليس هذا ابن النجار اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وهنا نرى ان مريم انجبت اخوة للمسيح دون زواج !!
جاء في الإصحاح الأول من انجيل متي :
هَذَا سِجِلُّ نَسَبِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ: 2إِبْرَاهِيمُ أَنْجَبَ إِسْحقَ. وَإِسْحقُ أَنْجَبَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ أَنْجَبَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا أَنْجَبَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ أَنْجَبَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ أَنْجَبَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ أَنْجَبَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ أَنْجَبَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ أَنْجَبَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ أَنْجَبَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ أَنْجَبَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ أَنْجَبَ يَسَّى.

 6وَيَسَّى أَنْجَبَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ أَنْجَبَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي كَانَتْ زَوْجَةً لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ أَنْجَبَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ أَنْجَبَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا أَنْجَبَ آسَا. 8وَآسَا أَنْجَبَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ أَنْجَبَ يُورَامَ. وَيُورَامُ أَنْجَبَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا أَنْجَبَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ أَنْجَبَ أَحَازَ. وَأَحَازُ أَنْجَبَ حِزْقِيَّا. 10وَحِزْقِيَّا أَنْجَبَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى أَنْجَبَ آمُونَ. وَآمُونُ أَنْجَبَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا أَنْجَبَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ فِي أَثْنَاءِ السَّبْيِ إِلَى بَابِلَ. 12وَبَعْدَ السَّبْيِ إِلَى بَابِلَ، يَكُنْيَا أَنْجَبَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ أَنْجَبَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ أَنْجَبَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ أَنْجَبَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ أَنْجَبَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ أَنْجَبَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ أَنْجَبَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ أَنْجَبَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ أَنْجَبَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ أَنْجَبَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ أَنْجَبَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ أَنْجَبَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ  

وجاء في انجيل لوقا 3 :23-28

وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي بْنِ مَلْكِي بْنِ أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.

انجيل متى 1: 16 ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح  وجاء ايضا في انجيل لوقا 3: 23  ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي   هنا نجد يسوع ينتسب الى يوسف كأب أين كان يقيم يوسف ومريم قبل الولادة ؟؟
في الوقت الذي  يذكر لوقا :  بأن مريم ويوسف قد سافرا من بلدتهما الناصرة في الجليل الى بيت لحم في اليهودية من أجل الولادة كما نقرأ في لوقا 2 :4" فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ.
نجد أن متى يناقضه في ذلك : فيقول بأن يوسف ومريم قد استوطنا الناصرة فقط بعد ولادة السيد المسيح وذلك لخوفهما من العودة الى اليهودية انجيل متى 2 :21-23 " فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً» 

. إنجيل يوحنا يتهم المسيح عليه السلام ( حاشاه ) بأنه ابن زنى !!

انجيل يوحنا 8 /40 ـ41 ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله إبراهيم. ( 41) أنتم تعملون أعمال أبيكم. فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد وهو الله.

 

واقوال علماء الرافضة:

سبحانه وتعالى عما قاله هؤلاء الافاكون وحاشا لمريم العذراء عليها السلام هذا القول !! وإنما جائت نصوص وأقوال علماء الرافضة مشابهة لذلك ؛ عليهم من الله ما يستحقون حيث قالوا بأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي المبرئة من فوق سبع سموات بأنها ( حاشاها ) زانية ألا بائوا بغضب الله وسخطه في الدنيا والأخرة اللهم أمين !!قال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }
وإليك عزيزي القارئ بعضا من أقوالهم :

1- قال القمي في تفسيره { ضرب الله مثلا }  فقال : ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) فقال والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة (عائشة  } فيما اتت في طريق وكان فلان يحبها فلما أرادت ان تخرج إلى . .الخ وهذا امام المفسرين لديهم !!
وليس هذا فحسب بل أتهمام الكليني في كتابه الكافي والمجلسي والعياشي والبرسي .. وهم أكبر علماء الشيعة .
{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }
و نقصد بهذا كلام ربنا فى تطهير ام المؤمنين من الإفك الذى وقع حين أُتهمت فى عرضها و شرفها من قبل بعض سفهاء و منافقي المدينة و ذاعت الفرية وهى الطاهرة العفيفة الطيبة زوجة الطيب فنزلت سبع عشرة أية فى كتاب الله من فوق سبع سموات تبرأة لها آيات تتلى إلى أن يأذن الله برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى من سورة النور :
{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم إلى قوله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}
فهذه الآيات من أكبر الأدلة على طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين تقول أم المؤمنين عائشة: ** والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر،ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها الحديث رواه البخارى .
فى آيات الإفك التى يعرف القاصى والدانى أنها نزلت تبرئةً للسيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها مما بُهِتَتْ به فى قصة ضياع العِقْد الذى فقدته فى الصحراء مَرْجِعَها هى والنبى والمسلمين من غزوة بنى المصطلق، نرى القمى مثلا يصرف القصة عن حقيقتها حتى لا يُضْطَرّ هو وأمثاله إلى الإقرار بأى فضل لها وينسب هذه القصة لمارية رضي الله عنها . وأى فضل أعظم من الفضل الذى ظلت أم المؤمنين تباهى به نظيراتها، وهو أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل تبرئتها من فوق سبع سماوات؟!!

 ولا ننس أن لعلىٍّ رضي الله عنه صلة بالقصة، إذ لما استطلع النبى رأيه حين دارت الشائعات فى أرجاء المدينة كان رده حسبما تحكى لنا الروايات أن النساء كثير. صحيح أنه رضى الله عنه لم يلوث لسانه بقالة سوء فى سيدة كريمة لم يلحظ عليها أية ريبة، إلا أنه لم يراع مدى وقع الكلمة على نفسها، إذ كان كل همه إراحة الرسول من القلق الذى كان يعانيه، فظن أن الرسول إن نفض يده منها واقترن بغيرها فقد أراح نفسه.

آيَة التَّخْيِير
قال ابن كثير: َ[حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشِير عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَة التَّخْيِير بَدَأَ بِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا عَائِشَة إِنِّي عَارِض عَلَيْك أَمْرًا فَلَا تَفْتَاتِي فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْك أَبِي بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا" فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه وَمَا هُوَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًاَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " قَالَتْ فَإِنِّي أُرِيد اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَلَا أُؤَامِر فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اِسْتَقْرَأَ الْحُجَر فَقَالَ" إِنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَذَا وَكَذَا " فَقُلْنَ وَنَحْنُ نَقُول مِثْل مَا قَالَتْ عَائِشَة….. رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ كُلّهنَّ] )و كذا روى البخارى و أحمد و ابن جرير و ابن أبى حاتم نحوه فأنزل الله تعالى أية تهدف فى الأساس إلى بيان شرف  و مكانة أمهات المؤمنين و هى قوله تعالى لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءمِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً
قال ابن كثير: [ ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء كَابْنِ عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَابْن زَيْد وَابْن جَرِير وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ مُجَازَاة لِأَزْوَاجِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضًا عَنْهُنَّ عَلَى حُسْن صَنِيعهنَّ فِي اِخْتِيَارهنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة لَمَّا خَيَّرَهُنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْآيَة فَلَمَّا اِخْتَرْنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَزَاؤُهُنَّ  أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَصَرَهُ عَلَيْهِنَّ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّج بِغَيْرِهِنَّ أَوْ يَسْتَبْدِل بِهِنَّ أَزْوَاجًا غَيْرهنَّ وَلَوْ أَعْجَبَهُ حُسْنهنَّ إِلَّا الْإِمَاء وَالسَّرَارِيّ فَلَا حَرَج عَلَيْهِ فِيهِنَّ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ عَنْهُ الْحَرَج فِي ذَلِكَ وَنَسَخَ حُكْم هَذِهِ الْآيَة وَأَبَاحَ لَهُ التَّزَوُّج وَلَكِنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ بَعْد ذَلِكَ تَزَوُّج لِتَكُونَ الْمِنَّة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ ]
وللمرة الثانية

وللمرة الثانية تتشابه أقوال النصارى مع الشيعة  فجاء في الكتاب المقدس تحذير  في سفر التنثية 4: 19(ولئلا ترفع عينيك لي السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم وكل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب تخت السماء وفي تثنية 17: 2، 3 يتحدث عن فعل الشر في عيني الرب الهك وهو عبادة الهة آخري أو الشمس أو القمر أو جند السماء.
ويعلق نوسترداموس فيقول : فعبادة الشمس أو القمر هي تماما مثل الأعتماد عليها واللجؤ اليها من أجل القيادة والارشاد وعلى أي حال فمن يؤمن بالتنجيم يؤمن بأن هذه الاجسام السمائية تتحكم في حياتنا .
وسبحان الله جائت اقوال وافعال علماء الرافضة مشابهة لقول نوسترداموس واليكم بعضا ً من كتبهم واقوالهم :
يقول الخميني :  أن هناك أياماً منحوسة من كل شهر يجب أن يتوقف الشيعي فيها عن كل عمل ، وإن لانتقال القمر إلى بعض الأبراج تأثيراً سلبياً على عمل الإنسان فليتوقف الشيعي عن القيام بمشروع معين حتى يتجاوز القمر ذلك البرج المعين .
ومما يشهد لهذا الاتجاه الكفري ما جاء في تحرير الوسيلة حيث يقول : يكره إيقاعه " يعني عقد الزواج " والقمر في برج العقرب ، وفي محاق الشهر ، وفي أحد الأيام المنحوسة في كل شهر وهي سبعة : يوم 3 ، ويوم 5 ، ويوم 13 ، ويوم 16 ، ويوم 21 ، ويوم 24 ، ويوم 25 ( وكذلك من كل شهر ) ) . تحرير الوسيلة ( 2 / 238  .
علماء النصارى وصكوك الغفران
ان من يحتل منصب البابوية يجني أموالا طائلة فكان الوصول لهذا المنصب هو الهدف الاساسي لرجال دينهم ففي روما وبالتحديد في القرون الوسطى ارتكبت جرائم بشعة وصلت لحد القتل ذلك غير الرشاوى التي كانت تُدفع لشخص ما لإثنائه عن الوصول إلى ذلك المنصب ومن يقلب تاريخ الكنيسة يكتشف من الجرائم ما لا تعد ولا تحصى .

 واليكم النصوص من مراجعهم المعتمدة في كتاب تاريخ الكنيسة منشورات دار الثقافة الطبعة الأولى لعام 1995 الجزء الرابع صـ35 تحت عنوان بابوية دنيوية ما يلي :سلم المؤرخون والكنيسة الكاثوليكية نفسها ، بأن البابوية خلال النصف الثاني من القرن الخامس عشر و الجزء الأول من القرن السادس عشر وصلت إلى أدنى درك خلقياً و روحياً". ويستطرد جون لوريمر كلامه في الصفحة التالية مباشرة صـ36 تحت عنوان :

 أشهر الأمثلة لبابوات عصر النهضة الرفيع:
1- سيكستوس الرابع six tus VII (1471- 1484)
أشعل الحرب ضد المدن والأقاليم الإيطالية ، لكنه سعى لجعل روما عاصمة أوروبا للأداب والفنون وكذلك أعطى وظائف ممتازة لأقاربه وأهل بيته .
2- البابا إنوسنت السابع Innocent VII (1484- 1492)
كان ضعيفاً سهل الإنقياد لأسرة "ميدشي الثانية " وهي أسرة قوية فاسدة . باع وظائف الكنيسة وخلق وظائف جديدة للبيع. ووصل الفساد بين الكرادلة تحت حكمه إلى هوة منحطة جديدة.
3- البابا إسكندر السادس Alexander VI(1492- 1503)
كان من أسرة "جورجيا" الشهيرة بالقسوة والفجور، حصل على إنتخابه للبابويه بالرشوة. كان أيضاً متورطاً في السياسات الإيطالية، وعمل على ترقية أفراد عائلتة إلى مراكز أعلى.
4- البابا جوليان الثاني Julian II (1503- 1513)

اشتهر بأنه البابا المقاتل الذي قاد فعلاً الجيوش البابوية في معركة ضد الفرنسيين والأسبان. دعا إلى مجمع "لاتيران " الخامس بقصد الإصلاح، ولكن المجمع لم يصل إلى نتيجة.
5- لبابا ليو العاشر Leo X(1513- 1521)
اتبع طريقة البابوات السابقة في تثبيت السطوة السياسية للبابوية. مزج حب التعالي بالإسراف والبذخ، وكان دائما يبحث عن وسائل لترقية أقاربه. وكان  معاصرا  لمارتن لوثر  وصفه كاتب كاثوليكي بأنه "مذنب بالإهمال الذريع، والاستهتار اللامسئول، والحب العارم للمتعة".
وبعد تلك الاتهامات المثيرة للبابوات والذين من المفترض أنهم يحتلون قمة الهرم الديني في المسيحية تأتي شهادة البسطاء من عامة الشعب لتفضح جشع الكنيسة والشره الذي كان يتميز به كل من يجلس على كرسي البابوية فيستمر جون لوريمر قائلاً في نفس الصفحة وتحت عنوان
البابوية والمال:

البابوية والمال:
"هناك اتهامات كثيرة ضد البابوية ، ولكن التهمة الأكثر انتشاراً كانت الإستغلال المالي.
ضج الناس بالشكوى من أعلى حاكم إلى أدنى قروي بأن الكنيسة عاشت للمال. ومن داخل الكنيسة ضغط البابا على الأساقفة الذين عَصروا الكهنة الذين هم بدورهم عَصروا الشعب

ونقلا عن  مواطن أسباني فيقول :

أرى أننا نادراً ما نحصل على شيئ من خدام المسيح إلا بالمال"
"
في العماد بالمال . . . في الزواج بالمال . . الإعتراف بالمال "
"
لا و لا سر المسحة الأخيرة بدون المال ، لا يدقون الأجراس بدون المال"
"
لا مراسم في الكنيسة للدفن بدون المال"
يبدو أنهم في كل يوم اخترعوا طرقاً جديدة لتنمية دخول الكنيسة. فقد كان هناك محصلون خصوصيون من قبل البابا سافروا إلى الأرياف. كانوا يطالبون بعشر دخل الكاهن ، ويحصلون على كل حصيلة الكاهن عن السنة الأولى من خدمته وبالطبع كانت المراكز والوظائف الكنسية لمن يدفع المبلغ الأكبر !!!

اما الرافضة فتشابهوا معهم بصكوك الغفران لنرى !!
الخمس سرقة لاموال الرافضة علانية !! لنرى ماذا يقول احد مؤسسي الحوزة العلمية في النجف وهو احد اكبر فقاءههم والذي يطلقون عليه شيخ المذهب : محمد بن حسن الطوسي ، لم يذكر في كتبه الفقهية الأشهر لدى الشيعة أي شئ عن فريضة الخمس هذه رغم أنه عاصر أوائل القرن الهجري الخامس .
وقد بدأ الحديث عن الخمس إبان الخلافة العباسية التي لم تكن تفرض لعلماء الشيعة أي أعطيات أو مخصصات لعدم اعترافها بمذهبهم ولم تكن الأموال الموقوفة من أثرياء الشيعة كافية وكانت النتيجة أن الفقهاء وطلاب العلم في المذهب كانوا يعانون من الفقر والعوز الشديدين ،

وكان المخرج الذي تفتقت عنه الأذهان وقتها تقديم تفسير جديد مخترع للآية الكريمة  واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل  وهذا التفسير البدعي المزعوم يعني أن يدفع الإنسان خمس ما يغنمه في الحرب أو في غير الحرب حسب التقسيم المذكور في الآية ، فالخمس إذن واجب في كل فائدة تحصل للإنسان من المكاسب وأرباح التجارة وفي الكنوز والمعادن وغيرها ذلك  !!!
وينسبون للعبّاس رضي الله عنه كرامات
فضيلة « السيّد مصطفى مستجاب الدعوة » هكذا لقبه وشهرته بين الناس، يحكي كرامةً شريفة أُخرى لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام دُوّنت في كتاب.. يقول: في حدود سنة 1414 هجرية روى والدي المرحوم السيّد تقي مستجاب الدعوة عن المرحوم والده جَدّي المرحوم السيّد رضا الذي كان يدير خدمة إيداع أحذية الزوّار ( الكيشوانيّة ) في الصحن العبّاسيّ الشريف،

يقول الجدّ المرحوم السيّد رضا: ذات يوم أصبحتُ لا أملك شيئاً من المال، فوقعت في حيرةٍ غريبة، لا أدري ماذا أفعل! وإذا بقلبي يلتفت إلى باب الحوائج، إلى الضريح المطهّر لأبي الفضل العباس عليه السّلام مؤمِّلاً بيقين قاطعٍ استجابةَ دعائي وقضاء حاجتي بعد عرض مشكلتي بين يَدَي صاحب المقام الرفيع، فخاطبته:
ـ يا أبا الفضل، جئتُك لا أملك شيئاً من المال، ولا أحبّ أن أمدّ يدي إلى أحدٍ حتّى أولادي، لحيائي من الناس، وها أنا أبذل ماء وجهي رخيصاً بين يديك أتشرّف بذلك إذ أطلب منك حلاًّ لما أُعانيه من الحرج والحاجة!
انكسر قلبي، فرأيت أن أقف أصلّي في ذلك الرحاب الزاهي بأنوار القُدس وروحانيّة أهل البيت عليهم السّلام، وأنا أتلو أذكار الصلاة إذا بزائرةٍ إيرانيّةٍ تدخل الحرم الشريف وتمرّ مِن أمامي وبيدها كيسٌ مملوء بالنقود، وهي تنادي باللّغة الفارسية ما معناه باللّغة العربية:
ـ يا أبا الفضل، ها أنا سأقذف كيس النقود في فضاء حرمك الطاهر لا على التعيين، وأطلب منك أن تُوصله لمَن هو بحاجةٍ ماسّةٍ إليه.
وكان جمعٌ من الزوّار الحاضرين عند الضريح المبارك يفهمون اللّغة الفارسية. وما هي إلاّ ثوانٍ حتّى قذفت تلك الزائرة الكيس باتّجاه الضريح وكثيرٌ من العيون تلاحقه ما بين ترقّبٍ للمفاجئة وبين تَمَنٍّ أن يحصل أحدهم على كرامةٍ إذ هنالك طلبٌ وهنالك انتظار للتصرّف مِن قِبَلِ وليّ الله أبي الفضل العباس سلامُ الله عليه.
رؤي كيسُ النقود قد رُمي، ثمّ هوى، ولكنّ العيون لم تستطع أن تُتابعه أين وقع ؟! الجميع ذُهلوا، لم يعرفوا عند مَن سقط، ومَن تناوله يا تُرى ؟! فلم يدّعِ أحدٌ ذلك، ولو كان، لَبان!
يقول السيّد رضا مستجاب الدعوة رحمه الله: لقد سقط الكيس أمامي عندما كنت في صلاتي وأنا في حالة التشهد جالسٌ أمام القبلة، فتناولتُه وكأنّ أحداً لم يَرَه ولم يَرَني! فوضعتُه في جيبي، ثمّ أتممتُ صلاتي، وتفرّق الناس وهم يتداولون حيرةً غريبة!
انفضّ كثيرٌ من الزائرين.. وتمّت صلاتي، وإذ أنا جالسٌ كأنْ ليس لي شغلٌ مع الناس، إذا بالزائرة الإيرانيّة تأتيني تسألني بهدوء:
ـ هل كان كيس النقود من نصيبك يا حاج ؟!
ـ نعم، والحمد لله.

ثمّ حكيت لها قصّتي ذلك اليوم مع أبي الفضل العباس، وكيف طلبتُ منه قضاء حاجتي فأكرمني بهذه التحفة والعناية الرحيمة التي أسداها إليّ. تعجّبت تلك الزائرة لذلك، ورجَتْني أن أرافقها إلى محلّ إقامتها، وهناك التقيتُ بأولادها، فقدّموا لي مبلغاً بعنوان التبرّك والتشرّف، كوني سيّداً، ومعتنىً بي مِن قبل عمّنا الشهيد أبي الفضل، فعدتُ إلى منزلي أرفّ بالكرامة والتكريم، والتفت بين الآونة والأخرى إلى المقام فتحين منّي عَبرةٌ شاكرة.
                     كلمة حق

وقفت سيدةة تجاوزت العَقد السادس من عُمُرها بقليل، يبدو على لهجتها ومظهرها الخلفيةُ الأوروبية وهي تُدافع عن الإسلام بشكل لافتٍ للنظر، وتُشير بكل قوةٍ إلى امتلاك الدين الحنيف لميزات عديدة يتفوق بها على ما سواه من الأديان السماوية الأخرى "اليهودية والمسيحية"، بل إنها سارت لأبعد من ذلك؛ بالتأكيد على أنها إذا ما واجهت مشكلة في حياتها فإنها لا تتردد في العودة للقرآن الكريم؛ للبحث عن حل لها، لاسيما إذا كانت متعلقة بالجانب الروحي والعقدي.
إنها أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة روما، وقد ألقت عددًا من النقاط المثيرة التي أوضحت معالم المؤامرة الشديدة على الإسلام في "القارة العجوز"، وعن المساعي الخبيثة، التي تقف وراءها آلة الإعلام الصهيونية، التي لم يعد لها هدف إلا تشويه صورة الإسلام، واستعداء الغرب عليه، وعرقلة مساعي تقريب وجهات النظر بين المسلمين.
قوة روحانية
ولم تخجل أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية، وتدعى د. ريتا، من التأكيد على أنها لم تحاول الاقتراب من الإنجيل منذ سنوات، وأنها تفضل اللجوء للقرآن الكريم كثيرًا؛ لما يمتلكه هذا الكتاب المقدس من قوة وروحانية تغذِّي العقل والقلب، بل قالت: إن الجانب الروحي في القرآن الكريم لا يقارَن بأي كتاب سماوي آخر؛ فالقرآن يستطيع إحياء القلوب، مؤكدةً أن هذه القوة الروحية هي السبب الأهم في إقبال عشرات الآلاف من المواطنين الأوروبيين على اعتناق الإسلام،

حيث انزعجوا بشدة من سيادة النزعة المادية، وغياب القوى الروحية المحفِّزة على الاستمرار في الحياة، وهو الغياب الذي يدفع ملايين الأوروبيين للتفكير في الانتحار؛ لعدم وجود مبرر واحد لحياتهم، ويدفع الكثيرين للبحث عن سبل جديدة لتغذية روحهم ووجدانهم، وهو الأمر الذي يجدونه بشكل قوي في القرآن الكريم، الذي تكفي نظرة واحدة عليه لتغيير وجهات نظر العديد من المواطنين الأوروبيين، وتفكيرهم بقوة في اعتناق هذا الدين الحنيف.

التصدي للأفكار المشبوهة
وتواصل د. ريتا تقديم المفاجأة تلو الأخرى؛ حيث تنبه إلى أن القوة الروحية التي يمتلكها القرآن الكريم هي الوحيدة القادرة على التصدي بقوة لانتشار ما يطلق عليها "الأديان المشبوهة" في القارة الأوروبية؛ مثل شهود ياهو، والديانة السنتالوجية، وهي ديانات ذات طابَع مادي، لا هدف لها إلا إبعاد الأوروبيين عن النصرانية، والبحث عن دين جديد كمزيج بين النصرانية واليهودية، أو ما يطلق عليه عولمة الدين.
ولعل د. ريتا دي ميللو لا تجد صعوبة في الإقرار بأن ابتعاد الأوروبيين عن دينهم، وسيطرة النزعة المادية عليهم، وتصاعد نفوذ ما يعرف باللادينيين هو المسئول عن تصاعد نفوذ مثل هذه الفرق المشبوهة، التي تعتقد أن الإسلام والقرآن الكريم وحدهما السبيل الوحيد للتصدي لأفكارهم المشبوهة، لذا فلا ضير من شن الحملات الإعلامية ذات التمويل المشبوه عليهما؛ لتشويه صورتهما أمام الأوروبيين، والتقليل من النجاحات الشديدة، والإقبال غير المسبوق على الإسلام، وما يطلق عليه الأوروبيون كتاب المسلمين المقدس.

فشلٌ ذريع

 وصعَّدت ريتا من انتقاداتها للغرب، مطالبة إياه بوقف حملاته التنصيرية التي لن تحقق أهدافها، سواء في إفريقيا أو الشرق الأقصى؛ فالمسلمون لن يتقبلوا أي مساعٍ لتغيير دينهم، وحتى لو قبلوا لاسيما أن هذه المنظمات قد حققت فشلاً ذريعًا، حين أعلنت أن عام 2000 هو عام تنصير القارة الإفريقية، وهو ما لم يتحقق، بل على العكس تصاعدت موجة اعتناق الإسلام بين الأفارقة، لاسيما الوثنيين منهم. ولا تجد ريتا بُدًّا من التأكيد على أن حالة الجهل الشديدة بالإسلام، التي تعاني منها الأغلبية العظمى من الأوروبيين، هي التي تقف بقوة وراء حالة القطيعة بين المسلمين

الأوروبيين، بل تعزز التوتر بين الطرفين، وتسمح لتيارات معادية لاستغلال حالات القطيعة لتكريسها، وعدم إعطاء أي آمال لمحاولات بناء جسور بين الطرفين

وليس أدلّ على ذلك من اعتقاد أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة روما بوقوف اللوبي الصهيوني وراء تفجير أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الأزمة التي تصفها بالفظيعة، والتي تخالف جميع الأخلاق التي كرستها الأديان السماوية، منتقدةً بشدة من يقفون وراء مثل هذه الحملات المشبوهة، التي تسعى لتكريس ما يُعرف بصدام الحضارات، وليس لإيجاد قنوات حوار معها.

مسئولية المسلمين
ولم تفت د. ريتا الفرصة للتأكيد على أن المسلمين مسئولون كذلك، وبشكلٍ متساوٍ، عن الصورة السيئة التي يحاول البعض وصم الإسلام بها؛ لأنهم لم يبذلوا جهودًا قوية للتصدي لذلك، سواء بامتلاك وسائل إعلامٍ تدافع عنهم، وتعرض الصورة الحقيقية لدينهم، أو بتسويق تعاليمه التي تتسم بالسماحة والمودة التي لا نظير لها في أي دينٍ آخر.
وتضيف: فمثلاً قد أُفاجأ بحملاتٍ منظمة في صحف إيطالية كبرى ضد الإسلام، وأحاول من جانبي الرد على هذه الاتهامات، ولا أجد وسيلة لذلك؛ نتيجة السيطرة الصهيونية على القنوات والصحف الإيطالية. لذا فمن الضروري وجود قناةٍ فضائية، وصحيفة قوية تعبر عن الإسلام باللغات الأوروبية، بدلاً من تركيز المسلمين على التقوقع على أنفسهم.

وعن إعتناقها للإسلام
فتذكر أن  والدها عمل كطبيب في أحد المستشفيات السعودية، وكان ذلك العاملَ الأهم في اعتناقها الإسلام؛ حيث توثقت صلاتها بالعديد من المسلمين، وارتبطت بالقرآن الكريم بشكلٍ دفعها لعدم الالتحاق بكلية الطب، بل بالتركيز على دراسة الحضارة والتاريخ الإسلامي. وبعدها انتقل والدها إلى الصومال لفترة طويلة كمديرٍ لإحدى المستشفيات هناك، ثم كانت المحطة الثالثة في أسمرة، حيث شغل منصب مدير المستشفى الإيطالي هناك، وهي تجارب زودت من شغفها بالإسلام وتاريخه وحضارته، واهتمامها بالاطلاع على مبادئه وقراءة قرآنه الكريم.

 

 

 

 

      القلق الذي يساور المسلمين  تجاه الهيكل المزعوم

           النصارى وهيكل اليهود المزعوم

يزعم اليهود أن الهيكل هو معبد يهودي و يعتقدون  أنه أقيم في القرن العاشر قبل الميلاد ثم خرب في بداية القرن السادس قبل الميلاد. وطبقاً لما ذكرته مصادرهم التاريخية؛ فقد تم بناء الهيكل وهدمه ثلاث مرات، فقد تم تدمير مدينة القدس والهيكل عام 587 ق.م على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسُبى أكثر سكانها، وأعيد بناء الهيكل حوالي 520-515 ق.م وهُدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام 170 ق.م، وأعيد بناه الهيكل مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40 ق.م بمساعدة الرومان. وهدم الهيكل للمرة الثالثة على يد الرومان عام 70 م ودمروا القدس بأسرها.

وهذا لأنه قد تبدل الحال ببني إسرائيل بعد رحيل سيدنا  موسى عليه السلام ، فبعدما كانوا أعزة بنبيهم موسى عليه السلام وأفضل عالمي زمانهم وكان وجود نبي الله موسى عليه السلام بين ظهرانيهم رحمةً ووقاية لهم من الدمار رغم ما فعلوه وما قاموا به من عصيان وتمرد .

 فمن ينقذهم من بأس الله إن ضلوا عن سواء السبيل فلم يتمسكوا بالتوراة بل وارتكب الكهنة من الموبقات ما لم يخطر لأحد على بال مما تسبب في ضياع التوراة فقالوا ( وفعل بنوا  إسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم وتركوا الرب اله آبائهم الذي أخرجهم من ارض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأغاظوا الرب فحمى غضب الرب على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم وباعهم بأيدي عدوهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف إمام أعدائهم ) [1]   

وفقالوا أيضا  ( فحارب الفلسطينيون وانكسر إسرائيل وكانت الضربة عظيمة جداً وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل واخذ تابوت الله ) [2]

ولقد تعرضوا للدمار بعد سيدنا موسي عليه السلام بحوالي تسعمائة وستون عاماً تقريباً فقد قام نبوخذ نصر باحتلال أورشليم في عام 606 ق.م  وفي ذلك يقولون :-

 ( وفي ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذ نصر  ملك بابل إلي أورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار فقاومت المدينة فتغلب عليها حتى دفعت له الجزية  )

 وأعاد الكرة عليها عام 599 ق.م.فسبى من شعبها  عشرة آلاف أسير من اشهر أغنيائها وأشرافها وكنوز الهيكل فقالوا :- ( وسبى كل أورشليم وكل الرؤساء  وجميع جبابرة البأس عشرة  آلاف مسبى وجميع الصناع والأعيان لم يبقى   أحدا إلا مساكين الأرض . وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم   وكل بيوت الكهنة ولم ينجي أحد من النار وجميع أسوار أورشليم قد تم   تدميرها ) [3]

 ويزعمون أنه أعيد بناء الهيكل في نهاية ذلك القرن، ثم في عام 70 ميلاديا وفي عهد تيطس خُرّب نهائيا. حين كانوا تحت حكم الرومان . فتم تدمير أورشليم وقتل اليهود وأسر من أسر من شعبها وذاق اليهود على يد تيطس العذاب والهوان.

وفي عام 106م عاد بعض اليهود في عهد الامبراطور تراجان إلا أنهم أخذوا في أعمال الشغب إلي أن جاء أوريانوس ما بين عامي 117-138م فحول القدس إلي مستعمرة رومانية وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت .

ولم يتحمل اليهود ذلك فثاروا بقيادة باركوخيا عام 135م فأرسلت روما والياً حازماً هو يوليوس سيفروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقنل باركوخيا وذبح من اليهود في تلك الموقعة 580 ألف نسمة وتشتت الأحياء من اليهود تحت كل كوكب ولكي ينسي اليهود أورشليم دمرها أوريانوس وأنشأ مكانها مدينة جديدة أسماها إبلياء ومن يومها واليهود مشتتون في كل بقاع الأرض وصدق فيهم قول الحق جل وعلا "ليبعثن عليهم إلي يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب"الأعراف 167 وقوله سبحانه"فقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض"

والعحيب أن (العهد القديم/ والعهد الجديد) هما المصدر الرئيسي لفرضية وجود هذا المعبد في ما قبل أيام الحشمونيين، وهناك معلومات كثيرة عن المعبد في أواخر أيامه في الكتب الدينية اليهودية الأخرى مثل المشناه والتلمود.

وذكروا العديد من أوصاف مفصلة لشكل المعبد بإستفاضة تثير الشك فلم يتحدثوا عن اليوم الأخر ولا عن الوحدانية بهذا التفصيل الذي يثير الريبة نحو هذا البناء لأنه لوكان أمر بناءه من الله تعالى ووجه إليهم كل هذه التفاصيل .  لكان أولى أن يبين لهم العبادات المطلوبة مهم أولا وعلى رأسها وحدانية الله تعالى والإيمان به جل وعلا وبرسله وباليوم الأخر  

وإلا أنهم شرعو فى كتاباتهم الخاصة والتي لا ترقى بحال من الأحوال إلى الكتب السماوية  أن يتحدثوا عن الهيكل وطريقة العبادة فيه كما كانت في القرن الأول للميلاد (في ما يسمى ب"الهيكل الثاني" أو "هيكل هيرودس") في مؤلفات المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس، وخاصة في مؤلفته "حروب اليهود" التي تسرد سلسلة الأحداث التي أدت إلى التمرد اليهودي على الرومان وأحداث التمرد.

 كذلك توجد بعض الدلائل الأثرية التي تدعم أوصاف يوسيفوس فلافيوس مثل حجرتين تحملان نقوشاً باللغة اليونانية تم العثور عليها في حفريات قرب الحرم القدسي (توجد إحداهما في متحف إسطنبول الأثري والأخرى في متحف روكفلر بالقدس)، والتي تحذر الرواد غير اليهود ألا يدخلوا في المكان المقدس، وبوابة تيتوس في روما المنقوش عليها صورة مسيرة جنود رومانيين يحمل كنوز الهيكل بعد انتصارهم على اليهود المتمردين عليهم في القدس وتدميرهم للهيكل.

ودليل إفتراءهم أنه لا توجد من غير الكتاب المقدس إلا دلائل أثرية وتاريخية غير مباشرة تذكر الملوك اليهوذيين في أورشليم (القدس) وعدد من وزراءهم وكهنتهم، بالأسماء المذكورة أيضا في الكتاب المقدس، كمن عبدوا الرب في الهيكل، ولكن دون ذكر الهيكل نفسه.ولكن ما يثير الدهشة  هو زعمهم  أن المعبد يقع موقعه داخل الحرم القدسي الشريف أو بجواره.

الهيكل في النصوص الدينية

نورد بعض النصوص التي ذكرت فى العهد القديم بخصوص هذا البناء فحسب ما ورد في الكتاب المقدس (سفر الملوك الأول إصحاح 5-6) بناه الملك سليمان (النبي سليمان في الإسلام) إتماماً لعمل أبيه الملك داود (النبي داود في الإسلام) بأمر من الله.

وكان داود هو الذي نقل تابوت العهد والأحجار المنقوش عليها شريعة موسى إلى مدينة أورشليم بعد احتلالها من اليبوسيين. أما سليمان فبنى الهيكل في أورشليم ووضع فيه التابوت والأحجار وجعل المكان معبدا للرب. ويذكر سفر الملوك الأول (الأصحاح 6-9) أن بناء الهيكل استمر 16 عاما (من السنة الرابعة بعد توليه العرش وحتى السنة العشرين) وأنه تم بالاستعانة بملك صيدا الفينيقي الذي باعه الأخشاب وأرسل إليه كبار صناعه.

الخلاف حول مكان الهيكل

وبعد الفتح الإسلامي بُني مسجد قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، الأمر الذي لا يقبله اليهود لأنهم لا يؤمنون بالإسلام كديانة منزلة من الله، بقى المسجد الأقصى على حاله التي هي عليه الآن، حتى بعد ما إحتل الصهاينة لهمأرض فلسطين ومن يومها وهم يسعون لبناء هيكل سليمان أو الهيكل الثالث على جبل الهيكل وهو (المصطلح اليهودي)

 أو الحرم القدسي الشريف وهو  (المصطلح الإسلامي)، وقام الصهاينة بعدة محاولات هدفها هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث مكانه والله تعالى حائل بينهم وبين ما يشتهون .

رأي الجماعات المسيحية حول بناء الهيكل

وحتى تتأكد عزيزي القارئ من أن اليهود والمسيحين ما هما إلا وجهان لعملة واحدة نستعرض لك أراء بعض المسيحيين حول هذا البناء والذي يسمونه بالهيكل فالمسيحيون الإنجيليون : يدعمون إعادة بناء هيكل سليمان كخطوة على طريق عودة يسوع المسيح، المسيّا وبداية معركة هرمجدون. و يدعمون الصهاينة في كل مواقفهم ويرون أن نهاية العالم قد صارت وشيكة.

فريق الصلاة لأورشليم : يقومون بالدعم للصهاينة فيزعمون أن عودة المخلّص ترتبط بأورشليم مباشرةً وأنّ معظم النبوءات التوراتية تشير إلى أورشليم ونهاية الزمن، وإلى بناء الهيكل الجديد، والمسيخ الدجّال، وقيام معركة هرمجدون.

السفارة المسيحية الحولية :أنشأها الإنجيليون في سبتمبر 1980، وتعمدوا أن يكون مقرها في أورشليم. وللسفارة المسيحية خمس عشرة قنصلية في الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بأنواع متباينة من الأنشطة الفعالة لصالح إسرائيل عبرت عنها صحيفة الجيروزاليم بوست في مقال لها سنة1980 بأنه سيشمل تشجيع كل أنواع الدعاية للدفاع عن القضية اليهودية في الصحافة والراديو والأفلام والاجتماعات أو أي وسيلة إعلامية أخرى.

منظمة الأغلبية الأخلاقية :وهي التي أسسها القس جيري فالويل سنة 1979 وهي ذات توجه ديني سياسي، لها برنامج إذاعي يومي يستمر لساعة كاملة، واسمه ساعة الإنجيل تبثه ستمائة محطة في أنحاء العالم، ولها مجلة دورية بعنوان (صوت المسيحية)، وينظم فالويل من خلال منظمته رحلات دورية إلى الأراضي المقدسة، ويضم أبرز جوانب الرحلة زيارات لوادي مجدو، ومواقع توراتية أخرى.

هيئة المائدة المستديرة الدينية: تأسست سنة 1979 لتنسيق برنامج عمل اليمين المسيحي، وتضم عدداً كبيراً من أضخم المنظمات، ومن أنجح العاملين باليمين الديني ومن هذه المنظمات : منظمة مترجمو الكتاب المقدس وعصبة الكنيسة في أمريكا. وهي منظمة أبحاث غاية في السرية، ولديها ملفات عن آلاف شخصيات العالمية، وتعتبر هذه الهيئة دعم إسرائيل لأسباب لاهوتية وإستراتيجية.

مؤسسة جبل الهيكل :أسسها تيري ريزنهوفر هو تاجر أراضي وبترول من أجل العمل على تحقيق النبوءة التوراتية بشأن بناء الهيكل الثالث، وذكرت صحيفة دافار الإسرائيلية في مقال لها عام 1983 أن مؤسسة جبل الهيكل المسيحية الأمريكية جمعت عشرة ملايين دولار لتستخدمها في تقديم المعونة لبناء المستوطنات وشراء الأراضي من الأوقاف الإسلامية والمساعدة في مشروع إعادة الهيكل.

 وشارك ريزنهوفر في تنظيم حملة 1983 للاحتجاج على القبض على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في مؤامرة ضد المسجد الأقصى، وتبرع بتكاليف الدفاع عنهم. ولثرائه الكبير، تبرع تيري بمبالغ ضخمة لمنظمة الهيكل المقدس اليهودية.

الأرثوذكس ضد بناء الهيكل

أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية : فقد أكدت مراراً على أنها لن تدخل اورشليم إلا بعد دخول المسلمين - حسب ما قاله البابا شنودة - وأكدت أيضاً معارضتها لأقامة الهيكل الثالث

الرأي الإسلامي

للحرم القدسي قدسية خاصة لدى المسلمين فهو أولى القبلتين وثاني مسجد وضع في الأرض وإليه أُسرى بالرسول قبل أن يعرج إلى السماء.

موقع الهيكل

وليس هناك دليل على المكان الذي بُني فيه الهيكل، فبينما تذكر بعض المصادر أنه بنى خارج ساحات المسجد الأقصى، يدعي اليهود أن مكانه تحت قبة الصخرة ويعتقد اليهود والمسيحيين أن مكان هيكل سليمان هو جبل الهيكل أو الحرم القدسي الشريف، ويقال أن هيكل سليمان موجود تحت بيت المقدس، ولهذا أراد اليهود قبل سنوات قليلة هدم المسجد الأقصى للبحث تحته عن هيكل سليمان.

إن الله يمهل ولا يهمل

وماذا لو أصر اليهود على محاربة الله جل وعلا والإعتداء على مقدساته سبحانه وتعالى ؟  حينئذ نذكرهم بقول الله تعالى  (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران:112) .

فضربت عليهم الذلة أي اليهود، أينما ثقفوا أي أينما وجدوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس ، أكثر المفسرين فسرها بعهد الله وعهد الناس. وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم من طريقين عن ابن عباس وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ قال: بعهد من الله وعهد من الناس .

ومن معاني الحبل هو العهد والوصل والسبب .

فمعنى الحبل في هذه الآية السبب : فاليهود ضربت عليهم الذلة أينما وجود إلا بسبب من الله وهو اتباعهم الوحي والهدي النبوي عندما اتبعوا سيدنا موسى عليه السلام فأعزهم الله بعدما كانوا أذلة، أو بسبب من الناس من خلال تملق الأقوياء والتحالف معهم وجعلهم أداة ووسيلة تحقيق أهدافهم .

وهذا ما يصدقه الواقع والتاريخ فاليهود قوم انتهازيون وصوليون، يتملقون الأقوياء ويتحالفون معهم من أجل خدمة أهدافهم .

فحين ظهر قورش الفارسي في بلاد فارس، وأصبح قوة جبارة، ساعده اليهود واعتبروه مخلصاً ربانياً لهم ، بل وصفوه بالمسيح المنتظر، وجاء في سفر أشعيا

(هكذا يقول الرب لمسيحه، لقورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً ، وأحل أحزمة ملوك ، لأفتح أمامه المصراعين، فلا تغلق الأبواب، إنني أمشي أمامك، وأمهد الهضاب، وأحطم مصراعي النحاس ، وأكسر مزاليج الحديد ، وأعطيك مكنونات الكنوز وذخائر المخابئ، حتى تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك ، لقبتك وأنت لا تعرفني).

و قد قدم قورش هذا وعداً لليهود بالعودة إلى فلسطين ، على نفس الطريقة التي صدر بها وعد بلفور .

و عندما كانت العلاقات بين الكلدانيين والمصريين متوترة ، ومرشحة للاصطدام ، قدر اليهود أن النصر سيكون حليف المصريين ، لذلك سارعوا للتحالف معهم ، وخالفهم في ذلك النبي " أرميا الكاهن " فقد كان اعتقاده أن النصر سيكون من نصيب بختنصر وجيشه.

و لما انتصر جيش بختنصر، اقتحم بختنصر القدس وساق اليهود أسرى إلى بابل ، وقَدَر للنبي " أرميا " موقفه فترك له الحرية في البقاء أو الهجرة.

وفي الأندلس

حين برز المسلمون كقوة عالمية سارع اليهود للتحالف معهم وكسب ودهم، بل راحوا يتجسسون لهم على الروم وغيرهم.

وفي الأندلس استقبلوا المسلمين، فلما خرجوا منها كانوا معهم، واستقروا في أقطار المغرب وتركيا ، فلما أفل نجم المسلمين، راحوا يتجسسون عليهم لمصلحة الاستعمار الغربي، بل راحوا يغرونه بالغزو.

وحين سطع نجم  هولاكو

 في المشرق كاتبه يهود بغداد وحالفوه وقدموا له المال والمشورة، قبل أن يصل إلى بغداد، فلما دخلها وقتل الخليفة ومليوناً من المسلمين سلم اليهود ، فلم يقتل منهم أحد ، كما سلمت أموالهم من النهب والسلب وفي العصر الحديث ابتدأ رهانهم على فرنسا فحالفوها ، وراحوا يتعلمون الفرنسية ، ويعملون في خدمة النفوذ الفرنسي، فلما برزت إنكلترا قوة جديدة ، تحولوا إليها وربطوا مصيرهم بها ، وراحوا يغرون الإنكليز باستعمار فلسطين وغيرها ، واتخذوا من " لندن " مقراً لحركتهم ونشاطهم ، فلما توحدت ألمانيا وبرزت قوة سياسية ، تركوا لندن ، توجهوا إلى برلين ، وقام بعضهم بترجمة التوراة للألمانية ، كما راحوا يتعلمون الألمانية ، ويعقدون المؤتمرات هناك ، ويكتبون بالألمانية كافة القرارات ، وبقي الحال هكذا حتى بعد ظهور هتلر ، حيث ظلوا على صلة به ، يحاولون استثمار كرهه للمساعدة في الهجرة إلى فلسطين .

في كتاب الصهيونية في زمن الدكتاتورية " لكاتبه اليهودي ليني برينر " والذي قام بترجمته والتقديم له د. محجوب عمر وأصدرته :" مؤسسة البحوث العربية " قد كشف المؤلف عن وثيقة باسم " أنقرة " وفيها أدلة على اتصال الإرهابي " شتيرن " صاحب العصابة التي حملت اسمه ، وقد قام بالاتصال أولاً بالفاشيين الإيطاليين ثم جانبهم ، بشرط المساعدة على قيام دولة إسرائيل ، وكان هذا عام 1940 حين كان نجم " المحور " في صعود وانتصاراتهم تدوي في العالم ، وخسارتهم للحرب تبدوا بعيدة جداً .

ففي عام 1940 م جرى اتصال بيهودي يعمل مع الشرطة البريطانية في القدس وكان عميلاً " لموسليني " ، وكان الاتفاق يقضي بأن يعترف ( موسليني ) بدولة عبرية في فلسطين ، وفي مقابل ذلك يحارب اليهود إلي جانب المحور .

و لم يكتف " شتيرن " بهذا الاتصال ، فأراد أن يكون مع الألمان وبشكل مباشر ، لذا أرسل " نفتالي لونستيك " إلى بيروت ( وكانت بحكم حكومة " فيشي" التي أقامها المحور في فرنسا ) .

و في كانون الثاني 1941 م قابل " لونستيك" الألماني " رودلف روزين وأوتوفرن " الذي كان مسؤلاً عن الإدارة الشرقية في الخارجية الألمانية . إن تاريخ الوثيقة هو 11كانون الثاني 1941 م ، وكانت جماعة " شتيرن " لا يزالون يعتبرون أنفسهم " الأرجون الحقيقي" .

ولم يتبنوا اسم " المقاتلين من أجل الحرية " إلا فيما بعد ، ( حيث حصل الانشقاق ) وفي الوثيقة قالت مجموعة " شتيرن " للنازيين : (إن جلاء اليهود عن أوروبا هو شرط مسبق لحل المسألة اليهودية ، وهذا لا يمكن إلا من خلال إقامة الدولة اليهودية وفي حدودها التاريخية ، وإن المصالح المشتركة يمكن أن تكون في إقامة نظام جديد في أوروبا، متسق مع المفهوم الألماني والطموحات القومية للشعب اليهودي ، كما تجسدها المنظمة العسكرية القومية ، وإن التعاون بين ألمانيا الجديدة وبين عبرانية شعبية متجددة ممكن ، كما أن إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أسس قومية شمولية ، ومرتبط بمعادة مع الرايخ الألمانية ، ستكون في مصلحة الحفاظ على موقع نفوذ ألماني مستقبلي في الشرق الأوسط وتقويته . وانطلاقاً من هذه الطموحات القومية المذكورة والخاصة بحركة الحرية الإسرائيلية من جانب الرايخ الثالث ( هتلر) ، تعرض أن تشارك بنشاط في الحرب إلى جانب ألمانيا

و الغريب أن " شتيرن " ويشاركه آخرون يشعرون بأن الصهاينة هم الذي خانوا المحور وليس العكس .

و يوم أن قام هتلر بإغلاق النوادي اليهودية ، ومصادرة صحفها ، استثنى الصحف الصهيونية ، حيث استمرت على الكتابة والنشر ، وهذه الصلة صارت البحث فيها ، من المحرمات ومن يبحث فلن يجد داراً تنشر له ، لأن سيف الإرهاب الصهيوني مسلط فوق الرؤوس في الغرب .

ثم تحولوا بعد ذلك إلى لندن وحالفوا الإنكليز .وبعد الحرب العالمية الثانية أدركوا أن مركز القوة قد تحول إلى أمريكا ، فتوجهوا إلى هناك، رامين بثقلهم المالي والإعلامي والتنظيمي .و غداً إذا ما شعروا بان روسيا أو الصين مرشحة للصعود .

ونخنم هذا البحث بسؤال لليهود ألا وهو :

           إلى من ستلجئون حين تعود إلينا الأمور ؟

 

 

 

 

المراجع

القرآن الكريم

1-              الجامع لاحكام القرآن – أبو عبد الله محمد بن أحمد الانصاري القرطبي – دار الفكر للطباعة والنشر 1991

2-              مختصر الطبري للامام محمد بن جرير الطبري

3-              الميزان فى تفسير القرآن

4-              فتح الرحمن فى تفسير القران

5-              علوم الحديث للامام ابن كثير

6-              سير أعلام النبلاء

7-              فتح الباري-- للبخاري

8-              تهذيب التهذيب--  للحافظ ابن حجر العسقلاني

9-              رياض الصالحين للامام شرف الدين النووي الدمشقي – دار المنار للطباعة والنشر

10-         لسان العرب-- ابن منظور 

11-         معجم الادباء – ياقوت الحموي

12-         اظهار الحق – رحمت الله الهندي

13-         هداية الحيارى – ابن قيم الجوزية

14-         الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح-- ابن تيمية

15-         الصفة على المذاهب الاربعة -عبد الرحمن الحريرى

16-         محمد فى التوراة والانجل والقران - إبراهيم خليل أحمد

17-         محمد فى الكتاب المقدس- عبد الأحد داود

18-         قصة الحضارة . ويل ديورانت – ترجمة محمد بدران

19-         بروتوكولات حكماء صهيون ترجمة د / أحمد السقا

 20 ـ محافل البابوات تأليف يالي ،
 21ـ تاريخ البابويّة مجلد أوّل
 22ـ تاريخ الباباوات تأليف [ باور]
 23ـ تاريخ البابوات مجلد 2 تأليف (باور)
 24ـ جرائم النصرانية مجلد أوّل تأليف (فوت وهويلر)
25ـ تاريخ البابوات مجلد أوّل تأليف برايس .
26ـ جرائم النصرانية مجلد 11
27 ـ وذلك ما بين الكولوسيوم وكنيسة القديس [ كلاما نتوس] بروما
28 ـ تاريخ المملكة المغربية مجلد 3
29 ـ انظر دائرة معارف شامبرس تحت كلمة حنة .
30ـ تاريخ المملكة المغربية مجلد 3
31ـ تاريخ المملكة المغربيّة مجلد 3.
32 ـ تاريخ البابويّة مجلد 2 تأليف "ريدل" .
33 ـ تاريخ المملكة المغربية مجلد3 0

34- جرائم النصرانية مجلد 1
 35ـ جرائم النصرانية مجلد 1
 36ـ البابوات تأليف (ولك)
 37ـ تاريخ البابوات تأليف (باور)
38ـ ملحوظات على التاريخ الأكليركي تأليف ( جوزت)
39 ـ تاريخ المملكة المغربية
40ـ تاريخ البابوات تأليف (ولك) .
41ـ انظر كتاب الخوري والمرأة والاعتراف طبعة 43 تأليف الأب ( شينكوي) .

42 ـ البابوات تأليف ولك مجلد 3
43ـ جرائم النصرانية مجلد أول
44 ـ جرائم النصرانية مجلد أول
45ـ الخوري والمرأة والاعتراف تأليف الأب شنكوي .
46ـ تاريخ البابوات مجلد أولتأليف (رنك).
47 ـ تاريخ البابوات مجلد أول تأليف (رنك) .
48 ـ الخوري والمرأة والاعتراف تأليف شنكوي .
49ـ الخوري والمرأة والاعتراف تأليف شنكوي .

نظرات في تأريخ الإسلام) تأليف :50-رينهاردت دوزي
51-حضارة الإسلام).تأليف : غوستاف لوبون
52-الأبطال)تأليف : توماس كارليل
محاسن الإسلام)للدكتورة : لورا فينشيا 53-فاليري

 

أسفل النموذج

أعلى النموذج

أسفل النموذج

 

 

 


رقم الإيداع //           //2012

 

 

أعلى النموذج

 

أسفل النموذج

 

 

 

 

 



[1] قضاة 2/11/14

[2] صموئيل الأول 4/10

[3] ارميا 22/13

 

 

وما تخفى صدورهم أكبر

Download

About the book

Author :

أحمد إسماعيل زيد

Publisher :

www.islamland.com

Category :

Biographies & Scholars